روايات

رواية مايا الفصل الثالث 3 بقلم رفيف أحمد

رواية مايا الفصل الثالث 3 بقلم رفيف أحمد

رواية مايا الجزء الثالث

رواية مايا البارت الثالث

رواية مايا
رواية مايا

رواية مايا الحلقة الثالثة

عندما قال لي كمال :
-أنتظرُ قدومكِ بفارغ الصبر.
شعرتُ أنه قد أُعجِبَ بي من مديح ماريا ، مما جعلني أقرر الاستمرار في علاقتي به ، كون ماريا ستكون بالنسبة لي كحماتي التي تحبني وتقف معي إن اختلفنا أنا وهو على أمرٍ ما ، وإن استعصى عليَّ إقناعه بشيء ستكون ماريا المرشدة لي لكيفية إقناعه والتعامل معه .
بعد أسبوع من حديثي مع كمال ، اتفقنا أن يسافر أخي معي لتركيا ثم نأخذه معنا ونوصله لألمانيا ليستطيع بعد ذلك سحب والدايَ إليه كونه تحت سن الثامنة عشرة .
وبعد مضي بضعة أيام سافر كمال مع ابنة عمتي من العراق لتركيا ، حيث أقامت ابنة عمتي بمنزل أمها، وذهب كمال للمبيت عند خالته بولاية تبعد ساعتين عن الولاية التي تقطن بها عمتي ، وفي اليوم التالي لسفره ، ودعت أهلي وسافرت مع أخي إلى تركيا للقاءه بمنزل عمتي.
ما إن وصلنا لمنزل عمتي حتى اتصل بي كمال على هاتف أخي ليطمئن عليَّ، كون هاتفي قد وقع من يدي وانكسر عندما كنا نقطع الحدود نحو تركيا ، ولأني استرسلت في الحديث معه دخل أخي الغرفة غاضباً وقال :
-متى ستنتهيان من الحديث ، هذا هاتفي وأريده الآن .
ما إن سمع كمال كلام أخي حتى قال لي بغضب :
-إنَّ طريقةَ كلام أخيكِ وقحة ، ألا يراعي أني خطيب أخته، ولأجل كلامه فلن آخذه معي في الطريق ، ليذهب وحده لألمانيا مع مُهَرِّبٍ غير الذي سنذهب معه أنا وأنتِ .
حينها انتفضت قائلة:
-هذا أخي وسيذهب معي ولن أتركه إلا عند حدود ألمانيا ،ثم إنه صغير لم يتجاوز السادسة عشرة من عمره ، كيف تأخذ كلامه على محمل الجد وأنت رجل بمنتصف الثلاثينات ؟!
-هذا قراري ولن يذهب معنا .
-وقراري هو أن لا تأتي لمنزل عمتي، فزواجنا لن يتم .
ثم أغلقت الهاتف وأبلغت عمتي وماريا بما حصل ، فحاولت عمتي تهدئتي وجعلي أغيّر رأيي بقولها :
-يا ابنتي إنه سوء تفاهم بينكما وستقوم ماريا بإصلاحه ، ثم لقد وصلتي لهنا بشق الأنفس سيراً على الأقدام، ولو لا رعاية الله وحمايته لكما لما كنتما لتصلا دون عوائق أو إصابات، ولا تنسي الحرب بسوريا ، فإلى أي حياة ستعودي لو رفضتي الزواج من كمال ، فكري بكلامي ولا تعطيني قراركِ إلا في صباح الغد .
استيقظَتُ في صباح اليوم التالي فإذا بصوت باسل في المنزل ، لم أصدق ما سمعتُ ولبرهة اعتقدت بأني أحلم، فخرجت من الغرفة أتَتَبَّع صوته وإذا به واقفاً يتحدث مع أمه. عندما رأيته أغمضت عيناي وعاودت فتحهما من الصدمة ، ثم قلت له :
-أنتَ هنا ؟! كيف ومتى قررت أن تأتي من ألمانيا إلى تركيا.
فقال بابتسامة مكسورة :
-أتيت لزيارة أمي ومفاجَأَتَها ، فإذا بي أنا الذي تفاجأت، فقد قالوا لي أنكِ ستتزوجي يا ابنة الخال .
فقاطعَت أمه الحديث قائلة :
-وأنتَ أيضاً ستتزوج الفتاة الألمانية التي تعرفْت عليها في العمل عاجلاً أم آجلاً ، بعد أن اعترفَت بحبها لك.
كانت أن تتمزق جفوني من هول الصدمة فقلت لها بنبرة ضيق لم أستطع إلجامه :
-لو وافق كمال على سفر أخي معنا ، قولي له أن يأتي لعقد القران.
ثم ذهبت إلى الغرفة المجاورة وقلبي يعتصر من الألم .
لم تمضِ ساعتان حتى أتى كمال إلى منزل عمتي ، واعتذر مني ومن أخي مراراً وتكراراً فأيقنت أنَّ ماريا أثَّرَت عليه كثيراً .
ارتديت الفستان الأبيض وقامت عمتي وماريا بوضع المكياج لي والتقاط الصور التذكارية لحين قدوم المأذون .
تم عقد القران وكان باسل من الشهود على زواجي، وفي المساء ودعنا عمتي وماريا وباسل .
من اللحظة التي أمسكتُ بها يد كمال وخرجنا من منزل عمتي قررتُ أن أنسى أني أحببتُ باسل وأنه أحبني في يوم من الأيام ، وقررت أن أفتح مجالاً لكمال كي يكسب قلبي بمعاملته الحسنة .
ذهبنا للولاية التي تقطن بها خالة كمال حيث أنَّ الشخص الذي سيقوم بتهريبنا لأوروبا ، سيلتقي بنا هناك .
التقينا به وببقية الهاربين ، وسافرنا من تركيا إلى اليونان بالقارب كمن يعلن تحدِّيه للموت ، فإما أن نصل لهدفنا أو نموت .
بعد أن وصلنا لليونان أكملنا لصربيا ثم مقدونيا ورومانيا ونمنا لما يقارب الخمسة عشرة يوماً في الغابات ، وفي كل دولة وصلنا إليها كنت أعتقد أنَّ نهايتنا ستكون بها ، حيثُ أننا رأينا الموت بأمّ أعيننا .
إلى أن وصلنا لحدود ألمانيا ، حينها ودعنا أخي الذي وضع بصمته فأدخلته الحكومة الألمانية لينضم لبقية اللاجئين في المخيمات ، فشعرت كأنَّ الراحة غمرت قلبي ونسيت تعبي باطمئناني عليه.
أكملنا طريقنا أنا وكمال للدنمارك ومن ثم السويد إلى أن وصلنا للنرويج حينها وضعنا بصماتنا وسلمنا أنفسنا للشرطة، فقامت بوضعنا في المخيمات كحال بقية اللاجئين .
تنقَّلنا لخمسة أشهر بين مخيم وآخر ، إلى أن وجدنا بيتاً وقمنا باستئجاره، ثم الذهاب كل يوم للمدرسة التي تُعَلِّم اللغة النرويجية للاّجئين ، كي يستطيعوا بعد ذلك ممارسة حياتهم بشكل طبيعي كبقية المواطنين النرويجيين .
اعتقدت أنَّ حياتي ستكون هادئة بعد أن وصلنا لبرالأمان ، لكن كمال لم يتوقف عن مفاجأتي وتعكير صفوي .

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية مايا)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى