روايات

رواية روحي تعاني 4 (لتطيب نفسي) الفصل السادس 6 بقلم آية شاكر

موقع كتابك في سطور

رواية روحي تعاني 4 (لتطيب نفسي) الفصل السادس 6 بقلم آية شاكر

رواية روحي تعاني 4 (لتطيب نفسي) البارت السادس

رواية روحي تعاني 4 (لتطيب نفسي) الجزء السادس

روحي تعاني 4 (لتطيب نفسي)
روحي تعاني 4 (لتطيب نفسي)

رواية روحي تعاني 4 (لتطيب نفسي) الحلقة السادسة

-إنتِ هتقفي كده كتير يا بنتي خدي الصنيه من إيدي!
-أنا مش هنزل يا ماما! واللي بتفكري فيه ده مش هيحصل انسي… مش هتجوزه.
-خدي الصنيه من إيدي يا إيمان ونزليها للراجل.
-مش هنزل يا ماما.
قلتها بعناد شديد، ونبرة أمي ونظراتها تتأرجع بين حدة وتراخي، حتى وضعت أمي صنية الطعام أعلى الطاولة بحنق، وجذبتني من ملابسي بغتة، فأجفلت، هدرت بي:
-ارحميني، أنا نفسي أعرف إنتِ عايزه إيه؟
-مش عايزه حاجه والله.
قلتها بخوف، فتركتني أمي بغتة كما جذبتني، ورفعت سبابتها بوجهي وهي تنطق محذرة:
-والله وبالله يا إيمان لو ما سمعتِ الكلام ونزلتِ الأكل ده لحاتم لهخلي أبوكي يجوزك ابن عمك ونخلص منك.

أعلم أن أبي لا يرفض لأمي طلب، كما أن ابن عمي يروق له كثيرًا وأنا ولا أتحمله ولا أحب أن أتنفس من الهواء الذي يتنفس هو منه! لذا حملت الصينية وقلت بقلة حيلة:
-ولا تزعلي يا ماما هنزل أفطر وأتغدى معاه لو ده يرضيكِ.

ابتسمت أمي، فرمقتها بريب، وأشرتُ لأخي الذي كان يسمع حوارنا بابتسامة مستفزة، ونزلنا لحاتم وأنا أنفخ بضجر وأتمتم بامتعاض شديد، بينما كانت أمي تلهج بالدعاء:
-ربنا يهديكِ يا بنتي ويجعله من حظك ونصيبك.

وأخي يردد ببهجة:
-آمين… آمين.

طرق أخي بابه بحمـ ـاس، وما أن أبصرنا حاتم ابتسم وصافح أخي، بينما كنت أقف بصمت ونظراتي الراكدة تشي بمدى رضائي عن مجيئ بالطعام، تنحنح حاتم وأخذ الصينيه من بين يدي وهو يقول:
-تاعبه نفسك ليه يا إيمان؟ أنا قولت لطنط إني مش هفطر دلوقتي.

صمتت، وحمدت الله أن النقاب يخفي تعبيرات وجهي النازقة، لكنه لم يخفي نظراتي الساخطة، والتي لاحظها، قال:
-كان نفسي أقولك اتفضلي لكن معلش بقا هـ…

وقبل أن يُكمل تبريره، قاطعته:
-إنت إنسان متربي عشر مرات… روح ربنا يباركلك.

قلتها وقطعت الدرج لأعلى بخطواتٍ واسعة وتركته يقف جوار أخي ينظران لبعضهما بدهشة، فرفع أخي كتفيه لأعلى وقال بابتسامة:
-أنا هفطر معاك.

دخلت للشقة ألهث، وصفعت الباب خلفي وبمجرد أن رأتني أمي قالت:
-يابت مفطرتيش معاه ليه؟

نزعت النقاب، وقلت بابتسامة ونبرة مبتهجة:
-موافقش يدخلني يا ماما.
-ومالك مبسوطه كدا ليه؟
-مش مبسوطه بس مش عارفه بوقي مبتسم ليه! بحاول أبين أد إيه أنا زعلانه ومتأثره لكن بوقي مش مديني فرصه.

قلتها بابتسامة عريضة وأنا أشير على فمي، ولم تتلاشى ابتسامتي إلا بعدما قذفتني أمي بالوسادة فالتصقت بوجهي…

زمجرت أمي غاضبةً يائسة، ثم قالت بحنقٍ شديد:
-والله لأقول لخالتك تيجي تتصرف معاكي أنا تعبت… والله تعبت.

حملت هاتفها وهي تشتعل غيظًا من الاشيء! ماذا فعلت أنا لكل هذا الإنفعال؟!
وأخذت تتكلم مع خالتي تشكوني لها، وأنا لم أفعل شيء، فسمعت أخر جملة قالتها أمي:
-ماشي هاتي بودي وتعالي اقعدي معانا يومين! هستناكي.

هببت واقفة وأنا أقول بصدمة وحسرة:
-بودي جاي!!

نظرت صوب شرفة غرفتي والوعاء الصغير الذي يحوي زرع النعناع، خشية أن يرويه من ماءه الجاري كما فعل مسبقًا، هرولت أرفعه على سور الشرفة، وقلت:
-ربنا يعديها على خير.

تناهى لسمعي صوت أخي يناديني من شرفة حاتم، فأجبته، قال:
-نزلي السبت بعودين نعناع عشان نشرب شاي بالنعناع.

نفذت ما قال تزامنًا مع خروج حاتم ليأخذ النعناع، قال بابتسامة:
-شكرًا.
-عفوًا.
قلتها باقتضاب ودلفت لغرفتي….

وبعد فترة عاد أخي للبيت، رأيته يقف خلف الباب شارد يحك رأسه، وهو يقول:
-شكلي كده عكيت الدنيا! الشاي ده كان فيه حاجه أكيد!

اقتربتُ منه وسألته:
-إيه اللي حصل؟!

انتفض، وجحظت عيناه وهو يطالعني وتلعثم قائلًا:
-لـ… لا… مفيش يا… مفيش حاجه أبدًا.

قالها وفتح باب الشقة وركض مجددًا للأسفل فقلبت فمي بذهول، وأنا أردد بقلق:
-استر يارب.
صلوا على خير الأنام ❤️
لا تغفلوا عن الدعاء لإخواننا في فلسـ ❤️ ـطين

★★★★★
«لو أذنبت كل ثانية وفي أخر يومك عدت واستغفرت الله، لغفر لك ولا يبالي، وإن علم الناس بذنب واحد اقترفته على حين غفله لن يغفروه ولن يغفلوا عنه…»

وقف «أكرم» أمام بيت ميسره يناديه، فنهضت تسنيم من مكانها أثر صوته لتوقظ أخيها، هزته برفق وقالت ساخره:
-قوم صاحبك المحروس بينادي عليك.

قال بنعاس:
-قوليله كان عنده شيفت وسهران طول الليل ونايم.
-أنا مش هطلع قوم قوله بنفسك.
-خلي ماما تقوله يا توتو… سيبيني أنام.
-ماما نزلت السوق… قوم قوله وابقى نام.
-مش قائم سيبيه ينادي.
قالها بنفاذ صبر، ووضع الوسادة على رأسه، فنهضت تسنيم وخرجت من الغرفة وهي تغمغم:
-خليه بقا ينادي.

جلست على الأريكة، وهي تسمع صوت أكرم، وتحاول تجاهله، لكنها نهضت في النهاية وهي تنفخ بضجر، ارتدت حجابها وهي تقول لنفسها:
-عادي يعني هطلع أقوله ميسره نايم… ميسره نايم.

كررت أخر جمله وهي تدنو من الشرفة لتخرج إليه، ازدردت ريقها باضطراب وهي تمسك باب الشرفة…

فلم ترى أكرم منذ عامين بعدما تقدم لخطبتها ورفضته، لأنها سمعت حديثه مع أخيها وما فعل من خطأ بحق نجمه وشروق هو وأخيها! فقد اتفقا معًا وعقدوا رهان للإيقاع بهاتين الفتاتين.

رفضته «تسنيم» فسافر للعمل خارج مصر ولم يطلبها مرة ثانية بل لم يعترض طريقها أو يظهر لها ولو صدفة على تطبيقات التواصل الاجتماعي…

أخذت نفسًا عميقًا وفتحت باب الشرفة وخرجت إليه بعدما أكدت على نفسها أنها ستخبره أن ميسره نائم وتدخل مباشرة…

وحين نظر إليها «أكرم» مترقبًا كلماتها تلاشت الأحرف من رأسها، وتصنمت مكانها لبرهة، لا تعرف ما الذي يتوجب عليها فعله! أنقذها قوله:
-إزيك يا تسنيم؟ آآ… أومال فين ميسره؟
-آآ… نام، نايم، كان عنده شيفت بالليل ونام…
-طيب ماشي لما يصحى قوليله إني عديت عليه.
قالها وابتسم وهو يرميها بنظرة عتاب خفية، وغادر…

وقفت تسنيم مكانها صامتة وشاردة تُطالع مكانه الفارغ، فقد تغير مظهره، أصبح أنحف من السابق! حتى ملامحه تغيرت وازدادت هيبته! لكن لازال قلبها يرفضه بتاتًا.

بدلت نظرها تُطالعه وهو يسير بخطى واسعة في تؤدة، تنم على مدى أثر الأيام في شخصيته قبل مشيته وملامحه!

وبعد رحيله ظهرت والدتها تحمل أكياس من الخضروات والفواكه فهرولت تحمل عنها وتساعدها.

وبعدما ارتاحت والدتها من أثر الدرج وخلعت حجابها قالت:
-أم أكرم قابلتتي في السوق النهارده… بتقول إنه رجع من السفر.

هزت تسنيم رأسها وقالت:
-أمممممم… عرفت كان جاي عايز ميسره…
-بيقولك ربنا فتح عليه أوي وبنى بيت كامل لنفسه…
مصمصت والدتها شفتيها بحسرة، وأضافت:
-يا خساره! مش لو كنتِ وافقتِ عليه كان زمان عندك بيت لوحدك.

قالت تسنيم بنزق:
-إيه يا ماما! خلاص الموضوع انتهى من زمان.
قالتها تسنيم وهرولت تختفي داخل المطبخ، كي لا ترى نظرات اللوم والعتاب المتكرر، بينما رددت والدتها ساخرة:
-دا أنا بختي مايل في عيالي… ظبطي الشقة وجهزي نفسك يابت لما نشوف هتطفشي العريس بتاع النهارده ازاي.

غمغمت تسنيم لنفسها:
-كل شويه عريس!! دي الحياة بقت صعبه يارتني ما كبرت!

استغفروا❤️
بقلم آيه شاكر
★★★★★★★
«يكفي أن يُكرر المخادع في نفسه كذبةّ، ليقتنع بهراءٍ وافتراءٍ سولته له نفسه، ولم يكن.»

همت «أسماء» أن تخرج من بيت والديها وقبل أن تفتح باب الشقة، سبقتها والدتها ودخلت، فسلمت أسماء عليها بحبور وساعدتها في وضع حاجياتها، قالت والدتها:
-عارفه قابلت مين في السوق يا سمسم؟
-مين؟
-أم تسنيم اللي أخوكي كان عاوز يتجوزها.
-تسنيم!! قولتلكم قبل كده تسنيم دي متكبره ومغروره… أما شروق أجمل منها بكتير ومتواضعه… والله الواد أكرم دا مابيفهم!

-القلب وما يريد بقا يابنتي… بس خلاص أمها بتقول متقدملها عريس النهارده وهتقابله.
قالتها والدتها، فقالت أسماء ببهجة:
-أحسن، صدقيني تسنيم دي بنت مش كويسه وبعدين رفضت أكرم يبقى خلاص انتهى يشوف غيرها… خليه يتقدم لشروق والله بنت قمر… نفسي أفرح بيه وبيها، اقنعيه يا ماما عشان خاطري خليه يخطبها قبل ما يسافر.
قالتها أسماء برجاء، ففكرت والدتها لبرهة ثم قالت بحمـ ـاس:
-والله شروق بنت حلوه وأنا أتمناها ليه، طيب سيبيني أزن عليه وربنا يقدم الخير.

ابتهجت أسماء، ونهضت تُقبل رأس والدتها بسعادة وقالت:
-والله إنتِ أحسن أم في الدنيا.

ابتسمت والدتها وقالت:
-إنتِ اللي أحسن بنت في الدنيا وأطيب قلب.

عادت أسماء تجلس مكانها، والإبتسامة على وجهها، وتحملق بالفراغ بشرود، فهي على يقين أن والدتها ستقنع أكرم، وشروق قد أقتنعت سلفًا بأكرم، فأسماء لم تدع فرصة في العامين الماضيين إلا وتحدثت عنه بالخير وكيف أنه تغير وأصبح رجلًا نافعًا يافعًا حتى لاحظت الهُيام على وجه شروق وأدركت إقتناعها به حين سألتها شروق عنه قبل أيام…

جذبها من أفكارها دخول أكرم للبيت، متهلل الوجه لأنه رأى تسنيم وتحدث معها ولو بالقليل بعد فترة طويلة، وحين رأته أسماء قالت بخبث:
-تعالى أسمع أخر الأخبار… بيقولك تسنيم متقدملها عريس النهارده وهتقابله ومقتنعين بيه.

تجهم وجهه، ووقف مكانه للحظة ليستوعب ما نطقت به أسماء، ثم سأل:
-مين قالك؟!
-أمها كانت معايا في السوق وقالت لي…
قالتها والدته، فنهضت أسماء وربتت على كتف أكرم وقالت:
-صدقني تسنيم مش لايقه عليك، وشروق بتحبك يا أكرم.

تجاهل أكرم ما قالته وجلس جوار والدته، ثم قال:
-هنفطر ولا إيه يا ماما؟!

فنظرت له أسماء، وقد شعرت أنها ستنجح تلك المرة، وسيتزوج أكرم بشروق قريبًا جدًا.
★★★★★★★
«إيمان»
وفي المساء

كنتُ أجلس بغرفتي أتواصل مع رفيقاتي عبر تطبيق للتواصل الإجتماعي «سمر ونجمه وهمسه ونسمه»، نشجع وندعم بعضنا البعض بأمور الدين قبل الدنيا، نحث بعضنا على قراءة الأذكار ونتحدث عن الله وأسماءه وأنبياءه.

فالإنسان بحاجة دائمة لمن يُذكِره أن الدنيا ما هي إلا رحلة، طريق سفرٍ شاق ليجمع متاعه الذي سيبقى معه في دار القرار، ولا ريب أن خير متاع الدنيا هو القرآن.

فُتح باب غرفتي بغتة، ووقفت والدتي جوار خالتي ينظران إليّ بحاحب مرفوع، فأستأذنت أصدقائي وأغلقت الهاتف قبل أن أقول:
-خير إن شاء الله؟
-خير! هو إنتِ وش خير! دا إنتِ وش فقر ياأم مناخير.
قالتها خالتي وهي تجذب أنفي للأمام، فقلت:
-براحه يا خالتو! وبعدين هو إنتِ يعني معندكيش مناخير؟
-عندي بس مسمسمه مش زيك!

قالتها خالتي وضحكت مستهزءة هي ووالدتي، فنظرت لإنعكاسي بالمرآة، والله إن ملامحي لجميلة! حتى أنفي الذي يسخرون منه دائمًا لم يكن سيئًا كما يبالغون، تنهدت بعمق وقلت برضا:
-الناس من آدم، وآدم من تراب، مش فارقه كلنا مصيرنا واحد، الطويل والقصير التخين والرفيع، الأبيض والأسود… ولا فضل لأعجمي على عربي إلا بالتقوى.

نظرتا لبعضهما، تزامنًا مع دخول أخي مع بودي للغرفة مبتسم، فنهضت وقبلته، بينما كانت خالتي تهمس لأمي بشيء، وأنا اتابعهما بطرف خفي، حتى نطقت خالتي بنبرة هادئةٍ ونظرة حانيةٍ تتودد بها إليّ:
-إيمان يا حبيبتي.

نظرت لها بترقب فوضعت علبة هدايا قبالتي وأضافت:
-حاتم… قصدي الدكتور حاتم يوم ميلاده النهارده و…

أدركت ما تريد، فقاطعتها:
-عايزاني أروح أقوله كل سنه وإنت طيب وأديله الهديه طبعًا؟

أومأت أمي وتبعتها خالتي بابتسامة، فقلت ساخرة:
-أيوه ومالو ما هي بقت بطاطا خالص…

فقال بودي:
-أنا عايز بطاطا…
-بكره يا بودي هجيبلك.
قالتها خالتي، واقتنع الطفل وانشغل باللعب مع أخي، بينما حاولت خالتي إقناعي بشتى الطرق، وبعد فترة من الجدال القوي، قالت:
-ما إنتِ مش هيجيلك فرصه تانيه زي دي بمناخيرك دي!
قالتها وهي تشير إليّ ساخرة، فضحكت وقلت وأنا أضغط على أحرفي بسخرية:
-عسل يا خالتو إنتِ عسل.

صاح بودي:
-أنا عايز عسل.
-بكره يا بودي هجيبلك…
قالتها خالتي بضيق، فدبدب الطفل بالأرض، وصاح:
-لا دلوقتي.
قالها بعناد، فأحضرت له والدتي العسل، بينما ظلت خالتي تحاول إقناعي طول الليل ولكن ضاعت كل محاولاتها هباء…

قلقت في نومي قبل الفجر فتناهي لسمعي هذيانها:
-الهديه يا إيمان… عشان يتقدملك تاني يا به.

فضحكت، ودعوت لها بالهداية….

قمت أصلي ركعتين استخارة ورجوت الله أن يعطيني إشارة…

لم أنم بعدها وانتظرت صلاة الفجر وأنا أستنشق عبير نفحات الفجر الخاصة وعبقها المميز.

وبعد صلاة الفجر…

وقفت في شرفتي لأجده عاكفًا على مصحفه يحفظ الآيات بتركيز وخشوع، ثم دخل غرفته، فمسكت الهدية أقلبها بين يدي وأُطالعها، وأنا أستند على سور شرفتي، وحين عاد للشرفة، وقف لبرهة ثم نظر لأعلى فرآني، ابتسم فارتبكت واختلج قلبي وارتعشت يداي فسقطت الهدية…

أطبقت يدي على فمي أكتم شهقتي، وجحظت عيناي حين انتبه حاتم والتقطها…

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية روحي تعاني 4 (لتطيب نفسي))

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى