رواية سليمة الفصل الخامس 5 بقلم Lehcen Tetouani
رواية سليمة الجزء الخامس
رواية سليمة البارت الخامس
رواية سليمة الحلقة الخامسة
…… لما رأى الحجاج بسالة تلك الجماعة الصغيرة قويت قلوبهم وخلع الأمير جمال الدين الرداء الذي كان ملتفا فيه وصاح في رجاله أن يحمي إثنين منهم أباه السلطان وأمه والباقي يأتي معه وتبعهم الحجاج الذي استلّوا خناجرهم
وأمسكوا بعصيهم وفي وسط المعركة رأى الأمير امرأة ضخمة تضرب في الخيل يمينا وشمالا وبقربها فتاة لم ير في حياته أجمل منها تحارب بسيفها فدهش منهما ولم يعرف من يكونان
ولم يمض وقت طويل حتى لاذ اللصوص بالفرار وهم يتعوذون بالله من الغولة والفتاة الشابة التي معها ثم إقترب منهما الأمير جمال الدين وشكرهما وقال في نفسه :سبحان الله تلك غولة صارت مثل الإنس والأخرى إنسية أصبحت مثل الأغوال وبحثت سليمة عن أبيها وسط الحجّاج فرأته جالسا وهو يبتهل إلى الله ليرفع عنهم هذه المصيبة
وحين رأته رمت سيفها وعانقته والشيخ مندهش من وجودها هناك وهو الذي كان يبتهل قبل قليل للرجوع إليها سالما معافى ولما لاحظت دهشته الشديدة قصت عليه كل ما حدث لها مع أهل القرية والغولة التي حنت عليها كإبنتها ورغم أنّ أبوها رجل تقي ويعتبر أنّ الأغوال من جنس الشياطين
إلا أنه طلب رؤيتها ليشكرها على رعاية إبنته في غيابه وحرصها على إنقاذ القافلة ولما لمحها لم يصدق عينيه فلم تكن مثلما تصورّها في خياله وهي أكثر لطفا من بعض نساء القرية بعد ذلك تفرّق الحجاج وذهبت كل جماعة منهم في ناحية أما حجاج قرية سليمة وما حولها فقد رجعوا لبيوتهم وهم يكبرون وتجمّع الأهالي حولهم وشكروا إبنة التاجر على معروفها وعظم أمرها وسمع الناس بشجاعتها
وكيف خرجت في ليلة مظلمة وباردة لإنقاذ أبيها
أما لمياء فكانت في تلك الأثناء تدور في دارها وتتمتم كالمجنونة : تبا لها كل مرة تنجو تلك الفتاة اللئيمة وتصير أقوي مما كانت والله لم يعد لي بقاء هنا وكلمت أباها وكالعادة وافقها وقال : نعم يا إبنتي سنرحل من هنا قبل أن تصبح إبنة التاجر سيدة علينا
لكن الفتاة كانت طماعة وبينما إنهمك أبوها وأمها بجمع حاجياتهما في عربة يجرها بغل ذهبت هي لقصر الغولة وقالت في نفسها أعرف مخبأ المجوهرات وسآخذها معي لكنها حين فتحت الصندوق خرج لها فجأة عشرات الفئران وأكلوا أذنيها فهربت وقد صار منظرها قبيحا
وحين رآها أبوها غضب منها وقال :ألم يكفيك ما صنعته بنا بعنا كل ما نملك بأبخس الأثمان والناس تكرهني لأني تركت قافلة الحجيج والآن راح جمالك هيا بنا نرحل
لكن قبل أن تتحرك العربة رأوا موكب السلطان داخلا للقرية تتقدمه الفرسان والأعلام فوقف الرجل هو ينظر باستغراب فماذا يوجد في هذه القرية الصغيرة ليهتم بها السلطان ولما توقّف الموكب أمام دار جاره الحاج صالح فهم أنّه جاء لسليمة فزاد حقده على إبنته وندم على عدم خروجه لنجدة القافلة
أما لمياء فقد إصفرّ وجهها فهذا آخر شيئ كانت تتوقعه :الأمير جمال الدّين يخطب غريمتها بينما هي تهرب بلا أذنين وما لا تعلمه أن الأمير منذ رجوعه للقصر لم تغب صورة تلك الفتاة الطويلة الوردية الخدين عن ذهنه
والتي تضرب بالسيف كالرجال وبقي يسأل حتى عرف مكانها وقصتها فكلم أباه عنها فرد عليه :لقد سمعت عن شجاعتها من الحرس الذين قاتلوا معك وأنا لا مانع عندي أن تتزوجها فرح الحاج صالح بضيوفه وجاءتهم الغولة ووسليمة بالحلوى وشراب اللوز البارد وأخذ السّلطان يسترق لهما النظر
وعرف سر قوة وجمال الفتاة فلقد ربتها الغولة وعلمتها الصيد والرمي بالنبال ثم طلب يد سليمة لإبنه ومال على صالح وسأله وهو يضحك: أيهما أحلى نساء القرية أم غولتك ؟
أجابه :كلهن مثل بعض ولكن الغولة لما تشبع تذهب لترتاح تحت شجرة أمّا الإنسية فتتلصص على جاراتها ولا أخفى عليك أنها منذ أن جاءت إلى هناإنتظمت أمور البيت وراجت تجارتي وكل الناس صارت تأتيني في الدكان تشتري وتسمع حكايتي العجيبة معها
وبعد شهرين تزوجت سليمة من الأمير جمال الدين وانتقلت للعيش في القصر أما الغولة فأمسكت في أحد الليالي بالشيخ صالح وقالت له :إما تتزوجن أو أرحل في سبيلي فماذا يقول الناس عني
ضحك الرجل حتى إستلقى على ظهره وقال : لقد تعلمت كثيرا من نساء القرية وقريبا تصيرين مثلهم ولا يبقى لك من جنسك سوى ضخامة الجسم لا تقلقي سوف ابحث لك عن أحد يناسبك
ردت عليه إسمع أريد أيضا مهرا كبيرا ولا تحاول خداعي يا صالح
تمت
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية سليمة)