روايات

رواية الدهاشنة 2 (صراع السلطة والكبرياء) الفصل الرابع والأربعون 44 بقلم آية محمد رفعت

رواية الدهاشنة 2 (صراع السلطة والكبرياء) الفصل الرابع والأربعون 44 بقلم آية محمد رفعت

رواية الدهاشنة 2 (صراع السلطة والكبرياء) البارت الرابع والأربعون

رواية الدهاشنة 2 (صراع السلطة والكبرياء) الجزء الرابع والأربعون

الدهاشنة 2 (صراع السلطة والكبرياء)
الدهاشنة 2 (صراع السلطة والكبرياء)

رواية الدهاشنة 2 (صراع السلطة والكبرياء) الحلقة الرابعة والأربعون

يقال أن الأيام وحدها قادرة على صنع المعجزات، وكذلك كان حال ذلك الغريب عن أهل منزله، فيومًا عن أخر تقبل الجميع وجوده بسرايا الدهاشنة، حتى بات له وجود ملموس مع الجميع، فقد حرص “فهد”على أن يجمعه بالشباب جميعًا، فكان يختصه بفعل أي شيء بصحبتهما بهدف المساعدة، واليوم كان عائدًا بصحبتهم على الجرار بعدما انتهوا من العمل بأحد الأراضي التابعة للعائلة، فاستلقى” آيان” على المقطورة الخلفية بإنهاكٍ واضح على معالمه، فاستدار “بدر” برأسه للخلف ليتأمل حالته بنظراتٍ ساخرة لم يمررها كذلك دون أن يجاكره بكلماته اللازعة:
_شكلك مكنتش واخد على الشقى يابن المغازي..
سلطت نظرات الشباب بأكملهما عليه، فقال “آسر” بتحذيرٍ:
_وبعدين يا بدر، أنت مش هتهدى اللعب بقى، عندك استعداد تناغش فيه ال24ساعة مبتزهقش يا جدع ولا أيه!
ضحك “يحيى” ثم قال وهو يمسك بذراع “آيان” ليتمدد جواره:
_والله يا بدر كلنا هلكنا من الشغل مش آيان لوحده، فلو أنت حاسس ان لسه جواك طاقة ونشاط روحنا وارجع كمل أنت ..
تعالت ضحكات الشباب وخاصة حينما حدجه “بدر” بنظرةٍ محتقنة، فأضاف “عبد الرحمن” وهو يقضم قطعة من القصب الشهي:
_متحبكهاش يا واد عمي، فكها وخلي خلقك استرتش.
تعالت الضحكات الرجولية فيما بينهما، فقال “أحمد” هو الاخير:
_ده الواد اليومين اللي قضاهم معانا بالغيط خس النص يا عين أمه، وكل ده عشان يرضي الكبير وفي الأخر تزود حمله بحديثك الماسخ..
إتكأ “أيان” على معصمه ثم نهض ليستقيم بجلسته ليباغتهما بقوله الساخر:
_انتوا هتشحتوا عليا ولا أيه!
ضحك “يحيى” مطولًا، ثم قال بصعوبةٍ بالحديث:
_ده جزاتنا اننا بنحنن قلب بدر عليك..
أجابه بتريثٍ:
_أنا أخدت عليه كده ولو إتغير هحس ان في حاجة مش تمام..
عاد ليتطلع لهما مجددًا، فصاح به “أحمد” بغضبٍ:
_ولا بص قدامك وانت بتسوق بدل ما نروح في خبر كان، لو العصبية واكلة قلبك تعالى اقعد ورا وأنا أسوق، عايزين نربي العيال اللي لسه جاية دي الله يحرقك..
أوقف “بدر” الجرار مرة واحدة، فانكفئ الجميع على وجوههم، ثم صعد للخلف ليجلس جوارهما، مشيرًا بيديه بعصبيةٍ بالغة:
_أنا غلطان إني بريحكم، اطلع سوق يابو لسان طويل…
ووزع نظراته القاتمة بينهما جميعًا ثم قال بضيقٍ:
_خلاص بقيتوا كلكم من حزب ابن المغازي، أكل بعقلكم حلاوة الفترة اللي قاعدها معاكم في الغيط!
ابتسم”أيان” ساخرًا، ثم قال باستنكارًا:
_ياريتني أفهم العقول يا بدر، على الأقل كنت قدرت أفهم دماغ “فهد”، وأعرف أيه اللي بيفكر فيه.
لكزه” آسر” بقوةٍ، ثم قال بعينين ملتهبة:
_قولتلك عود لسانك يقول الكبير، مش هطيق أسمعك بتقلل منه وأنت بتناديه باسمه كده..
قال بنفس الابتسامة:
_بحاول بس أنا أخدت على كده..
أتاهم صوت “أحمد” من الأمام يخبرهما:
_وصلنا يا رجالة..
دخل الجرار للجراج الخاص بالسرايا، فصفه أحمد بعنايةٍ ثم هبط ليلحق بالشباب للداخل، فوجدوا “فهد” يقف على الدرج الصغير المؤدي للباب الداخلي في انتظارهما، فحانت منه نظرة متفحصة تجاه “آيان” الذي يوشك على الصعود لغرفته، فأشار له بعصاه، ليهم بالاقتراب منه قائلًا بأستغرابٍ:
_في حاجة يا فهد؟
ابتسم وهو يتطلع لهيئته المشعثة، وملابسه التي يملأها الوسخ، ثم قال بثباتٍ:
_غير خلجاتك وانزل عشان تأكل معانا..
أومأ برأسه في طاعة:
_أوكي.
ثم استدار ليغادر فأوقفه صوت الكبير حينما اخبره:
_عندك ضيوف فوق، متتأخرش كتير..
استدار تجاهه ثم تساءل بذهولٍ:
_ضيوف مين دول؟
رفع فهد عينيه تجاه شرفة غرفته، فتطلع “آيان” لما يتطلع إليه، فوجد خالته في انتظاره، فصعد على الفور للأعلى، وما أن ولج للداخل حتى ألقت نظرة متفحصة على حاله، والذهول ينال منها، كانت تحاول تستوعب أن من يقف أمامها هو نفسه ابنها المغرور التي حرصت على زرع به كبرياء لا يتنازل لأحدًا قط، فتحرر لسانها أخيرًا وهي تشير له بصدمةٍ:
_أيه اللي أنت عامله في نفسك ده يا ولدي، ده أني مصدقتش عمك لما قالي إنك اهنه في بيت “فهد” ومشغلك كيف الخدامين، ازاي تسمحله يعمل فيك اكده؟
لاح على وجهه الرجولي ابتسامة ساخطة، واتبعها صوته المستهزأ من حديثها:
_عملت اللي حسيته صح لأول مرة في حياتي..
رفعت حاجبيها باستنكارٍ:
_الصوح إنك تخليه يزلك ويكسرك!
في ذلك الوقت، كان “بدر” يؤدي مهامه المكلف به من قبل عمه كل يومًا، حتى بات يكره ذاته، وكأن فهد يعلم بمدى كره بدر اليه لذا كانت مهام استدعائه لتناول الغداء من نصيب بدر، فكاد بطرق باب الغرفة ولكنه توقف حينما استمع لصوتها الذي يخبره بأن عمه يتعمد أن يكسره ويزله، فترقب سماع ما سيقول آيان، وبالفعل أتاه صوته يجيبها:
_بالعكس أنا اللي زلته وكسرته وبالرغم من كل ده ومعاه الف فرصة يعمل فيا زي ما عملت فيه بس معملش لانه أصيل واتربى وربى عياله بنفس الطريقة اللي اتربى فيها، انا مشوفتش أي اهانة منه ولا من عياله بالعكس كلهم بيحاولوا يحتوني، كلهم عندهم شفقة عليا من التربية اللي أنت ربتيهالي والكره اللي زرعتيه في قلبي..
جحظت عينيها في صدمةٍ، ليتبعها قولها المشتت:
_مالها التربية اللي ربتهالك، ربيتك عزيز وغالي وتعرف كيف تاخد تارك من اللي ظلموك..
ابتسم وهو يجيبها بسخطٍ:
_من الحريم! ، انتي معلمتنيش ازاي أكون راجل حتى وأنا بأخد حقي، انتي خلتيني أستحقر نفسي في كل خطوة كنت بخطيها، وفي الاخر مطلعش فهد ولا عيلته اللي ورا اللي حصل لأمي..
عارضته بصوته الصارم الذي مازال يحمل الكراهية تجاه نسل الدهاشنة:
_بس برضك اللي عمل اكده من عيلتهم ونسلهم، انت مغلطتش يا ولدي..
ضحك بهستريةٍ، وسرعان ما ثبتت انفعالاته فتحولت عينيه لسواد كاد بابتلاع من تقف أمامه، فداهمته نبرته الخشنة:
_أنتي أيه، قلبك ده مخلوق من القسوة والحقد، حتى بعد ما آسر ابنه انقذ بنتك من اللي كان هيحصلها على إيد الكلب ده!
توترت معالمها، وهي تجيبه بغلظةٍ:
_وشكرته هو وأبوه مرتين بس ده ميمنعش ان التار اللي بينا لسه مآآ…
قاطعها صوته الصارم الذي انطلق ليصمم آذنها:
_انتهت، العداوة اللي بينا انتهت ومش هسمحلك تزرعي الكره تاني بين العيلتين ولو قادرة وريني هتعمليها ازاي وأنا موجود، متنسيش اني الكبير على المغازية كلها، وأي حد هيتجرأ ويأذي حد من عيلة فهد أو نسل الدهاشنة كلها أنا اللي هنسفه من على وش الدنيا حتى لو كان أنتي…
ثم استدار ليخرج من خزانته ما سيرتديه قائلًا دون التطلع لها:
_لو خلصتي كلامك اتفضلي..
كزت على أسنانها بغيظٍ، فجذبت حقيبتها ثم أسرعت بالخروج، فما أن فتحت الباب حتى وجدت “بدر” يقف أمامها ويرمقها بنظرةٍ استحقار، استكملت طريقها للخارج بينما ولج “بدر” للداخل ليمنحه نظرة متفحصة وهو يرتدي قميصه الأسود والحزن يعتلي معالمه، فلم يشعر بوجوده بالبداية وحينما استدار ليجذب المنشفة وجده أمامه، فأشار ببديه قائلًا:
_عمي عايزك..
أومأ برأسه ثم قال:
_جاي وراك يا بدر.
هز رأسه بتفهمٍ وغادر في هدوءٍ استعجب له آيان، ففي عادته كان يلقي على مسمعه كلمات لازعة، والآن يغادر في صمتٍ غير مقبول لآيان الذي تطلع للفراغ بدهشةٍ، ثم جذب المشط ليمشط شعره بعنايةٍ، واتبعه للخارج، فما أن هبط للأسفل حتى وجد معشوقة قلبه، تخطو خطواتها الثقيلة بمفردها كحال كل يوم، تتدرب بأمرٍ من الطبيب، فتخطو مسافات معينة بمفردها حتى وإن كان خطاها بطيء، ولكنها كانت تحقق استجابة للعقار والعلاج الطبيعي، استندت “روجينا” على الشجرة القريبة منها حينما ألمتها قدميها بعد أن اجتازت المسافة المطلوبة، فرغبت بالمشي أكثر لعل عقدة قدميها تنحل قريبًا، تود العودة لحالها السابق، فأطبقت بجفن عينيها في توترٍ عظيم حينما تذكرت ما حدث بالصباح الباكر، بعد أن تأكد ظنونها حول ما بها، شعرت بالخوف من القادم ولما تحمله من سرًا تظنه غير محبب لها في ذلك الوقت، فمازالت تجاهد لتخطي ما خاضته معه، وتحاول فتح صفحة جديدة بينهما، فتحت عينيها في صدمةٍ حينما شعرت بيد تحملها عن الأرض، فاستندت تلقائيًا بيدها على صدره القاسي، التقت عينيها بعينيه الرمادية، لتمنحها نظرة دفن عشقها بينهما، ثم تحرك بها ليضعها على المقعد القريب وهو يعاتبها قائلًا:
_مش الدكتور قايلك لما تتعبي تريحي على طول، بتعاندي كلامه ولا بتعاندي نفسك يا روجينا؟
ارتسمت على وجهها ابتسامة صغيرة وعينيها صافنة بتأمله، حتى آذنيها لم تستمع لما يقول، غمرتها شعور فرحة لوجوده لجوارها حينما تحتاج لمساعدة، لا تنكر أن بالرغم من الجرح التي مازالت تحتفظ به الا انها سعيدة كونه لجوارها بأي وقت، دون أن تخشى أن يراه أحدًا لجوارها، نعم يحملها ويصعد بها لغرفته بالسر أحيانًا، ولكنها أحبت احترامه لها ولعدم رغبتها بأن يقترب منها بعد تلك الليلة التي جمعتهما بغرفته بعدما اتي إلى هنا، كل ما يفعله يجعلها قادرة على تخطي ما تجابه من ذكرياتٍ مؤلمة، تعجب آيان من صمتها، فبدت له شاردة، فوضع يديه على خدها وهو يناديها بلهفةٍ:
_روجينا!
رمشت بعينيها عدة مرات، فشعر بأنها لا ترغب بأن يلامس وجهها، فكاد بابعدها عنها، ولكنه تفاجئ بها تضم يدها على يديه وتتطلع له بعينين باكيتين، فسألها بخوفٍ:
_مالك، فيكي أيه؟
قالت بترددٍ لما ستخبره به:
_لما كنت حامل، كنت حزينه انك هتكون اب لابني بس مكنتش قادرة أكره وجوده ولا أتمنى إنه يموت بالطريقة دي، وحتى بعد ما ربنا اخده مني محطتش السبب ده في دماغي، حزني عليه كان أقوى من كل حاجة واتمنيت انه يكون لسه موجود جوايا لاني مكنش ليا غيره..
أدمعت عينيها، فاسند جبهته على جبهتها وهو يردد بألمٍ:
_لزمته أيه الكلام ده دلوقتي يا روجينا!
فتحت عينيها وهي تطالعه من هذا القرب الخطير لقلبها، فلعقت شفتيها وهي تخبره بارتباكٍ:
_أنا حامل يا آيان.
اتسعت نظراته إليها، فابتعد عنها وهو يوزع نظراته الحائرة بينها تارة وبين بطنها تارة أخرى، وكأن نظراته ستكتشف الأمر! ، وأخيرًا بعد افاقته من فترة صدمته ردد بتلعثمٍ:
_حامل!! بس آآ..
ثم مرر يديه بين شعره الغزير، فعاد ليبتسم وهو يردد بفرحةٍ:
_بجد؟
أومأت برأسها بتأكيدٍ، فضمها إليه بشدةٍ أوقعتها دون قصد من على مقعدها فأصبحت بين ذراعيه، تشبثت به بحبٍ لم تستطيع مقاومته بعد ذلك، فهمس لها بسعادةٍ:
_عقلي مش قادر يستوعب ان ربنا عوضنا بالسرعة دي..
ثم أبعدها عنه وهو يتساءل بجديةٍ:
_فهد عرف؟
تسلل الخجل لمعالمها، فقالت بتوترٍ:
_لا مقولتش لحد ومش هقول، أنت عايز تفضحني قدامهم اني كنت بجيلك فوق في اوضتك..
حدجها بنظرة مطولة ثم انفجر ضاحكًا وهو يردد من بين ضحكاته:
_خايفة المرادي من ايه، أنتي ماشية معايا يا عبيطة أنا جوزك وأكيد يعني مش هفضل هنا المدة دي كلها وأنا عاقل ومحترم يعني وأكيد أبوكي فاهم ده!.
لكزته بغضبٍ، فتعالت ضحكاته قائلًا وهو يحاول تقيد يدها:
_طب أفهم بس أنا قولت أيه غلط!
ردت عليه بشراسةٍ:
_أنت كل اقوالك وافعالك غلط، اوعى تفتح بوقك بكلمة أنا مش هيجيلي عين أحط عيني في عين حد خصوصًا البنات..
كبت ضحكاته وهو يخبرها:
_أنتي ليه محسساني انك اشتريتي حاجة وبتقوليلي هدريها، ده حمل يا ماما يعني بعد كام يوم كرشك هيكبر وهنتفضح كده كده!
كزت على أسنانها بغيظٍ من ضحكاته التي لا تبالي بما تمر به، فكورت يدها وهي تضربه بقوةٍ على صدره، قيد “آيان” حركتها بحرافيةٍ، ثم كتف ذراعيها خلف ظهرها، ودني منها وعينيه لا ترى سوى رعشة شفتيها المشتاقة لقربه، احتضن بيده وجهها ومن ثم مرر أصابعه على شفتيها المرتجفة فزداها شوقًا ورغبة به، اقترب هائمًا، ولكن سرعان ما أفاق على صوتًا رجولي منزعجًا:
_أنت يا عم روميو، معلش هنقطع رومانسياتك الجميلة دي وعايزين حضرتك تتفضل معانا جوه والا كلنا هنطلع ورا بعض ننادي لحضرتك بأمر من الكبير!
التفتوا سويًا تجاه الصوت ليجدوا “آسر” يقف من أمامهما مربعًا يديه أمام صدره ببرودٍ، ابتلعت ريقها بتوترٍ شديد فقالت وهي تدفعه بعيدًا عنها حتى سقط أرضًا:
_والله ما أنا ده هو..
ثم حاولت النهوض عنه فأختل توازنها، وسقطت من فوقه مجددًا، كبت “آسر” ضحكاته ثم حرك ذراعيه الأيمن لينتشلها بعيدًا عنها بسهولة وتمكن، ثم غمز بعينيه لآيان الذي يحاول النهوض:
_محتاج مساعدة عشان تقوم أنت كمان..
قال وهو ينفض ملابسه:
_لا أنا تمام..
أشار له وهو يساند شقيقته، ويتجه بها للداخل:
_طب يالا ياخويا.
مرر يديه على أرنفة أنفه ليخفي ابتسامته الهادئة، ثم ولج معه للداخل، فعاون “آسر”،” روجينا”على الجلوس على المقعد المجاور لزوجته، وعاد ليجلس جوار أبيه الذي تطلع لآيان ثم سأله بذهولٍ:
_إتاخرت كدليه!.
حك ذقنه النابتة وهو يجيبه بحرجٍ:
_كنت بغير هدومي..
أشار بيديه على الطعام ثم قال:
_طب يالا الوكل هيبرد.
أومأ برأسه ثم شرع بتناول الطعام، وبدأ الجميع من خلفه، القى “آيان” نظرة متفحصة عليهما، فكم اعتاد على جمعتهما التي بعثت بنفسه جو العائلة التي افتقدها، فشهيته تتملئ حينما يجلس برفقتهم، سلطت نظراته على “آسر” المبتسم لأحمد الذي يهمس له بشيء، وبدر الذي يتحدث ليحيى بحبٍ، حتى الفتيات التي تجلس بنهاية الطاولة الكبيرة كانوا في جوٍ يملئه المحبة والسعادة، استكانت نظراته على فهد الذي يتابع تناول طعامه بصمتٍ تام، فقد نجح بصنع عالمًا خاص به وسط عائلته، لا ينكر “آيان” بأنه بات يكن له مشاعر من الاحترام والحب، فقد لاحظ بأنه بالفترة الاخيرة سمح “فهد” للنساء بالجلوس معه على نفس طاولة الطعام، فكان يتناول بصحبة الرجال فقط، مما أثار بذاته تعجبًا، وكأنه يثبت له بأنه بات يثق به، بجلوس نساء منزله على نفس طاولته، خرج من شروده على صوت “تسنيم” المتساءل في تعجبٍ:
_مش بتأكلي ليه يا روجينا؟
أجابته وهي تجاهد شعورها بالنفور من رائحة اللحم الطازج:
_مش جعانة يا تسنيم..
وجاهدت لمحاربة شعورها بالغيثان، ولكنها لم تستطيع، فتساءلت “حور” بقلقٍ:
_أنتي كويسة؟
أشارت لها بالنفي، فساندتها “حور” و”تسنيم”حينما شعرن بحاجتها للاستفراغ، فإتجهوا بها للمرحاض، اتجهت نظرات “فهد” الغامضة تجاه “آيان” الذي أشغل ذاته بالتطلع لطبقه، فرفع حاجبيه بمكرٍ وقد تيقن الاخير بأن أمرهما قد كُشف…
*******
بالأعلى..
تجمعت الفتيات خارج المرحاض، فما أن خرجت “روجينا” بعد أن تعدت المرة الثالثة لدخوله، حتى وجدتهن يجلسن بالخارج، ويرمقوها بنظراتٍ خبيثة، فجذبتها “ماسة” لتجلس على الفراش، ثم جلست جوارها قائلة بخبث:
_الظاهر كده يا بنات إننا كحوامل هنزيد واحدة… بس طبعًا بما ان الدكتورة حددتلي الولادة بعد يومين فروجينا هتنوب عني..
لعقت شفتيها وهي تردد بإرتباكٍ:
_حآآ.. حمل أيه اللي بتتكلمي عنه، مفيش الكلام ده..
جلست “تسنيم” في الناحية الاخرى من الفراش ثم لكزتها برفقٍ، وهي تخبرها بمكرٍ:
_سيبك من نفي الاشعة دي وخلينا في المهم، انتي ازاي كنتي بتروحيله ومش خايفة عمي أو آسر يلمحك؟
ضحكت “حور” ثم قالت:
_الحب بيصنع المعجزات يا بت يا تسنيم، وهي واقعة في ابن المغازي من زمـــــــان..
أضافت “رؤى” قائلة بسخريةٍ:
_معزورة يا بنات، الحب مالوش أحكام مش كده ولا أيه يا عروسة..
كانت تقصد شقيقتها التي رددت بغضبٍ:
_بقولكوا ايه سيبوا البت في حالها مش كفايا حفلتوا عليا يوم كتب الكتاب أمال هتعملوا أيه في الفرح!
جذبتها “ماسة” على الفراش ثم قالت:
_أركني أنتي دورك لسه مجاش، خلينا نكمل تحقيق مع البت..
قالت “تسنيم” بضيقٍ:
_ما تنطقي وتقوليلنا الحقيقة بقى، هتفضلي ساكتة كتير كده!
وزعت نظراتها المرتبكة بينهما، ثم استندت على الكومود وهي تحاول النهوض، فخطت بعيدًا عنهما وهي تردد بتوترٍ:
_بصراحة يا بنات، يعني الموضوع آآ…. يعني بصراحة آآ…
قاطعتها حور بملل:
_خشي على صلب الموضوع على طوول.
جلست على الاريكة المقابلة لهما، ثم قالت بحزن:
_صدقوني أنا لسه لحد الآن مترددة اني اسامحه، واللي حصل بينا ده كان مرة واحدة ومعرفش حقيقي ازاي حملت بسرعة كده!
انفجروا جميعًا ضاحكًا جراء كلماتها الأخيرة، فمنحتهن نظرة مغتاظة قبل أن تخبي وجهها خلف الوسادة من الخجل..
*********
توارى ضوء الشمس خلف القمر المظلم، الذي ابتلع بظلمته ضوء الشمس الساطع، فصعد الجميع لغرفهم وخاصة بعدما قضوا أكثر من أسبوع خارج المنزل، حيث كان موسم الحصاد القمح ، فكان عليهما معاونة الفلاحين في الأراضي التابعة لهما، فالجميع في حالةٍ من الإنهاك الشديد، وسرعان ما غفوا جميعًا..
تمدد “آيان” على الفراش بتعبٍ، وسرعان ما ذهب بنومٍ عميق، وبعد ساعات من نومه شعر بحركةٍ خافتة بالخارج، فجاهد لفتح عينيه الناعسة، ليتطلع لساعة المجاورة له على الكومود الاسود الصغير، ليجدها الثانية بعد منتصف الليل، نهض عن فراشه ثم جذب قميصه ليرتديه باهمالٍ، وخرج لشرفته فجحظت عينيه في صدمةٍ حينما وجد مجموعة من الرجال المقنعين يلتفون حول السرايا، وأحداهما يحمل زجاجات غريبة وينثر محتوياتها حول السرايا، وعلى النوافذ جميعًا، استعاب عقله ما يخطط هنا لفعله، فجذب سلاحه من خزانته ثم هرول للأسفل، فتسلل بحذرٍ شديد من الرجل الذي يخرج القداحة من جيب بنطاله، وقبل أن يشعلها كان قد فتك به حينما هوى على رأسه بطرف السلاح، انتبه الرجال لوجود آيان فاشتبكوا معه سريعًا، حاول رجلين أن يشلوا حركته بينما دنى رجلًا واحدًا منهما تجاه السرايا ليتمكن من اضرام النيران بها، رفع “آيان” جسده عاليًا فلف قدميه حول رأس هذا الرجل ليمنعه من المضي قدمًا، وهو يجاهد ليحتمل ذاك الالم الذي يتعرض له من ركلات حادة من الرجلين الذين يكتفون حركته، فخشي ان يتجه الاخرون لفعل ما نجح بمنعه الان، لذا صاح بصوتٍ مرتفع:
_فهــــــــــــــــد…. يــــــا فهــــــــــــــــــــــد..
كان صوته مزعج للغاية، فرفع احد الرجال رأسه للاعلى خشية من أن يكون ايقظ أهل المنزل، فاتضح له نجاحه في ذلك حينما أضيئت الانوار في أكثر من غرفة، فخرج “فهد” والشباب جميعًا للنوافذ، ليتفاجئوا بما يحدث بالاسفل، تغلب أيان على الرجلين حينما سدد لهما اللكمات الحادة، ومن ثم صرخ بفهد قائلًا:
_اخرجوا بره السرايا بسرعة، عايزين يولعوا فيها..
اتجهت نظرات آسر تجاه جرادل البنزين، فصاح بهما:
_اخرجوااا..
كانت المعركة بالأسفل غير متساوية الأطراف، فكان آيان بمفرده يجابه مجموعة من الرجال، فنجح أحداهما بالتسلل لباب السرايا، ثم نجح باشعال النيران به، فسرت بجميع حوائطها بسرعةٍ يعجز العقل عن تصديقها..
********
بالأعلى..
تسللت النيران بالداخل فآكلت الأساس وانتشرت لتسلل بالأعلى، انطلقت الأدخنة لتملئ الأجواء، وما زادت الامور سوءًا حينما قذفوا بزجاجاتٍ بالداخل فكانت تنفجر كالقنابل، صرخت الفتيات وكل منهن كانت تحاول الخروج من الغرفة للشرفة الرئيسية التي يقف بها الشباب منذ ان استمعوا لنداء آيان، فحاول كلا منهما العودة لجناحه حتى ينقذ زوجته ولكن اضرمت النيران الدرج الفاصل بينهما وبين ابواب الاجنحة..
*****
اختنق تنفسها وقت نومها، ففتحت عينيها باستغرابٍ، تطلعت لباب الغرفة الذي ينفذ الدخان من أسفله، فتحسست الفراش من جوارها وهي تناديه بفزعٍ:
_آســـــر!
لم تجدن لجوارها فنهضت عن الفراش سريعًا ثم جذبت اسدال الصلاة الخاص بها لترتديه، وسعالها لم يتوقف من فرط الادخنة، فاقتربت من باي الغرفة وما أن فتحته حتى صرخت من منظر النيران الثائرة، فعادت لتناديه برعبٍ:
_آســـــــــــــــــــــر…
في ذلك الوقت، تمكن آسر باستخدام البطاطين من اضرام النيران، فأطفئ مدخل الاجنحة، ثم أسرع تجاه باب جناح والدته فنجح هو ويحيى باطفاء النيران عن الباب، ثم فتح الباب ليجد والدته ملقاة أرضًا، فزع حينما وجدها كذلك، فركض تجاهها ثم حملها بين ذراعه وهو يحرك رأسها بين يديه:
_مامــــــا..
فتحت “روايه” أعينها وسعالها لم يتوقف. فتساءلت برهبةٍ:
_في أيه، ايه النار دي!
جذبها “فهد” منه بعدما ولج من خلفه ثم صرخ بهما:
_أنا معاها، الحق مراتك..
هز رأسه ثم ركض تجاه جناحه، فوجد حائل من النيران يمنعه من الدخول، ليتمكن من رؤيتها، فوجدها جالسه على مسافة من النيران، تحتضن جسدها وتبكي بخوفٍ، نادها بلهفة:
_تسنيم..
نهضت على قدميها وهي تجيبه برعبٍ:
_آسر طلعني من هنا..
قال وهو يجذب البطانية من يد أحمد:
_متخافيش يا حبيبتي..
ثم أشار لاحمد على الطابق السفلي:
_انزل انت وعبد الرحمن ساعدوا ابوك وانا ويحيى هنطلع البنات من هنا..
ثم قال باستغراب:
_امال بدر فين؟
قال عبد الرحمن وهو يبعد النيران عن باب جناح أحمد القريب:
_نزل من ورا يساعد آيان..
وبالفعل انقسم الشباب بين الطوابق، فساعد احمد وعبد الرحمن سليم وعمر باخراج نادين ونواره وريم وهنية لمكان آمن لحدًا ما، بينما انطلق يحيى وآسر ليحرر كلا منهما الفتيات، ففتح “يحيى” جناح “أحمد” القريب منه، ليجد شرارة من النيران قد نجحت بالتسلل لجناحه، فسعل باختناقٍ وهو يصيح بخوفٍ:
_حـور… حـور انتي فين؟
أتاه صوتها المرتعش:
_انا هنا يا يحيى ساعدني..
اتجه تجاه مصدر الصوت ليجدها تختبئ بالخزانة، عاونها على الوقوف ثم قال بشكٍ لحالتها المرهقة:
_قادرة تقفي؟
هزت رأسها نافية وجسدها يرتجف بأكمله، فلم يكن منه الا ان حملها وركض بالخارج.. في ذلك الوقت نجح آسر باخماد النيران عن باب جناحه الذي يعد أول الاجنحة قبل جناح أحمد، فركضت تسنيم لاحضانه وهي تردد برعشة تسبق حديثها:
_كنت حاسة اني مش هشوفك تاني.
ابعدها عنه ثم قال على عجلة من امره:
_هنخرج من هنا متقلقيش..
وجذبها تجاه يحيى، فوقفت جوار حوار، ثم ركضوا مجددًا، فولج يحيى لجناح بدر المقابل له، بينما ولج آسر لغرفة شقيقته، فكان الأمر هين بالنسبة لغرفتها، فتفاجئ بها تغط بنومٍ عميق، القى نظرة منفحصة على حالها، فوجدها ترتدي قميص قصير للغاية، ففتح الخزانة واخرج منها جلباب اسود ثم دنى من الفراش ليحركها وهو يناديها:
_روجيــــنا.. فوقي بسرعة..
فتحت عينيها بفزع وهي تردد باستغراب:
_آسر… في أيه..
البسها الجلباب ثم حملها دون أن يجيبها، فاخرجها تجاه تسنيم، وصدمت حينما وجدت النيران من خلفها، وجد يحيى مازال يحاول فتح باب جناح رؤى، فاتجه هو لجناح ماسة، كان الأمر سيئًا للغاية بجناحها، فوجد النيران قد أكلت معظم أساسها، تفحص الغرفة جيدًا، فاستمع اهات خافتة قادمة من حمام الجناح، أسرع “آسر” تجاهه، وجد النيران قد أمسكت به، فرفع قدميه ثم ركله عدة مرات حتى استجاب لمحاولاته، فولج للداخل وهو يردد باختناق:
_ماسة انتي جوه؟
أتاه ردها المتقطع:
_أنا هنا…
اتجهت نظراته تجاه البانيو، فوجدها تلف جسدها بالستار المحاط به، وبالرغم من ارتدائها لقميص طويل يصل لقدميها الا أنها كانت تخفي ذراعيها العارية، استدار آسر للاتجاه الاخر، ثم بحث بعينيه عما ستتمكن من ارتدائه، فلم يجد ما يسعفه وخاصة بعد أن اشتعلت أغلب الغرفة، لذا لم يتردد في خلع قميصه ثم ناولها إياه دون أن بستدير، تناولته منها “ماسة” ثم ارتدته لتخفي ذراعيها العارية، فتساءل دون أن يلتفت:
_خلصتي يا ماسة، لازم نخرج بسرعة..
قالت وهي تحاول الهبوط عن البانيو:
_خلصت..
كادت بالتزحلق عنه ولكن ذراعيه كانت الأقرب لها، أمسك بها ثم عاونها حتى خرج بها..
*******
بغرفة “رؤى”
نجح يحيى أخيرًا بكسر باب الغرفة، فولج للداخل باحثًا عنها، كان من الصعب عليه الرؤية وسط الادخنة، فكبت أنفه ليمنع تسرب الادخنة اليه فنادها وسعاله يجعل صوته مختنق، لم ينجح بالعثور عليها وسط الادخنة، فتحرك لليسار، ليرطم بشيئًا لامس حذائه، اخفض يديه ليدقق النظر، فوجدها فاقدة للوعي، حملها ليخرج بها سريعًا خارج الغرفة حتى يمنعها عن شم تلك الادخنة الكريهة، فوجد آسر يقف بماسة بالخارج، فهرولت اليه وهي تردد بدموعٍ:
_يحيى أنت كويس..
أسند رؤى على كتفيه ثم ضمها اليه قائلًا:
_أنا كويس يا قلبي، انتي اللي كويسة؟
أومأت برأسها عدة مرات، اخفضهما آسر وهو يصيح بلهفة:
_حاسب يا يحيى..
ثم أشار له بتحذير:
_لازم ننزل حالا مفيش وقت..
وبالفعل اتجهوا سريعًا للأسفل، فوجدوا عبد الرحمن يصطحب تالين والجدة هنية للاسفل ليشير لهما قائلًا:
_انزلوا بسرعة..
وبالفعل هبطوا للأسفل، فوجدوا فهد وسليم وعمر والجميع يقفوا جوار الباب الرئيسي، فقال أحمد وهو يشير بيديه لاسر:
_النار ماسكة في الباب ومش عارفين نفتحه، لازم ينكسر من بره…
اتجه “آسر” تجاه الشرفة فحاول اخماد النيران ليتمكن من الرؤية جيدًا، فوجد “آيان” و”بدر” في محاربة مجهدة مع مجموعة من المقنعين، غلت الغروق بدماء آسر وهو يرى ابن عمه وجهه ملطخ بالدماء، وكاد احداهما يكاد بأن يهاجمه بالسكين، فأسرع آيان ليلوي ذراعيه، ثم حرر بدر حينما ركل أحد الرجال أسفل بطنه، فما أن تحرر ذراعي بدر حتى لكمه ببطنه، فحرر عنقه…
رفع “آسر” صوته وهو يشير بيديه لآيان:
_اكسر الباب..
أومأ برأسه له ثم أسرع تجاه باب الخروج، فرفع قدميه ثم ركل الباب عدة مرات، ولكنه لم يستجيب لركلاته، فلم يكن بحجم باب الغرفة، وزع نظراته حائرًا فحاول ايجاد أي وسيلة لاستخدامها، فخطرت بباله فكرة مجنونة، لذا لم ينتظر لايجاد اسبقيتها، وهرول تجاه سيارته، أعاقه أحد رجال ابن مهران، فلف آيان يديه حول عنقه ثم أطاح بها يسارًا ويمينًا، فاحدث بهما كسر أنهى حياته، فسقط ضريعًا، صعد آيان لسيارته ثم اسرع بقيادتها تجاه الباب الداخلي وقبل ان تصطدم به القى بذاته من باب السيارة فنجحت بتحطيم الباب، فتمكن فهد وعائلته من الخروج وسرعان ما انضم الشباب لساحة المعركة، فاوسعهم ضربًا مبرحًا حتى تمددوا أرضًا، انتهت المعركة الدامية، فجلست الفتيات ارضًا تتطلع للسرايا التي اصبحت رمادًا، ودنى آسر من بدر يكبت جرح رأسه، حتى أحمد عاون والدته على تضميد جرحه، الجميع انشغل بمداوة الجرحي من الأهل، فاستغل ابن مهران تلك الفرصة بعدما اختبئ لحظة خروج آسر والشباب، فسحب سكينه ثم اتجه ناحية “فهد” كالافعى السامة، كان يستهدف قلبه ليقضي عليه، فان لم يتمكن من احداث السوء بعائليته فعلى الأقل سيقتله، دنى منه والاخر منشغل بتفحص ابنته ثم رفع السكين وقبل ان يغرسه، استمع فهد لصراخ آيان مجددًا وهو يدفعه للخلف قائلًا:
_حاسب يا فهد..
ثم أمسك بالسكين بين يديه التي انساب منها الدماء بغزارة، ارتعدت يد القاتل حينما رأى شجاعة الراجل الذي يحاربه، فتراجع للخلف بخوفٍ والآخر يلحق به بعدما أصبح السكين بين يديه ومن ثم جذبه ليستقر السكين بين صدره، فما زؤعه من كراهية وانتقام بات يضرب صدره هو، لينال موتة ظنها ستلحق بفهد، استقرت جميع الأعين على آيان بامتنان لوجوده بداية من انقاذهما جميعًا ونهاية بانقاذ كبيرهما، فأسرع آسر تجاهه جاذبًا قطعة من ملابسه ليضعها فوقه جرحه ثم قال وعينيه تتطالعه:
_اللي عملته النهاردة ده مفيش حاجة ممكن أعملها تردهالك غير انك بقيت مننا..
ابتسم فهد وهو يشير له بالاقتراب، فاقترب منه بتردد فضمه لصدره ثم تطلع لعينيه قائلًا:
_دلوقت بقيت واحد منينا وتستحق بتي!

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية الدهاشنة 2 (صراع السلطة والكبرياء))

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى