رواية حواء بين سلاسل القدر الفصل السادس عشر 16 بقلم لادو غنيم
رواية حواء بين سلاسل القدر الجزء السادس عشر
رواية حواء بين سلاسل القدر البارت السادس عشر
رواية حواء بين سلاسل القدر الحلقة السادسة عشر
#قلبى_عليهُ_مُحرم_16
#سلسلة_حواء_بين_سلاسل_القدر
#الكاتبه_لادو_غنيم
ــــــــ
اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد 🌺»
”
مبقاش «بارون الغنيمى» أن مجبتك الإرض يا ابن الهلالى’و’خدتها منك بعد ما خليك تعشقها’
ذكرَ إسمهُ الحقيقى الذي يخفيه عن البعض’فدخلت إليه “غنوه” تُلقى عليه سؤالها الحائر’
أنتَ ليه مستخدم إسم “ياسر”
إغلق الخزانه’و’التفت إليها يُناظرها بـجفاء’
عايزانى أقولهُم إنى “البارون” عشان يكشفونى’و’يقدرهُ يلاعبونى’؟
“غنوه” مُتسائله’
بمُناسبة”ياسر”هـو فين من ساعة ما ساب البيت من سنه’و’نص لما إتخانقت معاه’و’هو مرجعش تانى’و من ما رجعت من الصعيد و كل ما سألك عنه تقولي حجه جديده’!! فين “ياسر” يا “بارون”
مات’
إتسعت مقلتيها بـرتجاف لبؤبؤهَ’
إيه مات إمتا’و’أزي’و’ليه محدش يـعرف’؟
جلسَ على مقعدهُ بقلباً قاسى قائلاً’
لإن محدش غيرى يعرف’و’الإهم من كُل دا إنى كُنت محتاج لأسمُه’و’شخصيتهُ فى لاعبتنه’عشان كدا أخفيت خبر موتُه؟
إنتابها الشك حيالهُ’و’زعمت بقولاً’
أزى كُنت عايز إسمُه فى لاعبتنه’و’إصلاً وقتها مكنش فى حاجه لسه حصلت’و’الا أنا كُنت سافرة الصعيد’وقتها محدش سافر الصعيد غيرك’
بطلى أسئله يا “غنوه” أنا مبحبش وجع الدماغ’و’بعدين أنتِ ملكيش إنك تسالينى غير فى اللي يخصك’و’بس”
“ياسر” يخُصنى متنساش أنُه أبن عمى زي ما أنتَ كمان أبن عمى’
“ياسر” أنتها خلاص’و’مش عايز أسمع أسمُه تانى’و’الأهم من كل دا أن لوله موت “ياسر” مكُنتش هقدر الاعب “جواد” متنسيش أن أنا و “ياسر” تؤام’و’الشبه اللي بنا ساعدنى أوي فى أن محدش عرف حقيقة أن اللي بيلاعبهم هُو “البارون”
عقدت حاجبيها بـشكاً”
حتى لو كلامك صح بس أنا مش مصدقه موضوع موت”ياسر”و’متاكده أن الموضوع فيه حاجه أنتَ مخبيها عنى يا”بارون”!و’أنا بقا مش هسكُت غير لما أعرفُه؟ عن إذنك’
التفت’و’ذهبت من مكتبهُ عازمه أمرها لكشف لُغز أختفاء أخاهُ’أما هُو فقطب جبهتهُ بـكراهيه ممتزجه بـالتوعُد قائلاً’
شكلك كدا عايزه تحصليه يابنت عمى’
مثل الثور بشري لا يأبه بـالخلاص من أي دخيل يقف في طريق أنتقامُه’
ـــــــ📌
اللهم لك الحمد و الشكر كما ينبغى لچلال وچهك و عظيم سُلطانك🌼للتذكره🌿
”
بنهار اليوم الجديد كانت تقف “ريحانه” أمام مرأتها تُمشط شعرها البُنى’بـعبائتها البيضاء ذات النقوش الورديه’بعد خروجها من الحمام بعدما إغتسلت’
و خلفها عند حافة التراث كانَ تجلس”جواد”علي مقعدهُ أمام طاولتُه التى عليها لاب توب بتابع عليه بعض المُعاملات البنكيه لإنهاء حسابات صفقة المزاد’
و أمامهُ سيجارتهُ يستنشق دخانها بين الحظه’و’الأخري منها ثمَ يضعها داخل إناء الإطفاء’ ظلا علي هذا الحال لبضع دقائق حتى لإحظت “ريحانه” أنُه تعاطى أكثر من سيجاره فى أقل من نصف ساعه’مما جعلها تترك الممشطه’و’تقترب خطواتً منُه تعاتبهُ بـرزانه’
السجاير غلط عليك دي بدمر الرئه’عارف كام واحد بيموت بسبب القرف دا؟’
اجابها بجفاء دون النظر إليها’
عارف’!!
قوصت حاجبيها بستفهام’
و لما أنتَ عارف بتشربها ليه’؟
تنهدا بـجفاء’
عشان أنا عايز كدا’؟
عاتبتهُ بـعتارض’
هو أيه اللي عايز كدا “جواد” غلط كدا’ بعد الشر عليك مُمكن يحصلك حاجه بسبب شُربك ليها’؟
رفع عينيه التى تُشبه لون غصون الإشجار’الهائمه بهواء الله سبحانهُ و تعالي’فكانت لهُ مثل ذلك الهواء النقى تُدعب أوتارهُ بـمقطوعة كلماتها الخائفه عليهُ’فطرح سؤلهُ بجفاء ليُخفى محبتُه لإهتمامها’
و’أنتِ مالك يحصلى حاجه’و’الا ميحصليش أيه فارق معاكى أوي’؟ على الأقل هتخلصى منى’و’تروحى لحبيب القلب’!!
كانت الكلمات ثقيله عليه مثل ثقل الأشجار علي الحطابين’لكنُه كانَ بحاول أخماد أوتارهُ بأى شيئاً قاسى’فـرئها تقترب خطوه إليه تـُعاتبهُ ببحة الإستفهام’
أنتَ ليه كدا’! ليه بحسك عاوز تكرهنى فيك أوي با أي طريقه’معا أن اللي بشوفه فى عيونك عكس كلامك و قسوتك’
شدد أبصارهُ بها’فكانَ يعلم أن من تحادثهُ تلك المسجونه بداخلها’فحاولا أخماد ثورة قلبهِ’و’أغلق الابتوب و نهضاَ مُعارضها بكبرياء’
عينى مفهاش غير الكُره ليكى أنتِ با لنسبالى مُجرد قضيه هخلصها’و’هتروح لحالها’
تالم قلبها المدفون بحقيقة المشاعر التى لم تعرف بعد معنا الحُب الحقيقي’فقتربة منهُ تعاتب عينيهِ بـستفهام متعطش للنفى’
أنتَ ناوي تسبنى “لياسر”
هتفَ بكبرياء يُنازاع معا قلبهُ’
أيوه’
ليه’!
عشان أنتِ عايزه كدا’
مين قالك إنى عايزه’؟
أنتِ اللى ديما بتطلبي’
أنكرة بحركه رأسيها ترهق جسدها’
مش أنا اللى بطلُب كدا’عشان خاطر ربنا ما تنفذش الطلب دا مهما حصل مهما قولت’و’مهما عملت أوعا تسبنى لراجل غيرك يا “جواد”
فرت دمعه من سجن بؤبؤهَ المتحجر بـالصلابة الملامح’_نبض قلبهِ بـالأجبار رافضاً لتلك القضبان العقليه’و’جعلهُ يرفع يدهِ اليسار يحتضن وجنتها’تزامناً معا سؤلهُ الحائر لكيانهُ’
مش عايزه تبقى معا راجل غيرى ليه’؟
لمعت مقلتيها ببريق الأمان لمكوثها بجوارهُ’و’عبرة بسمه شائكه علي ملامحها تزامُناً معا قولها الهادٔ’
عشان حسه معاك بحاجه حلوه’بحس إنى مش خايفه’بحس إنى أنسانه بجد’بحس أنك شايفنى حاجه غاليه ممنوع أن حد يرخصها ‘فكرة أنك
جانبي بتخلينى مرتاحه’و’مش خايفه’
حديثها المعسول بـحتواء رجولتهُ لأنثى شارده بغابة البشر’كانَ كـ النيران التى تسقُط علي غصون عينيهِ تـشعلهُم بحمم الـشوق لإحتوائها بين ذراعيه’فلم يرفض تلك المشاعر العابره بدفئ لحظتهُما’و’قربها إليه برفقاً يحتويهَ بذراعيه مثل الدرع الحامى لمملكة كيانها الخاصه بهِ’_فلم تُعارض”ريحانه” ذلك الإحتوائ النقئ فـحاوطت ظهرهِ بيداها تقربهُ إليها أكثر ليلاتحمَه مثل الماء’بـى’النار’السحاب’بـى السماء’_تلك الحظه التى تجمعهما خلدتها الذاكره بـارهاقً لقلب رچلاً يخشئ الإعتراف بـملاذ عشقهُ لصغيره سجنتهُ خلف قضبانها’و أنثى تجهل حتى مشاعرها التى نبضت مثل الأمواج فوق ضفاف الأنهار’_فحركت وجهها بـرتياح فوق صدرهُ تستنشق الراحه بـعناقهُ’فـاغمض عينيهِ معا شعورهِ بتحركها عليه’ليهدء من رؤع تلك النيران التى تأكل قلبهِ’لكنهُ لم يـستطيع أن يتعافى من ذلك التقارُب الذي يحرضهُ على الإرتوي منها’و’لو با القليل’فـحاول أن يُجاهد نفسهُ حتى لا يـلوثها بمستنقعهُ’فـامسكها من ذراعيها يـُخرجها من عناقهِ برفقاً’
أنا لإزم إنزل حالاً’
نظرة لهُ متسائله’
هتروح فين’؟
هتفَ بـرسميه’
الشركه’و’لو نزلتى تحت متنسيش تلبسي طرحتك’
حاضر’
خطه خطوه للإمام لكنهُ توقف بحيره’و’نظرا لها متسائلاً’
أول مره يعنى متقولليش مش، هتعملي حاجات وحشه’
إتسعت مقلتيها بـطفوله’
أنتَ قولتلي مش هتعملى حاجه غير لما يجيلك مزاجك’و’أنا مش عارفه مزاجك دا هياجى أمتى’؟
ترنحت بسمه عابره عليه إدت إلي إظهار غمازتين فكيه’تزامناً معا قولهِ’
أهلاً بـالطفله’كنت عارف أنى هشوفك أول ما ذكر الحاجات الوحشه’
هتفت بعفويه’
هتشوفنى ما أنا كُنت موجوده بسرح شعري’؟ أنتَ مكنتش شايفنى’
أومأه بذات النظره’
بتسرحى بس’؟ دا كان في أحضان و كلام كبير و لوله أنى جازيت شيطانى كان زمانهُ متكلبشين معا بعض’!
لم تكُن تتذكر شيئاً مما جعلها تستفسر منهُ’
أنا مش فاهمه حاجه منك أنتَ تُقصد إيه’؟
تنهدا برزانه’
بعدين هتـعرفى’المُهم مش عايزك تعملى مشاكل’و’حاولى تُربطى لسانك شويه بلاش كلام كتير معا “نسمه” كفايه فضايح الحد كدا’
لوت فمها بـعفويه’
أنا معملتش حاجه على فكره’و’زي ما الخاله “بهيه” ما قالت أنتَ اللى غلطان عشان مش عايز تدينى حقوقي’ما تدي هالى’و’خالص’
فرك مدمع عينيه ببسمة خاطفه لعينيها’
الغباء عندك مثالى”مرعى”جانبك يستاهل جايزة نوبل’
تبسمت علي بسمتهِ’
ضحكتك حلوه أوي’ أصلاً كل حاجه فيك حلوه
أنتَ أزي كدا’!!
تلبك ببعض الثبات من غزلها الصريح لكيانهُ’
أحم’كفياكى كلام أنا ماشي سلام’
التفت ليذهب فـقالت بصوتً مُبتسم’
“جواد”
نظرا لها برسميه’
إيه’!؟
لأ إله إلا الله’
لوحت لهُ بيدها تودعهُ بوجهاً بشوش مُريحً للقلب’فشرقت مقلتيه ببريق الإستحسان فقد علمَ أن من تحادثهِ تلك الخفيه بـاعماقها’فتنهدا بقولاً’
مُحمد رسول الله’خلى بالك من نفسك’
حاضر’و’أنتَ كمان’
أومأه بهتمام’و’إلتفت ليذهب تلك المره بـالفعل’أما هى فـستدارة’و’إمسكت بـالممشطه تُكمل تـمشيط شعرها تناظر كيانها عبر المرأة ببتسامه لم تُفارقها’
ـــــــــ📌
كلمتان خفيفتات علي السان ثقيلاتان علي الميزان حبيبتان عند الرحمان«سبحان الله و بحمده سبحان الله العظيم🌼للتذكره🌿
”
أما بـالأسفل فكانت تـقف “غوايش” تتحدث معا’مرعى”بـنزعاج’
هـو إيه اللى ما ينفعش أنتَ بتعارضنى”
“مرعى” بستياء’
بقولك إيه يا ست “غوايش” أنا فيا اللى مكفينى’و’هى كلمه’و’رد غطاها مش هدخُل أجبلك حاجه أنا مش خدام هنا’
هـو إيه اللي مش هينفع يلا إتجر هاتلى المياه’
يادي اليوم اللى مش معَدي’قـولتلك مش هروح أجبلك حاجه المطبخ قُدامك’
“غوايش” بنزعاج’
أوعا يا ولا تكون مفكر نفسك واحد من صحاب البيت أنتَ هنا طرطور لسيدك “جواد” خدام بـى لقمتك’و’نومك يا “مرعى”
“غوايش”
صاحهَ”جواد”بحده فقد سماعَ تلك العبارات الحاده التى تفوهت بها أتجاه”مرعي” الذي شعرا بـى الأهانه تـكسر قلبهِ’لكنهُ برغم ذلك تبسم بـحزنً لم يستطيع أخفائهُ تزمناً معا قولهُ’
مفهاش حاجه لما أبقى شغال بـى لقمتى دا مش عيب”يا ست غوايش”‘و’طرطور طرطور أهم حاجه إنى مبعملش حاجه تصغرنى قدام نفسي’
إقتربا منهُ “جواد” ثمَ وقفَ بجوارهُ يضع يدهِ اليسار علي منكب”مرعى”ناظراً لها بـحتقاراً بصري’و’صوتى’
“مرعى” واحد من عائلتى’مش عايش، معانا بـى لقمتهُ زي ما بتقولى”مرعى”راجل عندهُ نخوه’و’أخلاق مش، طرطور زي الطراطير اللي تعرفيهُم من الموالد اللى كُنتِ بتهزى نفسك فيها
‘و’أنا مش سيدهُ”مرعى”أخويا’و’صحبى” لو فى حد هنا خدام’و’عايش بـى لقمتُه فـهو أنتِ أوعى تكونى مفكره نفسك هانم’لاء لو عايزه تعيشي هنا هتشتغلى بـى لقمتك’و’نومتك’زيك زي نعناعه موافقه’و’الا
تحبي تباتى فى الشارع’
بلعت غصتها من ذلك التقليل المُهين لها’و’قالت بـجديه’
و مالوه موافقه الشُغل مش عيب’عن إنك’
“جواد” بـامراً جاف’
إستنى أعتذري من “مرعى”
نعم أعمل إيه’
مرر نظرهُ عليها بـستحقار’
تعتذري متخفيش أسهل من الوسا_خه اللى فى دماغك’و لو مش عجبك اللى بقولهُ الباب قُدامك’؟
تنهدة بـستياء يقتلها’و’هتفت بـجديه’
أنا أسفه يا “مرعى” عن إذنكُم’
“جواد” بـامراً’
هاتى كوباية مياه”لـمرعى”
نظرة لهُ بـضيق’
ماشي’
ذهبت من أمامهم بـستياء’اما “مرعى” فنظرا “لجواد” بسعاده تـغمر قلبهُ فقد ردا كرامتهُ إليه دون أن يطلب منُه’فـعانقهُ بمحبه’ملئة عينيه بـدموع صلة قرابت السنوات التى جمعتهُم سوياً”
متشكر يا “جواد” باشا’و’الله معارف أقولك إيه’
بادلهُ العناق بـجديه ”
متشكر علي إيه أنتَ واحد مننا يا “مرعى” خليك مُتاكد من كدا من عائلتى’و’مش هسمح لحد أنُه يـقلل منك’
خرجَ من عناقهُ يجفف دموعهِ بضهر مرفقه اليمين’فـ ما أجمل أن يجد المرء من يقف بجوارهِ ينصفهُ بوقت أنكسارهِ”
ربنا يخليك’و’يديم المحبه بنا’
بتلك الحظه عادت’و’معها كوب الماء’و’توقفت أمام”مرعى”قائله بـبروداً”
المياه’
“مرعى” برسميه’
سُخنه’
لاء ساقعه’
أنا بحب المياه السُخنه هاتيلي غيرها’
“غوايش” بضيقاً’
ما تشرب من دي’و’خلص’
لوي فمهُ بـجديه’
غوايش”أسمعى الكلام عشان مغضبش، عليكى’و’أنا غضبي’و’حش يلا هاتيلي مياه سخنه علي الأقل أشتغلى بحق الفطار اللي لسه وكلاه’
نظرة”لجواد”بـغيظً’و’ذهبت فبتسما “مرعى” قائلاً’
ايه رأيك كانت هتشيط’
تبسم لهُ بـرزانه’
عجبتنى النوع اللى زي غوايش ميجيش غير
بـى المُعاملة دي
إتت’و’معاها كوب الماء فقاله’
مياه سُخنه من الحنفيه’!!
“غوايش” بكراهيه’
أيوه كان ناقص أغلي هالك عشان تتاكد أنها سُخنه’
ضرب مرفقيه ببعضهُما يعاتبها بسخريه’
مياه مغليه عايزه تحرقيلي الكبد أنتِ عارفه كيلو كبدة العجول دلوقتي بكام’بـى400و كلها تكه و تبقا خمسوميايه’ما بالك بقى كبد البنى أدمين’أنتِ شكلك كدا مش، مقدره الإسعار اللى بقينا فيها’الناس قربت تاكل بعضها من كُتر الغلا’و’الجوع يا “غويش” يعنى مش بعيد أصحا في يوم القى حد قرمك من الزلموكه’
أهتزَ “جواد” بـضحكه صامته’جعلت “مرعى” يعلن ضحكتهُ بـالعلن’تزامُناً معا مد يدهُ لمصافحتهُ’
حلوه مش كدا’
بدالهُ المصافحه ببتسامه رازينه’
حلوه’بس، كفايه كدا يلا عشان عندنا شُغل’
مهم’
أومأه بـالموافقه’و’التفت “لغوايش’يودعها ببسمه مصطحبه بقولهُ الساخر’
معا السلامه يا” غوايش “خلى بالك من الزلموكه
دي هى دي اللى عمللك وزن’
صارهَ بعدما أثاره غيظها’فـاخرجت هاتفها’و’أجرت إتصالاً على شخصً يُدعى’منصور’من مُسجلين الخطر كانت تعرفهُ منذ أيام عملها بـالموالد’فـجابها فقد كانَ على صله متواصله بها طوال السنوات الماضيه’
أنا فى حد داسلى علي طرف يا” منصور”و عايزه أبيتُه فى قبرهُ النهارده’؟
ترنحت بسمه غليظه مثل صوتهُ’
أنتِ توامري يا “غوايش” أنتِ الحته الشمال اللى عندى’قوليلي هـو مين’و’سبيه عليا رجلتى هتسلمهُ للكفن:
“غوايش” بكراهيه’
أسمُه”مرعى”بيشتغل معا “جواد” اللى بشتغل عندهُم’هبعتلك صورتُه’
“منصور” بـجديه’
تمام’و’قوليلي هـو فين؟
“غوايش” بكراهيه’
رايح الشركه بتاعتهُم هقولك على عنوانها’و’هبعتلك صورتُه خليك معايا ثوانى’
ركضت سريعاً’خلفهُما’حتى وصلت إلى سور الحديقه’فـوجدتهُما يقفً فى أنتظار أن يجلب الحارس’السياره’فـتمكنت من التقاط الصوره’لمرعى”ثمَ أرسلتها “لمنصور” و’أعطتهُ العنوان’
هو دا العنوان’هـما كلها خمس دقايق’و’يخرجُه عشان يروحهُ الشركه اللى قولتلك عليها’
ذادة بسمتهُ المتعفنه’
أستنى هُما لسه فى البيت عندك
أيوه
طب دي متسهله أوي رجالتى جنب بيتك كانوا بيخلصه مصلحه فى السريع’هرن عليهُم’و’أخليهُم يقطروهُم و يخلصوكىِ منُه’ سلام يا حتتى’
“غوايش” ببتسامه كارها’
تسلملى يا منصورتى’
أغلقت الجوال’و’ذهبت للخارج’و’بعد خمس دقائق تقريباً’حضرة السياره’فـستقلها “جواد” جالساً بـمقعد الخلفى’و’بمقعد القياده كانَ يجلس”مرعى”و’قبل أن يخركها’أقتحمت “ريحانه’عليهما السياره’جالسه بجوار” جواد”فتسعت عينيه بحنقاً بسبب فعلتها الغير مُبرره’
بتعملى إيه هنا’!
أجابتهُ بـطلباً’
عايزه أشتري حاجه’؟
قطب جبهتهُ بـعبث’
أنزلى من العربيه’و’على جوه يلا’
لاء أنا عايزاك تجبلى حاجه نفسى فيها والله’؟
قوليلى عليها’و’هخلى حد يروح يجيب هالك’
رفضت برأسها معا قولها ذات الوجه العابث’
لاء محدش هيعرف يجبلى الحاجه اللى أنا عايزاها’
ليه يعنى’
تلون وجهها بالخجل’و’قتربة من أذنهُ تقول بصوتاً منخفض’
عشان النهارده معاد الدوره الشهريه’و’بتكسف حد يشتريلى الحاجه اللى بستخدمها’
فرك عنقهُ بـحرجاً’و’بتعدا عنها قائلاً “لمرعى”
أطلع على أقرب سوبر ماركت يقابلك فى الطريق’
“مرعى” برسميه
حاضر’
قاده السياره’بينما هـى جالسه بجوارهُ’و’تنظر من خلف الزُجاج علي الڤيلال’و’لإشجار’شارده تحادث نفسهاَ’
الحاجات دى أتبنت أزى’و’أزى الشجر دا أتزرع وسط البيوت كدا’
صمتت عن الحديث عندما مرء، صغيراً بسياره مُجاوره يلعق مصاصه حمراء’فبلعت لعابها بـشتياق’و’لتفتت “لجواد” قائله بعفويه’
أنا عايزه مصاصه’
قطبَ جبهتهُ بستفسار’
عايزه إيه
مصاصه حمرا’نفسي فيها أوي’أشتريلي واحد عشان خاطري أشتريلي واحده’
نظرا لهُ مرعى عبر المرأة يطالبهُ’
و أنا عايز لوليته’
إتسعت مقلتيها ببسمة إستحسان’
أيوه و’أنا كمان لوليته بـالفراوله
“مرعى” بقتراح مبتسم’
لاء جربي بـالبطيخ
حلوه’
جامده’و’يسلام بقا لو جربتى طعم البرتقال بتقول حكايات’
“ريحانه” بعفويه’
بجد أنا بحب الحكايات أوي’
“مرعى” بمزاح’
و’مقولكيش بقا لو جربتى طعم المانجه بتقول مواويل’؟
“ريحانه” ببسمه’
خلاص أتفقنا نجيب لوليته’و’مصاصات’
فرك”جواد”وجههُ بيأس من هذان المرهقين لعقلهُ’تزامناً معا قولهُ الجاد’
بس كفايه مركب عيال أختى معايا’و’أنتَ يا عم “مرعى” ما تيجى تُقعد مكانى عشان تاخُد راحتك أكتر’
ملوش لازمه ساعتك تيجى تسوق العربيه مكانى’
زمجر بقولاً’
أخرس خالص دانا هطلع عينك
“ريحانه” بستفهام”
بتزعق ليه’
“جواد” بـحده ممتزجه بـالغيره’
نازله كلام كلام معاه’و’الا عامله أعتبر للزفت اللى جانبك إيه خيال قاعد’
“ريحانه” بصعبانيه’
و فيها إيه دا حتى دمهُ خفيف’
“مرعى” ببتسامة’
دا من أصلك و الله شايف يا باشا الناس الذوق’
أنفعلها بـحنقاً عليها’
بالله كلمه ذياده’و’مش هتخلصي من لسانى’أتلمى يابنت الناس’و’خلينى أفضل راجل مُحترم’و’أنت يا “مرعى” لو سمعتك بتنطق بحرف طول السكه هدورك مكاتب الشركه كلها كعب داير هقدرك’
و بعدين إيه الشوارع اللى دخلتنا فيها دي’فين الطريق’
“مرعى” بعبث
هكون سرقتُه يعنى’ما ساعتك اللي و ترتنى خلتنى دخلت شوارع غلط ثوانى بقا هلف’و’أرجع’
جائه ليستدير’بـالسياره’فـوجدا سيارهُ مُعاكسه لممرهُم’فقاله’
فى عربيه وقفت ورانا مش هعرف أتحرك منها’
‘أستداره برأسهُ ينظر للخلف’فـوجدا أربعة رجال يبدو عليهم الإجرام’يخرجون من السياره’و’بحوزته اسلحه حاده’و’أحدهُم يحمل مسدساً’فـشعرا بـالشك حيالهُم’ فقد إدرك أن هناك أمراً’و’نظر”لمرعى” يامرهُ’بعدما أقتربَ من المقعد الأمامى يـخرج سلاحهُ من طابلوه السياره’
أطلع بـالعربيه لقدام بـاقسي سرعه’يلا’
ليه’
نفذ مفيش وقت للسؤال
صرخت “ريحانه” تزامناً معا أمرهُ “لمرعى” بسبب أن أحدهُم قاما بتكسير زجاج شباكها’مردفاً بـشهوائيه’
الحقهُ دي معاهُم مزه شكلنا كدا هندلع’
قاده’مرعى’السياره بهلع’و’من هول الموقف أختلت رؤيتهُ’و’صطدما بـشجره على بُعد عشرة أمتار من المعتوهين’فـهتفَ”جواد”بـامراً بحده’
أنزلهُ بسرعه’و’محدش يبوص وراها يلا’
فتحوا الإبواب بذات الوقت’و’ركضوا بـاقسي سرعه لديهم’بينما تشابك ريحانه’أصابعها بـاصبع “جواد’و خلفهمُ يسعون إليهم بـصوت طلقاتهم الناريه’حتى تمكنهُ من الإختفاء عن أنظارهم’
فسالهُ” مرعى”بعتاب أثناء الركض’
ما نوقف’و’نواجهُم من أمتا بنهرب من حد’
“جواد” بحسبه عقلانيه’
لو وجهناهُم هنموت’معاهُم سلاح يعنى هيخلصهُ علينا فـى أقل من ثانيه’
أدرك لماذا لم يتواجهُ معهُم فـاكملهُ الركض’و’بعد خمسة عشر دقيقه’كانواَ
يقفواً ثلاثتهُم خلف جدار منزل مُتهالك قديم البناء’
يـلهثواً أنفاسهم بصعوبه’فقد ركضَُ كثيراً’
نظرا «مرعى» لجواد’و’القلق يحتل حديثهُ’
هيوصلولنا أحنا لإزم نُخرج علي الطريق عشان
نلاقي عربيه تاخُدنَ من هنا’
«جواد» بتعقيب’
هنبقا بنخاطر لـو عملنا كدا مش بعيد يكون حد منهُم مستنينَ على الطريق’
شعرت «ريحانه» بشئ يسيل على أصابعها’فخفضت نظرها ليدها اليسار المتشابكه بيدهُ اليُمنى’فتسعت مقلتيها حينما شاهدة دماء تنزف من ذراعهُ’فذادة رجفتها’و’أبصرت تبوح بـقلقً’
«جواد» أنتَ بتنزف’
نظرا لذراعهُ فلم يكُن يشعُر بذلك الجرح المتواجد بمنكبهُ اليمين’ثمَ نظرا لها محاولاً طمئنينتها’
دا جرح بسيط متخفيش’
«مرعى» بقلقً’
جرح بسيط إيه دأنت شكلك واخد طلقه في كتفك’و’مش حاسس بسبب الجري اللي جريناه’
كادَ يحادثهُ’لكنهُ سمعَ أصوات مُشحنات صوتيه’فتركَ يدها’و’شد إجزاء سلحهُ’تزامناً معا حديثهُ لجاد’
خُد مراتى’و’أمشوا من هنا حالاً أنا فاكر أن عربيتى كانت قُريبه من المكان دا’أجرو’و’متبصوش وراكُم مهما حصل يلا’
«مرعى» بعتراض’
لاء أنا مش همشي’و’سيبك لوحدك رجلى علي رِجلك’
«جواد» بشخط’
دا أمر يتنفذ’يلا مفيش وقت خدها’و’أمشوا من هنا مراتى أمانه في إيدك توصلها للقصر’و’ تسلمها«لـ هشام»’
‘و’ستدار يبُصر بعينيها الإتانى تُناظرهُ بخوف الفراق’تشعر بقلبها المدفون أنها تتالم من خوف عدم لقائهُ من جديد’فقتربة خطوه اليه تُعاتبهُ’
تعالى معايا متسبنيش لوحدى أنا عايزاك جانبى’
رأه نُضجها بعينيها فعلمَ من تخاطبهُ أنها الدفينه بأعماقها’الناضجه’فحتضن وجنتها بيدهِ مردداً بتزان’
متخفيش عليا هرجعلك مش هسيبك لوحدك’يلا خُدها بسرعه من هنا يا «مرعى»
نزفت دموعها تحاول معاهدتهُ قبل الوداع’
أوعدنى إنك هترجعلى عشان خاطري متسبنيش لوحدى أنا ماليش غيرك يا «جواد»
لم يكُن يُدرك اذا كانً سيظل على قيد الحياه إم لاء’فلم يستطيع معاهدتها’فقاله بأمراً يستهواه الترجى الخفي’ للأخر’
خُدها من هنا يا «مرعى» أنا بأمنك علي مراتى محدش من الكلاب دول يلمس شعره منها لو عدونى’و’لحقوك’حافظ علي شرفى’و’سلمها
«لـ هشام» هو هيعرف يحميها’صون الأمانه يا صحبي’
كان يعلم«مرعى» جيداً أن من المُمكن أن يكون هذا لقائهُم الأخير’فنزفت الدموع من عينيه’و’رفع يدهِ مُادي تحية العسكري للضابط هاتفاً بصوتً مختنق بالبكاء’
تمام يا فندم’مراتك هفديها بروحى مفيش حد هيلوث عرضك’و’هسلمها لإبن عمك’دا وعد شرف منىِ’و’عايز أقولك حاجه أخيره أنا كان ليا الشرف إنى خدمة معاك الخمس سنين اللي فاتوا’إنت كُنت أخويا الكبير’و’مَثلى الأعلى’و’مهما عملت فيا كان علي قلبي زي العسل أنا ماليش غيرك والله يا باشا الا ليا اخ و الا أب و إلا إبن عم بس ساعتك عوضتنى عن كُل دول من غير ما تحس’
لمسة كلماتهُ قلب«جواد»فربت علي ذراع الأخر فذادة أصوات المُشحنات’و’أصواتهم تقترب منهُم’فأمرهُ بشخط’
خدها’و’إمشوا بسرعه يا «مرعى» يلا’
نفذ الإمر’و’إمسك بيدها’ليهُم بالركض برفقتها مُبتعدين عن هذا المكان’و’لم تمر سوا دقيقتين”و’سمعوا أصوات طلق ناري’فوقفت«ريحانه»بعدما أنقبض قلبها’و’ستدارة للخلف فتسعت عينيها بـرهبة الخوف’فقد رأتهُ قتيلاً على الإرض’تسبح الدماء من حولهُ’فصرخت بعتراضاً من ذلك القدر الذي مزق حبل وصالها الوحيد بتلك الحياة الماكره’
«جــــواد»
التفت «مرعى» على صوتها فرئهُ قتيلاً’و’هى تركض اليه’فاسرع بلأمساك بها من خصرها’و’حملها علي منكبهُ ليافى بالوعد الذي قطعهُ لهُ بحماية شرفها’اما’قلبهُ فكانَ يتمزق من فراقهُ لهُم’تزامناً معا صوت بكائها’و’صريخها بكنيتهُ’التى تذيد من حزنهُ
«جواد لا يا جواد يا جــــواد
ــــــــــــــــــــ
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية حواء بين سلاسل القدر)