روايات

رواية ندم صعيدي الفصل الخامس عشر 15 بقلم مريم محمد

موقع كتابك في سطور

رواية ندم صعيدي الفصل الخامس عشر 15 بقلم مريم محمد

رواية ندم صعيدي الجزء الخامس عشر

رواية ندم صعيدي البارت الخامس عشر

ندم صعيدي
ندم صعيدي

رواية ندم صعيدي الحلقة الخامسة عشر

كان المنزل فى حاله من الفوضى العارمه و الجميع كانوا فى حاله صعبه و مشفقه جداً فكل من بالمنزل كان متوتر و قلق.
فها هى الساعه قد أصبحت العاشره مساءاََ و لم يظهر أثر لأى من الجد مدحت أو العم سالم و حتى لم يصل اى خبر عنهم و لا عن ما حدث للمصنع لم يسمعوا من اهل البلد إلا ان المصنع أصبح رماد و سوف يكون من الصعب مادياََ أن تتم اعاده ترميمه مره اخرى.
ولكن الكل كان يشكر الاله لأنه أثناء الحريق لم يتأذى أحد من العمال أو الحراس.
بينما عبله كانت جالسه فى القصر و قد تحولت تماماً فعبله السابقه كانت هادئه و مؤمنه بقضاء الله عكس عبله حالياََ التى كانت تصرخ و تنتحب ( بتولول يعنى ) على الحاله التى وصلوا إليها و تنتحب أكثر كلما فكرت فى المصائب التى تمطر على رأسهم كأمطار يناير و يزداد نحيبها و صراخها أكثر و اكثر كلما أتى لعقلها فكره انهم على وشك الإفلاس.
💔
💔
💔
💔
و لكن بالطبع على الطرف الآخر يوجد من لا يبالوا بكل هذه الأحداث فهى بالنسبه لهم تفاهات أو كما يقولوا الموضوع لا يخصنا.
مثل سلمى و إسحاق و مونيكا و إدوارد و تيسير فهم كانوا يجلسوا مع سالم و سليم فى غرفتهم و يلعبون ألعاب الكترونيه على الهواتف سوياََ و لا يعطوا بال لكل ما يحدث بالأسفل
؛ فهم كانوا يلعبون (ببجى) أو كما يسميها بهجت و فيكتوريا ‘ اللعنه السارقه لعقول البشر ‘ فهم عندما يبدأوا فى لعبها ينسوا أنفسهم و ينسوا سنهم و ينسوا وقتهم بالمعنى الأصح يتخلوا عن عقولهم و يبدأوا بالصراخ مثل المجانين و لا يتوقفوا إلا عندما يصرخ بهجت أو فيكتوريا بهم و يأمروهم بالصموت.
💣💣💣💣💣💣💣
و سلطان ايضاََ الذى جاء له هاتف من العمل يأمروه بالحضور للسفارة الاسبانيه فى مصر فوراً لأمور هامه سريه جداََ و بالطبع سلطان ينفذ الأوامر و بالفعل لم يخبر اى احد على سبب سفره.
🤫🤫🤫🤫🤫🤫
و يوجد أيضاََ عيسى الذى كان يجلس فى غرفته على سريره كالموتى و لا يعطى اهتمام للعالم أجمع و لا كأن ما يحدث أسفل يخص عائلته.
فكان عيسى يشاهد صور سلمى على مواقع التواصل الاجتماعى و كم أعجبته ملابسها الهادئه العمليه و عدم وضعها لأى من مستحضرات التجميل فكانت طبيعيه و رقيقه للغايه.
و كان يشاهد ايضاََ فيديوهاتها مع الإعلاميين و الصحافيين و أكبر رجال الأعمال التى كانت تتحدث فيها بكل ثقه و قوه و لباقه و ايضاََ رأى فيديوهات و صور لها و هى فى الاحتفالات الشهيره و الاجتماعات المهمه و المؤتمرات الصحفيه.
كلما تذكر كيف كان يتحدث عليها بالسوء مع لؤى و ايضاََ مع تلك الخائنه كارولين و كيف كان يهملها و لا يسأل عنها طوال هذه السنين الطويله.
يشعر بخناجر حاده حارقه تدخل إلى أعماق قلبه ثم تخرج و تعود مره اخرى عندما تزور عقله ذكرى من ذكرياته القاسيه معها
عندما كان يضربها أو يسبها بأفظع الألفاظ أو عندما كان يطعنها فى شرفها أو أو أو أو فهو قد فعل بها الكثير و الكثير فعل بها ما لا تتحمله أى أنثى فى سنها أو حتى أكبر منها و كلما تزايدت الذكريات كلما تزايد الندم الذى ينتشر فى أعماق قلبه كالسم القاتل الذى سيقضى على روحه فى اى وقت و دوائه الوحيد حتى لا يموت من هذا السم بين يدى مالكه قلبه الأولى و الأخيره ” سلمى”
أجل فهو الان يعترف بحبه لها بأعلى صوت لديه فهو كان يحبها منذ نعومه اظافرها منذ أن كانت تكبر أمام عينيه و يقوم هو بتربيتها.
فكان عيسى لا يجعل أى ذكر صغير أم كبير يقترب منها سواه هو ؛ يعترف عيسى انه لم يرى بجمالها أو أخلاقها أو طيبه قلبها و لكنه كان غبى نعم غبى منذ أن بدأ يجرى وراء تحقيق أحلامه نسى كل شئ نسى عائلته و نسى أصدقائه حتى حبه الأول و الوحيد نساه بكل سهوله.
ندمه يزداد عندما يرى صور لأطفاله الصغار مع سلمى أو مع عائلتها و ما زاد من استغرابه أن سلمى لم تكن تخفيهم عن العالم بسبب عدم ظهور اب لهم.
ما اعجبه بها انها كانت تلك المرأه القويه رغم صغر سنها و بدلاََ من اخفائهم أو التستر عليهم فعلت سلمى العكس فسالم و سليم كانوا دائمين الظهور معها فى كل نجاحاتها أو مقابلاتها الكبيره.
و عندما كان أحد الصحافيين أو الإعلاميين يسألوها عن والد أطفالها كانت تجيب على سؤالهم بكل ثقه و قوه مع رأس مرفوع بكبرياء أنثى
انها منفصله و ان الطفلان سالم و سليم أولادها هى و لا تحتاج لأى رجل حتى تربيهم فهى كافيه لهم هى و عائلتها تساندها فى هذا.
كلما رأى صور و فيديوهات أكثر كلما شعر بألم الندم أكثر فالألم أصبح ينتشر فى كل خلايا جسده و عقله و كان عقله متعب للغايه فعيسى ايضاََ لا ينفك عن التفكير فى خطه لعوده سلمى و أطفاله له.
❤️
❤️
❤️
❤️
قاطع الهدوء الطاغى على أجواء البيت صراخ عبله العالى فى منتصف المنزل و هى تشكى حالها و تستفسر عن تلك المصيبه الكبيره التى حلت على رؤوسهم من زوجها الذى حضر أخيراً.
نزلت سلمى و تلاها عيسى من غرفهم فتقابلوا على السلم و نزلوا سوياََ و وصلوا إلى مكان صراخ عبله.
و الاثنان تفاجؤا مما رأوه.
فكان الحج مدحت و العم سالم حالهم مقلوب رأساََ على عقب
كانوا فى حاله صعبه يشفق عليها حتى أصحاب القلوب القاسيه ملابسهم متسخه من رماد حريق المصنع و عمتهم غير موجوده و وجهم لطخ بشحم اسود فى بعض من الأماكن المتفرقه بوجههم.
عبله بإنتحاب : شفت يا أبا الحج اللى بيحصلنا شفت المصيبه الكبيره اللى هلت علينا ديه هنعمل ايه يا حج هنعمل ايه هنفلس خلاص مش هنلاقى فلوس ناكل و نشرب بيها يا حوستى السوده يانى يا أما يا مرارك يا عبله يا مرك يا عبله.
بدأت عيله النحيب و الصراخ ومعها خادمات المنزل و بعض من سيدات البلد و زوجات العالمين فى المصنع.
صرخ عليهم الحج مدحت بنبره حاول جعلها ثابته و قويه : أكتمى يا وليه منك ليها محصلش حاجه لكل ده عيله الجارحى متجعش واصل اللى انكسر يتصلح مش رايد كلام كتير فى الموضوع ده .
فأكمل العم سالم بنبره حاده لا تقابل النقاش : انا مش رايد أى كلام ماسخ فى الموضوع ديه محدش لازم يفكر أو يجى على باله حتى أن عيله الجارحى ممكن تجع فى يوم من الايام.
سامعييييين يا غجر.
خرجت كل النساء من المنزل بسرعه حتى يتفادوا غضب هاذان الرجلان الغضبان و دخل ايضاََ كل الخدم إلى غرفهم حتى يتجنبوا هم الآخرين غضب مدحت و سالم فهم أكثر من على درايه به.
خلى المنزل من كل الغرباء اخيراََ فأستسلم الحج مدحت اخيراََ و وقع على أقرب كرسى خلفه و هو يمسك قلبه بقبضه يده و بقوه شديده و قد ظهر للجميع ضعفه فهو لم يقدر على تمثيل القوه دقيقه أخرى.
هب سالم ابنه من مكانه بسرعه ناحيه والده و قال له بنبره قلقه : حج مالك يا أبا الحج فيك ايه ؟!
الحج مدحت بصوت غلبه التعب و الإرهاق : تعبان يا ولدى حاسس بحاجه ماسكه فى جلبى و جاعده تعصر فيه.
هلعت عبله و هى تتجه ناحيه مدحت بسرعه : أبا الحج جوم مالك بس تحب اتصل بالاسعاف يا حبيبى.
وقف الحج مدحت بكبرياء رجل صعيدى يأبى كسره بضعفه : مفيش حا …. حاجه يا عبله يا بنتى انا ب ….. بخير انا هطلع اتسبح وا …… انزل طوالى عش ….. عشان را …. رايد أت …… اتعش……..
قاطع كلامه المتقطع من أنفاسه اللاهثه سقوطه على الأرض بقوه فزع الجميع ماعدا شخص واحد وقف بثبات و قوه و لم يرف له جفن من ما يحدث امامه و ذلك الشخص بالطبع يكون < سلمى > و من غيرها.
وقفت بثبات و قوه حتى أنها استغربت و صدمت من قلبها القاسى الذى لم يحن لجدها القابع فى الأرض شاحب كالموتى
أو على عيسى الذى يحاول حمله بذراع واحده بسبب إصابه ذراعه الأخرى و لا يقدر على فعلها
أو على سالم الذى يجرى كالمجنون هنا و هناك ينادى الغفر بصوت عالى حتى بجلبوا طبيب أو يتصلوا بالاسعاف
أو حتى على عبله التى تبكى بكاء يتقطع له القلب.
لم تعطى لأى منهم اى اهتمام.
بالعكس فقد سمعت قلبها القاسى داخلها يقول لكرامتها و كبريائها المجروحين جمله واحده بكل قسوه و سخريه.
شوف يا أخى سبحان الله ؛ اللى كان فاكر نفسه جبار و مفيش حد يقدر على جبروته اهو واقع فى نفس المكان اللى وقعنا فيه من كام سنه بس
وقع و مفيش حاجه سندته لا جبروته و لا كبريائه و. لا تقاليده و لا حتى فلوسه و سمعته.
وقع فى نفس المكان اللى وقعتى فيه يا سلمى بعد ما اتذللتى لكل واحد فيهم بعد ما بوستى رجله بعد ما اتحايلتى عليه ينقذ اللى فى بطنك من عيسى و موافقش بحجه انك نجستى شرف العيله و عشان قال ايه كل واحد يعمل اللى عايزه فى مراته.
هههههههههه فعلاََ صدق اللى قال
” كما تدين تدان ”
أفرحى يا سلمى انتقام الجبار الحقيقى اتنفذ و جيه لحد رجلك انتى مش كنتى دايما تقولى يمهل و لا يهمل.
قاطع كلام قلبها عقلها الذى قال بصوت خشن حاد : بس ده ميمنعش أن خطتنا زى ما احنا متفقين و مفيش رجوع اللى حصل النهارده ده قضاء و قدر و ده ميمنعش اننا نكمل فى انتقامنا.
قاطع حديثها الداخلى الحاد دخول الطبيب الذى جلبه غفير المنزل من الوحده الصحيه.
اتجه الطبيب ناحيه الحج مدحت بسرعه و بدأ الكشف عليه و عندما لم يجد استجابه منه أمرهم بضروره الذهاب للمستشفى فوراً لخطوره حاله الحج مدحت.
و بالفعل تم إحضار سياره إسعاف فوراََ للحج مدحت لنقله إلى المستشفى وذهب معه ابنه سالم و عبله و عيسى.
بينما سلمى وقفت فى منتصف الحديقه تنظر إلى سياره الإسعاف و هى تتجه للمستشفى و على وجهها ابتسامه خبيثه منتصره.
😈😈😈😈😈😈😈😈😈😈😈
فى مكان آخر كانت أم بسنت و بسنت مقيدين فى كرسى حديدى و فمهم مغلق بأحكام و اعينهم موضوع عليها قماشه سوداء حتى لا يروا شيئاََ.
يظهر على وجههم علامات الضرب العنيف و يظهر على أجسادهم علامات طويله بنفسجيه داكنه منتفخه تظهر لمن أمامهم انه تم جلدهم بقوه قاسيه بالفعل و بطريقه شنيعه ايضاََ.
كان المكان هادئ إلا ان قاطعه صوت عالى لخطوات ثابته و واثقه رنت فى أذن ام بسنت و أبنتها و قد علموا بالفعل ان تلك الخطوات تعود لانثى.
اقترب منهم الرجال و ازالوا القماشه السوداء من على عيونهم و الشريط اللاصق من على فمهم فأصبحت الأمور واضحه الان و مرئيه.
كانوا ينظروا بخوف و ضياع للمكان حولهم و لكن حين وقعت عينيهم على سلمى تجمدوا فى مكانهم من الصدمه فلم يكن يتوقعوا أن تلك الحمقاء قد تكون وراء كل ما حدث لهم .
كان أول من فاق من صدمته أم بسنت فقالت بصوت عالى غاضب يكسوه الغل و الحقد : هو انتى اللى عملتى فينا كل ده يا بنت سليم.
سلمى بصوت هادئ و وجه برئ مصطنع يخفى نواياها الشريره : و الله ما انا يا طنط هدى (أم بسنت ) انا كنت قاعده في أمان الله لا بيا و لا عليا فجأه لقيت رجالتى بيتصلوا بيا و يقولولى انهم لقوكوا قدام المخزن و مضروبين كده انا لسه معملتش فيكوا حاجه يا طنط ده انتي بالذات غاليه عندي أوى و واجب ضيافتك عندى هتاخديه على قد غلاوتك عندى و متخافيش بنتك مش هتمشى من هنا الا لما ابسطها على الآخر.
ابتلعت هدى (ام بسنت) و بسنت ريقهما بتوتر شديد و بدأت بسنت تتوسل لسلمى حتى تسامحهم و لكن سلمى كانت كالنائمه مغناطيسياََ
فخرجت سلمى من تلك الغرفه و أغلقت باب الغرفه المتواجده بها تلك الافعتان بقوه و شراسه ثم ذهبت اتجاه محمد و قالت له بنبره غاضبه أرسلت القشعريره للرجال خلف محمد : تمانيه و أربعين ساعه بالظبط و اعرف مين القمور اللى بيلعب معانا ده فاهمنى.
محمد بطاعه : فاهم يا سلمى هانم.
أكملت سيرها إلى غرفه أخرى أظلم من الغرفه التى تمكث بها الافعتان بسنت و امها و لكن تلك الغرفه كانت أسوء منها بكثير.
عندما دخلت وقع نظرها على جسد تلك المرأه المخطوفه أمامها و هى تنام على الأرض مقيده بسلاسل من الحديد واحده فى قدمها و الأخرى في يدها و كانت لا حول لها و لا قوه مغيبه عن العالم لا تعلم بما الذى سيحدث لها فى المستقبل.
فقالت سلمى بنبره هامسه كفحيح الأفعى مشبعه من الخبث و الشر
: نورتى مكانك يا بنت سالم نورتى مكانك يا إيمان.

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية ندم صعيدي)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى