روايات

رواية حلم الطفولة الفصل الثاني عشر 12 بقلم نورهان زكي الجبروني

رواية حلم الطفولة الفصل الثاني عشر 12 بقلم نورهان زكي الجبروني

رواية حلم الطفولة الجزء الثاني عشر

رواية حلم الطفولة البارت الثاني عشر

حلم الطفولة
حلم الطفولة

رواية حلم الطفولة الحلقة الثانية عشر

ولكن فجأة عمَّ الظلام المكان واستيقظت من نومي على صوت أمي وهي توقظني..
يا إلهي ! .. لقد كان حلمًا !!
سألتني أمي في عجب عن ما بي ، فقمت من مكاني وأسرعت إلى خزانتي وفتحتها فوجدت هدية دينا وفتحتها ولكن شكلها كان مختلفًا عن الحلم .. وجدت رسالة مع الهدية كما كان في الحلم ولكن الكلام بداخلها كان مختلفا تمامًا..
ففي بداية الرسالة كانت تقولي لي : كل عام وأنتِ بخير ، وفي باقي الرسالة كانت تعتذر لي عن ما بدر منها وتقول أن عمتها نرمين ” زوجة عمي الثانية ” هي من أرادت قتلي وليست دينا !
وأخبرتني كذلك أن عمتها كانت تخيفها دومًا وكانت على خلاف كبير مع والدها ووضعتهم تحت التهديد وجرى ما جرى..
لكن دينا كانت تعرف بكل ما فعلته عمتها من جرائم في حقي وفي حق عمي سمير فعندما قبضت الشرطة عليها اعترفت دينا بكل شئ.
وفي النهاية كررت اعتذارها لي وأكدت أن كل ما حدث كان رغمًا عنها وليس بإرادتها أن تؤذيني
انتهت الرسالة ، وأنا أفكر فيما رأيته في حلمي !!؟..فقاطعت أمي تفكيري وقالت: ماذا بكِ يا رحاب؟! .. هل كل شئ بخير؟؟
فأجبتها : أجل ، أنا بخير يا أمي لا تقلقي أبدًا .. لقد رأيت دينا في حلمي وبدت حزينة لأني لم أفتح هديتها ، لقد اعتقدَت أني نسيتها لذلك فتحتها لأثبت لها أني لم أنسها.
فقالت أمي : حسنًا يا عزيزتي.. هيا ارتدري ملابسكِ الآن واستعدي للذهاب لمنزل العم سمير مع محمد سمير كما اتفقنا وخذي أخاكي الصغير عمرو ؛ لئلا تشعري بالخجل وأنتِ وحدك .
وبالفعل جهزت نفسي وارتديت ملابسي واستعددت للخروج.
جاء محمد بسيارته في الخارج وطلب مني أن أخرج إليه ، وأثناء نزولي رأيت دينا تقف بالأسفل على يسار السلم وتبتسم لي وفجأة لم أشعر بنفسي وتعثرت !!
ثم وقعت من أعلى السلم إلى أسفله منزلقة .. حتى ارتطم رأسي بجدار السلم !
صرخت أمي وأسرعت إليَّ وأسرع إخوتي إليَّ وكان أبي في العمل وقتها .. ثم دخل محمد على صوت الصراخ مسرعًا فرآني واقعة على الأرض ودمي يسيل من حولي ، ففزع !!
حاولت أمي حملي ولكنها لم تستطع بسبب انهيارها ولم تستطع التحكم في أعصابها من الصدمة !
فحملني محمد وأسرع إلى السيارة وطلب من إخوتي أن يسرعوا ويحضروا أمي ليذهبوا إلى المستشفى.
ثم وضعني محمد في سيارته وجلست أمي بجواري وطلبت من أخي كريم أن يبقى بجانب عمرو وريم وينتبه لهم حتى تعود .
أسرع محمد إلى المستشفى قلقًا وأمي تبكي وتحتضنني ..
وصلنا المستشفى وأدخلوني إلى الطوارئ وأصلحوا ما بي جروح كسور !
لم أفق بسرعة بعد المخدر وغرقت في النوم طوال اليوم..
جلس أبي وأمي بجانبي طيلة الوقت .. أمي كانت تبكي وأبي كان متوترًا بشدة منذ اتصال إخوتي به وإخباره فغادر عمله وأتى إلينا مسرعا..
أحضر محمد سمير لي باقة كبيرة من الزهور الجميلة وكان حزينا جدا لأجلي حتى أنه بكى لأجلي وظن أنه السبب فيما حدث لي !
كنت أتعجب من معاملته اللطيفة لي وكنت أتساءل عن سببها ، ولكني كنت دومًا أقول أن هذا رد لجميلي وحفاظي على ميراث أبيه وإخلاصي له .
وفي الصباح استيقظت ونظرت حولي في عجب ؛ لأنني لا أذكر شيئًا !!
أمي نائمة على كرسي بجواري .. ومحمد يجلس على كرسي آخر بجانب باب الغرفة ونائم أيضًا !
فهمست: أمي .. أمييي !؟
فاستيقظت منفزعة ونظرت حولها ثم نظرت إليّ وقال مبتسمة : الحمد لله على سلامتك يا عزيزتي..لقد كانت الصدمة قوية عليكِ.
فقلت لها في عجب: ماذا حدث ؟؟! .. فحكت لي كل ما حدث .
استيقظ محمد على صوتنا ثم ابتسم وقال : حمدًا لله على سلامتك يا رحاب.
فقلت له : سالمك الله من كل سوء ومكروه..شكرًا .
ثم قالت له أمي : آسفة يا محمد على إتعابك معنا في كل هذه المشاكل .. ما ذنبك أنت؟؟
فقال لها : لا تقولي هذا يا سيدتي هذا أقل شئ أقدمه لكم ، ثم نظر إليَّ مبتسمًا وقال : ولرحاب أيضًا.. !
فقلت له : من المؤكد أن عمي سمير ترك لي ميراثه وكل أملاكه كي أحافظ عليها حتى ألقاك يومًا وأعطيها لك ؛ لأنك أحق شخص بها وإن كان عمي سمير قد وصى بخا لي فتلك الوصية لا تمنع تطبيق شرع الله أبدا ، هذا حقك وأسلمك إياه يا محمد أنت أحق به مني .
نظر إليّ مبتسمًا ثم قال : حسنًا ولكن دعينا نؤجل الكلام في هذا الموضوع إلى أن تخرجي من هنا على خير بإذن الله.
ثم جاء أبي واطمأن عليّ .. وفي صباح اليوم التالي خرجت من المستشفى ، وفي رأسي جروح بسيطة وساقي مكسورة وعليها جبيرة .
#الكاتبة_نورهان_زكي_الجبروني✍️🏻🎀
كلمت محمد في موضوع الميراث أثناء زيارته لنا بعد خروجي من المستشفى وأنني سأسلمه كل شئ يخص أباه فهو أحق به مني ، فقال لي : أنا أفكر في إعادة بناء منزل أبي لأعيش فيه .. وأتزوج أيضًا ، فهل يمكنكِ مساعدتي ؟!!
فقلت له : بالطبع ، هذه فكرة رائعة.
ثم قال لي : أريدكِ في أمرٍ هام يا رحاب يخص أبي ولكن على انفراد ، هل يمكنك المجئ معي إلى هناك لأريكِ شيئًا مهمًّا ؟!
فقال أبي : اذهبي معه يا رحاب ، ولكن لا تتأخري .
ركبت معه سيارته وكنت أفكر طوال الطريق في ما يريد إخباري به وما سيريني !؟
ولكن أكثر ما شغل بالي وقتها أيضًا كم أنه شخص خدوم يحب المساعده فهو لم يتركني أنا وعائلتي لحظة منذ عرفنا ، ولكن لِمَ يفعل ذلك ؟!!
وصلنا لمنزل عمي سمير..
نزلت من السيارة وأنا أستند على عكازتي ثم نزلنا إلى القبو وقال لي محمد : بصراحة يا رحاب ، لم يوصي لكِ أبي بالمنزل بشكل رسمي بل سيكون شراكة بيننا وهذا ما أراده أبي !
قلت له في عجب : ماذا تقصد ؟؟! .. أنا لا أفهم شيئًا أبدًا !
فقال : قبل وفاة أبي بفترة حدثني أبي في أمر مهم ، ولكن تعالي لأُريكِ شيئًا أولًا !
سرتُ معه وأنا متوترة بشدة لا أدري ما يحدث ولا أعرف ماذا أفعل..
وصلنا إلى الخزانة التي وجدت بها أهم الأدلة وأهم ما اكتشفت هنا ، ثم أدار الخزانة فوجدت خزانة أخرى خلفها ، فصدمت !!؟
ولكن الصدمة الكبرى كانت ما رأيته بها !!؟
وجدت في الخزانة فستان عروس أبيض جميل ، وبدلة عريس سوداء أنيقة !
واسمي معلق في بطاقة على الفستان واسم محمد على البدلة !!
لقد فهمت كل شئ الآن !!
شعرت بالخجل الشديد ونظرت إلى الأرض وأنا مصدومة بشدة مما يحدث !
فقال لي محمد: في البداية لم أكن أصدق أبي فيما كان يقوله عنك من مديح إلى أن أتيت إلى هنا ورأيتك بنفسي يا رحاب ، أنتِ بالفعل أجمل فتاة رأيتها في حياتي وأجمل فتاة قد أراها يومًا ! .. أريد منكِ أن تخبري والدكِ أنني أريده هذا المساء في موضوع مهم جدا.. ثم ابتسم ابتسامة جميلة وغريبة في نفس الوقت!
فقلت له في خجل: حسنًا سأخبره.
عدنا للمنزل وأنا أشعر بالخجل الشديد..
أخبرت والداي بما قاله لي محمد ، فابتسم أبي وقال: ما الموضوع يا رحاب؟؟ .. هل أحبكِ بهذه السرعة؟!! .. ثم ضحك وقال: بالطبع جميلتي تخطف القلوب والأنظار برقتها ولطفها ، ثم قبل رأسي.
وفي المساء جاء محمد وفاتح أبي في موضوع زواجه مني وأخبره بأن هذه وصية والده له .
لا أعلم ماذا حدث لأبي وأمي وقتها، لقد بدى عليهما الحزن بشكل غير عادي فسألهما محمد عن السبب فطلب أبي مني أن أقوم وأدخل إلى غرفتي!
فنظرت لأمي فوجدتها تبكي !!
فتعجب مما يحدث .. ثم قلت لأبي : لا يا أبي، بعد إذنك.. ان كان الموضوع يخصني فأخبرني لأن من حقي أن أعرف كل شيء عني .. الموضوع يخصني يا أبي، أليس كذلك؟؟!
نظر أبي إليَّ في حزن ولم يستطع رفض طلبي بسبب رؤيته لدموعي .
ثم قال في حزن : أنتِ تعانين من مشكلة في عضلة القلب لديكِ منذ ولادتكِ .. والألم يزداد مع كل صدمة تتعرضين لها وحالتك تصير أسوأ مع كل صدمة وأي شئ يحزنكِ!
لذلك خفنا عليكِ من الحزن إذا علمتي بذلك فلم نخبركِ .
فقاطعت حديثه قائلة: ولكن ما علاقة دينا بكل هذا؟؟! .. لم أخبرتموها وطلبتم منها أن تخفي عني ذلك الأمر؟؟!
فصدم أبي وقال: هل أخبرتكِ؟!!
قلت له : لا ، لقد رأيتها في منامي وأخبرتني أنكم تخفون عني شيئًا كان سببا في خسارة صداقتنا!!
ولكن ما علاقة مرضي هذا بصداقتي مع دينا ؟؟!
فقالت أمي في حزن: لقد شعرت أن حبكِ الشديد للرسم وللعم سمير قد يجعلكِ تتعرضين لمواقف كثيرة ستحزنين فيها وخفت عليكِ من الصدمات التي ستتعرضين لها ، وكنت خائفة أن يصيبك مكروه بعد موت العم سمير من شدة حزنكِ عليه .. كنت أحاول إبعادكِ عن كل هذا بهدوء دون أن تشعري ، وكأن الأمر كله كان مجرد صدفة .. لذلك اتفقت مع دينا أن تفعل أي شئ يجعلكِ تكرهين الرسم وتبتعدين عن هذا الطريق لأجلك أنتِ يا حبيبتي .. ولكن بعد أن أخذت دينا منكِ اللوحات وصدمتِ وذهبت إلى المستشفى لمت نفسي على ما فعلت بك وفكرت كثيرًا إلى أن أخبرتيني أن هناك حفل تكريم لدينا لذا طلبت منكِ الذهاب إلى هناك لعل هذا يسعدكِ ويجعلكِ تتحسنين قليلًا..
فقاطعتها بحزن والدموع تسيل على خداي: كفى يا أمي !! .. كفى حزنًا ، كفى ألمًا ! .. تركتكم تختارون مصيري طوال حياتي وكل مرة كنتم تخطئون في الاختيار وتظنون أن هذا لمصلحتي..
ما ذنبي أنا إن أحببت الرسم أو ما شابه ذلك ؟؟! .. ما الخطأ في هذا ؟؟!
لقد مررت بالكثير والكثير من المشاكل بسبب تخطيطكم لحياتي كل مرة ، لم تريدون أن أحقق ما تريدون وليس ما أريد أنا ؟؟!
ما المشكلة ان حققت النجاح في مجال الرسم الذي أحبه؟؟!
أن أصير رسامة مشهورة هذا حلم طفولتي الذي حاربت كثيرًا لأجله ، أكنتم تظنون أني سأتركه بسهولة بعد أن وجدت فيه راحتي؟؟!
وعمي سمير.. لقد كان لي الأب والصديق وكان دومًا معي في كل تجاربي كان يساعدني وينصحني ويستمع لي ، وبعد كل هذا ألا يستحق أن أحبه ؟؟! .. يكفي أنه سبب حبي للرسم من البداية .
أنا لم أتعرض للأذى بسبب الرسم بل بسبب محاولاتكم لإنهاء ذلك ..
لم أستطع إكمال الحديث من شدة التعب ، ثم نظرت إلى محمد الذي كان حزينا جدا ولا يدري ماذا يقول ، فقط ينظر إلىّ بعينين مليئتين بالدموع !
ثم قلت : آسفة على تحدثي بهذه الطريقة السيئة ، أما عن زواجي فبعد إذنكم هذا قراري أنا .. دعوني أختار شيئًا بإرادتي لمرة واحدة في حياتي..
لن أتزوج الآن، سأكمل تعليمي أولا لأنني أريد الالتحاق بكلية الطب البشري ، فهو الحلم الوحيد الذي اتفقنا عليه ولن أترك الرسم أبدا !
#الكاتبة_نورهان_زكي_الجبروني✍️🏻🤍🌊
قال محمد: كل هذا لا يهمني يا رحاب ، أريدكِ أنتِ .. والمرض لن يكون عائقا لنا سنكمل حياتنا معا ، وسأنتظرك حتى تنهي تعليمك وأعيد بناء المنزل لنعيش فيه .
ووافق أبي وأمي على ذلك .
مرت الأيام وأنا أجتهد في دراستي بشدة وأضع حلمي أمام عيناي حتى تفوقت والتحقت بكلية الطب البشري ، وحققت حلمي وحلم عائلتي أخيرا.
فرحة والداي بي أنستني ما فعلوه معي وشعرت بالرضا لأنني أسعدتهم.
تمت خطبتي أنا ومحمد قبل إنهاء دراستي بسنتين..
وعندما أنهيت دراستي تزوجنا وعشنا في المنزل الجديد .. وجعلت من القبو متحفًا لعرض اللوحات وعملت في مجالي ومارست الرسم أيضًا وصرت فنانة مشهورة كما حلمت منذ صغري.
كانت حياتي سعيدة مع محمد وكان مثالا للزوج الصالح .
وبعد سنة من زواجنا..
رزقنا بتوأمين ” بنت وولد ” ، أسميتهما ” سمير ودينا ” .. كان محمد أبًا حنونًا أيضًا ، وأحضر لي خادمة تعينني في أعمال المنزل بسبب أشغالي الكثيرة .
زرنا قبر عمي سمير وأخبرناه أنه قد صار جَدًّا أخيرا وأحفاده يحبونه .
لن أنسى عمي سمير ودينا أبدا بل كنت أزورهم باستمرار وأدعوا لهم ، سافرت أنا ومحمد وأجريت عملية جراحية في قلبي وحالتي تحسنت جدا ..
مرت الأيام ورزقت بطفلة جميلة كنت سأسميها لقاء نسبة لجدتها ولكن محمد قال لي: دعكِ من أسماء الموتى، سأسميها باسم حبيبة قلبي رحاب !
قلت له مبتسمة: سأعلمها الرسم إذًا !
فضحك محمد وضحكت معه ، وبالفعل أسميتها رحاب وعلمت أطفالي الرسم منذ الصغر وكنت دائما أحكي لهم قصتي فأحبَّ كل منهم اسمه وما فعله صاحب الاسم الحقيقي.
لقد عوضني محمد عن الألم الذي عانيته في صغري وخفف عني الكثير ووقف بجانبي حتى تعافيت من المرض بفض الله وتحمل تكلفة العملية والعلاج والسفر للخارج وكل هذا لأجلي ولأنه يحبني حقا .. يا حظي الجميل يا محمد !
سعادتي الآن لا توصف ، فحلم طفولتي قد تحقق أخيرا وصرت غنية من ورقة وأقلام .. وهذا يعني الكثير ، فلا يوجد شئ مستحيل في هذه الحياة والصعاب تهون أمام من يقف ثابتا ويحاربها بالصبر والإخلاص والعزيمة ، وطالما هناك حياة فهناك أمل ..
والسلام،،،..

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية حلم الطفولة)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى