روايات

رواية وسولت لي نفسي الجزء الثاني الفصل الثاني والعشرون 22 بقلم روان الحاكم

رواية وسولت لي نفسي الجزء الثاني الفصل الثاني والعشرون 22 بقلم روان الحاكم

رواية وسولت لي نفسي الجزء الثاني البارت الثاني والعشرون

رواية وسولت لي نفسي الجزء الثاني الجزء الثاني والعشرون

وسولت لي نفسي الجزء الثاني
وسولت لي نفسي الجزء الثاني

رواية وسولت لي نفسي الجزء الثاني الحلقة الثانية والعشرون

” الّذي يُذنب ثمّ يتوب، ثمّ يعود ثمّ يتوب “
‏-يُسمَّىٰ أوَّاب ، وليس مُنافق.
‏‏”كلما كنت نقياً .. أحبك الأطفال، والحيوانات، والطيور، والبحر والشجر، و قليل من البشر.”
دوستويفسكي
________________
هيكون معاكي مسدس فيه طلقة واحدة…ليكي الحرية تطلقيها على مين فيهم”
كان هذا اخر شيء تسمعه قبل أن تركض بعيداً بعدما القى لها حقيبة لا تدري ما بحوذتها فالوقت لا يسعفها لإكتشافها.
كانت تركض بأقصى ما لديها من قوة وهي تمر بين الأشجار بخطى غير منتظمة كي تؤخر وصولهم إليها قدر الإمكان وقد كانت تشعر بالخوف الشديد وبالأخص بعدما أخبرها حقيقته والتي كانت أكبر صدمة تتلقاها.،
من ظلت تبحث عنه سنوات عدة بعدما أنقذها هو نفسه من أختطفها ومن القى بها هنا..، هل كان ينقذها كل مرة كي يعدها بالأخير وجبة لحيوناته!.
كانت تركض بسرعة كبيرة وعقلها مشتت فيبدو أنه تعمد إلقاء هذا الخبر في هذا الوقت بالتحديد كي يشتتها..،
توقفت بين الأشجار تأخذ أنفاسها بصعوبة شديدة وهي تحاول إيقاف نزيف يديها كي لا يشتم أحد رائحة دمائها لذا قطعت جزء من ثيابها بقوة ثم قامت بربط يدها وما إن استدارت كي تكمل طريقها حتى تفآجأت به يقف أمامها وهو ينظر صوبها مباشراً وكأنه ينتظرها تنهي ما تفعله أولاً كي لا ينقض عليها دون أن تنتبه.
أنتفضت عايدة بفزع ما إن رأت هذا الذئب امامها والذي كان ضخماً للغاية وهذا جعلها تبتلع ريقها بخوف وفكرت بالهرب سريعاً ولكنها تذكرت أمراً هاماً بأنه لا يجب إظهار خوفها امام عدوها حتى لو كان هذا العدو حيواناً.
أبتلعت ريقها ثم وقفت بثباتِ ظاهرياً وحاولت تضخيم جسدها ثم وقفت تنظر في عيناه بقوة وكأنه ترسل له نفس نظراته بأنها ليست خائفة وهذا ما كان بوسعها.
إن ركضت فسوف يلاحقها ويلتهما بأسرع وقت لذا حاولت أن تبدو هادئة قدر الإمكان فوجدته يقترب منها ببطء شديد ورغم خوفها منه إلا أنها أخذت تقترب منه بنفس البطء هي الأخرى كي تريه بأنها ليست خائفة منه وأنها ليست فريسة سهلة كما يظن.
نظر إليها وهو يكشر عن أنيابه ولعابه يسيل وقد أصبح أمامها مباشراً وللحظات فكرت بالهروب ولكنها تراجعت عن تلك الفكرة لأنها في اللحظة التي سوف تستدير فيها وتوليه ظهرها سوف يلتهمها في اللحظة المقبلة لذا توقفت بثبات ثم أخذت تدور حوله بشكل دائري كي تشتت انتباهه وما إن رأت أقترابه بشكل أكبر حتى صرخت في وجهه بقوة وهي تصدر أصوتا يبدو أنها أزعجته لأنه ينزعج من الضوضاء وما إن صمتت حتى أندفع نحوها بقوة فآجأتها فتراجعت للوراء خطوتين فأنقض فوقها بعدما أسقطها أرضاً بقوة آلمتها.
لم ينتظرها حتى تنهض بل أخذ يشدها من ثيابها وهو يهزها بعنف وكأنه هكذا يمازحها فقط وما هذا إلا بداية فقد كان يعدها للاتهام لا أكثر.
رفعت ثيابها العلوية إلى أعلى حول رقبتها كي تحميها ثم بقوة كبيرة دفعته بقدمها تحاول الأبتعاد عنه بينما هو من سمح لها بهذا لقد صدق من قال بأن الذئاب يتميزون بالمكر والدهاء فهو عندما رأي قوتها لم ينقض عليها دفعة واحدة بل تمهل وهو يحاربها كي يستنزف قوتها أولاً.
أندفع نحوها مره أخرى وهذه المرة قد أنقض على ذراعها وهو يضع لحمها تحت أنيابه ضاغطاً عليها فصرخت بقوة وهي تحاول سحب يدها من فمه ولكنه ذاد الضغط عليها فما كان لها إلا أن تقف بثباتِ وبيدها الأخرى حاولت البحث بهذه الحقيبة عن اى شيء حتى عثرت على قداحة صغيرة فأخرجتها بصعوبة ثم أشعلتها في وجهه بقوة فترك يدها وهو يتراجع إلى الوراء ما إن رأي النيران.
ظل يدور حولها وهو يحاول الهجوم عليها مجدداً ولكنه يخشى تلك النيران فظل ينظر إليها وهو يدور حولها بينما هي تدور معه وهي مازالت توجه تلك القداحة بوجهه وتنظر له بقوة كما يفعل رغم الألم الشديد الذي تشعر به في ذراعها.
مرت حوالي عشرة دقائق وهما على نفس الحالة يدور كلاً منهما حول الآخر حتى بدأت نيران تلك القداحة في الأختفاء تدريجياً إلى أن توقفت تماماً وقبل أن تفعل اى شيء كان قد هجم عليها مجدداً وهذه المرة بقوة أكبر.
انقض على رقبتها ولولا ما تضعه حول عنقها لكانت قد أُصيبت الآن فوقعت أرضاً وهو فوقها ومازال يحاول ازاله ما حول عنقها كي ينخر رقبتها بأسنانه الحادة بينما هي ظلت تبحث أرضاً عن اى شيء حولها حتى وجدت عصى كبيرة وفي الوقت الذي أزال فيها الثياب التي تضعها حول رقبتها وقبل أن يضع أنيابه عليها ضربته بقوة على رأسه فنحنى عنها قليلاً من أثر الضربة فوقفت مسرعة وهي تبتعد عنه بينما هو ورغم الضربة الذي تلقاها إلا إنها وقف مجدداً وهو يقترب منها ويكشر عن أنيابه مصدراً زئراً أخافها بحق حتى ظنت بأنها سوف يقضى عليها لا محالة.
وبالفعل اندفع نحوها بقوة كبيرة بينما هي وقفت بتشتت ولا تعلم ماذا تفعل ولكنها في ثوانِ معدودة وجدت حولها حصى فأمسكها مسرعة وهي تلقياها نحوه واحدة تلو الاخرى فأخذ يتراجع إلى الوراء
حتى ألقت عليه حجراً كبيراً بكامل قوتها أصابت جزءاً من رأسه بقوه فأسقطته أرضاً دون حراك ولا تعلم اكان فقد الوعي ام قُتل ولكنها ركضت بسرعة قبل أن يفيق إن كان فاقداً لوعيه وحينها لن يتركها حية مهما فعلت.
🌸أستغفر الله العظيم وأتوب إليه🌸
من نعيم الله عز وچل أن يختارك من بين الجميع
إلى طريق الهداية فلا تغترين بنفسك.
توقفت بسيارتها أمام المبنى وهي تنظر إلى هذا المنزل الذي شهد الكثير من ذكرياتها مع صديقتها المقربة منذ الطفولة، لم تكن مجرد رفيقة لها فقط بل كانت تعني لها الكثير ودائما تفعل كل ما تريده دون أن تبصر اهو خطأ ام صواب.
نزلت من السيارة ثم توجهت نحو المنزل بخطى بطيئة تنظر حولها بحنين ثم أخذت نفساً عميقاً وهي تحاول التماسك كي لا تضعف أو تنهار فلا وقت لهذا الآن.
تقدمت بخطوات متمهله حتى توقفت أمام الباب تطرقه بخفه ثلاث مرات فسمعت صوتاً لامرأة تعلمها جيداً وهي تقترب من الباب كي تفتحه.
فتحت الأخرى الباب فوجدت أمامها فتاة بملابس سوداء لا يظهر منها شيئاً فطالعتها بتعجب واضح سرعان ما هتفت الأخرى قائلة ببسمة:
“السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أزيك يا أنطي صفاء”
ضيقت صفاء عيناها بدهشة فالصوت الذي خرج من تلك الفتاة والتي تحفظه جيداً عن ظهر قلب لا يتناسب تماماً مع ملابسها تلك وما إن رأت سهير دهشتها حتى أردفت وهي تقول:
“انتِ مش فكراني يا أنطي صفاء؟ انا سهير”
توسعت مقلتي صفاء وهي تنظر إليها بصدمة غير قادرة على أستيعاب أن من تقف أمامها هي نفسها سهير صديقة ابنتها والتي كانت تعلمها جيداً وهي بعيدة كل البعد عن التي تقف أمامها الآن.
“سهير!!”
تفوهت ببطء شديد تردد اسمها وهي مازالت تنظر إليها بينما سهير تقدمت نحوها عدت خطوات وهي تتأمل ملامح تلك السيدة التي كبُرت عمراً فوق عمرِ وهي من كانت دوما تهتم بأناقتها ومظهرها أمام الجميع ولكن عندما يفقد منا المرء أعز ما يملك يتحول إلى شخصِ آخر لا يعلم عنه شيئاً.
أقتربت منها سهير حتى وقفت أمامها مباشراً ومازالت الأخرى لا تعي بما يحدث حولها فأردفت سهير وهي تقول بحنين:
“مش هتسلمي عليا وتحضنيني يا أنطي؟”
رفعت صفاء يدها نحو وجه سهير وبتردد شديد نزعت عنها هذا النقاب الذي يخفي وجهها كي تبصر ملامحها التي أصبحت هادئه وبشرتها أيضاً التي غدت بيضاء وعلى وجهها نوراً وإشراقاً لم يكن بوجهها قديماً.
فتحت زراعيها تجذبها فأندفعت سهير إلى أحضانها بإشتياق والعبرات تتساقط من عينها بينما صفاء أجشهت في بكاءِ مرير وهي تتذكر ابنتها التي فارقت الحياة وبرؤيتها إلى سهير عادت إليها ذكراياتهم سوياً حتى شعرت بأنها تحتضن ابنتها وليست صديقتها..، لطالما كانت سهير هي الأقرب لها عن الجميع.
“انا اللي بوظتها.. انا اللي معلمتهاش الصح من الغلط ياريتها كانت سمعت كلام أخوها ومسمعتش كلامي.. انا السبب انا السبب يا سهير مش هي”
أردفت صفاء ببكاء وهي تتذكر ابنتها الحبيبه بينما ربتت سهير عليها وهي تحاول التماسك كي لا تضعف هي الأخرى معها وهي تقول:
“أدعيلها بالرحمة هي مش محتاجة غير الدعاء دلوقتي
هي بين أيدين اللي أرحم مني ومنك صدقيني”
سارت معها سهير نحو الداخل حتى أخذتها صفاء نحو غرفه ابنتها المتوفاه والتي تمكث بها منذ رحيلها بينما ظلت سهير تنظر إلى الغرفة بحنين وقد غلبتها عاطفتها حتى بكت هي الأخرى تنظر حولها بألم وكل ركن يذكرها بصديقتها.
جلست صفاء على الفراش تمسح دموعها ثم رفعت رأسها نحو سهير وهي تقول:
“كنت فاكرة إنها لسه صغيرة ومن حقها تعيش سنها
معرفش إن الموت مبيفرقش صغير من كبير ودا كان غلطي انا كلكم راع وكل راع مسئولِ عن رعيته وانا فشلت في رعايتها وطول الوقت اقول خليها كدا طالما مبسوطه..، دايما أخوها كان يزعقلها على لبسها وانا اللي أقف قصاده واقوله ملكش دعوة بيها أتاريه كان هو الصح وانا اللي كنت غلط”
توقفت تأخذ أنفاسها بعدما أذرفت العديد من الدموع وقلبها يأن وجعاً على فلذة كبدها ثم تابعت وهي تقول بحسرة:
“انا مش معترضة على موتها الأعمار بيد الله انا بس… انا بس كان نفسي تموت على حسن ختام كان نفسي أكون مطمنة عليها في قبرها دلوقتي انا خايفه لتكون هي بتتعذب هي اكيد كويسه صح هي؟.. هي كانت بتخاف من الضلمة وبتخاف تقعد لوحدها ودلوقتي هتكون قاعده في الضلمة ولوحدها”
أبتلعت سهير ريقها ثم وضعت يدها على فمها تمنع بكائها كي لا تتضعف امامها وهي بهذه الحالة.. ومنذ أن توفت علياء وهي تود المجيء ولكنها لم تكن قادرة على فعل ذلك.
رفعت يدها تقترب من وجهها حتى أحتضنت وجهها بين كفيها ثم أخذت تمسح دموعها وهي تقول:
“ربنا رحيم وارحم مني ومنك مينفعش تقولي كدا يمكن.. يمكن هي علمت حاجات خير احنا منعرفهاش او يمكن هي تابت قبل ما تموت بلحظات وبعدين الرسول صلى الله عليه وسلم بيقول اذا مات بن آدم أنقطع عمله إلا من ثلاث صدقة جارية وعمل صالح ينتفع به وولد صالح يدعو له وحضرتك يا أنطي بتدعيلها كتير وأكيد بتطلعي صدقات على روحها وإن شاء الله كل دا بيوصلها كل ما تفتكريها أفضلي أدعيلها”
ظلت سهير تتحدث معها وهي تحاول مواساتها حتى هدئت صفاء وقد أخذت تحادثها وتسألها عن أحوالها وسبب تغيرها هكذا فأبتلعت سهير ريقها وهي تقول بتردد:
“من بعد وفاة علياء الله يرحمها وانا دخلت في حالة نفسية وكان عندي خوف إن ممكن كنت انا اللي اموت مش هي ف حسيت إن دي إشارة من ربنا ليا
موت علياء فوقني وعرفني اد اى الدنيا اللي بنعصى ربنا علشانها فانية وممكن نسيبها في لحظات وقتها كرهت نفسي واول حاجه عملتها قومت صليت ركعتين توبة واول ما سجدت فضلت أبكي وأتوسل ربنا إنه يتقبلني ومقومش من مكاني غير وهو راضِ عني ومغيرني معرفش فضلت ساجدة اد اى لكن مقومتش فعلا غير لما حسيت براحه وسكينة وإن فعلا ربنا بقى راضى عني وأتغيرت بالفعل وربنا يجعل علياء سبب في تغييري إن شاء الله تكون هدايتي في ميزان حسناتها”
نظرت إليها صفاء بتأثر وبداخلها تتمنى لو أن الله أطال عمر ابنتها كي تراها الآن هكذا ولكنها لم تفعل بل يأكلها الندم لأنها السبب في ضياعها.
وبالداخل خرج يوسف من غرفته وما إن سمع صوت احد مع والدته حتى حمحم بقوة فأسرعت سهير تغطي وجهها حين سمعت صوته وقبل أن يرحل نادته والدته وهي تهتف قائلة:
“تعالى يا يوسف مش هتصدق مين اللي هنا”
قضب جبينه من صوت والدته المتحمس وهذا على غير عادتها منذ وفاة أخته فتقدم من الغرفة وما إن دلف حتى وقف على بعد مناسب يلقى السلام فوجد فتاة ترتدي السواد يشعر بأنه رآها من قبل فنطق وهو ينظر إليها قائلاً بتسآل:
“سهير!؟”
طالعته صفاء بدهشة من معرفته بها حتى هتفت وهي تقول بتعجب:
“انت شوفتها بعد ما لبست النقاب ولا اى؟”
هز يوسف رأسه وهو يحيد بنظره نحو والدته الذي أصبحت بحالة جيدة الآن منذ أن رأتها وهو يقول:
“أيوه..، شوفتها كانت في المقابر عن قبر علياء الله يرحمها”
أبتسمت صفاء بسمة حزينة وهي تقول براحه:
“كنتي ومازلتي مخلصة يا سهير”
“عن أذنكم خدوا راحتكم انا كدا كدا طالع يلا السلام عليكم ورحمة الله وبركاته”
غض بصره ثم رحل فسمع والدته تسألها وهي تقول:
“انا بقالي كتير معرفش عنك حاجه ياسهير ولا حتى عارفه اتجوزتي ولا اتخطبتي ولا حتى خلفتي”
أبتسمت لها سهير بسمة صغيرة وهي تقول:
“لأ انا يادوبك لسه مخطوبة مقدرش أعمل فرح من غيرك ما أقولك طبعاً”
توقف يوسف عن السير ما إن سمع حديثها ثم أستدار نحوها مرة أخري ينظر إليها قليلاً ثم عاد يكمل طريقه حتى رحل.
🌸اللهم صل وسلم وبارك على نبينا محمد🌸
كان زين مازال جالساً جوارها ولم يتركها بينما هي عقلها يستعيد كل ما حدث معها في الفترة الأخيرة حتى أخبرها زين بأمر إبطال سحرها فأعدلت في جلستها وهي تسألها ما خطر على بالها قائلة:
“هو انت لو مكنتش عرفت مكان السحر دا مكنتش هخِف!؟”
أعتدل زين هو الآخر في جلسته بعدما أعجبه سؤالها ثم أردف بسؤالِ آخر وهو يقول:
“وهو انا ازاي وصلت للسحر دا؟”
“وصلتله ازاي؟”
“علشان ربنا أمرلك بالشفاء الموضوع مش فكرة إني لقيت السحر وفكيته لأ لو مكنش ربنا أمرلك بالشفاء مكنتش هلاقي مكانه ولو فضلت ادور عليه عمري كله حتى لو قدامي بس علشان ربنا أمرلك بالشفاء ف انا عرفت مكانه”
هزت رأسها بتفهم ثم سألتها مجدداً وهي تهتف:
“طب هو السحر علشان يبطل لازم يتفك؟ على كدا لو مكنتش لقيته كنت هفضل عمري كله كدا!”
“كان ممكن تفضلي عمرك كله كدا وممكن تخفي لما تعالجي نفسك بنفسك بعد ما ربنا بيأمرلك بالشفاء
القرآن والصلاة والدعاء بيضعفوا الحاجات دي لحد ما بتروح وبالأخص سورة البقرة بتحقق المعجزات المهم لازم الشخص المصاب يكون عنده إرادة وعزيمة وإيمان بالله إنه هو الوحيد الشافي وكمان ميستسلمش علشان اللي فيه ميستغلش دا ويأثر عليه دا غير إن كل ما حالته النفسية بتسوء كل ما بيتمكنوا منه أكتر لأنه بقى ضعيف”
“طب والمفروض يفضل يقرأ البقرة لحد امتى؟”
أخذ نفساً عميقاً وهو يتنهد ثم مسح على رأسه وهو يكمل حديثه مجيباً على سؤالها قائلاً:
“دا ملوش وقت محدد يا روان ممكن يطول وممكن يقصر المهم إنه يستمر على الصلاة والقرآن والدعاء بيقين إن ربنا الشافي وكمان يشرب مية مقروء عليها قرآن”
هزت رأسها بإيماءة ثم تبادر على ذهنها سؤالاً آخر فأردفت وهي تسأله قائلة:
“معنى كدا إن لو الواحد متصاب يقدر يخف من غير ما يروح لمشايخ يعالجوه؟”
“وهم المشايخ اللي بيعالجوا بيعملوا اى؟ بيقرأوا عليه قرآن وبيقولوه يمشي على برنامج معين بالصلاة والقرآن برضو يعني هم بس بيرشدوه للطريق لكن هو برضو اللي بيعالج نفسه بنفسه لأنه بياخد وقت لحد ما الحاجات دي تضعف وتروح من جسمه وإن لف على مشايخ الدنيا من غير ما يعمل دا مش هيخف إلا بأمر الله تعالى”
“بس انا ساعات كنت بشوف ناس بتخف من أول جلسة يبقى ازاي بياخد وقت الأول؟”
أومأ لها زين يؤكد حديثها وهو يقول:
“دول مش بيكونوا مشايخ دول سحرة ودجالين وبيعالجوا فعلا بس حرام واللي في الغالب بيفكوا السحر بسحر تاني وممكن يخفوا من أول جلسه او تاني جلسة بالكتير حتى القسيس بيعالج برضو بس احنا منعرفش غير العلاج بالقرآن وإن الشفاء بيد الله تعالى”
شردت في حديثه بينما زين تنحى عنها جانباً ثم أمسك زجاجه المياة ووضعه على فمه ثم أخذ يتلو عليها بعض آيات الله وما إن انتهى حتى قدمها لها وهو يقول:
“خدي اشربي المية دي”
رفعت رأسها تنظر له وهي تقول:
“مش انا المفروض إني خفيت؟ هشربها ليه”
أبتسم لها زين ثم أردف بهدوء وهو يقول:
“وحتى لو خفيتي دي ميه بقرآن هتحصنك وبعدين الجسم بعد ما يخرج اللي كان فيه بيكون معرض أنه يرجع تاني او يدخل فيه اى حاجه تانية علشان كدا لازم تواظبي على الأذكار والصلاة ومايه مقروء عليها ”
أخذت منه قارورة المياة ثم تناولتها على ثلاث مرات وهي تسمي الله كما ترى زين يفعل أمامها دوماً فأبتسم في وجهها وراقت له فعلتها فأردف وهو يقول ببسمة:
“شطورة…”
عادت جواره تجلس بأحضانه مجدداً فهم زين كي يخبرها بأن تستعد للذهاب معه وقبل أن يتحدث أنفتح الباب فجأة وأندفع منه جسد عمر وهو يقول بضجر:
“ودلوقتي ياريت تاخد مراتك وتمشوا ومش عايز أشوف وش حد لمدة أسبوع كامل”
أبتعد زين عنها بحرج قليلاً ثم رفع رأسه صوب عمر وهو يهتف:
“انت يابني آدم انت مفيش حاجه عندك اسمها باب تخبط عليه!؟”
هز عمر رأسه بإستفزازِ وهو يقول:
“والله دي أوضتي وأدخل زي ما انا عايز ووقت ما انا عايز”
رفع زين حاجبه ثم نظر له نظراتِ ذات مغزى وهو يقول بهدوء:
“ماشي بس اللي ميرجعش يزعل بعد كدا”
لوى عمر شفتيه بسخرية فهو قد فهم تهديده الغير مباشر على ياسمين هذا على أعتبار أنه يراها من الأساس او حتى يعلم عنها شيئاً؟.
نظر زين نحوها وهو يقول ببسمة:
“قومي يلا ياروان أجهزي علشان نمشي”
فركت يدها بتوتر من فكرة عودتها وهي تبتلع ريقها ولا تعلم ماذا سيكون رد فعلم الجميع عندما تعود.
أومأت له بهدوء ثم قامت تتحرك ببطء كي تستعد معه للرحيل بينما وقف عمر ينظر إليها وهو يتنهد براحه فأخيراً أصبحت بخير وقد ذهب عنها كل شيء فهو عندما أخبره زين بما حدث سجد لله شكراً على شفائها.،
ورغم حزنه على رحيلها وأنه أعتاد وجودها معه إلا أنه كان سعيد لأجل عودتها إلى زوجها.
أنتهت من تحضير أشيائها ثم أردت نقابها وذهبت معه وقبل أن ترحل ودعت خالتها التي كانت تشعر بالحزن الشديد لرحيلها وبالأخص مع زين بينما زوجها ودعها بسعادة وهو يدعو الله أن يحفظها هي وزوجها فشكره زين بشدة وهو ممتن له.
رحلت معه نحو منزلهما وطوال الطريق وهي شاردة بل لم تتفوه باى شيء وقد أحترم زين صمتها ولم يتحدث حتى وصلا إلى العمارة فنزل زين أولاً ثم أتجه نحوها يفتح باباها وهو يساعدها في النزول برفق.
صعدت معه وهو يساعدها في السير ولكنها توقفت فجأة فنظر إليها بتعجب فأردفت وهي تقول:
“تعالى نروح الشقة عندكم الاول أسلم على عمي ومرات عمي وياسمين”
طالعها زين بتردد فهو يخشى ردة فعل والدته بعدما تراها فأجابها وهو يقول بهدوء:
“طب يلا بس نطلع دلوقتي ترتاحي وبعدين هبقى انزلك ليهم”
هزت رأسها بالنفي وهي تقول بتصميم:
“لأ يا زين مش هطلع غير لما أسلم عليهم الأول و.. وأعتذر من مرات عمي”
🌸سبحان الله وبحمده… سبحان الله العظيم🌸
نظرت إلى ذراعها والذي كان يؤلمها للغاية فحاولت البحث عن اى شيء قد يفيدها من أنياب هذا الذئب الذي غرسها فيه فأمسكت تلك الحقيبة تبحث فيها عن اى شيء حتى وجدت زجاجة مياه فأرتشفت منها قليلا ثم سكبت البعض منها على تلك الجروح تحاول تنظيفها من لعاب الذئب قدر الأمكان ورغم التعب الشديد الذي تشعر به إلا أنها ليس لديها وقتاً كي تضيعه فيجب عليها أن تركض من هنا بأسرع ما لديها.
واصلت الركض وقد أتى على بالها حديث والدتها وهي تخبرها بأنها فتاة ولا يليق بها سوى الرقة والأهتمام وانها دائما سوف تكون في كنف أبيها ومن بعدها زوجها.
أبتسمت بسخرية ومرارة كبيرة اى رقة واهتمام هذا وهي من وضعت نفسها في هذا الطريق حتى أصبحت نهايتها هنا في تلك الغابة وأن خروجها من هنا يكاد يكون منعدماً.
ماذا كان سيحدث لو أستمعت إلى حديث والدتها وأقنعت بأنها فتاة ضعيفة لا حول لها ولا قوة!؟ كانت تريد إثبات نفسها وأنها تستطيع بالفعل حماية نفسها
فالقى بها المطاف إلى هنا.
وهي من كانت تنظر إلى تلك المدلله روان بإذدراء لأنها فتاة ضعيفة تحتمي بزوجها وتوبخ زين لأنها دوما جانبها وملجأها الوحيد وهي من كانت ترى هذا خطأً وتحاول ان تجعلها قوية..، ولمَ تحاول أن تجعلها قوية وبجانبها زين يحميها ولا يتركها؟ ليتها كانت ضعيفة مثلها على الأقل لكان هناك من يحميها الآن.
توقفت عن الركض عندما شعرت بحركة حولها وصوت زئير بالقرب منها فأخذت تتحرك ببطء وهي تنظر حولها جيداً من جميع الأتجاهات كي تحدد من أين يأتي هذا الصوت حتى شعرت بخطوات خلفها فإذا به أسداً ضخم البنيانه ينظر صوبها بقوة فهاهي فريسته أمامه.
أرتجف جسدها بعنف رغماً عنها وأخذ عقلها يفكر ماذا تفعل فكرت أن تلقى جسدها أرضاً تمثل الموت ولكن هذا لن يجدي معه وسوف يلتهما فتراجعت عن تلك الفكرة
ثم فكرت بأن تستدير وتركض بأقصى ما لديها وأيضاً تلك الفكرة سيئة للغاية فالموت حليفها من جميع الإتجاهات لذا ما كان لها إلا أن تقاتله كي تنجو بنفسها فهذا الأحتمال الوحيد الذي أمامها.
رفعت عيناها تنظر له بقوة كما يفعل هو وهي تفرد ذراعيها على وسعهما ورغم خوفها إلا إنها ظلت تنظر له كي تحافظ على التواصل البصري بينهما قدر الإمكان وهذا لأن الأسد يفضل القتل الإستراتيجي وفي الحظة التي ستنزع عيناها من عليه سوف ينقض عليها.
بينما هو أخذ يقترب منها ببطء وهو يرى نظراتها القوية نحوه وهذا قلل من سرعته إليها فهو يبث الرعب داخلها أولاً كي ينتظر اللحظة المناسبة للانقضاض عليها.
بينما هي ما إن رأت اقترابه منها حتى رفعت يدها تصفق بقوة وهي تصرخ بوجهه مصدر ضوضاء لأنها تعلم إنزعاج الحيوانات من تلك الأصوات فأخذ يزأر بقوة دلاله على غضبه ورغم ذلك لم يتراجع فاندفع نحوها بقوة حتى هجم عليها بينما هي حاولت الوصول إلى مسدسها ولكنه لم يعطي لها الفرصة بل أنقض عليها بوحشيه وهو يزأر بقوة يحاول الوصول إلى عنقها كي يلتهمه أولاً ثم بعدها باقى جسدها بينما هي كانت تضع ملابسها العلوية على رقبتها كي تحميها لأن هذا ما يهجم عليه الحيوان أول شيء.
عندما فشل في نخر عنقها أنقض على بطنها يغرس فيها أنيابه الحادة فصرخت بقوة كبيرة هزت الأشجار من حولها حتى شعرت بأن روحها ستغادر إلى خالقها
لم تكن هذه مجرد أنياب أسد بل وكأنها سكاكين تنخر جسدها وأثناء ضغطه على بطنها وهي مرتمية أرضاً تعثرت يدها على حجراً ضخم فأمسكته وبقوة كبيراً دفعته نحو عيناه فتراجع للخلف وهو يزأر بقوة وقد تألم أثر تلك الضربة.
بينما هي أستغلت إنشغاله وحاولت الهروب ولكنها غير قادرة على الوقوف حتى وقد تمزقت ملابسها وبطنها تنزف ورغم ذلك تحاملت على ذاتها حتى وقفت ثم أخذت تهرول رغم أنه سوف يلاحقها ولكن ليس أمامها شيء حتى شعرت به خلفها فسقطت دموعها بألم ولأول مره تشعر بهذا الضعف والقهر حتى توقفت عن الركض وفكرت لثوانِ بالأستسلام ولكن ماذا بعد؟ سوف تثبت للجميع أنها بالفعل ضعيغة كما قالوا لذا لن تستسلم ابداً.
تابعت الركض حتي أبصرت بركة ماء على بعد أمتار منها في الوقت الذي وصل إليها هذا الأسد وقد أن ينقض عليها لأنها تركض وهي توليه ظهرها كانت قد ألقت نفسها في المياة بسرعة كبيرة لأنها تعلم كره الأسد إلى الماء وظنت بأنه لن يلاحقها ولكن ما لا تعلمه أن ورغم كله للمياة إلا أنه حين يضطر لذلك فإنه يتنازل عن ذلك وينزل.
لذا وبعدما كانت تقف في منتصف المياة وجدت ينزل إلى المياة يسبح نحوها وما إن لامست المياة فروه حتى أصدر زئيراً دلالة على غضبه بينما هي أكملت سباحه بصعوبة شديدة وهو يلاحقها حتى أوشك على الأقتراب منها فأسرعت في العوم حتى وصلت إلى نهاية البركة من الجهه الأخرى ولأن الأسد لا يحب المياة فهو ليس بسباحِ ماهر وهذا كان في صالحها لأنها خرجت من المياة قبله.
وقفت أمام البركة تنتظره بينما هو خرج نظر صوبها يقترب منها ثم أندفع نحوها بسرعة فائقة وقد ظنت بأنها ستهرب كما كان سيفعل اى شخصِ غيرها ولكنها لم تفعل بل ظلت تقف أمامه بثباتِ وقبل أن ينقض عليها كانت قد أخرجت مسدسها وهي تطلق عليه الرصاصة حتى أستقرت ببطنه فخر أرضاً وهو يزأر بقوة.
جثت على ركبتيها وهي تضع يدها على بطنها بألم شديد حتى ظنت بأن أنيابه قد وصلت إلى أحشائها وهي تنزف فأمسكت جزءاً من ثيابها الممزقة وربطته حول بطنها ثم أراحت جسدها وقد قررت أن تأخذ قسطاً من الراحة بعدما بلغ منها الألم.
🌸أستغفر الله العظيم وأتوب إليه🌸
وقفت زين يطرق باب منزلهم بهدوء بعدما أصرت أن تأتي لهم ولكي تعتذر من والدته وربما لهذا السبب سمح لها بالمجيء فهو يود إنهاء اى مشاحنه بينهما.
فتحت ياسمين الباب بعدما علمت أنه أخيها وما إن رأت روان معه حتى تهللت أساور وجهها بسعادة وهي تهتف باسمها مقتربة منها كي تحتضنها بقوة قائلة:
“وحشتيني اوي اوي يا روان…، الحمد لله على سلامتك”
أبتعدت عنها روان وهي تشكرها بينما ياسمين مازالت لا تصدق أنها أمامها بالفعل فبعدما رحل زين انتظرت البواب حتى عاد ثم سألته عن زين فأخبرها بما حدث وهو يرتجف خوفاً.
“فين ماما وبابا يا ياسمين؟”
نظرت له ياسمين بتوتر ثم نظرت نحو روان ففهم زين نظراته فهزا رأسه وهو يقول:
“روان جايه تسلم عليهم”
أبتلعت ياسمين ريقها وهي تشير نحو غرفة الصالون قائلة بتردد:
“قاعدين جوه في الصالون”
أومأ لها زين ثم أمسك يدها وسار معها نحو الداخل وهو ممسكاً بيها ثم القى عليهم السلام فوقف والده وهو يجد ابنه يقف أمامه ومعه ابنه أخيه فاقترب منها بلهفة وهو يقول:
“روان حبيبة قلبي”
احتضنها بقوة وهو يمسح على رأسها بحنان ابوى وقد كان حزيناً على ما كانت تمر به وتركها للمنزل وقد حاول إعادتها عدة مرات ولكنها في كل مرة كانت ترفض.
أخرجها من أحضانه وهو يطمئن عليها وقد سعد لأجل عودتها بينما حكمت ظلت جالسة مكانها تتابع ما يحدث بهدوء شديد فأستدار أحمد لها وهو يقول:
“مش هتسلمي على مرات ابنك يا حكمت؟”
عقدت حكمت يديها أمام صدرها ثم تحدثت وهي تقول بضيق شديد:
” لو كانت مرات ابني أحترمت جوزها وفضلت قاعدة في بيتها مع جوزها مهما كان اللي بتمر بيه كنت قدرتها..، ولو كانت مرات ابني أحترمني وقدرتني لما روحتلها لحد عندها علشان أرجعها وانا بقولها إن كلنا جنبها ومحدش هيسيبها كنت قدرتها لكن هي عملت اي؟ طفشت ولا كأن ابني بيعذبها وكلنا جايين عليها هنا.”
أبتلعت روان ريقها بألم نعم هي محقة ولكن كل ما فعلته كان رغماً عنها ولم يكن بيدها شيء ورغم ذلك لم تستطع الدفاع عن نفسها وتخبرها بما كانت تمر به بل أكتفت بالصمت وهي تطرق رأسها أرضاً بينما زين هو من رفع عن كاهلها الحديث وهو يقول:
“ياماما ما انتِ عارفه إنها كان مع…”
قاطعته والدته بصراخ وهي تهب من مكانه واقفة تقول بغضب شديد:
“هترجع تقولي معمولها ومش معمولها والكلام الفاضي دا علشان تبررلها صح؟ ومين اللي ممكن يأذيها قولي كدا فاكرني هبلة علشان أصدق اللي بتقوله دا”
غضب أحمد من حديثها فاقترب منها وهو يقول بحدة:
“حكمت.. من امتى وصوتك بيعلى وانا موجود؟ وبعدين حتى لو مش معمولها حاجه خلاص قدري الظروف اللي كانت بتمر بيها ياشيخة من امتى وقلبك بقى جاحد كدا؟”
نظرت نحو زوجها بغضب مماثل لغضبه أيضاً فعندما يتعلق الأمر بابنها البكر لن يهمها أحد وتلك الفتاة هي سبب تعاسة ابنها فمنذ أن تقدم لها وهو لا يلاحق على المصائب وبالأخير ماذا فعلت تركته عند اول أزمة تقع بها.
“ومين قال إني مقدرتش تعبها؟ انت عارف كويس إن عمري ما بظلم حد يا احمد ومن اول ما اسمها اتكتب على اسم ابني وانا كنت بعاملها زي عيالي وأحسن لكن لما أشوف ابني ناقص يقيدلها صوابعه العشرة شمع علشان يسعدها وفي المقابل هي عملت اى؟ مع اول مشكلة واجهتها سابتله البيت ومشيت ونزلت كرامته قدام الكل امال بعد كدا هتعمل اى؟”
كانت روان مازالت ممسكة بيده ودموعها تتساقط ولا تملك حتى حق الدفاع عن نفسها بينما زين ترك يدها ثم تقدم من والدته حتى وقف أمامها وهو يقول بهدوء:
“انا عارف إنك بتعملي كدا علشان مصلحتي… بس لو قولتلك إن مصلحتي وسعادتي معاها هي بس؟ حتى لو هحارب علشان اكون معاها ف برضو هكون مبسوط وفرحان ومستعد أعمل اى حاجه علشانها المهم هي تكون كويسة”
وإن ظن أن بحديثه هذا سوف يطفأ نيران والدته فهو مخطأ فما ذادها هذا إلا غضباً وهي ترى تمسك ابنها بها حتى بعدما أبغضته امام الجميع.
“دا علشان انت مش عارف فين مصلحتك وماشي ورا قلبك اللي هيوديك في داهية قولي كدا خدت اى من بحبها ومش بحبها غير المرمطة وقلة الكرامة؟”
قد أحمد قد وصل الى قمة غضبه من زوجته فهل يترك ابنه أخيه اليتيمة لأجل مصلحة ابنه؟ بالطبع لن يفعل لذا أمسكت زوجته من زراعها وهو يقول بغضب:
“فوقي يا حكمت وأعقلي اللي بتقوليه انا مش هتخلى عن بنت أخويا اللي ملهاش حد غيري مهما حصل وبعدين دا جوزها وإن متحملهاش هو مين هيتحملها؟ وبعدين يجرى اى لما تكون نفسيتها تعبانة بعد موت أمها وراحت ترتاح شوية عند خالتها”
لم تقتنع بحديثه بل مازالت على رأيها وهي تهتف بقوة:
“بنت أخوك لها اهل يهتموا بيها يا أحمد لكن مش على مصلحة ابني وانا مش بلومها على نفستها لكن هي كل ما نفسيتها تتعب هتكره ابني وتسيبه وتمشي؟”
وما إن أنهت عبارتها حتى نظرت صوب زين بعصبية والذي كان يقف ينتظر أن تهني حديثها ثم أردفت قائلة:
“يا انا يا هي يا زين ودا اخر كلام عندي”
شعرت روان بأن الأرض تدور من حولها فهي من أوصلته إلى تلك الحالة حتى تخيره والدته بينهما.. تذكرت كم جعلته يعاني معها نعم فهي محقة فهي دائما تتسبب له بالمشاكل والمصائب وهو دوما بجانبها فما الذي يجبره على تحمل كل هذا؟.
أبتلعت ريقها بألم وأخيراً قررت التحدث فأردفت وهي تقول بغصة:
“مرات عمي معاها حق يا زين…انت فعلا متستاهلش كل اللي بيحصل معاك بسببي ومش مجبر تختار ما بينا انا هخرج من حياتك يمكن.. يمكن لما أسيبك فعلا تبقى مبسوط”
كانت تتحدث بحسرة شديد والعبرات تتساقط من عينيها وبداخلها ألم كبير بينما زين قد تملكه الغضب من حديثها هل تظنه سوف يتخلى عنها بهذه السهولة؟.
همت بالرحيل ولكن سمعت صوته الغاضب لأول مره أمام والديه وهو يقول:
“انا عيل صغير يا ماما علشان تعرفي مصلحتي أكتر مني وسبق وقولتلك إن مراتي اللي كان فيها دا غصب عنها وانا مش هتخلى عنها ولا عمري هسيبها لو بموتي”
“يبقى روح امشي لا انت ابني ولا انا أعرفك ومش عايزة أشوفك تاني”
أمسك زين يد روان ثم استدار كي يرحل ولكنه اوقف وهو يخبرها بجملته الأخيرة قائلاً:
“بس خليكي فاكرة إن انتِ اللي أختارتي كدا يا.. ياماما”
وقبل أن تعترض روان على حديثه او تمنعه سحبها معه بقوة دون أن يسمع نداء والده او ياسمين بل كانت حالته النفسية سيئة للغاية فما عاشه في هذه الفترة من ضغط لم يكن بهين ابداً.
🌸اللهم صل وسلم وبارك على نبينا محمد🌸
فاقت من غفلتها وهي تشعر بشيء ثقل يلتف حول رقبتها ففتح عيناها بفزع فإذا بها حية كبيرة تحاوط عنقها يالله ما بال جميعهم يتكلابون حول عنقها؟!..
وما إن تحركت قليلاً حتى ذادت الحية من لف جسدها حول رقبتها حتى كادت أن تعتصرها بينما شعرت عايدة بالإختناق الشديد فحاولت جاهدة أن تبعدها ولكنها لم تستطيع فقد كان حجمها كبيراً الى حداً ما.
تمالكت أعصابها حتى هدأت حركتها كي تستطيع تخليص نفسها منها ثم وببطء شديد أخذت تتحسس تلك الحية حتى وصلت إلى رأسها فأمسكتها بقوة وهي تضغط على رأسها فانكمشت الحية واخذت تتراجع بجسدها من على رقبتها شيئاً فشيء وذلك بسبب أستغلال عايدة مناطق ضعفها.
وما إن أبعدتها عنها تماماً وهي مازالت تمسكها جيداً من رقبتها حتى أمسكت جزء من ملابسها وهي تضعه بداخل فمها كي تنزع سُمها ولكن العجيب بأنها كانت منزوعة السم فأبتسمت عايدة بسخرية وهي تقول:
“لأ كتر خيرك الصراحة”
وضعت تلك الحية تحت أسنانها كي تمزقها ولكنها تراجعت فعلى الأقل هي لم تؤذيها لأنها غير قادرة بسبب نزع سمها وليس لأنها هي من امتنعت ورغم ذلك القتها بعيداً بإهمال وهي تستعيد توزانها كي تستعد لإكمال الطريق وقد بدأ جسدها ينهار من شدة إرهاقها والتعب الذي تشعر به.
أكملت الطريق وهي تسير وذلك لعدم قدرتها على الركض فاخرجت ما تبقى معها من ماء ثم أرتشفتهم دفعة واحدة وهي وهي تتنفس بقوة حتى وجدت فجأة من يقف امامها مثبتاً نظره عليه والعجيب أنها لم تنصدم بل كانت تتوقعه فهو الحيوان الثالث الذي أخبرها عنه.
وجدت نمراً يكشر عن أنيابه الحادة وهو يقف أمامها يقترب منها بينما هي تراجعت للوراء خطوتين وهي توجه وجهها نحوه ولكنها لم تنظر إلي عنياه مباشراً.
لم ينتظرها كما فعلوا البقية بل هجم دفعة واحدة دون أن يعطيها فرصة للتفكير بينما هي لم تركض لأنه سوف يركض خلفها وإن نزلت الماء فسيكون أسرع منها فما كان لها ألا أن تتسلق تلك الشجرة بسرعة كبيرة لأنه لا يجيد التسلق وقبل أن تصعد أسرع إليها وهو يجذبها من قدمها بقوة حتى أسقطها أرضاً بعنف.
تأوهات بألم شديد بينما هو يسحبها من قدمها حتى تمزق بنطالها بينما هي تحاول الفرار منه فدفعته بقدمها الأخرى في وجهه وقبل أن تقف لتهرب كان أنقض عليها مجدداً وقد التهم ذراعها الآخر وهو يجرها منه وهي تصرخ بألم حتى شعرت بأن ذراعها أنتزع بين أسنانه.
وجدت سكيناً أسفلها فأمسكته ثم وعلى حين غرة نخرته في قدمه ولكنها لم تكن قوية بسبب ضعف جسدها وما إن ابتعد قليلا يتأوه حتى عاد إليها بغضب يستلقى فوق جسدها وهو ينخرها بأظافره حتى أخذ جسدها كله بالنزيف وقد كانت هذه هي نهايتها فستكانت حركتها تماماً حتى قد ظنها ماتت فكشر أنيابه بقوة ثم أقترب نحو رقبتها أولاً كي ينخرها ولكنه تراجع فجأة بقوة وهو يزمخر بقوة شديدة بعدما غرست سكينها داخل عيناها بكل ما لديها من قوة وما إن سقط أرضاً وهو يتحرك بعنف بسبب وجع عيناه حتى وقفت بصعوبة شديدة ثم أمسكت السكين وهي تنقض عليه بقوة مجدداً
وما إن أبتعدت عنه قليلاً حتى سقطت فاقدة للوعي وقد خارت جميع قوتها..
🌸سبحان الله وبحمده… سبحان الله العظيم🌸
دخلت شقتها الذي هجرتها منذ مدة وقد كانت تتساقط دموعها بحزن لأجله وما حدث معه بسببها.
لقد خُير اليوم بينها وبين والدته وهذا ليس بسهل عليه
بينما زين يشعر بالتعب الشديد والإرهاق وقلبه حزين أيضاً وما إن دلف إلى الشقة حتى شعر بالطاقة السلبية تحيطه من كل جانب فقد كان يظن بأنه يشعر بهذا بسبب عدم وجودها ام الآن فهي جواره اذا ما تلك السلبية الذي يشعر بها في الشقة الآن؟.
ام عنها فما إن خطت قدمها داخل المنزل حتى شعرت بالضيق الشديد داخلها ولكنها تجاهلت هذا ثم أقتربت منه وهي تقول بدموع:
“زين انا آسف على كل اللي بيحصلك بسببي ان..”
قاطعها زين وهو يقول بإرهاق:
“مش محتاج تبرري حاجه يا روان انا اللي بختار كل حاجه بنفسي”
بدل ثيابه كي يرتاح فهو لم ينم منذ مدة فلحقت به كي تساعده وما إن خطت قدمها الغرفة حتى شعرت بضيق أكثر داخل صدرها لا تعلم سببه وأيضاً تجاهلته وهي تقف تجواره تساعده فيما يريد حتى انتهى ثم أستلقى على الفراش وهي بجانبه وما إن مسح على رأسها وهو يقترب منها حتى دفعته فجأة بقوة رغماً عنها وقد ضاق صدرها.
بينما زين بعدما كان أوشك على النوم فتح عيناه ينظر إلى فعلته بدهشة فتحدثت وهي تقول بلهفة:
“انا آسفه يازين مكنتش أقصد والله”
أقتربت منه ببطء شديد حتى أصبحت ملتصقة بيه فحاوطها بذراعيه بينما هي شعرت بأنها تكاد تختنق حاولت أن تتحكم بنفسها ولكنها لم تستطع فتساقطت دموعها وهي تدفعه عنه بقوة أكبر وهي تحاول أخذ أنفاسها بصعوبة شديدة تحت صدمته فهو قد فك هذا السحر بنفسه وتيقن بأن لا يوجد بها شيئاً فهل حديث والدته عنها صحيحاً؟.
🌸سبحان الله وبحمده… سبحان الله العظيم 🌸
أستيقظت من نومها ولا تعلم كم من الوقت مر عليها وهي فاقدة للوعي دون حراك ولا أحد يعلم عنها شيئاً
فأخذت تحاول النهوض بصعوبة شديدة ولكنها غير قادرة فجسدها لم يعد به جزءاً دون جروح.
فتحت عيناها ولكنها أبصرت من بعيد شيئاً يجلس أمامها مباشراً فدققت النظر به حتى توسعت عيناها بصدمة لقد.. لقد كان هذا الجسد للذئب الذي ضربته على رأسه لقد عاد كي ينتقم منها أشد الانتقام..
كان بإمكانه أن ينقض عليها وهي فاقدة للوعي ولكنه أراد أن ينتظرها أولا فعلمت أنها هالكة لا محالة.
#يتبع
#روان_الحاكم
#وسولت_لى_نفسي_الجزء الثاني.
كتير اوي بعتلي ع موضوع السحر دا وإن حصل معاهم زي اللي حصل مع روان في الفصول اللي فاتت وبقالهم سنين بيتعالجوا ف انا هقولكم ع حاجه
والله سورة البقرة بتحقق المعجزات لو تقدروا تقرأوا البقرة يومياً وتصلوا قيام الليل في اقل من أربعين يومين إن شاء الله هتخفوا بإذن الله تعالي اهم حاجه ثقتكم بالله وإنكم تدعوا ربنا كتير اعتبروا الفصل دا بداية للعلاج وسيروا على الخطوات والحاجات اللي زين كان بيعملها وربنا يشفي الجميع..
تاني شيء اللي حصل مع عايدة في الغابة ف لو حد يعني حصل في احلامه وأتعرض لهجوم من حيوانات زي دول ف كل حيوان ليه حاجه معينة زي الذئاب بتخاف من النار عكس الأسود مبتحبش المية والنمر مبيفضلش التسلق الذئاب بتنزعج من الضوضاء النمور مبتهزرش وبنتقض مرة واحدة ف افهموا طباع كل حيوان وطبعا عايدة غلبتهم لانها كدا كدا مدربة على الفنون القتالية ف دا ساعدها كتير.

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية وسولت لي نفسي الجزء الثاني)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى