روايات

رواية أمنيات وإن تحققت الفصل السابع عشر 17 بقلم ليلة عادل

موقع كتابك في سطور

رواية أمنيات وإن تحققت الفصل السابع عشر 17 بقلم ليلة عادل

رواية أمنيات وإن تحققت الجزء السابع عشر

رواية أمنيات وإن تحققت البارت السابع عشر

أمنيات وإن تحققت
أمنيات وإن تحققت

رواية أمنيات وإن تحققت الحلقة السابعة عشر

مر أكثر من يوم على سفر منة الى العين السخنة مع شقيقتها ماهيتاب ولم تتحدث مع خالد ولم يقم خالد بالاتصال بها، كما كان يفعل من قبل، مازال غاضبًا منها بشدة، لكن منة كانت تشعر بالضيق، وكانت تحاول الاتصال به لكن كلما حاولت فتح هاتفها تقوم والدتها بالاتصال بها فتضطر أن تغلق هاتفها مرة أخرى، وهذا الشيء كان يزعجها بشدة عكس كل مرة كانت تسافر فيها، ولا تبالِ بأي شيء..
ولكن خالد كان يفكر أن منة لا تحترمه ولا تقدره.
في العين السخنة -بورتة بالتحديد- في الخامسة مساءً
مظهر عام (لبورته السخنة) حيث البحر والجبال، والأهرمات التى تشتهر بهم، (والتلفريك) وبالدخول للداخل نشاهد منة وماهيتاب يجلسون أمام حمام السباحة وهما ترتديان ملابس السباحة (البروكيني) وأولاد يسبحون، كان الأجواء هادئة من حولهم.
كانت منة تجلس وهى تشاهد فيديوهات خاصة بها هى وخالد عندما كانا في دهب بابتسامة جميلة مشتاقة، فهى تشتاق له بشدة وتشعر بضيق لأنها لم تخبره أنها سافرت.
قالت ماهيتاب وهي تنظر الى الطبيعة من حولها:
الجو جميل أوى، فعلًا طلع كلامك صح، متعة إنك تروحي في روقان قبل زحمة الصيف.
لكن منة غير منتبهة لها، فكل تركيزها في الصور والفيديوهات، انتبهت لها ماهيتاب ومدت وجهها فشاهدت الصورة ونظرت باستغراب وهى تعقد حاجبيها.
ماهيتاب بمكر تسألت:
اسمه إيه اللى واخد عقلك؟
لكن مازالت منة شاردة فى صورها لا تسمع ولا ترى سواها.
علت ماهيتاب نبرة صوتها قليلًا وهي تقول:
منة.
عادت منة إلى وعيها ونظرت لها:
أيوه.
ماهيتاب وهى تغمز لها:
مين اللي واخد عقلك كده؟
توترت منة وأغلقت هاتفها ووضعته بجانبها، وقالت بتلعثم:
ده، دي صور الرحلة اللي طلعتها من أسبوعين.
ماهيتاب بخبث:
اممم طيب، أمال مالك مكشرة ليه؟
منة بضيق:
_ مش عارفة أكلم حد ولا أفتح فون في ناس مهمة محتاجة أكلمهم لإني متأكدة إنهم أكيد قالبين عليا الدنيا، بس أمك كل مافتح ألاقيها بتتصل.. فظيعة.
ماهيتاب:
حتى أنا كدة خلينا نسمع كلام أبوكي ومهاب، خلينا قافلين تليفوناتنا.
هزت منة رأسها بايجاب ممزوج بحزن.
أكملت ماهيتاب بخبث فهى تريد أن تعرف من ذلك الشاب الذي كانت منة تشاهد صوره فهى تعرف أن منة لا تحب تلك الأنواع من العلاقات.
ماهيتاب:
بس هو عزيز عليكِي الشخص اللى محتاجة تطمنيه؟
منة بحب يوضح تعلقها بخالد:
ــ جدًا لإني عارفة ومتأكدة إنه قد إيه زعلان، كمان مقولتش حاجة وهو كان مستنينى، مش عارفة أكلمه إزاي.
ماهيتاب:
_ابعتي رسالة واقفلي الفون على طول.
منة:
عملت كدة بس محتاجة أكلمه.
ماهيتاب:
معلش كلها يومين وننزل القاهرة، اكملت بمكر: بس شكله حلو أوي.
منه بتعجب:
– مين؟
ماهيتاب فهى تشعر أنه صاحب الصورة وأنه هو ذلك الشخص الذي تحدثت عنه منة فقالت بتفسير:
اللي كنتِ ماسكة صورته المُز.
منة بتوتر حاولت تصليح الأمر أمام ماهيتاب:
مُز إيه؟ خالد مجرد صديق زى محمد.
ماهيتاب:
إسمه خالد؟
هزت منة رأسها بإيجاب بابتسامة وعين تلمع بحب -يحرج من قلبها قبل صوتها- فمجرد ذكر إسمه فإن قلبها يشعرها بسعادة كأنها ترقص كالفراشات:
أها خالد.
أكملت ماهيتاب وسألتها لكي تفهم أكثر عن طبيعة علاقتهم:
ده زميلك في الشركة؟
منة:
لا عميل، بس بقينا أصحاب كمان، صديق مقرب من محمد بس.
ماهيتاب :
متجوز بقى؟
منة:
لا سنجل
ماهيتاب:
كويس.
منة:
إيه اللى كويس؟
ماهيتاب:
إنه سنجل.
منة:
_اممم
تساءلت ماهيتاب لتفهم أكثر:
بس إنتِي مكنتيش بتحبي موضوع الصداقة بين الولاد والبنات أشمعنا خالد؟
تبسمت منة وعدلت من جلستها وارتسمت على شفتيها ابتسامة عريضة، وقالت بحب:
أصله غير كل الرجالة اللى ممكن تكوني قابلتيها في حياتك، شخص محترم جدًا، خلوق، ودمه خفيف متفهميش هو (باد بوي) ولا (جنتل مان)، (سيريس)،حاجة آخر جمال، متربي خمس مرات، بيعرف يتعامل مع الست اللى معاه كويس؛ تحسى وإنتِي جنبه إنك أنثى، تحبي نفسك وإنتِي معاه، راجل، بمعنى الكلمة، راجل وأجمل حاجة فيه أنه طموح أوى، ماعتمدش على فلوس والده، اشتغل على نفسه، وبيقدر جدًا الإنسان اللى معاه، بيعرف يهتم بيه، وأنتِي معاه الوقت يعدي هوا، تحسي معاه بالأمان، لالا أنا مهما اتكلمت عن خالد مش هاعرف.
كانت ماهيتاب تستمع لحديث منة وهي تمعن النظر في ملامحها وقد تأكدت أن منة تعشق ذلك الرجل، وأن علاقتهما ليست مجرد صداقة، وشعرت بسعادة من أجلها، وأن أخيرًا منة عشقت وستتزوج من رجل مثل هذا.
ماهيتاب:
والله كويس، مفيش حد كدة دلوقت.
منة هزت رأسها بإيجاب وبابتسامة حالمة:
هو ده اللى خلاني أوافق.
صمتت قليلًا، ثم عادت سريعًا لصوابها، وشعرت بتوتر مما قالته، حاولت تصليح الأمر فأكملت:
بس بردو فيه حدود بينا، كمان أخوة، أيتن وأسمهان ونادين -مش عرفتك عليهم-؟
ماهيتاب:
أيوه حلو ده.
منة حاولت إبدال الحديث والهروب:
تعالى ننزل البول.
ماهيتاب:
يلا.
💞_________________بقلمي ليلة عادل ⁦。⁠◕⁠‿⁠◕⁠。⁩
ـ القاهره
ــ نادي وادي دجله الرابعه مساء.
ــ الصاله الرياضيه.
ــ نشاهد خالد وهو يلعب على الأجهزة الرياضيه المتنوعه ويرفع الأثقال بعضلات مفتوله بعرق ينصب على جبينه ومختلف جسده وهو يضع سماعه ( الاير بودز) في أذنة، بعد قليل رن هاتفه مسح وجهه ويده بالمنشفه وأخرجه من جيبه نظر الى الاسم كانت منه، جز على أسنانه وضعه على صامت وأكمل ما يقوم بيه، كان يبدو على ملامح وجهه الغضب قليلاً وهو يلعب بعد دقائق اقترب منه محمد.
محمد:
خالد.
خالد رفع عينه له بابتسامه: محمد.
وضع الدمبل على الارض وضرب كفيهما ببعضهما بمصافحة: اخبارك ايه وايمي؟
محمد:
تمام، لسه موصلتش لمنة؟
خالد وهو يمد وجهه بلا ويرفع الدمبل ويكمل تمرينه:
تؤ مجربتش اكلمها تاني بعد معرفت ان والدها بخير، وأنها سافرت تغير جو.
محمد:
أنا بردو معرفش عنها حاجه حتى الرقم البرايفت مقفول.
خالد:
ــ على راحتها.
محمد:
كنت حاسس أنك يعنى ومنه.
رفع خالد عينه له بمقاطعة:
محمد من فضلك مش عايز اتكلم في الموضوع ده قولى كدة ايمى ف شهر كام؟
محمد:
الثامن.
خالد:
ربنا يقومها بالسلامه، بقولك هخلص ونشرب حاجه سوا متمشيش.
محمد
اتفقنا.
اتحرك خالد بعد مربت على ظهره وجلس ع احد الأجهزة.
نظر محمد له وقال بصوت داخلي بضجر:
الله يخربيتك يا منه غبيه وتصرفاتك اغبى انا نفسى مستفز منك.
زفر بضيق وتوجهه لعمل تمارين.
ــ منزل منه
ــ الصاله
ــ نشاهد منه تجلس على الاريكة بعد عودتها من السخنه، وهي تمسك هاتفها وتقوم بالاتصال بخالد لكنه لا يىد، قامت بارسال رساله له
محتواها ( لما تفضي كلمني ضروري وبطل قمص)
لكن خالد كان لم يرى الرسائل ولا يجيبها فيبدو انه غاضب بشده تلك المرة.
تنفخت منه بضيق اخذت تفكر ماذا تفعل جاء في خاطرها ان تتصل بايتن، وبالفعل قامت بعمل مكالمة، بعد قليل إجابتها أيتن.
منه:
الو زيك يا قلبى عامله ايه؟
أتاها صوت أيتن من اتجاه اخر
أيتن:
منه يخرب عقلك كنتي فين؟
منه بتوضيح متلعثم:
كنت مسافره حصل موضوع كدة هبقى احكيلك هو خالد فين هو كويس؟
أيتن:
لا معرفش بقالى كام يوم مش بروح.
