روايات

رواية أسد الصعيد الفصل الثالث والأربعون 43 بقلم إيمي عبده

موقع كتابك في سطور

رواية أسد الصعيد الفصل الثالث والأربعون 43 بقلم إيمي عبده

رواية أسد الصعيد الجزء الثالث والأربعون

رواية أسد الصعيد البارت الثالث والأربعون

أسد الصعيد
أسد الصعيد

رواية أسد الصعيد الحلقة الثالثة والأربعون

تركهم أسد مذهولين وصعد ليجدها تتسطح على الفراش وحين رأته نهضت بتكاسل وخجل جعله يصر أسنانه بغيظ
– حمدلله عالسلامه
– أنا قولتلك خودى حاجه دافيه واتلفى ونامى هتبقى كويسه ولو تعبتى زياده كان ممكن تتصلى بيا أوديكى لدكتور ممكن أفهم الفيلم الاهبل اللى عملتيه ده ليه؟
قضبت جبينها متعجبه : فيلم إيه؟!
– ورد بلاش غباوه عشان ما ألزقش دماغك ف الحيط وبلاش تعيشى الدور عشان انتى اللى هتتعبى
– دور ايه انا مش فاهمه حاجه!
– ومن امتى بتفهمى يا هانم انا آخر مره قربت منك امتى
– هاه!
فاجئها سؤاله المباشر لكنه لم يهتم وتابع بسخريه : إيه انطرشتى ولا فقدتى الذاكره تحبى افكرك قبل فرح فهد بعدها الدنيا كانت مكركبه على نفوخنا من كل مصيبه وختمت بلوية بوزك اللى لغاية دلوقتى مس فاهملها سبب
– مهو خلاص السبب راح
– انتى غبيه؟!
ثم صمت للحظه حين فطن لسبب حزنها أخيرا : آه لهو عشان كده كنتى مقموصه عشان جيبت سيرة الخلفه مع امى احنا مكملناش سنه عشان تقلقى ولعلمك كتر التفكير ف الموضوع والرغى فيه بيأخره وهرجع لمرجوعنا الظرف الصحى اللى بيجيلك كل شهر جالك بعد فرح فهد بتاع تلات اربع ايام مش كده وأنا اصلا من قبلها وأنا بعيد تبقى حملتى ازاى يا أم مخ نضيف
– هاه!
– عارفه لولاش انى واثق فيكى من الناحيه دى فعلا كنت…
صمت يقضم شفته السفليه بغضب ثم تابع بنبره مخيفه : واحد غيرى كان بالحسبه دى دبحك قبل ما يتأكد إنها مجرد توقعات نسوان خرفانه
إتسعت عيناها برعب فهو محق لم تحسبها حقا لقد اندفعت خلف تكهنات والدتها وحماتها وأيدت ذلك والدة حسناء فتقلباتها المزاجيه بجانب حالتها المرضيه جعلتهن يظنونه حمل بينما الأمر مجرد نزلة برد بجانب حزنها وتفكيرها بأمر الإنجاب ولا شيء أكثر
لم تجد ما تقوله ولم يوجه لها أى حديث آخر وبالصباح إلتف الجميع حول مائدة الإفطار ومن بينهم والدة ورد التى باتت هنا لتعتنى بإبنتها الحامل كما إدعت والتى حين رأت ورد تنزل خلف أسد صامته لم تنتبه لحزنها بل نظرت إلى أسد معاتبه
– البت حبله الوكل يطلعلها ف السرير مش تجعد تنزلها وتطلعها
فأيدتها والدته : مينفعش كده لو البيبى جراله حاجه هيبقى إيه العمل ساعتها
حينها ضرب المائده بقبضيه وصرخ بهما : انتو كنتو دكاتره عشان تقولو حامل ولا لأ مين أذن لأى واحده فيكم تشخص حالتها ولا تدخل ف عيشتنا ورد مراتى وأنا أدرى بصالحها وكل واحده فيكم تخلى لسانها جوه بوقها ومتنحشرش ف اللى ملهاش فيه وتانى مره يا تجيبوا دكتور وتتأكدوا يا تتكتموا خالص وموضوع الخلفه ده مش عاوز أى واحده فيكم تجيب سيرته تانى
هتفت والدة ورد بإستنكار: وه عتفول عالبت ليه مرايدش خلفه منيها ليه؟!
– انكتمى احسنلك حجتك فارغه بتك مش حامل تطفحى فطارك وتطرقينا
لم تبالى بطرده الصريح لها : وأهملها لچل ما تكدرها لحد ما تسجط
سخر من كلماتها بحده : مانتى طول عمرك هملاها وهمك نفسك بقت غاليه دلوقت كانت فين غلاوتها وانتى هترميها للواطى إبن عمها وعشان تتهدى وتسكتى أهى عندك اهه إسأليها إن كانت حامل ولا لأ؟
إبتلعت ريقها بقلق ونظرت إلى ابنتها التى اشاحت وجهها عنها بضيق فحاولت التمسك بأملها الضعيف
– عيضحك عليكى إنتى حبله هو عيدرى إيه ف ديه؟
فرفضت ورد بألم : لأ يا أمى أنا مش حامل
– وه كنك صدجتيه؟!
– ايوه عشان هو عنده حق
– وه هو فى ايه؟!
اجابها أسد : لو مش مصدقه خوديها لأى دكتور هيبصملك بالعشره إنها مش حامل
صرت أسنانها بغيظ ونظرت إلى ورد بسخط : چاكى الهم موراكيش خير طول عمرك فجريه
حين فقدت الأمل ظهرت حقيقتها فسخر منها : طبعا مهى حجتك عشان تقعدى تقرفينا هنا بطلت واطمنى حتى لو حملت مش هنوهيالك أنا مبتهتش من الكلام الفاضى بتاعك ده عاوزه تخدميها ف حملها خوديها عندك أنا مش ناقص اصطبح واتمسى بخلقتك
إستنكرت ورد بغضب : كفايه يا أسد دى امى برضو ومش غلطتها لوحدها
لكنه نظر لها بحده : لأ غلطتك إنتى اللى مش مركزه وكل تفكيرك ف الخلفه هل فكرتى ف المسؤليه الكبيره دى لأ طبعا فكرتى هتربيه ازاى؟
– ما انت معايا
– لا يا حلوه هتربيه لوحدك انا مش فاضى اهرش مهو يا اربى ابنك يا اعيشكم ف مستوى راقى لو قعدت اربى مين اللى هيشيل الهم التقيل اللى فوق راسي
حين بهت الجميع وخيم الصمت وكأن على رؤوسهم الطير فتركهم وغادر وإنتظرت والدة ورد بيأس أن يرجوها أحد لتظل ولو على سبيل المجامله لكن لا أحد تحدث ولا حتى إبنتها فغادرت ساخطه وتفرق البقيه وكل منهم يفكر أى دور لعبه أوصل أسد حد الإنفجار هكذا
❈-❈-❈
حين وصل شركته تفاجئ بأن رئيس قسم الحسابات لديه قد تعرض إلى حادث وجميع العاملين يريدون زيارته بالمشفى فوافق أسد بل وذهب على رأسهم فهذا الرجل ممن إرتفع شأن الشركه على أكتافهم ولطالما كان أمينا وعلى قدر من الكفأه
وهناك حين رأى إنهيار بناته ظل بالمشفى حتى يطمئن لتحسن وضعه وبعد أن طمئنه الطبيب جلس يتنهد بإرتياح وحينها وجد أن العجوز الذى يجلس بجواره هو والد هذا الموظف والرجل كان صامتا بشكل مريب ولم يكن يعلم انه صاحب الشركه التى يعمل بها ابنه ظنه زميله
– اطمن يا حج هيبقى بخير ويقوم ويبقى زى الفل
– يا ريت يا ابنى هو اللى شايلنا مش عارف لو جراله حاجه هنعمل ايه؟
– بعد الشر عنه ان شاء الله هيقوم بالسلامه ويبقى تمام
– ربنا يسترها يا ابنى وميترفدش من الشغل هيلاقى فين شغلانه زى دى الراجل صاحب الشغل بيقولو عليه بيتقى ربنا فيهم دلنى على مكانه وانا هستسمحه يستحمل عياه لحد ما يخف
– كلام ايه دا يا راجل يا طيب ابنك له مكانته ف الشركه ولحد ما يخف هيفضل مرتبه سارى لحد ما يرجع مكانه بالسلامه
تنهد بتعب : يا ابنى اصحاب الاشغال بيحبوا اللى قوى دايما حتى لو بلعوا صحته دى عاوزينه قوى
– ربنا ينعم علينا جميعا بنعمة الصحه
أكمل عنه : والأحباب الصادقين
أسند رأسه للخلف للحظه حتى هتف صوت ضعيف كان يجلس بجوارهما يستمع لهما على كرسى متحرك : الصحه نعمه متتعوضش ومفيش ف الدنيا ليها بديل لو قالولك المال على الاقل هتتعالج بيه ويوفرلك سبل العلاج الاحدث كدابين وإلا مكانش واحد غنى مات نتيجه لمرض ما او عمليه جراحيه ومهما كنت غنى مرضك هيخلى اللى يستحملك يوم ويجاملك التانى هيطفش منك التالت او يكون صبور وخبيث بما يكفى عشان يفضل يتملقك وهو بيتمنى موتك وتسيبله من اليغمه كنز بس الأكيد إن حبايبك الحقيقيين القليلين أوى هما اللى هيفضلوا جنبك زعلانين عليك ووجودهم بس هو اللى بيصبرك على اللى انت فيه وساعتها بس هتعرف مين اللى بيحبك بجد من اللى بينافقك بس مع الوقت هتتألم أكتر من المرض نفسه لان حبهم هيتحول لشفقه وبقائهم جنبك فقط لخوفهم من احساس الذنب بعد كده لما تودع أو مرارتهم تفرقع لأن ضميرهم جابرهم على تحملك وهما زهقوا فيطلع زهقهم دا بوضوح ف صوتهم كلماتهم تلكيكات هما نفسهم مش مدركين سببها محدش بيختار قدره وكلنا راحين بس اللى لسه فيه صحه أو حتى بيقدر يخدم نفسه يحمد ربنا طول الوقت
كلاهما نظرا إليه بأسى فالمرض يرسم على وجهه قصصا مؤلمه وحين لاحظ نظراتهما حاول التخفيف عنهما ببسمه ضعيفه
– لو حد فيكم عقله بيقوله دا مرتاح ومش دريان بحاجه لأ وحياتكم دا أنا أفلس المفلسين كل ما ف الأمر إنى جربت الصحه والمرض
لم يغادر أسد المشفى إلا بعد أن إطمئن على الموظف وطمئن والده الذى تفاجئ بأنه نفسه صاحب العمل وقد تكفل بكافة مصاريف العلاج وتم نقل الموظف إلى غرفه أفضل كذلك فعل مع هذا المريض الذى إلتقاه صدفه وعلم أنه بائس تركه الأحبه لفقره
❈-❈-❈
أسدل الليل ستائره النجميه وأتت بصحبته الأحلام القلقه فبعد أن عاد أسد من المشفى إلى شركته تفاجئ بأمجد يهاتفه ليخبره بموافقة هناء على طلب صقر لخطبتها ولم يخفى عليه نبرته الذاهله ولا الصدمه بصوته لكنه على كل حال لم يعلق وهنئه وقد أطلعه عن رغبتها فى تلبية دعوته للمجئ إلى منزله غدا فرحب بها بوقار وأنهى المكالمه ليعود إلى العمل ولم يرد أن يرى أى من عائلته او يضج رأسه بأسئله مزعجه أو يستمع لأى مشكله أخرى بالعمل لذا أغلق هاتفه ورفع سماعة الهاتف الأرضى وظل يعمل حتى أنهكه التعب ونهض متكاسلا وتسطح على أريكة مكتبه وغرق فورا بالنوم وما هى إلا لحظات ووجد نفسه بداره بالكفر التى لم يغير بها شيء فهى على حالها منذ كان يحيا بها جده الصقر الذى نسى الجميع أن الجبل كان إسمه المحبب وليس الحقيقى وألصقوه بإسمه فهل هو حقا يشبهه كما يقولون إنه لا يتذكره كثيرا وأغلب ما يعرفه عنه من حكايا جدته زينه ولكنه وجده الآن يجلس مع أباه فى بهو الدار يتسامران بود وهناك أحدهم لا يعرفه جيدا لكن بإمعان النظر فى وجهه أدرك أنه جده عوض هو لم يره نعم لكن صوره مع صور العائله كافه مخبئه بصندوق جدته زينه وأضاف هو إليها صورهم الحاليه لكن فقط ما إلتقطت فى القريه
هناك عبق مريح لكل ما بها لقد تغيرت القريه كثيراً عما كانت أيام جده لكنه حافظ على الدار على حالها لتظل الروح المريحه للنفس بها كما هى لتظل ملجئه للهدوء النفسى ولكن من تلك الفتاه الجميله أمعن النظر أكثر لقد كان يشاهد الصور كلما أتى حتى حفظها عن ظهر قلب يا للهول إنها فرحه إبنة جده أتلك من كان من المفترض أن يتزوجها أباه وللحق له ألف حق ليبكيها سنوات وسنوات آه لو رأتها والدته ستُجن حتما هى تعلم بأمر صندوق الصور لكنها لا تفتحه أبداً فهو يأتى عليها بالذكريات المؤلمه كما يذكر أنها كانت تكرهه فكلما فتحه زوجها كان يتلكأ بصورة فرحه لقد كانت حبه الأول والأخير وما سمعه عنها يؤكد أنها كانت تستحق لكن هذا لا يعنى أنه لم يعشق والدته لكن يبقى قلبه أسير عشق فرحه لن يفهم مطلقا كيف أن والده أحب كلتاهما لكن فرحه كانت مجرد شبح ذكرى رحلت منذ زمن وقد وجد بوالدته ما يدفعه للإقتران بها وكان مخلصاً لها بحق
كان هناك شيء ما خاطئ إنه يرى الجميع أو الموتى منهم فقط فقد دخلت جدته جميله تحمل أقداح الشاى وبدت فى أوج شبابها فأخذتها منها فرحه ووضعتها بخجل أمامهم وهى تسترق النظر إلى منصور وغادرت ليسمع صوتى جدتيه جميله وزينه يتشاجران بالخارج وقد دخلتا كلتاهما غاضبتان فتنهد صقر بيأس ونهض متكاسلاً حيث وقف بينهما وبمجرد أن رأتاه حتى صمتتا
– شوفوا وراكوا إيه بدل الرط الفاضى ديه
أومأتا بصمت لكن وجه كان جميله منزعجا لكن زينه بدت خجله يا للهول لقد كانا كلا الأخوين زوجا لها وكأن جده قد قرأ أفكاره حيث أشار إليه بإتباعه فسار خلفه وجلس معه على الأريكة الخشبيه الموضوعه أمام الدار فنظر حوله ليرى بلدته القديمه كما كان يعشقها ببساطتها وبساطة أهلها قبل أن تتطور على حالها الآن ومر أحدهم يلقى عليهما السلام فأجابه جده بينما ظل اسد ساهماً حتى أشار له جده بسبابته إلى شجره جميز ضخمه مازالت بمكانها ومازالت عجوز كما هى فقط حتى العام الماضى فقد جفت وأصبحت بلا فائده فتم قطعها ليجدها خاويه بلا قوه
دوما ما كان شجر الجميز هكذا لكنها كانت ضخمه بحق حتى تخيل أنها قد تكون مختلفه
– اطلع إهناك اكده شايف إيه؟
– دى شچره يا چدى
– دى مش أى شچره دى اللى زرعها أبوى وجالى راعيها من بعدى لچل تچيب خير وياكل منيها الكل عتبجى حسنه تنفعنى ف أخرتى وأديها كبرت ورعرعت وكل من داج منيها واحده اترحم عليه يا ولدى اللى بيعمل لنفسه بيرتاح محدش بيعمل لحد
– عنديك حج يا چدى
– واللى مش كد المسؤليه ميشلهاش
– صوح
– وانت راچل صوح وكدها ولا له؟
نظر إليه متفاجئا ليجد أنه ينظر بالفعل إلى صورته بالمرآه إنهم محقون لقد كان أسد الجبل لأنه النسخه المطابقه للجبل الأصلى
– جولى يا ولدى كدها ولا له؟
أجابه بقوه : كدها يا چدى
– اكده يبجى متزهجش ف نص الطريج
قضب جبينه متعجباً: أنهى طريج؟!
وإذا بهما فجأه يتحولان حيث كانا إلى الطريق الرئيسى بأول القريه بعد أن تم رصفه منذ أكثر من عامين لم يرى صقر هذا لقد رحل منذ زمن لكن ألا يقفان سويا وهما من عالمين مختلفين أيقن أنه حلم لكن لما وما مغزاه؟
– خابر لو ديه زى سكك البندر كنت تلاجى الدنيا وشط ضهرك
– كيف؟!
– العربيات كاتير والناس أكتر لو وجفت ف نص الطريج هتضيع وتضيع اللى حواليك
فجأه جذبه بحده قبل أن تمر شاحنه عملاقه بسرعه مخيفه أجفلته فإبتلع ريقه بإضطراب ثم نظر إلى جده الذى هتف بتحذير وهو يهزه بقوه
– ركز يا واد لتضيع متچيش ف نص الطريج وتتوه فهمان؟
أومأ بصمت ثم نهض يلهث مضطربا وكأنه بالفعل كادت يموت تحت عجلات تلك الشاحنه الضخمه
نظر حوله ليجد أنه مازال بمكتبه ونهض مترنحا يبحث عن زجاجة ماء إرتشف منها بنهم لكنه أحس بأنه لم يكن على ما يرام فأسرع إلى المرحاض حيث وضع رأسه تحت الصنبور عل الماء يهدأ من روعه وبين إنسياب الماء وومضات من حلمه الغريب تذكر أنه لم يخبر أحد بمكانه وليس من عادته المبيت بالخارج دون إخطارهم فرفع رأسه وجففها جيدا ثم توجه إلى مكتبه وفتح هاتفه لتنهال عليه الرسائل وقبل أن يحاول الإتصال وجد هاتفه يصدر صوت الرنين منيرا بإسم صخر فأجابه بصوت متحشرج
– مساء الخير
فسأله بغضب : انت فين؟!
رفع حاجبيه مندهشا لكنه أجاب بهدوء : ف الشركه
فإزداد غضب صخر : إحنا الفجر يا أسد بتهبب إيه عندك وليه مقولتليش؟!
– وهو جرى إيه يعنى؟!
– جرى إننا ف فزع عليك أنا جايلك
– لأ خليك أنا اللى هاجى
قبل أن يغلق وجده يهتف بصوت قلق : لأ إستنى لا تيجى ولا تروح الفجر لسه مأدن من شويه ساعتين والشمس هتطلع ابقى تعالى
تعجب منه متى اصبح والدته : هو أنا عيل هخاف من الضلمه؟!
رجاه بيأس : وحياة أبوك يا شيخ ريحنى واسمع الكلام
تنهد بضيق : حاضر أما اشوف أخرتها
بعد ان أنهى المكالمه أحس بالضيق لقد اقلقهم بلا سبب فحين عاد إلى الشركه لم يكن هناك أى موظفين والجميع ظن أنه غادر المشفى إلى منزله مما أربك صخر حين سأل عنه ولم يجده وظل طوال الليل يجرى مكالمات شتى باحثاً عنه بلا جدوى وانهارت ورد وفيروز من الرعب فحالة أسد المزاجيه كانت أكثر من سيئه بالصباح كما أنه لم يعتاد الإختفاء هكذا وكل منهم يلوم نفسه أنهم أوصلوه إلى هذا الحد
وجد أسد أن لا فائده ترجى من محاولة النوم الآن لذا أزاح الستار عن نافذه مكتبه وجلس يتأمل الخارج بصبر ينتظر شروق الشمس التى بددت أشعتها الذهبيه سواد الليل الفحمى وعقله بهذا الحلم وحينها انتبه لمغزاه لم يجبره أحد على تحمل المسؤليه فلما التذمر الآن هو من دللهم واعتادوا على هذا هو يحبهم ولا يريد مطلقا أن يخسر أى منهم أى إن كانت الأسباب كان لابد أن يبحث عن منفذ ليخرج به غضبه بعيدا عن احبته لابد أن يأخذ وقتا للراحه حتى لو ساعه واحده يهنأ بها بعيداً عن أى ضغط لقد كان أوفر حظا من سابقيه فصقر تزوج من حقود ماكره تحملها لسنوات طوااال وقد عانى كثيرا من فقد أحبته من أب لأخ بمنزلة إبن لأم لإبنه وضاع عمره يعانى بسبب غيره ورغم هذا لم يتذمر بل حمد الله فجزاه خيرا بزيجته من زينه ورغم أنه لم يهنأ بأن يرى ابنه الوحيد رجلا لكنه عاش ومات راضيا ووالده لا يختلف كثيراً لقد عاش يتيما وحُرم من أمه وفقد من أحبها وبالأخير أصبح وحيدا كل من حوله أحباب وأقارب لكن لا قريب من القلب يفيض له بما يختلجه بحق سواه حين بدأ يفهم ويدرك لقد كان أفضل منهم عالأقل تزوج من أحبها لقد فقد إحساسه بالرضا وهذه لعنه لابد أن يتخلص منها وقد أحس بأنه بدأ يشفى منها بعد ما رآها وسمعه بالمشفى لابد أن يرى الأكثر بؤسا ليدرك النعم التى بيده

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية أسد الصعيد)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى