رواية نار وهدان الفصل التاسع والخمسون 59 بقلم شيماء سعيد
رواية نار وهدان الجزء التاسع والخمسون
رواية نار وهدان البارت التاسع والخمسون
رواية نار وهدان الحلقة التاسعة والخمسون
🌹 بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله 🌹
عن ابن عمر رضي الله عنهما أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ:( المُسْلِمُ أَخُو المُسْلِمِ لاَ يَظْلِمُهُ وَلاَ يُسْلِمُهُ، وَمَنْ كَانَ فِي حَاجَةِ أَخِيهِ كَانَ اللَّهُ فِي حَاجَتِهِ، وَمَنْ فَرَّجَ عَنْ مُسْلِمٍ كُرْبَةً، فَرَّجَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرُبَاتِ يَوْمِ القِيَامَةِ، وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللَّهُ يَوْمَ القِيَامَة )متفق عليه أخرجه البخاري.
لم تتحمل السكرتيرة إهانة زين لها ، فأضمرت له العدواة وانتظرت أي فرصة للإنتقام منه لتأتيها على طبق من ذهب عند زواج زين من تالين فوشت بخبرهما لشاكر وظنت أن أَخَيْ تالين سيتخلصان منهما بعيدا عنها ولكنها لم تعلم أنه ستكون أمام المدفع وهي من ستتولى قتله بنفسها ، فأصابها القلق والتوتر ولكنها استجمعت قواها وتماسكت وشدت الرحال صوب نجع الصوامعة ،تخفي سلاحها في حقيبتها وتنتظر بفارغ الصبر لحظة القضاء عليه .
وبالفعل وصلت في أول الليل حين أرخت الشمس نورها وحل القمر مكانها ليضيء ظلام الليل.
وقفت أمام ذلك البيت العريق، دوار العمدة سالم سابقا تتأمله عن كثب .
زيزى بغيظ …بتعيش هنا يا زين في البيت الطويل والعريض ده ؟؟
يلا كفاية عليك كده هنا واتشهد على روحك .
ثم ولجت للداخل وبعدها أن استوقفها مصطفى قائلا …أنتِ مين وعايزة إيه يا ست أنتِ؟
زيزى …أنا سكرتيرة زين ووهدان بيه وجايالهم في أمر ضروري وياريت أقابلهم .
فنظر لها مصطفى بنفور من مخمص قدميها إلى أعلى رأسها فرددت بنزق …إيه مالك عمال تبصلي بقرف كده، إيه قلة الذوق دي ؟
مصطفى بنفور …مش شايفة عاملة في نفسك إيه ؟
زيزى … عاملة إيه يا عديم النظر أنت!
مصطفى …لابسة إكده خلچات ملزچة على چسمك، بلا چلة چيمة ،مفيش حيا ولا خشا .
كيف هتمشي إكده بين الخلچ، مهتكسفيش عاد !!
السكرتيرة بنزق …وأنت مالك أنت ، انا ألبس اللي يريحني ،ملكش فيه .
مصطفى بحدة …يعني طلعتي مش چليلة حيا بس لكن لسانك كمان عايز يتچص .
يا ستير يارب من حريم آخر زمن ، عايزين نرچع ندفنهم
في التراب .
زيزى بإنفعال شديد …تدفن مين يا راجل يا قليل الذوق أنت ، والله لو متلمتش ودخلت شوفت سيدك اللي مشغلك عشان تزهق الناس ، لأكون أنا اللي دفناك في مكانك هنا .
مصطفى بحدة …تعالي ورايا ،چتك المية في زورك .
فولجت من ورائه السكرتيرة وقابلتهم بهية التي وضعت يدها على رأسها حين رأتها قائلة …إيه چاب الغازية دي إهنه يا واد يا مصطفى ؟؟
مش خايف عايشة تنضرك ،تبوظ الچوازة وأنت كنت مصدچت كتبت عليها !!
زيزى …لا مش معقول الناس هنا ، إيه مشفوش ستات قبل كده ؟
مصطفى …الله يسيئك أوعي تچوللها حاچة ، ده أنا مصدچت وربنا قلبي أطمن معاها .
ودي مش ذنبي أنا ،دي ذنب زين ووهدان بيه، السكرتيرة بتاعتهم .
اطلعي يلا نادي زين بيه من فوچ ، عشان أنا خابر وهدان بيه مش إهنه .
بهية …ماشي ، بس خليها وچفة إهنه مترحش أكده ولا إكده مش عايزين نچاسة .
استغفر الله العظيم يارب ، ربنا يسترها علينا .
زيزى بنفور …إيه الستات اللي هنا دول ، جاموس فعلا مش بيفهموا زي برده الرجالة ، لا حاجة لا تحتمل صراحة .
ثم صعدت بهية لإخبار زين بوجودها والأخير قد صدم عندما علم أنها بالأسفل قائلا …عرفت منين الحية دي أني هنا ؟؟
لا حول ولا قوة إلا بالله ،كده الأمر مش طبيعي وانا حاسس بالخطر .
تالين بإندهاش …هو فيه إيه ؟ ومين اللي تحت دي ؟
زين…دي السكرتيرة بتاعتي معرفش إيه اللي عرفها إني هنا ؟
وخايف يكون وراها حد من اخواتك ؟
فانتباها الفزع فقالت تالين مردفة …خلاص متقابلهاش وإحنا لازم نمشى من هنا بسرعة .
زين …بس هنروح فين دلوك وبدال وصلت لغاية هنا يبچا أكيد فيه حد مراقب المكان ولو هربنا هيكون ورانا .
فالأفضل أكلم وهدان يشدد الحراسة علينا وأنزل بردك أشوف آخرها إيه وعايزة إيه ؟
تالين …هنزل معاك .
زين …لا خليكِ أنتِ إهنه ومتخافيش واصل طول ما أنتِ تحت رعايتي.
تالين … طيب كلم وهدان الأول ، يبعتلك حرس يقف معاك تحت ويراقبوا حركاتها كويس .
زين …ماشي الكلام .
فاتصل بوهدان وأخبره.
وهدان بإنفعال …أنا كنت خابر البت دي مش سهلة ومكنتش مستريحلها واصل بس كنت ساكت عليها عشان حاسس إن عينيها منك .
زين …دي چليلة الحيا وأنا مكنتش هعبرها ووچفتها عند حدها كذا مرة .
وهدان …طيب دلوك هكلم مصطفى وهو يكلم الرچالة يحوطوا البيت ويچهزوا سلاحهم لأي حركة غدر ، وهكلم الشركة في المركز تبعت مدد تاني والله الحافظ .
وأنا في الطريچ ليك متخافش يا خوي.
زين …ربي يحفظك ليا يا أخوي .
وبالفعل تجمع مصطفى مع رجاله في صحن المنزل حول السكرتيرة فشعرت بالرهبة وأن مهمتها باتت مستحيلة فلم يكن في مخيلتها أن تجد عنده كل تلك الحراسة .
كما جاء وهدان ومعه نفر من الرجال وجعلهم يلتفون حول المنزل ليراقبوا أي حركة غريبة .
ثم تحدث إلى زين قائلا …كله تمام تچدر دلوك تنزلها وتشوف هي عايزة إيه منيك بت الفچرية دي ؟؟
فضحك زين…لما أشوف .
اتجه نحو الباب زين لفتحه فأسرعت إليه تالين ممسكة بذراعه بحب وقائلة بخوف …متخلي وهدان يشوف عايزة إيه وبلاش أنت .
زين …متخافيش خلاص، وهدان ظبط الدنيا يا چلب زين .
وهي في الآخر حرمة ولحالها هتعمل إيه يعني ؟
فهخاف من إيه ؟
تالين بخوف …استودعك الله ، لا إله إلا الله.
زين …محمد رسول الله.
ترجل زين إلى الأسفل فرأته زيزى فدق قلبها فقالت …اللعنة على قلبي اللي مش عارفة لما بشوفه بيحصلي إيه ؟
أنا مش متخيلة ازاي هرفع عليه المسدس ، وأموته بإيدي .
بس لازم هو يستاهل عشان قل بقيتي وأنا بحبه .
اقترب زين منها قائلا بترحيب يظهر عليه الغضب أيضا ….أهلا أهلا ، نورتي الصعيد .
بس يا ترى عرفتى منين إني هنا ؟
اقتربت منه اكثر وحاولت أن تحاوط عنقه قائلة …زين وحشتني أووي. .
ولكن زين دفعها بغضب قائلا…إيه اللي هتعمليه ده ، عيب عليكِ ، ولو كنت برفضه الأول مرة ، هرفضه دلوك مية مرة عشان أنا راچل مچوز دلوك .
ثم بدأت تمثليتها المصطنعة عن طريق دفع دموعها رغما عنها قائلة …كده يا زين تجوز واحدة تانية غيري، مش كان أنا أولى .
زين بإندهاش…أنتِ أولى كيف يعني ؟
وفي تلك اللحظة كانت تالين قد خرجت من غرفتها حيث دفعها الفضول لمعرفة ما يدور بينهما إلى الخروج من غرفتها والإنصات لهما بشغف .
فسمعتها تقول…أيوه أنا ، عشان االليكان بينا ، ثم صمتت لحظة لتتابع …وعشان ابنك اللي لسه مطلعش للنور .
مش حرام عليك ، تغدر بيه وتوعدني بالجواز وفي الآخر تخلى بيه .
طيب أروح فين ولا أعمل إيه ولا أقول للناس الحمل ده منين ؟
فشهقت تالين بصدمة سمعها زين ونظر لها بعتاب …أي كيف تصدق هذا الإفتراء بتلك السهولة .
ثم أسرعت تالين باكية إلى غرفتها .
تالين ببكاءونحيب …الخاين الغشاش ، اللي بعت اخواتي عشان خاطره وحرمت بابا مني وهو محتجلي وعمل مشاكل مع اخواتي بسببي.
وسيادته كان مقضيها وسيبها حامل كمان ،منه لله .
يا خسارة حبي ليك يا زين .
لااااا أنا يستحيل أكمل معاه ولازم أرجع لبابا وأعتذر لإخواتي كمان .
أما زين فقد شعر بغليان يختلج رأسه وانفعل حتى أنه صفعها على وجهها قائلا …أنتِ چاية تخربي بيتي بحاچة أنا معملتهاش وأنتِ متأكدة كويس أوي من كده .
روحي يا شيخة منك لله وروحي ارمي بلاكي على حد تاني غيري.
زيزى بحدة…وأنت أكيد هتقول إيه غير كده ، عشان تتهرب من المسؤولية لكن أنا مش هسكت وهجيب حقي غصبا عنك .
مصطفى …لا حول ولا قوة إلا بالله ، ليه بس تعمل كده
يا زين بيه ؟
هي دي أشكال برده تتحب !
كده هتضيع منك الدكتورة اللي چزمتها برقبتها .
تدفق الدم في عروق زين فقال بانفعال وهو يدفعها لتخرج من البيت …روحي يلا في ستين ألف داهية، ولو عرفتي تثبتي حاچة ابچي اثبتيها .
فأخذتها فرصة وأخرجت المسدس من حقيبتها والتفت سريعا قائلة بصوت الغدر …هخرج لما آخد روحك الأول .
فصعق زين وأغمض عينيه وشعر أنه مقتول لا مفر وسمع بالفعل صوت إطلاق النار الذي هز أركان المنزل وخرجت على إثره تالين وبدور خوديا وهلعا.
فتح زين عينيه بعد مضي لحظات من إطلاق النار قائلا …إيه ده أنا مموتش ليه ؟
أمال إيه الصوت ده ؟
ليتفاجأ أنها هي من أصيبت وسقطت على الأرض ولكنها مازالت لم تفقد وعيها بعد.
صعق زين قائلا …..مين عمل أكده ؟
ليجد صوت وهدان يزلزل المكان …أناااا ، أمال كنت عايزني اسبها تموتك ، أنا چولتلك چبل سابچ طول منا معاك متخافش .
فابتسم زين واحتضن وهدان بحب ثم ابتعد عنه بعد لحظات لينحني بجذعه إليها قائلا بحزن …ليه تعملي كده في نفسك ، استفدتي إيه كده وأنتِ متأكدة إني مظلوم .
زيزى وهي تصارع الموت …غصبا عني اهانتك ورفضك ليا كانوا هما السبب في كده ، وحاولت أكرهك مقدرتش فقولت أنتقم منك وشچعني على كده شاكر عشان يخلص منك بالمرة أنت وتالين لما ترجع ليهم برجليها مكسورة من خيانتك يروح يقتلها ويقهر قلب أبوها عليها .
فذهبت مرة أخرى تالين إلى غرفتها بعد سماع حوار زيزى مرة أخرى ولكن بندم هذه المرة عندما ظنت في زين السوء بدون دليل وعندما علمت أن أخاها هو من وراء تلك المرأة الساقطة .
تالين بجزع …ياااه يا شاكر للدرجاتي الدم اللي بينا طلع مية عايز تقتلني عشان اتجوزت في الحلال أمال لو كنت عملت حرام كان هيكون إيه أكتر من كده ؟
طلب مصطفى الإسعاف سريعا ونقلت وهي بين الحياة والموت .
قررت تالين الإعتاذر لزين عن سوء ظنها به ، فأسرعت إليه
ووقفت أمامه ولم تستطع النظر إليه من كثرة الخجل وحاولت النطق بكلماتها…زين أنااااا .
فرفع زين وجهها بيده ونظر إلى عينيها بحب جارف قائلا بمداعبة …لولا الواد اللي بطنك اللي شكله هيطلع دماغه زي أمه خربانة أنا كنت …؟
تالين …كنت إيه إن شاء الله يا سي زين ، قول قول منا عرفاك ؟
زين بضحك …كنت شلتك وهبتدك ثم غمزها قائلا…وأنتِ عارفة الباچي بچه .
فابتسمت تالين بخجل ثم أسرعت إلى غرفتها وتركته مع وهدان .
وردة بفزع اقتربت من وهدان قائلة …بس أنا خايفة يخدوك في حديد يا وهدان عشان ضربتها بالرصاص .
وهدان …لا متخفيش ده كان دفاع عن النفس ،مفهوش حاچة .
وردة ..طيب الحمد لله ، ربنا سترها .
أنا طالعة دلوك عشان معاد الدوا لجميلة ، بس على الله ترضى تاكل الأول عشان أكلتها بچت ضعيفة چوي وعتاخد علاچ يهد چبال ، ربنا يسلمها هي والمولودة.
فابتسم وهدان لتلك الوردة الطيبة التي لم ولن يجد أحدا
في طيبة قلبها سوى أمه بدور .
وبالفعل ذهبت إليها حاملة الطعام والدواء، فابتسمت جميلة لرؤيتها قائلة بوهن…بردك أنتِ مصممة تجيبيه بنفسك
يا وردة ، چولتلك مهتتعبيش نفسك وخلي بهية ولا حد يچيب الوكل .
ثم حاولت أن تتعدل من نومتها فلم تستطع .
فوضعت وردة الطعام على المنضدة وأسرعت إليها لتساعدها على الجلوس وأراحت الوسادة خلف ظهرها لتستند عليها قائلة ببشاشة وجه …وليه تحرميني من الأجر إني أعين حد في محنته .
فلمعت عيني جميلة بالدموع قائلة …ربنا يعلم كيف صارت محبتك في چلبي يا وردة وصدق المثل اللي عيچول ما محبة إلا من بعد عدواة .
ويعلم ربنا أني عدعيلك في كل صلاة ، ربنا يكرمك أنتِ بالواد الصالح .
ويجعل في ميزان حسناتك تعليمي الصلاة والقرآن أنتِ وتالين ربنا يچومها بالسلامة هي كومان .
فرددت وردة … يارب .
……….
في المستشفى التي نقلت بها السكرتيرة تم استجاوبها عن الواقعة بعد أن قاموا بإستخراج الرصاصة ولكن مازالت حالتها حرجة .
وكيل النيابة …تقدري تقوليلي مين ورا تهجمك على المدعوا زين منصور وإيه السبب ؟
السكرتيرة بألم شديد ….شاكر يا باشا هو السبب عشان زين اتجوز أخته من غير موافقته .
فأخرج وكيل النيابة تصريح بالقبض على شاكر وتم بالفعل
القبض عليه .
……..
عبد المتجلى أثناء القبض عليه …ليه كده بس يا ابني ، دي أختك يعني لحمك ودمك ؟؟
شاكر بإنكسار …عشان طول عمرك بتفضلها علينا مع أنها بنت وأنا الراجل .
عبد المتجلى …أنا كنت بقسى عليكم عشان أطلعلكم رجالة وتتحملوا المسؤولية .
رؤوف …لا كنت غلطان يا بابا ، ده خلانا نكره أُختنا غصبا عننا .
عبد المتجلى …سامحوني يا ولاد ، ثم احتضن شاكر قبل أن يتم سحبه من قبل المخبرين .
متخفش يا ولدي هقف چمبك لغاية آخر نفس ، مهما عملت عمري ما چلبي هيچسى عليك واصل .
وأنت كومان سامحني مكنتش أچصد أفرچ بينتكم واصل .
فبكى شاكر قائلا ….وأنت كمان سامحني يا بابا وخلي تالين تسامحني وكلمها هي وجوزها يرجعوا يعيشوا هنا .
فابتسم عبد المتجلى رغم حزنه على شاكر .
ثم تم سحبه ليلاقي جزاء ما فعل .
أما عبد المتجلى فأسرع للإتصال بإبنته …چلب ابوكِ وحشتيني چوي چوي .
تالين …وأنت كمان أوي أوي يا بابا .
عبد المتجلى …خلاص يا بتي ، تعالي أنتِ وچوزك إهنه چاري ، وسامحي أخوكِ عن اللي عمله ، هو خلاص ندم
بعد ما اتقبض عليه .
تالين ببكاء …شاكر أخويا اتقبض عليه ، يا حبيبي يا أخويا .
لااا أنا هخلي زين يتنازل عن حقه ويطلع بالسلامة ، إحنا اخوات مهما حصل .
عبد المتجلى …مش خابر أچولك إيه يا بتي، الحمد لله أنك اتربيتي غيرهم ويارتني كنت كومان ربيتهم زيك إكده .
تالين …في إيدك يا بابا تبدء من جديد ، وتبدء صفحة مع ربنا جديدة وربنا بيتقبل التوبة .
فاهتز قلب عبد المتجلى قائلا …توبة !!
تالين بغصة مريرة…أنا عرفت كل حاجة يا بابا والحمد لله ،عرفت أأثر على زين بفضل الله وهو تاب وبقا إنسان تاني خالص أفتخر بيه ووعدني يسيب كل الشغل الحرام ، فدعيت كمان ربنا أن يمن عليك أنت واخواتي برحمته وتسيبوا أنتوا كمان الحرام وكفاية كده ونحمد ربنا أنه لسه سترنا لغاية دلوقتي قدام الناس .
عبد المتجلى بإنكسار…أستغفر الله العظيم وأتوب إليه ، فعلا يا بنتي أنتِ الرحمة اللي ربنا كرمني بيها ، وأوعدك أنا كمان من دلوقتي عمري ما ايدي هتتمد للحرام تاني.
فبكت تالين وحمدا لله قائلة …اللهم لك الحمد ، ربنا يبارلكلي فيك يا أحلى جدو.
فاتسعت عين عبد المتجلى… جدو ..أنتِ حبلى يا بتي ؟
تالين …آه يا بابا ، الحمد لله.
عبد المتجلى …يا كرمك يا الله ، خلاص يا بتي متچيش دلوك لغاية ما يثبت الحمل وأنا اللي هچيلك أطمن عليكِ بنفسي ، مبروووك يا بتي وربنا يقومك بالسلامه .
…………….
ذهبت هيام لرؤية زهرة في منزلها كما طلبت منها
فقابلتها زهرة ببشاشة وجه واحتضنتها بحب قائلة…أهلا بروح چلب أختك ،كيفك ؟
هيام ….بخير يا چلبي .
زهرة …والله فرحانة چوي أنك أخيرا چيتي وطليتي
على أختك .
هيام.. ….ما أنتِ خابرة مش بحب أخرچ كتير من البيت ، بتعب أوي في شغل البيت ،وخدمة أبوي وحمدي .
وياريت عچبه إلا على طول عيچول مكنتش فاكر أن الچواز أكده ، وكل يوم والتاني عيعمل مشكلة وعيشتكى مني .
زهرة …يا حبيبتي ، أنتِ بتچهدي نفسك أوي في البيت ليه كده ، حرام صحتك هتتهد .
لازم تريحي نفسك شوية وتريحي چوزك .
يا حبيبتي الراچل أهم حاچة عنده أنه يچي من الشغل يلاچي مراته بمظهر كويس وتستقبله بكلمة حلوه وتراعيه في احتياچاته ده حلالك .
لكن هو بيچي يلاقيكِ نايمة ديما ، فدي مش حياة أبداً ولازم يشتكي ومش بعيد يچوز عليكِ .
فضربت هيام على صدرها بذعر قائلة …إيه يچوز عليا دي آخرتها بعد ما كان بيحفى عليا ويچول فيا أشعار حب .
زهرة …مالحب هيروح بسبب الچسوة والتچاهل بتاعك ده ليه وعدم اهتمامك بيه .
هيام بإندهاش …يروح كيف ،منا لسه بحبه چوي وبهتم بأكله ولبسه وبيچي يلاچي البيت كأنه عيد على سنچة عشرة .
زهرة …هو محتاچك أنتِ تكوني على سنچة عشرة أكتر من البيت والوكل ، هو محتاج حضنك وطبطبتك عليه وتسمعي منه ويسمع منك.
ومش هچولك هملي في البيت لكن مش كل يوم تنضيف وشيل وحط ، كفاية كنس وترتيب أما المسح فمرة في الأسبوع حلو چوي.
والوكل مش لازم كل يوم وتتهدي، اعملي أكل يومين .
هيام …يعني لو عملت اللي عتچوليه ده ، عيرچع يحبني كيف الأول ويبطل يشتكي؟
زهرة …أكيد يا روح أختك .
وتعالي معايا فوچ اوضة النوم .
هيام …ليه بس ، محنا حلوين أهو لسه هطلع فوچ.
زهرة بضحك. ..بطلي كسل تعالي بس .
فقامت معها هيام وولجت لغرفة النوم .
هيام …أديني چيت أهو .
زهرة …بصي أچعدي على الكرسي ده وسبيلي نفسك خالص .
هظبط شعرك بالاستشوار وهعملك مكياچ تحفة ، اتعلمته من الفيديوهات .
هيام ….لا زواچ ايه بس يا عيب الشوم وكيف هخرچ بيه للناس برا ؟
عيچولوا ايه عليه غازية .
فضحكت زهرة …لا طبعا محدش هيشوفك ، امسكي طرف الطرحة كده وحطيه على وشك مسافة السكة بس .
واتعلمي كيف تحطي، عشان هديكِ العلبة هدية ، تحطي منيها في البيت .
بس استني اچلعي العباية دي وهديكي فستان حلو أوي تلبسيه من تحت ولما تروحي تچعدي بيه .
وعندما أخرجته زهرة من خزانة ملابسها وجدته هيام بدون أكمام وقصير .
هيام بنفور …يا عيب الشوم ، لا أنا ملبسش الحچات دي واصل .
زهرة …لا هتلبسيه ،إحنا چولنا إيه عشان الحب يرچع زي الأول .
هيام …بس يعني ملها الچلابية چصرت في حاچة .
زهرة بضحك …لا مچصرتش ، بس كل وقت وليه لبس يناسبه .
وبالفعل ارتدت هيام الفستان وجلست على المقعد ، فمشطت لها زهرة شعرها وزينتها بألوان هادئة أبرزت معالم وجهها الجميلة .
زهرة ..بسم الله ماشاء الله قمر يا هيومة .
فوقفت هيام تنظر لنفسها في المرآة وتشير لجسدها ووجهها قائلة …والله مش مصدچة أن دي أنا خالص .
ده أنا بچيت شبه بتوع السيما .
زهرة …وأحلى كومان يا چمر أنتِ يا چمر .
هيام …أنا هلبس عشان متأخرش أكتر من إكده عشان أبوي ميستعوچنيش وحمدي زمانه چرب يچي من الشغل ومش عارفه هطبخ إزاي وأنا كيف حلاوة المولد كده ؟؟
فضحكت زهرة …لا النهاردة أچازة من الأكل .
هيام ..كيف ده هنصوم إياك؟ .
زهرة ..لا هشيع معاكِ البت نجمة بصينية فيها خيرات الله، وألف هنا عليكوا يا حبيبتي .
هيام …بس إكده كتير والله .
زهرة …متقوليش إكده ، إحنا اخوات يا حبيبتي .
وبالفعل ودعتها زهرة بعد أن أعطتها بعض النصائح لتكسب زوجها كي لا تخسره وانتظرت أن تحدثها بالنتيجة .
وبالفعل عادت هيام للمنزل وأطعمت الشيخ عزيز في بادىء الأمر ثم استأذنته للذهاب إلى غرفتها .
الشيخ عزيز …ربي يطعمك من ثمار الجنة يا بتي ويعوض عليكِ العوض الصالح .
وفي غرفتها وقفت أمام المرآة تهندم من فستانها وتظبط من هيئة شعرها .
هيام …زي الچمر يا بت ، عندها حچ زهرة ، أنا كنت مهملة أوي في نفسي ،ولازمن آخد بالي من نفسي شوية، وأخذت تندندن .
إحساس الحب أهو جمعنا ، هنعيش عمرنا ما خلاص هنعيش فرحتنا إيه يمنعنا ،يا نهار الشوق على أجمل ناس إحساس الحب أهو جمعنا .
وفي تلك اللحظة ولج حمدى للغرفة ورأى سيدة توليه ظهرها وترتدي ملابس ضيقة مكشوفة فصاح …لاحول ولا قوة إلا بالله .
مقلتش ليه بس هيام أن عندها حد من صحابها ومش عيب بردك الست تخلع هدومها إكده في بيت غير بيت جوزها .
فالتفت له هيام ضاحكة …صاحبة مين دي اللي هدخلها چوضة نومي وتلبس إكده ،أنا هيام يا حمدي ،أنت مش عارفني ولا إيه ؟
اتسعت عيني حمدى كأنه غير مصدق أنها زوجته التي دوما يأتي يراها نايمة أو على وشك النوم بنفس الملابس التي تقوم بالطبخ بها .
حمدي بعدم تصديق …احلفي إكده أنك هيام ؟
فضحكت هيام …وكتاب الله المچيد .
فتفاجأت به يحملها ويدور بها في الغرفة مردفا …أخيرا رچعت ليا حب عمري كله ،أخيرا حسيت إني مچوز من ست مش من واحد صاحبي .
ليعشا ليلة الأحلام لتنبت أول نبتة لهم ( خديجة )
…………
فماذا ستفعل الأيام بأبطالنا مرة أخرى
هل ستصفوا الحياة أم مازال هناك ابتلاءات جديدة ؟؟
تابعونا لتعرفوا بقية الأحداث فلربما عما قريب سيسدل الستار لنقول تمت بحمد الله 🥰♥ وأسيكم مع هذا الدعاء❣️🥰
“اللهم إني أستودعك ذريتي وأهلي يا من لا تضيع عنده الودائع، فاحفظهم وعافهم من كل آفة وعاهة، ومن سوء الأسقام والأمراض، ومن شر طوارق الليل والنهار، ومن شر عين كل حاسد وغل كل حاقد ومن أصدقاء السوء، اللهم احفظهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم ومن فوقهم ومن تحتهم.”
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية نار وهدان)