منه:
تمام اصلي كلمته مردش.
أيتن :
اكيد مشغول الفتره دى مامي قالتلي كان عنده شغل.
منه:
تمام انتي كويسه.
ايتن:
تمام.
منه:
طب هكلمك تاني.
ايتن:
اوكيه باى.
تنفخت منه بضيق عادت الاتصال بيه لكنه لم يجيب.
ــ شركة رسلان.
ــ مكتب منه التاسعه صباحاً
ــ نشاهد منه تجلس على مكتبها وهي تنظر في بعض الاوراق وبعض الرسومات بتركيز بعد دقائق طرق الباب دخل محمد.
محمد وهو يقترب قال:
عاش من شافك يا منوش يا مجنونه ايه يا بنتي مش هتبطلي الحركه البارده بتاعتك دي؟
رفعت منه عينيها نحوه بابتسامه وقالت بتوضيح:
ــ والله غصب عني حصل موضوع كده في البيت فاضطريت اقفل تليفوناتي كلها حتى البريفيت.
جلسه محمد على المقعد الامامي للمكتب تساءل بقلق:
ــ خير في حاجه!
حكت منه فأخذت قليلا بتفكير ثم قالت:
يعني ماهي كانت بتطلق فإضطريت اقفل تليفوني.
محمد باستغراب:
يعني انتي ما كنتيش مسافره؟
منه:
لا كنت مسافره يعني اطلقت وسافرنا انت عارف ماما صعبه قد ايه؟ وماعندهاش موضوع الطلاق ده، فاضطريت اقفل التليفون.
محمد بعتاب:
المهم انك كويسه، بس كان لازم برده يا منه تقدرينا وتعرفينا مالك؟ احنا كنا قلقانين عليكي اوي انا وخالد واخوات خالد وايمي، حتى شروق انا كلمتها قالتلي معرفش؟ بس انا كنت عارف ان هي عارفه صوتها كان باين اوي ان هي عارفه وبتحور، بس مادام شروق عارفه، يبقى اكيد كان عندك الوقت انك تعرفينا احنا كمان، ياستي مش عايزين نعرف تفاصيل، بس على الاقل تقوليلنا انا هقفل تليفوني يا جماعه عشان عندي مشكله.
هزت راسها بإيجاب وتأييد منه بتوضيح:
ــ انت عندك حق بس صدقني الموضوع كان كبير على فكره انا بعت رساله لخالد قولت له اختي بتطلق لازم اقفل تليفوني، عشان ماما عامله مشكله، بس اكتشفت لما فتحت الرساله موصلتش، اعتمدت بقى على ان انا قولتلك ان بابا تعبان وإني هقفل التليفوني، اخذ اجازه اليومين دول يعني ان الموضوع ده ممكن يهديكم شويه.
محمد:
حصل خير يا ستي بس أبقي خدي بالك بعد كدة، كلمي خالد عشان زعلان.
منه:
ــ انا بكلمه بس ما بيردش هو بيكلمك؟
نظر محمد لها خالد ما بيردش ! قال بصوت داخلي: مادام خالد مابيردش يبقى متعصب منك اوي، ومزعلاه اوي ( تنحنحت) لا ما بنتكلمش اكيد مشغول.
هزت منه راسها بايجاب اكمل محمد:
ــ خدى بالك بقى عندنا شغل كتير مش عايزين دلع
منه هزت راسها بإيجاب.
💞______________ بقلمي ليلةعادل ⁦ʘ⁠‿⁠ʘ⁩
فيلا أيتن
ــ غرفه الأطفال السابعه مساء
ــ نشاهد خالد وهو يجلس على الارض ويلعب مع ابن اخته ويقوم بمدغدغته، ثم لعب معه بوكس، اخذ الطفل يقوم بإعطاء خالد لكمات على وجهه مع تمثيل خالد انه متألم.
خالد هو يضع يديه على وجهه:
اهااا وجعتني.
الطفل:
خالو انا عايز لما اكبر يبقى عندي عضلات زيك.
خالد:
هيبقى عندك احلى كمان من عضلات بتاعت خالو.
واثناء ذلك دخلت ايتن قالت:
يحيى سيب خاله بقى عايزه اتكلم معاه شويه.
يتوقف خالد قال بجمود:
لو هتتكلمي عن موضوع منه بلاش.
ايتن:
البنت بترن عليك كتير وبعتتلك رساله افهم منها كان مالها بعدين خد قرار بعدين الحب الكبير يعني اللي كان في قلبك فجاه اختفى.
خالد نظر الى يحيى يويو كمل لعب وهخلص مع مامي واجيلك تاني ماشي.
هز الطفل راسه بإيجاب وخرج خالد مع ايتن الى الخارج وجلسوا على الاريكه في الهول
خالد بتوضيح:
انا ما قولتش مش هكلمها تاني ولا قولت هقطع معاها كل الحكايه انا محتاج اهدى انا متعصب انا مش عارف ممكن اعمل ايه لو قابلتها وانا كده متضايق منها بجد مفيش اي مبرر يخليها تعمل كده؟
أيتن:
تمام بس كفايه فات يومين.
خالد:
لما احس نفسي هديت هرد، لان لو رديت دلوقت فعلا هخسرها بشكل وحش.
🌹ـــــــــــــــ♥️بقلمي ليلة عادل ♥️ ــــــــــــــ 🌹
منزل شروق
نشاهد منه تجلس مع شروق وهما تتحدثان.
منه بضيق:
مش بيرد عليا و قماص اوي دماغه صغيرة.
شروق باعتراض:
لا هو عنده حق انتي غلطانه من ساسك لراسك.
منه :
ياستي عارفه بس يرد مأڤور اوي.
شروق بشده ممزوجه باستهجان:
لا يا منه رد فعل طبيعي إنتي إللي أوفر وبتتصرفي غلط معلش دقيقة واحده مش هتعمل حاجة رساله صغيره، بلاش اى سنترال، ولا كشك اقفي اتصلي بيه، بلاش اتصلي بيا حلينى من الحلفان وقولوا، قدري الراجل إللي كان متعشم انه يقابلك وعملك مفاجاه ، وفجاه اختفيتي، وكان مرعوب عليكي، واللي زاد وغطا الكل عرف انك رايحه تغيرى جو، حتى حلفتينى مقولش ان اختك بتتطلق انا والله مفهمه ايه اخرتها معاكي يا متخلفه انتي بت كفايه عبط ارحمي نفسك وارحميني وارحمي الناس اللي في حياتك لو الحركه دي اتعملت فيكي هتتعصبي.
منه بتوضيح:
والله العظيم كنت مرعوبه من امي اصلك متعرفيش حاجه مش عايزه افتكر الله يسامحها.
شروق:
طب وخالد ذنبه ايه؟
منه:
والله معترفه بغلطي بس المفروض يسمعني.
شروق:
معلش حولي تاني هو يستاهل المحاوله ويمكن هو من نوع اللى لما بيزعل بيقى متعصب فبيعد عشان ميزعلش اللى معاه
منه تنهدت بتتايد:
هو فعلا قالى كدة لما بتعصب من شخص بسبب زعلي منه ببعد عشان انا غبي فى عصبيتي.
شروق:
طب اهو الراجل مفهمك طبعه اكيد خايف يرد يتعصب عليكي حاولي تاني.
منه:
حاضر.
شروق المهم امك رجعت والدنيا تمام.
منه:
اها مهاب رجعها بس مش بتكلم حد فينا.
شروق:
ربنا يهديها.
ومره يومين كانت منه تقوم باتصال بخالد باستمرار لكنه لم يرد فهو مازال غاضبا منها بشده.
ـ مصنع خالد الجديد.
ــ المكتب الثانية عشر ظهرا
ـ نشاهد خالد يجلس في مكتبه وهو يفكر في ما حدث بضيق، رن هاتفه كانت منه نظرا للاسم لثواني بتفكير ان يجيب او لا يجيب، مسح على وجهه وقام بالرد.
خالد بجمود:
الو.
منه:
واخيرا كنت فين؟
خالد:
ـ موجود.
منه:
طب انت فاضي النهارده ممكن نتقابل على الساعه 4:00 كده.
خالد:
اشمعنا الساعه 4:00 ليه مش 6:00.
منه:
يعني خلصت شغل بس لو انت مش فاضي خلاص.
خالد:
تمام الساعه 4:00 سلام.
لم ينظر حتى تجيبه وقام بغلق المكالمة
الجانب الاخر كانت تجلس منه على مقعد الامامى للمكتب وهى تمسك هاتفها
منه تنهدت وقالت:
والله ليك حق تعمل اكتر من كده انا مش زعلانه منك.
💞______________ بقلمي ليلةعادل ⁦ʘ⁠‿⁠ʘ⁩
عند عربية القهوة في الرابعة مساءً.
نشاهد خالد يجلس داخل سيارته وملامح الغضب وضيق تغشاه وهو يضغط على أسنانه، ويبدو أنه في انتظار أحدهم.
بعد قليل ظهرت منة وهى تبتسم له ابتسامة جميلة مشرقة، وطرقت على النافذة وهى تشير له بأن يخرج.
نظر لها خالد بطرف عينه بجمود فتح لها باب المقعد المجاور له ثم نظر أمامه يحاول يحاول كبح جماح غضبه وضيقه منها.
فنظرت له منة بإستغراب وصعدت السيارة وجلست وهي تقول:
منة بتعجب:
إشمعنا كده؟
خالد بجمود -وهو ينظر أمامه- وبنبرة رجولية:
اقفلي الباب عشان التكيف.
منة -وهى تنظر له بتعجب- هزت راسها بإيجاب:
آه تمام.
أغلقت الباب ونظرت، فهو حتى الآن لم ينظر لها، بل ينظر أمامه فقط.
منة باهتمام:
عامل إيه؟
رفع خالد حاجبيه لأعلى بتعجب -وهو يضغط على كلماته ويمد وجهه- قال:
عامل إيه ؟ بتساليني عامل إيه؟
نظرت له منة وهي تعقد بين حاجبيها باستغراب دون رد على طريقته تلك، لكنها مازالت لا تدرك أن إعصاره على وشك الفتك بها.
بينما دار خالد بجسمه ناحيتها -وهو يمعن النظر في ملامحها- وأكمل حديثه على نفس الوتيرة.
خالد بجمود يتسائل باستغراب:
يهمك تعرفي؟
هنا شعرت منة أن هناك شيء ما، فتسالت بتتعجب:
مالك يا خالد؟ إيه الطريقة اللي بتكلمني بيها دي؟
خالد ببرود يتحدث بين أسنانه متسائلًا:
باتكلم إزاى؟ ها قوليلي كدة باتكلم إزاى؟
وهنا لم يعد خالد قادرًا على كبح غضبه ووجع قلبه منها، فـبدأ صوت يعلو تدريجيًا:
المفروض أتكلم إزاى؟ علميني المفروض إزاي؟
صاح بها بنبرة رجولية جهورة جعلتها أن تضع يدبها على أذنيها، وتغمض عينيها وأسرعت دقات قلبها توتراً.
خالد:
لما تقفلي تليفونك أسبوع كامل المفروض أكون عامل إزاى؟ وأنا مش عارف أوصلك، ولا أطمن عليكِي؟ المفروض أكلمك وقتها إزاى؟ فهميني..
وضعت منة يديها الاثنتين على أذنيها وهى تقول:
خالد إنت بتزعق جامد أوي في إيه؟ بالراحة!
نظر لها وهو يضغط على أسنانه وعيونه حمراء من شدة غضبه، وقد نفرت عروق جبهته وهو يقبض على كف يده بتعب وقد طفح كيله، فقد سئم خالد طريقتها التى لم تتغير وتصرفاتها التي تشعره أنه ليس مهم ولا يعنى لها شيئًا.
أكمل خالد على نفس الوتيرة المجنونة وهو يخرج كل ما يحمله بصدره من وجع و ضيق، وغضب متأجج:
ـ بازعق ليه؟ هاقولك بازعق ليه؟ لإنى تعبت منك، تعبت من تصرفاتك، وطريقتك إللي مابتتغيرش، إللي بتحسسنى إني مش مهم ومليش لازمة في حياتك، رقم من ضمن أرقام كتير ممكن يتمسح بسهولة، إنسان بلا قيمة كإني كلب بيجري وراكِ مستنى ترميله شوية أكل.
منة بتعجب وصدمة،بنبرة مكتومة:
إيه اللى بتقوله ده؟
أكمل خالد على نفس الوتيرة بغضب:
يعني تقفلي تليفونك وتسافرى من غير ما تفهمي البني آدم اللي في حياتك أى حاجة؟ عايزة يبقي إزاي؟ بس طبعًا إنتِي هاتقولي أفهمه ليه أصلًا؟ زى عادتك، مين هو؟ ولا حاجة، صفر على الشمال، مالهوش لازمة، وهو يفضل يلف حوالين نفسه، ويسيب شغله، ومش عارف ينيل إيه عشان يوصلك؟ لإن حضرتك فجأه قررتي تفصلي وتغيري جو، من غير تقدير ولا تفكير في حد، ولا حتى في الزفت إللي قالب الدنيا عليكِي.
واضاف باستهجان شديد:
يا شيخة.. دي كوباية الشاى لها أهمية عندك أكتر منى، تستغني عن خالد لكن هي لا، أنا بجد تعبت وزهقت، مبقتش قادر، مش عارف أرضيكِ إزاى؟
بدأت الدموع تتجمع في عينيه، وواصل بنبرة مهتزة وبوجع خنق صوته وقال:
مبقتش عارف أعمل إيه تانى عشان أكسب ثقتك وتقديرك، ويبقى ليَّا ولو شوية، شوية قيمة عندك، حقيقي تعبت مبقتش قادر أتحمل أكتر، أنا مش موجود عندك، مش متشاف من الأساس، الاستغناء عني سهل بالنسبة لك، مش هيسببلك أى شيء.
ضغط على أسنانه وقال بتهكم:
مش بتقولي نفسك تبقي رقم واحد عند حد؟ تبقى رقم واحد إزاى وإنتِي أصلًا مش فارق معاكِي غير منة وبس، ما كنتِي رقم واحد عندى يامنة، ومكنتش مستني منك حاجة غير شوية تقدير، بس للأسف ملقتش ده.
كانت تستمع له منة بصمت رهيب بعينين اغرورقت بالدموع وقلب ينفطر، فكان حديث خالد قاسي عليها وظالمًا بشدة.
منة بنبرة مكتومة
خلصت؟
نظر لها خالد بطرف عينه بصمت فأكملت منة:
خلصت والا لسه هتكمل؟ أنا مستعدة أسمعك!
نظر لها خالد، وبدأ يعود لوعيه قليلًا ابتلع تلك الغصة التي تشكلت في حلقه، وحاول الهدوء والسيطرة على تلك العاصفة الرعدية التى استحوذت عليه.
منة بنبرة مكتومة، بوجع وحزن خنق نبرة صوتها- قالت بتفسير:
_مكنتش متصورة إني مزعلاك أوي كده! ولا كنت أقصد إني أوصلك للحالة دي، ويوصلك من تصرفي ده إنك ملكش قيمة عندي!
قالت بتوضيح وحزن كأنها تريد أن تزيل تلك التهمة من عليها وان توضح له كم هو مهم بالنسبة لها:
لا يا خالد إنت عندك قيمة عندى وكبير أوي كمان، إزاي تقول كده؟ بعد كل اللى بيننا؟
بدأت الدموع في التساقط من عينيها، وواصلت بنبرة ضعف:
ــ أنا كنت جاية وعارفة إنك زعلان، كنت جاية أشرحلك وأفهمك اللي حصل واعتذر لك، واقولك إنك وحشتني، عارفة إن من حقك تزعل، بس مش كده، أفهم وبعدين احكم، أنا أختى كانت بتطلق يا خالد، أنا لما روحت يوم ما كنا سوا آخر مرة، كنت فرحانة أوى ومتحمسة للمفاجأة لإن عمر ما حد عمللي مفاجأه، وأول ما فتحت الباب لقيت أختى مضروبة، جوزها ضربها علقة عشان شافته معاه واحدة في بيتها، ولما عملت معاه مشكلة ضربها ورماها في الشارع بعيالها بلبس البيت، ومشاكل كتير عشان ماما كانت عايزة ترجعها، أنا ومهاب وقفنا قصادها، ماما سابت البيت، فاقترحت على بابا إني أسافر أهدى الجو لإن ماما ما كنتش ساكتة، كلمت محمد مكنش ينفع أفهمه واحكى اللي حصل، اخترعت موضوع بابا كنت هاكلمك بس ماما عملت مشكلة كبيرة تاني وبهدلت الدنيا، بابا قاللى اقفلى تليفونك، كنت كل مافتح وأنا هناك، عشان أكلمك ألاقيها بتتتصل، وشتيمة ودعوات فبعتلك رسالة وقررت إنى مش هافتح الفون تاني،لإن ماما مكنتش ساكتة، ماما صعبة أوي، والموضوع أكبر حتى من الطلاق، ياريت أقدر أقولك، المهم بس اكتشفت إن الرسالة موصلتش ليك لما رجعت، قولت أنا هاصورها لخالد عشان عارفة إنه قماص، متصورش إنك شايل في قلبك مني كل ده، عمومًا أنا آسفة إنى حسستك إنك بلا قيمة، بس إنت عندك قيمه وكبيره إنت مش كلب يا خالد إنت حاجة كبيرة أوى، واضح إن مشكلة فيَّا وإني مش بعرف أحتفظ بالناس ومستهلش إن حد يبقى في حياتى، أنا آسفه مش هضايقك تاني عشان متعبكش ولا ازهقك.
كان يستمع لها خالد بصمت بعين دامعة وضاق من نفسه لانه ظلمها، وشعر بالذنب نحوها، ومما زاده وجع وضيق بكائها هكذا، وتلك الدموع التى تساقطت أمامه لأول مرة فشعر خالد أنه تسرع في حكمه.
كادت أن تفتح باب السيارة فأوقفها خالد وقال بلهفة وإعتذار:
منة إستني أرجوكِي..
التفتت له منة بوجع وقالت:
عايز تقول حاجة تاني.
خالد بحزن وبعينين اغرورقت بالدموع:
أنا آسف، حقك عليَّا، حقيقى مكنتش أقصد، بس الموقف زعلنى، أنا كنت مستنيكِي على نار، وحاجات كتير، كنت متعشم إننا هنقضي اليوم سوا زى ما خططت، بس لما عرفت اللى حصل، اتعصبت أوى.
أضاف بعتاب وضيق وهو يشير بيده:
ليه مقولتيش يا منة؟ ليه؟ رسالة واحدة، واحدة، كانت غيرت كل شيء مكنش زعلتك كده.
منة بتوضيح وهى تحاول تهدئة حزنها:
والله بعت رسالة.
أخرجت هاتفها من حقيبتها وفتحت رسالة:
آهي بس متبعتتش.
كانت عين خالد عليها هي، فهو يصدقها ولا يحتاج أن ينظر للهاتف ليتأكد.
أكملت منة وهى تهز الهاتف في وجهه:
بص، آهو.
أمسك خالد الهاتف بكفه ووضعه فى حقيبتها وهو معلق عينه عليها، قال بعقلانية وبنبرة رجولية جذابة:
أنا قولتك قبل كده أنا باصدقك، متزعليش منى لو كنت انفعلت بس انفعالي ده مبنى من محبة كبيرة وزعل كبير، حقك عليَّا وأوعدك بعد كده مش هاخد أى موقف غير لما أسمع منك الأول.
منة بتوضيح وسط دموعها:
خالد إنت لو مش غالى عندى ومش مهم مكنتش أول واحد جيت على بالي لما رجعت، وكلمتك وأصريت إننا نتقابل.
تبسم خالد بجاذبية وأمسك منديل من علبه (التابلو) وعينه معلقة عليها مد يده وبدأ يمسح دموعها من أسفل النظارة.
منة باستغراب:
بتعمل إيه؟
خالد:
مش عارف أمسح دموعك من النظارة.
أمسكت منة المنديل منه وخلعت النظارة ومسحت دموعها.
منة بزعل:
أنا عمر ما حد زعقلي كده قبل كده، إنتَ طلعت عصبي أوى وعليك صوت يطرش.
خالد تبسم بمزاح محبب:
مش كنتِي بتقوليلى نفسك تشوفينى متعصب؟ وتسأليني إنتِ بتعرف تتعصب أصلًا؟
منة ضحكت برقة:
ــ ياريتني ماقولت.
خالد:
لعلمك أنا مكنتش متعصب أوى بردو حاطط في إعتبارى إنك بنت ومنة وكده.
منة ضحكت:
كويس والله.
خالد:
خلاص سماح.
منة:
سماح، إنت كمان سماح.
خالد:
_سماح، بس أرجوكي لو حصلت تاني عرفينى، واتاكدى ان الرسالة وصلت، وأنا أوعدك إني هتحكم في غضبي أكتر من كده.
منة:
حاضر.
أمعن خالد النظر إليها وقال بتنبيه:
إوعي دموعك تنزل تاني مهما حصل، فاهمة؟
منة:
إنت السبب، إنت اللي نزلتهم.
خالد بصدق:
أول وآخر مرة، لو في دموع هتبقى فرحة وبس.
منة:
لما نشوف.
خالد باهتمام:
المهم أختك، عملت إيه؟ وصلت لفين؟
منة:
الحمد لله إتطلقت، واحنا هناك مهاب وبابا وعمي مع المحامي خلصوا كل حاجة، بس اتنازلت عن حقوقها، أخدت حاجتها بس.
خالد باستهجان:
يابنتى كنتِ كلمتينى، كنت طلقتها بكل حاجتها، أعرف محامي كويس كمان، عمى لؤى.
منة:
إحنا مش عايزين حاجة، يغور، عملنا أصلًا عليه محضر بعدم التعرض، ده كان حوار مقرف.
بدأ خالد يشغل محرك السيارة وهو يسأل:
مامتك بقى مالها بقى؟
منة تنهدت:
موضوع كبير، إنت رايح فين؟
خالد:
عند محل العصير، أجيبلك ليمون ونرجع، إحكي بقى مشكلة مامتك إيه؟
منة:
هاقولك.
وبالفعل ذهب خالد ومنة لاحتساء عصير الليمون ثم أخذا يتبادلان الأحاديث عما حدث خلال الأيام السابقة، ثم ذهبا يتناولا وجبة الغداء معًا، ثم ذهبت منة إلى بيتها وهي سعيدة جدًا وخالد كذلك.
منزل منة في الخامسة مساءً.
نشاهد مروة وماهيتاب تجلسان في الصالة وتتبادلان الأحاديث، وهما ترتديان ملابس منزلية وتمسكان أكواب الشاى ،بين يديهما، كان يبدو على ملامح ماهيتاب الدهشة.
ماهيتاب بصدمة:
أمك دي اتهبلت رسمي.
مروة باستهجان:
ـ آه والله دى فضحتنى وفرجت علينا الناس، بس أنا مسكتلهاش فورت دمي، البت أمنية مرات أخويا مكنتش قادرة علينا، كلمت مهاب قالته: تعال بسرعة أمك وأختك ماسكين في بعض، مهاب جه جري، الحمدلله أبوكي كان بايت عند عمك مش طايقها.
ماهيتاب:
يالهوي.
مروة أكملت وهي تحتسي الشاي بتأكيد:
_حتى أم مها نزلت، لا دى كانت ليلة، وبتقولى والله ماهتدخلى البيت تانى، قولتها هادخل، راجل البيت لسه موجود، ولما يموت بردو هادخل بيت أبويا وبطلي بقى اللى بتعمليه ده، أنا مش منه المحترمة، ولا ماهيتاب اللي بتسكت.
ماهيتاب بتعجب:
كل ده ليه مش فاهمة؟
مروة بضيق وهي تضغط على أسنانها:
ضحكت عليَّا، جت البيت بتعيط بتقولى أبوكي ضربنى وبهدلني عشان مش عايزة أخرب بيت اختك، إيه حصل طيب يااما!؟ قال إيه ؟! ماهي قفشت امين وهو (بيتشات) مع واحدة وقلبت الدنيا، والبت منة كبرت الموضوع وسخنت مهاب وأبوكي علي امين وبهدلوني يابنتى، وعيطت بقى، روحت مكلمة مهاب بهدلته فى التليفون.
قاطعتها ماهيتاب وهي تحتسي الشاى بنفي:
والله محصل.
مروة بمعرفة وهي تهز رأسها بنعم:
ما مهاب قالي بقى اللي حصل وأنها ضحكت عليَّا، وإنها عايزكي ترجعي بعد ما بهدلك..روحت لابسه العباية وروحتلها عند خالتك قولتلها بقى الزفت ده يضرب أختى في الشارع ويطردها بعيالها وعايزة يرجعلها؟؟ بدل ما تقلعي شبشبك وتفرجي عليه السلام كلها، إيه يا أمي في إيه؟ بتضحكي عليَّا؟ عايزة تخسرني إخواتي وأبويا، هما صح وإنتِي غلط، إزاي بقى أقولها كده، بهدلتنى وهترجع يعني هترجع، قولتها يمين على يمينك ما هترجع.
ماهيتاب بإستنكار:
وخداها عِند.
مروة بتأكيد وقوة:
أيوه عِند، معاكِي خصوصًا بعد ما أبوكِي ضربها.
ماهيتاب بحزن:
أمك بهدلت منة، وقالت كلام وحش في حقها.
مروة بأسف:
مهاب حكالى أمك اتجنتت، تصدقي يابت يا ماهي البت منة دى طلعت أنصح مننا كلنا، طورت تعليمها ونفسها، وأخدت كورسات وبتشتغل، وعندها دخل والناس اللي تعرفهم محترمة ونضيفة، ناس تتشرفي بيهم، مهاب قالي على المحامي الكبير، حتى الظابط اللى عمل المحضر، ناس محترمة، ده غير السفر، والا اللبس وإحنا قاعدين زي خيبتها كده.
قالت ماهيتاب تأييد ممزوج بحزن وحسرة:
والله صح أمك السبب فهمتنا إن الجواز أهم حاجة لازم نعملها، عارفة يا مروة؟ والله دفعت ييجى عشرين ألف في الأسبوع ده، نزلت جابت لبس ليا أنا والعيال بيتى وخروج وجزم، وبعدين أخدتني السخنة وصرفتلها بردو مبلغ كبير مكنتش حارمة العيال من حاجة.
مروة:
منة جدعة وطيبة بس برده ملهاش في الهزار تحسيها قفل كده دايمًا حابسة نفسها في الأوضة كإننا جربة.
ماهيتاب:
من أمك، هي اللي عاملة فيها كده ،مش فاكرة كانت بتقولها إيه؟ كانت بتطفش بسبب كلامها وتخليها حابسة نفسها في الأوضة، وأمك كانت بتضحك علينا وتقولنا شايفة نفسها عشان مهندسة، واحنا بنصدق ونشيل منها، غير إنها مش بتحب قاعدتنا وخروجنا عشان مالهاش فيهم إحنا كنا صيع، وهى محترمة، ياريت تحسنى علاقتك بيها يا مروة.
ده حتى هي ومهاب بقوا كويسين.
مروة:
أمك السبب هي اللى كانت بتشيلنا منها، فاكرة لما كانت بتضحك علينا تقولنا إوعوا تسمعوا كلام منة؟ دى عايزة تخرب عليكم وتبقوا زيها؟ حتى أمنية مرات أخوكِ؟
ماهيتاب:
أمك كل الحياة بنسبلها عريس وبس، الله يسامحها، المهم هاقولك حاجة سر.
مروة:
إيه؟
ماهيتاب:
منة تعرف واحد إسمه خالد قمر.
مروة بصدمة:
منة؟
ماهيتاب:
آه والله.
مروة:
منة مالهاش في الكلام ده، فاكرة مهاب لما كان بيقول منة دى لو سبتها مع ألف راجل مش هاخاف، محترمة هتشرفني لكن إنتم أبدًا، ولا مع نص راجل.
ماهيتاب: والله تعرف واحد وبتحبه استنى أوريكِ صورته.
أمسكت هاتفها وأخرجت صورة لخالد وهي تقول:
أخدتها منها من غير متعرف عشان أوريهاك، شوفي قمر إزاي؟
مروة:
إيه ده، ده قمر شبه الممثلين، وأحلى من محمد صاحبها، بس ده مع منة؟ مستحيل!
ماهيتاب:
لا معاها يختي، عنده مصنع قماش كبير وأبوه دكتور كبير وأمه مديرة بنك أجنبي.
مروة بصدمة:
منة حكتلك.
ماهيتاب:
اممم غزالتها كانت رايقة، كان واحشها مش عارفة تكلمه عشان الفون مقفول، حكتلي بقى.
مروة بصدمة:
قالتك بتحبه؟
ماهيتاب بتوضيح: لا قالت زميلى وزي أخويا، بس لا، العين كانت بتلمع
وقلبها بيدق، ونبرة الصوت تقولك بتعشقه.
مروة بتعجب:
انتِ مبسوطة؟ المفروض تنصحيها، هو ده ممكن يبصلها ؟
ماهيتاب:
يعني ايه؟
مروة بتوضيح:
إفرضي حبته من طرف واحد؟ لان ده مستحيل يبص لمنة شفتى شكله؟ شوفي إحنا كده بجملنا ده مستحيل يبصلنا، بكرة يرتبط ويتجوز وأختك تتصدم ممكن يجرى ليها حاجة؟
ماهيتاب بأسف وهي تزم شفتيها:
راحت مني، أصلي فرحتلها والله جوازه حلو مش القرف بتاعنا.
مروة بعقلانية:
والله وأنا أفرحلها إن بعد كل ده تاخد حاجة كويسة، بس الواقع بيقول اللى زى الواد ده بيبص للشكل مش بيهمه الأخلاق، والدماغ، والشخصية، بعدين بتقولي أمه مديرة، وأبوه دكتور كبير، مستحيل، دول بياخدوا اللي منهم.
ماهيتاب:
طب أنا مقدرش أكلمها.
مروة:
ولا أنا.
ماهيتاب:
طب نكلم شروق هى هتعرف تنصحها عننا، بس والله كان نفسي يبقى في حاجة بينهم.
مروة:
يارب مش هكره إحكيلى بقى عملتوا إيه في السخنة.
💞ـــــــــــــ ♥️بقلمي ليلة عادل ♥️ ــــــــــــــ 💞
على الطرف الآخر عند خالد.
نشاهد خالد وهو يقوم بتبديل ملابسه وأثناء ذلك ترك الباب، فدخل زين والده، ويبدو أنه جاء من العمل الآن.
التفت خالد بابتسامة
بابا إزي حضرتك؟
زين باهتمام:
الحمد لله إزيك يا حبيبي إنت عامل إيه؟
خالد:
الحمد لله.
أمعن زين النظر في ملامحه، تبسم وهو يقول بمكر:
ــ وشك النهارده رايق، أنا كنت جاي أطمن عليك.
أكمل باهتمام وهو يضع يده على كتفه:
_ بقالك فترة كده مش عاجبني، مالك يا خالد؟ شويه باشوفك مبسوط، وشوية زعلان ومهموم وبتفكر، كإنك محتار في حاجة شغلاك؟ احكيلي، مش إحنا طول عمرنا أصحاب؟ دلوقتي سرك مع إخواتك البنات ووالدتك؟
خالد تبسم:
طبعًا يا بابا حضرتك مش بالنسبة لي أب وبس، ده إنت بالنسبة لي أخ وصديق كمان، بس صدقني موضوع بسيط وخلاص إتحل الحمد لله.
زين:
طب طمني عايز أفهم مالك؟ إيه كل التغيرات دي أنا قلقان عليك، التغيرات السريعة المختلفة دي أكيد وراها سر كبير، حب مش كده؟
هز خالد رأسه بالإيجاب وبصمت.
تبسم زين وهو يربت على كتفه، وجلس على الفراش ونظر بعينيه له، وقال بحكمة:
الحب أجمل حاجة في الدنيا وأعظم إنتصارات الإنسان، والإنسان المحظوظ هو الإنسان اللي يتجوز عن حب، أكيد جواز الصالونات والحب اللي بيحصل بعد كده جميل، بس الحالة اللي بتعيشها أول ما عينك بتقع على بنت معينة وقلبك بيدق وبيقول لك هي دي إللي هتكمل معاها بقية حياتك، هي دي اللي قلبك شافها وحسها وحسيت بالزلزلة معاها هي وبس، بيكون جميل ومختلف.
تبسم خالد بتأييد وجلس بجانبه:
ده حقيقي، على قد ما الحب جميل على قد ما هو متعب.
عدل زين من جلسته في زاوية، وقال بحكمه:
جمال الحب في تعبه، الحب مش بس ابتسامة وفرحة وكلمة حلوة! لا ؛؟! الحب كمان وجع وسهر، ودمعة، وخناقة، عارف أنا دايمًا باشوف إن الخناقات في العلاقات سواء حب أو صداقة أو حتى خناقات عائلية هو شيء مطلوب لإنك مبتعرفش حقيقة الأشخاص اللي حواليك إلا في خناقاتهم، بيبقوا واضحين قوي وتشوفي الإنسان ده مهذب في خناقه والا قليل الأدب، بيعاير ولا بيستر، متكبر والا متواضع، حنون ولا قاسي، شاري ولا بايع، الصفات الحقيقية للانسان بتبان في خناقة، وفي أزماته، فاللي إنتم فيه ده حاجة صحية جدًا المهم النهاية تكون سعيدة، ها قل لي بقى.. إيه الحكاية؟
خالد:
ـ حضرتك عندك حق في كل حاجة فعلًا المشاكل بتبين كل شخص على حقيقته، أنا مش هاعرفها في خروجة وضحكة لكن هاعرفها في خناقة ودمعة، الحكاية بقى…
قاطعه زين وهو يقول بتساؤل:
إستنى بس، البنت اللي إحنا بنتكلم عليها دي منة، مش كده؟
هز خالد رأسه بإيجاب، فأكمل زين:
بنت محترمة وعاجباني، أنا شفتها مرتين؛ مرة لما جت هنا مع أختك، ومرة ثانية في عيد ميلاد أيتن، واضح إن أهلها كمان ناس محترمين.
خالد بتأييد:
جدًا.
نظر له زين بتركيز وهو يسأل:
إحكيلي بقى إيه المشكلة؟ قل لي يا خالد العشق مغلبك ليه؟
خالد بتوضيح:
هو مفيش مشكلة، قد ما أنا كنت محتار في مشاعري مش عارف أعمل ايه؟ وحضرتك ربتني إن مفيش حاجة إسمها إن أنا أصاحب بنت، وتحصل بينا علاقة ونخرج ونروح ونيجي من غير أي ارتباط رسمي، وأنا مكنتش عارف آخد الخطوة دي لأني محبيتش إني أدخل معاها في علاقة رسمية وفي الاخر أطلع موهوم وأجرحها لإنها شخصية حساسة، ده غير بقى إن شخصيتها صعبة، باحس إنها مش عايزاني، باحس إني ماليش أي قيمة عندها، وشوية تانيين باحس إني مهم، مشاعر مختلفة متلخبطة، فـ كنت تعبان أوي يا بابا مش عارف أبعد؟ والا أفضل، بس أنا قررت إني أفضل أحاول، وبعد فترة بسيطة حسيت إن هي اتغيرت كتير معايا، وإن خلاص جه الوقت إللي لازم آخد خطوة حقيقية، بس للأسف اختفت وأنا مكنتش فاهم إن اختفاءها ده سببه مشكلة عندها، وللاأسف الشديد اتسرعت في اتخاذ القرار وحكمت عليها، والنهارده بس عرفت إني كنت غلطان واتسرعت في حكمي، بس خلاص اتصالحنا وقررت إني بكره هاكلمها وآخذ منها ميعاد عشان افتحها في موضوعي اني اتقدم لها ماتقلقش مش هتشوفني مهموم تاني.
زين بحكمة:
_أنا قولتلك إن العشق مر، وإن الستات عاطفيين لما بييجوا يحكموا على الأمور بيحكموها من اتجاهات مختلفة غيرنا، هما دايمًا بيشوفوا التفاصيل، وما بين السطور، لكن الراجل الذكي هيعرف يكسب قلب مراته، ويعرف إزاي يتعامل معاها، بالكلمة الحلوة وبالنظرة الجميلة، والاهتمام والتقدير والاحترام هما إللي بينجحوا العلاقة، لكن الحب بعد الجواز مش هقول لك بينتهي! بس بيضيع وسط زحمة المشاكل والمشاغل، لكن إيه اللي يخليكوا تستمروا؟ الود والاحترام المتبادل، والذكريات الجميلة، وإن هي شايلة لك إنك في لحظة ضعف منها أو غضب منها سكت وتحملت، رغم لو واحد تاني كان عمل مشكلة كبيرة، والعكس صحيح هي كمان تحملت ظروفك وغضبك، وإنك بيجي عليك وقت غصبٍ عنك مشاغل الحياة والظروف مش بتخليك متواجد بشكل مستمر، وهي تحملت، هو ده اللي بيخليكوا تكملوا مع بعض، وبما إنك داخل بقى على جواز أخيرًا وهتفرحني، لازم تفهم إنك لازم تكون مسؤول يا خالد، وقد الحياة اللي إنت داخلها، وانك دلوقتي مش مسؤول عن نفسك وبس، في شخص تاني مسؤول منك وهيشاركك كل تفصيلة صغيرة في حياتك كأنك اتقسمت اتنين، لازم تكون عاقل وهادي وتفكر ألف مرة في أي رد فعل هيخرج منك، لأن في شخص تاني متعلق في رقبتك، وربنا يصلح لك الأحوال يا ابني.
خالد بإبتسامة:
يا رب يا بابا.
زين بتساؤل:
ها ناوي على إمتى بقى؟
خالد:
زي ما قلت لحضرتك، هكلمها بكرة واتفق على ميعاد وبعدين نروح نتقدم.
زين:
خلاص على خير، إن شاء الله،وقف زين ثم قال: أنا هاسيبك بقى.
خالد واقفًا:
خليك قاعد معايا شوية حضرتك واحشني جدًا.
زين:
لا انا هاروح أغير هدومي وأقعد مع لمياء شوية، وحشتني، وهانحضر العشا سوا.
هز خالد رأسه بإيجاب، وخرج زين.
أخذ خالد بتبديل باقي ملابسه، وبعد الانتهاء
أمسك بهاتفه، فوجد منة قد قامت بالاتصال بيه مرتين.
جلس وهو يتمدد بابتسامة مشرقة، وأمسك هاتفه وقام بالاتصال بيها.
وبعد ثواني أتاه صوت منة من الطرف الآخر مع تبادل الصورة بينهما.
خالد بمرح:
وحشتيني الحبة دول.
ردت منة بجدية ونبرة صوت يبدو عليها الضيق والغيرة:
مكنتش بترد ليه؟
شعر خالد أن هناك شيء في نبرة صوتها فسألها باهتمام:
مال صوتك؟
منة بجمود:
خالد أنا سألتك، إنت ما بتردش ليه؟
خالد بنبرة رجولية:
ردي على سؤالي الأول، مالك؟
منة بعند وضيق:
وأنا مش هقولك تاني مبتردش عليَّا ليه؟
تنهدت خالد وهو يجيبها:
_مفيش، بابا دخل يتكلم معايا، ولما رنيتي مخدتش بالي لان تليفوني صامت، انا جاوبتك، إنتِي بقى مال صوتك؟ في حاجه حصلت؟
منة كإنها لم تستمع إلى سؤاله، فالغيرة كانت متمكنة منها بشدة، فقالت بنبرهدة سخرية:
ومين دي بقى اللي عامله لك فيديو على أغنيه عمرو دياب وصور؟ مقولتش يعني إنك حبيت جديد؟ والله كنت هفرحلك وكنت هجيبلك ورد؟
خالد بتعجب:
حبيت جديد؟
منة بتأكيد وبنبرة سخرية:
آه حبيت جديد.
خالد -بعدم فهم-:
أنا مش فاهم في إيه يا بنتي؟ مال صوتك؟ وإيه كلامك ده؟
منة بضيق وحدة خفيفة:
مالي يعني؟ ما أنا كويسة آهو، بس عجبني الفيديو،
ما تبقى تقول لها تعملي واحد زيه، هبعتلك كام صورة ليا أنا وشروق، وخليها تعملنا على أغنية حلوة على ذوقها، عاجبني ذوقها أوي.
تنهد خالد وهو يمسح على وجهه بعدم فهم:
لا اله إلا الله، أنا مش فاهم في إيه؟ فيديو إيه إنتِي بتتكلمي عن إيه أصلًا؟
منهة:
حاضر ثانية واحدة، هفهمك ما دام إنت بتستعبط، أنا هبقى معاك للآخر.
قامت بارسال الفيديو له، وفتحه خالد وتبسم وقال معلقًا:
يا مجنونة دي بنت خالتي قسمت.
منة بحدة:
حد قال لك إني مابعرفش أقرا؟
خالد بتوضيح:
لا ما اقصدش، بس دي بنت خالتي.
منة بتعجب وغيرة واضحة:
بنت خالتك تقول لها يا حبيبتي، وتتصوروا مع بعض وإنتم حاطين ايديكم على بعض وقلوب وعصاير وأحضان؟ مفضلش إنك تبوسها.
ضحك خالد بتوضيح ولطف:
ياحبيبتي إحنا علاقتنا أنا وبنات خالتي قريبة أوي من بعض إحنا اخوات، مفيش حاجة.
منة بضيق وغيرة:
لا والله؟! يعني أنا أروح أتصور مع ولاد خالتي أنا كمان وأحضنهم وأبوسهم عادي.
خالد بشدة بنبرة رجولية قال بوضوح:
منة إهدي، أنا وبنات خالتي علاقتنا كده من زمان إحنا واخدين على بعض، وهي عشان بقالها فترة مشافتنيش عملت الفيديو ده، إحنا إخوات مش محتاجة زعل منك.
منه بغيرة وحدة:
يعني إيه إخوات؟ أنا مش فاهمة يعني إيه اخوات ؟ ما انا ممكن أروح أتصور كده مع ابن خالتي، وأقول برده مع أخويا، لا، وكمان عاملها قلب أحمر، وتعليق حبيبتي، إيه حبيبتي ده؟ اللي يشوف صوركم يقول متجوزين.
تنهد خالد بتعب وقال بتفسير:
ـ لا يا منة، هو ابن خالتك مش أخوكِي بس قسمت فعلًا أختي، خالتي مرضعاني، فأولاد خالتي كلهم أصبحوا اخواتي محرمين عليَّا، وبعدين انتِي بتغيري ولا إيه؟ (أكمل بمزاح محبب) طلعتي غيورة جامد يامنوشة، ده أنا أخلي بالي بقى، وأمسح كل صوري مع بنات خالتي وعمي عشان إحنا كل صورنا كده يتشك فيها ههههه..
بس عمومًا أنا أوعدك إني هاخد بالي بعد كده عشان ما أزعلكيش، كل اللي زعلك يا ست البنات سامحيني .
وحين استمعت منه لهذا الكلمات صمتت لثواني وهي متسعة العينين، فهي لأول مره تفصح عن مشاعرها الحقيقية تجاه خالد بهذا الشكل، عادت إلى صوابها فكانت على غير وعي وهي تتحدث معه بتلك الطريقة التي فضحتها أمامه، فكانت إعلان كامل منها بأنها تحبه وتغار عليه بشدة، إعلان يجعل الأعمى يرى في الظلام..
أخذت الأفكار تضرب في رأسها وكأنها تقول لنفسها ماذا أفعل؟ ماذا يحدث؟
قطع خالد تلك الأفكار وهو يقول بمرح:
إيه يا منوشة؟ رحتي فين؟
منة بتلعثم وتوتر وتقطيع في الكلام:
آه معاك، معاك يا خالد.
حاولت تبرير موقفها على قد المستطاع أمامه.
أنا كنت بهزر معاك إنت بتصدق؟ أنا عارفة طبعًا أكيد إن علاقتك مع بنات خالتك مختلفة، إنت حكيت لي ..أنا، أنا هاروح أشوف بس مروة عايزة إيه وهكلمك تاني.
خالد:
طيب خلاص ماشي، أكيد هتكلميني، هستناكي.
منة:
ممكن ماكلمكش.
خالد بضيق وحزن:
ليه إحنا متكلمناش وانتِي وحشتيني اوي.
بصراحة ما شبعتش منك لسه.
منة بتبرير:
أصل أنا بكرة عندي شغل، ممكن أنام بدري لازم اروح، إنت عارف أنا بقالي أسبوع غايبة، وفي حاجات مهمة لازم أعملها، وأنا بلغتهم إني خلاص راجعة، بص لو ما نمتش هكلمك.
خالد:
_طيب خلاص ماشي، أنا كده كده صاحي شويه، لو سهرتي كلميني، اعملي حسابك بكرة لازم نتقابل عشان عايز أتكلم معاكِي شوية.
منة:
إن شاء الله، تصبح على خير يا خالد.
خالد بحب:
وانتِي بخير يا ست البنات، أحلام سعيدة ياأحلى منوشة في الدنيا.
أغلقت منة الهاتف بعينين اغرورقت بالدموع وهي تشعر بألم وضيق واختناق، وأفكار مضطربة تضرب في رأسها، باتساع بؤبؤ عينيها ودقات قلب متسارعة.. أخذت تتذكر كل ما حدث معها منذ ان تعرفت على خالد، وتطور علاقتهما منذ أن التقيا ببعضهما، خاصة في الفترة الأخيرة، وتلك الرحلة وما حدث بها! وغيرتها عليه من ميار، واشتياقها له عندما كانت في مدينة السخنة، وحديثها مع شقيقتها عنه، وغيرتها عليه الان من ابنة خالتها، كما تذكرت تلك الصرخات التى صرخها في وجهها وغضبه عليها عندما سافرت من غير معرفته، وكيف تقبلت أن يتحدث معها كذلك؟ كيف سكتت؟ وما زاد اضطرابها تذكرت دموعها التي هبطت أمامه وانزعاجها لأنه غضب منها ومحاولتها لتبرير موقفها أمامه لكي يسامحها..
كما أنها أصبحت تشتاق له بشدة، تشتاق إلى سماع صوته، وإلى التحدث معه، إلى رؤيته، وأنها أصبحت تهتم بأمره، وتفكر به، أصبح شاغلًا بالها بشكل قوي وواضح، وتشعر بالضيق والغضب عندما لا تتحدث معه الوقت الطويل!
وأنها في الوقت السابق كانت لا تلاحظ اتصاله من عدمه، لكن الآن تشعر بالضيق عندما لا يتصل بها، وأصبحت هي التي تبادر بـالاتصال والمحادثات، حتى في المقابلات، هي التي كانت تتصل به لتتفق معه أن يلتقيان عند عربة القهوة.
أصبحت عينيها تتسع أكثر فأكثر كأنها ستخرج من مكانها، بدات دقات قلبها تتسارع بشدة كأن هناك معزوفة من الطبول داخل قلبها، وبدأت الحرارة تتسرب لأطرافها، حتى ظهرت على وجهها الذى أصبح شاحبًا، وبدأ العرق ينصب على جبينها، بدأت بوضع يديها على رقبتها كأنها تريد ان تأخذ أنفاسها وهي تشد في جاكيت البيجامة لتستطيع أن تتنفس..
فـ أخيراً فهمت منة حقيقة مشاعرها نحو خالد بأنها وقعت في الغرام، ذلك الشاب الوسيم الشهم الذي اقتحم حياتها دون أي استئذان، ولم يجعلها تتعلق به فقط، بل جعلها تقع في عشقه دون أن تعلم.
تحركت حتى توقفت أمام مرآه خزانة الملابس بصعوبة ، وكأنها تسحب قدميها بثقل من على الأرض، باهتزاز في جميع أطرافها، وبوجع يعصف بقلبها وبدموع بدأت في التساقط من عينيها بغزارة.
أخذت تنظر لملامحها وفي جسدها بصدمة واندهاش..
ثم قالت بوجع وأنين يفتك بقلبها ويخنق صوتها المهتز بالبكاء -وكأنها تريد أن توبخ نفسها وتصفعها:
إنتِي اتجننتي؟ انتِي إزاي حبيتيه؟ انتِي إزاي حبيتي خالد؟ إزاي اتعلقتي بيه؟ إتجننتي يا منة؟! عقلك كان فين يا غبية؟ يا حمارة! إزاي تعملي كده في نفسك؟ إزاي؟ إزاي؟ خالد عمره مهيبقى ليكِي، خالد زي محمد بيتعامل معاكِي كأخت، إنتِي هترجعي تاني؟ للصفر، إزاي تسمحي لحد يقتحم حياتك ويوجعلك قلبك مرة ثانية؟ طب أول مرة كنتِ محتاجة للحب، محتاجة لعواطف مش لاقياها في البيت عندك، للطبطبة للكلمة الحلوة للثقة، عشان كده قربتي من محمد وحبيتي تصرفاته معاكِي وتلذذتي بيها، وتعلقت بيها، بس وقتها كنتِب صغيرة وكنتي مختلفة، إنك ضعيفة وغبية وما عندكيش ثقة في نفسك وده كان مبررك، وعلى الأقل محمد ما كانش حب، كان مجرد احتياج عاطفي، وفي ظرف وقت صغير الموضوع اتنسى ومتوجعتيش كده.
إنما دلوقتي إيه مبررك يامنة؟ ليه عملتي كده في نفسك؟
انتِي دلوقتي حبيتي خالد، مش حبيتي اللي بيديهولك خالد، مصيبتك دلوقتي أكبر من زمان بكثير، فيه كسرة قلب، وقهر وعذاب،هتعملي إيه يا منة لما خالد يجي ويقول لك أنا حبيت، أو يمكن يجيبها لك وهو جاي، زي محمد عمل، هتعملي ايه وقتها؟
انتِي إزاي تعملي كده في نفسك؟ ليه خرجتي من الصندوق اللي انتِي حابسة نفسك فيه؟
صندوقك اللي هيفضل طول عمره هو بيتك وحياتك بأسواره العالية وضمته المخيفة! كنِتب خلاص اتعودتي عليه، يبقى هو حياتك ملجئك ومسكنك اللي محدش يقدر يقرب منك فيه، حمايتك من كل الناس، إزاي سمحتي لخالد يعدي كل الأسوار دي ويخرجك من بيتك، من حمايتك، وانتي متاكدة إن هييجي في يوم ويسيبك وسط العالم ده! إللي مهما قولتي وصرختي وكدبتي على نفسك، وقولتي إنك قادرة تواجهيه ما بتقدريش تواجهيه.
مسحت دموعها، وتحولت نظراتها الى نظرات قوة بعض الشيء وقالت:
أنا مش هاسمح لحد يوجعني، أنا هاسيبه قبل ما هو يسيبني، أنا بكرة، لما أشوفه هاقطع معاه كل حاجة، أنا مش هاستنى لما يجي يقول لي أنا بحب ويكسر لي قلبي، مش هستنى لما يجي يقول لي أنا همشي من حياتك، وهعيش مع واحدة، كل اللي كنت باعمله معاكِي هيبقى مع غيرك، بس المرة دي هاعمله معاها وأنا بحبها، مش إنسانية مني، وتشوفي حبهم قصاد عينيكِي وتتحسري على نفسك، اللي كلهم بيعتبروكي أختهم، ولا واحد فيهم شافك زوجة أو حبيبة، منة أخت جدعة وصاحب صاحبه وبس، إنتِي اللي زيك مبيتحبوش يا منة، انتِي اللي زيك بيكونوا معاها إنسانية منهم مش أكتر، إوعي تكوني ناسية لما قالك انتِي شخصيتك مفضوحة وواضحة وباينة، وإن هي ضعيفة وبتخبي ضعفها ورا عصبيتها واندفاعها، وصوتها العالي، وهجومها ورفضها لأي اهتمام هو كان فاهم، وكمل معاكِي إنسانية منه بس، انتِي اللي غبية وترجمتي كل حاجة غلط، انتِي تستاهلي اللي بيحصل لك عشان بتسمحي للناس أن هما يقتحموا حياتك ويوجعوكِ كده، ومبتتعلميش من أخطائك،
بس لا، مش هيوجعني ومش هستنى اليوم اللي هيجي يقول لي فيه أنا بحب، خالد من اللحظة دي صفحة في حياتي ولازم أنا اللي أنهيها قبل ما هو ينهيها، وأنا اللي هكتب النهاية مش هو.
💞______________ بقلمي ليلةعادل ⁦ʘ⁠‿⁠ʘ⁩
سيارة منة في الثانية عشرة مساءًا:
نشاهد منة تقود سيارتها، كان يبدو على ملامح وجهها الضيق فأمسكت هاتفها وقامت بعمل مكالمة لخالد.
منة باقتضاب:
آلو.
أتاها صوت خالد من الطرف الآخر مع تبادل الشاشة بينهم.
خالد بابتسامة جميلة:
منوشتى عاملة إيه؟
منة باقتضاب:
تمام إنت فين؟ المصنع القديم ولا الجديد.
خالد :
القديم.
منة:
تمام أنا جيالك.
خالد:
مستنيكي.
أغلقت منة هاتفها وقادت السيارة حيث يوجد خالد.
بينما شعر خالد بسعادة كبيرة لأنها آتية له.
مصنع خالد القديم في الواحدة مساءً
مكتب خالد:
نشاهد خالد يتوقف خلف مكتبه بابتسامة جذابة ترتسم على وجهه لاستقبال منة، لم يمر سوى ثواني ودخلت منة.
خالد بترحيب حار وابتسامة عريضة:
إيه المفاجأة الجميلة دي؟
منة بجمود:
عامل إيه؟
خالد:
الحمد لله.
جلست منة على المقعد الأمامي للمكتب وهى تنظر له بجدية:
أتمنى إني مكنش معطلاك.
نظر لها خالد بابتسامة وجلس وهو يفتح زر بدلته وقال بتهذيب:
لا يا ستى مش معطلاني، ولو معطلاني فداكي.
تساءلت منة باقتضاب:
مش عايز تعرف أنا جاية ليه.
قال خالد بلطف:
إنتِي تيجي في أى وقت مش محتاجة مبرر أو سبب، ده مكانك.
منة بعملية:
امممم أنا كنت عايزة اتكلم معاك في موضوع مهم وياريت متقطعنيش
خالد بحماس:
وانا كمان كنت هتكلم معاكِ النهاردة في موضوع مهم، اتأخرت عليه أوي الموضوع اللي كنت هقوله لك وقت ما سافرتي، وكنت هكلمك عشان نتقابل زى ماتفقنا امبارح واتكلم معاكي، بس بما انك بقى جيتي لحد هنا خلاص هتكلم دلوقتي بس طبعًا بعد ما أسمعك.
منة
لا أنا محتاجة أسمعك الأول لإن الموضوع بتاعي مختلف شوية عن اي حاجة إنت هتقولها.
خالد تبسم بجاذبية وهو يهز رأسه بنفي وقال:
لا أنا موضوعي مش هينفع نتكلم في أي حاجة تاني بعده، فـأنا مصر إنك تتكلمي الأول، بس قوليلي تشربي إيه؟
منة:
لا مش عايزة اشرب حاجة.
خالد
لا لازم نشرب حاجة أطلب لك شاي -الإدمان بتاعك-.
منة بجدية وانزعاج:
خالد، أنا مش جاية أشرب أنا جاية أتكلم معاكِ في كلمتين وأمشي على طول، عشر دقايق، مش هاخد منك أكتر من كده.
نظر لها خالد وهو يعقد بين حاجبيه بتعجب بسبب طريقتها تلك، وقال بلطف:
عشر دقائق بس؟ يا ستي حتى عشر ساعات، عشر ايام أنا معاكِي، وحاضر مش هقاطعك وهاسمعك اتفضلي.
استند بظهره إلى ظهر المقعد وهو ينظر إليها بتركيز، لكي يستمع لها إن كان هناك شيء قد حدث، لكنه لم يات في خياله ذلك القرار الذي جاءت لتقوله له. تبسمت منة وقالت:
ميرسي يا خالد إنت عارف إحنا بقالنا قد إيه نعرف بعض، حوالي عشر شهور؟
خالد بنظرة جذابة:
تؤ سنة، إحنا بقالنا نعرف بعض سنة، زي الأيام دي أتعرفنا على بعض، بالظبط يوم 15/6.
منة:
وطبعًا إنت حافظ اليوم عشان خاطر وقتها كنت هاتحبس.
خالد تبسم بتوضيح:
يعني ممكن، بس برده مستحيل أنسى الوقت اللي أنا اتعرفت عليكِي فيه، ومن وقتها حاجات كتير في حياتي اتغيرت.
تبسمت منة بوجع مبطن، وهي تحاول ألا تجعله يشعر بحزنها:
سنة فعلًا، سنة، حاجات كتير في حياتنا اتغيرت في السنة دي، أو بالظبط خمس شهور من وقت ماعلاقتنا بدأت تتغير وبدأت تتطور، وتوصل للنقطة اللي احنا وصلنا لها.
هز خالد رأسه بإيجاب:
ده حقيقي، ودي حاجة مفرحاني أوي.
نظرت له منة وهي تعقد حاجبيها بتعجب:
مفرحاك ليه بقى؟
خالد:
عشان مينفعش غير أفرح يا منة.
هزت منة رأسها بإيجاب وهى تمد وجهها بلا مبالاة، ثم عادت بظهرها إلى ظهر معقدها وضعت القدم فوق الأخرى لتعكس مدى قوة شخصيتها، وهى تنظر داخل عينيه بتنصع القوه.
منة بجدية:
بص يا خالد، أنا هدخل معاك في الكلام على طول مش هفضل أجمل فيه، وأضيع من وقتك ووقتي، إحنا علاقتنا دي لازم تنتهي، لإنها غلط وحرام وعيب وماتنفعش..
كاد أن ينطق فأوقفته منة بأصابع يديها وهي تقول:
ــ إنت عندك إخوات بنات، وأكيد متقبلش إن أختك يكون في حياتها واحد تخرج وتروح معاه، وتبرر ده إن هو صديق، يعني إيه صديق؟ إنت قولتلي قبل كده إنك مبتؤمنش بالصداقة بين الراجل والست، ودي أكثر حاجة عجبتني فيك إنك محترم وفاهم حدودك وفاهم طبيعة العلاقات، لكن بعد اللي حصل وتطور علاقتنا أكيد إنت ملاحظ إن في حاجة غلط، فأنا مش هقدر أكمل في الموضوع ده، إنت راجل محترم، بس مش هينفع أكمل في حاجة حرام و غلط، مش عيب إن الواحد يغلط لكن العيب باستمراره في الغلط، وطبعًا مش هقولك أي وقت أحتاجت أي حاجة في الشغل من غير تردد اتصل بيَّا.
كان يستمع لها خالد وهو ينظر لها بنصف ابتسامة فهو كان متفهم ما تقوله جيدًا، لكنه كان مستغربًا من ذلك الحديث، اعتدل في جلسته.
خالد بجدية وعقلانية:
بصي يا منة أنا مش هعارضك في أي كلمة قولتيها انتِي، كل كلامك صح، وفعلًا لو أنا كنت عرفت إن أختي بتكلم حد وبتخرج معاه أكيد هتعصب، وهيحصل مشكلة وأكيد اللي مقبلوش على أختي مش هاقبله عليكِب بس أعتقد أنا عمري متعديت حدودي معاكِي وكنت محترم جدًا.
منة بعقلانية:
ما هو أنا مش هستنى لما تعدي الحدود أكيد ..
عدلت من جلستها وهبطت قدمها وأكملت حديثها:
خالد الموضوع ملهوش علاقة بحدود ومن غير حدود، المبادئ ما بتتجزأش، بعدين الموضوع بيبدأ بخطوة، هي خطوة، بتجر خطوات كتير بعدها، تعال نفتكر مع بعض أول مرة تتعامل معايا كنت مبتقدرش ترفع عينك فيَّا، كنت بتقولي باش مهندسة منة، دلوقتي بتقولي يا منوش وحشتيني؟ إيه وحشتيني دي؟ يعني إيه وحشتيني؟ ونخرج سوا، ونروح ونيجي سوا، ونتكلم مع بعض بالساعات، كل ده عايز تفهمني إن احنا معنديناش الحدود؟ إحنا عدينا الحدود، بعدين هو إنت بالنسبة لك إنك تعدى الحدود إنك تتكلم معايا بطرق مش كويسة في مواضيع مش كويسة؟ وأظن إنت فاهمني، بس لا، إللي إحنا فيه ده غلط وحرام، حتى لو الكلام ما بيننا بيبقى في منتهى الأدب، بس زي ما قلت لك هي بتبتدي بخطوة بتجرخطوات، وصدقني إن اللي إحنا دلوقتي مابنقولهوش وما بنتكلمش فيه إحتمال بكره نتكلم فيه، زي ما كنت في الاول بتقول لي يا باشمهندس منة، ودلوقتي بتقولي يا منوش؟ وزمان ما كنتش تتجرأ تقول لي تعالي نخرج، ودلوقتي بتقولي تعالي نخرج، وزمان المكالمة ما بينا ما كانتش بتكمل ثلاث دقائق على بعض، دلوقتي بتقعد بالأربع والخمس ساعات، فأنا مش هينفع أكمل في الغلط ده.
خالد بتأييد:
يا منة مظبوط أنا معاكِي، قولتك أنا مش ضد اللي انتِي بتقوليه بس أنا عارف نفسي وعارف أخلاقي، وعارف إني مستحيل أعمل حاجة زي كده، ولو هاعملها هاعملها مع أي حد إلا منة، وأظن انتِي عارفة نفسك كويس.
منة بإصرار:
أنا، آه عارفة نفسي كويس، بس أنا باغلط، أنا عمري ما كنت بسمح إن حد يعدي حدوده معايا، ويقول لي يا منوشة والطريقة في الكلام دي، عمومًا أنا بلغتك قراري ولازم تحترمه، علاقتنا انتهت يا خالد.
خالد بحب:
منة أنا كنت عايز أقولك على حاجة مهمة، وكنت عايز نتقابل بكرة عشان أفاتحك فيها بشكل حلو، بس بالمنظر ده، أنا عارف إنك مستحيل هتكلميني وهتعملي لي بلوك وهتقطعي علاقتنا، فأنا مضطر أقول لك دلوقتي، منة أنا بحبك وعايز أتجوزك.
وحين استمعت منة لهذه الكلام نظرت له بإستغراب غير مصدقة لما سمعته.
منة:
إنت عايز إيه؟
خالد بحب وتأكيد:
باقولك بحبك وعايز أتجوزك، كنت عايز أتكلم معاكِي في الموضوع ده لما طلبت منك أقابلك قبل متسافري قبل مشكلة أختك، كنت باحضر لك مفاجأة حلوة عند عربية القهوة، وحتى لما طلبت منك امبارح إننا نتقابل بعد بكره على بكره عشان كنت هاعمل لك نفس المفاجأة، مكنتش متوقع إنك هتقطعي علاقتك بيَّا النهارده بعد كل اللي حصل بيننا، عشان كده اضطريت إن أنا أقول لك بالطريقة دي، بس مش مشكلة هاعوضك، كل اللي عايزك تفهميه حاجة واحدة يا منة إن أنا كنت بحبك، وكنت مستني الوقت المناسب عشان أصارحك بكل حاجة جوايا.
منة باستغراب:
إشمعنى بقى قلتلي النهارده بس.
خالد:
زي ما قولتك كنت مستني الوقت المناسب.
منة:
اللي هو إيه الوقت المناسب؟ على أي أساس شفت إن هو ده الوقت المناسب؟
خالد بتوضيح:
كنت مستني أتاكد من مشاعري، بصراحة أنا من ساعة ما شفتك وأنا كنت منجذب لك، بس الانجذاب وحده مش كافي، كنت عايز أتاكد من مشاعر الحب اللي جوايا ليكِي، وقتها هاخد خطوة جدية، هو ده كل الموضوع.
منة:
كان ممكن واحنا مخطوبين -زى ما عملت مع البنت اللي انت كنت مرتبط بيها في الجامعة -أنا كمان ما بنساش التفاصيل زيك.
خالد تنهد بتوضيح:
بس انتِي مختلفة يا منة إنتِي كنتِ هترفضي انتِي مكنتيش قابلاني، أنا عشان أوصل معاكِ للمرحلة إللي إحنا فيها دي ما وصلتلهاش غير من شهر، ويمكن أقل من الشهر من بعد الرحلة، مظبوط؟
منة:
مظبوط.
أكمل خالد وهو ينظر بحب:
كنت محتاج أقنعك بيَّا الأول وأقربك مني، وفي نفس الوقت أتاكد إن مشاعر الانجذاب دي حقيقية وإنها حب، هو ده كل الموضوع صدقيني.
منة بعدم تصديق:
وانجذابك ده جالك من إيه بقى إن شاء الله يا أستاذ خالد؟ وإنت أصلًا مكنتش تعرف أي حاجة، وكنت بتعامل معاك بطريقة ماتخليش أي حد ينجذب، بالعكس، أنا ببقى منفرة جدًا.
خالد:
بس هو ده اللي حصل.
منة بذكاء:
كنت مثيرة للفضول مش كده؟ أنا دلوقتي افتكرت الكلمة دي وفهمت معناها، انتِي أثرتي فضولي، كنت عايز طبعًا تعرف البنت المجنونة، والشخصية الهجومية الصعبة دي ليه كده؟هو ده بقى اللي خلاك تنجذب ليا وتعجب بيَّا وكل الكلام ده، صح؟
نظرت له منة وهي تضيق عينيها وكأنها تفهمت أخيرًا كل شيء، وقالت باستهجان وهي تتحدث من بين أسنانها بضيق:
تصدق أنا لأول مرة أفهمك صح، ولأول مره أشوفك بصورتك الحقيقة؟
نظر لها خالد باستغراب شديد. واصلت منة:
كنت بتساعدني شفقه ؟! كنت عايز تعرف إيه اللي وصلني لكده؟ بتساعدني إني أبطل أبقى هجومية وعنيفة مع الناس، (بشميزاز)مشاعر إنسانية مثيرة للملل حقيقة.
خالد بتعجب شديد وبضيق ممزوج بحدة
شفقة إيه يا منة؟ إيه اللي إنتِي بتقوليه ده؟! باقول لك أنا بحبك وعايز أتجوزك، تقولي لي شفقة؟
منة بحدة توقفت وقالت بضجر:
إنت متتكلمش، إنت تخرس خالص، إنت فاهم؟
أنا دلوقت فهمت، فهمت كل حاجة، وشفت كل حاجة بوضوح، إنت مبدأتش تتغير معايا كده، غير بعد ما أنا حكيتلك كل حاجة، وكنت صريحة معاك، استغليت صراحتي وضعفي وقتها بقيت تساعدني، وتقول لي قال إيه أنا عايز أجري عشان معدتي تعباني وانا غبية صدقتك ..
أكملت بضعف وبعينين ترقرق بالدموع واهتزاز بنبرة صوتها:
تقولي الأكل الصحي مفيد عشان الأرق، وأنا برده غبية صدقتك، خليت إخواتك يحاولوا يغيروا ستايلي، وتخلي أختك الصغيرة تحاول تخليني ألبس عدسات وأعرف ألبسها عشان إنت عارف قد إيه أنا مبحبش ألبس النظارة، وأيتن تقول لي لما تحبي تروحي السخنة تاني خدي المفتاح بتاع الشاليه متأجريش إحنا أصلًا مبنروحش كتير عشان إنت برده عارف إنها أمنيه من ضمن أمنياتي، إن يبقى عندي بيت في مكان على البحر، ويا عالم لو كنا استمرينا كانوا قالوا إيه؟ وطبعًا والدتك ومعاملتها الطيبة ليا دي، عشان تعوضني عن مشاكلي مع ماما، ده طبعًا غير إن حضرتك بتحققلي دلوقت الأمنية الأخيرة إنك تتجوزني!
كان يستمع لها خالد وهو يضيق عينيه وهو لا يفهم ما تقوله وغير مصدق فهو لأول مرة يستمع لهذا الكلمات، فتوقف وحاول الدفاع عن نفسه وتوضيح الأمر.
وقاطعها خالد وهو يحاول الدفاع عن نفسه، فقال بحدة:
لا أنا معرفش أي حاجة عن أختي، ومليش علاقة بأي حاجه إخواتي عملوها معاكِي أو حتى ماما، ولسه عارف منك دلوقتي، وأنا مستحيل أقول كلمة حصلت ما بيننا لحد من إخواتي.
نظر لها باستغراب وهو يمعن النظر وقال بعتاب، ونبرة حزن خنقت صوته:
إنتِي إزاي شايفاني بالطريقة دي؟ بعد كل العشرة اللي ما بيننا دي، إزاي تشوفيني كده؟! أنا مش مصدق والله العظيم ما مصدق.
قالت منة -وهي تضغط على أسنانها- بضجر واتهام:
إنت كذاب، وحقير، مش مصدقاك، إنت فاكرني إني ممكن أوافق بيك، لا يا حبيبي، أنا برفضك إوعى تكون فاكر إني بقى هطير من الفرحة وهقول يا نهار أبيض خالد حبني، إنت تبقى عبيط، أنا بقول لك لا، لو إنت آخر راجل في الدنيا دي كلها يا خالد مش هوافق عليك، عشان أنا مستحيل أآمن على نفسي مع واحد خرج كل أسراري اللي أنا حكيتها له مع اخواته ومامته، إنت عارف بيقولوا إيه على الراجل اللي بيقعد يخرج أسراره لاخواته وأمه؟ أكيد عارف مش محتاج أقول لك.
كان ينظر لها خالد وهو يحاول أن يستوعب ما تقوله، ويحاول أن يكبح جماح غضبه، فما قالته صعب على أي رجل أن يتحمله، لكنه متفهم غضبها.
مسح على شعره ووجهه، وحاول التحدث بطريقة لطيفة وأن يهدئ من غضبه قليلًا:
منة، لو سمحتي إهدي أقسم بالله إنتِ ظالماني، أنا مليش علاقة بأي حاجة من إللي إخواتي عملوها معاكِي، بس أنا بعترف ومش هانكر إني فعلًا حاولت أساعدك في تحقيق أمنيه من أمنياتك بعد ما إنتِي حكيتيها لي، إيه الغلط في كده؟
قالت منة بغضب شديد:
وإنت مالك؟ تساعدني أحققها ليه؟ أنا طلبت منك؟
خالد:
مش مستني تطلبي مني، بس أنا حسيت إني أقدر ، أساعدك إيه المشكلة. ، منة.. من فضلك إنتِي إهدي، عصبيتك مش مخلياكي تستوعبي اللي إنتِي بتقوليه، ولا تسمعيني حتى، أقعدي وإهدى.
منة: مش هاهدى فاهم؟
زفرت بضيق، ثم قالت وهى تنظر داخل عينه:
طب بص يا خالد عشان أنا باحاول أبقى محترمة معاك، أكثر من كده مش هاقدر أمسك نفسي، أنا مش عايزة أعرفك تاني، فاهم؟ ولو شفت رقمك ده بيرن عليَّا هاهينك فاهم؟
حاولت أن ترحل من أمامه، وتوجهت إلى الباب، وكادت أن تفتحه، لكنه أمسكها من كتفها وأوقفها.
نظرت له منة بحده فرفع يده، وهو يشير بالاعتذار:
أنا آسف.
وأكمل خالد بتعجب:
أنا مكنتش متخيل إنك هترفضي بالطريقة دي، ومكنتش متخيل إنك تتكلمي معايا بالطريقة دي، حاولي تهدي، من حقي أفهم إنتِي ليه رفضاني، بعدين خلينا نتكلم بالعقل.
منة بقوة:
مش هتكلم بالعقل وسيبني أمشي، عشان إنت لو فضلت مانعني هاصوت وألم عليك المصنع كله، اوعي يا خالد.
فتحت الباب لكي ترحل لكن وضع يديه لمنعها وهو ينظر داخل عينيها بقوة وقال:
أنا قادر أخليكِي تقفي بس أنا هخليكي تمشي، عشان أنا عايزك تمشي، صدقيني يا منة حتى لو صوتي ولميتي الناس هما اه دلوقتي هيبصوا عليَّا إن أنا راجل مش محترم عاكست بنت، بس بكرة ولا بعده هينسوني لكن مش هينسوكي إنتِي يا منة، أنا حقيقي مش مستوعب إيه اللي إنتِي بتعمليه ده، مكنتش أتصور كل الهجوم ده بالأخص بعد علاقتنا ما اتطورت، أنا هاسيبك تمشى، بس هى مخلصتش كدة، عشان انتِي لوعنيدة قيراط، أنا بقى عندى ملهوش نهاية، إنتي متعرفيش خالد، إنتِي شوفتى منى غير وش واحد بس ما شفتيش لما باتعصب ببقى إزاى.
نظرت له منة من أعلى لأسفل ثم غادرت، ضغط خالد على أسنانه حتى سمع صريرهم من شدة الغضب، ثم قبض كفه ولكم الحائط بيده بقوة حتى جرحت يده، ونزفت الدماء.

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية أمنيات وإن تحققت)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى