روايات

رواية روحي تعاني 4 (لتطيب نفسي) الفصل الخامس 5 بقلم آية شاكر

موقع كتابك في سطور

رواية روحي تعاني 4 (لتطيب نفسي) الفصل الخامس 5 بقلم آية شاكر

رواية روحي تعاني 4 (لتطيب نفسي) الجزء الخامس

رواية روحي تعاني 4 (لتطيب نفسي) البارت الخامس

روحي تعاني 4 (لتطيب نفسي)
روحي تعاني 4 (لتطيب نفسي)

رواية روحي تعاني 4 (لتطيب نفسي) الحلقة الخامسة

انتبهت لما تفوهتُ به لتوي، وقررتُ التزام الصمت وساعدني عليه ظهور والدتي، وترحيبها بحاتم بحبور، قالت أمي:
-نورت الشارع يا دكتور.
-الله يكرمك يارب.
قالها حاتم بابتسامة، فسألته السيدة بدرية:
-قولت إيه يا دكتور أشوفلك الشقه؟
تنحنح حاتم ورماني بنظرةٍ سريعة قبل أن ينطق:
-توكلي على الله يا ست بدريه.
-شقة ايه؟
سألت والدتي، فقال حاتم:
-كنت بقول آجر شقه هنا في الشارع حتى تكون قريبه من شغلي.
تهللت أسارير والدتي، وقالت:
-والله إنت ابن حلال الشقه اللي تحتنا خالية أنا هكلملك صاحبها وهوصيه يريحك في السعر.
قال حاتم ببهجة:
-خلاص اتفقنا.
كنت أُتابع حوارهم، ودون إستئذان دخلتُ للبيت وأنا أغمغم نازقة، بينما ظلت والدتي والسيدة بدرية يتحدثان معه.
سيسكن هنا! ألا يكفيني رؤيته في العمل! ماذا سيفعل قلبي المسكين الآن! وهل هذه خطة ثالثة لجذبي للمصيدة، تبًا!
استغفروا ♥️
بقلم آيه شاكر
★★★★★★
توالى مرور الأيام وها أنا ذا أقف بشرفتي والإبتسامة تزين وجهي، أختلس النظر إليه وهو يجلس بشرفته اسفل شرفتي، وككل يوم بعد صلاة الفجر جلس يرتل القرآن بخشوع، فدق قلبي بل رق قلبي.
أصبحت أراه كثيرًا، تارة في تدريبي وتارة في سكني، غالبًا قف مع والدتي ويتحدث معها ويمازحها، أو يلعب مع أخي ويداعبه، فأتسائل ما العمل الآن؟! لقد ابتعد عن الحربائين شروق وأسماء! فهل سأقبل به زوجًا؟!
وذات يوم بعدما تنفس الصبح، وتنفستُ أنا أيضًا لأتأكد أنني مازلت على قيد الحياة، وقد مُنحت يوم جديد لأذكر الله وأعبده…
مع شقشقة العصافير فتحت جفوني أثر صوته يتحدث مع والدتي يشكو النمل الذي يتجول بكل ركن في شقته، سمعته حين قال:
-الست بدريه بتقول إن الحل عندك… إيه بقا الحل يا ست الكل؟
قالت أمي:
-لأ أنا هاجي بنفسي أتفاهم معاهم… إنت مش هتعرف.
-هتتفاهمي مع مين؟!
-مع النمل… اصبر دقيقه وجيالك يا دكتره.
قلَّبتُ مُقلتاي اللتان اتسعتا على أخرهما بصدمة، وقلت:
-يا نهار أزرق! هتروح تقول الرحمه الرحمه أيتها النمله دا مش بعيد يفتكرها عبيـ ـطه.
وثبت من فراشي وأنا أصيح:
-مـــــامــــا! الرحمه الرحمه أيتها الأم.
كانت عند باب الشقه فجذبتها من ذراعها، وأثر النوم لازال عالقًا بملامحي، كنت أتوسلها بنظراتي ألا تذهب، بينما أقول:
-لازم أفهمك حاجه مهمه جدًا جدًا.
-طيب ماشي لما آجي على ما تغسلي وشك والعُماص اللي في عينك ده.
هززت عنقي نافية، وقلت بلهفة:
-لأ مينفعش، لازم دلوقتي… لازم تعرفي إن النمل اللي كان في الشقه عندنا، مامشيش عشان كلمتيه! دا مشي عشان أنا جبتله دوا.
-لأ مشي عشان أنا كلمته، والدليل إن كل الجيران اللي كلمت النمل عندهم مشي.
قالتها وهي تضغط على كل كلمة بإصرار، ثم نظرتْ ليداي اللتان أقبض بهما على ذراعها وأضافت:
-إوعي بقا سيبي ايدي عشان عندي مشوار.
تركتُ ذراعها بقلة حيلة فخرجت تهرول لأسفل، وحين تخيلت هيئتها وهي تُحدث النمل قلت:
-يادي الفضائح على الصبح!
صلوا على خير الأنام ❤️
لا تغفلوا عن الدعاء لإخواننا في فلسـ ❤️ ـطين
★★★★★
«أسماء»
وفي مكانٍ أخر
جلست «أسماء» قبالة زوجها تُطالعه بشرود، وهو يتناول الإفطار، وحين لاحظ، قال بابتسامة:
-بتبصيلي كدا ليه يا قمر؟
قالت بمكر:
-بفكر، هو إنت إزاي سايب أخوك يروح يعيش لوحده!
-وهو حاتم صغير؟ ما يعمل اللي هو عايزه!
قالها ووضع لقمة بفمه وأخذ يمضغها في سرعة، لكنه أَبِطئ مضغها حين قالت:
-ماشي بس إنت مش مُلزم تدفعله نص إيجار الشقه.
ابتلع ما بفمه ثم تنفس بعمق، وقال في هدوء وتؤدة:
-بصي يا سمسمه بابا الله يرحمه ساعدني أعمل شقتي ووصاني أساعد أخويا في بناية شقته و…
قاطعته وهي تقول بملامح متجهمة:
-هو إنت كمان ناوي تساعده في بناية الشقة! دا بدل ما تفكر في مستقبل ابننا! فوق يا حازم مفيش أخ بينفع أخوه! وأخوك موظف، أما إنت على باب الله زي ما بيقولوا!
ترك حازم الخبز من يده وقال بانفعال:
-بقولك ايه متتدخليش في الموضوع ده يا أسماء!
قالت بتبرم:
-كده يا حازم!!
قال بنفاذ صبر:
-ما أنا بحاول أفهمك مبتفهميش!
-مبفهمش! طيب الله يسامحك يا حازم.
قالتها بنزق ونهضت ثم هملجت في خطاها حتى دخلت غرفتها، فنفخ حازم بضجر وهو يقول:
-يووووه… بدأنا من أول اليوم.
فقد باتت تؤرقه وتريده لنفسها ولإبنهما فقط، لا تريده أن يُنفق عُملةً واحدة على أهله، وقد سأم حازم من معاملتها تلك، وكذلك غيرتها عليه من كل أنثى تتنفس حوله! لم يتمنى قط زوجةً كهذه! تسائل تُرى كيف تُعامل نجمه زوجها!
هز رأسه بعنـ ـف لينفض التساؤلات من رأسه، لمَ يفكر بنجمه دائمًا ألم ينهى نفسه عن ذلك، نهض واقفًا وعزم أن يخرج من ماله صدقة اليوم تهذيبًا وتأديبًا وتطهيرًا لنفسه لأنه عاد يفكر بنجمه مجددًا، وقد يكون تفكيره ذلك هو سبب بؤسه وتعبه وتغيّر زوجته.
على نحوٍ أخر
جلست أسماء على فراشها مضيقةً جفنيها وتفكر حتى تناهى لسمعها صوت إغلاق حازم باب الشقة بعد خروجه، فارتدت ملابسها وحملت طفلها وذهبت لأخته «شروق» ووالدته…
-إيه يا أسماء مالك متغيره ليه؟!
سألتها والدة حازم، فقالت أسماء بملامح مدلهمة:
-مفيش يا ماما أنا بس متضايقه شويه.
سألتها شروق:
-ليه؟ متخانقه مع حازم ولا ايه؟
أطلقت أسماء تنهيدة عميقة وقالت:
-حاجه زي كده.
نهضت شروق لتأخذ الطفل من يدها، قبلته بإحدى وجنتيه وقبلها هو أيضًا، فابتهجت وحين نظرت لوجه أسماء تبدلت بهجتها للفضول وقالت:
-ماتحكي يا بنتي مالك؟!
نهضت أسماء وقالت:
-مفيش يا شروق، أنا عايزه أروح لماما شويه.
-ماشي روحي بس سيبيلي القشطه ده ألعب معاه لو ينفع؟
قالت أسماء بجمود:
-ماشي خليه معاكِ.
وبمجرد خروجها نظرت «والدة حازم» لشروق وقالت:
-مبقتش أرتاح لمرات أخوكي دي! حساها كده سهونه.
جلست شروق على الأرض ثم وضعت الطفل قبالتها وأعطته لعبة وهي تقول:
-أنا محستش بكده إلا لما اتكلمت عن إيمان وحش حسيتها غيرانه منها، لأني متأكدة إن إيمان بنت محترمه جدًا رغم إني برده مش بحبها.
ضحكت الأم وقالت بسخرية:
-إنتِ مبتحبيش حد أصلًا! كويس إنك بتحبي نفسك!
طبعت شروق قُبلة رقيقة على إحدى وجنتي ابن حازم، وقالت بحب:
-وبحب القشطه الصغنن ده، بعشقه.
تأملت شروق الصغير والإبتسامة مرسومة على وجهها، فهو يُذكرها بـ«أكرم»؛ الذي لم تحب غيره، فهو يشبه ابن أخيها إلى حد كبير، ولم لأ وأكرم خاله! وكما يُقال الخال والد!
★★★★★★
طرقت أسماء باب شقة والدتها، ففتح أكرم والذي كان أثر النوم واضحًا على ملامحه، دخلت للبيت وهي تقول:
-إنت لسه نايم؟!
قال باقتضاب:
-أهلًا يا ست أسماء.
قالت ساخرة:
-إيه المعامله الناشفه دي على الصبح! ما تقول صباح الخير الأول.
-عايزاني أعاملك إزاي يا برنسيسه؟
-يا سيدي أنا متقبله منك أي معامله، المهم ترد عليا في العرض اللي عرضته عليك.
صمت هنيهة وهو يطالعها مقطبًا جبينه، ثم قال وهو يضغط على أحرف كل كلمة:
-لأ… مش هتجوز شروق يا أسماء.
تركها ونهض ثم دخل المرحاض وصفع الباب بوجهها، فغمغمت بكلمات نازقة، ثم نهضت ووقفت أمام باب المرحاض، قالت:
-يابني آدم افهم البنت اتغيرت والله.
تجاهلها أكرم وألقى الصمت عباءته على المكان لفترة وجيزة، حتى ظهر صوت إندفاع الماء من الصنبور بالمرحاض، فأخذت أسماء تتجول بالبيت بحثًا عن والدتها وتناديها، لكنها لم تجدها فراحت تنادي أكرم وتسأله عنها، وحين خرج من المرحاض، قال وهو يجفف وجهه:
-ماما في السوق وزمانها جايه.
دخل لغرفته، فتبعته وقالت:
-بقولك والله شروق اتغيرت.
أطلق ضحكة كالزفرة وقال ساخرًا:
-اه زي ما إنتِ اتغيرتِ كده!!
صمتت هنيهة وجلست على المقعد تتابعه بنظراتها، وأخذ هو يرتدي ثيابه، فتنفست بعمق وسألته:
-إنت هتسافر تاني امته؟!
-كمان شهر.
قالها باقتضاب، فنهضت ووقفت قبالته ثم خاطبته برجاء وهي تسلط نظراتها بعينه:
-طيب اسمع كلامي واقعد مع شروق، عشان خاطري يا أكرم… أقعد معاها بس، طيب والله البنت زي القمر وبقت محترمه مش بتكلم أي ولاد أنا متأكده و… وبتحبك.
ضحك، فاستغربت أسماء رد فعله بينما استدار أكرم يأخذ ساعته ويرتديها حول معصمه، ثم نظر لها وقال:
-أسماء! إنتِ هتستفيدي إيه من الحوار ده!
-عايزه أفرح بيك يابني.
قالتها بنبرة مرتعشة، فقال أكرم:
-لأ الكلام ده تضحكي بيه على ماما وبابا إنما أنا واثق إنك هتستفيدي لأنك مبتعمليش حاجه لله.
طالعت أسماء نقطة وهمية بالفراغ وصمتت لبرهة، فابتسم أكرم وهو يهز رأسه باستنكار ثم خرج من الغرفة، وقبل أن يخرج من البيت بأكمله، قال:
-البيت بيتك يا ملكه.
نفخت أسماء بغيظ وقالت:
-ماشي يا أكرم.
بقلم آيه شاكر
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم ♥️
★★★★★
«إيمان»
تأخرت أمي لثلاث دقائق فوقفتُ في شرفتي أُسترق السمع لعلي ألتقط ما تقوله أمي لنمل حاتم، فجذب انتباهي والدي الذي فتح باب سيارته وركبها.
كانت سيارة _سوزوكي آلتو_ قديمة جدًا، لونها بلون حبات الرمان، تلك السيارة لها معنا الكثير من الذكريات ودومًا نغني لها:
«سيارتنا الأمورة لأحلى عيلة… مع إنها صغيورة بس أصيلة.»
فتلك السيارة قد بلغت من العمر عتيًا وهرمت بطاريتها، وأثق تمام الثقة أنها ستُباع قريبًا كقطعٍ للغيار، وغالبًا تكون في الورشة للتصليح والصيانه، كما أن والدي معظم الأحيان يجمع الناس من الشارع لدفعها لتسير، حتى أصبحت عادة شبه يومية!
حاول أبي تشغيلها ولم يفلح فارتجل منها ووقف متخصرًا ومتجهمًا، يلتفت يمنةً ويسرةً ثم نظر لأعلى، أشار لي وقال:
-هاتي أمك وأخوكي وتعالو زوقيني.
-حاضر.
قلتها ودخلت من الشرفة أنادي أخي وأنا أغمغم:
-يادي الفضايح على الصبح… يادي الفضايح.
نزلنا مسرعين، بدون والدتي التي كانت عند حاتم، وعندما رآنا أبي قال بضجر:
-أمك فين؟!
-مـ… مش عارفه!
ركب سيارته وقال:
-طيب يلا زقوا العربية.
نظرت أنا وأخي لبعضنا لبرهة، وكأننا نتسائل كيف سنفعل بمفردنا؟! وما به أبى ألا يرى حجم أجسادنا الضئيل!
-يلا…
قالها أبي هادرًا بإنفعال، فطفقنا ندفع السيارة بكل قوتنا لكنها لم تتحرك قيد أُنمله، وأبي لازال يصيح بنا أن نفعل، فصاح أخي:
-والله يا بابا إحنا عملنا إللي علينا والباقي على ربنا.
ارتجل أبي من السيارة وهو يُخبرنا أننا عديمي الفائدة، وأخذ يمسح وجهه بيده ليكظم غيظه…
فرأى أخي صديقًا له حجم جسده لا يزيد عن أخي بل يقل، فأشار إليه ليساعدنا، وهذا الطفل نادى بصوت مرتفع على أخرين حتى تجمع خمسة صبية، كدت أن أساعدهم في دفع السياره لكن قال أحدهم:
-وإيش دخل الحريم في شغل الرجاله… اركني إنت في جنب يا أستاذه.
أُعجبت به، فكم يُقدر هذا الصبي قيمة المرأة…
رجت أصوات الأطفال وهو يدفعون السيارة الشارع، كانوا ينطقون في آن واحد:
-صاعقه… صعقه… يلا يلا زوق سوسو.
كرروها عدة مرات، فضحكت، هدر بي والدي:
-إنتِ بتتفرجي! إيدك مع العيال أنا اتأخرت على الشغل.
ركضت أساعدهم في دفع سيارتنا «سوسو»، فخرج حاتم لشرفته، تزامنًا مع انطلاق السيارة بغتة ووقوعي على وجهي..
فضحك الأطفال، وقال من ظننته يُقدر المرأة:
-أنا طول عمري مابحبش شغل الحريم، لأنهم بيفرهدوا بسرعه.
نهضت وأنا أردد بسخرية:
-إيه حريم دي!! اتأدب يابني!
-أنا مؤدب والشارع كله يشهد.
قالها وركض الأطفال كلٌ في جهة وهم يضحكون، بينما تتداخل أصواتهم:
-يلا يلا زوق سوسو.
ووقف أخي جواري يضحك عليّ، فأشرت له أن صه…
وقبل أن أدخل البيت رفعت رأسي قليلًا فأبصرت حاتم يقف بشرفته، أطرقت، وعدلتُ من ثيابي باضطراب وأنا أردد بخفوت وفي حسرة:
-يادي الفضايح على الصبح… منك لله يا سوسو.
دخلت شقتنا وأنا أغمغم بنزق، ومما زاد حنقي، إقبال والدتي تحمل صنية عليها أصناف من الطعام، ثم خاطبتني بابتسامة:
-خدي يابنتي ربنا يهديكِ، خدي أخوكي ونزلي الفطار ده للدكتور حاتم وافطروا معاه.
-نـــعـــم!

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية روحي تعاني 4 (لتطيب نفسي))

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى