روايات

رواية بيت عمتنا الفصل الثالث عشر 13 بقلم منى مدحت

رواية بيت عمتنا الفصل الثالث عشر 13 بقلم منى مدحت

رواية بيت عمتنا الجزء الثالث عشر

رواية بيت عمتنا البارت الثالث عشر

بيت عمتنا
بيت عمتنا

رواية بيت عمتنا الحلقة الثالثة عشر

نظر سامر لفرحه نظرات تحمل بداخلها العديد من المشاعر المختلطه التى أراد أن يعبر عنها جميعا عبر نظرة واحده ..

أراد أن يعتذر، لعدم تمكنه من التواجد بجانبها فى أكثر وقت إحتاجته به بجوارها ، و إن كان الموضوع خارج إرادته..

وأراد أن يواسيها عن فقدان أعز شخص الى قلبها ” والدها “

لكن أكثر شئ رغب بإيصاله عبر تلك النظره حقا ، هو أن يعبر عن مدى حبه الشديد لها ، ذلك الحب الذى أخذ يكبر بداخله حتى صارت أكبر أمانيه ، هو أن تكون فرحه هى رفيقة هذا القلب وساكنته الوحيده للأبد ..

شرد سامر فى تلك الذكريات الجميله التى كانت بينه وبين فرحه ..

لكن سرعان ما قطع ذلك الشرود أصوات الثلاثة فتيات اللاتي يطالبن من السيده تيلا إيضاح كلامها ..

فأردفت السيده تيلا قائله ..

_حسنا ، الأمر بسيط كما أشرت اليه سابقا ، ولكن لتتمكن من فهم الأمر أكثر ، دعونى أخبركن كيف أصبحت عمتكن جزء لا يتجزأ من عالمنا ..

لقد كان السيد فهد ” زوج العمه ” يندرج من العائله الحارسه ، فلقد كانوا يتوارثون حراسة البوابه جيلا بعد جيل ، لكن فى السابق كانت الحراسه تقتضى أن يعيش الحارس فى مكان تواجد البوابه ، وأنتم تعرفون هذا المكان ب”بيت العمه “..

لكن لاحقا بعد أن أصبحت العلاقه بين النباتات والحارس اقوى وأقوى، لدرجة ان الحارس يستطيع أن يتواصل مع النباتات من اى مكان ، أعطى مسؤل العالم الأخضر إينذاك الحريه للحارس بأن يتواجد فى اى مكان يرغب به ، مادام يستطيع أن يقوم بعمله منه ..

ومن هنا أصبح السيد فهد حراً بالتنقل هنا وهناك ، حتى قابل يوما ما عمتكم التى أعجب بها وأحبها حبا كبيرا ، و تزوج بها ..

فى البدايه لم يخبرها بكونه من عالمنا ، ولا بأنه حارس البوابه ، بل أخبرها بأن البيت الذى به البوابه هو بيت أشتراه من أجل قضاء العطل ..
أحبت العمه البيت ، وأخذت تمكث به الكثير من الوقت ، واعتنت جيدا بالنباتات ،وشعرت من الوهله الأولى بأنها نباتات مميزه ..
وعندما رأى السيد فهد أن الوقت المناسب لمصارحتها قد حان ، وذلك بعد ان أصبح سامر ناضجا كفايه ، قام بدعوتهما الى عالمنا، وأخبرهما بكل شئ ، وأخبرها بأنها جزء من هذا العالم كونها زوجته ..

أحبت العمه عالمنا، وخصوصا العالم الأخضر ، وتعلمت كيف تعتنى بشكل جيد بالنباتات ، لدرجة أنها كانت تعلم صغارنا كيف يقوموا بالأمر ..
وبعد أن توفى السيد فهد، كانت هى المسؤله عن أمن البوابه الى ان يتدرب السيد سامر بشكل كاف يؤهله لتسلم وظيفة الحارس …
ولم نشهد صلة قويه بين النباتات وبين أى شخص ،كتلك الصله التى كانت بين العمه و النباتات ، حتى توفت العمه و تسلم سامر الأمر ..

وبعد أن دخل سامر فى مرحلة السبات ، تعين علينا تعيين حارس أخر للبوابه من نسل العائله الحارسه ، وهو الآن يقوم بعمله على الجانب الاخر ..

على كل حال ، المهم هنا أن بزواج السيد فهد من العمه ، أصبحت العمه جزءا من عالمنا..
ولكى تتمكن من استدعاء سيف الى هنا ، لابد أن يكون صاحب الدعوه القضائيه فردا من عالمنا..

= لحظه ، يعنى تقصدى إن واحده مننا تتجوز حد من عالمكم ، وبعدين تروح لعالمنا وتجيب سيف عند البوابه، و يعبروها مع بعض ؟؟!!
تسائلت سلمى ، لتجيبها السيده تيلا قائله ..

_ نعم ، الأمر بسيط ..

= بسيط ايه يا سيده تيلا ..
وانا هتجوز مين ، وازاى !!! وانا لسه عدتى ما خلصتش ..

_ ليس بالضروره ان تكون أنتى هى المقصوده بأمر الزواج…

=طيب لو فرحه أو حلا هيه اللى هتتجوز ، هتعرف تقنع سيف ازاى إنه يروح معاها للبوابه..

_ بعيدا عن إنى مش عارفه هقنع الند*ل ده ازاى ..
إنما أنا موافقه مبدئيا على فكرة إنى أتجوز فى العالم الحلو ده …
يااااه يا سلمى ،أما عليهم شوية أكل إنما حكاااايه ..
بس فيه مشكله، مين هيكون العريس يا ترى ؟؟!!

= هااااااهااااااااا ، إنتى بتفصلينا دايما فى مواضيع مهمه يا حلا ..
وبعدين أنا وفرحه مخطوبين ، يعنى العريس والعروسة موجودين ، ليه ندور بقى ؟؟؟!!!

_ امممممممم ، قولتلى ..
عشان كده من ساعة ما السيده تيلا قالت موضوع الجواز ده ، وإنت مبسوط ، ومبتسم وسرحان وحالتك حاله ..
وانا اقول ماله ده ؟؟!!
أنا كده فهمت، أطلع منها أنا بقى ..
============

أصاب فرحه الخجل ، وأخذت تنظر لحلا وسلمى بتوتر ، فوضعت حلا يدها على كتفها ، ثم همست لها قائله ..

_ هتبقى عروسه قمر ، بس ياترى فستان الفرح فى العالم ده شكله ايه ..
امممم ،بيتهيألي هيبقى فستان من ورق شجر إنما أخر صيحه ..

= هااااهااااااااااهااااا ، انتى مصيبه يا حلا ..
ليه ؟؟!! على أساس الناس اللى حوليكى ماشيين لابسين ورق شجر ، دول لابسين أجمل وأشيك لبس شوفته فى حياتى..

_ امممم ، ما أنتى هتبقى واحده منهم ..
انتى نسيتى الريشه اللى فى تاج الورد بتاع السيده تيلا ،اللى قعدتى تضحكى عليها يوم كامل !!

= خلاص بقى ، خلينا نفكر معاهم فى باقى الخطه، وازاى أقدر أجيب سيف للبوابه..
ما تشغلى عقلك شويه ، ولو لقيتي الحل ، هديكى أحلى شوكولاته ..
أصل سامر قالى قبل ما تيجى ، إنه بعتلى علبة شوكولاته على الكوخ ، مع السيده اللى بعتها عشان ترتب المكان وتنظفه ..

_ بجد؟؟! طيب اسكتى بقى علشان أفكر ..
ولم يمضى الكثير من الوقت ، وقطعت حلا ذلك الهدوء الذى يحل المكان كالمعتاد ، قائله ..

= الموضوع بسيط ، نخلى سلمى تروح مع فرحه هناك ، ويجيبوه مع بعض..لترد عليها السيده تيلا قائله ..

_ لا تستطيع سلمى العبور عبر البوابه ،والعوده بهذه السهوله ..
فلو عبرت لعالمكم ، لن نستطيع أن ندعوها لعالمنا الا بعد مضى عام كامل ، هذه قوانيننا ..

= طيب ايه رأيك يا سلمى نروح مع فرحه ،ونجيب سيف ، ومش مهم نشوفوه وهو بيتعاقب ..
اهم حاجه نعرف إنه أخد عقابه ..

_ معاك حق يا حلا ، وكمان نكون مع فرحه هناك ، عشان ماتخافش ..

= لا ، مااقدرش ابعد عنكم ..سنه مده طويله اوى ..
ما اقدرش ..قالتها فرحه وهى منزعجه..

_ هتعدى بسرعه يا فرحه، وبعدين لسه فيه فايز ده ، عايزين نبلغ عنه هو كمان ، ويأخد عقابه ..
والأهم إنى عايزه أبرء إسم بابا ،اللى الإعلان شوهه ، و كل أصدقائه ومعارفه خا*نوه وتخلوا عنه وعننا ..

= خلاص ، يبقى هرجعلكم تانى بعد لما سيف يأخد عقابه ..

_ لن تتمكنى من التنقل بسهوله بين العالمين فى الفتره الأولى، فلابد أن تتعلمى اولا التواصل مع النباتات، حتى تتمكنى من الذهاب والعوده بحريه ، وهذا قد يأخذ أكثر من ثلاثة أعوام ..
لذا سيكون من الأفضل أن تقومى بإستضافتهما بعد عام
…قالتها السيده تيلا ..

= خلاص يا فرحه ، اعتبرى نفسك مسافره مع سيف لأى مكان ..
خلينا بقى نفكر هنجيب سيف ازاى للبوابه ..

_ مادام هنبقى احنا الثلاثه مع بعض ، الموضوع هيبقى سهل ، بس عايز شوية تفكير بهدوء ، والموضوع يبان بسيط عشان مايخليش سيف يشك فى حاجه ، وخصوصا إننا مختفين من كام يوم ..

= أنتى محقه يا حلا ..قالتها السيده تيلا ، ثم أشاحت بنظرها الى فرحه وأردفت قائله ..
واتمنى منكى يا فرحه أن تفكرى فقط فى تحديد الوقت المناسب لكى من أجل إقامة حفل الزفاف ، ودعى امر سيف علينا ..
اممم ، وإن كنت أرى أن السيد سامر بعد حوالى أسبوعين سيكون مشغولا للغايه ،فى التنقل بين القطاعات ، لتبادل المعلومات ، والتقارير الخاصه بكل قطاع ..
لذا من الأفضل أن يتم الزفاف هذا الأسبوع …

_ايه ؟؟!! الاسبوع ده !!!!! بالسرعه دى !!
عموما هفكر مع حلا وسلمى ،وأقولك يا سيده تيلا …

===========
عدن الثلاثه الى الكوخ ، وجلست فرحه والقلق باديا عليها للغايه ، من تلك السرعه التى تسير بها الأمور..
فجلست سلمى بجوارها ، لتطمئنها قليلا ،قائله …

_ انتى قلقانه من أيه ..
انتى وسامر عارفين بعض من زمان ، يعنى التعارف موجود ..
وبالنسبه للتجهيزات احنا عارفه إننا فى عالم غير عالمنا ، يعنى مانعرفش اصلا المفروض نجهزك ازاى ..

= هاااااهااااا ، ولو فى عالمنا ، كنا هنعرف نجهزها ..
انتو نسيتوا إننا كنا عايشين فى عماره ، كان من بنود عقد الإيجار ممنوع الجرى أو نط الحبل ،لنقع على الدور اللى تحتينا ..

_ بقولك ايه يا دبه ، انتى واقفه قدامى عشان تتريقى عليه وتستفزينى..

= لا ، أنا بس مستنيه إنك تعطينى علبة الشيكولاته اللى قولتيلى عليها ، بس واضح انك نسيتى ..

_ انتى بجد مش معقوله ، خدى علبة الشيكولاته اهى ، وريحى انتى بره شويه ، وسيبينى اتكلم مع سلمى شويه ..

===========

ناولت فرحه علبة الشوكولاته لحلا ، التى التقطت كرسيا وجلست أمام الكوخ ، تأكل الشيكولاته وتدندن بصوت مسموع أمام المساحات الخضراء الشاسعه ، تدندن ثم تصمت لتعبر عن مدى إعجابها بصوتها ، بل وتصفق بحراره لنفسها..

أخذت تعيد الكره مرة تلو الأخرى ، لكنها صمتت فجأه ،و اعتدلت فى جلستها عندما لاحظت شخص يقترب صوبها من بعيد رويدا رويدا ، وعندما استطاعت تمييزه أخيرا ..

قفزت من مكانها ، ووضعت علبة الشيكولاته على الكرسى ، ثم أردفت قائله عندما صار ذلك الشخص أمامها مباشرة ..

_ مش النهارده أخذته أجازه ، ولا سامر رجع فى رأيه ؟؟!!

= لازلت فى الاجازه، ولكن عندما ذهبت لزيارة صديقى ،وهو طبيب بيطرى ، أخبرنى بأنه اليوم سيتحرك الى موطن الباندا ، ليقوم بفحص باندا مريض ، وتذكرت حينها انه حيوانك المفضل، لذا ما رأيك أن تسألى إخوتك ، وأخذكم فى جوله الى هناك ، وسنعود بالمساء ، لان المسافه بعيده بعض الشئ ..

_ استنى هنا ، ثانيه و جايه ..
ثم ركضت حلا للداخل ، لتخبر فرحه وسلمى بالأمر ، فرفضتا ، بل وزجراتها لأن الوقت ليس مناسبا لذلك ..
لذا كان عليها ان تحتال عليهما لتوافقا ، فأردفت قائله بصوت حزين ..

_ انتوا عارفين إن حيوانى المفضل هو الباندا ،وانه معرض للإنقراض فى عالمنا ..
وكمان مافيش وقت بعد كده إنى اعمل الجوله اللى كنت بحلم بيها فى العالم الحيوانى ، لأنى هرجع لعالمنا قريب…
ومين عارف هرجع تانى هنا ولا لا …

= خلاااااص ، انتى فظيعه ، هنيجى معاكى ..
بس ساعتين تلاته بالكتير ..

_ اكيد ، ده موطن الباندا قريب خاااالص …
و لو اتأخرنا يبقى تلت ساعات ونص ..
===========
كانت حلا تعلم أنهن لن يتمكن من العوده قبل ان يحل الليل ، لكنها كذبت لتتمكن من زيارة حيوانها المفضل ..

ذهبن اولا الى سامر ليخبرنه حتى لا يقلق عليهن ، وفور ان رأهن سامر أخبرهن بكل سعاده ، بأنه تمكن من الوصول لخطه بسيطه لجعل سيف يذهب إلى بيت العمه ، ثم اردف قائلا ..

بعد لما تعدوا البوابه ، هتكلمى ياسلمى سيف، وهتقوليله إنكم سيبتوا العماره ، ورحتوا لبيت عمتكم ،عشان تدوروا على شغل ،
بس مالقيتش ، و إن الفلوس اللى معاكم خلصت ،وحتى الاكل قرب يخلص ، و تطلبى منه يجى يأخذكم من المكان ده ..

وهنا طبعا هيجى على طول ، عشان يبين لكى إنك ماتقدريش تعيشى من غيره ..

_ وايه اللى مخليك متأكد كده يا سامر إنه هيجى؟؟

= لأنه عايزك ترجعيله ، لأن ده هيخلى صورته حلوه فى نظر المجتمع والاعلان ،وأنه الشخص اللى ماتخلاش عن مراته بعد اللى حصل لباباها ..

_ عندك حق يا سامر ، كان ساعات بيلمح لى بكلام زى كده ، على كل حال احنا رايحين مع الضابط مشمش ل. .

قاطعت حلا كلام سلمى بسرعه ، حتى لا يخبرها سامر بأن المسافه لموطن الباندا بعيده، لذا اردفت قائله ..

= هنزور مكان بحبه ، نتقابل على الغدا ان شاء الله..
ويله بقى علشان ما نتأخرش ..

_طالما معاكم الضابط مشمش مش هقلق، ولو كنت فاضى كنت جيت معاكم ، بس ورايا شغل كتير..
على العموم هستناكم على الغدا ..

ثم انطلقن معا برفقة مشمش الى بيت صديقه القريب ، ومن هناك استقلنا السياره إلى موطن الباندا …

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية بيت عمتنا)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى