روايات

رواية يكفيني حبك الفصل الثالث 3 بقلم نوري

موقع كتابك في سطور

رواية يكفيني حبك الفصل الثالث 3 بقلم نوري

رواية يكفيني حبك الجزء الثالث

رواية يكفيني حبك البارت الثالث

يكفيني حبك
يكفيني حبك

رواية يكفيني حبك الحلقة الثالثة

بجري بين طرقات المستشفى مش عارفة اروح فين، بجري ودموعي على خدي وكل همي أوصله وبس، اشوفه .. اطمن عليه واضمه ليا، اطمنه اني موجودة جمبه وهو مش لوحده
رجلي مكانتش شيلاني لكني بعافر، كنت كل شوية اقع وأقوم تاني واخبط في الناس، المستشفى كانت مقلوبة بسبب الحادثة

” بيقولوا معظم اللي كانو في الحادثة ماتوا دا غير اللي عندهم إصابات خطيرة

سمعت الجملة دي من ممرضة وهي بتجري على تحت، اعصابي سابت و وقعت على الارض، نفسي قل ودموعي هي هي منشفتش، تنشف ازاي وحبيب القلب في خطر، حسيت بأيد حد بتقومني، كان بابا، من اللي انا فيه نسيت أنه كان معايا، اول ما وصلت المستشفى نسيت الدنيا بحالها وجريت على جوا كل همي بس اشوفه

_ ب..بابا .. قُصي .. قُصي يا بابا
• اهدي يا بنتي اهدي إن شاء الله هنلاقيه بخير
_ الممرضة .. ال..الممرضة بت..بتقول….
• هيبقى بخير، ثقي في ربك، هيبقى بخير صدقيني، تعالي

سألنا واحدة من الممرضات عن اللي جُم في الحادثة وقالت أنهم في الطوارئ، نزلنا لتحت وبابا ساندني، دخلت الطوارئ ومقدرتش استحمل المنظر، الدم في كل مكان، والمصابين شكلهم مكنش هين، صوت شهقاتي علي وعياطي زاد، بدور عليه بعيني ومش لقياه، اترعبت و أفكاري لعبت بيا، معقول يكون خلاص، مش هشوفه تاني، انا .. انا لسة مشبعتش منه، احنا بينا وعد، وعد نعيش مع بعض لحد اخر نفس فينا، يارب .. يارب متكونش دي النهاية، بس لا .. لا انا قلبي حاسس بيه، حاسة أنه بخير، غمضت عيني وحطيت راسي بين ايديا ومفيش على لساني غير إن ربنا يدلني عليه

• فرح، قومي يا بنتي، الدكتور بيقول إن قُصي عايش

صوت أفكاري وقف، رفعت راسي ابصله وانا مش مصدقة، هز راسه بأة وابتسم، قومت بسرعة ومسكت ايده

_ بجد يا بابا بجد، قولي انك مش بتضحك عليا
• عايش والله، عايش الحمد لله وبخير
_ طب .. طب هو فين عايزة اشوفه
• امسحي دموعك طب يا بنتي
_ اهو اهو متقلقش انا بقيت كويسة والله

مسحت على وشي وعلى عيوني من الدموع اللي متعلقة فيها بسرعة، قالي أنهم نقلوه اوضة فوق بعيد عن الطوارئ، من فرحتي ولهفتي ليه كنت بجري ومخدتش بالي اني لسة ماسكة ايد بابا وبجريه معايا غير لما لقيته بيكح، يا حبيبي ميقدرش على كدا، قعدته على كرسي ياخد نفسه ولقيته بيقولي على رقم الاوضة

• اسبقيني انتي وانا هحصلك، يلا يا حببتي، روحي لجوزك

وافقته بدون كلام وكملت طريقي، معرفش كنت بطلع ازاي، مركبتش الاسانسير وطلعت على السلم، دور في التاني وانا بجري وبسابق الزمن، مكنتش مركزة في اي حاجة غير اني اوصل لاوضته وبس، الممر كان طويل ومليان اوض وعيني على كل واحدة فيهم لحد ما لقيتها، مستنتش وفتحت الباب على طول
اتسمرت مكاني من شكله، كان دراعه ورجله متجبسين، دماغه فيها جرح وملفوفة و وشه مليان جروح، دموعي نزلت للمرة اللي مش عارفة عددها، كان صوتي هيعلي ف حطيت ايدي على بوئي، قربت منه وقعدت جمبه على السرير، مكنش حاسس بالدنيا حواليه، الظاهر إنهم عطوله مخدر عشان الوجع لكن رغم كدا كان بيتوجع وبيأن، صوته كان بيقطع في قلبي، مسكت ايده السليمة براحة وطبعت بوسة عليها

_ سلامتك من الوجع يا نور عيني، يا ريتني اقدر أشيل عنك ولا اشوفك موجوع أبداً

الباب اتفتح ودخل بابا ومعاه دكتور، ملامح بابا كان باين عليها الحزن وعيونه مدمعة، اتخضيت وافتكرت إن قُصي فيه حاجة

_ مالك يا بابا، طمني عليه يا دكتور هو فيه حاجة
: انتي مراته
_ ايوا
: طب كويس اني لقيت حد من اهله، هو عمتاً بخير الحمد لله وصحته كويسة، هو بس كسر في الدراع الشمال والرجل اليمين، وجرح في راسه مش خطير لكنه كبير واخد ست غُرز وطبعاً شوية خدوش في وشه
_ كل دا وبخير؟ انت بتضحك عليا يا دكتور ولا اية
: لو شوفتي باقي المصابين واصاباتهم واصلة لفين هتحمدي ربنا الف مرة على اللي جوزك فيه، دا يعتبر الناجي الوحيد فيهم، قولي الحمد لله أنه متوفاش زي الاتنين اللي كانو معاه في العربية
_ طب هو ليه مش حاسس بالدنيا من حواليه كدا
: متنسيش إن الحادثة مكنتش هينة برضو، احنا اديناله مسكن للألم ومنوم عشان يقدر يرتاح شوية، عموماً هو هيحتاج يفضل معانا هنا كام يوم لحد ما نطمن عليه وبعدها نكتبله خروج إن شاء الله، عن اذنكم

التفت لبابا وانا مستغربة

_ هما مين دول اللي كانو معاه يا بابا
• حماكي وحماتك يا بنتي

خرجت مني شهقة وانا مش مصدقة اللي بسمعه

_ لا إله إلا الله، انت متأكد يا بابا
• ايوا، لما سألت عن قُصي في الطوارئ وانتي سبقتيني لقيت دكتور جاي مع أمين شرطة وبيقوله اني اعرفه، سألني اقربله اية ولما قولتله لقيته بيقولي إن كان معاه راجل وست في العربية بس مشوهين وملامحهم مش باينة، لكنهم عرفوا هويتهم من بطايقهم اللي لقوها معاهم وطلعوا أبوه وأمه

_ لا إله إلا الله، إنا لله وإنا إليه راجعون
• شدي حيلك يا بنتي
_ الشدة على الله يا بابا، طب هنعمل اية ولا هنتصرف ازاي
• انا اتصلت بياسين اخوه وبلغته الخبر وزمانه جاي، لكن مقدرتش أقوله على وفاتهم
_ هنقوله ازاي، وقُصي هيعرف ازاي .. دا كان روحه فيهم
• أمر الله ونفذ، انا هقول لياسين، لكن جوزك مينفعش يعرف دلوقتي، يفوق بس ونطمن عليه ويحلها ربنا، انا خارج استنى ياسين برا

حقيقي حزنت علشانهم اوي، كانو ناس طيبين وبيعاملوني كأني بنتهم واكتر، صحيح حماتي اتغيرت لما اتأخرنا في الخلفة، لكن كنت اوقات بعذرها، قُصي اول فرحتها ونفسها تشوف أولاده، ومعاملتها الحلوة ليا قبل كدا خليتني اتغاضى عن اللي كانت بتقوله، وعمي يا حبيبي كان طيب اوي وفي حاله دايماً، عمره ما زعلني ولا جيه عليا بالعكس كان بييجي في صفي على طول في اي خلاف بيني وبين قُصي، ربنا يرحمهم يارب ويصبرنا على فراقهم
قعدت جمبه عشان لو صحي في اي وقت، يا حبيبي مبطلش يإن من الوجع، لما هو كدا و واخد مخدر اومال لما المفعول يروح هيكون عامل ازاي، سمعت الفجر بيأذن ف قومت اصليه، دعيت ربنا يشفيه ويقومه ليا بالسلامة ومشوفش فيه حاجة وحشة تاني أبداً، ويرحم والده و والدته ويصبرنا على فراقهم، خلصت صلاة والباب اتفتح وكان ياسين ومعاه بابا، وشه كان متغرق دموع وبينهج، جري على قُصي وقعد جمبه وفضل يعيط بحرقة ف عرفت إن بابا بلغه بالخبر

~ قُصي .. قُصي قوم، انا مبقاليش حد في الدنيا بعد ربنا غيرك، قوملي بالسلامة عشان خاطري، متسبنيش، انا متعودتش اكون لوحدي انت دايماً معايا، انت دايماً بتقول عليا قوي ومش ضعيف لكن .. لكن دول أبونا وأمنا

عياطه زاد وعيطنا معاه، الخبر صعب اوي علينا والحِمل تقيل، تقيل لكن هنعديه بلطف ربنا اكيد

بابا اخده في حضنه وفضل يطبطب عليه لحد ما هدي شوية

• وحد الله يا ابني
~ لا إله إلا الله
• اوعي تفكر انك لوحدك لا، انا معاك .. كلنا معاك، واخوك إن شاء الله هيقوم لينا بالسلامة وهيبقى بخير، أنت زي ابني واكتر، متقولش كدا تاني
~ ربنا يباركلنا فيك يا عمو
• قوم نصلي الفجر في الجامع وبعدها نبدأ في الإجراءات
_ شد حيلك يا ياسين، ربنا يصبرنا كلنا
~ يارب .. يارب

خرجوا وقعدت جمبه عشان لما يفوق، الصبح طلع ولسة زي ما هو في دنيا تانية، بابا وياسين كانو خلصوا الإجراءات وتصاريح الدفن، العيلة كلها كانت في المستشفى عشانهم وعشان قُصي، بعدها اخدو حمايا وحماتي وطلعوا على المدافن، قلبي كان بيتقطع عليهم وعلى حال ياسين وقُصي لما يعرف، كان متعلق بيهم اوي وكانو بالنسبة ليه كل حياته، مش عارفة هقوله الخبر ازاي، يارب .. يارب ساعدني
حسيت بأيده اللي مسكاها بتتحرك، بصيت عليها اتأكد لقيته بيحركها ورجع يإن تاني بوجع، كان بيحاول يفتح عينيه واحدة واحدة، واول كلمة نطقها كانت اسمي

* ف..رح
_ يا حبيبي، انا جمبك .. انا معاك
* اااة، أنا .. انا فين
_ انت في المستشفى، بس متقلقش انت كويس الحمد لله

فضل يبص للأوضة وهو مستغرب وبعدها بصلي بلهفة

* م..ماما .. ماما وبابا

عيني دمعت ف حاولت اتماسك، مينفعش يعرف حاجة دلوقتي، صحته متستحملش خبر زي دا

* بتعيطي ليه، حصلهم حاجة
_ ل..لا لا يا حبيبي هما .. هما كويسين
* طب هما فين
_ في اوضة تانية
* انا عايز اروحلهم

كان بيحاول يقوم ف اتوجع

_ قُصي .. حبيبي عشان خاطري ارتاح، انا ما صدقت انك فوقت وبخير، انا كنت خايفة اوي عليك وتايهة من غيرك

رفع ايده السليمة براحة ومسح دموعي

* متعيطيش .. خوفتي عليا بجد
_ اترعبت، انا مليش غيرك، لو كان بعد الشر حصلك حاجة معرفش كان هيجرالي اية
* كانت أمنيتك هتتحقق في اني ابعد عنك ومنكونش سوا
_ متقولش كدا، كان كلام والله، كنت غبية وبعاند بس انا مقدرش ابعد عنك لحظة، انت حبيب عيوني يا قُصي
* انا موجوع اوي، جسمي كله واجعني
_ استنى هروح انده الدكتور بسرعة واجي

خرجت برا لقيت الممرضة اللي تبعه قدامي، بلغتها أنه فاق وحاسس بألم في جسمه كله ومحتاجين الدكتور، دخلت عنده تاني وشوية ودخلت الممرضة ومعاها الدكتور

: صباح الخير
* صباح النور
: قولي حاسس بأية
* وجع في جسمي كله وفي راسي، و وشي كمان ومصدع اوي
: كل دا طبيعي، انت جيتلنا عندك كسور في رجلك ودراعك وراسك كان فيها جرح وبتنزف، أما وشك بقا ف فيه جروح بس بسيطة الحمد لله، اللي خلاك تحس بألم شديد دلوقتي انك لسة مخدتش علاج، جيت مغمى عليك ولما فوقت كنت لسة مش حاسس باللي حواليك، عطيناك مسكنات ومخدر عشان تنام لحد ما تفوق خالص وتعرف بقا تاخد الأدوية ومتقلقش كتبتلك على مسكن برضو للألم دا

خلص كلامه وبدأ يكشف عليه ويقيس درجة حرارته وضغطه، مسك التقرير الخاص بيه كتب في حاجة والتفتلي

: لازم ياكل دلوقتي وياخد العلاج اللي كتبتهوله امبارح، سناء معاكي اهي هتعرفك معاده كل واحد وياخد منه كام مرة، لازم يمشي عليه بأنتظام وياكل كويس من فضلك، ولما يحس بألم اديله المسكن
_ حاضر هعمل كل دا
* دكتور .. انا كان معايا اتنين في العربية، والدي و والدتي، هما فين

الدكتور بصلي وهو مش عارف يقول اية، قال إنه عنده حالات لازم يشوفها واستأذن، كان باصصلي ومستني رد مني

_ انا..انا هنزل اجيب الدوا بقا

سيبته مع الممرضة اللي كانت بتشوف جرح راسه وخرجت بسرعة، يا ربي هقوله اية بس، هي اة حاجة مش هتستخبى بس انا مش عارفة أقوله ازاي، نزلت فعلاً جبتله العلاج وكلمت بابا و عرفت إنهم لسة واصلين المدافن، طلعت تاني وقبل ما ادخل اخدت نفس وهديت، لقيت الممرضة مش موجودة وهو صاحي وعينه على الشباك وفي ترابيزة جمبه عليها أكل من المستشفى

_ تحب افتحلك الازاز
* لا
_ ليه، دا حتى الجو برا جميل

مردش عليا ولا بصلي، قعدت جنبه على السرير وقربت ترابيزة الأكل جمبي

_ طب يلا عشان تاكل
* مليش نفس
_ مينفعش يا قُصي، انت تعبان ولازم تاكل كويس عشان تاخد العلاج وتطيب
* يهمك اوي

استغربت طريقته، بيكلمني بجفا عكس أول ما فاق ومش عايز يبصلي

_ انت شايف اية
* شايف إنك مبقتيش حابة تعيشي معايا

فهمت أسلوبه دا ليه، زعلان و واخد على خاطره مني، حقه، انا بوظت الدنيا

_ ممكن طيب نسيبنا من الكلام دا دلوقتي وتاكل، عشان خاطري، انت لازم تاخد العلاج

مناقشنيش تاني وأكل، اديته العلاج والمسكن وأول ما الوجع خف عينه راحت في النوم، قفلت الستاير عشان الشمس متضايقوش ويصحى، غطيته كويس عشان هدوم المستشفى اللي لابسها خفيفة، قررت لما بابا وياسين ييجوا اسيب حد معاه واروح اجيبله هدوم من البيت بما أنه هيقعد هنا شوية
بعد ساعتين كان بابا وياسين رجعوا، وجُم يطمنوا على قُصي

~ هو لسة نايم كل دا
_ لا فاق من شوية، بس اخد العلاج ونام تاني
~ انا نفسي يفوق ويبقى بخير

نبرته كانت مليانة قهرة ودموعه على خده، قربت منه في محاولة مني اني أهديه

_ ياسين، وحد الله
~ لا إله إلا الله
_ انا عارفة إن كل دا صعب عليك واتفاجأت بيه، لكنه اختبار من ربنا ليك عشان يختبر مدى قوتك ورضاك وصبرك على البلاء
~ ونعم بالله، انا عارف كل دا يا فرح، بس انا مش قادر محزنش عليهم وعلى اخويا
_ هيبقى بخير والله، الدكتور طمني، هو بس هيقعد هنا كام يوم يطمنوا عليه ويخرج وبعد كام شهر إن شاء الله هيفك الجبس، وبابا وماما في مكان أحسن من هنا وإن شاء الله يكونوا في الجنة
~ يارب
_ انا بس مش عارفة ازاي هنقوله على الخبر دا
~ هو لما فاق مسألش عليهم
_ سألني وسأل الدكتور ومعرفناش نرد

اتنهد بتعب ومسح دموعه

~ مش هنعرف نخبي عليه، لازم يعرف
_ بس مش وهو في الحالة دي
~ عندك حق، يخف بس وربنا يحلها من عنده
_ يارب

الباب خبط وكان بابا

• ياسين، انا كلمت حد بتاع فراشة واديتهم عنوان البيت، بعد الضهر إن شاء الله هيكونوا هناك
~ شكراً يا عمي مش عارف اقولك اية والله تعبتك معايا
• متقولش كدا تاني، احنا اهل وأنت وقُصي ولادي، ربنا يعافيه يارب ويقومه بالسلامة، فرح، كلمي أمك يا بنتي قلقانة عليكي
_ حاضر يا بابا هكلمها، ممكن بس تخليكوا معاه لحد ما اروح اجيبله هدوم من البيت واجي
~ انا هقعد معاه، روح معاها يا عمي وروح البيت ريح أنت من بليل وانت هنا ومنمتش
_ ياسين معاه حق يا بابا، حتى ريح عشان تعرف تكون معاه بليل وقت العزا
• حاضر يا ابني، هروح وإن شاء الله الساعة خمسة اكون عندك

مشينا وبابا روحني لحد البيت، دخلت الشقة وفضلت واقفة شوية ببص للصالة، كانت مكركبة اوي ومليانة هدوم ليه في كل حتة وعلب اكل جاهز على الترابيزة، ومخدة ولحاف على الكنبة، أنبت نفسي اني سيبته يمُر بكل دا، مكنش بيعرف يعمل اي حاجة وانا اللي كنت بعمله كل حاجة حرفياً، دخلت الاوضة ولقيتها زي ما سيبتها، دولابي مفتوح .. نفس الملاية اللي كنت فرشاها جديد ليلتها، حتى هدومي اللي غيرتها مرمية مكانها على الأرض، معقول منمش هنا خالص من ساعة ما مشيت، حسيت بخنقة لأني جيت عليه، اة غلط، بس انا كمان غلطت فيه شهور وهو كان بيعدي ومش بيشتكي، لكن أنا هصلح غلطتي، مش هخليه يعاني بالشكل دا مرة تانية، جيبتله كام طقم بيتي وحطيتهم في الشنطة ونزلت عديت على ماما اطمنها عليا وعليه قبل ما اروحله المستشفى

° يا حبيبي يا ابني، طب هو عامل اية دلوقتي يا فرح
_ الحمد لله يا ماما بخير، الحمد لله انها جت على قد كدا
” انتو هتقعدوا كتير في المستشفى
_ مش عارفة بس الدكتور قال لحد ما نطمن على جرح راسه وهيخرج
” طب أنا هاجي معاكي يمكن تحتاجيني
_ هتيجي معايا فين يا حببتي ودروسك
° اختك صح، خليكي انتي عشان دروسك وانا هروح معاها
_ يا ماما يا حببتي هتيجوا معايا فين بس دي مستشفى، مسموح بمرافق واحد بس معاه وانا مش هقدر اسيبه، وبعدين انتو لازم تفضلوا هنا عشان بابا، وكمان يا ماما لازم تكونوا في العزا
° ايوا صح العزا ازاي تاه عن بالي، خلاص يا حببتي روحي ربنا معاكي، لو في اي حاجة كلميني أو كلمي ابوكي، واحنا بكرا إن شاء الله هنيجي الزيارة
_ إن شاء الله، ماما معلش أنا محتاجة واحدة ترتب البيت وتنضفه عشان لو قُصي خرج في اي وقت
° سيبيلي المفتاح وانا الصبح إن شاء الله هجيب واحدة واطلع معاها على شقتك، يلا يا حببتي روحي انتي عشان متتأخريش عليه

سلمت عليهم ونزلت ركبت تاكسي، الطريق مكنش زحمة ف وصلت بسرعة وطلعت للأوضة

~ اهي فرح جت يا سيدي، لسة حالاً كان بيسأل عنك
* كنتي فين
_ كنت بجيبلك هدوم عشان الكام يوم اللي هتقعدهم هنا
* انا مش عايز اقعد هنا، بتخنق من الجو دا
_ كام يوم بس لحد ما نطمن عليك
* وانتي يهمك تطمني عليا اوي

اتصدمت من كلامه ولهجته معايا، كان بيتكلم بحدة وبطريقة اول مرة اشوفها منها، بصيت لياسين بأحراج لقيته مستغرب من اللي بيحصل

~ في اية بس، اية اللي حصل لدا كله

خد نفس وسكت شوية وبعدها قال

* مفيش حاجة يا ياسين، قولي .. عديت على بابا وماما
~ اااا اة .. اة عديت عليهم و .. هما كويسين .. كويسين
* متضحكش عليا يا ياسين، انا لسة فاكر منظرهم قدامي
~ هضحك عليك ليه بس، هما كويسين صدقني
* طب لو هما كويسين زي ما بتقول مجوش شافوني ليه
~ ما هما برضو لسة الحادثة مأثرة معاهم يا قُصي، متنساش أن سنهم كبير واي حاجة هتأثر فيهم
* طب اروح انا اشوفهم، هتسند عليك وعلى رجلي اليمين ونروح
~ لا طبعاً انت لسة تعبان مينفعش تتحرك دلوقتي
* اسمع…
” الزيارة خلصت

كانت الممرضة اللي دخلت وقطعت حديثهم، حمدت ربنا أنها دخلت في الوقت المناسب، مش عارفة لحد امتى هنفضل نتهرب من إننا نواجهه بالخبر دا، يا ترى احنا صح لأننا مخبيين عليه وهو في الحالة دي، ولا غلط عشان مش مريحين قلبه اللي نهشه كتر القلق عليهم
مشي ياسين وفضلت انا بحاول اتعامل مع طريقته الجديدة اللي ظهرت فجأة، مقدرش الومه عشان اللي بيمر بيه، وعشان شايفة في عيونه لوم وعتاب ليا على اللي عملته معاه، مرت الأيام وكنت دايماً ببقى معاه ومش بسيبه لحظة، كان بيتحسن يوم عن التاني، بس معاملته ليا كانت بتزيد قساوة، والزيارات بدأت تكتر من أهله ومعارفه لما عرفوا باللي حصله، وفي يوم حصل اللي مكنتش عاملة حسابه انا وياسين أبداً، كانت واحدة جارتهم جت تزوره

: الف سلامة عليك يا حبيبي، سامحني اني مجتش اطمن عليك كل دا بس عمك الحاج كان بعافية شوية
* الله يسلمك يا طنط تعبتي نفسك
: تعب اية بس يا واد دا انت زي ابني، وربنا يعلم انا زعلت قد اية على الحاج والست ثريا الله يرحمهم، اسمع يا حبيبي لازم انت وياسين تكونوا في ضهر بعض دايماً، انتو مبقاش ليكم غير بعض خلاص

بصيت لياسين بخضة من اللي بتقوله، اتفاجئ وحاول يغلوش على الموضوع

~ احم ما تتفضلي يا طنط معايا
* استنى يا ياسين، يعني اية يا طنط مبقاش لينا غير بعض
~ قُصي انت لازم ترتاح…
* ياسين

صرخ فيه بنفاذ صبر وبصله بتحذير، في اللحظة دي أدركت إن كفاية وبلاش نعذبه اكتر من كدا، متكلمتش وسيبت جارتهم تقوله كل حاجة

: في اية يا حبيبي، هو انا قولت حاجة غلط
* ل..لا يا طنط، بس من فضلك وضحي اكتر، يعني اية مبقاش لينا غير بعض
: هو انت متعرفش إن باباك ومامتك اتوفوا من اول يوم

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية يكفيني حبك)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى