روايات

رواية لهيب الهوى الفصل الحادي والعشرون 21 بقلم شيماء الجندي

رواية لهيب الهوى الفصل الحادي والعشرون 21 بقلم شيماء الجندي

رواية لهيب الهوى البارت الحادي والعشرون

رواية لهيب الهوى الجزء الحادي والعشرون

لهيب الهوى
لهيب الهوى

رواية لهيب الهوى الحلقة الحادية والعشرون

“تقلب”
تأففت بصوت مرتفع للمرة التي لايعلم عددها بالرغم من أنه جمعها برضيعها واطمأنت عليه لكن فور مغادرتهم المكان عبست بوجهها ثم جلست صامته لم تحتاج أن تحاول إتقان دور الحزينة أمام العائلة هي بالفعل حزينة .. غاضبة .. وضعها سيئ هكذا .. لم تتمنى سوى حياة هادئة وسط أسرة صغيرة لكن من الواضح أنها لن تناله أغلقت هاتفها الذي تراقب منه الصغير ثم جلست أعلى الفراش تهدل كتفيها ونكست رأسها بصمت نظر إليها بحزن هو يشعر بها جيداا … لكن مابيده حيلة… لقد فعل جميع ما يستطيع فعله .. اتجه إليها ثم جلس بجانبها أعلى الفراش رافعا يده يزيح خصلاتها برفق خلف أذنها ليرى تلك القطرات الدافئة عن كثب …

أغمض عينيه ثم انتقل فوق الفراش خلف جسدها تماما ليصبح الوضع هكذا … هو يستند بجسده إلى الوسائد من خلفه ويضم ظهرها إلى صدره بقوة.. لم تعانده بل هي بحاجة إلى دفء جسده أراحت ظهرها أعلى صدره واستندت برأسها إلى صدره ناحية كتفه أزاح دموعها برفق وهو يخلل خصلاتها بأصابعه واضعا راحة يده أعلى وجنتها يهمس أمام شفتيها برفق:

– بتعيطي ليه دلوقت يارنيم مش اطمنتي عليه بنفسك .. وبتراقبي كل حاجة عنه ..

وضعت يدها أعلى بطنها المسطحة تغلق لبنيتيها بصمت .. هي تخشى جميع الأشياء تخشى على تلك النطفة التي لم تكتمل بعد داخل أحشائها .. لا تعلم ما سبب بكائها الآن لكنها أفضل داخل أحضانه هكذا .. أدارت جسدها وهي لازالت بين ذراعيه ثم حاوطت خصره بذراعيها لتتوسد صدره بصمت تام طابعة قبلة صغيرة أعلى قلبه … تشنج جسده حين لامست شفتيها الدافئة جلده .. ما بها عقد حاجبيه باندهاش وهو يحيطها جيدا ثم سقطا معا بنوم هادئ فهو لم يذق طعم الراحة منذ رقدتها بالمشفى …

أفاقت على لمسات لطيفة من يده و أصابعه يداعب خصلاتها برفق هامسا بأذنيها بأنها كسولة للغاية .. من الواضح أنها استغرقت وقت طويل بنومها .. لكن راقت لها تلك الطريقة بإفاقتها لم تفتح عيناها بل ظلت هكذا لتنعم بدلاله لها … رفع أحد حاجبيه بابتسامة صغيرة حين فهم أنها استيقظت بعد أن اضطربت أنفاسها .. هي مهما ادعت الجرأة تظل فاتنته الخجولة لا تتغير … اعتدل قليلا وهو يقول بصوت ماكر :

-رنيم أنا تعبت شكلي هنزل آكل معاهم تحت يارب يكون الكرسي جنب صافي فاضي !

اندفعت فجأة فوقه لتتسع عيناه من هجومها الشرس هكذا انقلب فوق الفراش وهي تعتليه بعد أن صعدت فوقه تحيط خصره بساقيها تصيح بغضب :

– نعععم نعممم عاوز تاكل مع مييييييين !!

نظر لها باندهاش من ذلك الأسلوب الذي لأول مرة تنتهجه … حدق بعينيها ليجد تلك الشرارات تنطلق منها تكاد تحرقه .. حسنا لم يكن عليه أن يمزح هكذا معها … رفع يده إلى أعلى وانطلقت ضحكاته الرجولية التي جعلتها تبتسم بلا شعور لهيئته الوسيمة تلك وقال من بين ضحكاته معتذرا :

-بهزر ياحبيبتي آسف آسف .. !!

تلاشي غضبها بلحظات لتبتسم له وهي تميل بجسدها تستند بذراعيها أعلى الفراش بجانب رأسه تهمس أمام شفتيه قائلة:

-تعرف أنا هعمل كده علي طول عشان تضحك كده !!

حدق بها بابتسامة ملتوية وهو يحيط خصرها قائلا بهمس يماثلها :

-ليه ضحكتي حلوة أوي كده !!

هبطت بشفتيها تقبل شفتيه برقة وهي تحرك رأسها بالإيجاب هامسة:

-انت كلك على بعضك حلو ياأيهم !!

لم تتسع رمادتيه تلك المرة أدرك أنها فرصته ولن يضيعها بالذهول أحاطها جيدا ودار بجسده ليقلب وضعيتهم فجأة هامسا لها وهو يقترب من شفتيها

-مش أحلى منك ياقلب أيهم !

ثم هبط بشفتيه يلتهم شفتيها بنهم شديد أحاطت عنقه تجذب رأسه لها وهي تدفع يدها داخل خصلاته الغزيرة تبادله قبلاته بشغف شديد لم تشعر به من قبل .. لحظات انقطعت بها أنفاسهم .. رفع رأسه عنها يحدق بملامحها البريئة الفاتنة وهو يسير بأصابعه مرة وشفتيه مرتين على ملامحها …لا يعلم كيف لها أن تجذبه إليها بابتسامة منها .. بنظرة واحدة من لبنيتيها تشعره أنه يحلق بعنان السماء .. بلمسة واحدة من أصابعها تتشنج جميع عضلات جسده .. هل يعشقها إلى ذلك الحد .. لقد أصبحت هوسه .. لم يكن هكذا مع أحد سواها . ولن يصبح !!

طال شروده بملامحها وهي تبادله بنظرات هادئة مبتسمة إليه بصمت تشعر أن كليهما بحاجة إلى ذلك الهدوء .. إلى تلك الأحاديث الصامتة .. تشعر أنها تريد الآن أن تبوح له أنها تحمل قطعة صغيرة منه بأحشائها .. كيف لها أن تزيد ثقل همومه بذلك .. لا تريد أن يصبح خبر حملها منه عبء عليه .. تريد أن تشعر بسعادته لا بقلقه عليها وعلى الآتي .. عضت على شفتيها وقد ذهب عقلها إلى البعيد وتشتت تفكيرها للغاية شعرت به يستقيم ويجذبها إلى أحضانه متجها بها إلى الأريكة إلى تلك الأصناف من الطعام .. شعرت بالغثيان حين اقتحمت تلك الروائح الشهية أنفها .. بدأ الدوار يتمكن منها .. عقد “أيهم” حاجبيه وهو يشعر بها مترنحة أثناء سيرهم رفعها يين ذراعيه يبتسم لها لتبادله باقتضاب وهي لا تستطيع أن تتحكم بذلك الغثيان أجلسها وجلس بجانبها ليراها تلتقط كوب العصير ترتشف منه بهدوء تام .. على فترات عقد حاجبيه يقول :

-رنيم إنتي ماأكلتيش من امبارح سيبي العصير ده وكلي يلا ..

عضت على شفتها السفلية وهي لا تتحمل أكثر وتركت الكوب كاد أن يعيد حديثه لكنها اندفعت مسرعة إلى الحمام أسرع خلفها ليجدها تجثو أرضا تتقيأ ما بمعدتها بأرق شديد وقد بدأ وجهها يفقد رونقه… عقد حاجبيه واندفع مسرعا إليها بقلق يحيط جسدها رافعا إياها إليه متجها ناحية الحوض يبلل يده يغسل وجهها برفق ثم ملأ يده بالماء مقربا إياه من شفتيها معاونا إياها بعد انتهائها ممكسا بالمنشفة يجفف بها وجهها وهو يقول بهدوء :

-مالك يارنيم .. إنتي أصلا مش واكله !! أكلم المستشفى الل…آآآآ !!

وضعت إصبعها أعلى شفتيه تقول بإرهاق :

– لا لا أنا وأنا زعلانة مبعرفش آكل… هنام شوية و أقوم أحسن .. !!

عقد حاجبيه وهو يتجه بها إلى الفراش قائلا باندهاش :

-تنامي !!! انتي مش لسه صاحية من النوم !!

همست له وهي تحيط جسدها مغمضة عينيها بهدوء تقول :

– آه وهكمل نوم !!

وضع الأغطية أعلى منها محيطا إياها بها جيدا وهو مندهش من تصرفاتها … أغلق الأنوار واتجه إلى الشرفة بهاتفه يجري بعض الاتصالات لينهي تلك المسألة التي طالت أكثر من اللازم …

-***-

استيقظت بوقت متأخر من الليل لتجد نفسها داخل أحضانه المحكمة عليها لتحاول التملص من دون إصدار صوت لكنه فتح رماديتيه بفزع حين شعر بحركتها عقد حاجبيه يعتدل متفقدا إياها يقول بهلع:

-مالك لسه تعبانة !!

ابتسمت له تضع يدها أعلى صدره تدفعه برفق إلى الخلف وهي تقول:

-اهدي يا أيهم مفيش حاجة .. أنا بس جوعت !!

رفع خصلاته بهدوء زافرا أنفاسه وهو يستقيم بجسده واقفا يقول لها:

-طيب يلا !!

رفعت حاجبيها تحدق بيلاهة قائلة باندهاش :

– يلا أيه يا أيهم !!

تنهد ثم اتجه إليها يرفع عنها الغطاء يرفع جسدها إليه ثم أمسك بالروب الخاص بها يعاونها بارتدائه بهدوء وهي تتجاوب معه باندهاش ثم أمسك يدها متجها بها إلى خارج الجناح وهو يقول :

-هناكل .. مش إنتي جعانه !

عقدت حاجبيها تقول وهي تجذبه للعودة :

– ليه ماآ كل أي حاجة من التلاجة الصغيرة !

جذبها بقوة لترتطم بصدره متأوهة من فعلته وهمس أمام شفتيها:

– لا هناكل من المطبخ تحت .. عندك مانع !

حدقت برماديتيه لوهلة ثم كادت أن تعترض فقبل شفتيها يقول بهدوء:

-عندك ماانع !!

هزت رأسها بالسلب لتسير معه بهدوء وهو غير غافل عن تلك الأعين التي كادت تلتهمها معااا !!

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية لهيب الهوى)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى