روايات

رواية الجميله والوحش الفصل السادس 6 بقلم ملك

موقع كتابك في سطور

رواية الجميله والوحش الفصل السادس 6 بقلم ملك

رواية الجميله والوحش الجزء السادس

رواية الجميله والوحش البارت السادس

الجميله والوحش
الجميله والوحش

رواية الجميله والوحش الحلقة السادسة

إسطنبول /
– يمان : أين أنت؟؟؟؟
– زحل : هل تبحث عن سحر؟؟؟؟
– يمان : اجل
– زحل : لاتتعب نفسك فانت لن تجدها سحر في مثل
هذا اليوم من كل سنة تختفي ولايستطيع احد
ايجادها ، الله أعلم أين تذهب ومع من تكون ؟؟؟؟
لم يهتم يمان لكلام زحل وأكمل البحث ، حل الظلام وهو لم يجد طرف خيط يوصله لمكانها ، لم يترك ركنا في الحي الا وبحث فيه كان مثل من يبحث عن ابرة في كومة قش ، وقف قليلا واخذ يفكر في من سيساعده على إيجاد سحر
– يمان : اجل كيف لم أفكر في ذلك ؟؟؟؟ كيراز
صديقتها وستعرف مكانها بكل تأكيد
ذهب يمان الى المطعم وبعد الحاح استطاع أن يعرف مكان سحر
كانت طوال اليوم نائمة في حضن أمها ، تستند على قبرها وتداعب ترابها تسقيه بدموعها الساخنة
– سحر : اليوم ذكرى وفاتك لااحد يتذكره غيري انا
وابي ، لقد ذهب الى الحقل ليدفن نفسه في العمل
ويتهرب من مواجهتك ، أما انا ياامي فأتهرب من
الجميع لمواجهتك ، اهرب من ذلك العالم المظلم
واختبأ في حضنك ، لم استطع توديعك عندما كنت
ذاهبة الى بيت زوجي فأنا كنت اعتقد ان يمان
سيحقق امنيتي ويجمعني معك ، لكنه للاسف لم
يفعل وتركني اتعذب على فراقك ، أمي لقد مرت
خمس سنوات على وفاتك ولكن ذلك اليوم يبدو لي
كانه البارحة ، استطعت أن اصبر واعتاد على ضرب
وشتم زوجة أبي ومعاملة اختي السيئة لي وجفاء
أبي لي لكن فراقك لم استطع ان اصبر عليه أو
اتقبله ، فلا احد ياامي في هذه الحياة يحبني مثلما
تحبيني انت ولااحد يهتم لامري مثلما كنت تفعلين ،
انا اشتاق لك كثيرا واشتاق لعطرك الفواح وحضنك
الدافئ وصوتك الناعم ، انا اشتاق لكل تفصيلة منك
ياامي ، ليت الزمان يعود واسمع صوتك للمرة
الاخيرة واحضنك ليسكن عطرك في رئتي وأخزنه
احتضنت تراب امها وعادت للبكاء لم تهتم لتاخر الوقت أو لانشغال زوجها عنها ، فهي لاتريد ان يقطع احد عليها هذه الليلة التي تجمعها وتلم شملها بامها كل سنة
رفعت رأسها باستفهام لترى من المتطفل الذي قطع لحظاتها ، كان يمان جالس على ركبتيه ويضع يده على كتفها
– يمان : هيا لنعود لقد تأخر الوقت
– سحر : لااريد اذهب دعني وشأني
– يمان : لن أفعل
– سحر : أريد أن ابقى لوحدي الاتفهم
– يمان : لن أتركك وحدك ستذهبين معي
– سحر : اذهب من هنا اذهب
قامت اليه ودفعته بعيدا كانت تحاول ان تبعده عنها ، لكنه فعل العكس وجذبها الى حضنه طوقها بذراعيه وخبأها بين ضلوعيه ، منحها الحضن الدافئ التي كانت تفتقده وتحتاج اليه في تلك اللحظة ، لتجهش بالبكاء بين ذراعيه تشتكي في كل دمعة عن مرارة الحياة ، وتخرج حرقة قلبها في صوتها المخنوق ، لتستسلم وتسقط بين يديه فاقدة للوعي ، حملها يمان واخذها للبيت الذي لم يكن بعيدا عن المقبرة ، كان يوسف وزوجته في انتظارهما فقد انشق قلبه خوفا عليها اما اقبال فكانت تتظاهر كالعادة بالخوف عليها ، صدمهما تقدم يمان وفي يده سحر كالجثة الخامدة ، ركض يوسف اليه يستفهم عن حالها
– يوسف : مابها ابنتي هل هي بخير ؟؟؟؟
– يمان : لاتقلق انها بخير
وضعها على السرير في غرفتهما ، لتركض اقبال اليها تحاول تحسس حرارتها لكن يمان اوقفها ومنعها من الاقتراب
– يمان : لا تفكري حتى التفكير في لمسها ابقي بعيدة
عنها
– إقبال: كيف ساذهب وحملي الصغير في هذه الحالة
– يمان : اخرجي حالا انا سأهتم بزوجتي لست في
حاجة اليك
اخرجها من الغرفة وصفع الباب في وجهها ، فبعد أن كشفها واسقط قناعها اصبح يمقتها ويمقت قربها من سحر ، ثم عاد إلى ذلك الجسم الصغير الذي كان يرتجف مثل العصفور ودثره بالدثار
– سحر : امي لاتذهبي
شاركها السرير وادخلها في حضنه ليدفأ جسدها وقلبها المشتاق لامها ، احتواها واسكنها قلبه قبل حضنه ، جعلها سيدة المكان وصاحبة المفتاح ، دخلت إلى قلبه عنوة وسكنت فيه ، ملكته وملكت صاحبه ليصبح ينبض باسمها
استيقظ يمان على رنين هاتفه ليجد سحر في حضنه ، انسل منها بهدوء وخرج ليجري مكالمته
– نديم : صباح الخير صديقي امل ان لااكون أيقظتك
– يمان : فعلت اسوء من ذلك
– نديم : ماذا فعلت؟؟؟؟
– يمان : تكلم ولاتشغلني اكثر
– نديم : حسنا انا اتصلت بك لاخبرك ان شركة عامر
تشتكي من جودة منتوجنا وتحملنا مسؤولية
الخسائر التي عرفتها في الفترة الأخيرة
– يمان : ماذا ؟؟؟؟؟
– نديم : يجب ان تعود بسرعة لنجد حل لهذه
المشكلة العويصه
– يمان : حسنا أنا قادم
قطع المكالمة ودخل الغرفة ليجد سحر مستيقظة
– يمان : هل أنت بخير الان ؟؟؟
– سحر : اجل
– يمان : طرأ لي عمل يجب أن اعود للقصر بسرعة
هل تريدين الذهاب معي ام البقاء هنا اكثر ؟؟؟
– سحر : اعطني نصف ساعة واكون جاهزة
– يمان : حسنا أنا انتظرك
جمعت سحر اغراضها وودعت ابيها ثم ركبت السيارة لتعود إلى بيت زوجها ، ماان وصلا للقصر حتى عاد يمان لعمله وانشغل به في حين عادت سحر لروتينها المعتاد لكن هذه المرة ستكون لوحدها فايلا عادت لجامعتها وتركت سحر وحيدة تتخبط في ذلك القصر الكبير
كان يمان في مكتبه مع نديم يراجع الملفات المتراكمة على مكتبه
– نديم : كيف كانت رحلتك؟؟؟
– يمان : جيدة الى ان قطعتها انت
– نديم : العمل لايسير بدونك في غيابك تراكمت
الملفات وتراكمت معها المشاكل
– يمان : اغيب يوم واحد اجد الأمور خرجت عن
السيطرة لااستطيع ان ابتعد قليلا
– نديم : الاعمال كانت متراكمة منذ مدة لكنك انت
من تركتها ولحقت بزوجتك ، اريد ان اعرف السبب
الذي جعلك تخطي هذه الخطوة
– يمان : بسبب العادات
– نديم : قل كذبة استطيع تصديقها ، كيف تريد مني
ان اصدق ان يمان كريملي ترك عمله وركض خلف
العادات
– يمان : صدق او لاتصدق انت حر في ذلك
– نديم : دقيقة ماهذا الضجيج
– يمان : إنها سحر منذ ان عدنا وهي تختلق في
المشاكل
– نديم : والسبب
– يمان : لابد انها سئمت من البقاء في القصر لوحدها
فكما تعرف ايلا عادت لجامعتها وانغمست في
دراستها وماعادت تخرج من غرفتها حتى
– نديم : هل تعتقد ان هذا السبب ام يوجد شيء
آخر؟؟؟؟
– يمان : مثل ماذا ؟؟؟؟
– نديم : قد يكون زوجها دفن نفسه في العمل
وانشغل عنها ومن شوقها له تختلق المشاكل
– يمان : انت تهذي مرة أخرى
– نديم : هيا ياصديقي انا ذاهب واخبرني بموعد
سفرك لأعلم عامر بذلك
– يمان : حسنا
في المساء كان يمان في غرفته يجمع أغراضه في حقيبة السفر وسحر تراقبه ولاتكف عن طرح الاسئلة
– سحر : كم سيستغرق سفرك؟؟؟؟
– يمان : بضعة أيام
– سحر : هل ستسافر الى اسطنبول؟؟؟؟
– يمان : اجل
– سحر : كيف هي اسطنبول؟؟؟؟ هل هي
جميلة ؟؟؟؟
– يمان : اجل
– سحر : وهل كبيرة مثلما يقولون؟؟؟؟
– يمان : اجل كبيرة جدا ألم تزوريها من قبل
– سحر : لا رأيتها في تلفاز فقط
– يمان : حان الوقت لتريها في الواقع
– سحر : ماذا تقصد ؟؟؟
– يمان : جهزي نفسك ستذهبين معي
– سحر : ولكنك ستذهب للعمل وليس من اللائق
مرافقتي لك
– يمان : من اخبرك بذلك؟؟؟؟ انت زوجتي ووجودك
بجانبي حافز لي
– سحر : حسنا أنا موافقة سأجهز حقيبتي
– يمان : ياالهي اخاف من شدة الحماس ان لاتنام
الليلة …..
انطلقت السيارة في تمام الساعة الثامنة صباحا لتحط رحالها في مطار ازمير الذي كان يبعد عن القصر بخمسة عشر دقيقة
– سحر : هل وصلنا ؟؟؟
– يمان : نحن لم ننطلق بعد لنصل
– سحر : كيف ؟؟؟؟؟
– يمان : سنستقل طائرتي الخاصة ان ذهبنا برا
سنستغرق خمس ساعات وخمسة وأربعين دقيقة اما
جوا فستكون ساعة كافية
– سحر : ولكن
– يمان : ولكن ماذا؟؟؟؟ أم أنك تخافين من الطائرة
– سحر : أنا اخاف!!!! لايوجد شيء كهذا
تجهزت الطائرة وتأهبت للانطلاق ، ماان ارتفعت عن الارض حتى احست سحر بخوف شديد ولم تجد مكان تختبا فيه الا حضن يمان ، اغمضت عينيها وحاوطت ذراعه بيديها لتتشبث فيه
– سحر : أنا خائفة جدا
– يمان : اهدئي لايوجد شيء يدعو للخوف ، انظري
لقد استقرت الطائرة
فتحت سحر عينيها لترى ان ضجيج قد خف والطائرة سلكت طريقها بين الغيوم ، ذلك المنظر انساها خوفها وانساها يمان ، الى ان تقدمت ناحيته مضيفة طيران بملابس قصيرة وعطر فواح ، فهمت سحر نواياها من خلال تدللها وكلامها مع يمان
– المضيفة : سيد يمان هل تريد شيء ؟؟؟
– يمان : لا شكرا
– المضيفة : راحتك سيد يمان من واجبي ان أردت
يمكنني ان أدلك كتفيك
– يمان : لا انا مرتاح هكذا
تمكنت الغيرة من سحر لتدفعها الى تفكير في خطة تبعد تلك الغثيثة عن زوجها ، ولم يبخل عليها عقلها إذ اتاها بخطة شيطانية
امسكت سحر رأسها بألم لتسقطه على المقعد بتثاقل
– سحر : اه راسي يؤلمني كثيرا
– يمان : ماذا حدث لك ؟؟؟؟
– سحر : أشعر بألم شديد في راسي كانه سينكسر
– يمان : هل احضر لك مسكن ألم؟؟؟
– سحر : لااريد ساتكأ على نافذة الى ان يمر الألم
– يمان : لن ترتاحي هكذا ضعي رأسك على كتفي
– سحر : ولكنني ساتعبك معي
– يمان : لاتقولي هكذا والا غضبت منك
وضعت سحر رأسها على كتف يمان ليداعب شعرها بانامله ويدلك راسها محاولا تخفيف الالم
– المضيفة : سيد يمان يمكنني أن أدلك راسها عنك
ستشعر بالتعب وسيتشنج كتفك
– يمان : لا انا سأفعل ذلك
كانت سحر تراقب المضيفة باعين ماكرة وابتسامة نصر
– المضيفة ( بغضب ) : ان احتجت لشيء سيد يمان
يمكنك مناداتي
بعد ساعة من التحليق حطت الطائرة رحالها في مطار اسطنبول لينزل يمان وزوجته ويستقلا السيارة التي كانت في انتظارهما
– يمان : هل لازلت تحسين بالالم ؟؟؟؟
– سحر : ألم!!!!
– يمان : ألم يكن رأسك يؤلمك قبل قليل
– سحر : اه رأسي ، لم يعد يؤلمني بفضلك
– يمان : عندما نصل إلى الفندق نامي لكي ترتاحي
من السفر
– السائق : سيدي لقد وضعت الاحزمة في السيارة
يمكننا الانطلاق
وضعت سحر رأسها على نافذة السيارة وبقيت تراقب الطريق من الزجاج ، مدينة كبيرة بأبنية شاهقة ، مكتضة وتعج بالناس ، جميلة بعمرانها وهندستها ، لكنها تفتقر إلى اللمسة الخضراء ، تفتقر إلى المناضر الطبيعية التي تعيد الروح لزائرها وتشرح القلب بهواءها
وقفت السيارة أمام بناء ضخم يلاحق السحاب ، بهندسة عصرية وتصميم محترف ، تتوسطه نافورة مزخرفة على شكل أسد ، داخله لم يكن يقل جمالا عن خارجه ، بالوان وتفاصيل زادت من جماليته ، صالته كبيرة وواسعة بطاولات للاستراحة ولوحات في الحائط لأشهر الرسامين كانت تأسر قلوب الزائرين ليتوافدو عليها من كل مكان
دخلا يمان وسحر الى الفندق ليجدا فتاة جميلة بملابس كاشفة تعري اكثر ماتستر ، اتجهت الى يمان وحضنته بتدلل ، طاوقت رقبته وطبعة قبلة على
خده
– اصلي : يمان عزيزي اشتقت لك كثيرا
– يمان : اهلا اصلي
– اصلي : يمان ماكل هذه الغيبة ان لم يكن العمل
لاتأتي لزيارتنا
– يمان : كل وقتي للعمل لست فاضي للتفاهات
– اصلي : سامحك الله هل علاقتنا تفاهة ؟؟؟
انقذ يمان نفسه من كماشات اصلي بصعوبة ، ليعود إلى سحر التي تسمرت في مكانها ويمسك يدها
– يمان : سحر لأعرفك على اصلي انها شريكة في
شركة عامر ، الشركة التي سنعقد معها الاجتماع
– اصلي : لماذا كل هذا الغموض عزيزي يمان ؟؟؟؟
نحن لاتجمع بيننا الشراكة فقط وانما اصدقاء من
ايام الجامعة
– يمان : اصلي هذه سحر زوجتي
– اصلي : سمعت بهذا الخبر كنت اظنه اشاعة ولكن
الان فهمت هذه خطة من خطط عمي عارف
– يمان : ليست اشاعة ولا خطة من الاغا انها زوجتي
التي اختارها قلبي
– اصلي : يمان اكذب هذه الكذبة على احد لايعرفك
اما انا اعرفك اكثر من نفسك ، انت والحب خطان
لايلتقيان
– يمان : لا احد يبقى حبيس الماضي ، كل الناس
تتغير مع الوقت وانا أيضا تغيرت
– اصلي : صدقتك
– عامر : اهلا صديقي
– يمان : اهلا بك صديقي كيف حالك ؟؟؟
– عامر : لو مت ماكنت ستسأل عني ؟؟؟؟ سأمرر لك
هذا فقط لانك عريس
– يمان : ههههه الحمد لله لقد نفذت بجلدي من
عقابك
– عامر : اهلا بك لابد انك الفتاة التي سرقت قلب
أخي وادخلته القفص الذهبي
– اصلي : توقف عن مزاحك الثقيل والا ستجعلها
تصدق احلامها الوردية
– عامر : لاتهتمي بها انها عصبية قليلا انا اسمي عامر
واكون صديق زوجك وشريكه في العمل
– سحر : تشرفت بمعرفتك سيد عامر
– عامر : ناديني بعامر لاداعي لرسميات فأنا الان
بمثابة اخيك ، اليس كذلك يا
– سحر : اسمي سحر
– عامر : اسم جميل تشرفت بمعرفتك مرة أخرى
ياسحر
– اصلي: ان انهيت جلسة التعارف المملة هذه دعونا
نبدأ الاجتماع
– عامر : لايزال امام الاجتماع ساعتين خذ زوجتك
الى جناحكما وارتاحا الى ان يحين الوقت
صعد يمان مع سحر لجناحهما في حين بقيت اصلي تشتعل من الغضب ونار الغيرة تخرج كالشرار من عينيها
– اصلي : نحن هنا للعمل وليس لنفسح السيدة
الصغيرة
– عامر : مامشكلتك مع سحر
– اصلي : مشكلتي معك ومع يمان كيف تتصرفان
معها وكانها عملة نادرة
– عامر : على رسلك ياصديقتي فقد يتوقف قلبك من
الغضب انت تضخمين الموضوع وتعطينه اكبر من
حجمه ، سحر تكون زوجة يمان وليس من العيب أن
ترافقه في رحلاته
– اصلي : كف عن ذكر اسمها فأنت تزيد من غضبي
– عامر : أنا سادعك لوحدك لعلك تهدئين قبل
الاجتماع …..
فتح يمان الباب ودخلا لجناحهما ، كان في غاية الجمال بأثاث فخم مختار بعناية مع زخرفات عصرية زادت من جاذبيته ، كان هناك سرير كبير يتوسط الغرفة باللون الذهبي وغطاء حريري ، قبالة حائط بلوري يطل على البحر ، وفي الجهة الاخرى حوض سباحة مزين بشموع وورود وابهى العطور ، اعجبت سحر بتفاصيل الغرفة الى حد الانبهار
– يمان : هل اعجبتك؟؟؟؟
– سحر : كثيرا
– يمان : فرحت لذلك
– سحر : سأفرغ الحقائب
– يمان : ارتاحي انت يوجد من سيفرغها
– سحر : حسنا سأدخل لاستحم
– يمان : وعندما تنتهي الحقي بي سأكون في الأسفل
اجهز للاجتماع
– سحر : هل سأحضر انا ايضا الاجتماع ؟؟؟؟
– يمان : اجل
اخذ يمان الملفات ونزل الى حيث سيقام الاجتماع ، وبدأ مراجعة الملفات قبل بدأ الاجتماع ، في حين دخلت سحر للحمام واخذت حماما ساخنا ، جهزت نفسها وتأنقت ثم لحقت بيمان ، الذي صعق عند رؤيتها تلعثم وتوتر من جمالها
– يمان : جميلة جدا
– سحر ( بخجل ) : شكرا لك
– يمان ( بتوتر ) : هل اطلب لك قهوة ؟؟؟
– سحر : لا شكرا
بقي يمان يراجع الملفات ويسترق النظر لسحر كلما سمحت له الفرصة ، اما هي فكانت مبهورة من اللوحات والرسمات المعلقة ، كانت تحس بنفسها كأنها في متحف ، تتنقل بين اللوحات وتلقي ملاحظات ، ولم يبخل عليها يمان بمعلوماته وكان يشرح لها قصة كل لوحة وسبب تسميتها ، مرت الساعتين وهما على نفس الحال مستمتعين باللوحات ، الى ان اجتمع الأعضاء لبدأ الاجتماع
– يمان : بما ان الجميع هنا فلنبدأ اجتماعنا
ترأس يمان الطاولة وجلست سحر على جهته اليسرى ، في حين جلست اصلي على جهته اليمنى وبجانبها ثلاث أعضاء من الشركة ، اما عامر فجلس بجانب سحر
– اصلي : لحظة هل سحر ستحضر معنا
الاجتماع ؟؟؟؟
– يمان : اجل ، هل لديك مانع ؟؟؟؟
– اصلي: طبعا امانع ، بأي صفة تشارك الاجتماع
– يمان : بصفتها زوجتي
– اصلي : يمان يجب أن تفرق بين حياتك المهنية
وحياتك الخاصة
– عامر : اصلي انت تبالغين ، وجود سحر معنا لن
يضر بشيء
– يمان : لنبدأ
انطلق الاجتماع وانطلقت الافكار ، كان الأعضاء يتناقشون حول المشكلة التي كانت تواجه الشركتين ، تلك الاحاديث جعلت سحر تشعر بالملل وتنظر للخارج ، كان يمان يراقبها وهمس في اذنها
– يمان : يبدو أن جو الاجتماعات لم يناسبك
– سحر : هذا لانني لست معتادة
– يمان : إذا اردت يمكنك أن تصعدي الى غرفتنا كي
ترتاحي
– سحر : لا يوجد داعي
– يمان : مثلما تريدين
كانت اصلي تراقبهم بغضب والغيرة تنهش جسمها ، وسوس لها شيطانها فأرادت ان تحرج سحر باسئلتها
– اصلي: سحر انت شاركت في الاجتماع ولكنك لم
تشاركي باي فكرة
– عامر : اصلي شاركينا انت بافكارك
– اصلي : لا انا اريد ان اسمع أفكار سحر فهي زوجة
صاحب الشركة
– يمان : اصلي اصمت
– سحر : دعها تتكلم لاتوجد عندي مشكلة ، بما أن
السيدة اصلي تريد مني ان اشارك سأفعل بكل رحابة
صدر ، سمعت احاديثكم واخذت فكرة عن المشكل ،
شركة لكريملي شركة منتجة لزيت الزيتون ومعروفة
منذ سنوات بجودتها الممتازة ، لا اشاطركم الرأي
فيما تدعون ، فالكل يشهد بجودة منتوجات
لكريملي ، اعتقد ان المشكلة ليست مشكلة الجودة
وانما التصنيع
– اصلي : هل تقولين ان الخطأ خطأ شركتنا؟؟؟؟
– عامر : تقصد ان الخلل في الشركة المصنعة وليس
الشركة المنتجة
– سحر : تماما ، فكما سبق وذكر السيد احمد ان 25
% من البضاعة المصدرة تتسرب او تعاني من
مشاكل مشابهة ، وهذا راجع لشاحنات النقل التي لا
توفر الشروط اللازمة لمنتوجنا ، كما ان قارورات
الزيت غير محكمة الإغلاق مما يساهم في تسرب
الزيت ، هذه المشكلة الاولى اما المشكلة الثانية
فتكمل في شكل القارورة ، نحن للاسف نعيش في
زمن يهتم بالمظاهر ، فالمستهلك اول مايرى منتوج
يحكم عليه من شكله الخارجي ، ومنتوجنا مثله مثل
جميع المنتوجات مصنع على شكل واحد ، قارورات
الزيت تتشابه من شركة لأخرى ، فما الشيء الذي
يفرق شركة لكريملي عن باقي الشركات ، حتى وإن
كان الزيت ذو جودة متازة فالمستهلك لن يهتم به ان
كان مظهره غير لائق ، هل توجد هنا عينة من
منتوجنا؟؟؟؟
– يمان : احضر للسيدة سحر قارورة زيت
– سحر : شكرا لك سيد يمان
– سحر : انظروا للقارورة جيدا شكلها شكل تقليدي
لايوجد فيه تطور ، كيف سنوصل للمستهلك جودة
الزيت ان لم نوصل له مظهرا خارجيا مثلما
يريد ؟؟؟؟ سبق وذكرت ان الناس تحب المظاهر
ونحن يجب أن نلعب على هذه النقطة ، ان غيرنا من
شكل قارورات الزيت وصممناها بشكل مختلف عن
باقي الشركات ، فسنضمن استمرارية منتوجنا
والحفاظ على جودته المعروفة منذ سنوات
– يمان : السيدة سحر طرحت فكرة وانا كوني مدير
شركة لكريملي الشركة المنتجة لزيت الزيتون ادعم
فكرتها وارشحها
– عمار : وانا بكوني صاحب 50 % من شركة
المصدرة والمصنعة لزيت الزيتون ادعم فكرة السيدة
سحر وادعوا لتجربتها
– اصلي : أنا غير موافقة واقصي هذه الفكرة
– عامر : لنقم بالتصويت اذن
بعد أخذ وعطاء توصلت الشركة المصنعة الى قرار وهو دعم فكرة سحر واعتمادها في الايام القادمة
– يمان : بما أن الجميع اقر على هذه الفكرة فسوف
نعتمدها ونعمل عليها
– عامر : متى ستجهز التصميمات؟؟؟؟
– يمان : أنا الآن في عطلة عندما اعود لازمير
سأشتغل على التصميمات الجديدة وارسلها لك
– عامر : حسنا صديقي وعطلة سعيدة
– يمان : اراك لاحقا
ذهب يمان وسحر الى غرفتهما وانصرف الموظفين ولم يبقى في غرفة الإجتماعات سوى اصلي وعامر
– اصلي : لن اسامحك على فعلتك تلك
– عامر : ماذا فعلت ؟؟؟؟
– اصلي : كيف وافقت على تلك الفكرة السخيفة؟؟؟
– عامر : انت قبل قليل كنت تحثين يمان على الفصل
حياته المهنية وحياته الخاصة ، أتمنى أن تطبقي
انت اولا هذه النصيحة وتضعي هوسك بيمان جانبا
وتهتمي بمصلحة شركتنا
– اصلي : أنا أفكر في شركتنا لذلك رفضت فكرة
سحر
– عامر : اجل فعلت ذلك من غيرتك على شركتنا
– اصلي : مع من اتكلم انت كل همك الشركة لا تفكر
في شيء سواها
– عامر : ان لم أفكر فيها انا فمن سيفكر فيها هل أنت
مثلا ؟؟؟
– اصلي : انا لدي اشياء اهم أفكر فيها
استلقى يمان بتعب على السرير واغمض عينيه لكن اميرته المزعجة لم تتوقف عن الأسئلة
– سحر: هل ستنام؟؟؟
– يمان : اجل
– سحر : ولكن ألم تقل اننا سنقضي عطلتنا
– يمان : قلت ذلك وانا لازلت عند كلامي ولكن انا
متعب الان وسانام لبضع ساعات
– سحر : و عندما تستيقظ أين سنذهب؟؟؟
– يمان : دعيني انام أولا وسنرى ماذا سنفعل عندما
أستيقظ
– سحر : أخبرني اين سنذهب وسأدعك تنام
– يمان : عندما نذهب ستعرفين
– سحر : ولكن
– يمان : دعيني انام ارجوك
– سحر : اوف حسنا
في الرابعة مساء تململ يمان في مكانه وفتح عينيه ليجد سحر تراقبه بعيون ثابتة
– يمان : ألم تنامي؟؟؟
– سحر : لا
– يمان : ياالهي انت مثل الطفلة الصغيرة عندما
تضعين شيء في عقلك لاتتركينه
– سحر : متى سنخرج؟؟؟؟
– يمان : سأذهب لاستحم وبعدها نذهب
– سحر : حسنا انتظرك
بعد نصف ساعة وصلا إلى وجهتهما ، اوقف يمان سيارته امام متحف اسطنبول للفن الحديث ، متحف كبير ومن أشهر المتاحف بإسطنبول ، رحب مدير المتحف بيمان شخصيا وجعل المتحف تحت خدمته ، فرحت سحر كثيرا بهذه الزيارة فمن امنياتها زيارة هذا المتحف
– سحر : جميل جدا لقد أحببت المكان ولكن كيف
خطرت لك هذه الفكرة
– يمان : رأيت حبك للفن فمنذ وصولنا للفندق وانت
تراقبين اللوحات باهتمام لذا اردت ان اضعك في
قلب الفن
– سحر : شكرا لك كثيرا
– يمان : توقفي عن شكري فأنا لم افعل شيئا
تقدما قليلا ليجدا نفسهما امام مكتبة المتحف ، مكتبة شاسعة وغنية بالكتب تجد فيها ضالتك ، قفزت سحر بفرح وانغمست بين الكتب تقلبها ، وكان يمان يراقب تحركاته كالفراشة بدون ملل او كلل
– سحر : انهيت يمكننا أن نذهب
– يمان : ألن تريني اي كتاب اخترتي؟؟؟
– سحر : لا مفاجأة
– يمان : هههه حسنا لتكن مفاجأة
اكملا مسيرهما الى ان وصلا إلى معرض كان ينظمه المتحف ، حيث كان يضم صالات كبيرة تعرض صور فتوغرافية ولوحات لأشهر الفنانين ، افترقا وكل واحد سلبت عقله لوحة من اللوحات الجميلة ، وبعد مدة اجتمعا
– سحر : هل اشتريت تلك اللوحة ؟؟؟؟
– يمان : اجل
– سحر : ولكن انا لم اراها
– يمان : لتكن مفاجأة
بعد أن انهيا جولتهما في المتحف خرجا وتوجها الى السيارة ، أدار يمان المقود وسار ولكن صوت لفت انتباهه ، التفت إلى سحر ووجدها تضع يدها على بطنها وقد اكتسى اللون الاحمر وجهها
– يمان : بعد هذه الجولة الرائعة من الطبيعي أن
نشعر بالجوع ، لذا يجب أن نذهب ونملأ بطنوننا
اوقف يمان سيارته امام مطعم ليس بعيد عن المتحف ، حيث كان يطل على مياه البوسفور في منظر غاية في الجمال ، ثم بعد أن تناولا عشاءهما نزلا وتمشيا في شوارع اسطنبول العتيقة
– سحر : مدينة اسطنبول جميلة جدا
– يمان : اجل انها كذلك ولكنها تلقب بالظالمة
– سحر : ولماذا ؟؟؟؟
– يمان : يقال انها ظلمت الكثير من العشاق
– سحر : ياالهي وكيف حدث ذلك ؟؟؟؟
– يمان : انست عاشق ولهان جمال معشوقته عندما
رأى جمالها ، وابتلعت عشق معشوقة لعشيقها عندما
وقعت في عشقها
– سحر : اه الان فهمت ، جمالها يسلب العقول ويسرق
قلوب العشاق ويجعلهم يقعون في عشقها
– يمان : تماما
– سحر : معهم حق جمالها ظالم
– يمان (بينه وبين نفسه ) : وجمالك ايضا ظالم سلب
عقلي وسرق قلبي وجعلني في عشقك غريق
– سحر : أريد غزل البنات
– يمان : كم انت طفلة مدللة
– سحر : ارجوك
– يمان : حسنا
قضيا ليلة هادئة في الخارج ليعودا إلى الفندق بعد منتصف الليل ، كانا متوجهان الى غرفتهما لكن صوتا اوقفهما
– اصلي : يمان
– يمان : ماذا تفعلين هنا ؟؟؟؟
– اصلي : أريد أن اتحدث معك في موضوع مهم
– يمان : غدا صباحا نتكلم
– اصلي : لو لم يكن مهم ماكنت ازعجتك في هذا
الوقت
– يمان : حسنا ، سحر اصعدي الى الغرفة وارتاحي
لابد انك متعبة
– اصلي : نامي فمن الممكن أن يطول حديثنا

يتبع…..

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية الجميله والوحش)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى