روايات

رواية قلوب حائرة الفصل الثامن والعشرون 28 بقلم روز أمين

موقع كتابك في سطور

رواية قلوب حائرة الفصل الثامن والعشرون 28 بقلم روز أمين

رواية قلوب حائرة البارت الثامن والعشرون

رواية قلوب حائرة الجزء الثامن والعشرون

رواية قلوب حائرة
رواية قلوب حائرة

رواية قلوب حائرة الحلقة الثامنة والعشرون

تمللت في فراشها بدلال وجدته ينظر لها بعيون عاشقة هائمة في ملكوت سحرها
إبتسمت له بسعادة قائلة بصوتٍ مٌتحشرج:
_صباح الخير يا حبيبي .

أجابها وهو يداعب أنفها بأنفه:
_صباح الفل .

إبتسمت وسألته:
_هو أنتَ صاحي من بدري ؟

أجابها وهو يهز رأسهٌ بإيماء:
_ صحيت ومرضيتش أزعجك، فضلت أبص عليكي وأتملي في جمالك وهدوئك وإنتي نايمة ،
ثم أكملَ بإنبهار:
_هو فيه حد بيصحي من النوم زي القمر كده؟

ضحكت ودفنت وجهها داخل أحضانه مٌحتضنةً إياه بسعادة ودلال وغاصت معهٌ من جديد في عالم العشاق

بعد مدة كانت تضع رأسها علي صدره، وضع يده وأزاح عنها خصلة شعرها وأرجعها خلف أذنها ونظر لها بولهْ وتحدث بإعجاب:
_معقولة جمالك ده، هو إنتِ إزاي حلوة أوي كدة طول الوقت ؟

إبتسمت ودفت وجهها داخل صدرة خجلاً ،
رفع وجهها إليه مرةً أخري ونظر داخل عيناها وتحدث بإنبهار:
_تعرفي إيه أحلي حاجة بحبها فيكي يا مليكة ؟

نظرت له وهزت رأسها بنفي وتحدثت بإستفهام:
_ إيه ؟

أجابها بعيون عاشقة:
_ خجلك ورقتك، برغم عدد سنين جوازك إلا إنك لسه بيور وخجولة ودي أحلي حاجة بتميز الست وللأسف بقت قليلة جداً ف زمنا ده .

إبتسمت له فمال علي شفتاها ليشرب من شهد عسلها المميز ،
ثم تحركَ وحملها ودلفَ بها داخل الحمام تحت سعادتها المطلقة من دلالهْ الزائد لها

بعد مدة من الوقت تحدثت مليكة علي إستحياء وهي تٌمشط شعرها أمام مرآتٌها:
_ حبيبي مٌمكن تنزل إنتَ الأول وأنا شوية كدة وهحصلك ؟

نظر لها مٌضيقاً عيناه بإستغراب وتحدث مٌستفهماً :
_وليه مننزلش إحنا الإتنين مع بعض ؟

تحمحمت بخجل وتحدثت مفسرة:
_معلش يا حبيبي، بس أنا مش حابة حد ياخد باله من علاقتنا وكمان ياريت نتعامل مع بعض قدامهم زي الأول، يعني مش عاوزة ماما ثريا تزعل لو حست بحاجة .

نظر لها بتساؤل:
_وعمتي إيه إللي هيزعلها من حاجة زي كده، أنا مش قادر أفهمك بصراحة يا مليكة !

شعرت بالحزن يكتسي عيناه فاقتربت منه بدلال وتحدثت:
_مش إنتَ كل إللي يهمك إننا نكون كويسين وبنحب بعض يا ياسين، هتفرق إيه بقى حد يعرف بحبنا ده ولا لا،
وتحسست صدره بيدها في حركة أذابت حصونه:
_ياسين أنا بحبك أوي ومش عاوزه أي حاجة تحصل تاني وتتسبب في زعلنا، خلينا نعيش حبنا في هدوء من غير ماحد يحس ولا يشعر بينا، أرجوك يا ياسين .

إبتلع لٌعابه من تقاربها وهيأتها المٌهلكة لرجولته وتحدث بإنصياع:
_ إللي تشوفيه صح أنا موافق عليه يا قلبي .

وأكمل بتمني:
_ المهم حبيب جوزه يفضل يحبه ويهتم بيه ويدلعه زي إمبارح كده،
وغمز بعينه بوقاحة.

إبتسمت بخجل وتحدثت:
_ إتفقنا .

وبالفعل نزل ياسين وتجهزت هي الأخري وكادت أن تتحرك أوقفتها صورة رائف الموضوعة بعناية فوق الكومود،
إقتربت منها وأمسكتها ونظرت له بحنين وغيمة من الدموع إكتست مِقلتيها

وتحدثت بصوت مسموع :
_متزعلش مني يا رائف، غصب عني والله معرفش أمتي وإزاي حبيته وأتشديت له بالشكل ده، قاومت كتير صدقني كنت بشوف العشق والغرام في نظرة عيونه وهو بيبص لي، ومع ذلك قاومت، بس غصب عني قلبي داب في حبه وعشقهْ
ونزلت من عيناها دمعة وهي تقول:
_ سبحانه مقلب القلوب، بس عاوزة أقول لك إنك هتفضل في قلبي لأخر يوم ف عمري،

وأكملت بحنين:
_أصل مش إنتَ الراجل إللي تتنسي يا رائف، هفضل فاكرة لك عشرتك الهادية وقلبك الطيب وحنانك وحبك ليا، وحشتني يا طيب والله وحشني قلبك الطيب، الله يرحمك يا حبيبي ويجعلك من أهل الجنة

ثم أكملت بإبتسامة وحماس:
_أنا هاجي أزورك قريب إتفقنا أرجوك متزعلش مني وسامحني أرجوك يا رائف ،
ثم وضعت الصورة بمكانها ودلفت للحمام إغتسلت من دموعها وتحركت للأسفل .

نزل ياسين إلي الأسفل، وجهت ثريا عَلية لإحضار الإفطار لهٌ وبعدها لحقت به مليكة وجلسا في الحديقة يتناولان إفطارهم بجانب يسرا وثريا

في تلك الأثناء دلفت ليالي من البوابة الحديدية تبحث بعيناها عن ياسين، وجدته يجلس بإرتياح يتناول طعامه وترتسم علي وجههِ علامات السعادة والراحة

تمالكت حالها وكتمت غيظها ورسمت إبتسامة مزيفة علي وجهها وتحدثت:
_صباح الخير .

رد الجميع وتحدثت ثريا بوجهٍ بشوش:
_ إقعدي يا ليالي إفطري مع ياسين ويسرا ومليكة، أكيد لسه ما فطرتيش ؟

تحدثت ليالي بإبتسامة كاذبة وهي تجلس بجوار ياسين:
_ أنا فعلاً لسه مافطرتش يا طنط .

ثم أمسكت بأناملها وجنة ياسين ووضعت بها قبلة ناعمة ونظرت لهٌ بدلال وسحر وتحدثت:
_عامل إيه يا بيبي النهاردة ؟

نظر لها بشك وريبة من إهتمامها الزائد الغير معهود وتحدث:
_الحمدلله كويس .

وشرعت هي بتناول طعامها .

أما مليكة فكانت بحال لاتٌحسد عليه فرغماً عنها شعرت ببركان ألم وغيرة من لمسات ليالي لياسين وبرغم أنها الزوجه الثانية وتعرف موقفها جيداً وأنها لا يحق لها تلك المشاعر إلا أن ذلك الشعور تمكن من قلبها وغزاه فأصبح كقطعةٍ فحمٍ شديدة الإشتعال .

شعر هو بها بالرغم من محاولتها المٌستميتة لتخبئة ما يدور داخل صدرها
لكنه عاشق ومن غير العاشق يشعر بنارِ معشوقه .

تحدث ياسين لإخراج مليكتة من حزنها:
_أمال فين عالية يا عمتي مش سامع جنانها وهيبرتها في البيت النهاردة ؟

أجابتهٌ ثريا مع إطلاق ضحكات خفيفة:
_ دي خرجت مع جيجي تشتري شوية حاجات، قولت لها إستني مليكة لما تصحي قالت لي مليكة شكلها هتتأخر واستعجلت ومشيت .

تحدثت مليكة بجدية ووجهٍ عابس:
_لو كانت قالت لي إمبارح إنها هتخرج ومحتجاني معاها كنت صحيت بدري مخصوص علشانها .

نظر لها بأسي لحالتها وتحدث ليٌخرجها من تلك الحالة:
_مليكة هو أنا ممكن أتجرأ وأطلب فنجان قهوة من إيدك، بجد وحشتني قهوتك جداً .

إبتسمت رغماً عنها وأجابته بموافقة:
_أكيد طبعاً .

وقفت ونظرت للجميع مٌتسائلة بوجهٍ سعيد:
_ مين تاني يحب يشرب قهوة مع ياسين ؟

نظرت لها ليالي بضيق وتحدثت بإستهجان ولهجة ساخرة:
_ هو من أمتي بقا أسمه ياسين يا مليكة، مش كان سيادة العقيد بعد مابطلنا أبيه ؟

إرتبكت بوقفتها وأحمرت وجنتيها خجلاً وتعالت أنفاسها

حين نظر هو إلي ليالي بتحدي وتحدث ساخراً:
_من يوم ما بقت مراتي وأنا بقيت بالنسبة لها ياسين يا مدام، ولو مطلوب منها تقولي يا سيادة العقيد يبقي أنتي كمان هتقولي قبلها .

إنتفضت بجلستها واعتدلت له وتحدثت بحدة وتعالي:
_إنتَ بتشبهني بيها يا ياسين، بتشبه مراتك أم أولادك بواحدة كل إللي بيربطك بيها حتة ورقة وبالغصب كمان ؟

صاح بها عالياً بغضب:
_ليااالي، إلزمي حدودك وماتتكلميش في إللي مايخصكيش علشان ماتسمعيش كلام يضايقك ويأذيكي .

تدخلت ثريا لفض ذلك الإشتباك:
_ خلاص يا بنتي إنتي هتعملي مشكلة علي موضوع ما يستاهلش .

تحدثت يسرا بهدوء:
_إهدي يا ليالي ملهاش لازمة عصبيتك دي وخصوصاً إنك زي ما قولتي دي مجرد ورقة وما تستاهلش إنك تعملي عليها مٌشكلة .

إشتعل بركان الغضب داخله من حديثهم الثائر لكرامته كرجل يعشق إمرأته ويقدسها ولم يستطع حتي البوح بما يكنه لها داخل صدره أمام الجميع

نظر لها بغضب مكتوم إرتبكت بوقفتها وأرتجف جسدها وأمتلئت مقلتيها بدموع الألم والحزن ،
1

إنسحبت بهدوء للداخل وأسرعت مٌتجهة إلي غرفتها بالأعلي
إرتمت علي تختها وأجهشت بالبكاء المرير علي حالتها التي وصلت إليها
هي متزوجة وتعشق زوجها ولكن لايحق لها حتي الإفصاح أو التعبير عن تلك المشاعر التي تنفجر عشقاً بداخلها
2

أما ياسين فقد وجه بصره إلي ليالي ونظر لها نظرات تنفجر من داخلها نيران الغضب وتحدث بحدة:
_أخر مره هسمح لك بإنك تتكلمي بالشكل الهمجي ده مع مليكة ولو ده حصل تاني قسماً بربي هتشوفي مني وش عمره ماعدي عليكي طول سنين جوازنا إللي فاتت، إنتِ فاهمة؟

وأكمل ساخراً:
_والوقت يلا روحي شوفي ولادك بيعملوا إيه ده لو كنتي لسه فاكرة إن عندك ولاد ومسؤولية ،
وصاح بها بحدة:
_يلاااااااا .

إنتفضت برعب من تحولهٌ المفاجئ وغضبهٌ العارم هزت رأسها بإيماء وتحركت سريعً للخارج متوجهة إلي منزلها
وقف ياسين وهو يتنفس بغضب ينم عن ما بداخله من ثورة بركان غاضب

حاول تهدئة حاله ثم تحدث مٌتأسفاً:
_أنا أسف يا عمتي إني إتنرفزت وعليت صوتي في وجودك، بعد إذنكم .

وأنسحب هو الأخر للخارج ذاهباً بإتجاه البحر بقلبٍ ثائر حائر ما بين غاضب منها لأنها هي من وضعتهم في تلك الخانة، وبين قلبٍ مفطورٍ حزين لأجل دموعها التي رأها بعيناها وهي تترجاه ألا يغضب منها
1

زفر بضيق وبدأ ينظم أنفاسه ويأخذ شهيقاً وزفير علَ هواء البحر النقي يريح قلبهٌ ورأسه المٌشتعلان بنار الغضب ،

نظرت يسرا لوالدتها التي بدا علي وجهها الحزن والشرود أخرجتها يسرا وهي تربت علي يدها بحنان وتحدثت:
_إهدي يا حبيبتي أرجوكي .

نظرت لها ثريا وتحدثت بأسي:
_ ياتري أخوكي حاسس باللي بيحصل ده يا يسرا، ياتري شايف مراته وحبيبته ونور عيونه وهي قلبها بدأ يلين و يروح لغيره ؟
5

تحدثت يسرا وهي تهز رأسها برفض:
_إيه بس إللي بتقوليه ده يا ماما حضرتك ست مؤمنة ماينفعش تفكري بالطريقة دي، رائف الله يرحمه في مكان أحسن وكل الدنيا دي باللي عليها مبقاش يعني له أي شيئ،

وأكملت بكذب حتي تٌطمئن والدتها:
_ وبعدين مليكة عمرها ما حبت ولا هتحب غير رائف، طمني قلبك يا حبيبتي وارتاحي من الناحية دي .

أجابتها ثريا بتأكيد:
_ليه هو إنتِ مشفتيش دموعها ونظرت الألم إللي في عيونها وهي بتبص لياسين بعد كلام ليالي ليها ؟

تحدثت يسرا بتعقل:
_عادي يا ماما، واحدة وأتهانت وسمعت كلمتين فارغين ملهمش لازمة عاوزاها تبقي مبسوطة مثلاً

ثم تنهدت بأسي وأكملت:
_يا ماما أنا مبحبش أشوفك كده، إللي عند حضرتك ده وسواس من الشيطان عاوز يدخلك في حالة رفض للأمر الواقع والرضا بقضاء ربنا وقدره

وتحدثت محاوله إخراج والدتها من حالتها تلك:
_رائف خلاص يا ماما راح عند ربه يعني الدنيا واللي عليها مبقوش يفرقوله صدقيني، أنا إللي هقول لك الكلام ده وإنتِ ست مؤمنة وحافظة وفاهمة كلام ربنا كويس .

تنهدت ثريا وتحدثت ناظرة للسماء مناجية الله سبحانه وتعالي:
_ اللهم إني أستغفرك وأتوب إليك، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ،سامحني يا رب علي غفلتي، إنت عالم بقلبي واللي جواه وأنت أدري بحالي مني، سامحني علي جهلي الغير مقصود .

ربتت يسرا علي يد والدتها ونظرت لها بابتسامة حانية.

◇◇◇◇¤◇◇◇◇

دفعت ليالي باب غرفة منال بعد أن طرقت عدة طرقات سريعة لتقتحم خصوصيتها
إنتفضت منال من جلستها علي المقعد وألقت بالمجلة التي بيدها فوق المنضدة بإهمال وتحدثت بفزع:
_فيه إيه، ياسين جرا له حاجة ؟

أجابتها بسخرية وتهكم:
_متخافيش أوي كده حضرتك، ياسين بيه مبيجرالوش حاجة، لكن أنا إللي هيجرا لي قريب من عمايله .

تنهدت بإرتياح وجلست فوق مقعدها مٌجدداً قائله بتهكم :
_خير يا ليالي، إيه إللي حصل مخليكي داخلة عليا داخلة المخبرين دي ؟

أجابتها بغضب:
_البيه إبنك ،
وقصت علي مسامعها ماحدث

وبعدها أكملت بإستياء وقلق:
_عمتو، أنا بدأت أقلق من موضوع مليكة ده، ياسين مش طبيعي يا عمتو، ياسين بقي عامل زي المسحور
ده ما بقاش قادر يسيطر علي حاله في وجودها ،
بمجرد ما بيشوفها بيبقي عامل زي المراهق وشه بيبتسم ويفضل يُبص عليها بنظرات عمره ما بصها لي حتي في أشد أوقاتنا الخاصة

وأكملت بجنون:
_حضرتك لازم تشوفي لي حل، ما أنا مش هفضل قاعدة لحد ما ألاقي جوازه منها بقي طبيعي وألاقي نفسي مجبورة أتحمل وأقاسم جوزي مع ضٌرة .

أجابتها منال بكل هدوء:
_إهدي يا ليالي ومتتهوريش وتعملي تصرفات ترجعي تندمي عليها،
ياسين مش هيرحمك لو وقعتي تحت إيده ده إبني وأنا أدري بيه،

وأسترسلت بتوقع:
_ بالنسبة لمليكة مش عاوزاكي تقلقي، ياسين لسه ما طالش منها حاجه ولا حتي لمسها، لأنه ببساطة لو كان طالها كان سابها ورمي طوبتها زي إللي قبلها وقبلها

ثم نظرت لها بشك وتحدثت:
_ وبعدين يا ستي حتي لو خلاها زوجة فعلية ليه، معتقدش إن ده هيفرق معاكي كتير ،
وأكملت بنبرة ساخرة:
_بدليل الستات إللي فضلتي تنخربي ورا ياسين وأجرتي واحد من شركة أمن إيطالية يراقبه وعرفتي علاقاته النسائية إللي مابتخلصش وبعدها ماكانش ليكي أي ردة فعل وكملتي حياتك معاه ولا كأنك عرفتي حاجة ،

وأكملت بتعقل:
_ وأهو زهق من جوزات العرفي لوحده وبطلها من سنين وبقي ليكي لوحدك وحتي مبقاش يخرجش برة البيت .

أجابتها بغضب وغل:
_لا تفرق كتير أوي لما جوزي يبقي بيعط برة في السر ومحدش عارف بلاويه وأبقى قدام الناس أنا الزوجة الوحيدة وليا كل الصلاحيات والإحترام ،
وما بين لما يبقا لي ضٌرة فعلية وتقاسمني جوزي في كل شيئ
2

وأكملت بإستنكار:
_ده مش بعيد وقتها ياخدها في حفلاته وخروجاته إللي تبع شغله عادي جداً،

وأكملت بتسائل:
_ساعتها بقي تقدري تقولي لي شكلي أنا هيكون إيه قدام الكل ؟

تمللت منال وتحدثت:
_يييييه يا لي لي مخلاص بقي، لما يبقى يحصل وقتها نبقي نفكر لها في حاجة تبعدها عننا، بطلي كلام بقي وأتفضلي روحي شوفي وراكي إيه صدعتيني .

◇◇◇◇¤◇◇◇◇

مازال مٌمتثلاً أمام البحر يتنفس الصعداء علهٌ يهدئ من روعه، إستمع إلي صوت هاتفه مٌعلناً عن وصول مكالمة أخرجهٌ من جيب بنطاله ونظر به وجدها هي، نظر للسماء وزفر بضيق لا يدري بما سيجيبها

ضغط علي زر الأستقبال وأستمع لها بصمتٍ تام
وإذ بها تتحدث بدموع وأسف:
_أنا أسفة والله أسفة، أرجوك يا حبيبي متزعلش مني .

أجابها برجاء:
_خليني أعلن للكل عن علاقتنا يا مليكة ،خلي كل واحد يعرف حدوده و يحط لسانه جوه بقه ويبطل يتدخل في حياتنا

وأكملَ بتساؤل غاضب:
_أنا مش قادر أفهم أيه إللي يجبرنا علي إننا نسمع كلام سخيف من هنا وهناك ومنردش ونعرف الكل حدوده

وأكمل بضيق:
_ ايه إللي يجبرنا نتحمل كلامهم ونظراتهم السخيفة لينا، أيه إللي يجبرنا علي إننا نخبي مشاعرنا ويكون كل شٌغلنا الشاغل إن محدش ياخد باله من نظراتنا لبعض أو حبنا يظهر في عيونا غصب عننا ؟
1

وأسترسل بنبرة عالية:
_أنا جوزك وإنتِ مراتي قدام ربنا وقدام الناس،
ليه مٌصرة تحسسيني إننا إتنين مراهقين ماشيين مع بعض من ورا أهلنا وبنعمل حاجة غلط ،ليه ؟

أجهشت في البكاء وهي تترجاه:
_ بلاش يا ياسين أرجوك لو فعلاً بتحبني زي ما بتقول بلاش تعمل كده وخلينا علي إتفقنا، إنتَ متعرفش ماما ثريا مٌمكن يحصل لها أيه لو عرفت حاجة زي كده ،
أنا أكتر واحدة حاسة بيها كويس، هي تبان جامدة وصلبة قدامكم لكن هي من جواها متدمرة والموضوع ده فارق معاها جداً،

وأكملت بتألم:
_أنا بشوف أسألتها في عنيها وهي بتبص لي، بحسها وهي بتترجاني وعيونها تقولي أوعي تعملي فيا كده يا مليكة، أوعي تخلينا أحس إن إبني مات فعلاً ،
صدقني يا ياسين ماما مٌمكن يجرا لها حاجة لو عرفت حاجة عن الموضوع ده .
5

تحدث بغضب وأستنكار :
_إنتي ليه محسساني إنك بتتكلمي عن حد أنا معرفهوش، عمتي ست متفتحة وعقلها كبير، ست مؤمنة وتعرف حدود ربنا كويس مش عمتي إللي تحرم حلال ربنا وتزعل منه .

إستجدتهٌ بإستعطاف ودموع:
_علشان خاطري يا ياسين لو فعلاً بتحبني أعمل كده علشاني ؟

تنهد وتحدث بألم :
_وهو أنا مصبرني علي كل إللي بيحصل ده غير إني بحبك،
وأكمل :
_يا مليكة أنا بعشقك وعلشان كده نفسي أصرخ وأسمع الدنيا كلها إنك حبيبتي ومراتي وإني خلاص بقيت جوزك إللي بتعشقيه ومتقدريش تستغني عنه ،
وأكمل بعشق مٌنصاعاً لأمر الهوي:
_لكن طالما إنتِ أمرتي بكده يبقى إللي إنتِ عوزاه أنا هنفذهولك حالياً يا مليكة، لكن هنتكلم في الموضوع ده تاني .

إبتسمت وذاب قلبها عشقاً وتحدثت بصوتٍ أنثوي ناعم:
_يا ياسين بحبك .
أجابها بحبٍ محاولاً مٌداراة ألمه الساكن روحه:
_يا قلب ياسين أنا بعشقك .

ثم أكمل بنبرة جادة:
_مليكة أنا عاوز أشوفك برة النهاردة .
أجابته بتساؤل:
_طب إزاي وإنتَ لسه مابتخرجش بره البيت من وقت الحادثة، وكمان أنا هقول لماما رايحة فين ؟
تحدث بضيق :
_ إتصرفي يا مليكة، قولي لها رايحة تزوري سلمي وأنا هاجي أخدك من عندها .

إبتسمت وتسائلت :
_ طب هنروح فين ؟

أجابها بحب وهيام:
_لما تيجي هبقى أقول لك هنروح فين .

أغلقت هاتفها بعد أن إتفقا علي أن يلتقيا بعد ساعة من الأن .
دلفت سعيدة إلي الحمام لتأخذ حماماً ينعشها ويغسل عنها حزنها الذي أصابها من حديث تلك الليالي .

بعد ساعة كانت تجلس بشقة صديقتها سلمي وهي تتحدث بسعادة:
_مش عارفة إذا كان إللي بعمله ده غلط ولا صح، كل إللي أنا عارفاه وحساه إني بكون مبسوطة أوي وطايرة في السما وأنا معاه،

وأكملت بخجل ممزوج بسعادة وهي تنظر داخل أعيٌن صديقتها:
_أنا شكلي حبيته أوي يا سلمي .

إبتسمت لها سلمي وتحدثت:
_ربنا يسعدك يا مليكة، ماتتصوريش أنا فرحت لك أد إيه، ياسين حد محترم ويستاهلك بجد، بس ياريت تحافظي عليه وما تحاوليش تبعديه عنك تاني علشان ده لو حصل تاني ممكن ساعتها تخسريه للأبد .

أجابتها بعيون هائمة عاشقة:
_ أبعد عن مين يا بنتي ده أنا مبقتش أقدر أبعد عنه ولو يوم واحد، بقيت بشتاق له أوي يا سلمي، إمبارح لما دخل أوضتي جريت عليه وحضنته وكأن روحي كانت مفرقاني ورجعت لي تاني برجوعه .

إبتسمت سلمي وهي تري عشق صديقتها التي كانت تعتقد أن حياتها إنتهت برحيل رائف لكن الحياة تثبت أنها أقوي وتستطيع التغلب علي تغيُر قلوب البشر فسبحان الذي يُغير ولا يتَغيَر ،

وبعد مدة هاتفها وصعد لها ليٌلقي السلام علي سلمي وأعطاها علبة من الشيكولا السويسرية الفاخرة ،

وإصطحبَ مليكة ووصل بها إلي فندق فخم كان قد حجز به غرفة خاصة ودلفا بها وأغلق بابها

نظر لها بهيام وبدون سابق إنذار دثرها داخل أحضانه بإشتياق وتحدث بهيام وهو يشتم رائحتها بسعادة:
_ وحشتيني يا حبيبي وحشتيني أوي .

إبتسمت وتحدثت وهي تخرج من داخل أحضانه:
_هو أنا لحقت أوحشك يا ياسين، ده أنا لسة كٌنت معاك من ساعات ؟
تحدث بعيون عاشقة مٌتلهفة:
_هتصدقيني لو قولت لك إنك بتوحشيني حتي وإنتِ في حضني ؟

نظرت لهٌ بعيون سعيدة وتحدثت بهيام:
_للدرجة دي بتحبني يا ياسين ؟

أجابها بحب:
_وأكتر من الدرجة دي يا قلب ياسين، يا مليكة أنا عشقي ليكي وصل لمرحلة إن مبقاش فيه كلام يقدر يعبر عن أحساسي وشعوري إللي جوايا ليكي .
أخذ صدرها يعلو ويهبط من شدة سعادتها وعشقها له ،
تحركَ وجلبَ كيسً كان قد بعثهٌ إلي الغرفة قبل مجيئهم ،
أخرج من داخل الكيس علبة فخمة وفتحها أمام أعيٌنها وأخرج منها عٌقداً أقل ما يٌقال عنه أنهٌ تحفة فنية صٌنعت خصيصاً بعناية ودقة هائلة .

نظرت للعٌقد بذهول وتحدثت بإنبهار :
_واو، أيه الجمال ده كله يا ياسين ده تحفة فنية ملهوش مثيل .

إبتسم بسعادة وتحرك ليٌلبسها إياه مٌتحدثاً:
_ لازم يكون تحفة وملوش مثيل ده هيتحط علي صدر البرنسيس مليكة عثمان مش أي حد والسلام ،

فكت حجابها وأعتطهٌ ظهرها وأعتدلت ألبسها إياه ومال علي عنقها وقبلهٌ بنعومة وأحتضنها وتحدث بهمس أذابها:
_ ياسين بيعشقك يا مليكة .

ثم لف وجهها إليه وأخذها داخل أحضانه وعاشا معاً أجمل لحظات الهوي ليروي قلبهما العطش لحبهما السعيد

◇◇◇◇¤◇◇◇◇

كانت تتحرك بسعادة مفرطة وهي تجاوره في طريقهما لغرفة الإستوديو الخاص بإذاعة برنامجهٌ الخاص ،
كان ينظر لها بسعادة لسعادة عيناها وفرحتها المفرطة التي يراها أمامه ،

وتحدث بتساؤل:
_إيه يا بنتي السعادة إللي إنتي فيها دي كلها كل ده علشان جاية معايا الإستوديو ؟

أجابتهٌ بسعادة وهي تتحرك بطفولة بخلف ظهرها ناظرة لهٌ بوجهها البريئ :
_ليك حق طبعاً تستغرب وتهون من الموقف يا أستاذ،

أصل إنتَ ما تعرفش أنا أد أيه حلمت وأتمنيت إني أجي أزور الإذاعة وأشوف وأحس الأجواء عاملة إزاي،
وأكملت بعيون حالمة:
_ ده أنا ياما إتخيلت المكان وأتخيلتك وإنتَ قاعد كده وماسك الميكرفون وبتكلم فيه المستمعين،
وأكملت بإنتشاء:
_الإذاعه دي إختراع وعالم تاني، عالم كله سحر مبني علي التخيلات، طب تعرف إني مكنتش حابه أشوف صورتك علشان تفضل بالصورة إللي رسمتها لك في خيالي ،

ثم حمحمت خجلاً وأكملت مٌفسرة حديثها:
_أقصد يعني كلكم مذيعين الراديو بلا إستثناء .

نظر لها بإستغراب ثم أبتسم وتحدث مٌستفسراً:
_وإنتِ بقا شوفتي صورتي فين ؟

أجابته بمرح:
_أبداً كنت قاعدة في يوم علي الاكونت بتاعي وبقلب لاقيت إعلان ممول لإذاعتك بتنوه فيه عن مواعيد البرامج علي المحطة الإذاعية ،
كانوا منزلين صورة كل مذيع وتحتها إسمه وإسم برنامجه وميعاده .

إبتسم وتحدث بمراوغة:
_وياتري بقي لاقيتي صورتي زي ما رسمتيها في خيالك ولا إتصدمتي من الواقع ؟

نظرت لهٌ بخجل وأستغراب من سؤاله !

أجابها سريعً بمراوغة:
_أقصد يعني صورنا كلنا هو مش إنتِ بردوا كنتي مٌتخيلانا كلنا وراسمه لكل واحد فينا صورة في خيالك ولا أيه ؟

هزت رأسها بتوتر وتحدثت سريعً:
_ أه طبعاً أومال يعني كنت راسمة صورة جنابك بس، طبعا كل المذيعين يا حضرة الباشمذيع .

ضحك برجولة مٌهلكة لها وأشار بيده:
_ طب إتفضلي أدخلي إحنا خلاص وصلنا .

دلفت داخل غرفة التسجيل تنظر لها بإنبهار وعيون عاشقة حقاً لشكل الإستوديو ومحتوياته بدأت تتحرك في جميع أنحاء الغرفة تنظر لأدوات التسجيل بإنبهار تام وتتلمسها بحذر وحب وكأنها تتلمس لوجنة طفل حديث الولادة.

نظر لها بإستغراب وحدث حاله:
_من أين خرجت لي تلك الساحرة ذات التفاصيل المٌبهرة، تلك الفتاة أشبه بحورية من حوريات الأساطير ،
عاشقةٍ هي لكل شيئ أصيل، حالمة بروحها السارحة في ملكوت عالمها الحالم

كم أنتِ غريبة وساحرة أيتها الجميلة، من أين جئتي وظهرتي وإلي أين ستصلي ،كم انتِ بريئة أصيلة ،نادرة، ذات طابع خاص وسط عالم سريع أشبه بوجباتهْ .

فض تخيلاتهم صوت مٌعد البرنامج وهو يتحدث بجدية:
_يلا يا أستاذ شريف إحنا جاهزين فاضل 10 دقايق ونطلع هوا

ثم نظر لها وتحدث:
_إتفضلي يا أنسة برة لو سمحتي علشان الصوت .
نظر لها شريف وتحدث بإهتمام:
_ أخرجي يا عالية أقفي برة وإنتِ هتشوفي كل حاجة لكن طبعاً لازم تشغلي الفون علي المحطة لإنك مش هتسمعي حاجة من الإزاز لأنه عازل للصوت .

ثم وجه حديثه لشخصِ ما يقف:
_ سامح ياريت كرسي برة وعصير فريش للأنسة لو سمحت .

أجابه الشاب بطاعة:
_تحت أمرك يا أستاذ شريف، إتفضلي معايا يا أفندم .

خرجت وهي تتلفت حولها ومازال الإنبهار يٌسيطر علي حالتها ،
وقفت تنظر عليه وهي سعيدة من خلال الغرفة ذات الحوائط الزجاجية التي يقطن داخلها .

تحدث مخرج البرنامج بجدية:
_ هنبدأ يا شريف يلا كله يستعد هوااااااا ،1,2,3,

تحدث شريف بسعادة وهو ينظر لها من خلف الحائط الزجاجي:
_ مٌستمعين الأعزاء أهلاً بيكم في حلقة جديدة من برنامجكم اليومي ساعة مع شريف وحشتوني جداً ،

حلقتنا النهاردة هنتكلم فيها عن الصٌدف،الصٌدف إللي بتغير حياتك أو بتحقق لك حلم كنت شايفه بعيد عنك ومستحيل إنك تحققه،
هنتكلم كمان عن الشعور إللي ممكن الشخص مننا يحس بيه لو فجأة كده وبدون مقدمات شاف حلمه بيتحقق قدام عنيه وكل ده بمحض الصٌدفة ،

كانت تضع سماعات الأذن وتستمع له من خلال هاتفها وأبتسمت بسعادة حين أدركت أنه يقصدها بكلامه ويتحدث عن صٌدفتها معه ،

أكمل هو:
_حابب كمان أقول لكم إن موضوع حلقتي النهاردة مش صٌدفة، لا خالص، وهقول لكم ليه بقول كده، لكن بعد مانسمع أغنية كلنا بنحبها جدا .

وأكمل بمرح:
_وبالصٌدفة بردوا إسمها صٌدفة الغنوة دي للفنانة الجميلة أروي ، صٌدفة
أدار شريف الغنوة ووجه بصره لها وأبتسم لسعادة عيناها اللامتناهية .
بعد انتهاء الأغنيه ،

تحدث شريف وهو ينظر لعيناها:
_ مٌستمعينا ورجعنا لكم تاني ونكمل كلامنا وهقول لكم السبب فإني ليه إخترت موضوع الحلقة النهاردة ،
الحكاية تخص واحده من أشهر أصدقاء برنامجنا هنا وإللي أكيد معظم متابعين برنامجنا عارفينها كويس وإللي بمحض الصٌدفة شافتني وشفتها في مكان عمري ما كنت اتخيل إني أشوفها فيه،

الحقيقة أنا كنت داخل عند حد من قرايبي وفجأة ظهرت قدامي بنت وبدون مقدمات قعدت تبرق لي وهي مش مستوعبة إنها شيفاني قدامها ،

وضحك وأكمل بدعابة:
_ والأغرب من كده كمان إنها زعلت جداً مني علشان معرفتش أميز صوتها

وأكملَ وهو ينظر داخل عيناها :
_البنت إللي بحكي لكم عليها دي هي صديقة البرنامج اللمضة أم أراء حرة الباشمحامية الأسوانية ،
وبالمناسبة هي موجودة معايا هنا في الإستوديو وبتبعت لكم السلام .
ضحكت وهي سعيدة وأشارت له بيدها بمرح من وراء الحائط الزجاجي .

كانت تجلس بمكتبها الخاص بالإذاعة وكالعادة تستمع برنامجه وتتصيد لهٌ الأخطاء كي تفعل المشاكل وتتحكم بأرائها المٌستبدة، إستمعت لإطرائه لتلك المٌستمعة وجن جنونها حين إستمعته وهو ينوه عن وجودها داخل المبني الإذاعي

إنتفضت واقفه وتحركت سريعً لتذهب له كي تٌشاهد من تلك المٌشاغبة التي طالما إفتعلت معه المشاكل بسببها

وصلت لمكان وقوفها وجدتها تٌحادثه من هاتفها علي خط البرنامج وجدتها تتحدث بمرح:
_وأنا بجد مش قادرة أقول لكم أنا قد أيه مبسوطة إني موجودة في الأستوديو وقدامي مذيعي المثقف الواعي، بجد تجربة حلوة جدآ وشكراً ليك يا شريف علي إنك أدتني الفرصة دي وبجد بجد ثانك يو .

إبتسم لها نصف إبتسامة حين رأي تلك الغاضبة تجاورها وتنظر لها بإشمئزاز ثم حولت بصرها له بغضب وضيق
تحدث شريف بإحترام:
_أنا إللي مٌتشكر جدآ يا عالية وبجد مبسوط إني قدرت أحقق لك حلمك وأشوف سعادتك دي كلها في عيونك وإنتي بتعيشي أجمل صدفة قابلتك من خلال زيارتك للإسكندرية عروس البحر المتوسط .

أنهت علياء مكالمتها وهي تنظر لهْ بإبتسامة سعيدة أخرجتها من سعادتها صوت تلك الغليظة:
_إنتي بقا الباشمحامية إللي واجعة دماغنا ليل ونهار في البرنامج ؟

ضيقت عيناها واستغربت من طريقة تلك المتعجرفة التي تربع يديها فوق صدرها وتنظر لها بكبرياء

أجابتها عليا بتهكم:
_واجعة دماغك ؟
سوري يعني هو أنا أعرفك ولا عمري شفتك علشان أوجع دماغك ؟

كادت أن تتحدث قاطعها شريف وهو يفتح باب الإستوديو مٌنادياً عليهما :
_ إيه ده إنتوا إتعرفتوا علي بعض .

أجابتهٌ علياء بإستهجان ونبرة ساخرة:
_ لا والله محصليش الشرف، أنا كل إللي أعرفه عن الأستاذة إني يا حرام واجعة لها دماغها ومصدعاها طول الوقت وبس كده .

ضحك شريف علي طريقتها العفوية حين نظرت له سالي بغضب وتحدثت:
_لا والله
عجبتك أوي طريقة الهانم وهي بتتريق عليا وعلي طريقة كلامي .

توقف عن الضحك ونظر لها بجدية وتحدث:
_فيه إيه يا سالي، البنت بتهزر مش أكتر، كبرتي الموضوع كده ليه ؟

صمت تام عم المكان وألف سؤال وسؤال بدأ يقتحم رأس علياء وتسائلت بحيرة:
_تري من تكون تلك المٌتعجرفة ذات الوجه البارد وما صلتها بشريف، وبأي حق تتهكم عليه هكذا ؟

تراجعت سالي من حدتها وتحدثت بلين في محاولة منها لعدم إزعاج شريف وأكتسابه بصفها من جديد:
_إنتَ زعلت كده ليه يا حبيبي أنا كمان بهزر علي فكرة وعلشان تصدق

مدت يدها بإبتسامة مزيفة وتحدثت:
_نورتي إسكندرية كلها يا حضرة الباشمحامية، بس قولي لي بقي إنتي محامية بجد ولا ده لقب إدتيه لنفسك؟

أصلي حساكي صغيرة علي إنك تكوني محامية.

أجابتها علياء بعدم إرتياح:
_انا لسه في كلية حقوق الفرقة التالتة، يعني فاضل لي سنة واحدة وأكون حضرة المحامية رسمياً .

تحدث شريف مٌحاولاً تخطيه لحديث سالي المٌثير للأعصاب:
_طب تعالوا بقا اعرفكم علي بعض،

ونظر إلي سالي مٌشيراً إلي علياء مٌتحدثاً:
_دي علياء ياسالي، بنت عمو حسن أخو طنط ثريا حماة مليكة .

حدثت سالي حالها:
_مليكة، أيةٌ كارثة خاصة بحياتي تقطن بداخلها مليكة، تلك المليكة أصبحت تسبب لي صداعاً مزمناً .

ثم أدار بصره إلي علياء وتحدث بإبتسامة:
_ ودي بقا سالي مذيعة برنامج أيام وليالي أكيد متبعاه

وأقترب من سالي وأحاط بيده علي خصرها ونظرا بأعين بعضهما قائلاً:
_وخطيبتي وقريب أوي هتبقي مراتي .

نزلت عليها كلماته كالصاعقة المدمرة لكل ما يواجهها ،تباً، بماذا هذي ذلك الشريف منذٌ قليل ؟ أقال خطيبته ! وهل لديك خطيبة أيها القاسي، يا لكسرةُ قلبك علياء

وبلحظة تحولت فرحتها إلي إنكسار وألم داخل قلبها البريئ
تحدثت بإستفهام بوجهِ حزين:
_هو أنتَ خاطب ؟

أجابها بإستغراب لتغير ملامحها للحزن:
_هي مليكة ما قالتلكيش .

حاولت التماسك وابتلعت لٌعابها وتحدثت بتماسك:
_مجتش مناسبه علشان تقولي
ثم مدت يدها له وتحدثت بابتسامة كاذبة:
_ألف مبروك عروستك زي القمر .

شدت يدها سريعً من يده وحولتها إلي سالي وبنفس تلك الابتسامة الزائفة تحدثت:
_مبروك .

ثم تحدثت بمحاولة للهروب:
_ أنا همشي بقا علشان إتأخرت ومٌتشكرة مرة تانية علي إنك خلتني أعيش اليوم الحلو ده .

تحدث هو :
_إستني أجيب حاجتي علشان أوصلك .

تحدثت سالي سريعً بعدما رأت كل ذاك الحزن داخل أعيٌن تلك الفتاة التي يبدو عليها العشق :
_ توصل مين يا شريف، إنتَ ناسي إن مامي عزماك علي الغدا وأكيد قاعدة مستنيانا ؟

نظر لها شريف وكاد ان يتحدث

قاطعته علياء وهي تستعد للمغادرة:
_إتفضل إنتَ روح معادك وأنا هركب تاكسي وأروح .

تحدث شريف:
_يا بنتي هوصلك وأرجع أروح معادي، أساساً لسه بدري وبعدين إنتِ أمانة أنا اللي جايبك
وأكمل بدعابة:
_بعدين تتوهي ويحسبوكي عليا نفر .

إبتسمت بمرارة وتحدثت بدعابة ساخرة:
_لو توهت هبقى أقول لعمو إللي في الشارع إني تبع عمو شريف بتاع الإذاعة

وأستأذنت تحت أنظاره وألم تملك من قلبه، لما ؟هو لا يعلم !

نزلت إلي الشارع أوقفت إحدي السيارات المستأجرة وأنطلقت بها

سندت برأسها علي زٌجاج السيارة شاردة ناظرة للسماء وبدون أية مقدمات نزلت دموع عيناها بهدوء

حدثت دموعها:
_لما تنهمرين أيتها العزيزه، هل كنتي تعتقدين أنه سيعشقني ؟
ومن أكون أنا بالنسبةِ لهْ حتي يعشقني ،ومن أنا من تلك الجميلة المٌتألقة ذات الشهرةِ الواسعة ،ذات الجمال الأخاد ،

لقد خدعني قلبي حينما أشعرني أنهٌ يتلمسٌني ،خدعني حسي حينما أبلغني بميل إحساسه لإحساسي، خدعتني عيناي حين إتصلت بشٌعاعِ عيناه الساحرة فأصابت جسدي بالقشعريرة ،
أهٍ بقلبٍ أتعبهٌ التمني، لوأستطيعٌ لانتزعتٌ عشقهٌ مني
ليتني لم أتي تلك الرحلة ،ليتني لم أتعرف به ولم أعلق عليه أحلامي وأمنياتي ورغباتي،

ليتني لم أري بسمة عيناه حين يلتقيني،لمسة كفهْ حين يتلمسٌ كفي، نبرتهٌ الحنون حين يٌناديني،

إستفيقي علياء وكفاكي هراءً أيتها الغبية، كفي أوهام لهذا الحد إستفيقي وعودي لرٌشدك، عودي لدراستك ومستقبلكِ عودي علياء عودي .

#إنتهي_البارت
تري ما الذي يحملهٌ الغد لعلياء ذات القلب البرئ ؟

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية قلوب حائرة)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى