روايات

رواية مجرد لأ الفصل الأول 1 بقلم ندى خالد

موقع كتابك في سطور

رواية مجرد لأ الفصل الأول 1 بقلم ندى خالد

رواية مجرد لأ البارت الأول

رواية مجرد لأ الجزء الأول

مجرد لأ
مجرد لأ

رواية مجرد لأ الحلقة الأولى

أنا عاوزة أطلق يا ماما
بصيتلها علشان أشوف شكل وشها وهو بيتحول من اللين والترجي إن أرجع للغضب زعقت: نعم؟ تطلقي بعيلين وعندك 28 سنة؟ مين هيصرف على ولادك وهتعيشي فين، الست الشاطرة يا حبيبتي بتستحمل جوزها حتى لو إداها علقة الصبح وبالليل، بلاش دلع عاوزة تبقي مطلقة؟ طيب وبنتك هيتقال عليها أي وهي أمها مطلقة؟
بصتلها بعياط وزعقت: ماما إنتِ شايفة شكلي؟ شايفة إنك لسه جيباني من المستشفى وإن لولا الجيران كان زماني ميتة؟
أستحمل جوزي الي حضرتك إخترتيه وكنتِ شيفاه لُقطة، جوزي إلي فعلا حضرتك مكدبتيش بيصبحني بعلقة ويمسيني بعلقة، جوزي الي بيكسر علي دماغي كوباية الشاي لو مكنتش زي ما هو عاوزها،جوزي إلي حب كل الستات وعاملهم كويس إلا أنا، بنتي؟ بنتي الي هتكبر في وهم إن أمها مجرد ست ضعيفة، بنتي الي نفسيتها اتدمرت وهي لسه ست سنين؟
ماما الطلاق مش حرام انا مبقتش قادرة
بَصتلي بجنون كأنها بُركان: ومين دا الي هيصرف عليكي؟ مطلقة بعيلين، هو إنتِ فاكرة إنه هيصرف عليكي؟ تبقي موهومة يا حبيبتي، وبعدين العيب فيكي أكيد عملتي حاجة غلط، طلعي الاوهام دي من دماغك وقومي روحي انتي وعيالك، قال طلاق قال!
قُمت من قدامها وأنا حاسة إنها عدوتي مش أمي، يمكن عندها حق المجتمع مش هيرحمني لو اطلقت، هروح فين، هحرم ولادي من أبوهم؟
قمت لبست وخدت ولادي ونزلت، اول مرة أكون مهزومة كده، من كام سنة بس كنت برسم أحلام وردية عن فتى أحلامي وإنه ازاي من بين كل البنات هيختارني، دلوقتي أم ضعيفة وست مهزوزة، لبسها مبهدل، جسمها كله ندبات من الضرب، حتى عنيها، عنيها الي كانت جميلة بقت باهتة، لمعتها راحت، كأنها بتوريها الفرق بين زمان ودلوقتي، كنت ماشية سرحانة لحد ما ايدي بِردت، كانت لوحدها، بصيت بخوف أنا كنت ماسكة عائشة وعمر دلوقتي!
: عائشة
رجعت زي المجنونة ادور عليهم، اتنهدت براحة لما لقيتهم قاعدين على كرسي في الطريق قُدام النيل
: عائشة ليه سبتي إيديا
_مش عارفه يا ماما انتِ سبتي ايديا وعديتي الطريق لوحدك وأنا وعمر نادينا عليكي كتير مسمعتيش، ف قعدنا هنا نستناكي
ماما هو إنتِ لي مبتضربيش بابا زي ما بيضربك؟
اتصدمت من السؤال، عائشة إلي سألته كنت لسه هجاوب لحد ما سمعت الجملة الي مكنتش اتمنى أبدا أسمعها سمعت صوت عمر بيقول: عَلَثان بابا راجل يا عائثة وماما مِث هتقدر عليه
عائشة: على كده يا عمر لما نكبر هتضربني علشان إنت راجل؟
عمر: مَعرَفث الِرجالة الكُبار بيعملوا اي بَث أنا بحبك يا عائثة إنتِ وماما لما أكبر هدافع عنكم مِث هضربكم زي ما بابا بيعمل
كانوا قاعدين بيتكلموا ويتناقشوا وكأن الموضوع بقى عادي ودا المعتاد عليه، كتمت دموعي، حقيقي كفاية الضعف والانهزام الي شافوه مِني…
___________________
ممكن إتكلم معاك في موضوع يا حاَزم؟
: إتكلمي يا أختي عندك أي؟ شكلها علقة الصبح مكفتكش وعاوزة تاخدي علقة تانية، لو إتكلمتي في مصاريف زيادة هعلقك
_أنا عاوزة أتطلق
كنت مستنية رد فعله، يقوم يضربني، او حتى يزعق بس العكس، لقيته بيضحك، بيضحك جامد
حازم: طيب يا اختي قومي اعمليلي شاي لأحسن أقوملك، وبعدين طالبة الطلاق ومقوية قلبك جامد كده لي دا انتي أهلك بيرموكي عليا، يعني لا حلوة ولا شخصية، ولا فلوس مش فاهم قلبك مقويكي اوي كده على اساس إن باقي عليكي يعني
دا إنتِ مجرد واحدة بس بتخدمني بلقمتها يعني مش فارقالي
_خلاص طلقني!
كانت العبرة خانقاني ودموعي بتهددني تنزل، خانتني المرادي ونزلت، مزعقتش سِكت، لقيته رد بجفاء: عاوزة تطلقي وتاخدي الي ورايا والي قدامي؟ دا في حلمك يا حلوة، إنتِ هتفضلي هنا تخدمي عيالك بلقمتك انتِ وهما
مِشي من قدامي وبيضحك بيتريقة: قال طلاق قال
نِزل وساب البيت ك عادته بس المرادي أفكاري مسابتنيش، إفتكرت ولادي ونفسي وإن مهما كان خلاص كِفاية
لميت هدومي كلها بهدوء، وأخدت دَهبي الي كان عِبارة عن خاتِمين وسلسلة
عائشة: ماما إحنا رايحين فين؟
: هنمشي يا عائشة إنتِ مش عاوزة تمشي؟
عُمر: وبابا هنثيبه؟
: انت عاوز بابا ييجي معانا يا حبيبي؟
كنت بسأل السؤال دا متعمدة أعرف أنا وهو وصلنا لإية، هل دي نهاية الطريق فعلا؟ إجابة عمر الي هتحدد
عمر: لأ مِث عاوزه علثان بيزعقلنا ويضربك..
مش عارفه دي الاجابة الي كنت مستنياها ولا لأ، بس كنت متأكدة انها الاجابة الي هتخليني أمشي الطريق وأنا عارفة إنه الصح لأن الجاي مكنش سهل….
______________
:بصي البنت دي حلوة إزاي، وكمان مش في ايدها دبلة أي رأيك فيها ل أحمد إبني؟
_إسكتي متعرفيش دي مطلقة، واتطلقت وهي عندها 28 سنة، عاوزة تجيبي الهم لإبنك، دي أكيد عملت حاجة كبيرة خَلِت جوزها يرميها كده، وكمان عندها عيلين، والله أنا لو بدل جوزها أرميها بعيالها مش هي ال إختارت!
كان صوتهم مسموع بالنسبالي، كانوا بيتكلموا جمبي وكأن مش قاعدة، وكأن مشاعري دي مجرد حاجة مش موجودة، هامش مثلا، عدى سبع شهور ولسه لحد دلوقتي مش قادرة أواجه المجتمع، ليه بدال ما كنت الشخص المتضرر بقيت الجاني؟
فيه حاجة جوايا مخلياني عاوزة أرد بس انا دلوقتي أضعف حتى من إن ارد عليهم
: ماما، مااما إنتِ فين؟
فوقت من صوت أفكاري على صوت عائشة بنتي الفترة دي دايما صوت أفكاري أعلى من اصوات الناس دايما سرحانة!
_ها، نعم يا عائشة
عائشة: ماما يلا نمشي من هِنا، الولد إلي هناك دايق عمر وقاله إنت ليه دايما باباك مش موجود وعُمر إدايق ةمرضيش يقولك علشان متزعليش
_وكأن عائشة كانت قاصدة تدوس على جرحي، وكأنها بتفكرني للمرة المليون بعدم قدرتي على مواجهة المجتمع دا، هي فكرتني بضعفي، ليا سبع شهور مبكلمش حد، ملقيتش شغل، وفي النهاية إتطلقت وبقيت عالة على رأي أمي بس المرادي مش لوحدي لأ، معايا أولادي
: تعالي وريني يا شوشو مامِت الولد دا
رحتلها وأنا مشحونة: لو سَمحتي
_إتفضلي؟
: ينفع حضرتك تبقي تربي إبنك يحترم الأطفال غيره؟ كل مرة بيدايق إبني وبيتنمر عليه وأنا بسكت لأنه طفل بس الوضع زاد عن حده
كنت بتكلم بعصبية وكأنِ كنت بنتقم منها بدال الستات الي كانوا قاعدين جمبي بس اتفاجئت وهي بتتكلم معايا بِلِين، كان كلامها هادي عكس كل الكلام الي سمعته في حياتي الفترة الي فاتت الي كان كله لوم، سخرية، غضب، أو حتى كُره
_أنا آسفة نيابة عن إبني وأوعدك إنه هياخد عقابه يا حبيبتي
: شكرا
وأخدت عائشة وعمر وماشية لقيتها نادت عليا: تعالي إقعدي معايا أطلبلك حاجة ليكي وللأولاد وياريت تقبلي ومترفضيش…
بصيتلها وإعتذرت: ياريت مرة تانية إحنا لازم نمشي
_مش بتمشي كل يوم في الوقت دا ، ياريت نتكلم أنا عاوزة أكلمك من فترة بس الفرصة مجاتش..
كنت مستغربة عاوزاني في اي بس فضلت أقعد، انا مش عاوزة ارجع بدري علشان نتخانق أنا وماما كل يوم، وأحس ان حِمل وعالة على بابا
قعدت قدامها وقلت لعائشة وعمر يروحوا يكملوا لعب
: حضرتك عاوزة مني أي؟
_إسمك أي الأول، أنا مديحة
ومديتلي ايدها تسلم عليا، ك رد فعل مديت إيدي ليها: تشرفنا وأنا فَرح
مديحة: إزيك يا فرح، تعرفي إن بقالي فترة عاوزة أكلمك، من ساعة ما عرفت إنك مطلقة
فرح: وعاوزة مني أي جيبالي عريس يعني؟ ولا جايبالي محاضرة عن نظرة المجتمع للمطلقة
قمت بعصبية من مكاني بس وقفني صوتها
مديحة: لأ جاية أحكيلك عن نظرة المجتمع لكل حاجة حوالينا، حابة أتكلم معاكي، عاجبك شكلك؟
إنت كل يوم بتبقي قاعدة دموعك بتهددك تنزل وانتِ وسط الناس إنتِ فاكرة إنه مش باين بس هو باين وأوي كمان، تعالي نتكلم وإهدي
رجعت وقعدت قدامها وكملت كلامها
: المجتمع مش رافضك علشان انتِ مطلقة لأ، المجتمع بيفرض أي حد يقوله لا، المجتمع والناس حوالينا مش بيعترفوا بكلمة على راحتك، لأ راحتك الي يريحهم هما بس وإنك تمشي على كتالوج هما رسموه
أختي عندها 28 وعشرين سنة، لسه متجوزتش تفتكري المجتمع رحمها؟
أختي بقت عانس وفاشلة في حياتها رغم إنها واخدة ماستر وعاملة دكتوراه وبتشتغل في شركة كويسه بمرتب كويس، على فكره اختي مش رافضة الجواز قد ما رافضة تختار غلط، زي ما ماما عملت، آه متستغربيش أنا امي مطلقة برده انا معرفش قصتك إنتِ إتطلقتي ازاي، بس ماما وقتها اطلقت غصب عنها علشان خلفتها بنات، مبتجبش ولاد!
عندي 34 سنة عشت منهم 25 مبحبش نفسي وبتمنى أكون ولد، يمكن وقتها ماما مكنتش زعلت وبابا كان هيبقى هنا، مع ان اشتغلت شغلانات كتير اوي على عكس رجالة كتير دلوقتي حياتهم على القهاوي،
قابلت جوزي وحبني، تقريبا عوضني، بس لازال المجتمع بيدخل بينا، طبعا لا تخلو جلساتنا العائلية من التنظير عليا وانهم بيعتبروني فعليا سحراله، وببقى قاعدة وسطهم ساكتة ومنبوزة،
يعني شفتي المجتمع مرحمش حد فينا، رغم اختلاف القصص
وعلى فكره حتى الرجالة المجتمع مرحمهش، مع الوقت بقى مطلوب منه يشتغل شغلانة واتنين وتلاتة، يحاول مع ان قصاد محاولاته بياخد أجر زهيد ولكنه مكمل، لو نجح يبقى محظوظ ولو فشل وطول عمره كان ناجح بيعتبروا نجاحة دا كان حظ صدفة إلا انه مجهود، رجالة وستات في مجتمعنا عايشين كل يوم حياة تعيسة بسبب انهم معاشوش قصة تقليدية زي بقية المجتمع، بسبب انهم قالوا لأ
فرح:……
___________

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية مجرد لأ)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى