رواية بيت عمتنا الفصل الثاني عشر 12 بقلم منى مدحت
رواية بيت عمتنا الجزء الثاني عشر
رواية بيت عمتنا البارت الثاني عشر
رواية بيت عمتنا الحلقة الثانية عشر
كانت كلا من فرحه وسلمى يضحكان على شرود حلا الغريب ، فقد كانت تكلم نفسها طوال الطريق ، وتفكر كيف ستتمكن من ضرب مشمش بدون أن تعاقب فى هذا المكان الذى لا ينجو أحد فيه من العقاب ..
وعندما وصلن أخيرا إلى كوخ سامر ، ليفكرن معا كيف سيتمكن من جعل سيف يدفع ثمن جرائ*مه ..
دخلن الكوخ ، فوجدن مشمش يجلس مع السيده تيلا وسامر ، يتحدثون فى بعض أمور القطاع النباتى ..
وفور دخولهن ، وقف الجميع ، واتجه سالم صوب بنات خاله وسألهن قائلا ..
_ عاملين ايه دلوقتى ؟؟! حاسين بأى تحسن ؟؟!!
= ايوه يا سامر ، مافيش داعى للقلق علينا بالشكل ده ..
وبعدين احنا اقوى مما تتخيل ..قالتها حلا وهى تبتسم
==========
لاحظ سامر شرود حلا ، لذا سألها قائلا ..
_ مالك يا حلا؟؟!! إنتى شارده مننا كده ليه ؟؟!!
= مافيش ، جعانه شويه ..
لاحظ إننا وقت فطار وكده ، و الصدمات برده اللى الواحد بتعرضلها مش قليله ، وبتنسى الواحد الاهتمام بنفسه ، وساعات بفوت بعض الوجبات..
_ هااااهاااااا ، والله يا حلا إنتى من ساعة ما جينا العالم ده وانتى كل اللى بتعمليه إنك بتاكلى و بس ..
=هيه اللى بتضايقنى اهو يا سلمى ، وفى الاخر لما نتخانق يبقى انا اللى غلطانه ..
_ بس هيه قالت الحقيقه يا حلا ، هاااااهااااااا
ولا اقولك يا حلا يا ..
ثم اقتربت سلمى من اذن حلا وهمست قائله ..
يا جبانه ..
= لا ، وبعدين مين قال إنى استسلمت ، انا هنفذ اللى اطلب منى ، ممكن تسكتى بقى ..
_ مشمش قدامك أهو ، نفذى امال اللى اطلب منك ، والا هيكون لقب جبانه هو لقبك الابدى ..
= طيب ،اسكتى هيأخدوا بالهم من الهمس ده ، وسيبينى أنفذ اللى فى دماغى ، و ..
قاطع حلا كلام سامر وهو يقول ..
_ طبعا زى ما اتفقنا امبارح ، مشمش هيكون المسؤل عنكم من النهارده ، اتمنى تخلوا مهمته سهله ..
= اكيد ، أنا بالنسبالى مش هعمل ولا مشكله، ولا حتى صغيره ..انا بس الموضوع كله كان من تأثير المخدر بيخلينى كده اعمل حاجات غريبه وأهلوس ..
صح يا سيده تيلا ؟؟
_ صحيح يا حلا ..بالنسبه ليكى إنتى وفرحه بيعمل حاله بسيطه من الهلوسه ..
دخلت السيده المسؤله عن اعداد الفطور لتضع الطعام الذى أعدته داخل الخيمه ، فاقترحت فرحه أن يتناول الجميع الفطور معا فى الهواء الطلق ،ورحب سامر بالفكره ..
وضعت السيده مائدة كبيره ، ووضعت عليها اطباق شهيه من جبن متنوع من إنتاج قطاعهم الحيوانى ، وأطباق أخرى ..
جلس الجميع وسط المساحات الخضراء ،وسط نسمات هواء الصباح النقى ..
لتجلس الثلاثة فتيات بجوار بعضهن ،وجلس سامر قبالة فرحه ، والسيده تيلا قبالة سلمى ، أما حلا فقد اختارت أن تجلس قبالة مشمش ..
============
وبينما يتناول الجميع الفطور فى هدوء ، وسط أصوات العصافير التى تحلق فى كل مكان ، قطعت حلا ذلك الهدوء قائله ..
_فيه حاجه غريبه على وشك ، مشيره بإصبعها الى مشمش ..
ثم نهضت من مكانها ، ومالت بجسدها
قليلا للأمام ، ثم صفعته على وجهه ، ثم قفزت فى مكانها وهى تردد بفرح …
_ كانت حشره من نوع غريب ، بس اتخلصت منها ..
قفز مشمش من مكانه وهو يستشيظ غضبا ، ثم صرخ بحلا قائلا ..
_ ما الذى فعلتيه الآن ؟؟!! لماذا صفعتينى بهذه القوه ؟؟!!
= كان فيه حشره غريبه على وشك فقت*لتها ..قالتها حلا وهى ترتعد من الخوف ..
_ هل تظنين أن شخصا يشعر بالحشرات وهى تطير بالهواء ، لن يشعر بواحده تقف على وجهه !!! هل تظنينى غبيا !!
قالها مشمش وهو يقترب منها ببطء ، وأصابعها قد تركت أثراً على وجهه ..
وعندما لاحظت فرحه وسلمى تلك الآثار التى خلفتها يد حلا ، تبادلتا النظرات ، ثم انف*جرتا من الضحك ..
كان على سامر أن يتدخل هو والسيده تيلا ليحاولا أن يهدئا مشمش ..
_ اهدأ أيها الضابط قليلا ، من الواضح أنها لم تكن تقصد ، ربما هى هلوسة من أثر المخدر والمهدئ اللذان استنشقتهما بالأمس ..
= اهو ، مقولتش حاجه ، السيده تيلا اللى قالت ..
هلوسة، هيه الهلوسة اللى عملت سوء التفاهم ده ..
_ لا ، لا أصدق هذا ،أشعر بأنكى تعمدتى فعل ذلك ..
=أسف بشأن ذلك أيها الضابط، لكن دعها هذه المره من أجلى ، وأعدك إن تكرر حدوث أمرا غبيا كهذا مرة أخرى ، سأجعل السيده تيلا تدخل الى ذاكرتها لتعلم حقيقة الأمر، وسأحرص على أن تتلقى عقابها ..
كما أنى سأعطيك اليوم أجازه ، لأنى على كل حال سأمضى اليوم معهن ،لأن هناك موضوعا لابد أن نتناقش به معا ..
_ حسنا ،سأنصرف إذا..
=============
وبعد أن انصرف مشمش ، و بينما هو يبتعد بخطوات متباطئه ، شعرت حلا بالحزن الشديد لأنها عرضته لمثل هذا الموقف السخيف ، لذا استأذنت من الجميع، وركضت خلفه لتعتذر منه..
وعندما لحقته ، استوقفته قائلة بصوت حزين ..
_ أنا أسفه بجد ، حقك عليا ..
وكمان لو عايز تعمل فيه زى ماعملت فيك أنا مستعده..
بس بالراحه ،عشان فرحه ما تضحكي عليه لو ترك القلم أثر على وشى ..
ثم أغمضت عينها ، وضغطت بلطف على شفتيها ، بينما تنتظر أن يرد لها الصفعه ، ليردف قائلا وهو يضحك ..
= شكلك هكذا مضحك للغايه ….
تشبهين بشكل كبير وجه الباندا ..
هااااهااااا ، وهناك أمر أود أن تعرفيه ، وهو أنه من المستحيل أن أضرب فتاه ..
_ وانا كمان عايزاك تعرف إن دبه ماحدش بيقولهالى غير المقربين منى وبس ، بس بما إنى جايه اتأسف فمش هناقشك فى الموضوع ، عشان ما نتخانقش..
= متى قلت لكى دبه ؟؟!! تسائل سامر متعجبا ، لتجيبه حلا بعصبيه ..
_ على اساس إن الباندا ده اسم عصفور كنارى ، أما انت غريب بصحيح..
= هاااااهااا …
أسف لم أقصد بذلك اهانتك ، فهم عندنا من ألطف الحيوانات، وموطنهم من أجل المواطن وأكثرها جمالا فى قطاعنا الحيوانى ..
لذا ما قصدته هو أن أقول بأن شكلك لطيف ، وليس شيئا أخر ..
شعرت حلا ببعض من الخجل من كلامه اللطيف ، لكنها سرعان ما التفت الى حديثه عن حيوانها المفضل ،قائله ..
_ تعرف إن الباندا حيوانى المفضل ..
= حسنا ، عندما أخذكم فى جوله ،سأحرص على أن أخذكى إلى موطن الباندا ..
_ شكرا لك ، والان يجب ان أعود ،فالجميع ينتظرنى ..
= حسنا ، لنلتقى غدا …
ثم عادت حلا إلى الكوخ ، لتجد الجميع بإنتظارها ..
============
جلست حلا بجانب سلمى ، التى اقتربت منها وهمست قائله ..
_ بالرغم من ان الموضوع كان مضحك ، بس كمان ماحبش حد يعرضني لموقف زى ده ، فما بالك ضابط مرموق زى مشمش ،أكيد أحرجتيه..
= خلاص اعتذرت له ، مش حكايه بقى ..
_ هاااهااا ، بس الهلوسة والحكايه دى فكره إنما خطيره ..
= عشان تقدرى عقلى ..
_ طيب ما تشغلى عقلك معلشى كمان شويه ،وتفكرى فى خطه نقدر ننتقم بيها من سيف ..
= يابنتى الموضوع بسيط ، مش محتاج تفكير أوى ولا حاجه ..
بما إن سامر دخل للذاكرة سيف يبقى أكيد عارف هو بيحتفظ بورق الصفقات المشبوهه دى فين ، وده هيبقى اول خيط للضغط على سيف ..
وكمان هنثبت إنه كان فى المطار فى اليوم اللى حصل فيه تبادل الشنط ، ولما نثبت كذبه فى حجة إنه كان بيوصل قريبه للمطار يومها ، هنقدر نربط علاقته بتلفيق التهمه لبابا ..
_ طيب وازاى هنثبت إن هو اللى أجر شخص يق*تل بابا ؟؟!!
= الموضوع ده هو كمان فى إيد سامر ، هيحاول يفتكر شكل الشخص اللى أجره بابا ونحاول نوصله ، و نثبت إنه دخل السجن فى اليوم اللى اتق*تل فيه بابا وعمل جر*يمته ، ونحاول نربط بينه وبين سيف ، وبكده مع كل اللى قلته هنثبت بسهوله التهمه على سيف ..
هنا أشادت سلمى بذكاء حلا الشديد ، وفرحت للغايه لأنها ظنت ان بتلك الطريقه سيتمكنوا من الإيقاع بسيف ، لكن ذلك الفرح سرعان ما زال ، بعد أن أخبرت حلا خطتها لسامر، فأخبرها قائلا ..
_ بالنسبه لموضوع الوصول لورق الصفقات المشبوهه ، فده مش هيساعدنا فى أى حاجه..
وده لأن سامر ماكنش بيحط اسمه فى أى صفقه ، ففى الاول كان بيحط اسم باباكم من غير مايعرف ،وبيمضى باباكم على ورق الصفقه اللى كان بيحطه بين ورق كتير خاص بالشركه من غير ما ياخد باله ..
أما حاليا فبيحط سيف اسم شريكه ، اللى هو بالمناسبه اشترى شركتكم بمبلغ يساوي ربع تمن الشركه الحقيقى تقريبا ، بسبب حالة الشركه الصعبه اللى وصلت ليها بسبب سيف ،وبشكل متعمد منه …
_ وايه الفايده اللى بتعود على سيف من ده ؟؟!!
= فايده كبيره طبعا ..
لأن مالك الشركه الجديد ده كان بينه وبين سيف شغل سابق فى الصفقات المشبوهه ، ولما حصل اللى حصل كان لازم يدور سيف على شخص عنده نفوذ و من الصعب الإشتباه فى اسمه ،و لقى إن فايز ” مالك الشركه ، هو أنسب واحد ،لأنه معروف بط*معه وشرهه للمال بشكل غير طبيعى ، وعنده نفوذ غير عاديه ..
وعرض سيف الامر على فايز ووافق طبعا بدون تفكير ، مقابل إن يبقى غطاء لسيف فى الصفقات التانيه اللى هتم بإسمه ..
_ وماخفش فايز ده ؟؟!!
= لا ، لأنه طول عمره بيعمل الموضوع ده ، من غير ما يتمسك عليه أى حاجه، وكمان له ناس فى كل مكان بيحذروه لو فيه أى خطر ..
وزى ماقلتلكم إنه بيحب الفلوس بشكل مرضى ،وطبعا محدد لنفسه نسبه كبيره من أرباح كل صفقه بيعملها سيف ، حتى لو مش شريك فعلى فى الصفقه ..
_ يبقى مافيش قدامنا غير إنك تحاول ترسم صوره تقريبيه للقا*تل المأجور ، ونحاول نوصله ..قالتها فرحه ليرد عليها سامر قائلا ..
= ده مستحيل ، لأن أنا قلتلكوا إنى سمعت سيف بيتكلم مع حد فى التليفون عشان يأجر الق*اتل ده ، لكن ماشفتوش ، لأن صورته ماكنتش اصلا فى ذاكرة سيف ..
_ يعنى أيه ، هيفلت سيف من العقاب !!! قالتها الثلاثة فتيات فى آن واحد ..
= للأسف الى الآن ليس لدينا أى دليل لينال عقابه ، و عالمكم لابد فيه من وجود الادله لإثبات التهم ..
= لدى فكره ، لكن يلزمها بعض الإعدادات المسبقه ..
قالتها السيده تيلاندسيا التى كانت تستمع بتركيز شديد الى كل شئ ، ليقول الجميع فى آن واحد ..
= ما هى يا سيده تيلاندسيا ؟؟ لتجيبهم قائله ..
_ لو كان عالمكم لابد فيه من وجود أدله ومستندات، فعالمنا يكفى فيه وجود المتهم ، وبعد ذلك سنعرضه على محكمتنا العزيزه ، وسيقوم القاضى بالدخول الى ذاكرته ، ورؤية ما ارتكبه المتهم من جر*ائم ، لينال أشد العقوبه ..
= بس سيف مش فى العالم ده ، انتى تقصدى إننا نستضيفه؟؟!!
_ لا ،بالطبع لا ..
فعالمنا لا يستقبل أشخاص بهذا السوء ، فلن تقبل البوابه أن تفتح له من الأساس ..ثم أردفت بتهكم قائله..
هل تظنون أن البوابه تفتح لأى شخص !!! بالطبع لا ..
= وازاى هتعرف البوابه أصلا إنه شخص سئ ؟؟!! تسائلت فرحه ،لتجيبها السيده تيلا قائله ..
هل تتذكرون ذلك المكان السرى الصغير فى قبو العمه الذى وضعتم أيديكم فيه سابقا ، وعندها التف حول أيديكم شئ ملمسه حريرى ، أفقدكم وعيكم ..
هذا الشئ هو نوع من النباتات تدخلكم فى حالة من النوم العميق لمده قصيره ، ثم تدخل الى ذاكرتكم لترى أى نوع من الأشخاص أنتم ..
وإن اتضح أنكم أشخاص جيدون ،هنا تقبل دعوة ضيافتكم، ثم توصلكم الى حارس البوابه بعالمنا ،ليطلعكم على الصيغه التى عليكم قولها ، والتى هى بمثابة المفتاح لعالمنا ، والباقى تعرفونه..
أما لو كان شخصا سيئا ، فإن تلك النباتات الحريريه الناعمه تتحول إلى أشواك تشبه فى حدتها السكا*كين ، تخترق الجلد بشده ، لتطلق مزيجا من ماده منومه وماده أخرى تمحى كل الذاكره الخاصه بالمنزل ” ، فينسى ذلك الشخص أى شئ يتعلق بمنزل العمه ، ثم تقوم الأشجار الحارسه بمد أغصانها لتجره على طول الطريق ، وترمى به فى أبعد نقطه عن المنزل ليعود الى دياره ، وبعدها يحول الشخص صاحب الدعوه للمحكمة، للتحقيق معه حول السبب وراء رغبته فى إستضافة شخص كهذا ..
= إذا كيف سيدخل شخص مثل سيف إلى هنا ؟؟!!
_الموضوع ليس بهذا التعقيد يا سيد سامر ..
أنسيت أنه بإمكان أى شخص من عالمنا أن يستدعي شخصا أذاه أو أذى عائلته من أى عالم أخر ، للخضوع للمحاكمه فى محكمتنا العادله ..
وفى هذه الحاله فقط تفتح البوابه للشخص السئ بدون أن يضع يده فى المكان السرى ،بشرط أن يكون صاحب الدعوه و الشخص الموجه له الاتهام معا ” يعبران البوابه معا ” ..
= لكن كما تعلمين يا سيده تيلا ، فأنا لا أستطيع أن أفعل ذلك ، لأن خالى هو الضحيه ، ولست من أقارب الدرجه الأولى ..
_ لكن بناته كذلك ..
= لكنهن ضيوف ،ولسن من جزء من عالمنا ..
_ إذا لنجعل واحدة منهن كذلك ،فوالدتك لم تكن جزءا من عالمنا ، لكنها صارت كذلك بعد أن تزوجت والدك ، بل وأصبحت من أكثر الناس حبا واحتراما فى هذا العالم ..
ابتسم سامر ، وأخذ يشيد بذكاء السيده تيلا ، بينما وقفت الثلاثة فتيات يحاولن جاهدات فهم ما الذى ترمى اليه السيده تيلا ..
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية بيت عمتنا)