روايات

رواية صعود امرأة الفصل التاسع 9 بقلم آية طه

رواية صعود امرأة الفصل التاسع 9 بقلم آية طه

رواية صعود امرأة الجزء التاسع

رواية صعود امرأة البارت التاسع

صعود امرأة
صعود امرأة

رواية صعود امرأة الحلقة التاسعة

**فيصل:** “يا عمي اهدى شوية، وتعالى نكمل الكلام جوه ونشوف حل وسط. بلاش تهديدات، الموضوع ده جاب معايا نتيجة عكسية.”
**إبراهيم:** “البنت أنا هاخدها وأرجع بيها للدار، وتقابل العريس وتتجوز ونخلص منها. وتضمن مستقبل كمال، وده مفيش فيه نقاش. بالرضا أو بالغصب هيحصل.”
**فيصل:** “تاني جواز يا عمي؟ أنا مش ضد جوازها والله، ممكن نأجل الفرح لحد ما تتم السن القانوني. وبعدين، إنت معندكش مانع تبيع بنتك علشان خاطر حاجة انت شايفها في مصلحة ولدك… لو سمحت لي يا عمي، انت مش فرق معاك التعليم اللي اتعلمته، ومش فرقت بحاجة عن الجهلة اللي بيبيعوا بناتهم صغار لأي راجل يدفع أكتر… وكمان، إيه اللي سكت عنه، واللي حصل في دارك يوم العزا؟”
**إبراهيم:** “مش إنت اللي تحدد أنا أعمل إيه مع بنتي وأعاملها إزاي. وبعدين كلامك ده محسسني إني هرميها ولا هجوزها أي جوازة والسلام. ده أنا هجوزها لعقيد في الداخلية مش أي حاجة يعني… وبعدين إنت خابر زين اللي حصل في الدار وقت ما كمال شافكم واتخانق معاكم، بس أنا ما اتكلمتش علشان أمشي الجوازة دي.”
**فيصل:** “ما قولتلك يا عمي، الحضانة بقت معانا، وده بيمنع حقك فيها. وبعدين يا عمي، بعيد عن كلام كمال اللي غلط ومش صحيح، بس انت اخترت في وقتها تتغاضى عن شرفك علشان جوازة مصلحة… تعرف يا عمي إنك كل ما ده بتصدمني فيك أكتر، وأشفق على عمتي ونجاة كيف كانوا عايشين معاك.”
**إبراهيم:** “الجوازة دي بروحكم فاهمين… ما تنساش يا فيصل إن الدنيا دوارة… إنت بتحاربني بالقانون، وأنا كمان هحاربك بيه، والشاطر اللي يضحك في الآخر.”
ركب إبراهيم سيارته ومشي، وبعد فترة جات نجاة وفوزية للدار.
**فوزية:** “واه، إنت لسة هنا وما سافرتش يا ولدي… خير إن شاء الله، أكيديه هتتأخر.”
**فيصل:** “أيوة يا ستي، كنت مسافر بس قابلت عم إبراهيم على الباب. قال كلام أنا مش مطمئن ليه، وكنت مستني أطمن عليكم وأمشي على طول…”
**نجاة بخوف:** “أبوي جاه هنا… أكيد عصب من اللي إحنا عملناه، ومش هيسكت…”
**فيصل:** “مالك خايفة أكيديه؟ إنتي معاكي أمر من المحكمة إنه ملوش صلاحية بيكي، وما يقدرش يتعرضلك…”
**نجاة:** “انت بعلمك أبوي يفهم الكلام ده… ويقتنع بيه؟ أكيد لا…”
**فيصل:** “غصب عنه لازم يفهم ويستوعب. وخوفك ده هيخليه يعمل ما بداله فيكي. ما تخافيش، فات الكتير يا بنت عمتي، وما بقى إلا القليل… يلا الحمد لله على سلامتكم. أنا همشي، وابقوا طمنوني عليكم.”
ودع فيصل أهله وخرج. وهو في محطة القطار، استلم مكالمة ورد عليها.
**فيصل:** “ألو… إزيك يا واطي، دلوقتي ما افتكرتني وتتصل بيا…”
**مهران بصوت جدي:** “إنت فين دلوقتي يا فيصل؟”
**فيصل:** “في إيه يا بني؟ مال صوتك أكيديه قلقتني…”
**مهران:** “إنت خابر لولا إنك دفعت لي وصاحبي ما كنتش اتكلمت واصل… تعرف حد اسمه إبراهيم حمدان؟”
**فيصل:** “أيوة، ده جوز عمتي. ماله، في إيه؟”
**مهران:** “ليه كان عندنا هنا في المركز وقدم بلاغ إنك خطفت بنته ليلة قراءة فتحتها علشان اتقدمت قبل أكيديه ورفضك، وجاب شهود على الكلام ده. وكمان معاه توصية عالية جدا من عقيد بالداخلية… وهو دلوقتي معاه ضباط بأمر ضبط وإحضار ليك…”
**فيصل بذهول:** “دلوقتي خرج من عندك من المركز دلوقتي على داري؟”
**مهران:** “أيوة يا فيصل… إنت فين بقولك؟”
قام فيصل بإغلاق الهاتف وهم مسرعاً إلى أقرب سيارة، وركبها وعاد سريعاً إلى الدار. لما وصل، لقى مشهد صعب جداً؛ لقى ضابط ممسك بيد نجاة بقوة ويسحبها رغماً عنها للخروج من الدار، وهي بتبكي وتمسك بجدتها وتأبى الذهاب معهم، في ظل توبيخ إبراهيم لها وتوجيه اتهامات وألفاظ صعبة للغاية.
فيصل هرع نحو نجاة، محاولًا التدخل، لكنه لقى نفسه محاصر بين نظرات التهديد من الضابط وأوامر إبراهيم الصارمة. حاول يتحدث إلى الضابط، متجاهلاً توبيخات إبراهيم التي كانت تصم الآذان.
**فيصل:** “إيه اللي بتعمله ده يا حضرة الضابط؟! دي بنت عيلة، ومكانها هنا، مش هتمشي من هنا ضد إرادتها.”
**الضابط (بصوت حازم):** “البلاغ اللي عندنا واضح، والإجراءات القانونية متاخدة. مفيش نقاش، لازم تيجي معانا، وأي محاولة للتدخل هتعتبر عرقلة للعدالة.”
كان فيصل يعرف أن الموقف خطير، وأن أي خطأ صغير قد يؤدي إلى نتائج كارثية. لكنه لم يكن يستطيع الوقوف مكتوف الأيدي ومشاهدة نجاة تُسحب من بيتها بهذه الطريقة. اقترب من نجاة محاولاً تهدئتها.
**فيصل (بهدوء):** “متخافيش يا بنت عمتي، مفيش حد هيقدر ياخدك بالقوة. أنا هنا ومش هسيبك لوحدك.”
لكن نظرات إبراهيم القاسية لم تكن تسمح بأي مساحة للتفاوض. أصر على تنفيذ ما يراه “الصواب” في عينه، متجاهلاً صرخات قلب ابنته وتوسلاتها.
**إبراهيم (بصوت غليظ):** “كفاية دلع يا نجاة! ده عريس جاي من الداخلية، يعني مستقبلك مضمون. إنتي مش شايفة مصلحتك، وأنا هنا علشان أخد القرار الصح ليكي.”
الضابط شد نجاة من يدها بقوة أكبر، وكانت تبدو وكأنها تكاد تنهار من الخوف والارتباك. نظرت إلى فيصل بعيون مليئة بالرجاء، وكأنها تطلب منه أن يفعل شيئًا. في تلك اللحظة، شعر فيصل بشيء يتغير داخله. لم يعد الأمر مجرد صراع قانوني أو عائلي، بل أصبح مسألة حياة أو موت لنجاة، التي عاشت حياتها تحت سلطة والد متعجرف لا يعرف الرحمة.
قرر فيصل أن يخاطر بكل شيء. انتزع هاتفه بسرعة واتصل بمهران، آملاً أن يكون الأخير ما زال في المركز.
**فيصل (بصوت مضطرب):** “مهران، الموضوع عن السيطرة. نجاة بيتسحبوا بيها دلوقتي من الدار، لازم حد يتدخل قبل ما الأمور تسوء أكتر.”
**مهران:** “هدى نفسك يا فيصل. أنا هتصرف، لكن مفيش وقت ضايع. خليك مركز على نجاة وما تسيبهاش لوحدها.”
بعد المكالمة، قرب فيصل من الضابط تاني، محاولاً يهدئه بحكمة.
**فيصل:** “يا حضرة الضابط، إنت عارف إن القانون لازم يتنفذ بالعدل، بس كمان في إنسانية. البنت دي تحت حضانتنا، وأي تحرك من غير احترام الإجراءات ممكن يعرضكم لمشاكل قانونية. أنا مش بطلب منك غير إنك تديها فرصة تتكلم وتوضح موقفها.”
الضابط نظر لإبراهيم بتردد، ثم نظر لفيصل اللي كان باين عليه الصدق في كلامه. للحظة، الضابط حس بتردد، لكنه ما كانش متأكد إيه اللي لازم يعمله.
فجأة، دخلت فوزية، جدة نجاة، للمشهد وهي تصرخ بحرقة قلب الأم.
**فوزية:** “سيبوها، دي لسة طفلة! إزاي تقدروا تشدوها كده قدامي وأنا واقفة مش قادرة أعمل حاجة؟! دي حياتها ومستقبلها اللي بتلعبوا بيه. إبراهيم، إنت ازاي بتسمح بحاجة زي دي تحصل؟”
بكلمات فوزية المؤثرة، خيمت لحظة من الصمت على المكان. الضابط، متأثرًا بالعاطفة الجياشة في كلمات فوزية، قرر يوقف الإجراء مؤقتًا.
**الضابط:** “طيب، أنا هوقف الإجراء مؤقتًا، لكن لو حصل أي مشكلة، المسئولية كلها عليكم. لازم تتحركوا بسرعة وتثبتوا كلامكم.”
فيصل، برغم قلقه العارم، حس بشعاع أمل. أخذ نفسًا عميقًا، والتفت نحو نجاة.
**فيصل (بهمس):** “أنا هنا جنبك، ومش هسيبك. هنتصرف ونحل الموضوع ده مع بعض.”
في اللحظة دي، إبراهيم كان زعلان من تراجع الضابط، لكنه كان عارف إن الموضوع لسة ما انتهىش. كان بينظر لفيصل كأنه خصمه اللدود، وقرر إنه ما هيسيبش المعركة دي لغاية ما ينتصر فيها. أما فيصل، فكان عارف إن الطريق هيكون صعب، لكنه كان مستعد لمواجهة كل التحديات عشان يحمي نجاة.
بدأت الأحداث تتسارع، وكل الناس عارفين إن المواجهة الحقيقية لسة ما بدأتش. كل اللي في الأمر إن فيصل ونجاة دلوقتي في سباق مع الزمن، وهيحتاجوا لكل ذرة قوة وإصرار عشان يواجهوا اللي جاي.

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية صعود امرأة)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى