روايات

رواية دموع ممنوعة الفصل الثالث والثلاثون 33 بقلم هناء النمر

رواية دموع ممنوعة الفصل الثالث والثلاثون 33 بقلم هناء النمر

رواية دموع ممنوعة الجزء الثالث والثلاثون

رواية دموع ممنوعة البارت الثالث والثلاثون

دموع ممنوعة
دموع ممنوعة

رواية دموع ممنوعة الحلقة الثالثة والثلاثون

…. عادل …

التفت ليرى مناديته التى يحفظ صوتها تقف خلف ستار شباك زجاجى للطرقة المؤدية للمصعد حتى لا يرها أحد ، فهى ليست فى الدور الخاص بغرفتها ، هذا الدور خاص بجناحى عادل وعصام فقط ،

عقد حاجبيه بينما ارتفع أحدهما عن الآخر قائلا … ايه ده ، انتى ايه اللى جابك هنا …

تفاجئ أكثر بل صدم عندما خرجت من خلف الستار ، كانت ترتدى فستان وردى رقيق وقصير ، بدون أكمام وبصدر مكشوف جزئيا ،

لم يجد كلام ، غضبه مما رأى قد لجم لسانه تماما ، ضغط على أسنانه وحاول التحكم فى نفسه حتى لا يفقد أعصابه عليها ،

بدأت تتحرك ناحيته بشكل مغرى ، لا تعلم بأن ما تفعل أصبح يثير اشمئزازه أكثر وأكثر منها ،
رفع يده وبإشارة واحدة توقفت مكانها ،
حرص ان يظل بعيدا عنهاوبصوت منخفض ومتحكم قال
… متدارية كدة ليه ، وايه اللى منزلك هنا اصلا …

.. كنت عايزة اتكلم معاك فى حاجة مهمة …

… حاجة ايه دلوقتى ، وبمنظرك ده …
قالها وهو يشير باصبعه من اعلاها لاسفلها

قالت وهى تحرك كتفيها … مالى ، منا كويسة ، وده لبسى العادى ، ايه المشكلة …

… مفيش مشكلة ياسهام ، بس اتفضلى دلوقتى ، مش وقت كلام ، ومشوفكيش فى الدور ده تانى …

امتعضت سهام وهى تتحرك من أمامه وعينيها عليه وهو يبادلها نظراتها باشمئزاز غريب حتى وصلت لباب المصعد
توقفت حين ناداها , التفتت له وانتظرت ما سيقول

كانت لهجته امره وتحمل وعيد و رفض واضح قائلا
…. لاخر مره هقولك يا سهام , اللي بتعمليه ده غلط, اذا كان منفعش معايا وانا فاضي , تفتكري هينفع دلوقتي , خلي بالك من نفسك , متخلينيش اتصرف معاكي تصرف ما يعجبنيش ولا يعجبك , اتفضلي مع السلامه …

لم تصدق كل ما قال رغم انها انتظرت حتى انهي كلام , كان المصعد قد وصل وفتح امامها , القت عليه نظره اخيره تحمل في طياتها غضب لا حصر له,
دخلت المصعد واغلقت الباب, وصعدت للدور الخاص بها وبأخوتها ، أرادت أن تذهب لسميرة وتخبرها بصده المباشر لها وبهذا الشكل ، لكنه سوف يرى رقم الدور على المصعد وهى لا تريد ذلك .

أخذ يراقب اللوحة الرقمية للمصعد وهو يتذكر كيف كانت تحاول معه بمثل هذا الشكل المقزز طوال الوقت ، فقد تخيلت أن بهذه الطريقة سوف تستطيع استعادته بعد أن تركها ،
قد تزوجها ولم يكن يعلم أنها تكاد تكون نسخة طبق الأصل من والدته ، وهو يعلم والدته حق المعرفة ،
قد أرادها فى البداية لكنها رفضته فصمم عليها ، فهو ممن لا يقبلون بكلمة لا فى عالمهم خاصة من امرأة وابنة عمه ، لهذا افترض الجميع أنه يحبها ، خاصة جده الذى ساعده واجبر كل الرافضون على قبول هذا الزواج ومنهم أكرم نفسه ، فقد كان متأكد ان ابنته سهام لا تصلح لعادل بأى شكل من الأشكال ، وهكذا تم الزواج الذى لم يستمر أكثر من عام واحد لم يقضى منهم معها أكثر من شهر ، فقد قضى معظم عامه معها فى خلافات شديدة وأغلبها بسبب سلوكها وجرأتها فى التعامل مع الرجال والتى لم تدعه يعيش فى سلام وهدوء زواجى ابدا ،
وبعد أن قرر الابتعاد عنها وتطليقها ، كانت مالمجنونة ، رافضة تماما لرفضه لها ، استمرت تحاول استعادته بكل طرق الإغراء التى عهدها منها ، لكن كان قد فات الأوان ، وكأن قلبه وجسده قد تحصن من ناحيتها تماما ،

والآن مع وجود فريدة ، المرأة التى استطاعت ان تشعل جسده بمجرد نظرة ، رغم عدم خبرتها بأى من أسس وقواعد اغراء الرجل ، مجرد البسيط منها يجعله فى أشد حاجته اليها ، من أول لحظة له معها وقد أثارت شيئا داخله لا يفهمه ، لا يعلم ما هو ، جريئة حقا لكن بشكل لذيذ ، وجرأتها ليست فيما يحدث بين رجل وامرأة ، إنما جرأتها تعتمد على الأمور الحياتية والمتعلقة بعملها وبما مرت به داخل تطورات حياتها ، إنما فى العلاقات الخاصة فهى جاهلة تماما وتتعامل بفطرتها لا أكثر ،
قطع تفكيره وصول المصعد ، هم بدخوله لكن بعد خطوة واحدة توقف على بابه عندما فاجأت فكرة معينة عقله ،،، هل أحبها أم أنها مجرد امرأة غامضة يحاول سبر اغوارها لا أكثر ,,
وان كان هذا ما حدث ، فهو يحتاج الآن لطريقة جديدة فى التعامل معها ، فقد ترفضه أن علمت ما يخفيه عنها بل الأدهى والأمر أنها قد تعتقد أنه ينتمى لعائلته واخلاقيتها ،

وصل عند باب غرفة جده ، فتوقف لحظة ليفرغ عقله من طاحونة الأفكار التى هاجمته فى اللحظات الماضية ثم طرق الباب ودخل .

………………………………………………………………..

توقفت كثيرا أمام دولاب ملابسها لتختار شيئا يناسب حفل مثل هذا ، فهى ليست من مرتادون حفلات تشبه هذه ، وقد تعودت على حضور حفلات أعياد ميلاد وحفلات زواج بملابس رسمية بعض الشئ مع لمسات سواريه بسيطة كالطرحة أو البلوز من تحت جاكت البدلة ،
إذن ماذا ترتدى فى حفل يشبه المقام فى الحديقة الآن ، خاصة أنها وقفت لدقائق تتابع المدعوين يدخلون ، وتتأمل ما ترتدى كل سيدة تدخل ،
والمشكلة الاكبر أنها محجبة ، ليس الحجاب الكبير الساتر ، لكن على الاقل هو ساتر لشعرها وتساعده بملابس مقبولة نسبيا ،
عادت لدولابها مرة أخرى ، تحرك ملابسها المعلقة واحدا تلو الآخر وتحاول انتقاء شئ ولم تفلح للمرة الثانية ،

جلست على حافة الفراش وهى فى منتهى الضيق ، ماذا ستفعل ؟
ولا يوجد هنا من تصلح للمساعدة أو حتى تقترض منها شيئا ترتديه ،
هل تتصل برشا أو ريهام لتحضر لها أى فستان مناسب ، لا يصح ولن تفعل ، إلا أن الساعة قد تعدت التاسعة ولن تخرج إحداهن هكذا فجأة ، زوج ريهام سيرفض ، ووالد رشا على نفس الحال ،
فجأة ودون سابق إنزار تذكرت والدتها وملابسها التى تحتفظ بها ولم تتخلص منها حتى الآن ، والأهم انها أم تكن محجبة وجزء كبير من ملابسها كانت تناسب هذا الوضع لكن للأسف قديمة الطراز لا تصلح بالإضافة إلى أنها تحتفظ بهم فى شقتها الخاصة وليس هنا ،
عادت لدولابها مرة أخرى ، كانت تحتفظ بصندوق صغير به بعض الملابس الخاصة بوالدتها ، وقد اختارت هذه الأشياء بالذات لنقلها معها فى كل مكان بسبب عشق والدتها لهم بالذات وكثرة ارتدائها لهم ، ومنهم قميص منزلى قطنى طويل ، مع عباءة من الشيفون الأسود الشفاف بتلبيسة بيضاء داخلية ، لا شئ يصلح ، ماذا الآن ،
أغلقت الصندوق الورقى واعادته لمكانه وقبل أن تقف تذكرت شيئا ، فسحبت الصندوق مرة أخرى وفتحته ،
أخرجت العباءة ووقفت وهى تفردها ثم سحبت من داخلها الطبقة البيضاء الداخلية ، فردتها فى يدها وهى تتأملها ، لطالما أعجبت بهذه الطبقة وحدها عندما كانت ترتديها والدتها، كان يشبه الفساتين السواريه إلى حد كبير وكأنها قطعة مختصة بذاتها ، كان من الساتان الأبيض اللامع بدون أكمام ، طويل وضيق من عند الخسر،
وضعته على جسمها ووقفت أمام المرآه تتأمله ، ثم قررت أن تجربه ،
أحضرت بودى اسود زات اسورة يد لامعة، ارتدته ثم ارتدت التلبيسة ،
ثم وقفت تتأمل نفسه به ،
ثم عادت للدولاب مرة أخرى سحبت حزام فست ابيض عندها ، كان حزام جلدى عريض باسورة كبيرة حديدية ، لفت حول خسرها وربطته ،
يبدوا أن النتيجة بدأت ترضيها بعض الشئ ، ينقصه الآن الحجاب ،
فتحت درج الطرح الخاص بها وبدأت تفقد كل ما له علاقة باللون الاسود أو الأبيض واحدة بعد الأخرى ، وبالفعل وجدتها ، طرحة سوداء زات خط ابيض طويل ، وقفت أمام المرآه ، وبدأت فى لف الحجاب بعدما وضعت له طرحة داخلية بيضاء ،
ثم اختارت جزمة مكشوفة ذات سيور وكعب عالى مدبب ،
ثم بدأت فى وضع لمسات بسيطة جدا وهادئة لوجهها ،
ثم وقفت تتأمل الشكل النهائى أمام المرآه ،

فجأة فتح الباب ودخل عادل منه وهو يبحث عنها فتوقف أمامها متسعة عينيه على آخرها وهو يتأملها من أعلى لأسفل والعكس ،

زادت ضربات قلبها وارتعبت وهى تنتظر رد فعله عن ما يراه والذى لم ترضى هى نفسها عنه تماما ،
كانت كالطفلة التى تنتظر رأى صاحباتها فى ملبس العيد خاصتها ،

ظل صامتا ولم تظهر على ملامحه أى تعبيرات حقيقة توحي بالاعجاب أو حتى العكس ،
لم تحتمل صمته فسألته … هو وحش اوى كدة ؟ انا اسفة ، مكانش عندى سواريه البسه ، خلاص بقى ،بلاش أنزل ، انا قلتلك اصلا ، وانت اللى قلت لازم …

قطع كلامها بيده التى وضعها برفق على فمها بعدما اقترب منها وهى تتحدث ، ثم مال ببطئ ناحية اذنها وقال بصوت منخفض زاد من ضربات قلبها حتى أصبحت كالدفوف ،
… زى القمر ، تجننى …

التفتت لتتعلق عينيها التى بدت كالسماء الصافية بعينيه التى امتلأت بنظرات إعجاب والتى كانت منذ قليل بدون اى تعبير ،

وقالت بذهول … بجد حلو …

.. اوى ، اوى …

ثم مد يده وهو يقول … تسمحيلى أنزل مع اجمل واحلى ست فى الحفلة كلها …

بدت وكأنها مراهقة تستمع لأول اطراء على جمالها ممن تحب وهى تمد يدها لتتمسك بيده ،

………………………………………………………………………..

نزلت تتهادى فى مشيتها وحركة جسدها المائلة يمينا ويسارا وفستانها البنفسجى الطويل زات الكتف الواحد ،وكل العيون متعلقة بها ،
شقت الصفوف كالمعتاد بينهم اتجهت للطاولة التى يجلس عليها جدها ومن حوله عدد كبير من رجال الأعمال ، لتسلم عليه وعليهم واحدا واحدا ، وبالطبع لم تخلو العيون من النظرات التى لطالما تعشقها من عيون من حولها من الرجال ، ولم تكتفى منها ابدا بل أصبحت تبزل كل ما بوسعها لتنالها دائما ،
رفع عينه لوجهة أعين من يقفون معه ، فصدم بها على هذا الحال ، لكن لما الصدمة ، فقد تعود منها على كل هذا بل أكثر منه ، حتى أصبح جسدها بلا ثمن عنده ، من كثرة انكشافه على الرجال وطمعهم المتواصل به ، ولهذا لك يكن لها نصيب فى الاستمرار معها حينما اكتشف أن كل هذا من فعلها هى وهى من تريد ذلك لنفسها ، مع الوقت أصبح لا يؤتمنها على شرفه أو نفسه ، أو تربية أبنائه وحمدالله ، لم يحدث ولم ينجب منها .

التفت للناحية الأخرى ليبتعد بناظريه عنها وعن المهزلة التى تثيرها حولها ، وللحظة شعر أن الهواء قد امتنع عن رئتيه فابتعد قليلا بعيدا عن الجمع ليلتقط أنفاسه ويشعل سيجارة لينفث فيها غضبه .

دقائق ووجدها تقترب منه ، يبدوا أنها لا تكل ولا تمل مما تقوم به معه ،
توقفت أمامه وهى مبتسمة ، ثم دارت حول نفسها وهى تقول
… ايه رأيك فى فستانى ؟

ابتسم بسخرية واضحة قائلا … حلو ، برافو عليكى ، بتعرفى تختارى اللى يوصلك للى انتى عايزاه …

اختفت ضحكتها وقالت .. تقصد إيه ؟

… ولا حاجة ياسمسمة ، متخديش فى بالك ، روحى شوفى انتى بتعملى ايه …

كادت تستدير لتبتعد لولا أنها بطبعها لا تترك فرصة إلا وتنغص على من امامها وقته فقالت … أمال فين مراتك ، مش شايفاها يعنى ، هى مش هتنزل ولا ايه ، ولا يمكن حست أنها مش قد المواجهة معايا …

ضحك بصوت عالى ، بل ضحك بهستيريا مما جعلها تمتعض وتظهر ملامح الغضب على وجهها واضحة تماما ،

تمالك نفسه بصعوبة بالغة حتى يكف عن الضحك ثم قال
… أنتى بتقارنى نفسك بيها ، اياكى ياسهام ، اياكى ، لأنك انتى الخسرانة من كل ناحية ….

ثم تركها وابتعد وهى تغلى من الغضب حتى كاد جلدها ينصهر من غليان دمها من تحته ،
حاولت الانغماس فى الحديث مع كل من حاول ان يتحدث معها ، حتى تنسى ما قاله لكن جملته الأخيرة تدوى فى اذنها ولا تتركها ابدا ،
فأقسمت بينها وبين نفسها أنها سترد له سخريته واستهذائه بها ،
والليلة وليس غدا .

…القمر ماله ، مدايق اوى كدة ليه ..

التفتت لمحدثها فوجدته يستحق ، شاب فى نهاية العشرينات ، وسيم ، ويبدوا عليه الثراء ، ولم لا ، إنه مدعوا لحفل عائلة المصرى ،

… أفندم، بتكلمنى ….

… ايوة طبعا ، هو انتى شايفة قمر هنا غيرك …

ابتسمت بدلال كتحية له … ميرسى …

مد يده لها وهو يقول … محمود سرحان ….

سلمت عليه بأطراف اصابعها طبقا للايتيكيت قائلة .. سهام المصرى …

رفع أطراف اصابعها لفمه ليقبلها حتى تجمد ولم يفعل عندما لمحها من بعيد كفا بكف فى يده ، وكل منهما ينظر بسعادة للأخر ،

تجهمت سهام عندما رأتهم هى الأخرى بعدما بحثت بعينيها عمن كان له هذا التأثير على الوسيم الذى كان على وشك تقبيل يدها ،

كانت آية من الجمال الملائكى بفستانها الأبيض المتناسق مع قدها الجميل بدون ضيق وحجابها الذى ميزها عن كل الموجودات داخل الحفل ، ودخولها الملحوظ يدها فى يد زوجها عادل المصرى ،

شق الحشود التى أخذت تحييها بإمائة رأس بسيطة ، حتى من النساء قبل الرجال ، حتى وصل لطاولة جده وحثها دون أن يشعر أحد لتسلم عليه أولا كتقليد لكل أفراد العائلة ،
وهكذا فعلت على مضد منها ،
ثم أخذها وبدأ يدور على ضيوف الحفل يعرفها بهم واحدا تلو الآخر ،
ولم تغفل ابدا عن كافة العيون التى تتبعها بحقد واضح ، منهم سميرة وسهام وإبراهيم ، وعصام ،،،الخ

يتبع…..

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية دموع ممنوعة)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى