روايات

رواية أسد الصعيد الفصل السابع والأربعون 47 بقلم إيمي عبده

موقع كتابك في سطور

رواية أسد الصعيد الفصل السابع والأربعون 47 بقلم إيمي عبده

رواية أسد الصعيد البارت السابع والأربعون

رواية أسد الصعيد الجزء السابع والأربعون

أسد الصعيد
أسد الصعيد

رواية أسد الصعيد الحلقة السابعة والأربعون

صاح بها بغضب : جودامى يا بوز الغراب
فتذمرت من غضيه المستمر منذ أقلعا من المنزل : أباى عليك وأنى ذنبى إيه؟!
فأوضح بسخط : إنتى فجريه من يومك لازمن تطفحى
إنه يبحث عن أسباب حمقاء فقط لتوبيخها فهو يتمنى لو يتحول إلى طائر صاروخى ليصل إلى محبوبته فى غضون لحظات فزجرته بحنق
– وه كنت چعانه كركبتا الفچريه وملحجتش أكل لجمه أباى مكنوش جورستين وكوباية شاى طفحتهم اومال لو چبتلى وكل زين بجى كنت جومت جيامتى بجى
– اكتمى بجى وبطلى رط اما نشوف احنا فين
تنهد بغضب ووضع السله الخوص عن كتفه وبحث فى جيب جلبابه عن الورقه المدون عليها العنوان
تأففت بعضب وأنزلت السله الأخرى من على رأسها
لقد تمادت والدتها كثيراً فى تحميلهما اثقالاً مزعجه حتى أصبحت تظن انها وضعت كل ما يحويه منزلهما بهاتين السلتين
– يا مورى انت توهتنا كومان
– اباااى عليكى اكتمى يا بجره متوهناش أنى بتوكد من العلوان
لكن المشكله تقبع بأنه لا يعلم أين موقعه الحالى وهل هو قريب أم بعيد عن المكان الذى يريد الوصول إليه وحينها مر صبى صغير يأكل الحلوى أمامهما فأشار إليه
– جولى يا واد مش هو ديه شارع…
لكن الصبى فزع بلا سبب وصرخ راكضاً يستغيث : يا ماما الحرامى اللى بيخطف العيال عايز يخطفى
رفع حاجبيه مندهشاً وصاح بذهول : وه اخطف إيه أنى چيت چنبك يا ولد؟!
حينها تسلل الذعر إلى نفس هديه وحثته على التحرك : يالهوى اچرى يا صجر عيلم علينا الخلج ومحدش عيصدجنا
لكنه إستنكر كلماتها : وعنچرى كيف باللى شيلينه ديه
وقبل أن يتمكنا من التحرك وجدا الصبى قد عاد ممسكاً بيد والدته وهو يشير نحوهما : هما دول يا ماما
لم تكن المرأه حكيمه لتستفسر عن أى شيء بل كانت بلهاء كإبنها تماما فإنقضت عليهما وهيا تصرخ مستغيثه
– الحوقنى ياخلايق عاوزين يخطفوا ابنى
حاول صقر دفعها عنه: هملى خلجاتى يا حورمه انتى!
كما حاولت هديه التوضيح لها : يا ست انتى غلطانه احنا مش من اهنه وكنا بنسأل عن الشارع وولدك اللى كنه مزعور لحاله
لكنها وكأنها تتحدث مع صماء وإحتشد الجميع وكانوا أحمق من المرأه نفسها وكادوا يضربونهما بعنف إلا أن أحدهم كان لديه بقايا عقل وأشار عليهم بأن يأخذوهم إلى المغفر وهناك أحدثوا بلبله لم يكن لها أى سبب فحين أخذاهما إلى هناك وقفوا بالخارج يشكونهما إلى المجندين وهم فخورون بالإمساك بهما وتم إدخالهما ولكن الضابط المسئول لم يكن موجوداً كانت لديه مؤموريه هامه فإستلمهما أحد الأمناء وصقر يحاول معه بلا فائده
– يابيه إنت فهمان غلط
لكنه لم يهتم بما يحاول قوله وأمر بسجنهما : خودوهم عالحبس
فصرخت هديه تتطلب منه العون : الحجنى يا صجر
– متخافيش يابت انى اهنه خليكى راچل
وتم سجنهما بالفعل فأتى أحد الأمناء يسأل عن سر تلك الجلبه فأخطره بكل ما حدث : هه لأ وشايلين إسبته بيموهوا بيها خطتهم ولأ وبيمثلو كويس كمان إنها مليانه
نظر الآخر بريبه إلى سلتى الخوص ونهض يتفحصهما لتتسع عيناه : دول زواده
قضب جبينه بعدم فهم : مين؟!
– دول مستحيل يكونوا خاطفين دى الشيله لوحدها بتاعتهم كفايه دى زواده بجد مش تمويه
نهض الأمين متفاجئاً: بتقول ايه؟!
أشار إليه : تعالى شوف بنفسك انا لمحتهم وهما داخلين ولاحظت ان البنت كانت ماسكه ف السبت ومش قادره تشيله حتى السبت التانى اللى كان معاهم جوز العساكر كانو شايلينه بالعافيه وردود افعالهم طبيعيه جداً حسب ما انت بتقول وبعدين لو هيخطفوا الولد كانوا هربوا ميستنوش ان الواد يجرى ويجيب امه ويرجع وتلم الناس مش منطقى
صمت للحظه ثم سأله : شوفت الحاجات اللى كانت معاهم
– آه بطايقهم الشخصيه ومحفظه وتليفون وورقه مكتوب فيها عنوان
نظر الآخر إلى العنوان فقضب جبينه ثم إتسعت عيناه بصدمه : انت عارف عنوان مين ده؟!
إبتلع ريقه بقلق من تعابير وجه زميله : مين؟
– عارف أسد الجبل
– ومين ميعرفوش بس هو ماله بالموضوع
– دا عنوان بيته
عقب بسخريه : قصدك قصره
ثم إتسعت عيناه حين أدرك الأمر وهتف بصدمه : معقول دول يعرفوه
– معقول أوى اللى اعرفه انه صعيدى ومتواضع أوى مع أهل بلده
ثم نظر إلى المجتويات وأشار إلى الهاتف : طب شوف تليفونه كده
أمسك الهاتف بقلق وبدأ يبحث به حتى وجد ضالته : فى نمره هنا مكتوب جنبها أسد بيه
– اتصل بيه
– انت اتجننت؟!
– لأ دا الصح لو كانوا تبعوا يضمنهم ويعرف إن الغلطه مش من عندنا لو ميعرفهوش يبقوا كدابين واحنا وراهم لما نفهم حكايتهم ايه ومتنساش ان المأمور مش هنا لو رجع ولقى الكارثه دى وانت حبستهم من غير حتى ما تحقق معاهم هتلبس ف الحيط
– انت ماشوفتش المولد اللى كنا فيه دا انا دماغى صدعت منهم ثم يا بنى انت مش عايش ف الدنيا
– ليه؟!
– أسد الجبل نقلوه المستشفى هو وأهل بيته النهارده والأخبار بتقول انه هو وعمه وضيفه كانت عندهم نقلوهم المشتشفى بين حالات صدمه وانهيار عصبى وباقى أهلهم هناك معاهم والدنيا مقلوبه هتصل بمين أنا
– لا حول ولا قوة إلا بالله معقول يكونوا جايين لما سمعوا بالخبر
– انت بتهزر انت عارف المسافه من هناك لهنا أد إيه دى مستحيل يكونوا جايين عشان كده الخبر لسه طازه
– طب وبعدين
تنهد بإنزعاج :خليهم متلقحين لحد ما نشوفلهم حل
– أنا رأيى نحقق معاهم بسرعه
أرسل فى إحضارهما من الحبس فإنزوت هديه جانباً ترتجف بخوف بينما وقف صقر بثقه بدا حينها شبيهاً لأسد مما زاد من قلقهما
– ممكن تحكيلى اللى حصل
تنهد بضيق وحاول أن يهدأ قدر المستطاع : يا بيه أنى چاى ازور جريبى وبسأل الواد عالشارع انى مچيتش اهنه جبل اكده ومخبرش حاچه إلتجيت الواد عيزعج ويجول عيخطفونى وامه چت تولول وماسكه ف خناجنا
– انت تعرف أسد الجبل؟
– ايوه اومال مهو اللى جايين لچل نزوره
صمت للحظه ثم هتف بحماس : يا فرچ الله انت اتحدت وياه؟
– لا
تعجب من جوابه : ابه اومال دريت كيف؟!
اشار إلى الورقه التى كانت بحوذته : دا عنوان بيته
فهتف بثقه : اتصل بيه عيرد طوالى
– مستحيل
– ليه؟!
– لأن أسد الجبل ف المستشفى بين الحيا والموت
إتسعت عيناه بفزع : عتجول إيه؟!
كلماته نزلت على مسمع هديه كالطعنه فهكذا لن تخرج من هنا مجدداً فجثت على الأرض تنتحب أكثر وصقر يسمعها لكن ليس بيده حيله
– لسه الكلام ده النهارده
– يابوووى وحالته خطره كد إكده؟
– الله أعلم بس الأكيد إن مفيش حاجه تثبت اقوالكم
صمت ولم يجيبه للحظات ثم هتف سريعاً : هتلاجى اسم فارس عنديك هو عينچدنا
كان لذكر إسمه وقع السحر فقد توقفت عن النحيب ونهضت تقف بثقه وتمسح بظهر كفها دموعها وقد إنبعث الأمل بداخلها من جديد
– ومين ده شريكم؟
أجابه بإعتزاز : ديه أخو نعمان بيه
فقضب جبينه : مين؟!
فرجاه بيأس : اتصل بيه الله يرضى عنيك
❈-❈-❈
مر اليوم بطيئاً مؤلماً على فارس فلا أثر لجثامينهما ولا أى شيء قد يريح قلبه فقد ذكرياتها القليله التى يسترجعها بحسره وقد تألم نعمان لحاله وحاول بشتى الطرق التخفيف عنه بلا فائده فحتى لو وجدا جثتها هذا لن يريحه بل سيزيد ألمه لقد كان كالطفل الذى فقد والدته حين رآه أمام منزل جعفر
– يا فارس أنا…
– متكملش أرجوك
– يا واد ابوى انى خايف عليك حالتك متطمنش
– عاوزنى ابقى ازاى
– عاوزك جوى لحد دلوجت فى أمل
– أمل نلاقى جثثهم مش كده
صمت بيأس حينها وجدا ابنته تأتى راكضه وبيدها هاتف فارس : تليفونك بيرن
– سيبيه
– اسيبه إزاى دا مكتوب صقر
تفاجئ نعمان : بتجولى مين؟!
تمتم فارس بتعب : رد انت رد يا نعمان وارجوك قول للى بيتصل ميبهدلهومش هنيجى ناخد الجثث ونهتم بكل حاجه
امسك بالهاتف بيد مرتجفه واعطاه لأخاه : ايوه
صدر صوت غليظ : انت اللى اسمك فارس؟
فتعجب من فظاظته : أباى انت مين؟!
حين اخبره أنه شرطى لم تعجبه نبرته فأخبره من يكون فإتسعت عيناه بقلق واعتدل ينظر إلى صقر بقلق
– انت مين يا جدع انت؟!
أشار إلى نفسه بفخر : أنى صجر
فهتف بذهول : انت مخلتش غول ف البلد دى إلا وعارفه
ثم إبتلع ريقه بقلق : أيوه يا نعمان بيه أنا عندى هنا اتنين متهمين ف قضية خطف
فصاح بغضب : وانى مالى بالحديت الفارغ ديه انى اللى يهمنى صاحب التلافون ديه فين؟
– قودامى اهوه
– واخته؟
– واقفه قصادى اهه
إتسعت عيناه بتفاجؤ : إيه؟! قصدك إنهم عايشين؟!
رفع حاجبيه مندهشاً من ردة فعله : آه طبعا
نظر إلى فارس وهو يحرك راسه نافيا بذهول : مش معقول
ردت الروح بجسد فارس فنهض وأمسك بالهاتف بقوه : ألو أيوه هديه عايشه
– مين؟!
– انت اللى مين فين صقر؟
– اهوه
– اديهولى
اعطاه الهاتف على مضض : اتفضل
نظر له زميله : فى ايه؟!
– شكله سوء تفاهم غبى
– أيوه يا نعمان بيه
هتف بحماس : أنا فارس يا صقر فين هديه؟
– مرميه چارى أهه
– إيه ليه؟!
– ولاد الحرام عيجولو علينا عنخطف العيال ورمونا ف الحچز
– انت فين؟!
– ف الجسم
– أنهى قسم؟
– والله مانى خابر اهو ف الجاهره اللى ملهاش آخر دى
– متقلقش أنا هتصل بأسد
– استنى عيجولو نجلوه الاسبتاليا اتصل بصخر بيه
تدخل الضابط : هو كمان ف المستشفى
– اباااى ليه دارهم اتحرجت وهما چواها؟!
– جرى ايه؟!
– صخر بيه راخر مرضان استنى عتصل بأمچد إجفل دلوك
وافقه على مضض وهو يكافح رغبته فى ترجيه ليسمع صوت هديه لكن لا يهم المهم أنها بخير وأمسك بكتفى نعمان بقوه يهزه بعنف
– هديه عايشه يا نعمان هديه عايشه!
إبتسم لسعادة أخاه بينما هتفت إبنته بحماس : الله يعنى طلعوا بخير
فقضب نعمان جبينه يريد معرفة ما حدث : كيف ديه؟!
لكن فارس كل ما يهمه أنه سيراها مجدداً : مش مهم المهم إنها بخير أنا مسافر مش هسيبها لوحدها
– وانى چاى وياك
– لا انت روح لعم جعفر وطمنه ليقول لمراته ودى لسه والده خبر زى ده ممكن يخلص عليها
– صوح انى عاخد البت ونروحلهم
❈-❈-❈
اتصل صقر بأمجد الذى كان بحالة هلع لما أصاب أخته ألهذه الدرجه كانت متعلقه بصقر متى وكيف فهما معرفة أيام فقط لكن يبدو ان كيوبيد كان يعمل وقتا إضافيا من أجلهما
جلس يائسا حتى وجد هاتفه يضئ وإتسعت عيناه بصدمه حين قرا إسم المتصل فاجاب بصوت مرتجف : ألو
– أستاذ أمجد
إبتلع ريقه بخوف هل اختاروا إسمه ليستلم جثمانهما لكن الحادث كان بعيدا جدا عنه
– ايوه مع حضرتك
مد يده بالهاتف إلى صقر : اتفضل
– تشكر
ثم اخذ الهاتف يجيب عليه :ايوه يا أمچد
إتسعت عيناه بصدمه : مييين؟!
تأفف من ردة فعله : انى صجر چرالكم ايه؟!
– انت عايش!
– أباى إيه السؤال الماسخ اللى عتسألوه ديه أيوه عايش
– ازاى؟!
زوى جانب فمه بسخريه : كيف باجى الخلج
ثم تنهد بضيق : انى سمعت ان اسد بيه وصخر بيه ف الاسبتاليا وانى رايد ضامن لينا ف الجسم وملتجيتش غيرك خابر انها بايخه جوى اطلب منيك انت بالخصوص طلب كيه ديه بس النصيب بجى
– بالراحه عليا كده وفهمنى فى إيه؟
قص له سريعاً ما حدث فتنهد أمجد بإرتياح : حالا هنجيلك
نهض مسرعاً نحو فهد الذى يحاول تهدئة روع فيروز بينما تجلس ورد باكيه داعيه أمام غرفة أسد كذلك تفعل حسناء وتشعر بالندم لأنها اغضبت صخر واقتنعت بعد هذه المأساه أن لا راحة لها بدونه وأن سعادتها به وليس بالتفاخر الأبله
– فهد
نظر له بإنزعاج فوجه الضاحك لا يناسب الموقف فهتف بسخريه : مالك عامل زى اللى انفتحلوه كنز كده ليه؟!
هلل بحماس : وأى كنز
قضب جبينه : فى إيه؟!
– صقر وهديه عايشين وبخير
اتسعت عيناه بصدمه : بتقول إيه؟!
بينما هللت فيروز بعدم تصديق : بجد ازاى؟!
– معرفش اللى اعرفه انهم محجوزين ف القسم ومحتاجين لنا نخرجهم واظن انهم لما يجيوا هنا هيساعدوا اوى ف شفاهم
– طب يلا عمتى أى حاجه تحصل فورا اتصلى بيا
– حاضر بس هاتهم بسرعه
– حاضر
❈-❈-❈
لم يتوقع صقر لهفة وفرحة أمجد برؤيته وترحابه الحار به هكذا وتعجب أنه لم يعبأ بأمر القسم واخرجاهما تحت ذهول الآخرين فحتى من اتى ليضمنه أحد الحيتان بالسوق وغادورا وبالطريق لم تكف هديه عن البكاء حتى نهرها صقر بغضب
– ماكفياكى بجى أنى مخى طج منيكى
عاتبته بحزن : انت السبب مخابرش العلوان وعملى مفنط جولتلك نچرى
حاول تهدئة روعها فقد عانت اليوم معه : لو چرينا كنا سبتناها علينا
– وهيا اكده مسبتتش يا مورى وانت فضحتنا جوادم نعمان بيه وفارس
– انى اللى مش فاهمه كل ما اتصل بأى حد يسألنى وهو مستغرب جوى انى عايش ليه؟!
– غريبه
أجابه أمجد : مش غريبه ولا حاجه انتو لما نجيتوا من الحادثه متصلتوش بأى حد تبلغوه ليه؟
– حادثة إيه الشر بره وبعيد
– القطر اللى كنتو جايين فيه مش خبط ف قطر تانى وانقلب
اتسعت عيناه بتفاجؤ : عتجول ايه؟!
– يالهوى ايه؟!
استدار ينظر لهما متعجباً : انتو متعرفوش؟!
فأوضح له صقر : إحنا اتأخرنا عليه وركبنا اللى وراه
فأومأ أمجد فى حين عقب فهد بهدوء : احمد ربنا انكتبكلو عمر جديد
نظر إلى هديه مذهولا : يابوووى يعنى فراغة بطنك نچتنا يا حزينه
أوضح له فهد ما لم يصله بعد : الكل فاكركم انكم بعد الشر موتم
فضربت براحة يدها على صدرها بفزع : يا مورى وأمى
– معرفش بس اللى اعرفه ان الخبر خلى أسد دخل ف غيبوبه وصخر وهناء حالتهم زفت
هتفت بعدم تصديق : يابوووى علشانا احنا؟!
بينما فزع صقر : عتجول هناء مالها؟
– ف المستشفى واعتقد انها لما تشوفك هتتحسن
فهتف بإستعجال : شهل الله يرضى عنيك يا فهد بيه
حين وصلوا المشفى تفاجئ صقر وهديه بلهفة فيروز إليهما فقد احتضنت هديه بقوه اذهلتها فلم تكن يوما قريبه منهما هكذا كانت تحسن معاملتهما لكن كعاملين لديها لا أكثر وليس كفردين من العائله كما يعدهما أسد والبقيه
– فين هناء؟
– واخده مهدى ونايمه مش هتصحى دلوقت
نظر إلى غرفتها من بعيد ثم حمحم بحرج وإبتعد يجلس منتظرا إفاقتها وكأنه يجلس على جمر ساخن بينما إختلف الوضع تماما مع أسد وصخر فأسد غاب عن وعيه تائهاً بين ذكرياته القديمه بينما ارتبطت حالة صخر به ومما فهمه الطبيب مما قصته فيروز أن شفاء أسد سيشفى صخر
❈-❈-❈
كان صقر من الشخصيات التى لا تفهم معنى الصبر حين ينفذ منها أو تصبح على الأبواب التى أرادت فتحها فحين وصل المشفى لم يكن لديه أى تعقل كل ما بعقله أن يرى هناء بأى سبيل وبمجرد أن علم الطبيب أن هذا من إنهارت من أجله أدخله لرؤيتها فورا بينما جلست هديه مبهوره بنظافة وفخامة المكان
❈-❈-❈
هاتف فهد نور ليطمئنها عليه ورفض مطلقاً أن تأتى فهى ببداية حملها الذى لم يجد الفرصه بعد لإخبار أهله وأصدقاؤه به فما أن علم به وإطمئن لسير الأمور بصوره طبيعيه حتى إنقلبت الدنيا رأسا على عقب كما أنه إنشغل بشأن علاج والدتها التى ستجرى عمليتها الجراحيه عما قريب لكنها أرادت مؤازرته بمحنة قريبه
– بس يا فهد…
– نور قولت لأ لما تتعبى ولا تلقطى مرض صحتك ضعيفه ودى مستشفى وكلها عيا
– حبيبى إنت محتاجلى
– محتاج أبقى مطمن عليكى إنك بخير ووجودك هنا هيشغلنى ويلهينى عاوز ابقى مركز الكل هنا تايه
– انا كان قصدى….
قاطعها بضيق فآخر ما يريده هو إزعاجها وفرك جبينه بإصبعيه : فاهم يا نور حبيبتى يخلص بس الصداع ده ويخرجوا بالسلامه من هنا وأنا هاخد أجازه إسبوع بحاله نقضيها سوا
– الله وشغلك؟!
– إنتى أهم من أى شغل وبعدين هتابع الدنيا بالفون والنت وإن شاء الله هتتظبط متقلقيش بس إدعى تفوت على خير
– يا رب يا حبيبى بس قولى هناء لسه متحسنتش
– لسه مفاقتش بس كون صقر بخير أعتقد هتتحسن صراحه متخيلتش لا أنا ولا أمجد إنها بتحبه بالشكل ده
– ربنا حبيبى يسعدهم ويشفيها ونفرح بيهم
– اللهم آمين
– طب حسناء وورد؟
– زى الزفت ورد تايهه خالص ولو عليها لا تاكل ولا تشرب وحسناء ميه ف الميه واحده تانيه خالص عن حسناء اللى قابلتيها واضح إنها بتعشقه بس عنادها مغرقها
– وهل اتحسنت حالة أى حد منهم
– للأسف لأ الموضوع كله متعلق بأسد وللأسف مش عارفين إيه اللى ممكن يفوقه
– أعتقد محتاج صدمه حد يقول جنبه إن صقر وهديه بخير يمكن يكون سامعكم ويخف
– عملنا كده فعلا وصقر وهديه نفسهم كلموه بس مفيش فايده
– ربنا يفوتها بخير
– يا رب
تنهد بضيق ثم تابع بهدوء: معلش حبيبتى إقفلى دلوقتى أنا محتاج أتأكد من حاجه شغلانى
– طيب يا حبيبى مع السلامه
جلس بجانب فيروز يسألها :هم أهل صقر وهديه يعرفوا؟
قضبت جبينها بعدم فهم : يعرفوا إيه؟!
فأوضح مقصده : موضوع الحادثه واللخبطه اللى حصلت دى
– معرفش فارس اتصل يسأل عنهم الصبح وصخر فزعنا بالخبر ونسينا أصلا انه عالتليفون ولا بصينا عليه ولا كلمناه تانى واديك شايف دى حتى تليفوناتنا كلنا نسيناها ف البيت
أومأ بهدوء : امم طيب إحنا لازم نتأكد ليكونوا عاملين مناحة هناك ولا حتى من صدمة الخبر حد منهم يكون جراله حاجه ابوهم متعرفيش نمرته
– جعفر مبيشلش تليفونات هو مبيتصلش بحد غير بينا فبيستخدم تليفون صقر
نظر لها متعجباً : اومال اتصلوا بيكم ازاى؟!
– مانا قولتلك فارس اللى اتصل
– مين فارس ده اخوهم؟
– لأ دا خطيب هديه
– طب كويس يعنى هتلاقى نمرته مع صقر صح؟
– أكيد
– طيب
تحرك من جوارها وتوجه إلى صقر : أستاذ صقر أعتقد اننا لازم نتصل بأهلكم عشان نطمنهم عليكوا انكم بخير ومكنتوش ف القطر اللى انقلب دا خالص
– له متجلجش إحنا اتحدتنا ويا فارس وجولناله
– طيب دا كويس
وصل نعمان وإبنته منزل جعفر فناداه بصوت مرتفع : يا چعفر
خرج ملهوفا ينظر حوله ليجد نعمان فرحب به بحفاوه ونادى بتلقائيه : يا بت يا هديه اعمليلنا كوبيتين شاى
ثم نظر خلف نعمان فرأى إبنته فهتف بحماس :خليهم تلاته يا بت
ثم خفض صوته ونظر لها بابتسامه ترحيب : منوره دارنا يا زينة البنته
– متشكره يا عم جعفر
ضاقت عينا نعمان عليه لقد افجعته المصيبه حد النسيان فعقله رفض الأمر تماما لقد أعد هديه وصقر ابنيه منذ زمن بعيد وأصبحا كذلك بالفعل وتنهد بإرتياح أنهما بخير فلو كانا بالفعل بهذا الحادث لفقد هذا الرجل عقله تماما
تمتمت إبنته ببسمه خجوله :مبروك لطنط صابحه النونو
– يبارك ف عمرك يا بتى
– هو أنا ممكن اشوفها؟
– اومااال يا بت يا هديه تعالى
توقف عن الحديث فجأه حين لاحظ نظرة الإشفاق بعينا نعمان وفجأه عادت أحداث الصباح كلها اليه فتهاوى على الأريكة الخشبيه بمرض فأسرع اليه نعمان حين فطن لما حل به
– اهدى يا چعفر العيال بخير دول مركبوش الجطر ديه واصل
نظر له بلهفه وعدم تصديق : صوح؟!
أومأ بتأكيد : ايوه صوح مخابرش ايه اللى حوصل بس هما ركبوا الجطر اللى وراه ودلوك هما ف مصر وانى اتحدت ويا صجر وفارس سافرلهم
أمسك بيده راجيا : عن چد يا بيه؟
ثم بدأ يبكى كالأطفال وهو مازال ممسك بيده يتوسله أن يكون صادقا
– والله صوح عكدب عليك ف حاچه كيه اكده برضيك اجولك استنى

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية أسد الصعيد)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى