روايات

رواية يكفيني حبك الفصل الثاني 2 بقلم نوري

موقع كتابك في سطور

رواية يكفيني حبك الفصل الثاني 2 بقلم نوري

رواية يكفيني حبك الجزء الثاني

رواية يكفيني حبك البارت الثاني

يكفيني حبك
يكفيني حبك

رواية يكفيني حبك الحلقة الثانية

من ساعة ما مشيت وانا قاعد مهموم وحزين، مشيت وخدت كل حاجة حلوة معاها، البيت فاضي وبارد عكس الدفا اللي كان محاوطه بوجودها، مدخلتش الاوضة من وقتها وبنام في الصالة، دا اذا نمت اصلا، اصل انام ازاي وهي مش ساكنة حضني ومتبتة فيا بأيديها الاتنين زي كل ليلة، هنام ازاي وريحتها اللي كانت بتحاوطني راحت، هنام ازاي من غير ما أملي عيوني منها وهي نايمة، مشيت وخدت روحي معاها، انا السبب، انا اغبى إنسان في الدنيا، ازاي قدرت أقسى عليها بالشكل دا، قلبي طاوعني ازاي، دي احن واحدة عليا وعلى قلبي، دي احن واحدة في الدنيا، حبيبة عمري وأيامي اللي راحت واللي جاية، خدت بكلام عمي وسيبتها يومين تريح أعصابها، بس كنت بتصل بيها وببعتلها ماسدچات كتير وفي النهاية مفيش رد، واخدة على خاطرها مني وحقها، عمري ما زعلتها من اول ما اتقدمتلها ولا هينت كرامتها بالشكل دا، الله يسامحها امي، فضلت ضغطاني سنتين بحالهم عشان الخلفة، اية يعني بقالنا سنتين متجوزين ولسة مخلفناش، مهي دي إرادة ربنا، لكن أنا برضو غلطان اني سمعتلها المرة دي ولومت فرح، جيت عند اكتر حتة بتوجعها ودوست عليها، بس انا لازم اتصرف، مش هسيبها كدا تقعد بعيد عني وتفضل زعلانة مني، متهونش على قلبي والله
قومت لبست عشان اروح بيت اهلها اخدها واصالحها، كلمت عمي قبل ما اروح وعرفت أنه هناك ف استأذنته اني اجي، نزلت وقبل ما اتجه لبيتها اخدتلها معايا هدية حلوة اصالحها بيها، طلعت خبطت وفتحتلي رقية

” قُصي، اتفضل
* اذيك يا رقية عاملة اية
” الحمد لله بخير انت عامل اية
* هبقى بخير لو اختك حنت عليا
” اتكلم بصراحة ولا تزعل مني
* عمري ما ازعل منك انتي اختي الصغيرة
” انت غلط اوي فيها، فرح متستاهلش منك كدا
* عارف والله، عارف وندمان وجاي اطيب خاطرها، انتي عارفة أنا بحبها قد اية
” مهو عشان عارفة هحاول احنن قلبها عليك
ضحكت* ماشي يا ستي تشكري جميلك دا فوق راسي
” استريح بقا عقبال ما اندهالك

خرجت وانا قعدت في الصالون مستني، شوية ودخلت مامتها وفي ايديها صينية عليها عصير

° اذيك يا ابني
* اذيك يا طنط يارب تكوني بخير
° بخير الحمد لله، عمك بيصلي العشاء خمس دقايق وهيخرج
* خليه براحته انا مش غريب

ابتسمتلي وسكتت، كان باين عليها انها مضايقة وطبعاً معروف من أية، فضلت بصالي وساكتة وكأنها عايزة تقول حاجة

* حضرتك عايزة تقولي حاجة صح

اتنهدت وسكتت شوية وبعدين اتكلمت

° زعلتني يا قُصي، زعلتني يا ابني، بقا تعمل كدا في فرح، تخليها تنام ودمعتها على خدها كدا
* انا مش عارف اقول لحضرتك اية، مهما قولت اني غلطان وندمان دا مش هيمحي غلطي، بس والله كانت لحظة غضب مقدرتش اتحكم فيها، غصب عني لقيتني بطلع كل الضغط اللي انا فيه عليها هي وعكيت الدنيا
° وليه شايفها أنها متحصلش ربع الستات اللي برا، دي كمان كنت مضغوط فيها؟
* انا كل اللي قولته كان عشان .. عشان خناقاتنا اللي كانت بتزيد يوم بعد يوم وبتبعدنا عن بعض، اول مرة نتخانق بالشكل دا، كنا على طول بنعدي وتاني يوم ننسى لكن كانت الخناقات بتزيد بشكل غريب، كنا اللي ننام فيه نصبح فيه، لدرجة اني ابتديت محبش ارجع البيت عشان منتخانقش، كانت بتبقى وحشاني بس خايف ارجع نتخانق تاني وبيحصل فعلاً، انا لما قولتلها أنها مش زي اللي بشوفهم برا مكنش قصدي اني ببص لغيرها، انا عمري ما كنت ولا هكون كدا، انا كنت اقصد افتح عينها لنقطة معينة وهي أنها مقصرة معايا ومش زي اي ست برا بتهتم بجوزها
° بس فرح عمرها ما قصرت معاك، دا انت دايما من أولوياتها
* بس اللي حضرتك متعرفيهوش أنها في الفترة الأخيرة مكانتش معايا خالص، اهملتني وتجاهلتني كتير وكانت بتعمل تصرفات مشوفتهاش منها قبل كدا، ويعلم ربنا اني مش بكدب
° ازاي، وليه تقصر معاك
* لا ازاي وليه دول بقا حضرتك تسأليهم لفرح، انا مقدرش اجاوب على حاجات لازم هي اللي تحكيها لو حابة
• اهلا يا قُصي، منور يا ابني
* اهلا بيك يا عمي بنورك، حرماً
• جمعاً إن شاء الله، اية الهدية الحلوة دي، يا ترى جايبها لمين
* للي ساكنة قلبي ومغلباه معاها
• يا سيدي، طب ما انت بتعرف تقول كلام حلو اهو اومال اية اللي حصلك
* حظي بقا هقول اية

ضحكنا واستأذنت مامتها تقوم تندهلها لما اتأخرت، قربت من حمايا وقعدت جمبه

* حضرتك لسة زعلان مني
• مش مهم انا، المهم هي
* وحضرتك برضو مهم عندي، انت زي ابويا وعارف غلاوتك عندي عاملة ازاي، ويهمني متكونش زعلان مني
• شوف يا أبني، انت من اول يوم دخلت فيه البيت دا وانا قلبي اتفتحلك وحسيتك ابن حلال وكويس وفعلاً طلعت كدا وامنتك على بنتي، ومن اول ما دخلت بيتك مشوفتش في عيونها غير الفرحة والبسمة اللي مش بتفارقها، لكن منظرها اليومين اللي فاتو ولما جاتلي الفجر وهي منهارة من العياط وشنطتها معاها مبيفارقش بالي، انا أب، وفرح دي اول فرحتي، طبيعي اكون زعلان على زعلها وغضبان منك، لكن أنا برضو لما قعدت مع نفسي وفكرت، قولت إن يمكن انت كنت مضغوط من شيئ، يمكن كان غصب عنك، ف التمستلك عذر، خصوصاً اني عارفك كويس، وكمان وانا داخل سمعت كلامك مع أم فرح عن معاملتها معاك في الفترة الأخيرة، ف اتأكدت إن كل دا كان غصب عنك
* يعني حضرتك مش زعلان مني
• لا مش زعلان، انت زي ابني

ابتسمتله وحضنته، حقيقي انا محظوظ بعمي عامر، بيعاملني دايماً وكأني إبنه، راجل عارف ربنا وحنين على الكل، كرمه بيعُم على الغريب قبل القريب، حقاني وله مكانة كبيرة في قلوب كل اللي حواليه

• تاخد نصيحة من راجل عجوز زيي متجوز بقاله تلاتين سنة
* حضرتك عجوز؟ مش ممكن، دا انت لسة في عز شبابك
• يا واد البكش دا لمراتك وحماتك مش ليا، خليني اقول الكلمتين قبل ما ييجوا
* اتفضل، انا سامعك
• فرح مش هتطلع تقابلك، بنتي وانا عارفها، لسة زعلانة وواخدة على خاطرها، هتقولي طب اعمل اية، هقولك اسألني الاول هي عايزة اية
* عايزة اية
• عايزة مترجعش معاك، وفي نفس الوقت عيزاك تيجي وترجعها، عايزة متشوفكش ولا تشوفها، بس انت واحشها، زعلانة ومش هتتصالح أبداً أبداً، بس عيزاك تفضل تعتذر وتطيب خاطرها، عايزة هي تسيب، وانت تتمسك، عايزة تقول لا، تلاقيك بتقول اة، تقولك مش هرجع، تقولها مش قادر على بُعدك، وهكذا
* دي فرح فعلاً
• دي أغلبية الستات مش فرح بس، إلا من رحم ربي
* طب اعمل اية لو مطلعتش دلوقتي
• ولا حاجة، هتسيبلها الهدية الحلوة اللي انت جايبها دي وهتمشي، طبعاً هي هتضايق إنك مشيت، بس هتلفت نظرها الهدية وهتتبسط بيها رغم أنها هتقول مش عايزة حاجة منه، ف ترجع تاني تيجي عشان تاخدها ويا تحن عليك يا تغلبك
ضحكت* حضرتك ازاي فاهمها كدا
• بنتي وانا عارفها، خصوصا إن فرح عنيدة جداً

دخلت رقية و وراها طنط غالية، وزي ما عمي اتوقع، فرح مخرجتش

• اومال فين فرح

بص لوالدتها ف سكتت ف رجع بص لرقية

” مرضيتش تخرج يا بابا
• ليه
” ما انت عارف بقا يا بابا عناد فرح

كلهم سكتوا وبصولي، اتنهدت بتعب وحزن حقيقي عشان مش هترجع معايا، تالت يوم وهي بعيد عني فيه بعد ما كانت مش بتفارقني، قومت اديت الهدية لرقية عشان تديهالها ومشيت من سُكات

° بالله هو صعبان عليا
• هنعمل اية، بنتك عنيدة، وانا ساكت عايز اشوف آخرها
° ما تدخلي يا رقية اتكلمي معاها هي بتسمع منك
” حاضر يا ماما من غير ما تقولي
° ربنا يهديكي يا فرح يا بنتي يارب
• شايفك رضيتي عن قُصي
° بنتك كانت سبب الشرارة اللي حصلت دي، لو تسمع هو قالي اية
• سمعت، بس دا ميمنعش إن هو كمان غلط في كلامه، الاتنين غلطوا وهيخربوا بيتهم بأيديهم
° لا يا اخويا بعد الشر ربنا ما يجيب خراب
• ابقى اتكلمي مع فرح افهمي منها تفاصيل اللي هو قاله
° هعمل كدا اكيد

” فروح، فوفا
_ عايزة اية
” مال الجميل زعلان ليه
_ مش زعلانة هزعل ليه
” يمكن عشان حبيبك مشي مثلا
_ هو مشي
” اة، مالك اتصدمتي كدا
_ لا وانا .. وانا هتصدم ليه يعني، ما اصلا أنا مكنتش عايزة أقابله
” وهو احترم رغبتك
_ اة

مشي ليه يعني دلوقتي، دا حتى مكملش نص ساعة، يعني هو جاي تقضية واجب وخلاص؟ موحشتهوش؟ هونت عليه ولا اية، قامت رقية خرجت برا وغابت شوية ورجعت في ايديها شنطة هدايا كبيرة نوعاً ما وقعدت قدامي

” عموماً هو كان جاي وجايبلك دي

فرحت اول ما شوفتها وفتحتها أوام، كانت مليانة شوكولاته كتير اوي ومحطوط معاهم علبة كحلي قطيفة

” يا سيدي يا سيدي، دا اية الدلع دا كله، طبعاً اختي حبيبة قلبي هتديني الشوكولاته كلها
_ لا طبعاً دول بتوعي
” طب واحدة
_ لا
” طب حتة
_ نوو
” متخلينيش اهجم عليهم واخدهم كلهم
_ دي حاجة من واحد لمراته مالك انتي يا حشورة
” نعم يختي، دلوقتي واحد ومراته، والدموع بتاعة اليومين اللي فاتوا دول اية يا بت، وقال اية مش عايزاه يا بابا مش عايزاه، مسم صدق اللي قال، يا داخل بين البصلة وقشرتها
_ بس اية راديو واتفتح مبتفصليش، امسكي خدي اللي انتي عايزاه
” ربنا يخليكي ليا يا احلى اخت في الدنيا

نقت منهم اللي بتحبه وقعدت تاكل بمزاج، فتحت العلبة لقيت فيها سلسلة على شكل فراشة صغيرة، اخدتها و وقفت قدام المرايا، لبستها وفضلت ابصلها بهيام، طول عمري بحب اي حاجة يجبهالي، كفاية أنها منه بجد، حتى في عز اللي احنا فيه بيراضني

” فروح، ممكن نتكلم شوية

انتبهت ليها بعد ما كنت سرحانة

_ قولي يا روكا
” انتي فعلاً مش عايزة ترجعي بيتك تاني

اتنهدت وروحت قعدت قدامها على السرير

_ انا مقدرش ابعد عن قُصي يا رقية، قُصي حبيبي وجوزي، وصاحبي وابويا وكل حاجة ليا
” طب اومال بتعاندي ليه
_ مش بعاند، برد كرامتي، اللي قاله مكنش هين برضو
” مكنش هين وكلنا عاتبناه وهو حاسس بغلطه وندمان، يبقى ليه متديش فرصة، ميستاهلش؟
_ يستاهلها ويستاهل كل حاجة حلوة، بس انا برضو مكنتش استاهل اللي قاله، صحيح هو عمال يبعتلي مسدچات بيعتذر فيها ويبرر اللي قاله لكن برضو مش بالساهل
” هتتعبيه يعني
_ مستاهلش يتعب عشاني؟
” تستاهلي ونص كمان
_ اصلا حوار الخلفة دا مخوفني
” ليه
_ مامته مش ساكتة، وبتضغط عليه، اخاف ييجي في مرة يقولي كدا تاني او الموضوع يوصل لحتة تانية تخلينا نخسر بعض للأبد
” لا يا ستي ربنا ما يجيب خساير بينكم، بصي .. في الأول والآخر هنا بيتك ومطرحك، اقعدي زي ما انتي حابة وفكري مع نفسك وخدي قرار يريحك واحنا معاكي في اي حاجة
° حتى لو غلطانة؟؟

الباب اتفتح وقطع كلامنا دخول ماما، دخلت وقعدت جمبنا وملامحها متبشرش بالخير

° ممكن اعرف اية اللي كنتي بتعمليه مع جوزك دا
_ عملت اية
° فرح، انتي فاهمة قصدي كويس، سبب خناقكم كان اية
_ عا..عادي يعني، زي اي اتنين بيتخانقوا
° كنتي بتهملي جوزك وبتتجاهليه ليه

اتوترت ولساني عجز عن الرد، اية اللي عرفها بس، هبرر اللي عملته ازاي ولا اقول اية

_ هو اللي قالك مش كدا
° طبيعي لما يلاقينا كلنا عليه يدافع عن نفسه، لكن برغم الموقف اللي كان فيه محبش يقول كنتي بتعملي اية وقالي اسألك
_ انا معملتش حاجة
° يعني هو هيتبلى عليكي
_ لا، بس يعني كنا بنتخانق عادي زي اي اتنين متجوزين
° بت انتي، انا مش عايزة لوع، مش عليا انا الكلام دا، ما كلنا عارفين انتي كنتي بتعاملي قُصي ازاي، احكي وقولي اية اللي حصل احسن ويمين الله ما هعتقك الليلة دي
” اهدي يا ماما
° اسكتي انتي، ما تتكلمي واخلصي

في اللحظة دي أدركت إن كل حاجة بانت واني مكشوفة قدامها، ماما اكتر واحدة عارفاني وعارفة حبي لقُصي واصل لفين، ف بالتالي مش هيدخل عليها اي حجة أقولها

_ س..سمعت بنصيحة سيرين بنت عمتي
” الحربوقة؟؟
° نعم؟ وانتي اية اللي بيخليكي تكلمي سيرين
_ هي كلمتني في مرة وسألت عليا وكانت من فترة للتانية بتتصل تكلمني
° اة، وآية اللي خلاها بقا إن شاء الله تديكي نصايح، ومن امتى أصلا وهي بيهمها أمرك
_ كانت بتسأل على أحوالي وعلى علاقتي بقُصي، ومرة في مرة لقيتها من نفسها بتقعد تقولي إن طريقتي معاه دي غلط وإني قيداله صوابعي العشرة شمع ودا هيخليه يشوف نفسه ومش بعيد يتجوز عليا واني لازم اغير معاملتي معاه
” طلعت تس تس انا الثعبان بجد
° وغيرتي معاملتك ازاي بقا

اتوترت وخوفت اوي لحظتها، انا طلعت عاملة بلاوي وكأني لسة مستوعبة دلوقتي، ماما لو عرفت رد فعلها مش هيكون كويس
° لو فضلتي ساكتة كدا لسنة قدام برضو مش هحلك، انطقي عملتي اية

بلعت ريقي من نظرتها ونبرة صوتها وحاولت اتماسك

_ اهملته في كل حاجة، مكنتش بهتم بيه ولا بحاجته ولا احتياجاته البسيطة حتى، كنت اغلب الوقت قاعدة على التليفون ومبعملش اي حاجة، كان بيلاقي هدومه مش نضيفة، ولا حتى كنت بعمل غداء، ولما يكلمني برد ببرود وجفا وشوية ارجع اعامله كويس زي الاول، وبعدها ارجع تاني للي كنت فيه
° كملي
_ مفيش حاجة تانية
° كدابة، في حاجة ناقصة

كنت متوترة جامد وبفرك في ايدي

° قولي عملتي اية تاني

_ م..مكنتش بديله حقه الشرعي وقت ما يعوز

لحظات من الصمت مرت علينا وهما الاتنين مصدومين من اللي قولته، فضلت ماما بصالي بحدة لحد ما التفتت لرقية

° اطلعي برا
” ماما…
° اطلعي برا يا رقية

خرجت وفضلت انا وماما وربنا يستر، فضلت بصالي نفس البصة وانا مرعوبة وبحاول أرتب الكلام في دماغي

° ليه عملتي كدا
_ يا ماما انا كلامها خوفني، فكرة أنه يعمل زي الرجالة اللي بتشوف نفسها على مراتتها من كتر دلعهم فيهم ويتجوزوا عليهم كانت رعباني
° وانتي مش عارفة جوزك؟ مش واثقة فيه؟

وطيت راسي بخزي ومردتش عليها، انا ازاي فعلا موثقتش فيه

° وفي الاخر جاية تلومي على الواد ومشيلانا منه
_ يعني هو مغلطش فيا
° هو انتي ليكي عين تتكلمي كمان، انتي مش عارفة عملتي اية، مش مستوعبة بجد انك غلطتي، دا الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام بيقول: إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه، فلم تأته، فبات غضبان عليها، لعنتها الملائكة حتى تصبح.
ليه، ليه تسمعي كلامها وتعملي كدا، دنا ياما حذرتك منها، مراجعتيش نفسك، مصعبش عليكي، محستيش انك بتيجي عليه وهو يا عيني مستحمل وعمال يعدي خناقاتك والقرف اللي بتعمليه دا وهو مش فاهم حاجة، اومال حب اية بقا اللي بتتكلمي عليه وانتي معذباه معاكي ومش مدياله الثقة ولا مأمنة ليه، لا وبعد كل دا انتي اللي زعلانة وانتي اللي مش عايزة ترجعيله وهو اللي عمال يحاول معاكي ومنُى عينه انك ترجعي
_ يا ماما…
° بس، لسانك ميخاطبش لساني، مش انتي بنتي اللي ربيتها، مكنتش اتوقع منك اللي عملتيه دا، مش عايزة ترجعي مترجعيش واعملي اللي انتي عيزاه، بس محدش هيتحمل نتيجة أفعالك غيرك، متجيش تعيطي لما تلاقيه فعلا راح واتجوز واحدة تانية تكون مقدرة قيمته بجد

سابتني وخرجت، اخر حاجة قالتها فوقتني وخليتني اشوف اللي وصلت نفسي ليه، كأني كنت مغُيبة، انا فعلاً ازاي عملت كدا، ازاي اديت ودني لأكتر واحدة بتتمنى خراب بيتي وعمرها ما حبت ليا الخير، كلام ماما فتح عيني على حاجات كتير، منها إن قُصي مشتري خاطري ومهونتش عليه، وإنه برغم اللي كنت بعمله معاه لسة متمسك بيا ومرضيش يحكي لماما على افعالي، واحد غيره مكنش عمل كدا وكان سابني، بس انا برضو لسة زعلانة منه ومش هرجع دلوقتي، خليني اشوف هيتمسك بيا لحد امتى

عدى شهر على وجودي في بيت بابا، في الشهر دا قُصي كان بييجي كل يوم ومكنتش برضى اخرجله، لحد ما في يوم كنت قاعدة في الاوضة وبابا دخل، كان متعصب جداً وأول مرة اشوفه كدا

• ممكن اعرف اخرة اللي بتعمليه دا اية
_ بابا .. في اية
• في انك زودتيها اوي وانا كنت ساكتلك لكن جبت اخري، انتي هتخرجي دلوقتي لجوزك وتتفاهموا سوا وترجعي معاه فاهمة
_ انا مش عايزة أخرج ولا اشوفه
• هتطلعي غصب عنك، انا دلعتك زيادة عن اللزوم وغلطت اني معملتلكيش وقفة من الأول، خمس دقايق يا فرح .. خمس دقايق لو ملقتكيش قدامي برا صدقيني هتشوفي مني وش تاني

خرج وقفل الباب وراه، لا رزعه، رزعه جامد واتخضيت، اية التدبيسة دي بقا، انا مش مستعدة أقابله دلوقتي، بس لو مطلعتش بابا هيقلب عليا

• فرررح

نده عليا من برا بصوت عالي

_ حا..حاضر يا بابا جاية

لبست وخرجت وانا بفرك في أيدي ومش عارفة اعمل اية ولا اقول اية، لقيته قاعد في الصالون، مشبك صوابعه في بعضها وعيونه مركزة على حتة معينة، اول ما دخلت حس بيا ورفع عينه يبصلي، كان بيبصلي بجمود وشوفته بيضغط على ايده اكتر، عرفت أنه متعصب وعلى اخره، هو في اية النهاردة كلهم على آخرهم كدا

* هتفضلي واقفة عندك كتير

اتكلم بهدوء اتحول لسخرية

* ولا مش طايقة تقعدي مع جوزك، جوزك اللي ممرمطاه معاكي بقالك شهور سواء في البيت أو براه

فضلت ساكتة مبردش عليه

* اية؟ القطة اكلت لسانك ولا مش عارفة تبرري الهبل اللي بتعمليه
_ انت عايز اية يا قُصي
* عايز اعرف اخر اللى احنا فيه دا اية
_ معرفش
* يعني اية متعرفيش، احنا هنفضل كدا لحد امتى كل واحد فينا بعيد عن التاني
_ لوقت ما احس اني قادرة ارجع
* ليه، ليه كل دا
_ ليه؟؟ مش عارف ليه؟
* عارف وعارف كمان اني غلطت وجيت لحد عندك ميت مرة عشان اراضيكي وترجعي معايا لكن كل مرة كنتي بتعاندي
_ عشان غلطك معايا كان كبير
* وغلطك انتي كان اية

بصلي بنظرة ليها مغزى، سكت لاني ملقتش كلام أقوله فعلا

* سكتي يعني
_ قُصي، ريح نفسك انا مش راجعة

سكت ف انا كمان سكت، لحظة .. اتنين….
قام فجأة مسكني من دراعاتي الاتنين بعصبية ووقفني قدامه

* انتي اية يا شيخة، بتعملي فيا كدا ليه، هونت عليكي، مصعبتش عليكي خالص وانتي شايفاني كل يوم رايح جاي عليكي على أمل أنك تحني وترجعي، انا لا بقيت عارف انام ولا اشتغل، كل اللي شاغل دماغي انتي، كل يوم كان بيبقى عندي أمل انك ترجعي معايا لكن كنتي بتقطعي الأمل دا بكل برود، كل دا عشان غلطة عملتها، غلطة واحدة بس مش عايزة تغفريها، تحبي اقولك كام مرة غلطتي فيا وكنت بعدي وبستحمل عشان حبي ليكي وعشان عشرتنا، مفتكرتيش ليا حاجة واحدة حلوة عملتهالك، مفيش حاجة تشفعلي عندك خالص، انتي اية .. انتي ايييييية

سابني ف وقعت على الكرسي، حاولت امنع دموعي من انها تنزل لكن معرفتش

* مش عايزة ترجعي معايا مترجعيش، خليكي في بيت ابوكي، خليكي فيه العمر كله

مشي .. قُصي مشي .. يعني اية خليني فيه طول العمر، يقصد اية، هيبعد عني؟؟ قُصي هيبعد عني؟
جريت على اوضتي واترميت على السرير، فضلت اعيط لوقت طويل، انا اية اللي جرالي، اية اللي عملته فيه وفي نفسي دا، اية اللي كان عاميني، فضلت اعند طول الوقت وادوس عليه وعلى كرامته وانا فاكرة اني بعرفه قيمتي، لكني طلعت غلطانة، خربت بيتي .. خربت بيتي بأيدي
الليل حل عليا وانا لسة زي منا، محدش منهم دخل ليا ولا كلموني، ليهم حق، انا اصلا هقابلهم بأنهي وش، سمعت تليفوني بيرن بس مردتش، رن تاني ف مسكت التليفون ولقيت رقمه .. هو .. فتحت بسرعة وانا دموعي نازلة زي الشلال

_ الو
” الو، حضرتك مرات صاحب التليفون دا

قلبي اتقبض واترعبت

_ ايوا .. ايوا انا .. في اية، فين قُصي
” الاستاذ صاحب التليفون دا عمل حادثة هو واتنين كمان، وحالياً هو في مستشفى******

التليفون وقع من ايدي واترميت على الأرض، نفسي قل وقلبي وجعني، حاولت انده على اي حد منهم برا لكن معرفتش، معرفتش اجمع الحروف
معرفتش اعمل حاجة غير اني اصرخ بأسمه

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية يكفيني حبك)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى