رواية للقلب أخطاء لا تغتفر الفصل الحادي والثلاثون 31 بقلم آية العربي
رواية للقلب أخطاء لا تغتفر الجزء الحادي والثلاثون
رواية للقلب أخطاء لا تغتفر البارت الحادي والثلاثون
رواية للقلب أخطاء لا تغتفر الحلقة الحادية والثلاثون
بعد 7 أشهر في الصباح الباكر .
يمشي حمزة على الرصيف الطويل المجاور للقصر مرتدياً ملابسه الرياضية وتجاوره ريتان ترتدى أيضاً ملابس رياضية محتشمة ومناسبة لوضعها حيث أصبحت في أواخر شهرها التاسع ،، تشهق وتزفر بقوة وهو يحفزها لتكمل ولكنها قاطعته ومدت يــ.دها تتلمــ.س كتفه لتوقفه مردفة بتنهيد حاد :
– إستنى يا حمزة ،، تعبت ،، مش قادرة خلاص .
إسندها بذر اعه من ظــ.هرها وتحدث بحنو :
– لسة بادئين حالا يا ريتو ،، والدكتور قالت المشي الكتير حلو في الفترة دي والرياضة هتفيد البيبي وهتفيدك في الولادة .
تحدثت من بين أنــ.فاسها المتضاربة :
– مشينا كتير أهو ،، تعالى نرجع ونعمل باقي الرياضة بس بلاش المشي ،، لإن أنا حاسة أنى هولد النهاردة .
إبتسم عليها وتحدث بحب وهو يحتويها :
– جملة كل يوم ،، من أول ما بدأتى التاسع وإنتِ بتقولي كدة يا ريتو .
هزت رأ سها تردف مؤكدة :
– النهاردة مختلف يا حمزة ،، من أول ما صحيت وفيه تقل فظيع هنا وحاسة إنهم خلاص بيقولولي خرجيناااا .
قالتها تشير على رحمها فضحك عليها ثم تنهد وأردف :
– طيب خلاص يا حبيبتى يالا نرجع .
أومأت له وعادا للقصر ثم صعدا لغرفتهما وبالفعل بدأ حمزة يمرنها كما قالت الطبيبة حيث يتمــ.سك بكفيها لتندو ثم تعلو على ســ.اقيها وهو يشجعها بكلمات الدعم وهى تتصبب عرقاً من شدة الجهد المبذول .
كان يفعل هذا يومياً بحب وسعادة ،، عاش معها كل لحظات حملها ،، عاش معها التعب والسهر والتقلصات والتقلبات وثانى ركلة لتوأمه كانت تحت يــ.ده حيث أيقظته بعد أن شعرت بأول ركلة لهما تخبره فوضع يــ.ده مسرعاً ليشعر بهما وكأنهما يخبرانهما بأنهما يحبانهما .
لم يعش فترة حمل صغيره الغالي مروان نظراً لعدم تقبله لوالدته ولكنه أحبه منذ وقعت عينيه عليه ،، ولكن هاذان التوأمان أحبهما قبل أن يراهما ،، أحب كل ما يخصهما لأنه يعشق أمهما ،، تلك المرأة التى أزهرت حياته ولونتها بحنانها وهدوئها وصفاء نيتها وحبها لإبنه وأحتوائها لعائلته .
إنتهت من رياضتها فأسرع كعادته للحمام يملأ لها حوض الأستحمام بالماء الساخن لتسترخى وتنعم بشاور ممتع .
دوماً يفعلها ،، ويضع لها الصابون السائل برائحة الخوخ كما تحبه ،، عاد إليها وهى تحاول جلب ملابس نظيفة ثم تحدث بحب :
– يالا يا ريتا الحمام جاهز .
وضعت ملابسها جانباً واتجهت تقف أمامه تطالعه بعمق وتمعن ،، نظرة حب وشكر وامتنان وفخر ،، نظرة لن ولم تنظر مثلها لشخصٍ غيره ،، تحبه وتعشقه بكل جوارحها ،، تحدثت بنبرة مؤثرة وعيون لامعة :
– أنا بحبك أوي يا حمزة ،، إنا من وقت ما دخلت حياتك وإنت بتعاملنى على إني بنتك ،،، في كل تصرفاتك معايا وخوفك وحنيتك وحبك وضميرك كأنى بنتك فعلاً ،، ربنا ما يحرمنى منك ابداً يا حبيبي .
حاوط وجــ.هها بكفيه ثم تحدث بحنو وتأثر :
– إنتِ بنتى فعلاً في كل حاجة إلا حاجة واحدة .
تساءلت بترقب مبتسمة كأنها تعلم :
– إيه هي ؟
مال يلتهم شفــ.تيها بقبلته المعهودة الغنية بالحب والدلال والمتعة ويداه تركت وجــ.هها وتحركت إحداهما إلى خصلاتها تغوص بهما وتثبتها ليستمتع أكثر بقبلته بينما الأخرى أتجهت لظــ.هرها يتلمــ.سه ويتلمــ.س ما هو له بجرأة وشغف .
إبتعدا يزفران بقوة واختلطت أنــ.فاسهما نظراً لقربها الشديد من بعض ثم تحدث بتحشرج ورغبة :
– إنتِ دلوقتى الست الوحيدة اللى حركت مشاعري كلها ،، الست اللى عمري ما هشبع منها ودايماً هتكون هي الوحيدة اللى بتعرف تلعب على أوتار إحاسيسي كلها ،، ممكن بقى أفطر فطار خفيف كدة ؟
أومأت له وبادرت هي بقبلته تلك المرة فأنسحب إثنانهما يصعدان عبر بساطٍ شفاف إلى الغيوم وما فوقها حيث الصفاء والسكينة والمتعة .
بعد وقتٍ يتمددان في حوض الإستحمام ويقوم هو بمهمته الممتعة ويدلك لها جــ.سدها بحنو بتلك القطعة الليفية الناعمة وهي مسترخية تماماً من يراها يظنها ترى حلماً سعيداً وهذا بالفعل ما تعيشه .
اقترب من أذ نها يهمــ.س متسائلاً :
– حلو كدة ؟
أومأت له بحب وعيون مغمضة دليل على إستمتاعها فعاد يكمل ما يفعله بحب .
بعد وقتٍ يقفان أمام مرآة الزينة يستعدان للنزول حيث سيتناولان الفطور مع العائلة ليذهب بعدها حمزة إلى عمله .
تحدث وهو يمشط خصلاته :
– النهاردة عندنا إجتماع مهم يا ريتو ،، دعواتك .
نظرت له بملامح متألمة ثم تحدثت بحب :
– دائماً بدعيلك يا حبيبي ،،، أنا ثقتى فيك كبيرة .
نظر لملامحها المتألمة وتحدث بإهتمام :
– مالك يا ريتا ؟ ،، لسة حاسة بتعب ؟
بدأت تتلوى وتتمــ.سك ببطنها وتميل مردفة بأنين :
– معرفش يا حمزة ،، مغص جامد فجأة ،، اااااااااه
صرخت بقوة مُفاجأة أفزعته فأسرع يسندها قبل أن تقع أرضاً من شدة الألم الذي داهمها فجأة .
صُدم من حالتها وهيأتها فهذا الألم يبدو أقوى من غيره ،، يسندها إلى خارج الغرفة .
سمع مروان الصراخ فوقف في الردهة يطالعها مزعوراً فوصل حمزة إليه ثم تحدث وهو يتمــ.سك بها :
– متقلقش يا مارو إخواتك بس عايزين يخرجوا حالاً علشان يشوفوك ،، هروح أنا ومامي نجبهم ونرجع .
لم يستوعب الصغير الأمر تماماً ولكنه أومأ يردف بحب لريتان :
– سلامتك يا مامي .
نظرت له بحنين من بين تألمها وأردفت بوهن متعرقة والألام تكسر عظامها تكسيراً :
– الله يسلمك .
بعدها على الفور نزلا للأسفل حيث تتجمع العائلة التى أسرع أفرادها إليهما بعد أن إستمعوا إلى صرخات ريتان .
أسرعت كاري تسندها مع حمزة ومراد وفريد ركضا للخارج ليحضرا السيارة وشيرين وصفية تسرعان لإحضار باقي الأغراض كما طلب منهما حمزة وسالم يتمنى لها السلامة .
أجلسها حمزة في السيارة وجلس مجاوراً على اليسار بينما جلست كاري على اليمين تردف على مسامعها كلمات التحمل والصبر وفريد يقود إلى المشفى ويجاوره مراد .
نظرت لزو جها بتعب وسط أنينها المستمر وأردفت :
– حمزة ،،، كلم ماما .
أومأ لها وأردف وهو يملس على ظــ.هرها بحب :
– حاضر أول ما نوصل هبلغهم .
وصلوا بعد وقتٍ .
ترجلوا جميعهم وحاوطها حمزة بيــ.ده يسندها ويخطى بها للداخل ،، كم حاولت جاهدة أن تتحامل على نفسها وعليه حتى لا تطلق صرخات أمام هذا الجمع من الناس .
كانت خجلة لذلك كان أنينها مكتوم إلى أن أدخلوها غرفة الفحص وهو معها لم ولن يتركها حتى أخرجت كل صرخاتها والطبيبة تعاينها ،، تأكدت الطبيبة أنها ولادة طبيعية لذلك أسرعت هي ومساعديها في تحضير كل ما يلزم .
بعد وقت من الصرخات المستمرة عادت لتقوم بعملها ونظرت لحمزة مردفة :
– إتفضل إنت برا يا حمزة بيه .
نظر لريتان التى تصرخ وتترجاه بنظراتها أن لا يتركها وبالأساس لن يفعل ولكنه يتأكد من عيونها ،، كل صرخة تطلقها تخرج من أعماقه هو ،، كل ألم تتألمه يمزق ضلوعه ويشعر به هو ،، كل نقطة عرق تتصبب منها وجعاً تفرز من مسامه هو وكأنه يبزل مجهودٍ جبار ويعيش ما تعيشه بكل معنى الكلمة ،، يشعر بجــ.سدها كأنهما شخصٍ واحد ،، بالأساس هما كذلك ،، يعيش كل لحظة معها .
أما هي فتعلم أنه لن يتركها ،، هكذا أتفقا مسبقاً ،، هكذا وعدها ،، وبالأساس تحاول التمالك قليلاً لأجله ،، تحاول أن تهدئ من خوفه عليها ولكن حقاً الألم لا يحتمل ،، تلك هي الأمومة ،، حبها غريزة ،، يكبر معها منذ أن تنبت في رحمها تلك النطفة ،،، يبدأ في التضخم والنمو إلى أن تقر عينيها به ،، ثم يعود ويتضخم كلما كبر أمام عينيها حتى يصبح جزءٍ أساسي منها ،، برغم الألم ،، برغم المجهود ،، برغم التعب ،، برغم العناء ،، برغم الشقاء يبقى حب الأمِ هو الأعظم في سائر العلاقات ،، يأتى بعد حب الله ورسوله مباشرةً ،، فلن يحبك شخصٍ ويفضل راحتك على راحته مثل أمك .
يكفى أن الجنة تقطن تحت قدميها ،، يكفى دعوة صادقة تنجيك ليلاً في طريقٍ مظلم تصدر من أعماق قلبها ،، هي الأم وكفى .
ها هي تطلق صرخاتها ويشدد حمزة من إحتــ.ضانه ليــ.دها ويــ.ده الأخرى تجول على ظــ.هرها ،، أيبكى الرجل ؟
نعم يبكى وهذا دليل على صفاء قلبه ،، فالقلوب المغلفة بالقسوة لا تبكي ،، يبكى حباً ودعماً لمن عشقها وسعى للوصول إليها ،، يبكى لمن أبحر في عاصفةٍ قاسية وأخيراً رسى على مرفأها ،، تسقط دموعٍ ساخنةٍ منه وقلبه يردد الدعاوي لها ،، فيبدو أنها تتحمل ألماً يمزق الصخور وهذا ما يظهر بقوة على وجــ.هها وملامحها .
بعد مدة
تحاول الطبيبة بطريقتها العملية إستخراج الطفل الثانى ،، تحاول ولم يبقى في حمزة أي تحمل ،، سينهار قبلها ،، تحملت الكثير والكثير ،، كانت تتمنى الأمومة وتعلم أن ذلك اللقب ليس بهين ولكن لم تكن تعلم أنها ستعيش ما تعيشه الآن .
وأخيراً إنزلق الطفل الثانى بفضل الله وإنزلق معه الألم ،، وكأن أحدهم إنتزعه بقوة من جــ.سدها ،، لم تعد تشعر بشئ ،، عظامها بالكامل مفتتة ،، لذلك سحبت نفساً قوياً ثم نظرت على توأمها نظرة حنونة كأنها لم تتألم يوماً ثم نظرت لحمزة الذي زاد بكاؤه برؤية صغاره وسمحت لنفسها أن تغفو راحةً وليس نوماً .
إنحنى يقبل جبينها عدة مرات بحب ودمعته تسقط على ملامحها تغسل آلامها المتبقية ،، عينيه مسلطة على صغاره الباكيان ،، صبيٍ وفتاة سبحان من صورهما ،، يبدو أنهما سيشبهان والدتهما الغالية ،، وهذا ما يريده .
❈-❈-❈
بعد ساعة وفي جناح خاص تم حجزه لعائلة الجواد ليناسب هذا الجمع العائلي السعيد .
يجلس الجميع حولهما وهى تتوسط السرير وبالطبع يلتصق بها هذا الطفل الكبير المدعو حمزة ،، تحولت دموعه إلى قهقهات عالية بسعادة وهى تبتسم بوهن وهناك ألم أســ.فلها ولكن سعادته تسعدها ورؤية صغارها مع العائلة تنسيها الألم .
كانت بسمة تدلل الفتاة وتناغشها بحب ودموع خفية وهي تتمنى سراً أن ربما يرزقها الله بفتاة مثلها .
تجاورها جميلة تبتسم بحنو لتلك الفتاة الجميلة التى تلتف في ملابس رائعة وتغمرها رائحة من الجنة تجعل من يستنشقها يود إلتهامها .
أما صفية وسالم فيحملان الصبي ويداعبان إصــ.ابعه الناعمة بسعادة ،،، ومروان يحاول رفع مستواه ليرى شقيقه فدنت صفية به تريه أياه فنظر له منبهراً بحماس ثم تحدث ببراءة :
– هنسميه إيه ؟
اعتدلت صفية تنظر لسالم الذي نظر لحمزة وريتان فقال حمزة بيقين بعد قرار مسبق بينهما :
– هنسميه مُحمد .
إبتسموا جميعهم بينما أومأ مروان يردف بحماس وهو يركض نحو الصغيرة :
– خلاص يبقى أنا اللي هسميها .
تحدثت ريتان بحنو متسائلة :
– هتسميها إيه يا مارو ؟
شرد يفكر قليلاً ثم تذكر تلك الفتاة التى تجاوره في الصف ويحب إسمها كثيراً فقال متلهفاً :
– ليليااان .
نظر الجميع لبعضهما بينما نظر حمزة لريتان وتحدث بحب :
– ليليان على وزن ريتان ،،، حلو الإسم عجبنى ،، برافو عليك يا مروان طالع لأبوك .
إبتسم مروان والتفت ينظر لشقيقته التى أسماها هو وتعلق بها منذ تلك اللحظة .
❈-❈-❈
بعد أسبوع في القصر الذي تم تزيينه ليناسب حفل سبوع التوأم ،، البالونات الزرقاء والوردية تملأ المكان وترص في أشكال رائعة .
على حائط القصر الداخلى تم كتابة أسم الصغيران بالبالونات الذهبية الرائعة .
كذلك هناك بوابة ضخمة مصطنعة من تلك البالونات .
تم ذبــ.ح العقائق وتوزيع اللحوم حسب ما ورد ،،، كان إستقبال التوأم في أبهى صوره .
يقف حمزة ويجاوراه شقيقيه يستقبلون الحضور
في الداخل تجمعوا الأهل والأصدقاء والأقارب وريتان تقف بالقرب من صغيريها اللذان يتمددان بين ذراعِ كلٍ من جميلة وصفية .
تنهال عليهما قطع الهدايا الذهبية من الجميع ،، ومروان وبيري يجاورانهما منذ أن دلفا القصر .
تحاوط السعادة الجميع ،، تسكن قلب كل أفراد العائلة ،،، تغمر كل ثنائي ،، يمكن أن تهب بعد الرياح القاسية ،، ويمكن أن يعقد حبل الحياة ولكن ستهدأ العاصفة وستحل العقد دوماً بكل تفاهم وإحترام ،، ستسبح المراكب الشراعية في نهرها الآمن ما دام الحب قائم ،، سيغمر الحب الجميع دوماً .
❈-❈-❈
بعد عشرون عاماً .
في إحدى السجون الكندية
تجلس مها تتناول طعامها في غرفة الطعام العامة .
ملامحها تبدلت من الغرور والتباهي إلى القسوة والحقد ،، منذ أن تم القبض عليها من خمس سنوات بعد عملية التهريب التى لا تعلم عددها بينها وبين المافيا تربصت لها الحكومة الكندية حيث كانوا يسعون للقبض عليها بعد بلاغات عدة وفي كل مرة لم يحالفهم الحظ .
ولكن تلك المرة كانت الخطة محكمة للإيقاع بها ،، وقعت في براثنهم ويبدو أنها ستعتقل مدي الحياة ،، بعد أن غمرها الطمع منذ الصفقة الأولى واستمرت في فعلها .
لذلك ها هي تجلس تتناول ما أمامها بنظرة غاضبة ورافضة كل ما تعيشه هنا ،، حيث الذل والمهانة الحقيقية التى لم تراها يوماً .
ربما مر الندم على عقلها ولكن تبقى نفس مها أبو الدهب تداهمها وتعنفها وتخبرها أن المتسبب الأول والأخير في كل هذا هو حمزة ،، ثم تعود لبعضِ الرشدِ معنفة نفسها أنه كان السبيل الوحيد لخلاصها وهي التى أختارت الطريق المعاكس ،، إتبعت طريق والدها وناصف وأين هما الآن .
واحدٍ في القبر يحاسب وآخر في السجنِ يعاقب .
نعم إلى الآن لم تنتهى عقوبته ،، إلى الآن يمكث في إحدى السجون المصرية يعانى الضعف والذبول .
ملامحه تبدلت تماماً ،، هُدم حيله وضعفت قوته وندم ،، وليت الندم يعيد الماضي ،، ولكن يبدو أن الندم في إستطاعته تغيير المستقبل والأتى ،، لذلك فتبقى له القليل من السنوات ثم سيخرج ليقضي بقية حياته في طلب العفو من ربه ،، لقد وجد في القرب من الله سبيل للنجاة ،، يشعر بالسلام الداخلى بعد أن تقرب منه وإنتظم في صلاته ،، تحول من عاصي ومذنب إلى تائب ويبدو أن الله عز وجل تقبل توبته .
❈-❈-❈
في منزل بسمة
تقف تطهو الطعام في مطبخها فدلف عليها فجأة يعانقها إبنها ياسين الذي بلغ الثالثة والعشرون من عمره .
يحمل في يــ.ده لفافة ورقية تحوي بداخــ.لها هدية قيمة ،، فاليوم عيد الأم وقد جاء بتلك الهدية لها .
شهقت بتفاجؤ والتفتت تطالعه بحنو ثم ابتسمت مردفة بسعادة :
– ياسين ؟ ،، جيت امتى ؟
تحدث ياسين بود ومحبة :
– كل سنه وانتِ طيبه يا ست الكل ،، دي حاجة بسيطة كدة يارب تعجبك .
تناولت منه الهدية وقامت بفتحها بترقب فظهرت علبة فتحتها وكانت تحتوي على سلسال ذهب تتوسطه نجمة براقة بحبات لؤلؤ لامعة .
سقطت عبراتها تأثراً ثم عانقته تردف بحب وحنو :
– يا حبيبي كدة كتير ،، كل سنة وانت طيب يا ياسو .
دلف عليها صغيرها البالغ من العمر 14 عاماً والذي أتى بعد سنوات عدة قضتها في العلاج والتهيؤ للحمل مرةً ثانية .
نظر لهما بضيق وتحدث :
– وأنا يا ماما ؟
ابتعدت عن ياسين ونظرت له تشير بأن يقترب ولكنه نظر لشقيقه بحنق واقترب يعانق والدته ثم تحدث بتهكم :
– أنا مجبتش هدية ،، طلبت من ياسين يسلفنى مبلغ بس رفض ،، كل سنه وانتِ طيبة .
زفرت بقوة ،، فصغيرها دوماً على خلاف مع شقيقه ،، يغير من معاملتها له ،، يحمل حقداً يذكرها بنفسها ويجعلها نادمة على ما فعلته ،، دوماً يظنها تفضل شقيقه عنه ،، مهما حاولت شرح الأمر له إلا أن الأمور بينهما تزداد سوءاً .
بالنسبة لبهاء فربما حقاً يفضل التعامل مع ياسين نظراً للتفاهم القائم بينهما على عكس صغيره أحمد الذي دوماً يعانده ويفعل خلاف ما يقول .
يحبه كثيراً ويعدل بينهما في كل ما يستطيع ولكن بحكم عمله وبحكم كبر ياسين وتعقله فهو ينجذب إليه لا أرادياً ،، كذلك بسمة التى على مدار السنوات الفائتة صبت كل إهتمامها بياسين ظناً منها أنها لن تستطيع الحمل مجدداً .
وبرغم ذلك لم يسمح بهاء بتدليله أو تربيته بطريقة سلبية ،، ولكن أتى أحمد ليفاجئهم ويسعد قلبهم بقدومه .
تحدثت بسمة بهدوء وتروى :
– معلش يا أحمد ،، أنا مش عايزة حاجة يا حبيبي ،، كفاية أنى اشوفكم مبسوطين .
نظر لشقيقه وتحدث بتهكم يزفر :
– مش قولت مش معاك فلوس ؟ ،، أومال جبت الهدية دي إزاي .
تحدث ياسين برتابة وهدوء :
– أنا مقولتش مش معايا فلوس يا أحمد ،، أنا قولت إنك كل مرة بتاخد منى فلوس وتقول سلف وبتروح تصرفها على صحابك ومش بتردها ،، علشان كدة مكانش ينفع أديلك المرة دي ،، لو عايز تجيب هدية لماما تعالى ننزل سوا نختارها .
نظر له بغضب لتعرية أفعاله أمام والدته ولكن هو من بادر بالسؤال ،، نفض بيــ.ده وهو يغادر مردفاً بضيق :
-مش عايز منك حاجة .
عاد لغرفته فتنهدت بسمة بقوة وحزن ثم نظرت لياسين بتمعن ،، رأت فيه شقيقتها ،، الآن تأكدت من ظلمها لها ،، الماضي يعاد ويداهم حياتها ،، ما فعلته تجنيه الآن مع ولديها ،، ويبدو أن الأمر مستمر .
إبتسمت بحنو لياسين وربتت على كتفه تردف :
– متزعلش من أخوك يا ياسين ،،، أحمد عصبي بس طيب وبيحبك .
تمــ.سك بيــ.دها بين راحتيه وتحدث ببر :
– عارف يا ماما ،، ولا يهمك حاجة ،، أحمد بكرة يكبر ويفهم .
شردت تفكر بخوف في حياة إبنها ،، ليته يفهم قبل أن يحدث معه أمراً إجبارياً يفهمه .
❈-❈-❈
في القصر التى تبدل نظامه ،، وتم بناء مبنى ملاصق له بغرض التوسيع ،، فسالم منذ سنوات عدة ولم يوافق على مغادرة أبناؤه وإبعادهم عنه لذلك قام بتوسيع القصر وأخذ مساحة من الحديقة الخلفية الواسعة ليستطيعوا العيش بأريحية .
فبات لكل عائلة صغيرة منزل كبير داخل القصر مع العائلة الكبيرة .
في الجزء المخصص لمراد .
يجلس يتحدث مع كاري عن حمزة إبنه الذي يدرس إدارة الأعمال .
رن هاتف كاري بمكالمة مرئية فتناولته وتحدث بحماس مع إبنتها التى سافرت مع زو جها لقضاء رحلة عمرة وهى تراها أمامها وخلف بيري الكعبة المشرفة فقالت كاري بتأثر :
– بيري ،، عاملة إيه يا حبيبتى ؟
تحدثت بيري بحب تشير بيدها :
– كل سنة وحضرتك طيبة يا ماما ،، عاملة اية ؟
تحدثت كاري بحب ومراد يجاورها :
– كويسة يا حبيبتى ،، هترجعوا إمتى إن شاءلله يا بيري ؟
تحدثت بيري بدموع الإشتياق والفرحة :
– الاسبوع الجاي يا ماما ،، أنا لسة كنت بدعي لحضرتك إنتِ وبابا ،، كل سنه وحضرتك طيب يا بابا .
تحدث مراد بحب وسعادة وهو يطالعها :
– وانتِ طيبة وبخير يا حبيبتى ،، إنتِ نزلتى الحرم لوحدك ولا إيه ؟
نظرت للبعيد ثم تحدثت :
– لاء على كان بيجيب حاجة وجه أهو .
جاء على يتحدث إليهما بود ومحبة :
– أهلا يا عمي ،، أزيك يا طنط ،، كل سنة وانتوا طيبين .
تحدثا سوياً :
– وانت طيب يا حبيبي .
استمر الحديث لثوانى ثم أغلقا فنظر مراد لكاري وتحدث مشاكساً كعادته :
– شوفتى إبنك ؟ ،، نسى أن النهاردة عيد الأم .
كادت تعترض فرن هاتفها برقم حمزة فعرضته عليه تردف بحماس وثقة :
– إبنى حبيبي عمره ما ينساني .
فتحت تجيب بترقب :
– حمزة ؟ ،، إنت فين يا حبيبي ،، مجتش ليه ع الغدا ؟
تحدث حمزة وهو يقف في إحدى محلات الهدايا ليختار لها هدية مناسبة ثم تحدث بمرح ورثه عن أبيه بعدما غلبته حيرته :
– أنا جاي حالاً يا ست الكل ،، بس بجيب لحبيبة قلبي هدية ،، كنت هجيب طقم كوبايات بس لقيتهم ستة بس وإحنا 14 مش هينفع .
ضحكت عليه وتحدثت بحب تجاريه :
– طيب هات دستنين ونص يا لمض .
قهقه قائلاً :
– لاء خلاص لغيت الفكرة ،، هجيب حاجة تانية ،، بس تحبي أكتر لون الورود الأحمر ولا الوردي ؟
زفرت بقوة قائلة بسعادة :
– وردي وأبيض .
تحدث قائلاً بحماس :
-عنيا يا ست الكل ،، يبقى احلى بوكيه ورد أحمر .
ضحكت عليه وهز مراد رأسه بقلة حيلة من إبنه الذي يشبه كثيراً ووقفا يشير لها مودعاً ويردف :
– أنا هروح أعيد على ماما .
تركها تتحدث مع حمزة ونزل للأسفل حيث تجلس صفية التي غزى الشعر الأبيض رأ سها وإنكمشت ملامحها ،، الحزن من فقدان الشريك توزع على وجــ.هها ولكن الحياة مستمرة ،، دنى يقبل يــ.دِها وجلس مجاوراً لها يتحدث معها .
❈-❈-❈
في الجزء المخصص لفريد وشيرين.
تجلس هي الأخرى تتحدث مع أنس الذي أتى لتوه يحمل هديتها ويعايدها بحب .
دلفت عليهما إبنتها الجميلة التى تشبهها كثيراً ( سلمى) والتى تبلغ العمر 17 عاماً وفي الصف الثالث الثانوي .
أسرعت تعانقها وتعايدها هي الأخرى وشيرين تبادلها بسعادة .
أما فريد فكان في عمله في شركة الجواد التى تضخم إسمها وأصبحت مقصد لكل مستثمر .
❈-❈-❈
في فيلا معاذ
يجلس يتصفح هاتفه وتجاوره سناء ترتشف قهوتها وتتحدث معه .
نظر لها بحب وتساءل :
– سليم وتقى جايين النهاردة أكيد .
أومأت مبتسمة تردف بحب وملامح هادئة :
– أيوة على بليل إن شاءلله ،، تقى هتيجي هي والأولاد من النادى على هنا ،، وسليم هياخد مراته وتروح الأول تعيد على مامتها وبعدين ييجوا .
إبتسم لها وشرد ،، يفكر في إبنه الذي يبدو أنه نسيه تماماً ،، دوماً هو من يهاتفه واحياناً الآخر لا يجيب ،، إنشغل في حياته حيث يعيش مع اسرته في كاليفورونيا .
أما إبنته فهي تأتى أحياناً لتراه ،، علاقتها بسناء علاقة قائمة على الإحترام ولكنها هادئة نوعاً ما ،، وبرغم ذلك فهي تحبها ،،، ولكن حقاً فهذان التوأم اصبحا بمثابة ولديه الحقيقيين ،، يعتبرانه أبٍ لهما ،، يشيراته في أمورهما ويستعينان به في مشاكلهما .
وهذا ما جعل السكينة تحتل قلب سناء ،، أحبته وعاشت معه حياة زو جية كريمة ،، وجدت في معاشــ.رته الراحة والحنان التى إفتقدته .
وجد يــ.دها تتلمــ.س يــ.ده بحب وكأنها قرأت افكاره فتحدثت بحب :
– كلمه إنت يا معاذ ،، كلمه وفكره ،، مهما حصل بلاش تقطع علاقتك بأبنك .
تنهد بقوة ثم ربت على يدها وأردف بإيماءة هادئة :
– حاضر يا حبيبتى ،، هكلمه .
❈-❈-❈
في تلك المدرسة الخاصة .
التى أصبحت ريتان مديرتها ،، تجلس خلف مكتبها وحولها المدرسات تعايدنها جميعهن .
كانت تجلس وسطهن وعقلها في مكانٍ آخر ،، عينيها لامعة بغيمة دموع تأبى السقوط ،، تتذكر والديها الغاليين ،، تتذكر والدتها ،، ولكن هذه سنة الحياة وليس باليدِ حيلة .
على الجهو الآخري يجلس حمزة يفكر فيها ،، يعلم أنها الآن ربما تبكي ،، ليته بجانبها الآن ليواسيها ،، يعلم أنها تتذكر والديها وتشتاق لهما ،، وهذا حاله مع والده الذي فقده منذ عدة سنوات
زفر بقوة وعاد يفكر في أمرٍ ما ،، لقد نظم حفلة بعدما خطط هو ومروان ومحمد وليليان لذلك .
ستقام ليلاً في القصر ،، مفاجأة من نوعٍ آخر .
دلف عليه مروان الذي أصبح من ضمن مجلس أدارة الشركة يردف بحماس :
– بابا انا كلمت المنظمين وهيروحوا حالاً على القصر يجهزوا كل حاجة قبل ما ماما ترجع من المدرسة .
زفر حمزة يطالعه بتمعن ،، للحظة لم يشعر أنها ليست والدته الحقيقية ،، دوماً كانت له أمٍ ولم تفرق بينه وبين شقيقيه ،، بل كانت تميزه في بعض الأحيان ،، وهذا شعورٍ متبادل بينهما ،، فهو لم يرى أم سواها ،، هي وكفى ،، هى أمه التى ربته وكبرته وغمرته بحنانها ،، يعلم أن من ولدته الآن تعاقب على أفعالها ،، ويوم علم بذلك بكى وحزن وخجل ،، خوفا من كلمة تصدر من فاه احدهم فتجرحه .
ولكن أتت ريتان لتبدد خوفه وخجله وتؤكد له أنه لها ،، إبنها هي ،، هي من شهدت نموه ولعبه وسعادته وحزنه وبكاؤه وفرحه وتعبه ،، هي من سهرت تداويه ومن إحتضنت خوفه ومن شاركته لحظاته ،، هي لها الحق الكامل في أمومته .
زفر حمزة وتحدث بهدوء :
– تمام يا مروان ،، كلم محمد لو خلص كليته يجيب ليليان وييجوا على هنا .
أومأ مروان وأخرج هاتفه بالفعل يطلب رقم شقيقه محمد الذى يدرس إدارة الأعمال هو الآخر بينما تدرس ليليان في كلية الطب .
❈-❈-❈
ظهراً خرجت ريتان من المدرسة لتعود لقصرها مع السائق ولكنها تفاجئت بحمزة ينتظرها أمام المدرسة بسيارته .
إنفرجت أساريرها وانشرح فؤادها برؤيته وابتسمت له واتجهت إليه حيث يقف ينتظرها وتحدثت بحب متسائلة :
– إيه المفاجأة الحلوة دي ،، مقولتش إنك جاي ليه يا حبيبي ؟
وقف أمامها يتأملها بتمعن ويدقق في ملامحها فعلم أنها كانت تبكي فتحدث بتروى :
– قولت آجي أخد حبيبتى ونروح نتغدا سوا برا أنا وهي وبس .
زفرت كأنها تلقى بآلامها وهمومها خارجاً ثم تحدثت بإبتسامة مشرقة :
– معنديش أي مانع يا حمزة بيه .
فتح لها باب السيارة يشير بيده كعرضٍ سنيمائي وبالفعل صعدت معه والتفت يجلس مكانه وبدأ يقود ليأخذها إلى مطعم أنيق حيث سيتناولان الغذاء ويلهيها قليلاً إلى أن يحضر أولادهما الحفلة .
أتى المساء وعادا الزوجان إلى قصرهما بعد وقتٍ طويلٍ قضياه سوياً بمفردهما نزعا فيه همومهما وباحا بكل ما يجول بخاطرهما كما يحدث دوماً منذ أن إجتمعا سوياً برباط الحب المتين .
دلفت السيارة من القصر فاتسعت عين ريتان من ما تراه ،، أضواء زاهية والعائلة كلها تجتمع في حديقة القصر .
كانت متعجبة وحمزة يبتسم على ملامحها ،، التفتت اليه تردف بترقب :
– عاملين مفاجأة ؟ ،،، أنت كنت عارف ؟
أومأ وأوقف السيارة وترجل وهي الآخرى ترجلت تنظر للجميع بسعادة وانبهار من ما تراه حيث أسرع إليها مروان يعانقها ويردف بحب وتأثر :
– كل سنة وحضرتك طيبة يا ست الكل يا أجمل ماما في الدنيا .
بادلته العناق بقوة وأسرعت تبكي ،، تبكي وتهتز داخل عناقه بسعادة وحب حقيقي لهذا الشاب الذي شب على يــ.دها ،، تعانقه وتشدد من عناقها له فاسرع إليها محمد وليليان يحاولان نزع مروان بمزاح من عناقها ويردف محمد بمرح :
– كفاية بقى يا مروان ،،، وبطلوا عياط هتبوظوا الحفلة .
إبتعدا عن بعضهما وابتسم مروان وهو يجفف دموعها بيده بحنو مردفاً :
– أنا حلو أهو وبضحك ماما هي اللى علطول تعيط كدة .
ابتلعت ريقها ونظرت لتوأمها اللذان اسرعا إليها يعانقانها مثله ويعايدانها ثم ابتعدا كذلك ونظر مروان للجميع ثم عاد لها وتساءل :
– إيه رأيك في المفاجأة دي يا ماما ؟ .
أومأت تردف بإعجاب وهى تنظر للجميع :
– حلوة أوي أوي ،، حقيقي فرحتوني جداً يا أولاد ،، وحشنى أوي جمعة العيلة كلها سوا .
تحمحم مروان ونظر لوالده بحرج ثم تحدث بترقب :
– لسة فيه مفاجأة كمان ،، تسمحي لي ؟.
قالها وهو يمد يده لها فناولته يدها بترقب فخطى بها إلى مكان جانبي واسع في الحديقة يتوسطه صندوق ضخم حوله شريط أحمر معقود على شكل فيونكة .
ضيقت عينيها غير متوقعة ما بداخله أو ربما توقعت وتحاول إستنكار ذلك ولكن أكد محمد ظنها وهو يضغط على زرٍ جهاز بيده لينفتح الصندوق وتظهر منه سيارة بيضاء لامعة ورائعة أشتروها لها كهدية .
شهقت ووضعت يداها على فمها بتفاجؤ ثم إبتسمت تنظر لهم بفخر وسعادة على ما وصلت إليه هي وحمزة معهما ثم فتحت ذراعيها ليسرعوا ثلاثتهم إليها يعانقوها بحب .
بعد ذلك بدأت الحفلة وتجمعت العائلة على مائدة عشاء أسطورية معدة بعناية يتناولون العشاء سوياً وسط سعادة الجميع وبهجتهم .
تحدث حمزة بإنتباه :
– يا عيلة الجوااااد ،، إن شاءلله بعد شهر رمضان والعيد هنحتفل كلنا بخطوبة مروان على البنت اللى قلبه أختارها وعقبال باقي أولاد العيلة يارب وخصوصا الواد حمزة اللمض ده .
سفق حمزة مهللاً على حديث عمه وتهالت المباركات علي مروان من الجميع بينما شرد هو يفكر في حبيبته تلك الفتاة السمراء الجميلة التى أسرت قلبه وعينه منذ اللحظة الأولى التى رآها بها ،، وبرغم أنها من أسرة متوسطة الحال إلا أن هذا لم يشكل له أي مانع في الإرتباط بها وساعده في ذلك حمزة خصوصاً بعدما تأكد من حسن أخلاقها .
تمت بحمد الله
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية للقلب أخطاء لا تغتفر)