روايات

رواية ندم صعيدي الفصل الثاني والعشرون 22 بقلم مريم محمد

موقع كتابك في سطور

رواية ندم صعيدي الفصل الثاني والعشرون 22 بقلم مريم محمد

رواية ندم صعيدي البارت الثاني والعشرون

رواية ندم صعيدي الجزء الثاني والعشرون

ندم صعيدي
ندم صعيدي

رواية ندم صعيدي الحلقة الثانية والعشرون

” اسوء ما قد يحدث لك هو أن تجبر على شئ لا تريده 💔”
.
.
.
تفتح عيونها الزرقاء بهدوء بعد أن داعبت خيوط الشمس الأولى وجهها الناعس فزفرت بإنزعاج فهى كانت تريد النوم اكثر.
ظلت سلمى صامته و مازالت مغلقه العينين
فسلمى كانت و مازلت بطبعها كسوله فهى يومياََ عند الاستيقاظ تظل فتره معينه حتى تبدأ الاستيعاب
من تكون ؟!
و ما هو اسمها ؟!
و لما استيقظت اساساََ ؟!
بعد مرور بعض من الدقائق بدأت جميلتنا تفتح عيونها ببطئ حتى تعتاد على ضوء الشمس و لكن استغربت عندما واجهت حائط اسود اللون و هى تتذكر جيداً أن بيت محمود بأكمله باللون الأبيض إذاََ من أين أتى هذا الحائط.
جلست بعض من الوقت على هذا السرير المريح حتى تدرس موقفها جيداً و تأكدت أكثر انها بخطر عندما حاولت تحريك قدميها فوجدتها مقيده فى السرير فثبتت بمكانها و مثلت النوم عندما استمعت لصوت فتح الباب.
و من دون أن تفتح عينيها تعرفت على هذا الشخص فعطره قد فضحه بالفعل فهى بمجرد أن دخلت رائحته إلى أنفها و هى تشعر أنه قد بعث داخلها شعور الأمان
ثم إنها أكثر من يعلم بعطره لأنه من اختيارها هى فى عيد ميلاده العشرين و من وقتها و لم يغيره فهو يعلم مدى حبها لتلك الرائحه خاصتاََ.
انتظرت حتى اقترب منها و أصبحت المسافه قصيره بينهم فأفزعته عندما وقفت على السرير و سحبته من ياقه قميصه و قالت بصوت عالى غاضب
: وصل بينا الحال يا سلطان انك تخطفنى يخربيت دماغك يا اخى وايه سبب الخطف المره ديه لبست جيبه قصيره ولا سلمت على راجل غريب ولا فى سبب تانى شبه اسبابك اللى تنرفز زى كل مره.
بدأت تتنفس بصوت عالى بسبب غضبها وعينيها الغاضبه ما زالت مثبته على عينى سلطان العاشقه.
كان يقف وداخله سعاده لا توصف فهو اشتاق لها كثيراً ولا يعلم كيف زاد حبها بقلبه لمجرد ابتعادها عنه لبعض من الايام القليله.
استغل سلطان انشغالها بغضبها وقربها له بطريقه سريعه ثم بدأ حديثه قبل أن تخرج سلمى من صدمتها.
سلطان بعشق ظهر بوضوح فى ألحان صوته الرجولى العميق : اكيد عندى سبب وقوى اوى كمان.
سلمى بسخربه : ايه هو بقى يا استاذ سلطان.
تحدث سلطان بلكنه اسبانيه متقنه لا تليق إلا بصوته المميز :Porque mi corazón te anhela
“الترجمه : لأن قلبى أشتاق لكى”
نظرت له سلمى ببرود عكس داخلها الذى يموت فرحاََ من مجرد كلمات بسيطه خرجت من فمه.
سلمى بسخريه كبيره : طب يا عم الحبيب انت ممكن تسبنى بقى وتفك رجلى لأن انا عايزه أمشى من هنا عشان انا ورايا عيال عايزه اربيها.
اجلس سلطان سلمى على السرير ثم تركها دون فم قيدها وجلس على كرسى يقابل السرير.
نظر فى عينيها بهدوء وأشعل سيجاره وبدأ التحدث بنبره واثقه : مش هتمشى من هنا غير لما نتصالح انا وانتى ونرجع زى الأول.
سلمى ببرود مصطنع يخفى حزنها : مفيش حاجه بترجع زى الأول يا سلطان.
سلطان بحنان طغى على بروده تصرفاته : لا كل حاجه هترجع يا سلمى لما تعرفى الحقيقه.
سلمى بسخريه حتى تستفزه ليخبرها بما يخفيه عنها : أعرف ايه يعنى زياده عن اللى انا عارفاه.
سلطان بهدوء : وانتى عارفه ايه بقى.
سلمى بإسفزاز أكثر : عارفه انى كنت صعبانه عليك زمان يا عينى عشان كده كنت بتساعدنى لكن اول ما انا وقفت على رجلى فلقيت انه خلاص بقى انا بقيت كبيره واقدر اساعد نفسى فسبتنى لوحدى ورحت اشتغلت فى شغلانه ملهاش علاقه بعيلتنا خااالص عشان بس تبعد عنى
وان انت كنت بتحبنى زى اختك الصغيره مش اكتر وانا اللى كنت فاكره انك واقع فى حبى بقى والكلام الأهبل ده اللى اكتشفت انه مش موجود غير فى الأفلام والمسلسلات.
وغيرتك عليا ديه عاديه يعنى ؛ واحد وبيغير على بنت عمه عادى طبيعى جداََ يعنى خصوصاً لما يبقى وضعها زى بتاعى كده.
بس خلاص يا سلطان انت مش مضطر انك تشيل مسؤليتى تانى عشان بقيت مطلقه يعنى احب اقولك انى كبيره واقدر اتحمل مسؤليه نفسى ومسؤليه عيالى كويس اوى زى ما كنت متحملاها لوحدى
طول السنين اللى فاتت ديه.
عشان كده امشى تانى يا سلطان و دورلك على بنت حلال عشان تتجوز بقى ده انت داخل فى التلاتينات يا عم وانا بقى هستنى عيسى بعد ما السنه ديه ما تخلص رجعنا لبعض كان بها مرجعناش واختار انه يكمل مع صوفيا يبقى خلاص هاخد عيالى وأسافر فرنسا وانقل البيزنس بتاعى هناك واعيش انا و ولادى بعيد عن الماضى بقى وزى ما عشت السنين اللى فاتت لوحدى هعيش الباقى لوحدى برضو.
اقترب سلطان منها وامسك ذراعها بعنف وقال بصراخ عالى غاضب هز ثقه سلمى المصطنعه وقد تأكدت سلمى وقتها أن شياطين غضب سلطان قد سيطرت عليه وايضاََ للعلم هو لن يهدأ بسهوله بعد ان وصل لهذه المرحله من الغضب.
سلطان وقد نفذ صبره : اولاََ انتى مكنتيش صعبانه عليا ولا زفت وانتى اكتر واحده عارفه انا ايه اللى حصلى اول ما شفتك قلبى نسى انك متجوزه ونسى انك حامل ونسى انك كنتى جايه وانتى تقريباََ شبه ميته ونسى انك كنتى وقتها محتاجه حد جنبك
قلبى نسى كل ده وحبك هههههه حبك ايه ديه كلمه قليله اوى على أنها توصف اللى فى قلبى انا قلبى وعقلى و روحى وكل حاجه فيا اتفقوا على عشقك
ثانيا أنا عمرى ما حبيتك حب أخوات أو حب قرابه أو حتى حب صداقه عارفه ليه عشان انا من ساعه ما وقعت عينى على البحر الصافى اللى فى عيونك وانا حبيتك حب حقيقى وكل ما الايام ما كانت بتعدى عليا وانا بعيد عنك كان حبى بيزيد مش بيقل حتى أنه اتحول لهوس.
ثالثاً غيرتى عليكى ديه ناتجه عن حبى وهوسى اتجاهك انا من كتر ما انا مهووس بيكى انا ممكن اقولك على حاجات كتير اوى عنك انتى كسلمى مش عارفاها عن نفسك لكن انا عارفها وحافظها كمان.
رابعاََ بقى وده الأهم انتى عمرك ما كنتى لوحدك يا سلمى انا كنت معاكى فى كل تفاصيل حياتك من أصغرها لأكبرها من اسوئها لأجملها من افشلها لأنجحها.
انا من ساعه ما شوفتك وانا عمرى ما بعدت عنك ولو لثانيه واحده ولو بصيتى حوليكى هتلاقى انى كنت موجود فى تفاصيل حياتك اكتر منك انتى شخصياََ.
سلمى محاوله استيعاب ما يقوله : يعنى اى كلامك ده مش فاهمه ازاى يعنى كنت موجود وانت اصلاََ كنت سايبنى لوحدى ؟!
ابتعد عنها سلطان وجلس مره اخرى على الكرسى وأشعل سيجاره أخرى لعل حريق قلبه يخرج مع هذا الدخان السام.
سلطان ببرود : يعنى انتى يا سلمى من غير ما تعرفى انتى كنتى عايشه فى أحداث كلها على بعضها كده انا عارفها ومعظمها كنت انا السبب فيها والباقى منها كنت بساعدك تعديها.
قالت سلمى بنبره خائفه مما قادم : مش فاهمه برضو قصدك ايه؟!
ابتسم سلطان بجانبيه ثم قال بخبث : كل النجاح إللى انتى فيه ده انا عامله معاكى ومشارك فيه وبكل تفاصيله.
سلمى ببرود يدارى إستغرابها : يعنى ايه يا سلطان ما تقول الكلام على بعضه انت هتنقطنى.
رفع سلطان رأسه يسندها على الكرسى خلفه وبدأ كلامه بهدوء : كل الرجاله اللى حوليكى دول اللى انتى طالعه بيهم السما وفاكره ان هم اللى بيساعدوكى دول اصلاََ كلهم رجالتى بدربهم واحسن من مهاراتهم وبعد كده ابعتهملك على الجاهز
وأولهم محمد اللى انتى بتثقى فيه ثقه عمياء وفاكره انه هو اللى بيعملك كل حاجه احب اقولك اصلاََ أن هو احسن رجالتى اللى بعتهالك وان هو اللى كان بيقولى اخبارك اول بأول وكل حاجه كنتى انتى بتخططيها معاه كنت انا اول واحد ببقى عارفها وبساعدك فيها كمان يعنى من الاخر محمد كان عينى و ودنى اللى عايشين معاكى طب اقولك على آخر حاجه عملها هو اللى جابك هنا لحد عندى بأوامر منى.
ده غير ان حياتك كلها متصوره صوت وصوره وانا بتفرج عليها ليل نهار من غير زهق أو ملل ؛ بمعنى أن كاميرات المراقبه اللى كانت براقبك بيها بادئه من اول اوضه نومك و واصله لحد مكتبك فى الشركه.
أنا كنت ومازلت معاكى فى كل تفاصيل حياتك.
كل الصفقات اللى انتى كنتى هتخسريها انا اللى نجحتهتاك ؛
أى حد كان بيضايقك كنت بتعامل معاه بنفسى
؛ أى حد كان بيحاول انه يوقعك أو يأذيكى كنت بخليه يفلس واسجنه قبل ما يقربلك حتى
؛ حتى عيالك اللى انتى بتقولى انك ربتيهم لوحدك انا كنت معاكى لحظه بلحظه فى تربيتهم كنت بشوف هم عايزين ايه واخلى محمد يقترحه عليكى وانتى كنتى بتعمليه عشان بتثقى فى محمد
؛ سليم كان كل يوم بيعمل مصيبه شكل يا اما فى النادى يا اما فى المدرسه او فى ورشه التمثيل وانا مدى رقمى لكل المديرين عشان اتواصل معاهم ودايماََ كنت بروح انا واخد التهزيق كله وانتى تيجى تاخدى سليم على الجاهز ولا كأنه ملاك.
؛ سالم اللى اللى انتى فكراه هادى وبارد احب اقولك انه اتعلم فنون قتاليه من النت وبقى يضرب اى حد يتنمر عليه وكل مره كان بيعمل كده كانت المديره بتتصل بيا عشان نوصل لحل ونقلل من عنفه
وغيره وغيره وغيره زى مثلاََ.
أنا اللى حرقت شركه عيسى.
وانا اللى خليته يفلس.
وانا اللى كنت بعرف محمد مكان كل الناس اللى أذوكى وكنت انا بخطط وهو يقولك الخطه على الجاهز.
وانا اللى خطفت هدى ( أم بسنت ) وبنتها وعذبتهم عشان عارف ان قلبك طيب ومش هتعملى معاهم حاجه وبعد كده بعتهملك.
وطبعاََ انا لسه قايلك أن كل رجالتك يبقوا رجالتى يبقى انا اللى ساعدتك انك توصلى على معلومات خيانه روزالين لعيسى ورجالتى برضو اللى جبولك تاريخ عيسى وبسببه عرفتى أن صوفيا موجوده ورجالتى برضو هم اللى جبولك إيمان وعزوز وعرفوكى كمان على خيانه سالم لعبله.
وانا كمان اللى بلغت على بيت جدك مدحت عشان يتهد ولما عرفت ان انتى عايزاه انا اللى ساعدتك عشان ترجعيه ويبقى ملكك.
يعنى من الاخر كده كل اللى انتى انتقمتى منهم الفتره اللى فاتت ديه انا كنت بساعدك بكل مجهودى وبحميكى عشان محدش يطعنك فى ضهرك ؛ يبقى انا كده ليا بصمه واضحه جداََ فى كل انتقاماتك اللى فاتوا دول.
ولسه فى اكتر من كده بكتير اوى بس اكيد مش هقدر اقول كل حاجه فى يوم واحد.
وحاجه كمان عايزك تعرفيها انا كنت اقدر اطلقك من عيسى من اول يوم جيتى فيه بس انتى جيتيلى وانتى لسه متمتيش 18 سنه يعنى لسه عقلك مش ناضج
أنا لو كنت طلقتك من عيسى واتجوزتك كنت هبقى وحش اوى يا سلمى كنت هبقى يستغل قلبك المكسور وعيالك اللى لسه ماشافوش النور
كان لازم استناكى لما تكبرى ويبقى ليكى شخصيه وعيالك كمان يكبروا ويبقوا فاهمين الوضع اللى حوليهم عشان كلكوا تققروا بنفسكم ويبقى القرار خارج من دماغكم إذا كنتم عايزين تكونوا اسره مع عيسى ولا معايا.
فكان لازم ابعد عشان تعرفى تاخدى قرارك صح
هتقولى تفكيرى متخلف أو اهبل هقولك ده اللى انا كنت شايفه صح وقتها وده كان الحل الوحيد اللى وصلتله اللى يرضى قلبى وعقلى وكرامتى.
حطى نفسك مكانى يا سلمى وشوفى كنتى هتعملى ايه وقوليلى وانا مستنى ردك.
وضعت سلمى رأسها بين يديها بتعب من كثره التفكير فى ما قاله سلطان لها
فوقف سلطان من مكانه وذهب ناحيه قدمها وفك قيدها ثم قبل رأسها بهدوء وقال بصوت حنون مراعى لظروفها :
انا هسيبك دلوقتى ترتاحى وهطلعلك الأكل كمان شويه عايزك تاكلى وتاخدى دوش سخن يهدى أعصابك وخدى مسكن وهنكمل كلامنا بالليل ماشى يا حببتى.
لم ترد عليه فزفر هو بتعب وذهب حتى يعد لها الطعام لأنها نامت لمده يومين بسبب المخدر ولم تأكل شئ طوال هذه الفتره.
نزل درجات السلم وهو شارد بالكثير من الأفكار ولكن كان يطمأن قلبه بأن سلمى معه الان وستصبح ملكه وزوجته قريباََ.
فقال لنفسه بتأكيد : الهانم بقت كبيره اهى وعندها عقل ولسانها أطول من حياتى.
اهو يعنى مش هضحك عليها مثلاََ ولا استغل برائتها ولا قلبها المكسور عشان ضميرى ميأنبنيش بعد كده.
انا خلاص قررت أن سلمى بتاعتى واللى يحصل يحصل وهتبقى مراتى حتى لو غصب عنها.
.
.
.
.
.
بينما فى الجانب الآخر من العالم ” كندا ” :
كان يتمشى فى شارع مظلم وهو شارد بأفكاره ويشعر كمن يغرق فى محيط عميق ولا يوجد من يمسك بيده وينقذه من هذا الموت.
بدأت أفكاره تتشتت مره اخرى عندما وقف أمام باب منزل صوفيا وابنتها تالين بدأت الاسئله تتكر في رأسه مره اخرى.
ماذا سيقول لها؟!
كيف سينظر فى عيونها؟!
كيف سيعرف عن نفسه؟!
اسئله كثيره تدور برأسه ولا توجد اجابه لأى منها.
بعد مرور بعض من الدقائق تشجع عيسى اخيراََ وصعد السلم ذو الثلاث درجات وبدأ يدق على الباب ولكنه لم يسمع اى رد فحاول مره آخرى علها نائمه ولكن دون فائده.
اتصل بأحمد حتى يتأكد من العنوان فسلمى قد أمرت أحمد بأن يساعد عيسى حتى يصل إلى بيت صوفيا وتالين.
المكالمه :
أحمد ببرود : افندم عايز ايه تانى.
عيسى بحده : مالك يا عم بتكلمنى كده ليه.
أحمد بحده أكبر هو الآخر : يا عم تعبت منك ديه المره الحداشر اللى تكلمنى فيها فى نفس الساعه انا مالى انا هتقابلها ازاى وهتقولها ايه لما تشوفها وهى هتبقى رده فعلها ايه انا مااااال امى انا سلمى هانم قالت اساعدك لحد ما توصل مش احللك مشاكلك وكمان قبل ما تتصل كتير كده راعى فرق التوقيت اللى بينا تمام.
عيسى بهدوء فهو لا يريد أن يظهر لسلمى انه يغضب سريعاََ خصوصاً أنه سيغضب على احد رجالها الموثوقين بهم : خلاص يا احمد حقك عليا تمام ؛ واسف يا سيدى لو اتصلت بيك فى وقت مش مناسب بس انا واقف قدام العنوان اللى انت ادتهولى بقالى ربع ساعه بخبط ومحدش فتحلى الباب فخفت ليكون العنوان غلط ولا حاجه.
أحمد بتفكير : لا احنا واثقين من العنوان والراجل اللى وصلك من المطار لحد بيت مدام صوفيا عارف الطريق وحافظ العنوان كويس.
عيسى بنفاذ صبر : اومال ايه طيب.
تذكر أحمد شئ مهم فقال بنبره سريعه : عيسى قولى كده الساعه عندك كام.
عيسى بتلقائيه : الساعه عندى 11 ونص تقريباََ اشمعنا يعنى.
أحمد بسخرية : ما حضرتك لو كنت اهتميت وقريت المعلومات اللى اديناهالك فى الملف الأزرق كان زمانك عارف ان مدام صوفيا بتخلص شغلها الساعه 12 وبعد كده بتروح تاخد بنتها تالين من عند صاحبتها يعنى بتوصل البيت على الساعه 12 ونص أو 12 وتلت حاجه فى الحدود ديه يعنى.
عيسى بغضب : ايه الاستهبال ده شغل ايه ده اللى بيخلص الساعه 12 ده أن شاء الله.
أحمد بغضب من تصرفات هذا الرجل المجنون : ما انت لو برضو كنت قريت المعلومات كنت عرفت انها عندها مطعم صغير وبتفتحه من 8 الصبح لحد 12 بالليل فمش مشكلتى بقى ان حضرتك كسلت تقرا المعلومات.
ابتلع عيسى ريقه من الاحراج الذى تعرض له ثم بدأ حديثه بهدوء بعد القليل من السكوت : خلاص يا احمد انا هستناها قدام البيت لحد ما ترجع وهقرا الملف بتاع المعلومات كله.
هدأ أحمد قليلا بعدها قال بهدوء ايضاََ : لو احتجت حاجه تانيه انا موجود ؛ يلا سلام.
عيسى : سلام.
انتهت المكالمه
بعد أن اقفل عيسى الخط مع احمد ذهب ناحيه حقائبه وأخرج من جيب جانبى للحقيبه ملف ازرق اللون ثم ذهب ناحيه السلم مره اخرى وجلس يقرأ بهدوء وتركيز ما يحتويه هذا الملف.
كلما يقرأ أكثر كلما صدم من قوه وصبر تلك المرأه فكيف لفتاه وحيده أن تتحمل كل هذه المسؤليه وحدها ودون مساعده كيف لعامله بدوام جزئى فى أكثر من ثلاث أماكن تصبح مالكه لمطعم فى يوم ما.
كانت تعابير وجهه تتغير من حين إلى آخر فمره تكون حزينه ومره تكون فخوره ومره تكون مصدومه
لم يشعر بنفسه الا وقد وضع احد يديه على اكتافه ويهزه بخفه فنظر إلى صاحب اليد وجد صوفيا التى ازدادت جمالاََ وكانت تحمل حقيبه ظهر على ظهرها وتحمل ابنته الصغيره النائمه على كتفها.
بدأت صوفيا الحديث بلغه انجليزيه واثقه :
Hello Mr. Issa
” اهلا مستر عيسى ”
وقبل أن يرد عليها عيسى وجد انها تخطته وفتحت الباب ودخلت المنزل وهو لا يزال واقف بمكانه بصدمه دون حركه.
هو يعلم أنها تعرفه وتعرف شكله لكن لما لم تتفاجأ من وجوده؟! لما رده فعلها بارده وكأنها لم تقابل الرجل الذى قام باغتصابها بكل وحشيه قبل عده سنوات؟! بدأت أفكاره تكثر داخل رأسه فقاطع تلك الأفكار ظهور صوفيا مره اخرى له وهى تتحدث ببرود
: Okay, Mr. Issa, now you’re going up to the room upstairs, and it’s going to be your room this year I’ll be in that room down here, my daughter and I.
الترجمه “حسناََ سيد عيسى الان انت سوف تصعد إلى الغرفه بالأعلى وهى ستكون غرفتك فى هذه السنه وانا سأكون متواجده بتلك الغرفه هنا بالأسفل
انا وابنتى ”
صدم عيسى من حديثها فمن الواضح جداََ انها تعلم بكل شئ من اتفاقه مع سلمى.
وكأن صوفيا علمت بما يدور فى رأسه فقالت ببرود وهى تخطوا خطواتها إلى غرفتها
:Salma has informed me of your coming and your agreement with her, so I know everything, and I’d like to tell you that I’m doing all this just for my daughter, not for you, so I want you not to try to get close until that year goes well.
الترجمه ” سلمى قد اعلمتنى بقدومك وبإتفاقك معها لذا انا اعلم بكل شئ واحب ان اخبرك أننى افعل كل هذا فقط من أجل ابنتى وليس من أجلك فلهذا اريد منك أن لا تحاول التقرب إلى حتى تمر تلك السنه على خير ؛ حسناََ ”
بعد أن أنهت حديثها دخلت إلى الغرفه واقفلت الباب عليها جيداََ وبدأت بالبكاء فهى لن تقدر على تمثيل القوه أكثر من هكذا.
حتى أنها قررت التراجع عن قرارها ولكن تذكرت اتفاقها مع سلمى و وعدها لها بأن فور انتهاء تلك السنه سوف تشترى لها منزل كبير وتبنى لها مطعم أكبر من خاصتها وتبعث لها مربيه تساعدها فى تربيه تالين هذا غير الملايين التى سوف تضعها بأسمها وبأسم ابنتها فى البنك.
وكل هذا مقابل أن تعذب عيسى طوال هذه السنه بمعاملتها البارده والقاسيه له وأن تريه الجحيم على الأرض.
ولكنها لا تقدر على فعل هذه الأشياء بسبب ضعف شخصيتها لكنها أقنعت نفسها أن لا يوجد ضرر من بعض من التمثيل حتى تتحسن حياتها هى وابنتها للأفضل.
مسحت دموعها وذهبت إلى سريرها بهدوء حتى لا تيقظ ابنتها الصغيره.
بينما فى الخارج كان يقف عيسى مصدوماََ من طريقه حديث صوفيا البارده.
فلما واللعنه كل النساء اللطيفه التي كان يعرفها من قبل أصبحوا قاسيات ولا يطيقونه.
زفر الهواء بتعب ثم حمل حقيبته و صعد بها إلى الغرفه التى أخبرته عنها صوفيا.
وقال وهو يصعد على السلم بنبره متعبه ومرهقه بمجرد التفكير فيما سيحدث له فى المستقبل وكم سيعانى مع تلك الصوفيا
: مشوارك متعب اوى يا عيسى ومحدش هيساعدك غير نفسك بعد اللى خلقك.
ثم نظر إلى السقف وقال بنبره رجائيه للخالق : يارب عدى السنه ديه على خير لحسن والله الواحد تعبان لوحده مش محتاج حد يزيد تعبه.
ثم دخل الغرفه حتى ينام فى هدوء فغداََ سيكون يوم متعب له.

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية ندم صعيدي)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى