رواية بيت عمتنا الفصل الرابع عشر 14 بقلم منى مدحت
رواية بيت عمتنا الجزء الرابع عشر
رواية بيت عمتنا البارت الرابع عشر
رواية بيت عمتنا الحلقة الرابعة عشر
جلس مشمش بجوار صديقه الطبيب البيطرى الذى تولى قيادة السياره ، بينما جلست الثلاثة فتيات فى المقعد الخلفي ..
اختارت حلا الجلوس بجوار النافذه لتستمتع بكل لحظة فى الرحله ، بينما اختارت فرحه أن تجلس فى الوسط لتتمكن من أخذ قيلولة هادئه ..
وبعد أن مضت حوالى ساعه ، كانت سلمى تكاد تنفجر من الغضب ، فلقد أخبرتها حلا بأن المكان قريب ، وكلما سألت سلمى حلا متى سنصل الى ذلك المكان !!!
تجيبها سنصل قريبا ..
أما فرحه فلقد طالت قيلولتها قليلا ، وها هى تسبح فى أحلامها ، وتتنقل من حلم الى أخر ..
أما حلا فلقد كانت مستمتعة بكل لحظه ، فتارة تنظر من النافذه الى عالم أقرب للخيال ، ويكمن سحره فى جماله البسيط ونظامه المتكامل ..
وتارة اخرى تتبادل أطراف الحديث مع صديق مشمش الذى كان يخبرها عن تقسيمة القطاع ، وأفضل المواطن به ، وعن الحيوانات النادره الموجوده به …
كانت سعيده لدرجه لا توصف ، كانت تشعر بأنها بداخل حلمها الجميل الذى طالما حلمت أن تعيش به ، ولكن تسلل إليها الحزن ،عندما تذكرت بأنها ستغادر هذا العالم قريبا ، فهمهمت بصوت منخفض قائله ..
_ هممممممم ، كان نفسى أعيش هنا للأبد ..
سمعها مشمش الذى كان يجلس على الكرسى الذى أمامها ، لذا اردف قائلا ..
= مادمتى ترغبين بالعيش هنا ، فافعلى ذلك ..
_ مش هينفع ، لازم نرجع لعالمنا فى أقرب وقت ، فيه حاجه لازم نعملها هناك ، ومش هنقدر نرجع تانى هنا قبل سنه ..
= أعلم القوانين ، لكن لا تحزنى ، ولا تفكرى بشئ سوى الاستمتاع بالرحله ، ثم اردف قائلا ..
من يعلم ما الذى يخفيه الغد ، فربما يخفى لنا أمورا أجمل بكثير مما نتمناها أو نخطط لها ..
_ اوووووه ،طلعت عميق ومتفائل ،مع إنى اول لما شفتك قولت إنك واخد الدنيا جد أوى ..
= أنا فعلا جاد عندما يتعلق الأمر بالعمل ، لكنى الآن صديق فى الرحله ، لذا بإمكانك حتى مناداتى مشمش ..
_معلشى هقطع حوار التعارف الجميل ده ،بس ممكن تقولى يا أستاذ مشمش ، احنا هنوصل امته ؟؟!! قالتها سلمى بغضب ليجيبها مشمش قائلا ..
= لقد قطعنا حوالى نصف المسافه التى ستقطعها السياره ، ثم سنمشى قليلا ، حتى نصل الى تلة منخفضه ، وبعد أن نجتازها سنجد موطن الباندا على الجانب الأخر ..
وبالفعل بعد ان مرت حوالى ساعة وربع ، توقفت السياره ،وكان على سلمى وحلا إيقاظ فرحه التى استغرقت بالنوم، وعندما استيقظت لم تكن تعلم أنه قد مضت ساعتين ونصف تقريبا ..
مشى الجميع قليلا حتى وصلوا لتلك التله المغطاه بعشب من ألوان مختلفه ..
يغلب عليها اللون الأخضر الفاتح والغامق ، ويتنأثر بعضا من العشب الأحمر بشكل عشوائي فى أماكن مختلفه منها ،ليعطيها منظرا رائعاُ وخلاباُ ..
_ اوووووه ، شكل التلة جميل اوى ، صح يا حلا !!!قالتها فرحه لتجيبها حلا بعد أن تنهدت قائله ..
= هى جميله لو هنتفرج عليها بس ..
إنما لو هنطلعها فلو مش موجوده يبقى أحسن ..
_ هاااااهاااا ، هتبقى سهله ما تقلقيش ..
============
وبينما يتسلقون التله ، ويسبق مشمش وصديقه الفتيات بخطوات ، أردفت فرحه قائله ..
_ اممممم ، بجد حاسه إنى نمت شويه حلوين ..
لا و كمان صاحيه وعندى نشاط كده ، وكأنى نايمه ساعتين تلاته ولا حاجه ..
امممم ، فعلا النوم فى الهواء الطلق له طعم تانى ..
ضحكت سلمى ، ثم أردفت قائله بسخريه ..
_ إنتى فعلا نمتي ساعتين ونص يا فرحه ..
= أنتى بتقولى أيه ؟؟!! يعنى احنا فى العربيه بقالنا ساعتين ونص !!!
ازاى يا حلا !! مش انتى قلتلنا إننا تلت ساعات بالكتير ونكون رجعنا !!!انتى ضحكتى علينا يا حلا !!
_ خلاص يافرحه ،وبعدين يعنى جات على ست سبع ساعات ، أما انتوا تافهين بصحيح ..
=تصدقى بقى إنك التافهه الوحيده هنا يا دبه ..
_ و قفت حلا بسرعه قبالة فرحه ، ثم وضعت حلا يدها على فمها ، و همست لها قائله ..
ما تقوليش دبه تانى ، لاحظى إن فيه معانا شابين ممكن يسمعوكى ، وهتحرجينى كده ..
وبينما تحاول فرحه أن تزيل يد حلا من على فهمها ، فقدت حلا توازنها للحظه ، وها هى فى طريقها للسقوط ..
مدت حلا يدها لفرحه لتمسك بها ، وبالفعل أمسكت بها فرحه ، وبينما تحاول جذب حلا نحوها ، غلبت قوة حلا ، فأخذت فرحه معها ، وسلكتا معا طريقهما للتدحرج الى الطرف الأخر من التله ..
ركض الجميع نحوهما ، و ساعد صديق مشمش فرحه على الوقوف واطمأن عليها ، بينما ساعد مشمش حلا على الوقوف وسألها عما إذا كانت تشعر بشئ ، لتردف قائله ..
_ أكيد بشعر بإحراج شديد ، بعد ما شفتونى بقع بالمنظر ده ،هو كان شكلى بيضحك !! أصل حساكم ماسكين نفسكم بالعافيه ،وخصوصا أنت ..
هنا أنفجر الجميع من الضحك ، ثم أحتضنت حلا أختيها ، واعتذرت لهما على عدم صدقها بشأن طول الرحله ..
وبعدها أخذ مشمش الجميع فى جولة فى موطن الباندا بأكمله ، وكان الجميع سعيدا للغايه بقضاء ذلك الوقت الجميل معا ،وتناولوا ألذ الاطباق مع العاملين بالمكان ، وبعدها قاد بهم مشمش فى طريق العوده حتى وصلوا الى بيت صديقه ، فترجلوا من السياره ، ومشوا معا تلك المسافه القصيره الى منزل سامر ..
واعتذرت حلا من سامر ،وأخبرته بأنها كانت تعلم بشأن طول الرحله لكنها كذبت ، وقبل اعتذارها ..
أوصل كلا من مشمش وسامر الفتيات ..
وسارت فرحه مع سامر وأخذت يتبادلان أطراف الحديث معا ..
الى أن وصلوا الى الكوخ ، فاستأذن مشمش للمغادره ، لكن بقى سامر قليلا بعد ،ثم عاد الى كوخه وهو يكاد يطير فرحاً ،بعد أن أخبرته فرحه بأنها مستعده لإقامة حفل الزفاف فى الوقت الذى يناسبه ..
دخلت الفتيات للداخل ، و سرعان ما خلدن للنوم من شدة الإرهاق ، وعندما استيقظن صباحا ، ذهبن الى سامر ليتناولن الفطور معا ، وليتحدثن فى أمر حفل الزفاف ..
===========
وبعد أن انتهين من تناول الفطور ، نظرت السيده تيلا لفرحه و يعلو وجهها ابتسامة لطيفه ، ثم أردفت قائله ..
_ هل فكرت فى أمر تحديد موعد الزفاف يا فرحه؟؟؟!!
= ايوه ، انا قلت لسامر امبارح إنه يشوف المعاد اللى يناسبه ..
هنا التفت السيده تيلا الى سامر وسألته قائله ..
_ هل حددت الموعد يا سيد سامر ؟؟؟
= نعم ، بعد يومين سيكون موعدا مناسبا ..
_ مش للدرجادى يا سامر !!! يومين ايه !!!
= يا فرحه ، انا لازم اسافر بعد اسبوعين ..
يعنى قدامنا اسبوعين علشان نعلن جوازنا ، ويتم تقديم كل مايثبت ده للمحكمة، علشان يتم إدراج اسمك من ضمن سكان عالمنا ..
وبعدها هترفعى دعوه للمحكمة ضد سيف ، علشان لما تعدى معاه من البوابه هتروحى على المحكمه على طول ،حتى وهو لسه متخدر …
والأهم إنى لازم أبلغ حارس البوابه إنكم هتعدوا ، وافهمه كل حاجه ، يعنى انتوا لازم تعدوا البوابه وانا هنا ..
_ كل ده هيتعمل !!! والإجراءات دى كلها هتلحق تخلص؟؟!!
= ما تقلقيش يا سلمى هتخلص بسرعه ، و الأهم من الإجراءات انى اطمن عليكوا …
_طيب أنا عندى اقتراح ..
ايه رأيك نعمل احتفال بسيط ، وبعدين لما ينتهى كل ده وترجع سلمى وحلا، نعمل احتفال كبير اوى ، واهو ساعتها على الاقل هكون عرفت ناس جديده ويكون ليه معارف على الاقل ..
= انا شايف كده برده ، لان ضيق الوقت مش هيخلنى اعمل لك الاحتفال اللى كان نفسى اعمله ليكى ..
بس لما ترجع حلا وسلمى ، هعملك احتفال مش هتنسيه ، وهتلبسى فستان فرح من تصميم السيده فيروزه، ودى افضل مصممه فى عالمنا ..
ابتسمت فرحه ، ثم قالت بصوت يملأه السعاده ..
_ ستكون سعادتى الكبرى حينها ، بأننا تمكنا من أن نكون معا من جديد ، ولن يكون هناك داعى لنفترق ابدا بعد ذلك ..
===========
وبعد ان مضى اليومين سريعا ، وبينما فرحه على وشك أن تتجهز من أجل حفل زفافها البسيط ، وإذا بالسيده تيلا تدخل الكوخ بعد أن استأذنت ، ثم أعطتها فستان الزفاف الذى وصل لتوه من القطاع الصناعى …
كان فستانا حريرياً بلون حلا المفضل ” أزرق سماوي ” ، تتزاحم الورود الزرقاء الصغيره الغامقه على حوافه العلويه ، لتنساب بعدها بقله وبشكل عشوائي على طول الفستان ..
كان الفستان لايقل جمالا عن أجواء حفل الزفاف البسيطه ، التى كانت عباره عن تجمع صغير من بعض العاملين فى القطاع الحيوانى ، و اصدقاء سامر ..
كانت الحفله عباره عن تناول الجميع العشاء معا حول مائده كبيره ، يتبادلون الكلام واطلاق النكات ..
وبعد العشاء يقوم الجميع بالغناء معا لأغنيه رسميه لهم ومخصصه لتلك المناسبات ، ناشرين البهجه والأنس فى انحاء المكان ..
فالأمر أشبه بإحتفال عائلى ، لكنه كبير نوعا ما ..
===========
وفى صباح اليوم التالى ، بدأ سامر بالإجراءات على الفور ، وبعد حوالى ثلاثة أيام كانت فرحه رسميا من سكان ذلك العالم ..
وفى اليوم الرابع ، اتجهت فرحه برفقة سامر الى المحكمه وقامت برفع دعوى قضائية على سيف ، وقد تم قبول الدعوى فى الحال ، وأعطاها القاضى الخاص بقضيتها الصيغه التى سيكون عليها قولها، عندما تحاول العبور بسيف الى الجانب الأخر من البوابه ، ليتم أخذه للمثول أمامه على الفور ..
و بعد ان عدن اقترح سامر على الفتيات أن يبدأن رحلة العوده من الغد ، حتى يتمكن من ان يكون موجودا بجانب فرحه قبل أن يبدأ بمهمته ، ووافقن بدون تفكير ، فقد كانت الفتيات لا يتحملن أن يظل سيف حرا ليوم أخر …
واوكل مهمة ايصالهن الى البوابه كالعاده الى مشمس والسيده تيلا ، فقد كان من الصعب لسيف أن يغادر القطاع الحيوانى فى تلك الفتره ،لانه كان عليه العمل ليلا ونهارا ،والتنقل لتغطية كل شبر فى القطاع ليتمكن من كتابة التقارير ، التى يرغب بإنهائها قبل ان تعود فرحه حتى يتمكن من مساندتها فى تلك الفتره ….
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية بيت عمتنا)