روايات

رواية حورية بين أنياب شيطان الفصل الحادي عشر 11 بقلم خديجة السيد

موقع كتابك في سطور

رواية حورية بين أنياب شيطان الفصل الحادي عشر 11 بقلم خديجة السيد

رواية حورية بين أنياب شيطان البارت الحادي عشر

رواية حورية بين أنياب شيطان الجزء الحادي عشر

حورية بين أنياب شيطان
حورية بين أنياب شيطان

رواية حورية بين أنياب شيطان الحلقة الحادية عشر

بالفعل ما قالته صحيح لم يتوقعه هذا الحديث بالمره وكأنه وجد اخيرا طوق نجاه وسط صحراء خاويه من جميع البشر و قد انفرجت اساريره في أن سحبها من ذراعيها بقوه هاتف بلهفة شديدة” الفيديو ده فين انا مستعد اديكي فيه مليون جنيه بس تدهولي ومش بس كده هضمن ليكي كمان حياتك انك مش هتسجني و هقوملك محامي بس الفيديو تجيبهلي.! “

لا تنكر أن المبلغ الذي قاله زاغ عينيها نحوه بطمع لكن هزت رأسها برفض بسرعه معتقده أن بداية الفخ حتي تقع فيه لتقول بتوتر” ايوه ما انت عاوز تاخذه مني عشان بعد كده تبلغ عني وما يكونش معايا دليل، على كلامي بس ده بعينك انا شايله التليفون بالفيديو في مكان ما حدش هيعرفه عشان لو حاولت حتى كمان تعمل لي حاجه برده مش هتوصل لي “

مسح قاسم وجهه بعنف مكتوم وقال بنفاذ صبر” بنت انتي اخرسي شويه بالهبل اللي انتي عماله تقوليه ده واسمعيني وركزي في كلامي انا ولا عاوز حد يشيل القضيه ولا نيله كل اللي عاوزه ان الحقيقه تبان ،ولو كنت عاوز من البدايه حد يشل القضيه مكان حوريه كان ممكن بسهوله اعمل كده من زمان واجيب اي واحده غيرك بس انا عاوز حاجه واحده دليل على كلامك وأن الحقيقه تظهر وبس “

تابع قائلاً جمال بجدية هو الآخر” و زي ما قال لك مستعد يديكي مليون جنيه قصاد الفيديو ده وانك تاجي كمان تشهدي بالحقيقه في المحكمه، ولو لسه مش مصدقانا ومقلقه مننا ممكن تحتفظي بنسخه معاكي من الفيديو عشان يا ستي لو في اي لحظه لعبنا بيكي زي ما انتي مفكره تودي النسخه اللي معاكي للبوليس بنفسك و ما حدش هيمنعك “

صمتت ثواني وهي تفكر في الحديث وقد اعجبها فكره ان تحتفظ بنسخه تحميها وتأخذ هي المال، جز قاسم علي اسنانه بضيق شديد من صمتها وقال بحده” بس تديني النسخه الاصليه واحتفظي يا ستي ياجي 20 نسخه غيرها.. المهم اخذ منك الاصلي “

هتف جمال بصوت حازم” قلتي ايه اظن عرض زي ده ما يتفوتش حتى لو اتحبستي سنه ولا اتنين هتطلعي بعدها معاكي فلوس كثير تعيشك ملكه بيهم”

نظرت إليه غنوه مترددة وهي تقول بحيره” هاه بص هو انا لسه برده مش واثقه فيكم بس خليني ماشيه معاكم للاخر “

تنفس قاسم الصعداء أخيرا براحه وهتف بسرعه” تمام يلا بينا قولي العنوان عشان اوديكي بسرعه و تجيبي الفيديو وانا خلال ساعتين اجيبلك الفلوس “

لكن هتفت هي بما لا يرضيهم قائله بسرعه بقلق”لا استنى مش النهارده خليها بكره كده نتقابل في نفس الميعاد وهجيب معايا الفيديو انما دلوقتي ممكن اروح وتمشيوا ورايا وتعرفوا المكان واطلع من المولد بلا حمص ..وده اخر كلام عندي بقي بصراحه”

احمرت عينيه بغضب دفين وقبل أن يتحدث مره ثانيه أمسك به جمال هاتف بجدية” خلاص يا قاسم النهارده من بكره ما فرقتش كثير .. ماشي هنتقابل بكره يا انتي اسمك ايه”

ابتلعت ريقها وهي تبتسم بترتر” غنوه”

**
صك عتمان علي أسنانه بغضب حين وصل الي مخزن قديم في طريق مقطوع و بكل ما داخله من حقد وغضب لها اسرع و هو يجذب حوريه من خصلات شعرها بقوة من تحت النقاب الذي بداء يسقط من كثر الشد والجذب طول الطريق بها و هي تمسك بيده تتوسل و هي تصرخ بألم ان يتركها حتي أفلتها من قبضته وتركها تسقط أسفل قدمه تتألم بقوة وهي بداخل المخزن نظر إليها عتمان بغضب شديد و تقدم منها بحده قائلاً” لسه بدري على العياط، هو انتي لسه شوفتي مني وجع على اللي هعمله فيكي “

جذبها بعنف مره ثانيه حتي استقامت بوقفتها ينظر لها بغضب وشراسة وعيناه تشع منها شرارات الانتقام والحقد”انطقي يا بت ايه اللي خلاكي تهربي مع الولد ده اللي بينه وبينك؟ اشمعنى هو دون عن العالم كله رحتي معاه “

كانت حورية تنظر له بخوف وتهز رأسها بقوة
وصرخت بألم شديد وصاحت” آآآه مفيش بيني وبينه حاجه هو اللي من نفسه طلب يساعدني ويحميني “

ليقترب إليها يمسك بـشعرها بقوة بين يده الذي سقط الحجاب عليه بشكل نهائي و هو يصرخ بها بغضب”و يا ترى ايه مقابل الحمايه دي اديتي له ايه عشان يحميكي ده انتي شكلك كنت مدوراها من زمان قوي انا معرفش “

أدمعت عيناها تزرف الدموع بحزن وقهر وتمتمت بين شهقاتها “قلتلك مفيش حاجه بيني وبينه، أنا صعبت عليه عشان ملقاش حد جنبي كلكم مش مصدقاني ولا عاوزين تحموني ولقي كلكم واقفين ضدي وكانكم اما صدقتم عشان تخلصوا مني”

صك عتمان علي أسنانه بحدة و هو يقول هادراً بغضب “عاوزاني اقف جنب واحده زباله و*** زيك راحه تدور على حل شعرها و جايه لي بعد ما قتلت جوزها وحامل كمان في طفل مش عارفه ابوه .. الا قولي لي صحيح فعلا مش عارفه مين ابو اللي في بطنك ولا عارفه و بتستعبطي وعاوزه تداري عليه “

أغمضت عينها بشدة و هي تحاول التماسك لتقول بضعف” ماما فين عاوزه اشوفها عملت فيها ايه “

ابتسم عتمان باستهزاء حاد و هو يقول بـهمس كـفحيح ” هه ابقي قابليني لو عرفتي تشوفيها وهي دورها لسه جاي ما تقلقيش ما هي اللي هتشيل الليله بعدك،و من هنا ورايح هتفضلي هنا عشان اربيكي من اول وجديد عشان متجليش واحده على اخر الزمن ذي ناريمان تقول لي لم لحمك اللي متبعتر ومش عارف تلمه و حته عيله حطت راسك في التراب .. وبعدها على طول هسلمك للشرطه عشان تموتي واخلص منك “

هزت راسها له بعدم مبالاه قالت بصوت ميؤوس منه” انا مش خايفه منك ولا خايفه من الموت كل ده بالنسبه لي راحه عشان التعب الحقيقي وانا معاك وانا عايشه مع واحد ظالم زيك وما بيصدقش ولا يسمع غير نفسه”

غضب من عدم خوفها منه لينظر إليها بشرازاً
وبكلتا يديه يقبض عليها بـقوة ويبعدها بعنف الي الحائط ترتطم بـالحائط بقوة و واصله بصق عليها باحتقار ليتحدث عتمان بقوة” ماشي يا حوريه انا هاوريكي”

ثم التفت ليرحل وأغلق الباب بقوة لتسقط بتعب شديد علي الأرض متأوهاً بقوة من شدة ارتطامها بالحائط وسحبت نفسها للخلف حتي وصلت للجدار وقد ضمت ركبتيها لصدرها واضعة رأسها عليهما وقد هربت عبراتها من مقلتيها بحسره ويأس أشد.

**
كان قاسم يشعر أن الأرض تدور من أسفله رغم أنه يجلس لكن جدران المنزل تتجاذب نحوه رغم ثباتها الظلام الحالك أمام عينه رغم أن الضوء بالغرفة يضيء ليضرب فجاه بيده علي الطاولة الذي أمامه بقوة ثم ينهض علي المعقد يضع يده علي رأسه بغضب شديد ولا يصدق أن حورية ذهبت وتركته مره ثانيه بعد أن خيرها بينه وبين الرحيل و اختارته وطمن قلبة انها لم تفعلها مره ثانيه لكن عندما رجع من الخارج بسعادة غامرة أنه وجد دليل قوي علي براءتها وطار إليها حتى يخبرها بذلك الخبر ليفرحها لكن تفاجئه بأنها ليست موجوده و بحث عنها حوله كثيرا جدآ حتى وضح بالاخير انها لم تاتي من الاساس عندما تركته، نظر إليه جمال وهز رأسه بضيق قائلا”وبعدين كفايه بقى اللي بتعمله في نفسك ده ان شاء الله نلاقيها”

صك قاسم علي أسنانه بـغل و هو يصيح بعصبية شديدة” هتجنن يا جمال مش قادر استوعب اللي عملته فيا ثاني.. ثاني ايه ده ثالث ورابع مش قادره تبطل حكايه الهروب ده خالص ده انا خليتها تختار و لو مشيت ما كنتش همنعها رغم ان انا ما كنتش عاوز كده بس ما حبتش تعمل حاجه ضد رغبتها، تقوم تضحك عليا وتقول لي هاروح البيت وانت روح المشوار بتاعك، وارجع الاقيها ما لهاش أي اثر في البيت اكيد هربت ثاني “

تنهد جمال وقال بتعجب” انا برده مش مستوعب لما هي عاوزه تمشي مامشيتش ليه من الأول؟”

هتف و هو يتحدث بغضب شديد يكاد يسحق الجميع من شدة غضبه هاتف” هي عاوزه تضايقني وتوجع قلبي وخلاص شفت بنفسك انا كنت رايح بعمل ايه ليها وهي بتعمل ايه، بعد ما خلاص كنت وصلت لدليل برايتها تهرب مني برده “

ليقول جمال بهدوء بعد تفكير” خلاص يا قاسم أهدي احتمال تكون ما هربتش زي ما احنا فاكرين وممكن جرى ليها حاجه و هي جايه في الطريق “

انتفض قلبه فجاه بخوف أن تكون بالفعل تاذت
ليتحدث قاسم بصعوبة من بين أسنانه و هو يشعر بأن الهواء يسلب من رئتيه من كتر غضبه” تفتكر.. لا لا أكيد ما حصلش حاجه هي اصلا كان في حاجه غريبه من بعد ما كلمت والدتها وانا شكيت وسالتها اكثر من مره مالك كان لازم افهم لوحدي أن في حاجه بتدبر ليها لما طلبت مني تروح لوحدها”

تطلع فيه بضيق شديد وقال بغيظ” انت برده غلطان يا قاسم ما كنش لازم توقفها على حاجه زي كده من الاول اصلا، ممكن مقدرتش تستحمل صوت مامتها وراحتلها و يعالم دلوقتي هنلاقيها فين ولا حد وصل لها قبلينا “

نظر إليه بحده ليجمع قاسم كل ما لديه من غضب محاولته للسيطرة علي أعصابه هاتف”
انا ما كنتش عاوز ولا زفت هي بس صعبت علي لما فضلت تعيط وتقولي عايزه اسمع صوتها واهي كلمتها وبعد كده”

صمت قليلًا قاسم فجاه وعقد جمال حاجبيه باستغراب قائلا” في إيه مالك “

أردف قاسم سريعه بلهفة شديدة وهو يخرج من جيبه هاتفه يبحث به” انا ازاي نسيت الحكايه دي. التليفون بيسجل المكالمات واكيد سجل لوحده المكالمه اللي كانت بينها وبين مامتها ممكن قالت فيها حاجه تعرفني طريقها وهي فين دلوقت”

ليفتح المكالمه الدائره بينها وبينه والدتها لكن تفاجئ بصوت عتمان يهددها بحديثه وأن تأتي إليه خلال ساعات إلا سوف يقتل والدتها، اتسعت عينا جمال بصدمه وقد عرف الآن أين قد ذهبت،بينما قذف قاسم الهاتف بعنف و تهشم لأشلاء صغيرة تحت قدما ثم جلس علي المقعد الذي بجوار الباب وهو بدات عيناه تزرف شرارات غضب شديده وضع يده علي رأسه بقوة عله لا يفكر في كل الخيالات البشعة الذي تحدث لها الان من قبل عتمان جدها، رفع قاسم وجهه بخيبة امل وحزن” ليه ما قالتليش كنت خليتها تطمن عليها بدل ما تروحله برجليها هتفضل تتصرف بتهور كده لحد امتى، لـيـه يا حورية كده لـيـه هي بدور على ايه حاجه تضرها وتروحلها برجليها، ليه مصممه ترمي نفسها في بئر ما لوش اخر “

جلس جمال جانب هو الآخر مرددا بجدية” مش مساله تضر نفسها بس هي خلاص وصلت لي مرحله مش فارق معاها أي حاجه هي ضعيفه ومش عارفه تتصرف ازاي و أي حاجه بتيجي في دماغها بتنفذها على طول بدون تفكير “

ليقف قاسم في لحظه أمام جمال ينظر إليه مستفسر علي ملامح وجهه و هو يقول بهدوء لا يلق بما داخل قلبه” انا لازم الحقها لازم اروح ليها حتى لو هاخذها من بيت عتمان نفسه مش هيقدر يمنعني “

اتسعت عينا جمال بذهول وأمسك به جمال بقوة وصاح بحده” لا يقدر يمنعك وبطل جنان واتصرف بعقل انت كمان هو جدها انت تقرب ليها ايه عشان تاخذها من وسطهم كده عادي”

ليتحدث بغضب و صوت عالي “امال عاوزني اعمل ايه اسيبها لي كده “

انزل قبضته عن ذراعيه و هو يشير إلى بسبابته بتحذير قائلاً “ما قلتش كده بس خلينا نتصرف بعقل ونفكر ..واول حاجه كده هو مستحيل يخبيها في بيته لان البوليس من مده كان بيفتش عنده عنها و لو عمل كده هيجيب لنفسه مصيبه واكيد حوريه في مكان ثاني دلوقت”

هز رأسه بضيق و هو يقول بإصرار و هو يصك علي أسنانه بغضب ” مش هسيبها لي او لي أي حد ياخذها حتي لو اضطريت اعمل اية يا جمال”

ربت جمال علي كتفه و هو يهز رأسه بايجاب قائلاً” اهدي يا قاسم مش هيحصل حاجة اكيد هنعرف نوصل ليها زي كل مره”

**
في فيلا عتمان زاهي، كانت بدريه تسير بخطوات متوتره في ممر الصالون وهي
تدعو من قلبها ان عتمان لا يصل إلى حوريه حتي بدات عيناها تزرف الدمع رعبًا عليها فهي تعرف جيداً أن هذه المره لم يتركها الا وهي جثة هامده ثم رفعت بصرها بلهفه عندما استمعت الي باب المنزل يفتح و يظهر منه عتمان فهرولت ناحيته لعله يريح قلبها ويقول إنة لم يجدها رفع عتمان نظره نحوها هو ويروي ظمأ قلقها أبتسم باستهزاء قائلا” اللي موقفك هنا؟ طبعا مستنيه تسمعي الاخبار ونفسك اقول لك اني ما لقيتهاش، بس للاسف من هنا ورايح هتسمعي كل اخبار وحشه وخصوصا عن بنتك اللي انا لقيتها خلاص والمره دي مش هسيبها”

انقبض قلب بدريه بمجرد سماعها لحديثه اقتربت منه و مسحت دمعاتها بأناملها وهي تصيح بغضب شديد” عملتي ايه في بنتي عـــــتــــمــان وديت بنتي فين؟ رجعلي حـوريـة”

اتسعت عينا بحده وقال باستفزاز” عتمان كده من غير بيه مش بقولك عيارك فلت وبقيتي زي بنتك، مش هتشوفيها و اوعدك هحرق قلبك عليها زي ما حرقتي قلبي زمان على ابني “

جذبته في ملابسه بقوة وهي تصيح عالي بغل و صوتها يهز جدران المنزل” و انا مش هسكت برده المره دي غير لما اهربها وابعدها عنك انت ايه شيطان يا اخي ما تسيبني انا واولادي في حالي بقيت زي اللعنه في حياتي هفضل طول عمري ادفع ثمن غلطه ما عملتهاش انا واولادي ما تبعد عني بقى وتسيبني في حالي ..بس رجع لبنتي وانا هبعد عنك خالص ومش عاوزه حاجه منك “

رفع عتمان وجهه ينظر لها بشراسة والغضب يدق بكل خليه جسده ثم أمسك يدها يبعدها عنه وضغط عليها بعنف وقسوة وهو يشير برأسه”انتي الظاهر مش بنتك بس اللي ناقصه تربيه انتي كمان عاوزه تتربي .. تـعـالــي معايا انا هاوريكٍ ازاي تعلي صوتك عليا كده”

سحبها عتمان الي الأسفل و كانت تصرخ ببكاء حاد أن يبتعد عنها ويرجع إليها ابنتها لكنه كان محكم قبضتها حتي جذبها الي غرفة صغيرة بالجزء الخارجي من القصر و اغلق عليها الباب
بالمفتاح وهو يهتف قائلا بحده” خليكي هنا خلي عنادك معايا ينفعك، هبقى اطلعك لما استلم جثه بنتك قريب”

رحل وتركها بالفعل وكان الجميع بداخل الفيلا متجاهلين صرختها و حازم كان في ذلك الوقت الحالي خارج المنزل في العمل، بينما ظلت تطرق بدريه بكلتا يديها علي الباب و هي تصرخ بحدة أن يخرجها من هذا المكان علي الفور و يجلب إليها ابنتها و لكن استمعت الي صوت اقدام عتمان تبتعد عن الغرفه لتضرب بيدها علي الباب بقوة أكبر وهي تشهق ببكاء وقهر بخوف شديد علي حورية أن يقتلها بالفعل حتى بعد فتره بدات تشعر بالم حاد بيديها من الطرق على الجدران دون فائده ثم اجلست علي الارض تضع يدها علي رأسها تبكي وتشهق بصوت عالي تكاد احبالها الصوتية تقطع وقلبها يقرع بقوة من الرعب علي ابنتها قطعة من روحها الغالية.

**
بالمخزن لا تعلم حوريه كم استغرق من الوقت في وحدتها الي الان لتسند برأسه علي الحائط و تغمض عينها بتعب و إرهاق و لم تدري بنفسها حين غفت بـمكانها لم تفق إلي نفسها سوا حين شعرت بالكمه قويه في قدمها حيث عندما دلف عتمان و وجدها نائمه ركلها بقدمه بعنف حتي استيقظت وهي بفزع و فتحت عينيها و رفعت رأسها الي الاعلي لتجد عتمان يقف أمامها ببرود تام اعتدلت في جلستها بضيق شديد و نظر عتمان إليها بتهكم وهو يقول بحدة” ليكي نفس تنامي بعد المصايب اللي انتي عاملاها قومي اتحركي، انا مش جايبك هنا عشان ترتاحي “

تحملت علي نفسها بصعوبة ونهضت بضعف قائله” نعم”

وقف واضعاً يده بـجيب بنطاله وهي بـجواره تقف ليقول بصوت تحذيري” لاخر مره هسالك مين ابو اللي في بطنك واياكٍ تقولي ما اعرفش”

لنتحدث حوريه بصعوبة وضيق و هي تشعر بأن الهواء يسلب من حولها” بس هي دي الحقيقه انا ما اعرفش مين ابوه ولا من الحيوان اللي اغتصبني”

ليمسكها بـتلابيب ملابسها بعنف و يضرب ظهره بـالحائط بقوة و لا زال يمسك بها ليتحدث عتمان بغضب و هو يقبض علي ذراعيها الاثنين بقوة” بنت انتي انا مش مختوم على قفايا ولا صدقت الكلمتين الهبل اللي كل مره بتقوليهم هو حد عاقل يصدق اللي انتي بتقوليه ده، يعني إيه ما شفتهوش ولا تعرفي هو مين.. اكيد تعرفي هو مين وفين دلوقتي انطقي اتعرفتي عليه امتى “

لم تستطع الإجابة عليه من الألم والتعب وهو تجاهل كل ذلك، وضغط عتمان علي ذراعيها بعنف أشد و أكثر و هو يتحدث من بين أسنانه بغضب شديد يكاد يستحقها بين يديه من شدة غضبه” اتعرفتي عليه فين في الجامعه ولا بره طب انا اعرفه انطفي بقول لك هو مين؟ ما تنطقي يا بنت هتفضلي ساكته كده كتير هستني منك ايه ما انتي تربيه بدريه اللي راحت زمان تحوم على ابني وخليته يتجوزها ويسيبني مستني منك ايه أنا “

ظلت تهز رأسها عدد مرات برفض وهو مستمرة في استجوابها بلا توقف بضغط شديدة عليها اغمضت عيناها بقوة وشعرت بثقل يطبق فوق صدرها و قد فقدت اخر ذرة بعقلها و السيطرة علي أفعالها لتصيح بصوت عالي” مـــعــرفــــش مـــعــرفــــش”

أبعدت يده عنه وتقدمت منه وكأن تلبس فيها روح الشجاعة والانتقام مما فعله بها، صرخت بحدة وعيناها متسعة تنطق بكلمات كثير والعذاب التي لاقته منذ يوم الحادث التي تعرضت لها الي الآن ” كفايه بقي كل حاجه تلبسها لماما، بقيلك اكثر من عشر سنين في نفس الموال، عشر سنين بتتمنى الموت لينا من كثر كرهك اللي مالي قلبك انا ساعات بحس انك بتبقى قاصد كل ده وبتدور وبتسعي اي حاجه تدمر بيها حياتي بحاول بيني وبين نفسي حتي افتكرلك اي حاجه حلوه عملتها لي ما بلاقيش ..خليتني بقيت اتمنى الموت.. الموت ارحم فعلا منك ومن كل اللي ظلموني مع انك لو فكرت بينك وبين نفسك بس دقيقه واحده هتعرف انك السبب في كل حاجه حصلت لي، ايوه انت السبب من البدايه أنت سبب الكابوس إللي ملازمني.. حياتي ادمرت بسببك عايز طول الوقت تدمرلي حياتي وتستعبدني عشان أنانيتك وحقدك ،انت انسان مريض عايز تدمر كل اللي حواليك بس خلاص ما بقتش فارق معايا ولا بقيت اخاف منك ،و عرفت دلوقت بس ليه بابا مع اول فرصه جاءت له يبعد عنك بعد لانك اكيد كنت بتستخدم نفس الاسلوب ده معاه.. اسلوب الانانيه في التعامل وفي كل حاجه انت مــــريــــض”

كان عتمان يستمع الى كلماتها الذي اشعلت نيران غضب كبيره داخله نظر إليها و قد احمر وجهه بانفعال ليهب مقترب منها بسرعه و هو بصفعها بعنف وقسوة شديدة و بعنفوان حتي سقطت بالارض والتفتت إليه بوجه محتقن جامد ونهضت بكل هدوء وقبل أن يرفع عتمان يده ليضربها مره ثانيه كانت حورية تسابقه بضربه بحجر صلب فوق رأسه بقوة اخذته من الأرض عندما ضربها وسقط عتمان أرضا يتألم بشده بترت كلماتها وانكمش وجهها بحزن ثم شهقت بقوة عندما وجدت الدماء تنزلق من رأسه بغزارة ويدها ملطخة بدمائه وهو يصرخ عليها بقسوة” يابنـ*** بتضربيني.. استني ارجعي مكانك ما تمشيش رايحه فين حــوريــه “

لكن لم ترد علية ولا تهتم بحديثه واستمرت بالركض بالخارج دون توقف وهي لي اول مره لم تندم على تهورها اطلاقا، فعندما تنزع الروح من جسدك بدون إرادتك تجعل ناقوس الوعيد والغضب يدق بكل أرجاء العقل وها قد انشعلت نيران الانتقام لتقوم بإحتراق الأخضر واليابس.

حاول أن ينهض عتمان رغم عنه بصعوبة يلحق بها لكن شعر سريعاً بدوران حاد وهو يمسك راسه ويتالم والدماء ما زالت تنزف منة جز علي أسنانه بغضب شديد وصاح بحقد” ماشي هتروحي مني فين يا حوريه هاجيبك ثاني”

ظلت تركض بجميع الاتجاهات منذ أن تركت عتمان ينزف الدماء حتي الآن تبتعد عن أي مكان يمكن أن يلتقطها فيه رجال الشرطة أو ناريمان أو جدها عتمان لم تتوقع أن تنجح في الهروب منه من الأساس لكن ليكون القدر مدبر لها أن تستطيع الهرب مره ثانيه منة، بدأ ظلام كاحل الليل وهي تركض بوجهها المكشوف و قد ارتفعت وتيرة أنفاسها المتقطعة لكن هي مستمره بكل انفسها أن تركض بكل ما لديها من قوة حتي تبتعد عن ذلك المكان وتذهب الى مصيرها الذي تعرفه جيد لم تحتاج هذه المره التفكير اين ستذهب لأن قدمها قضتها إليه بدون تفكير.. فليكن ليس غيره منقذها الوحيد في هذه الحياه وهو قـاسـم.

**
عند قاسم كان مزال يجلس مكانه في نفس المنزل علي أمل أن تعود او يعرف مكانها من جمال الذي ذهب يطلق رجاله للبحث عنها لكن لم يجدوا شيئا حتي الان و بدا يمل و يغضب
بشده، حتي بعد فترة قصيرة نهض قاسم بحده ويأس يفتح باب المنزل ليذهب وما إن فتحته رأى حوريه أمامه ما جعله يتراجع إلي الخلف خطوتين بصدمة صمتت وهي تنظر إليه بتعب وإرهاق واضح عليها، بينما وقف قاسم أمام حورية ينظر إليها بجمود علي ملامح وجهه ليقول مستفسر بهدوء لا يلق بـ حالته قبل قليل” نعم خير اللي رجعك تاني”

رمشت باهدابها ثم ابتلعت ريقها و قد التمعت عينها باحراج بلهفة ليصب هو تركيزه علي كامل تفاصيلها حتي وجدها ترمش وترتعش لكن ظل جامد وهتف بقسوة شديدة وصاح ” انا سالتك سؤال مش عشان تسمعني سكوتك رجعتي ثاني ليه مش مشيتي وهربتي مني ثاني، اللي رجعك بقي دلوقت”

شهقت بعنف من صراخه عليها ولا تصدق ان يتحدث معها هكذا لتهز رأسها بنفي و هي تحرك بؤبؤت عينها بزعر قائله” قاسم انت فاهم الموضوع غلط انا مهربتش منك كل اللي حصل ان انا لما اتصلت بماما “

قاطعها بصوت غاضب و هو يرفع يده ليهبط بسبابته أمامها وجهها و هو يقول ببرود” ولقيتي جدك خطف منها التليفون و هددك اما تيجي اما هيموتها وانتي طبعا بكل سهوله رحتي مفكره كده بتنقذيها انا عارف كل ده، بس برده انا مالي بكل ده ايه اللي رجعك هنا ثاني يا حورية”

أنصدمت أنه يعرف كل شيء،لتتحدث حورية بارتجاف و هي تحاول عدم البكاء متمسكة بقوة دموعها وهي تشعر بخجل الشديد و بالذل” رجعت عشان ..هو انت مش عاوزني “

احتلت حدقه عينه نيران من الجحيم و هو يعقد ما بين حاجبيه بغضب ليتحدث بشراسة “طالما انتي اللي اخترتي طريقك يبقى اتفضلي امشي فعلا يا حورية مش عاوزك، عشان انا تعبت من تصرفاتك وتعبت من غبائك وتعبت من تهورك اللي بسببة كل مره بتعرضي نفسك للخطر وما بتحرميش مع ان انا خيرتك وبرده رجعتي لنفس العاده الزفت دي تتصرفي وتهربي من دماغك .. يبقى الحل الوحيد انك تمشي يا حورية طالما ده اللي انتي عاوزاه يلا اتفضلي روحي مطرح ما جيتي وحلي بقى امورك مع نفسك عشان انا تعبت خلاص وجبت اخري”

انسابت دموعها من كلماته الجارحة لتنظر إليه بقهر و هي تقول بحسره و دموع تتساقط علي وجنتيها بغزارة” يا قاسم انا”

قاطعها مره ثانيه وهو يلف ظهره إليها بحده واصوات انفاسة الهادرا تتعالى بغضب شديد اتسعت عينا حوريه بعد استعياب ولم تصدق الجمود والقسوة الذي قبلها بيها ويرفض استقبالها مره ثانيه في منزله وحمايتها بالتاكيد نفذ صبره من تصرفاتها هي تعرف انها اخطات لكن هي وضعت فيه اختيار صعب بين حياتها وحياه والدتها وبالتاكيد لا يحتاج الامر تفكير كثيرا، هو حتى لم يعطيها فرصه للتحدث هل كره لهذه الدرجه لـ يعاملها باهانه هكذا؟.

نظرت إليه حوريه نظره اخيره مقهوره متالمه من عدم اهتمام اليها فقد كان قاسم املها الوحيد والأخير واصبح الان لا يريدها هو الآخر.. اخفضت رأسها بحزن شديد وبدأت تتحرك لتسير الي الخارج وهي لا تعرف الي من ستذهب الآن.

وقف قاسم لحظات وهو ملوي ظهره إليها ليمر بعض الوقت حتى يهدى ثم رفع قاسم عينه فجاه بسرعه ولهفه نحوه الباب خلفه ليجدها رحلت بالفعل كما طلب منها هز رأسه بعجز وعلقة يردد لا يستطيع خسارتها لم يسامح نفسه اذا حدث لها شيء سيء صاح بصوت عالي كـ المجنون متجه إلي الخارج يركض خلفها “حــــوريـــة “

يعلم انها بالتاكيد لم تبتعد كثيرا وهي مازالت ضعيفه بهذه الحاله وليس لها مكانه غيره، كيف استطاع ان يقسي عليها هكذا.

ظلت تسير بخطوات سريعة وغادرت مسرعه اتجهت وهي دموعها تهبط بغزارة بدون فائدة منها، كانت تعتقد ان البكاء هو الحزن، ولكن اتضح لها ان الحزن الحقيقي لا بكاء فيه ولا دموع ظلت تسير ولا تعرف أين ستذهب وكيف ستواجه العالم وهي هكذا بلا شرف بلا أخلاق بلا امان بلا سند! كيف لها ان تواجه الجميع بكل هذه الافعال التي فعلتها كانت في حاله انهيار عصبي شديد تبكي بهستيريه مفرطة لم تعد تشعر برغبه في هذه الحياه القاسيه عليها ليس الحياه فقط قاسية بلا الجميع أيضا قاسي ولم يمتلكون اي ذره رحمه او شفقه نحوها.. اخذت قرار بوضع نهايه الى عذابها وقررت انها حياتها.

وصلت الي بحيره عاليه و وقفت أمامها وعيناها قد تورمت من كثره البكاء وكان المكان خالي في منتصف الليل من الجميع نظرت الى البحيره والامواج كانت تحتها عاليه والبحر يهوج، ارتعبت من المنظر للحظه
لكن لا حل لديها غير موتها سيكون فرحه عارمه للجميع ماعدا والدتها بالطبع لكن موتها سيكون رحمه اليها اقتربت من السور بتردد هتفت بصوت متحشرج باكي وقلبها يؤلمها بقسوه وهمست بيأس” سامحيني يا ماما مش هقدر أعيش ولا اكمل في الحياه اكثر من كده مش هقدر”

ظل قاسم يركض إليها وهو يبحث عنها بخوف شديد حتي شاهد ذلك المنظر المرعب وقد فهم ماذا تريد ان تفعل بحالها، و كأن قلبه قد انخلع من قفصه الصدري وصل إليها في حين يصرخ بكل ما يحمله قلبه من وجع وخوف عليها “حــــوريـــة لااااا اوعي تعمليها حــــوريـــة “

لم تكون تسمع صراخه واتجهت الي حافه السور الذي يفصلها عن البحيره تسلقتها وقد قررت ان تُنهي حياتها وتغادر من الحياه كي تريح الجميع من مصائبها الذي لا تنتهي.

ركض بسرعه اكبر وهو يصرخ باسمها بخوف شديد و وهو يجدها تريد تحلق بـالهواء لتقع فاقدة للحياة ظل يشير إليها وهو يركض ان لا تفعلها وهي اغمضت عينها بيأس شديد ما أن اقتربت من حافه السور و أن كانت المسافة ليس بـهينة وضعت قدم في الهواء ورفعت قدمها الاخرى لتسقط.

ولكن قبل أن تسقط ليسرع هو بلهفة إليها يجذبها و يلتقطها إلا أن ثقل جسدها و اندفاعه نحوها يأخذها بسرعه جعله ينبطح أرضاً و هي تسقط فوقه بقوة ورفع يده بلهفة شديدة يحاوط خصرها يضمها اليه بخوف شديد لـ يقفز قلبه فرحاً أنها بخير و هو يغمض عينه و يتنفس بقوة من صدره أنفاس طويلة يعبر بها عن راحته و هو يضمها إليه اكثر بحماية و كانت هي تستند بجبهتها علي صدره صامته و قد بدأت بالبكاء و هو يشعر بأنفاسها اللاهثة بخوف تتمسك بسترته بـقوة وهي لا تصدق انها قد نجت مسد علي خصلات شعرها و هو يحاول بقدر الإمكان أن لا تبتعد عنه مره ثانيه.

ساد الصمت قليلا لا صوت سوي اصوات انفسهم واصوات بكاءها يعلوه ليرفع يده عن خصرها يحاوط وجهها بين راحت يده يرفع رأسها يجبرها أن تنظر إليه و هو يري وجهها الشاحب بشده ليهمس بهدوء ” انتي كويسه
جرالك حاجة ..في حاجه وجعاكٍ بتعيطي عشانها”

ابتعدت عنه وهي تصرخ بين دموعها” ما سبتنيش اموت ليه؟ جيت ورايا ليه؟”

ليمسكها و يضمها مره ثانيه إليه ويعتصر جسدها بين اضلعه يطمن قلبة” خلاص انتي في امان دلوقت اهدئي”

ابتعد عنها بهدوء بعد فترة قليلا ولكن ظل ممسكًا بها وتمتم بعتاب” اللي كنتي عايزه تعمليه في نفسك ده، كده يهون عليكي قلبي اللي كان هيقف من الخوف عليكي وانتي عاوزه تنهي حياتك كده بسهوله فاكره ان هو ده الحل يعني”

انسابت عبراتها و هي تصيح بقوة غير قادره على تكبح شهقاتها التي كخناجر داخلها”عشان ما عنديش حاجه غير كده اعملها كنتي مستني مني إيه يعني؟ مستني ايه من واحده كل حياتها ياس وإحباط ومشاكل طول الوقت وخسرت كل حاجه و مفيش حتي بصيص من الامل استناها؟ هو انا للدرجادي وحشة؟ كله بيبعد عني من غير ما اعمل لهم حاجه.. وعلى فكره دي مش اول مره افكر في اللي الانتحار والله العظيم طول الوقت و دائما بيجي عليا وقت ببقي عايزة اموت نفسي وارتاح من كل اللي انا فيه ده بس برجع واستغفر ربنا واقول يعني انا عايشة حياتي دي علي اي امل الاقي بس مش لاقيه “

وانخرطت في وصله بكاء عنيفه لم يبقَ لها أحد في تلك الدنيا سوي الله” انا بقيت لوحدي يا قاسم لوحدي ومليش حد والمطلوب مني افضل صامدة طول الوقت وواجه كل المشاكل دي لوحدي برضه واحلها، انا بكره البيت اللي نقلنا فيه بعد موت بابا وبكره اللي فيه هم كمان ما حدش بيحبنا ولا بيتقبلوا وجودنا و كنت بستحمل اللي بيحصل لي والاهانه اللي بتعرض لها منهم عشانها عشان ماما كان نفسي آخدلها حقها من جدو كان نفسي أنقذها منه بس ما عرفتش اعمل ده ولقيت جدو مستنيني عند البوابه ومسكني وحبسني تاني وفضل يضغط عليا عشان يعرف مين اللي عمل فيا كده و متاكد ان انا بكذب عليه وعارفه هو مين وبداري عليه “

شعر قاسم بألم حاد يعتصر قلبه هو الآخر شفقهً علي حال تلك الفتاه وما تري تنهد بحزن وهمس” هشششس خلاص اهدي حقك عليا انا”

كانت تتحدث و وجهها كـالاموات شاحبة لتبدأ بالبكاء أشد بحدة و صراخات مكتومة بداخلها لا تخرج سوا كـ سواط يجلد قلبها” صوتها وهي بتصرخ وهو بيضربها كان فظيع يا قاسم وما قدرتش استحمله وافضل ساكته وسايباها بتتعذب وبيحصل لها كل ده بسببي ..عشان كده مشيت بس ما هربتش زي ما انت فاكر كنت عاوزني ازاي اسيبها واسكت جايز يكون تصرفي غلط بس ما كانش قدامي غيره
عشان انا بقيت ضعيفه طول الوقت ومش عارفه احميها ولا احمي نفسي”

لينحني قاسم اليه ليحتضنها و هي تبكي بقوة و صوت شهقاتها مرتفعة تخترق قلبه الذي أصابه الحزن علي حالها لتجذبه هي الآخري تحتضنه بقوة تريد أن تشعر بالأمان والطمأنينة الذي فقدتهم و هو يربط علي ظهرها و يقول بحنان” عشان خاطري كفايه اللي بتعملي ده
في نفسك ده انا عارف ان صعب عليكي تسيبي والدتك في موقف زي ده بس كنت عاوز منك تطلبيها مني وانا اساعدك”

ازداد بكاءها بحدة و شهقاتها تتعالي لتمزق داخلها و لا تعلم انها تمزق داخله هو الآخر كان
تريد بصيص أمل و لكن قد شتت ذهنها و جعلها غير قادرة علي التفكير فقط قادرة علي البكاء لإخراج ما بداخلها لتهمس هي بصعوبة من بين دموعها ” انا مش عارفه هالاقيها منين ولا منين؟. من جاد اللي اتسببت في موته وما حدش راضي يصدقني ولا من البوليس اللي بيدور عليا ولا من ناريمان ولا من جواد ولا من عصام جوزها ولا جده عتمان ولا من المصيبه اللي في بطني ولا من اللي اغتصبني وفوق كل ده مطلوب مني افضل ابرر وادافع عن نفسي وانا ما حدش بيصدقني ولا بيحس بيا انا تعبت.. والله تعبت خلاص ما بقاش عندي طاقه اواجه تاني”

ابتعد عنها قليلا وامسك بيدها يدلك بها حتي تهدي عن حالتها ذلك و لكنها غارقة بدنيا أخري تحمل ياس كبير ليمسد علي شعرها و هو يحاول أن يجعلها تنسى فكره الانتحار ذلك،ليربط علي وجنتيها برفق و هو يقول” انا عارف كل ده عشان كده انا معاكي ومش هاسيبك بس موتك مش حل عايزه تموتي نفسك كافره يا حورية الانتحار مش راحه زي ما انتي فاكره كده”

ظلت تبكي بحرقه بشده تريد ترتاح ولو قليلا
ولكن أين تلك الراحه وهي تشعر بعذاب قاسي يمزق أحشائها بعنف تريد أن تبعد عن كل ذلك وتذهب الى ابعد ما يكون إلي أي مكان تجد أحد به يطيب خاطرها غير وحدتها في دنيا بشعه قاسية للغاية تريد بشده ان تصعد روحها الي الله بين يديه امنيه صعب للغايه والاصعب علي الانسان تحمل كل العذاب بسهوله أمسكت يده فجاه وهي تتوسل اياه بشده” “خلاص ريحني انت من كل العذاب ده واقتلني.. ابوس ايدك يا قاسم اعملها عشان خاطري وريحني نفسي ارتاح تعبت بجد! و ما فيش راحه غير الموت اقتلني و ريح الناس منه وريحني أنا كمان “

اتسعت عينا قاسم من طلبها وسحب يده بسرعه ونهض من مكانه يشيح وجهه وقلبه يتألم لما تشعر به الآن لو يستطيع ان ينزع الحزن هذا من قلبها ويضع مكانه البهجة ورسم البسمة علي وجهها بدلًا من هذا الحزن الذي جعلها مثل الشمس التي اختفت بين ليلة وضحاها بسبب تعكر الجو وتجمع الغيوب الرمادية وهطول الامطار، مسح علي وجهه بغضب مكتوم يعرف انه تسبب في جزء كبير من معاناتها بسبب فعلته الشنيعه تجاها ثم التفت اليها وضع انامله اسفل ذقنها بحنان ثم رفعها من كتفها برفق لتنهض لكي تنظر لمقلتيه التي تفيض لها من الحنان والاعتذار عن كل ما حدث وعن كل هذا الحزن الذي يتغلل في اعماق قلبها، أحاط وجهها بكفيه ثم همس” كفايه بقى اللي بتعمليه في نفسك ده و فوقي
صدقيني و ثقي فيا كل حاجه هتتحل، عاوزك ما تفكريش في اي حاجه سلبيه تتعبك تاني و ما تشيليش هم حاجه، ان شاء الله قريب قوي براءتك هتظهر لو ظهرت ما حدش لي حاجه عندك بعد كده و اذا حاول اي حد منهم يا ستي ثاني يؤذيكي ساعتها ممكن نبلغ عنهم وانا هعرف احميكي منهم كويس “

تحدثت ودموعها تسيل علي وجنتها دون توقف بينما نظر اليها قاسم بصمت و داخله حزن عميق لتقول بصوت مخنوق ” وبراءتي دي ممكن تظهر ازاي انت جايب الامل ده منين انا كل حاجه ضدي اصلا”

هز قاسم رأسه بايجاب و هو يمسح دموعها بهدوء و هو يقول بعتاب” ما هو ده الخبر اللي انا كنت شايله ليكي وفرحان ان عرفت اوصله اخيرا لدليل براءتك بس روحت واكتشفت انك سيبتيني ومشيتي تاني وكنت هتجنن وعاوز اطمئن عليكي”

لتبتلع ريقها بصعوبة و هي تحاول أن تنطق حتي استطاعت أن تتحدث بخفوت شديد” أسفه ..بس هو ايه الدليل ده انا مش فاهمه حاجه “

ربط قاسم علي يدها و هو يقول بهدوء “تعالي نروح وهحكيلك براحتي كل حاجه يلا عشان الوقت اتاخر”

سحبت يدها منه ببطء شديد وهي تقول بخفوت” انت قلت مش عاوزني في بيتك ثاني مش كده”

تنهد قاسم بعمق و هو يقول بابتسامة وهو يمد يده إليها” عيل ورجعت في كلامي يا ستي تعالي معايا انا كنت متغاظ منك ساعتها لكن كل ده من وراء قلبي وبعدين احنا فعلا مش هنرجع البيت ثاني احنا هنروح القصر بتاعي”

ابتسمت هي رغم عنها بهدوء علي كلماته و هي تمد يدها لتتمسك بكف يده بقوة لكن تجمدت أطرافها برعب وتلاشت ابتسامتها وهي تقول بتعلثم ” انت تقصد القصر اللي جنبه قصر طنط ناريمان انتي عاوزني اروح لهم برجلي”

نظر إليها قاسم بأعين ثاقبة في حين رآي خوفها الشديد منهم ليتحدث بحدة”صدقيني ده اامن مكان لينا دلوقت وما تحطهمش في دماغك مش فارقه لي يعمله ايه، يلا بينا “

**
في قصر قاسم السيوفي، كانت هاجر تسير وهي تحمل فنجان من القهوه و تحركت نحوه جمال الذي كان يجلس في الصالون يعمل بتركيز واقتربت هي ووضعت الفنجان على الطاوله امام ابتسم جمال إليها وشكرها بلطف بدلته هي الابتسامه ايضا قبل ان ترد عليه لمحت في الخارج تصف سياره قاسم وهبط منها هو و حوريه عقدت حاجبيها بدهشة كبيرة فهي تعمل هنا اكثر من خمس سنوات و لاول مره تجد قاسم يدخل ومعه فتاه لتقول باستغراب” قاسم بيه وصل ومعه واحده كمان”

التفت جمال خلفه بسرعه وهو يتمنى داخله ان الذي يشك بي غير صحيح لكن خاب امله و وجد قاسم يدلف بـ حورية وجلبها الى هنا بالفعل نهض واقترب منه بضيق شديد” باين عليك اتجننت جايبها لحد هنا وانت بينك وبين قصر ناريمان مسافه بسيطه ده انت لو قاصد تسلمها ليهم ما هتعمل كده ارجع مكان ما جبتها يا قاسم و لو المكان مش عاجبك او مش مطمئن فيه، استنى اشوفلك مكان غير بس ما تعرضش نفسك للخطر انت وهي بالطريقه دي “

اقتربت منهم هاجر و الخادمه الثانيه روان وهم يراقبون ما يحدث بفضول، فركت حورية يدها بتوتر شديد وقالت بارتباك” انا ما كنتش عاوزه اجي هنا برده بس هو اللي صمم “

تنهد قاسم بعمق شديده وهو ينظر إليهم قائلا”
خلصتوا انتم الاثنين حوريه مش هتتحرك من هنا خطوه واحده، وانا هقدر احميها هنا كويس لكن شغل نفضل نتنقل من مكان لمكان هو ده اللي خطر علينا في النهايه بيعرف مكانا بسهوله “

هتف جمال بصوت غاضب” يا قاسم ما تنشفش دماغك لو حد شم خبر انها هنا ممكن يطلبوا البوليس وتلبس مصيبه ومش هتقدر تحميها ولا تحمي نفسك”

مط شفته بعدم مبالاه وقال ساخرا” لو عرفوا انها هنا مش هيطلبوا البوليس انا فاهم دماغهم كويس ريح نفسك انت يا جمال شويه وسيبني انا هتصرف انا عارف انا بعمل ايه .. هاجر”

اقتربت هاجر بسرعه منه وقالت بأدب” تحت امرك يا قاسم بيه “

نظر إليها قاسم وهو يقول بجدية ” معلش عوز منك اي هدوم تيجي على مقاس حوريه عقبال ما نتصرف ليها في هدوم .. وكمان عاوزك توصليها للاوضه اللي فوق اللي جنب الجناح بتاعي بالضبط وكل طلبات تتنفذ على طول فاهمه “

انتظرت لحظات تستوعب ما قاله ثم هتفت بتعجب شديد” حاضر اتفضلي معايا حضرتك”

وقفت حوريه بتوتر وقلق تنظر إليه ثم ابتسم قاسم برفق وقال بهدوء” روحي معاها يا حوريه ما تخافيش ارتاحي النهارده وبكره هنبقى نتكلم “

أخذت نفس عميق وهزت راسها بالايجابي بارهاق شديد وتحركت معها الي فوق بينما جلس قاسم بتعب وإرهاق واضح عليه وقبل أن يتحدث جمال هتف قاسم بصوت متعب رخيم” خلاص يا جمال نتكلم بعدين انا دماغي مصدعه وفيا اللي مكفيني قلتلك انا عارف بعمل ايه وبعدين انت إللي لازم تسمعني اللي فوق دي لو كنت اتاخرت عليها ثواني بس كانت هتنتحر انا لحقتها علي آخر لحظه عاوزني اسيبها برده بعد اللي شفته”

اتسعت عينا جمال بصدمه و ذهول ونهض قاسم يتجاهل صدمته وهو يقول بخفوت” انا هطلع انام ونتكلم بعدين المهم بكره الصبح ما تنساش ميعاد اللي اسمها غنوه والفيديو وكمان ما تنساش تنبه على الخدم والحراس ما حدش يجيب سيره لحد أن حورية عندنا .. تصبح على خير”

نظر إليه بعد رضي ثم هز رأسه بضيق شديد قائلا”تمام ما تشيلش هم هنبه عليهم “

**
في اليوم التالي قصر عصام الصريطي كانت تجلس ناريمان فوق الأريكة تتفحص الأخبار والعناوين لتجد الكثير من الاخبار عن حورية مما زاد ابتسامتها بخبث حتي دلف عصام بضيق شديد ينظر إليها مستفسر علي ملامح وجهها السعاده ثم جلس علي الأريكة و هو يقول بحدة”انتي اتجننتي يا ناريمان اللي انتي ناشره في الجرنال ده عامله مكافاه ليه اللي يلاقي حوريه وحتى رقم تليفون واسمك جنب الاعلان”

هزت كتفها بعدم مبالاه وقالت ببرود” طب وايه يعني ايه الغلط في اللي انا عملته “

نظر إليها عصام و قد اتسعت عينه ليتحدث بعدم تصديق فعلتها وقال بصرامة” انتي كمان بتسالي ازاي تعملي حاجه زي دي من غير ما تاخذي رايي؟. مش عارفه إني حاجه زي كده ممكن تضرني في شغلي، وانا اما صدقت ارجع اشتغل الم الموضوع واللي حصل وانتي تيجي بكل سهوله تهدي اللي انا بعمله ما كنتي كتبت بالمره جنب الاعلان انها حامل في طفل مش حفيدك واحكي لهم بقى التفاصيل “

ابتسمت ناريمان بسخرية لاذعة قائله بكل بساطة وهدوء” رغم انك بتقولها بطريقه سخريه بس انا ناويه فعلا اعمل كده بعد ما اخد طاري منها وافضحها في كل حته هي وعيلتها “

اتسعت اعين عصام بذهول و هو ينظر إلي جواد الذي اقترب منها عندما سمع أصوات صراخ والده ثم صك علي أسنانه و هو ينظر إلي ناريمان قائلاً بضيق ” شايف الجنان اللي امك عماله تعمله فينا مش واخده بالها ان حوريه دي كانت واحده من العيله واي حاجه عليها جايه فينا احنا كمان، وما فكرتش يا ناصحه أنك لو لقيتي حوريه فعلا وعملتي فيها حاجه ولا البوليس لها قبلك وهربتيها ثاني محدش هيشك فيكي “

نظر جواد نحوها وقد فهم غضب والده ليقول بهدوء”انا مكنتش موافق علي كانت بتعملوا من الاول وحذرتها بس هي ما سمعتش كلامي “

نظر إليها و هو يتنهد بضيق شديد”بتصرفي بتهور وخلاص الانتقام عمي عينكي على تصرفاتك لو فضلتي تتصرفي كده كتير من غير ما ترجعي لي هتودينا كلنا في 60 داهيه قريب”

نظرت ناريمان إلي الاثنين و قد احمر وجهها بانفعال لتهب واقفاً و هي تصيح بعنفوان ومرارة ” في إيه انتم الاثنين عمالين تلوموني كأني عملت جريمه هو اللي مات ده مش ابني و قلبي محروق عليه ونفسي اخذ بطاره، اوعوا تكونوا فاكرين اني قدرت اتخطى موت جاد لحد دلوقتي و انسي و اعيش حياتي ولا أكن حاجه حصلت ابني في غمضه عين راح مني واتقتل فاهم يعني اتقتل و إللي قتلته لسه عايشه وبتتمتع بحياتها وانا بتعذب في اليوم الف مره بسبها”

نظر عصام إلي ناريمان مرة و الي جواد إبنه مرة أخرى و هو يقول ” مش ابنك لوحدك يا ناريمان وقلبي محروق زيك عشان كده في البدايه كنت بساعدك بس لما بقيتي تزودي في الموضوع أوي وتتصرفي بتهور وهنروح في داهيه بسببك يبقى لازم اوقفك .. اتصلي علي الجريده و خليهم يلغوا الاعلان ده حالا “

لتنظر ناريمان إليه و هي ترفع حاجبها الي اعلي قائله بإصرار ” نعم لا طبعا مش هعمل كده والاعلان ده هيفضل مستمر لحد ما الاقيها ومش بعيد كمان ازود المبلغ عشان كله يطمع ويدور عليها معايا”

هز جواد رأسه بضيق شديد وقال بيأس” يا ماما بابا بيتكلم صح موضوع الاعلان ده مش فايدنا في حاجه لحد دلوقتي أهو عدى اكثر من 24 ساعه وكل اللي بيتصل بيكي بيستخف عشان ياخد الفلوس وانتي بالطريقه دي فعلا بتضري نفسك ممكن حد يضحك عليكي و يقول لك حوريه موجوده معايا وتعالي شوفيها ومعاكي الفلوس ويعمل لك حاجه”

كاد أن يتحدث عصام هو الاخر لكن ناريمان قاطعته و هي تقول بإصرار و هي تصك علي أسنانها بغضب شديد” انا مش عيله صغيره قدامك ولا تلميذه يا أستاذ جواد و لو حصل حاجه زي كده فعلا انا مش غبيه عشان معرفش ازاي اامن على نفسي وأعرف الحقيقه من الكذب مش مجرد تليفون صغير يخليني أطلع اجري بالفلوس واشوفها هي فين ..وانت يا استاذ عصام مفيش حاجه هتتلغي وهفضل مستمره في اللي انا بعمله ان شاء الله حتى فعلا اتاذي بسبب كده، بس برده مش هسكت غير لما الاقي حوريه واموتها بيدي”

**
في قصر قاسم السيوفي، صف سيارته أمام القصر وهبط منها و ركض بابتسامه واسعة علي سلالم القصر و الجميع من الخدم و الحراس ينظرون إليه بتعجب شديد حتي وصل قاسم إلى غرفه حوريه وظل يطرق الباب بقوة عليها حتي تفتح له لكنها تأخرت مما زاد قلقة أن تكون حاولت الانتحار مره ثانيه ليزيد في طرق الباب بقوة أكبر حتي فتحت الباب بملامح بدهشة وقلق تنهد قاسم بعمق وهو يقول بسرعه” اسف يا حوريه لو صحيتك بس كنت عاوزه اقول لك على حاجه مهمه وبعدين خبطت كثير ما ردتيش قلقت”

هزت راسها له بهدوء وقالت برفق” لا مفيش حاجه بس انا كنت في الحمام باخذ شاور اتفضل “

أومأ برأسه بتفهم ودلف الي الداخل تارك الباب مفتوح،ظلت حورية واقفه حتي تستمع حديثه لكن قاسم ابتسم ابتسامه صغيره وهو يراها ترتدي ملابس هاجر اطول منها و الأكمام طويلة نسبيه مما أعطاها مظهر مضحك ليقول” معلش الهدوم مطلعتش مقاسك بالضبط هاجر أصلها اطول منك بشويه وانتي قصيره بس ما تقلقيش كلها كام ساعه وهبعت اجيبلك هدوم مقاسك “

نظرت إليه وهي تضم القميص حول ركبتها وهزت راسها و توردت خدودها بخجل، بينما ظل قاسم محتفظ بـ ابتسامته وهو يقول بجدية” ما طلعتيش امبارح من الاوضه خالص وحتي النهارده قاعده متفضليش حبسه نفسك اطلعي و اخرجي براحتك وما تقلقيش من حاجه.. سلي نفسك مع هاجر شويه هي في سنك تقريبا قريبين من بعض او عندك جمال حتى لو اتفتح في الكلام مش هيقفل “

قالها بمساكشه لتبتسم حورية رغم عنها وهي تقول بصوت خافض” هو شكله فعلا طيب هو يقربلك ايه صحيح اتعرفتوا على بعض في الملجا “

تجمدت ابتسامته وهو يقول بجفاء” لا مش كده خالص اتعرفت عليه في شغلي بالصدفه وساعدني كثير وهو اللي عرفني عالم البيزنس والاعمال وبعد كده بقينا اصحاب “

عقدت حاجبيها بدهشة وهي تهتف “هو انتم شكلك قريبين من بعض قوي فعلا، بس صداقتكم غريبه شويه يعني عشان فارق السن اللي بينكم”

هز قاسم رأسه و هو يقول بإيجاز شديد”
هو فعلا اكبر مني بكثير بس ما اقدرش استغنى عنه وهو بالنسبة لي اكثر من صديق لي واخ “

نظرت إليه حوريه وقالت بتفهم قائله” ربنا يخليكم لبعض.. أستاذ جمال شكله طيب وكويس أوي”

ضايق عينه قاسم متسائلا بضيق مصتنع”
هو طيب و كويس وانا اللي وحش يعني، عشان كده بتهربي مني “

هزت راسها برفض بسرعه وقالت ” انا مقولتش كده وبعدين ما قلتلك اسفه ما كنتش قصدي مش هتكرر ثاني”

تنفس بعمق شديد وبياس قائلا” اتمنى بس توعديني فعلا انك مش هتفكري في الهروب مهما حصل ومهما الموقف اللي هتتحطي فيه
مش هـ تلجائي ثاني لي الهروب مني .. طب لو حاجه حصلت فجاه تاني هتعملي ايه “

اغمضت عيناها ثواني وتنفست بعمق تستجمع قواها المنصهرة في حضرته ثم فتحتها مرة أخري وقالت” اطمن خلاص توبه وحرمت و مش هعمل كده ثاني واي حاجه هتحصل هاجي ابلغك وانت تتصرف “

ليبتسم هو بحنان و هو يقول بمشاكسه”
كلام رجاله”

لتهز رأسها تؤكد علي حديثة قائله”عيب عليك كلام رجاله طبعا”

ابتسم براحه قليلا ثم نظر إليها عدد لحظات ثم قال بحنق” والله شكلك بتاخذيني على قد عقلي ومع اول مشكله هلاقيك طلعتي تجري ولا هتعبريني “

اتسعت عيناها وهي تقول باعتراض وصدق”
ليه بتقول كده انا فعلا خلاص مش هعمل كده ثاني والله العظيم، انا تاكدت ان انا لما بعمل كده مش باستفاد حاجه غير بعرض نفسي للخطر وللي حواليا “

شعر من خلال حديثها بالصدق هذه المره ثم
ابتسم قاسم بخبث و هو يقول بلؤم” هو كلام كويس بس برده مش مستريح مش عارف ليه، يعني عاوزه تفهميني إني حوريه اللي اول ما قابلتها وهي كل نازل عليها انها تبعد عني و مع اول فرصه بتجيلها من غير تفكير بتستغلها على طول، ومره ضربتني فوق راسي و مره ثانيه سابتني نايم في الاوتيل وهربت و مره ثالثه قالتلي هاروح على البيت على طول و روح شوف مشوارك أنت، وارجع ما الاقيهاش تؤ تؤ برضه مش مرتاحلك “

عقدت حاجبيها بدهشة ثم ابتسمت بهدوء قائله” ده انت طلعت معبي قوي كده مني، على العموم ما تخافش المره دي مش بضحك عليك ومش هامشي الا بقى”

جز علي أسنانه بتوجس قائلاً بلهفة ولوعة”
اهو ابتدينا اللي ايه بقى “

زفرت بضيق وخيبة أمل معقبا” الا لو انت إللي طلبت مني امشي وابعد عنك ده زي ما عملتها امبارح لما جيتلك “

نظر إليها بتفهم أنها مازالت غاضبه من أسلوبه الجاف معها ليلة أمس، ابتسم وهمس بصوت آجش يبث كثير من المشاعر التي تحيط بهم” ده انتي اللي شايله ومعبيه بقى مش أنا .. انا اسف حقك عليا بس انا فعلا كنت متضايق ومتعصب قوي ان انا مش عارف اوصل لك ومتعصب منك اكثر ومتنرفز ان انتي بدل ما تشاركيني مشاكلك بتتصرفي من ورايا بعد ما خيرتك بيني و ما غصبتكيش على حاجه واتصدمت لما رجعت ملقتكيش واتضايقت اكثر انك لسه برضه مش واثقه وبتصرفي من دماغك “

ابتسمت في هدوء وهي تقبل اعتذاره وهو اقترب يحاوط وجهها بكفيه ينظر في مقلتيها بعمق يهمس بنبرة قويه “حوريه المره دي كان ممكن فعلا معرفش اوصلك ولا انتي تعرفي تهربي من جدك مش كل مره ربنا هيسترها معاكي وتعرفي في اخر لحظه تنجي بحياتك
عشان خاطري ما تعرضنيش ولا تعرضي نفسك للخوف والرعب اللي انا كنت عايش فيه لما بعدت عني.. عاوز اسمع منك وعدك بكده “

كلمات جعلتها تصمت عاجزه قليلا لم تستوعب كم الخوف والقلق الذي يتحدث بها عنها بذلك الطريقه ،أغمضت عينها لثواني ثم فتحت عينيها وقالت ببطئ “اوعدك يا قاسم مش همشي واسيبك ثاني ولا ابعد عنك “

ابتسم و ربط قاسم علي يدها و هو يقول ”
وانا اوعدك يا حوريه طول ما فيا نفس هحاول انقذك من اي خطر هتتعرضي لي واي حد عاوز ياذيكٍ “

نظرت إليه بعيونها الصغيرة كحبات اللؤلؤ ثم تحركت عينيها ببطئ نحوه يده الممسكه بيديها بقوة وحنان ذات الوقت،ابتسامة رغم عنها أن تداري خلفها بحر من الآلام إلا أن حضوره يجعل شفيتها تشق بابتسامة حنونه تثبت بها أن قلبها اصبح يتسلل إليه نوعا ما من الامان يعود إليها من جديد مره ثانيه وشعرت أنها بجانبه كغريق وجد قَشة للتعلق بها، حمحمت وهمست بصوت مبحوح” هو انت كنت عاوزني في ايه صحيح “

كانت عيناها ينظر لها بعمق ومقلتيه تفترس كل إنش في وجهها ثم انتبه الى نفسه هو الاخر بتعجب وحمحم بتوتر وهو يخرج هاتفه إليها وهو يقول بابتسامه واسعة”اه صح نسيت اتفضلي يا ستي ده دليل براءتك بين ايديك اهو “

عقدت حاجبيها بدهشة وعدم فهم ثم أخذت منه الهاتف وتشغل الفيديو! رمشت عدة مرات بارتجاف عندما شاهدت الفيديو يوجد به جاد وتفاصيل شيجارها معاه تلك الليله ليله الحادث ذلك اليوم الذي قتلته فية لتقول بصوت مخنوق بشده” خلاص اقفلة حافظه الباقي واللي هيحصل بعد كده “

لينظر إليها قاسم ويغلق الهاتف سريعاً و هو يقول بقلق”تمام اسف.. الحمد لله أن غنوه البنت اللي كانت مع جاد قبل ما يموت وافقت تدينا الفيديو ده وكمان هتيجي تشهد في المحكمه هي مش هتعمل كل ده ببلاش طبعا بس مش مهم المهم ان احنا عرفنا نثبت ده “

انسابت دموعها بهدوء وهي تبكي بصمت وخيبة ظاهر علي ملامحها وهمست بنبرة مرتجفة” ماشي تمام “

أنصدم قاسم من رد فعلها ليقول بدهشة”
ماشي تمام! هو انتي مش فرحانه انا بقولك دليل براءتك معاكي يعني ممكن تطلعي براءه وكل القصه دي تنتهي مش انتي اللي كنت عاوزاه كده.. انتي لو قلقانه ان ده ما يكونش كافي لي براءتك متخافيش انا قبل ما اجي هنا رحت للمحامي وحكيت لي كل حاجه عشان يطمني زيك هو صحيح ما وعدتنيش بالبراءه بس قال لي ده دليل قوي وهيفيدنا في القضيه ،ممكن تقضي عقوبه قليله جدآ او حكم مع ايقاف التنفيذ انا شفتلك محامي كبير قوي وشاطر في القضايا اللي من النوع ده “

ابتلعت حورية ريقها بصوت مسموع و قد جف ريقها و هي تقول بخوف ” صح عاوزه كده ان الحقيقه تظهر مقضيش عقوبتي على حاجه معملتهاش ولا لي ذنب فيها، بس ممكن عشان انا ببص لقدام عنك “

عقد حاجبيه قاسم بدهشة قائلا بعدم فهم” مش فاهم وضحي كلامك “

التفتت له حورية برأسها وهي بدأت تبكي وتنظر له بحزن شديد ثم بدأت تجهش في البكاء بحرقه وقالت بانهيار”يا قاسم انت فكرت ان انا بعد ما اطلع براءه فعلا هعمل ايه بعد كده في حياتي هعرف اواجه الناس ازاي؟. ما حدش من اهلي اكيد هيرضى يستقبلني حتى لو اخذت براءه، براءتي هتظهر في المحكمه بس الناس مش هتبرني بالذات بعد لما يعرفوا ان انا حامل في طفل مش عارفه مين ابوه تقدر تقول لي هواجه الناس ازاي بي اللي في بطني ده؟. طب بلاش دي حياتي بعد كده هتبقى عامله ازاي تفتكر في حاجه هترجع زي الاول؟ حد هيرضى بيا وانا كده انا صحيح ما بفكرش في الجواز ولا عاوزه بعد اللي شفته، بس مين حتى هيقبلني بوضعي ده اذا كان اهلي نفسهم مش عاوزينني “

هز رأسه بضيق ويأس ثم ربط علي ظهرها بحنان وقال وهو يمسح عبراتها بيمناه مشفقة عليها”ما هي واحده واحده يا حوريه اكيد هنلاقي حل لي باقي المشاكل “

رفعت مقلتيها الدامعة إليه وهمست بصوت مرتجف “بلاش توعدني بحاجه عمرها ما هتحصل.. قاسم انا عارفه وفاهمه كويس جدا اللي هيحصل بعد كده عشان كده مش فرحانه زيك بالبراءه اقول لك على حاجه يا ريت يعدموني احسن “

كان يقف أمامها و هو يشرد بنقطة ما و هو حال حوريه ثم اغمض عينه بشدة ثم يفتح عينه قائلاً بجدية” انتي بتقفليها في وشك ليه جايز فعلا معاكي حق كل حاجه مش هترجع زي الاول واحسن بس على الاقل هنحاول نصلح اللي نقدر عليه، ما انتي مش هتعرفي تعيشي طول ما انتي متشائمه ومقفلها في وشك كده ارضي احسن بي اللي هنحاول نوصل له “

صمتت ثواني معدودة وبعدها استطرت قائلة وهي تنظر له بقوه” في فعلا في حاجه لازم تتصلح و كمان دلوقت.. اكثر من كده لو سبتها مش هقدر وهدفع ثمنها بعدين جزء كبير من حياتي زي ما بعمل دلوقتي محدش هيساعدني غيرك فيها، ممكن يا قاسم تساعدني “

لينظر إليها و هو يقول سريعاً بابتسامه مشجعه “اكيد اي حاجه هقدر اعملهالك عشان ارجع حياتك زي الاول واحسن مش هتاخر عليكي اطلبي يا حوريه عاوزه ايه ؟”

رفعت عيناها وهي تبكي بألم قبل ان تقول بجفاء بصعوبة شديدة” عاوزك تساعدني اعمل عمليه وانزل اللي في بطني! عاوزه يموت مش عاوزاه يكون في حياتي تاني يا قاسم”

احتلت حدقه عينه بنيران من الغضب عندما أستمع كلماتها تلك القاسيه و هو يعقد ما بين حاجبيه بغضب وصمت، بينما ابتلعت ريقها بصعوبة و هي تنظر إليه بقلق”ساكت ليه “

ليتحدث قاسم بشراسة و بنبرة حادة دون نقاش “عاوزاني اقول لك ايه اقول لك ماشي حاضر اوامركٍ واعمل لك اللي انتي عاوزاه انتي عارفه رايي في الموضوع ده، لا يا حوريه مش هينزل “

هزت رأسها بغيظ شديد منه وهي تقول بعصبية من بين بدموعها “هو في ايه ليه دايما مش عاوزني انزله ومتمسك به ده انت بتخاف علية اكثر مني يا اخي وعلى طول عاوز تهتم بي صحته.. ايه تكون ابوه ومش واخذه بالي”

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية حورية بين أنياب شيطان)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى