روايات

رواية حور عيني الفصل الرابع عشر 14 بقلم آلاء حسن

موقع كتابك في سطور

رواية حور عيني الفصل الرابع عشر 14 بقلم آلاء حسن

رواية حور عيني البارت الرابع عشر

رواية حور عيني الجزء الرابع عشر

حور عيني
حور عيني

رواية حور عيني الحلقة الرابعة عشر

الان ….يجلس مع والده ….بعد رحيل علي واسرته …..يجلس صامتا” ….ينظر الي الا شئ …
لا يشعر بألم في جسده ….يتطلع والده اليه …يتفحص نظراته الغامضه يحاول ان يكشف ما ينوي عليه .
فما فعله ليس بهين .بدا له انه متعلق بهذه الفتاه …لكن كيف حمزه يحبها الي هذا الحد ! ولا يبدو عليه ….
متي بالاساس احبها ! هل هي حب مراهقه لا اكثر …!
نهض حمزه واتجه الي غرفته …ناده حامد ليقف .
_ حمزه ….الكدمات والجروح اللي في وشك ………
قاطعه واكمل سيره : متقلقش انا بعرف ادوي نفسي كويس .
دخل غرفته وسار فيها بهدؤء شديد,فتح احد الادراج ,.واخذ وشاح ما ..
اتجه الي سرير نومه ….واراح جسده ….ومازال ممسكا” به بإحكام ..اغمض عينيه …ودعي الذكري لتعود .
كانت تقف ….امام الموقد تعد حساء ما …. هكذا تظن وهو ايضا ” يقف منتظرا ” اياها حتي تنتهي , يعلم جيدا” ان ما
سوف تعده …سيكون سيئا” …سيئا” جدا” ….صاحت بسعاده : حمزه ….حمزه
خلا ص الشوربه جهزت .
_ اقترب بملل : وبعدين …هتعملي ايه .
_ تعال هنا ….ننزلني من علي الكرسي ده .
انزلها وقام باحضار صحن , سكب الكثير من ما صنعت , متعجبا ” من ثقتها انه حساء ساخن , فهو لا يري ذلك .
جلس ارضا ” وهي بجواره تناول اولا ” وهي تنظر اليه , وجدته يلفظ ما تناوله مشمئزا” لتعلم انه لم يعجبه .
مسح علي فمه بيده , ونظر لها , وجدها تنظر ايضا ” اليه , بريئه لكن عابسه .
_ وحشه ,وحشه ي حمزه .
_……
لا , كويسه .
اقترب منها وجعلها تتناول , لتفعل مثلما فعل .ومع قولها لكلا م غير مفهوم , ضحك عليها وبشده .
لتنهض مستاءه من تصرفه , امساكها سريعا” .
_ خلا ص ..تعالي تعالي .
_ انت وحش ي حمزه ,كذاب اصلا .
_ انا مش عايزك تزعلي .
_ اوف , بس دي وحشه اوي .
_ شوفتي المفروض انا اللي ازعل , انا بردان اوي , ومش بحب الشتا .
سار مبتعدا” عنها , وتسير خلفه , وقف امام احد النوافذ الزجاجيه يراقب هطول المطر , صامتا” لا يعرف كثره الحديث
لا يعرف غير ما علمه اياه والده من الصرامه والشده وغيرهم , لا يتعامل مع انثي غير نجوي و زوجه خاله علي .
وهي , حور ، ابتسم بسخريه , فهي طفله ذات الاثني عشر عاما” وهو يكبرها بسته اعوام كامله . كلما اتي لزياره اخيه ووالدته ,
لا يراها الا ليلا “, وفي المطبخ ذاته . وفي كل مره . نظر اليها وجدها تفعل مثله تنظر فقط , كأنها تحترم صمته .
_حور.
نظرت له بعيون ناعسه وبريئه : انت , انت لسه بردان.
_ اه , اوي ي حور, يله نطلع .
امسكت يده قادته الي درجات السلم , وصعدا , ترك يدها ليذهب الي غرفته , وجدها تمسكه اكثر , نظر لها متعجبا”
_ في حاجه ي حور .
_ انت لسه بردان .
أومأ لها , اشارت له ان ينزل علي ساقه ليكون في مستواها , فعل مثلما ارادت مبتسما “, واصبح علي مقربه شديده منها .
رأها تنزع وشاحا” ترتديه , وتلفه جيدا” علي عنقه , نظرت له صامته , وهو علي مقربه شديده منها , لا يدري ماذا فعلت لكنه
ممتن لها , مازالت تنظر اليه صامته , وهو مبتسم , تراجع برأسه حين وجدها تمسك بها بيدها الصغيره , ثم , ……ثم قبلته .
_ انا جنبك دايما ي حمزه .
رحلت , تركته كما كان يجلس علي ساقه , مصدوما ” مما فعلت , هي قبلته للتو , هل وعدته ان تبقي بجواره ,
,هل فعلت حقا ” هذه الصغيره .دقائق مرت عليه , ومازال ينظر الي باب غرفتها المغلق , ومازال عطرها
بالوشاح الذي يلبسه , ومازال يشعر بأ ثر قبلتها علي خده . مرت سنوات عليه , ومازال وعدها ان تبقي بجوراه
متردد في ذهنه , أكتفي بها , وبما فعلت , لا تصدقوا ما فعلت هذه الصغيره بالمسكين حمزه .
والان …..ضم الوشاح جيدا” , مازال عطرها فيه , ومازال ينال منه بعض الدفئ الذي يكفيه , صدي صوت هطول المطر
ليعبر عن نزول دموعه , كما كان سابقا ” يبكي وحيدا” ..بلا صوت …ساكن ….بلا شكوي .لكنها ليست هنا .
والان …. تقف هي …امام نافذه زجاجيه ….تبكي علي من اعطته الوشاح ….نعم فهي الا خري تذكرت , ولكنها , لا تحبه ,
تحب اخر , تحب مازن ابن عمها .
…….
مرت ايام علي ماحدث , عزم ان ينساها , فلن يكون ضعيفا” امام احدا” ,وبالاخص جنس حواء , امثال نجوي وحور وغيرهم
لا يستحقوا المحبه التي عنده , اولي اهتمامه بعمله الجديد ودراساته العليا , ورغم صغر سنه , احبه وقدره رؤساء عمله ,
فبدا لهم انه شخصا” طموح الي ابعد حد , لا يكل ولا يمل من العلم والمعرفه , لذلك نال مكانه مرموقه في الوسط والمجال الطبي .
حياته استمرت علي اكمل اوجه , والده بجواره , اخيه يأتي اليه مع والده ايمن , واحيانا” مع نجوي , والتي اصبح يعاملها ببرود دائم .
لا حظه والده ونهره عن فعله , لكن لم يغير هذا شئ , بل زاد ساعات عمله بالخارج ,ظن والده انه يهرب منه ,لكنه فقط يعمل لا اكثر .
ساءت حاله والده حزنا” عليه , اخذ يتناول مسكنات لألمه, بدون معرفه حمزه .ولكن شاء القدر ……..
والان …..في اروقه المشفي يقف ….لا يصدق ان صحه والده تدهورت الي هذا الحد . متي …..! متي حدث !
يلوم نفسه علي تركه والانشغال بالعمل , يلوم نفسه علي تركه , يا ليت ….يا ليت لم يذهب عنه …..
خرج الطبيب ليتجه نحوه , اظلمت الدنيا امامه , ولم يعد يري ….., والده يتعذب , والده يعاني , وفي اخر لحظاته.
لا بد ان يكون بجواره …كما لم يتركه وحيدا” هو ايضا” لم يفعل ….طلب من الطبيب رؤيته ….و وافق علي الفور .
دخل غرفه والده بالمشفي …رأي من حوله ….اسلاك واجهزه عده ….رأي والده يجاهد لينادي عليه …
اقترب منه ببطء شديد …مصدوما” مما يري …هل هذا هو المنتهي ! هل هذا هو مفترق الطرق بينهم !
جلس بالقرب منه …والده يضحك ويبتسم له …رغم ألمه ,وما يعاني ….قرب رأسه إليه ودموعه تحجرت تأبي
النزول ….يرفض عقله الفكره …مسح والده بلطف علي وجهه …ودموعه الاخري تنزل علي فراقه …فراق حمزه
…من افني عمره لاجله …لم يحب ولن يحب اكثر منه ….سنده وقطعه من روحه ….تنزل دموعه علي فراق وليده …
….وحيده حمزه ….لمن سوف يتركه ….لمن سوف يتركه ! اه ه ه ه ه ،وضع يده علي قلبه موضع الالم
– اقترب منه اكثر متلهفا”: مالك ي بابا …انت كويس .
امسك يده وقبلها ورفع نفسه ليقبل رأسه . سند بجبينه علي جبينه ….يعلم ….يعلم انها النهايه
_ حمزه …سامحني انا عمري ما قولت انا بحبك …..بس انا بحبك …..بحبك اوي ي حمزه .
سامحني انا انا قصرت معاك …..سامحني ي بني.
اختلطت دموعه مع دموع والده ….صمت ….لا يعرف ما يقول ….يا ليته يعرف كيف يخفف عن والده .
بكي علي حاله ….ومشاعره الجافه …بكي و علي صوته ….كلاهما يبكي سويا” ….يبكي علي فراق الاخر .
كلاهما يبكي ….ويعلم انها النهايه …..
-قال بصوته المتقطع المتألم : متسبنيش ….متسبنيش ي بابا …انا ماليش غيرك .
_ حرك رأسه نافيا” وشدد علي إمساك يده …ومازال قلبه يؤلمه : لا انت مش لوحدك اخوك ….ايوب
معاك …حازم وخالك …. …..حور ….حور ي حمزه . جنبك .
انت بتحبها ….خليها جنبك .
_…………..
نظر له وابتسم ….وسط دموعه …بادله حمزه البسمه ..مسح دموعه ….وحمزه يقبله …ودموعه تنهمر .
_ يشعر ان النهايه قادمه …يكفيه ان وليده بجانبه نظر له …بعد ان كفف دموعه وتوقف عن البكاء : اوعدني …تكون بخير .
_ انا بحبك ي با با , متسبنيش .
_ اوعدني .
_ اوعدك .
دوت اصوات ..تعلن عن وفاته ……وجدوا صعوبه ليفصلوا حمزه عن والده …امسكه خاله …وخرج به ..
والقي عليه عبارات عده …عاد بها الي رشده ….عاد ليكرم والده …..اقيمت جنازته …حضرها العديد….
اتم واجبه تجاه والده علي اكمل وجه ….وقف يأخذ عزاه …..ونزل معه قبره …..ودعه لاخر مره,ورحل
مرت ايام اخر …جاء الجميع ليعزيه في والده …..بجواره خاله ….ثم حازم …..في منزله الخاص ….
والان رحل الجميع ….سيدات ورجال ….الجميع رحل ….لم يبقي سواه ….وذكري والده …
جلس علي احد المقاعد ….واغمض عينيه ….توالت صور له مع والده ….يتذكر كل شئ …..
يتذكر ….حمله له ….يتذكر عقابه …..اعياد ميلاده الذي قضاها معه ……يتذكر صرامته ….وقسوته….. .
يتذكر ….فخره واعتزازه به ….حين نال شهادته العليا …..حين تخرج …حين اخبره عنها …….
يتذكر …مرضه …وعذابه …يتذكر ….وعده له ….بأن يبقي بخير .
فتح عينيه ….حين سمع ….صوت رقيق يناديه …..هل يتخيلها الان ام ماذا !
اغمض وفتح عيونه مره اخري ….لكنها مازالت هنا …………
_ حمزه انت كويس …بقالي كتير بكلمك .
_ ………………
عايزه ايه.
_ احمم ..مفيش انا نسيت حاجه وجايه اخدها مش اكتر.
_ خدي الباب في ايدك , ومش عايز اشوفك تاني , وابقي سلمي علي نجوي … اقصدي ماما .
تنظر اليه فقط , لقد اعتادت علي اسلوبه الجاف …وهو ايضا” ينظر متعجبا” لها , هذه المخادعه
الصغيره التي جاءت كأخرين لتعزيه في والده , خدعته , اوهمته بخجلها ورقتها , امتلأت عيونه بالخبث والحقد عليها , استدارت لترحل
ونهض هو بخفه الفهد خلفها ,وحين اقتربت من الباب الذي تُرك مفتوح , لتخرج , مد ساقه سريعا” واغلقه .
استدرات لتواجه عيون حاقده …شعلتين من جمرات النار تنظر اليها ….نظرات غير بريئه بالمره .

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية حور عيني)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى