رواية شد عصب الفصل الخامس والأربعون 45 بقلم سعاد محمد سلامة
رواية شد عصب الجزء الخامس والأربعون
رواية شد عصب البارت الخامس والأربعون
رواية شد عصب الحلقة الخامسة والأربعون
الخامس_والأربعون الاخيره.3
«سُكون ما قبل العاصفه»
شد عصب
ـــــــــــــــ
بعد مرور ست أيام
مساءً
تبسمت سلوان لـ جاويد الذى دخل الى الغرفه يتسحب مثل اللصوص،نظر جاويد لها يشعر بإنشراح فى قلبه من ذالك المنظر وهى تجلس على الفراش تضُم صغيرهم لصدرها،إقترب جاويد منهما وجلس جوارهما على الفراش عيناه مُنصبه على ذاك الصغير الذى شبع ويبتسم مد جاويد يديه وأخذه من سلوان بحذر وقبل وجنيته، تسلطت عين سلوان هى الاخري على الصغير، رفع جاويد نظرهُ لـ سلوان قائلًا:
أنا أنتهزت فرصة إن خالتي محاسن مشغوله مع اللى بيجهزوا للسبوع والعقيقه بكره،مش عارف أقعد معاكِ ولا مع إبني لوحدنا.
إبتسمت سلوان قائله:
والله طنط محاسن دى حنينه أوي،والله حسيت إن لو مامتي الحقيقيه كانت هتعمل زيها من يوم ما ولدت وهى قاعده جانبي،وكل شويه تقولى كُلي عشان لازم تتغذى ولما أقولها كفايه كده انا أتنفخت كتير من الحمل ولازم أبدأ أعمل دايت عشان أخس تقولى بكره تخسي لوحدك مستعجله ليه.
نظر جاويد لجـ سد سلوان وغمز بعينيه قائلًا بإيحاء:
خالتي بتفهم فى ذوقي كويس،وأنا من رأيها أنك بلاش تخسي كده حلو أوي.
خجلت سلوان من غمزة عينيه وحاولت تغير الحديث:
شوفت الحجاب اللى طنط يُسريه جابته لـ جلال
يشبه نفس الحجاب اللى إنت بتلبسه على فكره.
نظر جاويد لذالك الحجاب المشبوك بملابس صغيرهُ وأمسكه بيده شعر بغصه لكن رسم بسمه،حقًا الحجاب يُشبه ذاك الحجاب الخاص به،تنهد بآسى فهذا الحجاب وضعته يُسريه بصدره بعد وفاة توأمه وطلبت منه عدم خلعه،فى البدايه كان يتناسى إرتداؤه،حتى أنه كان يتضايق منه أحيانًا ويُخفيه أسفل ملابسه حتى لا يبقى مسار للسخريه من البعض، لكن يُسريه كانت حريصه على ذلك،حتى أصبح مع الوقت يتعود عليه وحين يخلعه عن صدره يشعر بشئ ناقص.
ظل الإثنان لوقت يتسمران ويبتسمان مع ذاك الصغير الذى مزج بينهم،تلمع عيونهم بفرحه،وقلوبهم تنبُض بأماني سعيدة لهذا الصغير.
❈-❈-❈
صباح اليوم التالي
بمنزل صالح
على شُعاع نور تسرب للغرفه من تلك الشُرفه فتح زاهر عيناه نظر الى تلك الغافيه تقترب من الحرف الآخر للفراش زفر نفسه بزهق من حسني التى مازالت تتبع معه ذاك الأسلوب الشبه صامت فقط ترد عليه بعد ضجر منه،كذالك تُشاركهُ الغرفه والفراش لكن تُحايدهُ بتعمُد منها
نظر كم هى هادئه وهى نائمه بملامح بسيطه ورقيقه، تنهد وهى ينظر لها نظرة ندم
وتذكر أكم من مره قالت له يُسريه أن حسني بريئة من تلك المؤامرة والتى حاكتها زوجة أبيها فقط،لكن كان يصم أذنيه عن ذلك،لكن تيقن من صدق حسني متأخرًا
تذكر سماعهُ لحديث حسني مع زوجة أبيها بعد نهاية ثالث يوم لعزاء والداها
[فلاشــــــــ باك]
كان هذا هو اليوم الثالث للعزاء
مساءً
إنفض صوان عزاء الرجال دلف زاهر الى المنزل كان شبه خالِ، لكن سمع صوت حديث يآتى من تلك الغرفه، توجه نحوها لكن توقف على جانب الباب حين سمع ثريا تقول لـ حسني بتصعُب كاذب ونُصح تمدح به:
زاهر كتر خيرهُ وقف فى صوان عزا الرجاله وأخد العزا مع علي،المفروض تقصري الشر اللى فى دماغك وترجعي معاه لداره،الست مننا مش بترتاح غير فى دار جوزها.
نظرت لها حسني بسخط قائله:
أبويا لساه ميت من تلات ليالى بس ومش طيقاني،عالعموم متحمليش هم،أنا فى شقة فى دار جدي الساكن اللى كان مأجرها ربنا فتح عليه وإشتري شقة مِلك،أنا بس هستنيي كم يوم على ما ينقل العفش بتاعه وأدبر لنفسى شوية عفش وأروح أعيش فيها.
إدعت ثريا المفاجاة وصفعت على صدرها بلوم:
إكده تفهميني غلط،دا إنتِ زى بِتِ أنا غرضي مصلحتك.
لو كانت بوقت آخر وشعور آخر غير الذى يغص قلبها لكانت ضحكت بإستهزاء على تشبيه ثريا لها بإبنتها،لكن تهكمت بسخريه وقالت بتكرار:
زي بِتك،بلاه الكدب أنا فهماكِ صُح يا مرت أبوي.
إدعت ثريا البراءة وتجاهلت فحوي رد حسني وقالت بتمثيل:
وهتعيشى فى شقه لوحدك إكده ناسيه إنك متجوزه وحديت الناس واعر،يقولوا علينا أيه،إنت مهما كان بِت جوزي،وسمعتك من سُمعة ولادي،يرضيكِ الناس تمسك أطرافنا.
تهكمت حسني بسخط قائله:
لاه مش ناسيه إنى متجوزه، بس جوازي هينتهى،
ويعني كان فرق معاكِ قبل إكده حديت الناس ولا سُمعتي لما دبرتى كدبة إن انا وزاهر كُنا إهنه فى الشقه لوحدينا،وشوفتينا بنحب فى بعض،عملتِ تمثليه عشان طمعك فى زاهر وفلوسه،إطمني يا مرت أبوى أنا مش هقولك عاوزه حاجه من ورث أبوي،بس كل اللى عاوزاه منيكِ تسيبني فى حالى الفتره الجايه إعتبريني ضيفه عينديكِ،لحد ما أدبر شؤني.
إزدردت ثريا ريقها وكادت تتحدث برياء،لكن حسني تمددت على الفراش وجذبت الدثار عليها قائله بنهي:
أنا تعبانه ومش حاسه براسي من ليلة ما كنت مع أبوي فى المستشفى وعيني مغفلتش،إطفي النور وإنتِ طالعه من الاوضه وخدي الباب فى يـ دك.
نهضت ثريا بضجر قائله:
على راحتك انا كان غرضي مصلحتك.
تهكمت حسني ونفضت عن رأسها وأغمضت عينيها تستجدي النوم عل وجع روحها يخف،ويزول معه ذلك الصداع الذى يطرُق رأسها بمطارق.
بينما زاهر شعر بغضب حين سمع حديث حسني عن رغبتها بالعيش فى شقه وحدها،بل وإزداد شعور الغضب لديه حين ذكرت أن ستنهي زواجها منه، كاد يدخل الى الغرفه ويقوم بصفعها وأخذها معه حتى لو بالقوة والغصب لكن تمالك أعصابهُ وإستمع الى باقى حديث حسني مع زوجة أبيها،علم الحقيقه،حسني لم تكُن مُشاركة بذاك الفخ،هى كانت مثلهُ ضحية زوجة أب طامعه فى الثراء،شعر بوخزات قويه وندم،تسرع بالمغادره قبل أن تخرج زوجة أبيها من الغرفه وتراه لا يريد رؤية تلك المُرائيه الكاذبه ربما تصرف معها بطريقة فظه الأفضل أن يذهب،بالفعل غادر وكان يُراقب حسني عن كثب لا يعلم ماذا كان ينتظر كي يذهب إليها ويُعيدُها اليه مره أخري ويطلب منها البدأ من جديد،ربما التردُد أضاع منه فرصة سهله لذلك.
[عوده]
عاد ينظر لـ حسني بندم، لكن إبتسم حين رأها تتقلب على الفراش وأصبحت قريبه من حرف الفراش ولو تحركت ستقع من عليه، فكر بعبث وإقترب منها وقام بتسحيب يـ ده أسفل جسدها والأخري وضعها على خصرها وقام بإحكام وضم
جـ سدها بين يـ ديه وظل ينتظر رد فعلها.
شعرت حسني كآن قيد وضع حول جـ سدها.
شعرت حسني كآن قيد على جـ سدها حاولت أن تتحرك، لكن زاهر كان أمكر وأحكم يديه، فتحت عينيها للحظه تفاجئت بوجه زاهر قريب منها ويبتسم، تنهدت ببسمه وأغلقت عينيها ظنًا أنها بحلم،حاولت رفع يديها حتى تتمطئ،مازال القيد بل أحكم أكثر فتحت عينيها مره أخرى ثم أغمضتها
لكن فتحت عينيها بإتساع وصدمه ونظرت الى وجه زاهر القريب من وجهها، الذى يبتسم
هذا ليس حلم
هكذا أخبرها عقلها للحظه شردت بتلك البسمه لكن سُرعان ما فاقت حاولت الحركه،لكن حصار زاهر منعها،بل لم تستغرب حين قال زاهر:
صباح الورد.
أنهى زاهر قوله بـ قُـبله على وجنتيها،وكاد يُقبل
شـ ـفاها لكن حسني إبتعدت برأسها قليلًا
وحاولت دفع زاهر عنها،تلاقت عينيها مع عيني زاهر الذى شعر بغصه فى قلبه من نظرة حسني التى كانت تحمل عِتابً، أغمض عينيه لوهله بندم ثم فتحهما ورفع إحدي يـديه أزاح تلك الخُصله الشارده عن وجنة حسني وقبل مكانها أغمضت حسني عينيها للحظه تحاول السيطره على تلك المشاعر التى تجتاحها، هى خاطئة زاهر بالفترة الأخيرة أصبح يتقرب منها، لكن مازال بداخلها هاجس يجعلها تخشى الإنجراف يكفى ما شعرت به سابقًا حين تركت زمام أمرها وذكرى تلك الليلة التى إستسلمت فيها مازال عالق برأسها قول زاهر أن ما حدث كان خطأ لأنه يُفكر بإنهاء زواجهم، لكن هنالك شعور بقلبها أحيانًا يتحكم بها وتريد البدأ من جديد ونسيان أو تجاهل ما حدث، زاهر تغير كثيرًا، أنبها عقلها وأخبرها أن هذا ربما كان فى البدايه رد كرامه من زاهر حين أرغمها على سحب دعوى الخُلع، إمتثلت ليس غصبًا بل لأنها بداخلها تود حياة هادئه، لكن هنالك حاجز تشعر به تخشى أن يكون تغيُر زاهر فى معاملته لها مجرد وقت يشفق على بؤسها بعد وفاة والداها ومع الوقت يعود كما كان يتعصب من مجرد رؤية وجهها، إستسلمت لقرار عقلها الذى يرى أن الشفقه لن تدوم كثيرًا وعليها أن تتقبل ذالك، حاولت فك حصار يـدي زاهر عنها بالفعل إستسلم زاهر يشعر بوخز فى صـ دره لكن سُرعان ما إعتدل على الفراش بظهره يضحك بهستريا على حسنى التى لم تنتبه أنها كانت على آخر حرف الفراش
ويـ دى زاهر هى ما كانت تمنعها عن السقوط أرضًا
شعرت حسني بآلم فى ظهرهاحين سقطت من على الفراش،لكن إغتاظت من ضحك زاهر ونهضت سريعًا وإقتربت من الفراش بغيظ قامت بصفع زاهر على صـدره بخفه قائله:
بطل سخافه بتضحك على أية.
مازال زاهر يضحك كلما تذكر سقوطها،مما أغاظ حسني التى كادت تصفعه مره أخري لكن هو جذبها من يـ دها وأختل توازنها وأصبحت مُمده فوق جسده،سُرعان ما بدل وضعهم وأصبح يعتــليها
إرتبكت حسني ورفعت يدها تدفعه عنها لكن زاهر دفس وجهه فوق صـدرها وتنهد بقوه ثم رفع رأسه ونظر الى تلك الدمعه التى تلآلات بعينيها غص قلبه ورفع يـ ده يتلمس وجنتيها بأنامله وإنحني
يُقبـل وجنتيها ثم سلط عينينه بعينيها وتحدث بندم:
أنا آسف يا حسني،مش هقولك سامحيني،بس بطلب منك نبدأ من جديد،أنا مش هكدب عليكِ وأقولك إنى حبيتك،بس أنا محتاجلك صدقيني وفى إيـدك
تحولي الإحتياج ده لإجتياح عشق أنا زيك ملقتش اللى يحسسني بالحنان كنت مختصر مشاعري وحاططها فى مكان مش ليا،فجأة إنتِ دخلتِ حياتى بالفرض حسيت إنى تايه قبل الليله اللى إندمجنا فيها سوا كان كل اللى فى راسى إن أنهي الجوازة دى وبعدها هخلص من التوهان ده، لكن بعد اللى حصل بينا ليلتها كنت غضبان من نفسي وقتها وخرجت غضبِ عليكِ وقبل ما أصدمك صدمت نفسي،لما صحيت الصبح والشغاله قالتلى إنك مشيتِ قلبي إرتجف لأول مره أحس إنى فقدت شئ كنت غلطان ومفكر إن مالوش أهميه،حتى لما مرات عمِ سألتني عنك معرفتش أقولها أيه المشكلة اللى حصلت بينا لآن مفيش مشكلة حصلت بينا واللى حصل كان طبيعي يحصل عشان أفوق من السراب اللى كنت عايش فيه،قولت أسيبك فترة وأشوف أيه اللى هيحصل،كان سهل أطلقك زى مرات عمِ ما لمحت لى،بس كان جوايا إحساس بيمنعي يقولى لاء،حتى يوم وفاة عمِ إبراهيم أنا كنت جاي أتحج وأتخانق معاكِ وفى الآخر أرجعك لهنا تاني وأقولك خليكِ قريبه مني حتى لو مفيش بينا حديت ولا رؤيه بس وجودك هنا فى الدار كان بيحسسني إن فى روح هنا فى المكان إنى مش وحيد فى الدار،هقولك على سر أنا كنت براقبك وببتسم لما بشوفك بتتسحبِ عشان انا مشوفكيش،كنت ببقى عاوز أقولك إنى شايفك زى ما حصل ليلة ما بوستك فى المطبخ مكنتش أول مره أشوفك بس كنت بحاول أتغلب على الإحساس ده.
إستغربت حسني من حديث زاهر وببلاهه تسألت:
إحساس أيه؟.
شعر زاهر بغصه وسأمت ملامحه وجاوب:
إحساس التعلق بالشئ،أنا بخاف أتعلق بحاجه وفى الآخر تضيع مني أو أعيش عذاب وجودها قدامي وبعيده عني،أنا مش هقولك إن قلبي مدقش قبل كده،دق أو يمكن إتوهمت بشئ دلوقتى بقيت بحس إنه مكنش ده الإحساس اللى يدوم يمكن كان ليها زهوة فى قلبي بس بدأت تنتطفي بمجرد ما دخلتِ لحياتي،أنا خايف يا حسني،خايف أبقى صورة تانيه من أبويا صورة بكرهها طول عمري،إنتِ دخلتِ لحياتي بكدبة مرات أبوكِ،أنا كنت فى ضلمه مش شايف حقيقية قلبك الطيب،بس النور ظهر قدامى حقيقتك وفوقت فى الوقت المناسب.
توقف زاهر للحظات تنهد بإرتياح قائلًا برجاء:
حسني خلينا نتجاهل الماضى ونبدأ مرحلة جديده سوا وتأكدي إنى هكون إنسان تاني وهحاول أكون لكِ سند وإنتِ ليا إحتواء لمُتمرد كان أعمي وفتح بسببك.
كلمات زاهر توجهت الى قلبها قبل عقلها،شعرت بالآسى فى البدايه حقًا زاهر كان مثلها يفتقد لمن يُشعره بأهمية وجوده،ربما هي كانت تحاول لفت الإنتباة لوجودها بكثرة حديثها،لكن زاهر كان شبه إنطوائي كما أخبرتها يُسريه، وكذلك والده شخص سيئ، عقلت حديثه بعقلها،هو لم يتجمل ولم يكذب عليها أخبرها بكل مساوئه وطلب منها إصلاحها معه،لم يكذب ويقول أنه أحبها بل مَهد لها طريق أن تغزو هي قلبه بوجودها جواره،فرصة كانت تتمناها لديها يقين أنها أصبحت قادره على التوغل لـ قلبهُ،هى الأخري تحتاج إلى صُحبه وسند تقوي به على مواجهة القادم،فرصه لهما الإثنين لابد من مجازفه ولا داعي للتفكير بما سيحدث مُستقبلًا قد يكون أفضل.
تهاوت يـدي حسني التى كانت تدفعهم بها تنظر لـ زاهر بإستكانه،بينما زاهر نظر لعينيها التى أصبحت صافيه تبسم وبطواعيه من قلبه إمتثل لذالك الشعور وإقترب بشـ فاه من وجهها وبدأ يُقـ بل وجنتيها لم تمتنع سار بشـ فاه يُقـبل كل إنش بوجهها حتى وصل الى شِـفاها وجدها تضمهما بحياء،غزا قلبه ذالك وبتلقائيه ضم شـفاها بين
شـ فاه يقـ بلها بشوق،إستكانت حسني لبعض الوقت غفي عقلها تستمتع بتلك القُـبلات لكن فجأة عادت لوعيها وقامت بدفعه،ترك شـ فاه ونظر لوجهها بترقُب للحظات يخشى أن تُظهر جمودها،لكن هى خيبت ظنه،ظلت للحظات تستنشق الهواء حتى إنتظم نفسها وقامت بدفعه عنها قائله:
أوعى لازم أقوم عشان أروح دار عمِ صلاح،خالتى محاسن ومرات عمِ يسريه مأكدين عليا أكون هناك من بدري عشان تجهيزات العقيقه والسبوع بتوع إبن سلوان.
إبتسم زاهر وغمز بعينيه قائلًا بإيحاء:
عقبال سبوع إبننا إحنا كمان.
خجلت حسني وإستغربت هل ما تراه حقيقه أين ذهب ذاك الأحمق الذى كان ينهرها على أتفه الأسباب،شعرت بإحتياج لذلك الشخص الجديد،إنتبه عقلها وتهربت بعد أن دفعت زاهر عنها نهضت سريعًا نحو حمام الغرفه
وقفت خلف باب الغرفه تلتقط نفسها،تشعر بإنتعاش فى قلبها،هل حقًا ستجد الحنان والعوض،أم زهوة وقت،حسمت أمرها حتى لو كانت زهوة وقت لما لا تجازف ربما تصبح تلك الزهوة حقيقة لبقية حياتها وتنعم بما إفتقدته من حنان وإحتواء وسند حقيقي تستظل بظله….
كذالك زاهر تمدد بظهره على الفراش يشعر بإنشراح قلبه،أمامه فرصه لن يُضيعها ويعيش بقية حياته فى أوهام،مِسك ليست من نصيبه من البدايه كان وهم التعلق لم يكُن عشق والدليل حين علم بأمر خطوبتها لم يفرق معه وقتها كان قلبه حزين على حال حسني،حسني هى ما كان يحتاج إليها،يحتاج لإمراه تُخرجه من عتمة الإنطواءينفتح معها على نور الونس.
❈-❈-❈
بمنزل صالح
مظاهر العقيقه والسبوع للوافد الجديد للعائله كانت صاخبه بفضل محاسن التى كانت تشعر حقًا أن عطايا الله كثيرة، ربما لو كانت أنجبت طفل من رحمها ما كانت عاشت تلك الأفراح بقلبها،لم يُكن النقص منها من البدايه كان من زوجها هنالك من نصحها أن تتخلى عنه وتبحث عن نصيب آخر علها تعوض بطفل من رحمها لكن هى إختارت الرآفه برجُل لم يُرغمها يومً على البقاء معه وتحمُل ذاك الحِرمان،لكن لم تُعانى من الحِرمان معه كان بينهم مودة ورحمة وكذالك إحتواء مُتبادل،حتى أنها لم تُعانى وأعطت ما إفتقدته لكل من تراه يستحق،فى البدايه كان أبناء أختها والآن كبرت دائرة الأحبه
بـ سلوان التى إعتنت بها طوال أسبوع كامل كـ أُم مع إبنتها التى تحتاج الى مساندتها،كذالك سلوان أعطتها شعور جديد،شعور بأول حفيد تحمله…كذالك هنالك تلك الثرثارة
حسني التى أصبحت هى الأخري بالنسبه له ذو أهمية،هاتان إفتقدتا شعور الإحساس بوجود أُم تُعطي لهن النُصح والدفئ،إحتوت الإثنتين،أثبتت خطأ مقولة”فاقد الشئ لا يُعطيه”بل أحيانًا يعطي بسخاء من قلبه.
إبتسمت محاسن لـ حسني وأعطت لها طفل سلوان قائله:
خدي يا بِت يا رغايه تعالى خدي شيلي الواد ده عقبالك إنتِ اللى عليكِ الدور إن شاء الله الحفيد الجاي هيبقى إبنك، مش عاوزه واد رخم وكِشري زي زاهر أبوه هاتي واد بحبوح إكده ويحب الضحك.
إرتجفت حسني وهى تحمل الصغير خوفً من صغر حجمه رغم أنها حملت سابقًا أخواتها وتذكرت جحود زوجة أبيها حين كانت تجبرها المكوث والإعتناء بأخواتها من أجل أن ترتاح لبعض الوقت،وكانت تُعاقبها لو أيقظتها ، لكن هذا الطفل أحيا بداخلها أمنية أن يكون لديها طفل او طفله بالقريب تُعطي لهم ما حُرمت منه.
❈-❈-❈❈
بـ الأقصر
كانت مِسك برفقة صفيه تقومان بالتجول بين المحلات من أجل الإطلاع على بعض مُنتجات تجهيز العرائس كذالك بعض محلات الثياب الفاخره
كانت مِسك تشعر بفتور ولم يعجبها شئ كذالك لم تنتقي أى ثياب لكن صفيه كانت العكس تُعجب بأشياء كثيره لكن حين لم ترضى مِسك تشعر مثلها بعدم الرغبه،سار الإثنتين بأحد الشوارع ربما تعثُران على شئ حسب رغبتهن،لكن فجأة توقفت صفيه وقالت بإستغراب:
محمود!.
نظرت لها مِسك سائلة:
وقفتِ ليه،وبابا فين.
أشارت صفيه على أحد الماره.
نظرت مِسك الى مكان إشارة صفيه،كان هنالك رجل يسير لكن قالت:
بتشاوري على أيه،بعدين بابا أيه اللى هيجيبه هنا؟.
صمتت صفية لديها يقين أن من رأته هو محمود ودلف الى داخل تلك البِنايه التى رفعت راسها ونظرت لها من الخارج كانت بناية راقيه… لكن إمتثلت لـ مِسك التى قالت بضجر:
خلينا نرجع لمكان العربيه،نروح الدار، بصراحه مفيش حاجه مميزه عجبتني.
أومأت صفيه لها بموافقه لكن بعد خطوات عاودت النظر نحو البنايه وحفظت مكانها، جلسن الإثنتين بالسياره تشعر كل منهن بغصات وحقد فى قلوبهن الى أن وصلن الى دار القدوسي، ترجلن من السياره ودلفن الى الداخل، لكن تقابلن مع مؤنس،نظرت له مِسك هو بكامل أناقته على غير المعتاد كان يرتدي جلباب عاديه لكن الآن يرتدي جلباب فاخر وفوقه عباءه عربيه رجاليه مُطرزة بخيوط ذهيبه وعمامه رأس صعيديه، تفوهت بسؤال:
رايح فين يا جدي.
رد مؤنس ببساطه:
النهاردة سبوع إبن جاويد الأشرف وهو جالى بنفسه ودعاني عالعقيقه ولازمن أحضر،أنتم مش هتحضروا ولا أيه
إنغرس نصل بقلب مِسك وشعرت ببُغض ولم تتفوه، بينما صفية قالت بإستهزاء:
لاه إزاي هنحضر طبعًا بس هنرتاح هبابه من المشوار وشويه ونروح نبارك.
علم مؤنس من رد صفيه أنها مازالت تكن البُغض
لـ سلوان، كذالك صمت مِسك وسأم ملامحها لكن تغاضى عن ذلك،مِسك مع الوقت قد تتقبل نصيبها مع آخر وتعلم أن ما يختاره الله ربما هو الافضل وعلينا تقبله شئنا أم أبينا.
غادر مؤنس وتركهن
بغرفة الصالون
جلسن سويًا كل منهن تشعر بتشتُت،نهضت مِسك بغضب تبوح بحقد تشعر بهستريا فى عقلها :
سامعه صوت الرصاص،طبعًا أول حفيد ولازمن يكون له إحتفال خاص،أنا لما بسمع صوت رصاصه بحسها إنضربت فى قلبي،فيها أيه سلوان دي جذب جاويد لا كانت سحراله كنا عرفنا نفك السحر ده، وكمان دلوك هتزيد قيمتها أكتر بالولد اللى خلفته، أنا فاض بيا مبقتش قادره أتحمل منين ولا منين
من سلوان اللى مع الوقت بتبت قدمها إهنه ولا من الغبي اللى إتخطبت له مبقدرش أتحمل أتكلم معاه كلمتين على بعض، خلاص مبقتش قادره حاسه عقلي هيشت مني، شوفيلى حل.
لم تنتبه صفيه لما قالته مِسك عقلها مازال شارد برؤية محمود تستغرب لما دخل الى تلك البنايه الراقيه.
غضبت مِسك من تجاهل صفيه الرد عليها،إقتربت منها وزغدتها بكتفها قائله:
بكلمك مش بتردي عليا ليه.
إنتبهت صفيه سائله:
ها كنتِ بتقولى أيه.
إستغربت مِسك وتهكمت بإستهزاء:
عقلك سرح فى أيه،يظهر خلاص كبرتي وهتخرفي.
نظرت صفية لـ مِسك بغضب قائله:
أوعي لحديتك كويس،وبعدين مالك حاولى تهدى نفسك شويه مش غوايش قالتلك خلفة سلوان هى اللى هتبقى القاضيه ليها،يبقى نستني ونشوف أيه اللى تقصده غوايش،أنا هطلع أغير هدومي،وأروح دار الأشرف اهو أهني وأشوف الحفيد الجديد،حتى من باب إننا بلاش نظهر إننا محروقين أوي وتفكر الغبيه سلوان إنها ملكت العيله،وإنتِ كمان بلاش تظهري غبائك ده،واهو إنتِ قدامهم مخطوبه تخزي عينهم الشماته شويه.
شعرت مِسك بغيظ وقالت بحقد:
عاوزه تروحي روحى لوحدك مش هقدر أتحمل أشوف المناظر اللى هتبقى هناك،وخطوبة أيه اللى بتتكلمِ عنها انا خلاص قرفت وقررت فسخ الخطوبه دي،كان غباء مني.
❈-❈-❈
بمنزل صلاح الاشرف
بغرفة المندره كان هنالك ضيوف أكابر الأقصر، ورجال الشرطه والشخصيات الهامه
لكن دلوف الحج مؤنس كان له هيبة خاصه لدي جاويد الذى نهض وإستقبله وقام بالترحيب به بحفاوة كذالك صلاح،لاحظ ذلك صالح الذى يجلس يشعر ببُغض
همس مؤنس لـ جاويد بشئ إبتسم له وأخذه ودلف الى داخل الدار
بينما لدي النساء كانت محاسن ترى نظرات الإعجاب والإشادة بجمال تلك الفاتنه سلوان قامت برش الملح عليها وهى جالسه،كذالك رشت الملح على يُسريه الجالسه جوارها تحمل الصغير على ساقيها،إقتربت توحيده من يسريه وإنحنت عليها وهمست لها تبسمت يُسريه وأومأت برأسها ونهضت وقالت:
تعالي معايا يا سلوان.
نهضت سلوان وسارت خلفها دون عِلم الى أن دخلن الى إحدي غُرف المنزل،تبسمت يُسريه بترحيب وقالت:
الجح مؤنس نور دارنا.
تبسم لها مؤنس عيناه إنصبت على ذاك الصغير الذى تحمله، بتلقاىيه وموده من يسريه مدت يديها بالصغير قائله:
لازم تدي البركه لـ جلال إبن جاويد.
إبتسم مؤنس وأخذ الصغير منها وقبلهُ وقام بالتكبير ونُطق الشهادتين بأذنه، شعر بشعور خاص، تمني يومً حين علم أن مِسك إبنته أنجبت فتاه تمني حملها ورؤيتها لكن القدر كان يتمهل حتى هذا اليوم، ها هو يحمل حفيد إبنته وإبن حفيدته الحسناء التى ورثت جمال وخصال والداتها الراحله.
إقتربت سلوان من مؤنس نظرت الى عينيه وتذكرت كلمه قالتها لها والداتها يومً:
“ابوي مفيش فى حنيته بيبان على ملامحه السعادة، متأكده إن فى يوم هتشوفى الملامح دي بتظهر ليكِ يا سلوان،وقتها إبقى قولى له أمي عمرها ما زعلت منك فى كل لحظه كانت بتدعي لك على أمل تصفح عنها وتسامحها”.
تدمعت عين سلوان،وقالت:
كل اللى كانت بتتمناه إنك تصفح عنها وتسامحها.
رفع مؤنس رأسه ونظر لـ سلوان فهم مغزى حديثها وتغرغرت الدمعه بعينيه وقال:
بس أنا عمر قلبِ ما غِضب منها وعارف إنى قسيت عليها،وسيبتها مع راجل كان ممكن يستغل وحدتها،بس هو كمان خلف ظني وصانها وصانك من بعدها أنا اللى كنت غلطان وندمت إني دورت عليكِ متأخر ولو مش القدر جابك لإهنه وكمان لو مش جاويد هو اللى عرفني بوجودك هنا يمكن مكناش إتقابلنا كان نفسى أضمك من أول لحظه شوفت صورتك فيها وإنتِ طفله،أنا قريت رسايل مِسك كلها،قريتها متأخر يمكن لو كنت قريتها فى وقتها كنت قدرت أضمك لحضني زى ما أنا ضامم إبنك كده،الزمن هو اللى كفيل بتغيير القلوب.
إبتسمت سلوان وإقتربت من جدها الذى جلس وضع الصغير على ساقيه،وجذب سلوان من يدها،وأجلسها جواره وقام بإخراج هديه من جيبه قائلًا:
دى سلسله بتاع جدتك قبل ما تتوفى قالتِ دى أمانه معاك من نصيب سلوان إديهالها يوم فرحها،بس وقت فرحك إنتِ كنتِ ثايره.
نظرت سلوان نحو جاويد الواقف جوار يُسريه،وتبسمت له،تبسم لها هو الآخر،أخذت سلوان السلسال من مؤنس وضعته حول عُنقها وقالت:
شكرًا يا جدو.
تفاجئ مؤنس بالكلمه ورفع وجهه نظر الى بسمة سلوان،جذب رأسها وقبل جبينها قائلًا:
سمعت كلمة جدي قبل كده بس رنين كلمتك دخل قلبي،ربنا يباركلك فى إبنك ويكمل نفاسك على خير،ويرزقك السعادة كامله.
❈-❈-❈
ليلًا
إنتهت مراسم العقيقه والسبوع الذى حاز على دوي وصدى واسع.
قبل سطوع النهار
بأرض الجميزه نور خافت بداخل ذالك السور ،
هنالك سلالم مصنوعه من الأحبال السميكه مُثبته برافعه خاصه مربوطه بإحتراف ومُثبته بأحد العِمدان الخراسانيه
رغم كِبر سن الإثنين لكن الجبروت بقلبهما يجعلهما يفعلا مثل الشباب
ونزلا خلف بعضهما على تلك السلالم يتمسكان بتلك الأحبال الى أن هبطا الى عُمق سحيق بالأرض، كان هنالك مشاعل كثيره موجوده بجوانب تلك الحفره
توقف الإثنين ينهجان
نظر صالح ولمعت عيناه بطمع وهو يري ذالك الباب الأثري المرسوم عليه نقوش فرعونيه،ثم نظر
لـ غوايش قائلًا:
ده الكنز اللى قولتِ عليه.
تبسمت غوايش من لمعة عين صالح الطامع،كذالك لهفتة،وأجابت:
ايوه هنا كنز كبير.
تسأل صالح بتمني:
والمقبره دى فيها الترياق اللى قولتِ عليه قبل إكده.
ردت غوايش بتطميع:
فيه ترياق يرجع للشايب صِباه،بس لكل شئ تمن ولازمن يندفع.
بلهفه وتسرع قال صالح:
أنا جاهر لأي تمن تطلبيه.
راوغت غوايش بالرد:
مهما كان التمن صعب.
رد صالح:
أى تمن نطلبيه هيتنفذ.
تبسمت غوايش بشرر وقالت:
التمن مش هيندفع ليا.
بإستفسار سأل صالح:
وياترى مين اللى التمن هيندفع له.
سُرعان ما نظر صالح لـ غوايش بتهكم حين قالت:
المُجبره ليها چني حارس وله طلب جبل ما يسمح بفتح بابها.
تهكم صالح قائلاً:
ويا ترى أيه بجى طلب الچنى الحارس ده؟
ردت غوايش ببساطه:
طلب الچني شابه وتكون نَفَسه.
ذُهل صالح بتهكم قائلاً:
الچنى بجى عاوز شابه نَفَسه ويا ترى تكون والده واد ولا بنته.
رمقته غوايش بغضب قائله:
إنت عتتمسخر علي، بشوجك، سبج جبل إكده فتحت لك مجابر وغرفت منيها خير ياما وكنت برضى بالطفيف اللى عيفيض منيك، وكنت بعرف أسيطر على حُراس المجابر دى، لكن چنى هالمُجبره معرفاش أسيطر عليه، له طلب لابد يتنفذ لآچل ما يسمح بفتح بابها.
نظر صالح لها بإرتباك قائلاً:
مش عتمسخر بس منين أجيب له شابه نَفَسه دلوكيت.
أعطت غوايش له فكره شيطانيه قائله:
موچود طلب الچنى.
نظر صالح بذهول لعينيها وهو يفهم مقصدها… ثم قال بتفسير:
جصدك…
قاطعته غوايش بتوافق :
هي النَفَسه… اللى أعرفه إن كان فى سبوع بدار الأشرف والاقصر والبر الغربى وجبلي سمعت ضرب النار…’سلوان’.
بذهول رد صالح:
جصدك”سلوان بت مِسك”
مرت چاويد..بس لو إختفت وچاويد عرف وجتها عينديه جوه تهد المعبد عاللى فيه.
وسوست غوايش بهسيس وفحيح أفاعى:
من وين هيعرف چاويد، هيظن إختفائها إنها هربت كيف ما هربت منيه سابج.
والشيطان حين يوسوس لقلب جشع طامع تنتهى إنسانيته ويتفوق على الشيطان جُرمًا.
❈-❈-❈
قبل قليل بمنزل القدوسي
تقلبت مِسك على فراشها تشعر بغضب من ذالك الطنين المُلازم لإذنيها وضعت يـديها عليهن كآنها تصمهم عن سماع أصوات طلقات الرصاص التى مازالت تطن برأسها رغم صمت المكان
لكن طنين تلك الرصاصات مازال برأسها، نفضت ذاك الدثار عنها بغضب ونهضت من فوق الفراش تسير فى الغرفه تهزي بغيظ وحقد، تقرض أظافرها
لكن فجأة توقفت وقالت:
غوايش لازمن أروح للوليه دى ولازم تفسرلى الحديت اللى قالته آخر مره شوفتها فيها، ويا ويلها لو كانت بتكدب عليا هقطع خبرها.
ذهبت مِسك وجذب إيسدال خاص بها وإرتدته وأخذت هاتفها وتسحبت وخرجت من المنزل، رغم الظلام سارت خلف شيطانها، غير آبهه لذلك وإقتربت من عِشة غوايش، لكن قبل أن تصل الى الباب، رأت غوايش تخرج من العِشه، رغم ذلك الرعب فى قلبها لكن بفضول منها تتبعت غوايش الى أن وصلت الى أرض الجميزه ودلفت الى داخل ذلك السور، وتركت باب السور مفتوح، كادت مِسك أن تدخل خلفها لكن تراجعت وتخفت خلف أحد عمدان الإناره المنطفئ نورهُ، حين رأت خيال يقترب من باب السور ودخل هو الآخر، رغم خوفها لكن جذبها الفضول وتسللت من الباب الذى لم يُغلق جيدًا،
رأت صالح وغوايش بتمعُن وهما إزداد الفضول لديها وبحذر
بدأت تقترب الى أن وصلت الى تلك الحُفره التى إختفى بها الإثنين، وإنتظرت لدقائق وحسمت أمرها بفضول، وتمسكت بأحد السلالم وقامت بالهبوط عليه الى أن وصلت الى تجويف تلك الحفره، ذُهلت مما رأت من مشاعل تضوي بالمكان كذالك تسمعت على حديث غوايش مع صالح…
لكن حين كاد صالح أن يسأل غوايش عن طريقه يستطيع بها خطف سلوان
قبل أن ترد غوايش ردت مِسك بثقه:
أنا عندي طريقه مضمونه وسلوان هتكون هنا بكره فى قلب الحُفرة دي.
لوهله إرتجف صالح ولمعت عين غوايش وتبسمت مِسك، ليجتمع تحالف شياطين الإنس.
❈-❈-❈
صباحً
منزل صلاح الاشرف
إستيقظت سلوان على صوت بُكاء صغيرها، كذالك جاويد إستيقظ، جذبت سلوان الصغير الذى كان نائمًا بالمنتصف وحملته ورفقته على صدرها مُبتسمه، بينما جاويد قال بضجر مُصطنع:
هو ده مش بينام خالص،انا منمتش ساعتين طول الليل بسببه.
إبتسمت سلوان قائله:
والله خالتى محاسن كانت بتنام معايا بقالها أسبوع مكانتش بتضايق، يا بابا جاويد.
إبتسم جاويد وإقترب من سلوان وضمها هى وصغيره لحضنه قائلًا:
أهى كلمة بابا جاويد دي بسببها عايش حرمان بقالي شهور.
تبسمت سلوان قائله:
خلاص يا حبيبى كلها أيام معدوده، وأفكر فى البيبي التاني.
نظر لها جاويد بحُنق قائلًا:
مش قبل سنه يا سلوان.
إبتسمت سلوان على ضجر جاويد، وقبل أن ترد دق هاتفها…
نظرت نحوه قائله:
أكيد ده بابا هو من يوم ما ولدت وهو كده بيتصل يطمن عليا، ممكن تناولني الموبايل بتاعى من عالكمود.
إبتسم جاويد وآتى بهاتف سلوان وأعطاه لها، قامت بالرد على إستفسار والداها عن حالها اليوم وطمئنته عنها، كذالك أخبرها أن عمتها تود البقاء معها لبعض الوقت قبل أن تعود للقاهره مره أخري، بضجر وافقت سلوان.
أغلقت الهاتف، نظر لها جاويد بإستفسار:
إنت هتروحي الأقصر لشقة عمِ هاشم.
ردت سلوان:
أيوا عمتي شاديه عاوزه تقعد معايا شويه قبل ما ترجع القاهره، بصراحه كانت مفاجاه ليا حضورها العقيقه والسبوع، بس أنا عارفه نيتها عاوزه تكسب ود بابا، ومتأكده إن فى دماغها هدف، هى لمحت لى إمبارح إن بابا يرجع طنط دولت، بس طبعًا بطريقة غير مباشرة.
أخذ جاويد الصغير الذى شبع من سلوان وحمله قائلًا:
طب ليه متجيش هى هنا، إنتِ يادوب والده من أسبوع ولازمك راحه.
ردت سلوان:
قولت لها تجي مع بابا لهنا قالت تنكسف تقعد مع ناس غُرب عنها،هى طيارتها هتقوم قبل المغرب بنص ساعه، وأنا هروح لها بعد العصر أقعد معاها ساعه بالكتير وأرجع، بس عشان خاطر بابا.
تسأل جاويد:
وجلال هتاخديه معاكِ.
ردت سلوان بنفي:
لاء طبعًا هى ميفرقش معاها وجود إبني، هى عاوزاني أقنع بابا يرجع دولت صاحبتها، وانا سبق وقولت لـ بابا وهو قالى انا قفلت الموضوع ده وإنتهي، بس عمتي طبعًا محاربه لاخر نفس،كمان عرفت من بابا إن فى عريس متقدم لبنتها وأكيد هتحتاج مصاريف جهازها وبابا لازم يشارك طبعًا، أنا مش هغيب عند بابا، حتى عشان أبقى حِجه أتحجج بـ جلال وأرجع لهنا بسرعه وأريح دماغى من سماجتها.
إبتسم جاويد:
تمام العربيه والسواق يفضل ينتظرك.
اومأت سلوان ببسمه، على تثاؤب الصغير قائله:
يقلق منام اللى حواليه وينام هو.
تبسم جاويد ووضعه بالمنتصف على الفراش وتمدد هو وسلوان جواره، رفع جاويد يـده وضعها على وجنة سلوان مُبتسمً، تبسمت له سلوان قائله:
بحبك يا جاويد.
إبتسم جاويد ونهض قليلًا وقبل شـفاها قائلًا بعشق:
وأنا بعشقك يا “أم جلال”، أجمل هديه ربنا زرقني بيكم.
أغمض الإثتين عيناهم يشعران بهدوء وسُكون،
” ربما سُكون ما قبل العاصفه”.
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية شد عصب)