رواية الخياط الفصل الرابع عشر 14 بقلم شروق عمرو
رواية الخياط الجزء الرابع عشر
رواية الخياط البارت الرابع عشر
رواية الخياط الحلقة الرابعة عشر
” اقطع عِرق ، وسيح دم ” .
رواية الخياط .
2
..ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ.
الثامنة مساءا .
تجلس عايدة امام البناية تنحب بحسرة ، تبكي بعد خطف ابنتها وقرة عينيها ، تهمهم ببعض الكلمات المقهورة ، بعد ان فشل الجميع فى اقناعها ان تدلف للبناية ولا يصح تلك الجلسة .
تحدث حسن بخفوت بعد ان هبط الى مستواها ” يا عايدة مش هينفع اللى انتِ عاملاه ده ، قومي ادخلي جوا .. والله هترجع “.
شهقت باكية بلوعة ” بنتي اللى مليش غيرها يا حسن ، هموت لو مرجعتش ، عشان خاطرى رجعها ”
نظر لها حسن نظرة انفطار قلبه علي حالها ، ليقول بعدما احتضن كفها بهدوء ” والله هترجع “.
ليقول عامر محاولا تهدئة التوتر و تسريب الهدوء بها ” وبعدين يا عايدة دي مع عمها ، اه الطريقة اللى خدها بيها غلط بس مهما كان ده عمها ”
لتقول بعنف ” وكان فين عمها ده لما اخوه سافر وسابني انا وبنتي ، و كان فين طول السنين اللى فاتت دي اشمعنا دلوقتي افتكر انه له بنت اخ يا عامر ”
بكت تزرف شهقاتها بحدة لتقول كوثر ” خلاص يا جماعة الصوت عالي و هنلم علينا اهل الحي ، نخش جوا لغاية ما نشوف هنعمل اية ”
تدخلت زاهية تقول بنبرة مستعلية ” انا صحيت نائل من نومه وهو بيلبس اهو وهينزل يهد العزبة دي على دماغهم متقلقيش يا عايدة ”
نظر لها حسن ببرود ” وفري خدماتك يا زاهية واطلعي نامي ” .
2
ابتلعت لعابها بارتباك لتقول ” وده جزاتي انا اللى كنت عايزة اساعد يا حسن “.
ليقول حسن بنفاذ الصبر ” بقولك اية يا زاهية مش وقت اي هري دلوقتي اتفضلي ومتشكرين ، ولا اقولك يلا يا جماعة اطلعوا ”
لتقول عايدة باصرار ” مش هدخل غير لما ترحعولي بنتي يا حسن ”
زفر حسن باحباط لتتقدم سلوي منها تحاول مواساتها ” قومي يا عايدة بقي ، وزي ما عامر قال هي مش في بيت حد غريب ده عمها يعني ” .
هبط يوسف بخطوات سريعة واسعة ليقول حسن ” انت رايح فين ”
اجاب يوسف باختصار ممتعض ” رايح اجيبها والله ماهحل الواد اللى اسمه فضل ده ” .
نظر له حسن وهو يحاول الحفاظ على ثباته يقول ” طيب اطلع هات يونس وتعالي انا مستنيك عند العربية “
جاء ليعترض ليقول ” لا … ”
نظر له حسن نظرة محذرة بعض الشئ حاول بث الهدوء لنفسه و التحكم باعصابة ، ليزفر يوسف بضيق يعود للاعلي مرة اخري .
صعد يوسف للاعلي يترجل بعنف بالغرفة التي ينام بها يونس ، يقول بصوت حاد ” يونس ”
زفر يونس بحدة يقول ” وانا هاجي معاك لية ، انت مش قولت هتروح لوحدك “.
3
تأفف يوسف بضيق يقول ” ابوك عايزك معانا ”
رفع يونس كفه يحك عينيه الناعسة ” معانا !! ابوك هيروح معاك ” .
ليقول يوسف بضيق ” ايوا ، اخلص ياعم بقي ”
نظر له يونس يعقد كلا حاجبيه يقول ” مش لاقي سبب لسكوتك طول الفترة اللي فاتت غير انها غبية ومبتفهمش تلميحاتك ”
زفر يوسف بضيق لا يود سرد معاناته الان ، لا وقت هو فقط يرغب في الاطمئنان عليها بعد تلك الدقائق الطويلة التي قضاها هلعا ليقول ” مش وقته الكلام ده يا يونس بجد ، اخلص دلوقتي انا مش عارف اتلم على اعصابي ”
استقام يونس وهو يشرع فى ارتداء قميصه الابيض بهدوء قائلا ” والله مادام ملكش فى التلميحات يبقي اقطع عرق وسيح دم ” .
ليقول يوسف ساخرا ” ولما قطعت عرق وسيحت دم مع ليلي ، استفدت اية ؟!”
ابتسم بثقة ” سبتها ” .
جحظت اعينه بصدمة ، وهو لايصدق ما وقع على مسعمه ” بتتكلم جد ؟!”
ليتنهد وهو يغلق ازرار قميصه ” هي اختارت كدة ، وبعدين لو كانت درست تجارة كانت هتفكر فى المعادلة اكتر من كدة ، انا ماتعوضش ”
ليقول يوسف بعدم استعياب او تصديق لما قاله تؤامه ليقول ” انا مش ممانع انك تكون عندك عزة نفس بس مش للدرجة دي يايونس ؟!”
“هي مفكرة انها هتلوي دراعي و انا دراعي مش بيتلوي يا يوسف ”
قالها ببرود يحسد عليه ، ولكنه كما يقول دائما ” انا يونس ”
امتعضت ملامح يوسف مستنكرا يقول ” فاتتخلي عن حب طفولتك تقريبا ”
اطلق صوت ساخر بفمه يقول ” محبتهاش يا يوسف ، كنت بقنع نفسي اني اعرف احب بس لا انا محبتهاش ، انا بس كنت عايز اضايق جابر وبس ” .
” وهي عادي كدة سابتك ؟!” .
ليقول بلامبالاة ” هي الخسرانة قولتلك ، وبعدين يا عم إللي يغور يجي مكانه طابور ياعم ”
ضحك يوسف على ما قاله ليردف بنفاذ صبر ” طب يلا يا يونس ، يلا ” .
༺༺༺༺༺༺༻༻༻༻༻༻
فى تلك المقهي الشعبي ..
استقام يحيي من جلسته وهو يحك عنقه ” خلاص يا عم بقي ما تستعبطش ” .
ليقول ايهاب ضاحكا يمسك به يجعله يجلس مرة اخري ” انت بتهزر يا يحيي ، ياعم ما تخش تكلمها قولها ”
تأفف يحيي يقول ” انت عبيط يا ايهاب ، اقولها اية ، انا لسة ماتمتش ال 18 سنة ، هقولها اية ؟ كلام عيال ، اكيد لا يعني ”
ليبتسم ايهاب بخبث ” يا عم هدخل اكلمهالك انا ”
شعر يحيي بالغضب ليقول ” بقولك انا مش عايز ادخل اكلمها ”
سحب شهيق مم سيجارته يقول ” خلاص خلي بنت عمك تكلمهالك مش هي صاحبتها ”
زفر يحيي بخنق ” بس يا ايهاب بقي بقولك اللي بيكلم بنت لازم يكون كلام رجالة و الكلام ده بيكون من باب البيت مش من الشباك ”
ليقول ايهاب بمكر ” انت عبيط يا سطا ، هو عشان واحدة عجبتك هتروح تتقدملها وتتجوزها ، اية الجو التعبان ده ”
ليقول يحيي ساخرا ” اومال مفروض اعمل اية يعني ”
ليقول ذلك الشيطان ” يابني انت لسة صغير ، يعني لازم تعيش حياتك قبل حياة الجواز القفيلة دي ، ولو ما عيشتش الايام دي مش هتعرف تعيشها تاني ، وبعدين كل البنات دلوقتي كلها مرتبطة وعادي يعني ، متبقاش اوفر ”
نظر له يحيي صامتا لن بتحدث بأي شئ ، ليمد ايهاب يده له بتلك السيجار يقول ” خد البتاع ده جامد ”
تأفف يقول ” ياعم قولتلك بطلت سجاير ”
نظر له ايهاب بمكر ” يا صاحبي دى مش سجاير دى توليفة اعظم من كدة بكتير ، هتروق على دماغك اوي ” .
نظر ليده الممدودة بتلجلج ، ليستسلم وهو يأخدها يستنشق منها ، شهيق طويلا جعله يسعل بقوة ليقول ايهاب ” براحة يا غشيم ”
5
ليقول يحيي بعد وصلة سعال طويلة ” لا ياعم مش حلو ”
ليقول ايهاب ” والله انت مغفل ”
استقام يحيي يقول ” طب انا همشي بقي ، عشان اتأخرت ”
ليقول ايهاب ماكرا ” ماشي ، هتيجي بكرة تطمني عملت اية ”
لم يجيبه ليبتسم له ابتسامة خفيفة ثم تركه وغادر .
༺༺༺༺༺༺༻༻༻༻༻༻
تنهد ت تلك الطفلة ” ليان ” بملل تردف ” ماما ، احنا هنروح امتي بقي انا بابا وحشني ”
لتقول رضوي بضيق ” مش نقصاكِ يا ليان ، ابعدي عني دلوقتي ”
1
نكست ليان رأسها بحزن ” هو بجد بابا فى السجن ؟”
لتقول رضوي بهجوم ” جبتي الكلام ده منين ؟!”
اردفت ليان ” سمعت جدو بيقول كدة ”
لتقول رضوي بسلبية ” ممكن ماتدخليش فى كلام الكبار ، واتفضلي روحي لتيتا عشان عايزة انام ” .
3
خرجت ” ليان ” بحزن تتجه نحو الغرفة التي تجلس بها خالتها ” اميرة ”
نظرت لها اميرة بطرف عينيها لتقول ” تعالي يا ليان ، مالك في اية ؟!”
التمعت العبرات بعينيها لتقول ” هي ماما زعلانة مني لية ؟”
اعتدلت اميرة تقول لها بشفقة ” مين قال كدة يا روحي ”
لتقول الطفلة ” مش بتكلمني ، ولا بابا كمان بقي يكلمني ، هو صح بابا راح السجن ”
ابتلعت اميرة لعابها لتقول بنبرة مرتبكة ” لا يا روحي مفيش حاجة من الكلام ده ، بابا سافر وماما مضايقة عشان كدة بس ، قولي يارب يرجع بالسلامة ” .
احتضنتها أميرة تواسيها تربت على ظهرها .
….ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
” عيونك أحلي منكِ ، أنتِ تقسين وهي تعتذر عنكِ ”
ابتسمت “مريم ” بحالمية و سعادة وهي تعيد قراءة تلك الجملة الغزلية التي قالها أحد ابطال رواياتها للبطلة ، لتهمس بهيام ” اية السكر ده بجد ” .
اعتدلت على الاريكة وهي ترتشف من مشروبها الساخن الذي يجاورها .
ولكنها التفتت نحو تلك الاشعار الذي وصلها من احد مستخدمي تطبيق ” الماسنجر ”
ليمتعض وجهها تضغط على تلك الرسالة النصية التي اشتملت ” مش فاهم عملتيلي بلوك لية ، انا كل غرضي شريف احنا هنكون اصدقاء بس مش اكتر ”
3
تأففت بتوتر وهي تشعر بالخوف من تلك المجهول الذي يراقبها لتكتب له ” يعني انا مش هعرف اعمل بلوك من على الاكونت ده كمان يعني ؟!!”
ليقول مهددا ” صدقيني لو عملتي بلوك هتندمي ندم عمرك ”
شعرب بالارتباك وهي تتجه لتفعيل الحظر بريبة من هذا المستخدم المجهول ، شعرت بأن قوتها لا تزيد عن خمسة بالمائة مقارنة بتوترها وخوفها .
اغلقت الهاتف بأكمله وهي تزفر بارتباك وخوف ، ثم وضعت الهاتف جانبا وهي تأخذ الكوب متجه نحو غرفة اختها .
” أميرة ، انتِ صاحية ”
همهمت أميرة بشرود لتقول ” مين هيعرف ينام النهاردة ، من غير ما نطمن على فيروز ”
حلست مريم جوارها صامته وشغلها تلك الامر ، ويصيبها بالاصفرار الشديد .
༺༺༺༺༺༺༻༻༻༻༻༻
الان تدق الساعة العاشرة مساءا .
كفر أبو حطب ، محافظة الشرقية .
“تحيا مناصفةً، لا أنتَ أنت، ولا سواكَ
أين أنا في عتمةِ الشَبَه.”
هبط اربعتهم من السيارة ، يعلو وجوههم الصمت ، فى تلك الساعة فى هذه البلدة الريفية تعلو اصوات حشرات الليل التي تعوم فى سكون تام ، فأهل هذه القرية يعلنوا النوم فى تلك الساعة حتي يتمكنوا من الاستيقاظ فجرا .
تقدم يوسف نحو هذا البيت القديم ، ولكنه كان ضخم و عالي الارتفاع ، يوجد امامه تلك المساحة الفارغة التي يتوسطها مقعد خشبي أمامه منقد نيران يستخدمونه لعمل الشاى كعادتهم .
وقف فضل من مقعده ينظر نحوهم نظرة متهكمة ليتهجم يوسف عليه يقبض على عنقه ” فيروز فين يالا ”
تقدم عامر يقول بهدوء ” اهدي يا يوسف ” .
نظر فضل له متهكما ” والله يا مرجب بيكم ”
نظر له يوسف والغضب يتأكله ” ماتخلص يا لا انت بتلاوع لية ، فين بنت عمتي ؟!”
تقدم يونس من المقعد يجلس وهو يسحب كوب الشاي يرتشفه بهدوء غير مبالي تلك الاجواء القابعة حوله .
ليتقدم حسن يقول بهدوء ” كلامنا مش معاك يا فضل ، فين ابوك ؟”
نظر له فضل بسماجة ” نايم “.
ليقول عامر ” يابني احنا لغاية دلوقتي بنتكلم بأدب ، خلص قولنا فين ابوك خلينا نتكلم ”
ليقول فضل ببرود ” مفيش كلام يا عم عامر ، زي ما جيتلكم مرة بالذوق عشان اتكلم وانتوا طردتوني ، انا كمان بقولكم مش عايز اشوفكم هنا تاني ”
ابتسم يونس يقول بهدوء ما قبل العاصفة ” فاكر لما جيت عندنا اول مرة قولتلك اية ؟”
نظر له فضل نظرة كاملة يتفحصه الي زراعه المرفوع المصاب ليقول ” فكرني عشان اقولهولك انت كمان ”
ترك يونس الكوب يقول بابتسامة سخيفة ” قولتلك كلمتين تحطهم حلقة في ودنك ، سلسلة فى رقبتك ، توكة فى شعرك ، اي حاجة بس لو اتعرضت لعمتي عايدة ، او فيروز بنت عمتي في اي حاجة ، ردة فعلي هتبقي الاسوء على الاطلاق ” .
ليقول فضل باستفزاز ” طيب و انا كسرت كلامك وماشوفتش وحش خالص يعني ”
ليقول متجاهلا كلامه الاخير ” الاصول بتقول اني فى بيتك ، عشان كدة مش همد ايدي عليك دلوقتي ، والاصول بتقول برضو اننا جاين نكلم كبيرك مش نتكلم مع عيل زيك ، فاطلع نادي على ابوك ” .
زمجر فضل بحدة من كلامه ليقول يونس ساخرا ” زعلت لية ، انا اللي اعرفه ان الأصول بتزعل إللي مترباش عليها ، وانت شكلك ماتربتش اصلا يا فضل ”
تدخل حسن لفض العراك الناشب بينهما ليقول ” اطلع نادي على ابوك يافضل ”
ليصرخ فضل مناديا على أحد الصبية ” اطلع نادي ابويا يا محمود ” .
وبعد دقائق جاء مصطفى لينضم لهم يقول بهدوء ” اتفضلوا يا جماعة ، سايبهم وقفين كدة لية يا فضل ”
ليقول حسن ” مش عايز نتفضل يا مصطفي ، احنا جاين نتفاهم ”
ليقول مصطفي بهدوء ” خش يا حسن طيب وهنتكلم .”
ليكمل وهو ينظر تجاه تلك الاثنين النسخة من بعضيهم يقول ” مين ؟”
نظر حسن نحوهم يقول ” يوسف ويونس عيال ”
لتتسع حدقتيه يقول ” انا اول مرة اعرف انهم توأم والله ، طب تعالوا ، اتفضلوا فى المندرة ”
ترجلوا جميهم بتأفف وهم ينظروا الي تلك المندرة ، لينفخ يونس بنفاذ الصبر والذي ظل واقفا ، بينما جلس الجميع ليقول مصطفى بوجه بشوش ” ازيك ياعامر ،لازم مشكلة عشان نشوفكم يعني ”
ليقول حسن ” اسمع يا مصطفي احنا مش جاين نتضايف ، احنا جاين عشان ناخد بنت اختنا ”
ليقول مصطفي ” طب وانت ترضاها يا حسن ، بنت اخوك تعيش بعيد عن عمها و ابوها غايب ”
ليقول يوسف بحمائية ” وانت كنت فين من سبع سنين ؟”
ليقول مصطفي بهدوء ” كنت بقول كل يوم ان مسير اخويا هيرجع ، بس لما عرفت انه مات خلاص مبقاش في حاجة تصبرني ، ولازم احافظ على الامانة ”
اتسعت حدقيتهم جميعهم بصدمة ينظروا لبعضهم ليقول مصطفي متأثر ” من شهر جالي خبر موت فتحي اخويا ، ومتدفنش في ارضه ولا اهله حزنوا عليه ، و فيروز اللى من ريحته ومش هستغني عنها ابدا ومش هسيبها تبعد
هتفضل عايشة معايا لحد ما اسلمها لإيد جوزها ”
نظر له عامر يقول ” لا بس انت كدة بتمنعها من امها يا مصطفي انا مقدر كلامك كله بس برضو انت غلط ”
ليقول يونس ساخرا ” هو هيبقي صح ازاي وهو باعت ابنه زي الحرمية يتهجم على بيوت الناس يخطفهم ”
نظر له مبتسم ” انت يونس صح ؟”
نظر له يونس نظرة مبهمة ليقول حسن ” ايوا ”
تنهد مصطفي ” انا عارف ان فضل ابني اتغابي فى الحتة دي بس انا اللى اصريت انه لازم يجيبها بأي طريقة ، وبعدين فيروز بنت اخويا يعني هتبقي فى عيني وهتعيش احلي عيشة ، ولو على امها تيجي وعيش معاها ” .
ليقول عامر ” لا عايدة مش تيجي تعيش هنا يا مصطفي ، هي اه مرات اخوك بس دلوقتي اخوك مات ، سيب بينتها تعيش معاها وهما فى عنينا ”
ليقول مصطفي باصرار ” أنا مش هسيب فيروز تخرج برة البيت ده غير على بيت جوزها ”
نظر يوسف وهو يجد ان الامال تنهار ، وفكرة ان لا يعود بها الى المنزل تهز كيانه ، لبيتلع لعابه يقول ” طب يا استاذ مصطفي ، انا طالب ايد فيروز منك ” .
7
انفجلت اعينهم بصدمة جميعا عدا يونس الذي ارتسمت نصف بسمه على شفتيه فتوأمه يفعل كما قال له ” اقطع عِرق وسيح دم ”
ليقول مصطفي بضجر ” انت بتعمل كدة عشان تاخدها ؟” .
ليقول يونس بهدوء ” لا الحقيقة ان يوسف بقاله مدة كان مكلم عمتي عايدة فى الموضوع ده وهي عشان أصيلة مردتش عليه غير لما تقولك ” .
حاول حسن و عامر استيعاب مايحدث و مجاراتهم فى الامر ليقول مصطفي وهو ينظر لهم بتمعن ” بس انا محدش قالي حاجة “.
ليقول يوسف بثقة ” واديني انا حيت اقولك بنفسي ” .
ليبتلع مصطفي لعابه يقول ” سيبوني افكر ، انا حتي الان مكنتش اعرف عنك حاجة ”
نظر له حسن وكاد ان يتحدث ليقول مصطفي ” ولحد ما ارد عليكم فيروز هتفضل هنا ، مش عايز اتشاكل معاكم يا حسن ”
نظر الجميع ليونس الذي قال ” قبل ما نمشي عايزين نطمن انها بخير ، اصل اللى يخطفها يعمل فيها اي حاجة . ”
نظر له مصطفي يقول ” حاضر هناديها ”
ـــــــــــــــــ
هبطت فيروز الدرج تزرف دموعها ، تتجه راكضة نحو حسن خالها ، لترتني داخل احضانة تنحب و عامر الذي مد يده يربت على شعرها ، نظر لها يوسف وهو يشعر بهدوء قليلا بعد اطمئنانه على سلامتها ، هدأت اوادجه ورغبة اخذها بين احضانه تسيطر على عقله مما جعله يغلق يده بقوة ، ليقول حسن ” متقلقيش يا فيروزة ، عمك فى مقام ابوكِ ”
لتقول فيروز كالطفلة الصغيرة الباكية ” مش عايزة اقعد هنا ، انا عايزة ارجع لماما ”
ربت عامر على ظهرها يقول ” هترجعي يا حبيبتي والله ، بس هنشوف الكلام اللى قولنا لعمك ده هيوصلنا لفين ”
تسائلت عن هذا الحديث ليقول حسن ” يوسف ابني طلبك من عمك يا فيروز ” .
༺༺༺༺༺༺༻༻༻༻༻༻
كان هائجا يشعر بارتفاع ضغطه و وحرارته وهو يقول غاضبا ” انا متكتف ، اية يضمني انه مش معاه فلاشة او معاه نسخة تانية احتياطي ”
ليقول الرجل على الجهة الاخري ” عايز اية يعني ياجابر ”
ليقول جابر وغضبه يستشيط ” عايز اذله ، عايز اكسر مناخيره ، عايز اجيب راسه الارض ”
1
_ ” انت بتستعبط ، ده يونس يعني مش سهل انك.تعمل فيه اي حاجة ” .
ضرب على المكتب ليقول ” شوفتلي الكاميرات بتاعت حرق الفيلا ”
ليقول الاخر ” اه مفيش حد ظهر خالص ، والكاميرات كانت شغالة ، بس لسة المباحث مأثبتتش انه فعل فاعل ”
ليقول جابر ” روح بكرة مع المحامي اتنازل عن المحضر ده ، انا مش عايز شوشىرة دلوقتي ”
ليقول ” طب ويونس ” .
ليقول شاردا ” سيبه دلوقتي ، خليه يطمن اني مش هتحرك ، الروقة اللى مستنياه بعد الانتخابات ، قوم روح انت ” .
تقدمت ليلي بوجه متهجم ” انا عايزة اعرف كل حاجه ” .
نظر لها جابر بقلق ثم قال ” حاجه اية؟”
لتقول ” بابا ، انا مش مغفلة انا عايزة اعرف اية اللى يونس ماسكه عليك ” .
ابتلع جابر لعابه لينظر لها بريبة و هو يبدأ بقص عليها .
༺༺༺༺༺༺༻༻༻༻༻༻
وفى اليوم التالي ..
وقفت روهان أمام تلك المكتبة مع صديقتها حتي تطبع بعض الاورارق لمذاكرتها .
حين سمعت أحدهم ينادي بأسمها بخفوت ، التفت نحوه تعقد حاجبيها بغرابة ، ثم ابتلعت لعابها بتوتر وهي تبتسم لصديقتها تتحجج بأي شئ كاذبة .
ثم تقدمت من هذا الشاب الذي وقف يستند على الحائط لتقول ” انت اية اللى جالك هنا ؟”
نظر لها يقول ” وحشتيني يا روهان ، وبعدين انا مصدقت انك خدتي الفون بتاعك ، فقولت مش كفاية لازم اشوفك ”
6
لتقول وهي تنظر حولها برعب ” والله وانت وحشتني كمان ،بس مش هينفع وقفتنا دي ، ارجوك يا ايهاب يحيي او حد من اخواتي شافنا مش هيحصل كويس ” .
13
لينظر لها ايهاب يقول ” خلاص روحي انا خلاص شوفتك ، وهتوحشيني لحد ما اشوفك تاني ” .
13
ابتسمت له قبل ان تغادر وهو ينظر لها مبتسما بخبث .
1
༺༺༺༺༺༺༻༻༻༻༻༻
نهض بدر من فراشه ينادي على جدته التي اجابت ” انا فى المطبخ يا بدر ، افتح الباب ”
فرك عينيه بنعاس وهو يتجه نحو الباب يفتحه ليتصنم حين وقعت مقلتيه على طارقه .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية الخياط)