روايات

رواية الجميله والوحش الفصل الخامس 5 بقلم ملك

رواية الجميله والوحش الفصل الخامس 5 بقلم ملك

رواية الجميله والوحش الجزء الخامس

رواية الجميله والوحش البارت الخامس

الجميله والوحش
الجميله والوحش

رواية الجميله والوحش الحلقة الخامسة

زيارة العائلة/
مر اسبوع هادئ على قصر الأشباح ، لاتوجد فيه مناقشات ولا مشاحنات ، توصلا الى معاهدة سلم اخمدت الحرب بينهما ليأخذا فترة نقاهة ، وينعم سكان القصر ببعض الهدوء ، كان يمان طوال السبعة أيام مشغول ومنغمس في عمله الذي لا ينتظر أما سحر فكانت تقضي معظم وقتها مع ايلا وفاتشا ، لاتلتقي بيمان الا في لحظات قليلة يتبادلان فيها التحية ويحل الصمت
في الصباح استيقظت سحر وجهزت حقيبتها فاليوم أكمل زواجها شهر ، ومن العادات ان لاتذهب الفتاة الى بيت والدها الا بعد مرور شهر لا اقل ولا اكثر ، كانت تجمع اغراضها وكل تفكيرها في ردة فعل والدها ، الذي اجبرها على الاختيار بينه وبين زوجها ، والذي قطع علاقتها به بعد أن اختارت زوجها
– نسليهان : سيدتي هل اساعدك في شيء ؟؟؟
– سحر : لا لقد انهيت
– نسليهان : ساخذ الحقيبة الى السائق
– سحر : حسنا
اخذت نسليهان الحقيبة الى السيارة في حين ذهبت سحر ودعت ايلا ، وزارت الاغا في مكتبه قبل ذهابها ، ثم ذهبت لتودع زوجها ايضا
كان يمان في الحديقة يجري اتصالات مكثفة لم يذق طعم الراحة منذ فترة بسبب انشغالاته ، تقدمت سحر منه ووقفت تنتظر انتهاء مكالمته ، لكنه قطعها عندما رأها أمامه
– يمان : هل تريدين شيء؟؟؟؟
– سحر : لقد مر شهر على زواجنا ومن العادات ان
اذهب لزيارة عائلتي ، لقد اخذت الاذن من الاغا
واردت ان اخبرك أيضا
– يمان : جيد خذي معك السائق
عاد واخذ هاتفه وادار بضهره لها واكمل مكالمته ، في حين وقفت هي تنظر له بانكسار وخيبة أمل
– سحر : يالك من غبية ياسحر كيف وضعت احتمالا
كهذا ؟؟؟؟ هل نسيت ان زواجكما مجرد توقيع ،
وانك انت مجرد عنصر دخيل تطفل على حياته ، هو
لايعلم حتى ان زواجنا مر عليه شهر ، فكيف سيعرف
انه من واجب الزوج أن يرافق زوجته في اول زيارة
لها لعائلتها ، اه سحر كم انت غشيمة وساذجة
جرت خيبة املها وركبت السيارة ، كانت أعينها على القصر لعله يتفطن ويلحق بها ، لعله يغير رأيه ويرافقها في هذا الطريق الصعب ، لاتعرف ماينتظرها هي تسير الى المجهول وتحتاج سندا وكتف تتكئ عليه ، ولكنه مشغول وفي عالمه الذي لاتنتمي اليه
سرحت سحر بتفكيرها الى ان اوقف السائق السيارة لتدرك انها وصلت لوجهتها ، ماان وقفت تلك السيارة السوداء الفخمة في وسط الحي حتى تجمع عليها الجيران الصغار والكبار ، بدأت ثرثرة النساء وتجمع الأطفال على السيارة ، ليفتح السائق الباب لسيدته ويصدم الجميع ، فرح الجيران برؤية سحر ذات القلب الابيض صاحبة الاخلاق الرفيعة التي يحبها الصغير قبل الكبير ، تجمع عليها الاطفال وهم يصرخون معبرون عن فرحتهم ، لتخرج اقبال وابنتها بعد سماع الضجيج ، لتسعقا هما ايضا من رؤية سحر ولكن كانتا على عكس الجيران لم تفرحا لعودتها ، تقدمت سحر الى بيتها بخطى متثاقلة لترى اباها جالس في الحديقة لم يسر برأيتها وأدار بضهره لها ليدخل البيت لكن سحر كانت اسرع منه وامسكت يده
– سحر : أبي
– يوسف : …….
– سحر : أبي لاتدر ضهرك لي ارجوك …..
– يوسف : لماذا لاأفعل وانت سبق وفعلت؟؟؟؟؟
– سحر : أبي ارجوك لاتقل هكذا فأنت تحرق روحي
– يوسف : وماذا عن روحي التي أحرقتها واصبحت
رماد ؟؟؟؟؟
– سحر : …….
– يوسف : لماذا اتيت؟؟؟؟؟ عودي الى قصرك الكبير
فبيتنا صغير ولايليق بحضرتك …..
– سحر : أبي …..
– يوسف : ماذا هل كذبت عليك ؟؟؟؟؟ لقد اخترت
ذلك القصر على بيتك ؟؟؟؟ وفضلت زوجك على
عائلتك بالمناسبة أين هو ؟؟؟؟ الايعرف انه من
العادات ان يكون مع زوجته في اول زيارة
لعائلتها …..
– سحر : …….
أمسك يوسف سحر من يدها وصرخ في وجهها بغضب
– يوسف : اين هو ؟؟؟؟؟ لقد تخلى عنك في حين
انت تخليت عن عائلتك من أجله ……
لم ينتبه لعيون الناس التي تراقبه وتصنع منهم حديث الساعة ، ولا اهات ابنته الممزوجة بالدموع ، الى ان امسكت يدا اخرى يده ونفضتها على سحر ، رفع راسه ليجد عيون سوداء حادة تريد أن تنهش جسمه
– يمان وهو يصك أسنانه : ليس من حق احد ان
يعنف زوجتي او يرفع يده عليها حتى وان كان
اباها ……
نظر يمان بشفقة الى زوجته التي كانت ترتجف مثل العصفور
– يمان : هل أنت بخير ؟؟؟؟؟
– سحر : اجل
– يمان : سيد يوسف دعنا ندخل للداخل ونحل
امورنا بيننا لاداعي لان نشغل الناس معنا
قال كلمته ليرمق الجيران بنظرة حادة ليفروا الى بيوتهم خوفا من غضبه
دخل الثلاثة الى البيت وعم بينهم الصمت في حين كانت اقبال وابنتها تراقبن الاوضاع بتركيز ، كسر يمان الصمت وبدأ بالحديث
– يمان : لااعرف لما انت غاضب الى هذا الحد ؟؟؟؟
ولكن الذي اعلمه أن ابنتك لم تفعل شيء يغضبك
ويجعلك تعاملها بنفور
– يوسف : أنا لم تعد تربطني بها أي صلة ، لقد جلبت
لي العار ومسحت بكرامتي الارض
– يمان : عن أي عار او كرامة تتحدث ؟؟؟؟ ابنتك
زوجتي وليست عشيقتي ، لقد تزوجنا على سنة الله
ورسوله ويجمع بيننا عقد قانوني ، وانت ليس لك
حق في ان تتهمها بتهمة مثل هذه
– يوسف : صحيح انتما متزوجان ولكن هذا الزواج
تم بدون موافقتي ، وضعت كلمتي في الأرض
وذهبت وتزوجت بك ، منذ ذلك اليوم اغلقت
صفحتها واخرجتها من حياتي
– يمان : هذا ليس سببا منطقيا يجعلك تقطع علاقتك
بابنتك ، انت مشكلتك معي وليست معها مشكلتك
الحقيقية تكمل في زواجها مني لو تزوجت باحد اخر
لكنت وافقت
– يوسف : اجل كنت وافقت لانه لايشرفني ان يكون
رجل مظلم وغامض ذو قلب اسود يقتل زوجاته بدم
بارد زوج ابنتي
– سحر : أبي عيب ماتقوله
– يوسف : هل اكذب ؟؟؟؟ هذا مايقوله جميع الناس
– سحر : وهل لكونه حديث الناس سنعتبره
حقيقة ؟؟؟؟
– يوسف : جميع الناس رأت حقيقته الا انت اغمضت
عينيك عن رؤية الحقيقة
– سحر : هل يكون هذا لأنني أرى الموضوع من زاوية
مختلفة واحاول ان أفعل مثلما ربتني أمي ان
لااحكم على احد من مظهره أو كلام الناس عليه
– يوسف : كفي عن الهذيان انت تحاولين ان تقنعي
نفسك بالتفاهات ماتسمينه حقيقة هو من نسج
خيالك فقط ، خذي زوجك وغادري بيتي حالا
– سحر : حسنا سأغادر فانا ايضا لااريد أن ابقى في
مكان غير مرغوب بي فيه ، يمان هيا لنذهب
ها هي ستخرج للمرة الثانية من بيتها وابيها غاضب منها ، خطت خطواتها على قلبه مثل الخناجر لينزف دما ، هل سيسمح لغروره وكبرياءه ان يهزموه مرة أخرى ؟؟؟؟ أم سيحضن فلذة كبده ويحتويها في عشه ؟؟؟؟؟ لايدرك ماذا يفعل؟؟؟؟ جسده تشنج ولم يعد قادر على الحركة ، لايستطيع فعل شيء غير أن يراقبها وهي تغادر
فتح يمان باب السيارة لسحر لتقف بتردد كأنها تنتظر حركته وكان ترددها في محله ، لم يستطع ان يبتعد عن ابنته اكثر
– يوسف : سحر
ناداها باسمها لتلتفت بلهفة ماان فتح حضنه اليها حتى ركضت واحتمت فيه ، حضن الاب دافئ لايعادله حضن ، تستمد الفتاة قوتها من ابيها وتقف على رجليها بفضل تشجيعه وثقته فيها
– يوسف : صغيرتي مدللتي لاتذهبي ارجوك
– سحر : لن اذهب ابي الحبيب
دخلت سحر الى بيتها مرة أخرى ولكن هذه المرة كانت تحتضن اباها ، بقيت تحضن اباها في حين كان هو يتكلم مع يمان عن العمل ، كانوا مستمتعين باحاديثهم غير منتبهين للحريق الذي شب في المطبخ ، كانت اقبال تحترق غضبا وابنتها لم تكن أقل منها
– زحل : اللعنة لماذا لم يدعها تذهب ؟؟؟؟
– إقبال : أنا ماذا أقول وانت ماذا تقولين ؟؟؟؟ بدل
أن تسألي هذا السؤال الغبي ، اسألي لماذا ذلك
الوحش لم يقتلها ؟؟؟؟
– زحل : أنا لاتهمني علاقتها بذلك الوحش ، اريدها ان
تبتعد عن أبي فقط
– إقبال: بل انت من يجب أن تبتعدي من امامي ايتها
الحمقاء
خرجت اقبال من المطبخ وهي تنفث غضبها تحاول ان تجد ضحية لنفسها ، لم تجد غير سحر التي كانت تجلس بجانب زوجها بعد أن ذهب يوسف إلى الحقل
– إقبال( بغضب ) : سحر اذهبي إلى مطبخ وأعدي
الغذاء للضيف
لم تدرك اقبال ماتفوهت به الا عندما رأت غضب يمان ، لتلعن نفسها في سرها على غباءها وتسرعها ، حاولت أن تتدارك الوضع لكنها تأخرت
– يمان : هذا اول واخر تحذير لك ان رأيتك مرة
أخرى تكلمينها بهذه الطريقة فلاتلومي الا نفسك
ابتلعت اقبال ريقها بخوف وتمنت لو ان الارض
انشقت وابتلعتها ولا تدعها امام ذلك الوحش
– يمان : سحر أريد أن أرى هذه المنطقة هلا ذهبت
معي
– سحر : بالتأكيد هيا لنذهب
في ذلك الحي الصغير كانا يتمشيان مع بعض تحت عيون الناس ، تلك النظرات التي ازعجت يمان وجعلت سحر تدرك انزعاجه
– سحر : إذا أردت يمكننا العودة
– يمان : لا انا معتاد على هذه النظرات
– سحر : هل سبق وأن تذوقت هذه الحلوى ؟؟؟
اشرت بيدها الى حلويات كان يبيعها رجل في الطريق ، مجتمعون عليه الأطفال يتسابقون على من سيحظى باول قطعة
– يمان : لا لم اجربها قط
– سحر : حان الوقت لتجربها ولن تندم على ذلك
اشترت سحر قطعتين واعطت ليمان قطعة ، تردد قليلا قبل أن ياكلها ولكن عندما رأها تراقبه قضم قضمة سرقت قلبه وأعجبته كثيرا
– يمان : انها لذيذة جدا
– سحر : ذلك لانها من صنع العم محمد
– يمان : بل لانك انت من اشتريتها
– سحر : اجل ولانك انت من دفع ثمنها
– يمان : هههههههه امزح لتسلم يداه لذيذة جدا
– سحر : نعم انها كذلك
– يمان : يوجد فتات حلوى عالق على شفتك
مد يده ومسح بانامله على شفتيها بلطف وازاح الفتات ، ليغرق في عينيها ويسجن في تفاصيل وجهها
– يمان : جميلة جدا
– سحر : ماذا ؟؟؟؟
– يمان : اقصد الحلوى
– سحر : نعم انها كذلك ، هيا لنكمل مسيرنا
اكملا مسيرهما حيث دخلا الى زقاق ، كانت نساء مجتمعات فيما بينهما يتبادلن اطراف الحديث ويراقبن اطفالهن وهم يلعبون بالكرة ، رمى طفل بكرته ولكن من سوء حظه ارتطمت برجل يمان ، فر الطفل واختبأ خلف سحر ماان ادرك فعلته لتركض امه وتقف امام يمان تبكي وتتوسله ان يشفع لابنها ويرحم جهله
– الام : ارجوك سيد يمان اعذره فهو لايزال طفل ولم
يقصد ان يقلل من قيمتك ارجوك سيدي ارحم جهله
– يمان : أيها الطفل تعال الى هنا
– سحر : اذهب ولاتخف فعمك يمان لن يؤذيك
تقدم الطفل بخطوات متثاقلة لينحني يمان لمستواه
– يمان : مااسمك؟؟؟؟
– الطفل : اسمي روزجار
– يمان : هل تعرف معنى اسمك؟؟؟؟
– الطفل : لا
– يمان : روزجار يعني رياح رغم انك انت تشبه
العاصفة هههههههههه
– الطفل : وانت مااسمك عمي ؟؟؟؟
– يمان : اسمي يمان
– الطفل : هل اناديك بالعم يمان؟؟؟؟
– الام : تهذب ياطفل وناده بالسيد يمان
– يمان : لا انت لست مجبر على ذلك نادني مثلما
تريد
– الام : اعتذر منك سيد يمان انه وقح بعض شيء
– يمان : ألم تقولي قبل قليل انه طفل فدعيه يعيش
طفولته
– سحر : روزجار عزيزي اذهب والعب مع اصدقاءك
– يمان : خذ هذا المال واشتري بعض اللعب لك
ولاصدقاءك
– الطفل : وهل اشتري السكاكر ايضا؟؟؟؟
– يمان : اجل ولكن بكمية قليلة كي لاتضر بصحتك
– الام : اشكرك السيد يمان
– الطفل : شكرا لك عمي يمان ، الى اللقاء اختي سحر
– سحر : إلى اللقاء عزيزي
– الام : شكرا لكما وليحفظكما الرحمن
– سحر ويمان : امين
ذهبت الام وطفلها وهما في غاية السعادة وأكملا يمان وسحر مسيرهما الى ان وصلا إلى مطعم سليم ، لتخرج صديقتها كيراز وتحتضنها
– كيراز : لقد اشتقت لك كثيرا
– سحر : أنا ايضا اشتقت لك ياصديقتي
– كيراز : لقد خفت كثيرا أن يكون ذلك الوحش قتلك
ماان رفعت كيراز عينيها ورأت يمان أمامها حتى سقطت في الأرض مغشيا عليها ، أفاقت بعد أن رشتها سحر بالماء
– كيراز : حلمت حلما غريب كأنني رأيت الوحش
امامي
– سحر : كيراز كفي عن ترديد هذه الكلمة
– كيراز : ياالهي انه حقيقي لم يكن حلم
– سحر : كيراز توقفي عن مناداته بالوحش
– كيراز : ولكن
– سحر : كيراز
– كيراز : حسنا
– سحر : هذه كيراز صديقتي المقربة
– يمان: تشرفت بمعرفتك
– كيراز : وانا ايضا تشرفت بمعرفتك زوج اختي ،
واعتذر على ما بدر مني
– يمان : لا عليك
– سحر : ما كل هذا الضجيج ؟؟؟؟
– كيراز : إنه سليم يكسر ويصرخ
– سحر : ليس بالجديد
– كيراز : لا منذ أن تزوجت وهو على هذه الحال ،
كان مجنون وزاد جنونا اصبح مخيف كثيرا
– يمان : من يكون سليم؟؟؟؟
– سحر : صاحب المطعم الذي كنت اشتغل فيه
– كيراز : اذهبا الان قبل أن يراكما ويحدث مشكلة
– سحر : يمان هيا لنذهب
– يمان : أنا لست خائفا من احد ولن اذهب من هنا ،
أريد أن اراه واخبره بأن ينسى زوجتي ولايفكر فيها
حتى تفكير
دخل يمان للمطعم و هو يمسك يد سحر
– يمان : أريد مقابلة مديرك
– كوثر : ماذا ؟؟؟ انت
– سحر : يمان لاتفعل ارجوك هيا لنذهب
– يمان : لن اذهب قبل أن اهذب صانع الحساء
خرج سليم من مكتبه وفي يده قنينة خمر بعد أن سمع صوت سحر ، كان يتمايل ولا يقدر على الوقوف ، ماان رأها حتى ركض اليها ليحتضنها لكن يمان ابعدها وجعلها خلفه
– سليم ( وهو في حالة سكر ) : ماذا تفعل أنت؟؟؟؟
دعني احضنها لقد اشتقت لها كثيرا
– يمان : ابتعد فأنت رائحتك مثل الجيفة الحشرات
تخجل من الاقتراب منك
– سليم : لقد عرفتك انت الوحش الذي سرق
حبيبتي ….
طوق يمان يده على عنق سليم والصقه في الحائط
– يمان : سحر زوجتي ولاتربطك بها أية صلة وان
سمعتك تذكر اسمها على فمك النتن سأقتلع رأسك
من جسدك وارمي جثتك للكلاب
– سليم : لقد خفت كثيرا
– يمان : برأيي يجب أن تخاف فأنت لست ندا لي
– سليم : انت لاتحب سحر ولن تحبها مثلما احبها
انا …..
اشتعل يمان غضبا ورمى سليم على الطاولة ليكسرها وامسكه من ياقته وكان على وشك أن يلكمه ولكن صوتها اوفقه
– سحر : يمان لاتفعل هو يحاول استفزازك فقط
لاتسمح له بالوصول إلى مبتغاه
افلته يمان من يده ونفض جاكيته
– يمان : اليوم يوم حظك لو لم تكن سحر هنا لكنت
قطعتك اربا أيها النذل ، اذهب واستحم فرائحتك
الكريهة عكرت هواء ازمير النقي
استدار يمان الى سحر وامسكها من يدها وطبع قبلة خفيفة على خدها امام الجميع
– يمان : حبيبتي هيا لنذهب
– كيراز : هذا هو صهري
– كوثر : كم كنت أتمنى هذا اليوم واخيرا لقن احد
درسا لهذا السكير
– كيراز : رايت كيف تحول الوحش الى خروف بعد
أن كلمته الجميلة اوووه انا اشم رائحة حب في
الجوار
– كوثر : هههههه انا بسبب رائحة سليم الكريهة
فقدت حاسة الشم
– كيراز : لاتذكريني برائحته
………
غيرت اقبال شراشف السرير ووضعت واحدة جديدة واجمل ، ثم نظفت الغرفة جيدا ووضعت اجمل واطيب المعطرات
– إقبال : اصبحت رائحتها مثل المسك
– زحل : اوه امي شكرا جزيلا لك منذ مدة لم تنظف
غرفتي
– إقبال : لاداعي لشكري لانها ليست غرفتك بعد الان
– زحل : ماذا ؟؟؟؟
– إقبال: هذه الغرفة ستكون لسحر وزوجها
– زحل : أمي هل جننت؟؟؟؟ هذه غرفتي ولن تكون
لاحد غيري
– إقبال: سيمكثون فيها لايام فقط وعندما يغادرون
ستعودين لغرفتك
– زحل : ولكن
– إقبال: لاتضيفي أي كلمة لقد عادا
خرجت اقبال لتستقبلهما كانا امام الباب يتناقشان ، لم يكف يمان عن طرح الاسئلة بخصوص سليم
– سحر : توقف حبا في الله منذ أن خرجنا من
المطعم واسم سليم لا يغادر فمك
– يمان : هذا لأنني لم ارتح له رجل سكير ونذل
والاكثر من هذا مهووس بك
– سحر : يمان إلى ماذا تلمح؟؟؟؟
– يمان : لاألمح لشيء
– سحر : جيد
– إقبال: اسفة على مقاطعتكما ولكن العشاء جاهز
تجمعت العائلة على طاولة العشاء كان يوسف يترأسها ، رحب بصهره ودعاه لتناول طعامهم المتواضع
– يوسف : تفضل ياسيد يمان واتمنى ان تقبل علينا
– يمان : استغفر الله سيد يوسف لاتقل هكذا نحن
عائلة الا اذا كنت لاتعتبرني كذلك
– يوسف : هل يعقل شيء كهذا ؟؟؟؟ لقد نسيت
الماضي وطويت الصفحات القديمة
– يمان : ناديني بيمان فقط لاداعي لرسميات
– يوسف : وانت كذلك ياابني ناديني بعمي يوسف
– يمان : لك ذلك عمي يوسف
– إقبال : لاأعرف الطعام الذي تحبه لذا اعددت
اصناف متعددة من الطعام
– يمان : لتسلم يداك لم يكن عليك ان تطهي كل هذا
الاكل وتسرفيه
– إقبال : لاشيء يغلى على صهرنا الغالي فهذه اول
مرة تزور بيتنا ولم يكن فى وسعنا سوى أن نحسن
استقبالك واكرامك
– يمان : شكرا لك سيدة اقبال هذا من لطفك
– إقبال : نادني بخالتي فانا اعتبر الام الروحية لسحر
اليس كذلك صغيرتي ؟؟؟؟
– سحر ( باشمئزاز ) : اجل
– زحل ( بسخرية ) : بمثابة امها واكثر
– إقبال : هيا لنوقف هذه الاحاديث ونشرع في الاكل
فالطعام سيبرد
كانت اقبال تعامل يمان معاملة الطفل تصب جميع الاكل في طبقه ، لاتدع له المجال ليرفض
– إقبال: كل يا ابني لا تخجل
– سحر : هل توجد في هذه الاكلة الثوم ؟؟؟؟
– إقبال : اجل لماذا ؟؟؟؟
– سحر : يمان لايحب الثوم
– إقبال : آسفة ياابني لم اكن اقصد
– يمان ( بهمس ) : من أين عرفت بانني لااحب
الثوم ؟؟؟؟
ابتسمت سحر لتعود بذاكرتها للوراء :
– عدالة : سيدة سحر ماذا تفعلين هنا ؟؟؟
– سحر : أريد مساعدتك
– عدالة : لايمكن شيء كهذا فالسيد يمان سيغضب
ان عرف انني سمحت لك بدخول المطبخ
– سحر : لقد مللت كثيرا أريد أن أفعل شيء
– عدالة : يمكنك مشاهدتي ولكن لن تقتربي من شيء
والا سيضعني السيد يمان امام الباب
– سحر : أعدك لن اسبب لك المشاكل
– عدالة : حسنا
كانت سحر تراقب عدالة بتركيز وهي تعد العشاء ولاتكف عن الأسئلة ، الى ان رأتها ابعدت الثوم ووضعته جانبا
– سحر : خالتي عدالة لماذا استأصلت الثوم ؟؟؟؟
– عدالة : السيد يمان لايحب الثوم ولايحب ان يراه
حتى ، انصحك ياابنتي ان لاتدعي السيد يمان يشم
فيك رائحة الثوم والا هجرك
– سحر : هل لهذه الدرجة؟؟؟؟
– عدالة : هههههه الى هذه الدرجة واكثر
أفاقت سحر من شرودها لتجد يمان ينتظر جوابا لسؤاله تهربت من الاجابة والتوتر بادي على وجهها
وبعد الانتهاء من وجبة العشاء ذهبت سحر ويمان لغرفتهما بمرافقة اقبال
– إقبال: تفضلا هذه غرفتكما
– سحر : لكن هذه غرفة زحل
– إقبال : اجل انها غرفة زحل لان غرفتك ممتلئة
بالخردة والاغراض القديمة انت تعرفين عندما
غادرت اردنا ان نستغل تلك الغرفة
– يمان : هذا ليس سببا مقنعا فسحر لم تغادر نهائيا ،
حتى وإن تزوجت فيبقى هذا بيتها وتلك الغرفة
غرفتها
– سحر : حسنا لاتوجد مشكلة نحن سنتدبر أمرنا
يمكنك المغادرة
– إقبال: تصبحان على خير
خرجت اقبال من غرفتهما لتجد زحل تراقبها بعيون غاضبة ، امسكتها من يدها وادخلتها لغرفة سحر القديمة التي كانت تعج بالاغراض القديمة والخردة
– إقبال : ما سبب هذه النظرات ؟؟؟؟
– زحل : هل تريدين مني ان انام بين هذه
الخردة؟؟؟؟
– إقبال : هذه الخردة راجعة لك انت من وضعتها هنا
وانت من قدر لها ان تنام بينها
زحل : ماذا يحدث لك امي منذ أن عادت وانت
تستلطفينها وتعامليها معاملة جيدة عكسي تماما
– إقبال: حتى لو شرحت لك لن تفهمي ايتها الغبية
– زحل : ماذا ستشرحين ؟؟؟؟ أمي ادخلي في صلب
الموضوع وكفي عن اللف والدوران
– إقبال : ارأيت كيف وقف يمان في وجه ابيك وكيف
يعاملها ؟؟؟؟ أنا فكرت ثم فكرت ووجدت أنه إذا
اردت التقرب من يمان يجب أن اتقرب من تلك
المدللة اولا
– زحل : ولماذا انت تريدين أن تتقربي من ذلك
الوحش ؟؟؟؟
– إقبال: قلت لك غبية اصلا بسبب غباءك خسرت
فرصة من ذهب
– زحل : عن اي فرصة تتحدثين ، أمي انا لم اعد
افهمك
– إقبال : لو انك وافقت على الزواج من ابن الاغا
ماكنت سأضطر لمعاملة سحر معاملة السيدة ، لقد
تقدمت لك فرصة من ذهب لتنقذي نفسك وتنقذيني
معك من الفقر وتصبحي انت الكنة الوحيدة لعائلة
لكريملي وانا اصبح نسيبة الاغا ولكنك ركلتها
– زحل : هل جننت كيف تريدين مني ان اتزوج من
رجل قبيح ذو وجهه مشوه
– إقبال : ومااهمية الجمال ان كان بدون مال؟؟؟؟
يمان صحيح قبيح ولكن ثروته تغطي قبحه ، هو
يعتبر قارون زمانه له من المال مالايعد ولا يحصى
لوتزوجت به كنت ستعيشين في الرفاه وتحصيلي
على ثروة لكريملي ماان تلدي طفلك ليصبح الحفيد
الاول للاغا والوريث الشرعي لثروة لكريملي
– زحل : أنا لايهمني المال ولا حتى ثروة لكريملي كل
مايهمني ان تخرج تلك المتشردة من حياتي
– إقبال : انسي ذلك فانا لن أترك فرصتي الاخيرة
للنجاة من هذا الفقر تضيع من بين يدي بسبب
غيرتك ، ان لم تجعلني ابنتي الوحيدة نسيبة الاغا
فتلك المدللة ستفعل
– زحل : انت تحلمين كيف تتوقعي شيء كهذا ؟؟؟؟
سحر طيبة ولكنها ليست غبية لتأخذ في حضنها
المراة التي حرمتها من حريتها وعذبتها لسنوات
– إقبال : اجل هي ليست غبية ولكنها ليست بذكائي ،
سافعل كل مافي جهدي لاستحوذ على ممتلكات
الكريملي
– زحل : لقد اعمى الطمع عينيك واصبحت تعيشين
في الاحلام
– إقبال : دعيني انا في احلامي فيوما ما ستتحقق
اما انت فنامي بين هذه الخردلة لعل عقلك يعود
لرأسك وتفتحي عينيك
بعد خروج اقبال بقيا ينظران لبعض بخجل وتوتر ، كانت الغرفة تحتوي على سرير واحد ، تحركت سحر من مكانها وهي ستسقط من الخجل لتخرج لحاف وغطاء وتفرشه في الارض
– سحر : نم انت على السرير وانا سأنام هنا
– يمان : لايمكن شيء كهذا انا سأنام هنا نامي انت
على السرير
– سحر : انت لست معتادا على النوم في الأرض
– يمان : وكأنك انت معتادة
نام يمان على الأرض وترك سحر وافقة في مكانها اعاد كلامه ذكرياتها السوداء لتفر دمعة من عينها
– سحر : ولكني معتادة
استسلمت لعناده ونامت في السرير ، أما هو ماان رأها اغمضت عينيها حتى التفت اليها ليتأملها ويشبع روحه بالنظر لوجهها أصبحت عادة له ان يراقبها اثناء نومها
– يمان : أدمنتك وادمنت تأملك ان غبت عني للحظة
غابت شمسي المنيرة وقمري المضيء ، انا بدونك
كالبحر بلا ماء لااكون انا الا وانت بجانبي بدونك
اضيع في هذا العالم المظلم
خرج يوسف في الصباح الباكر وتوجه إلى الحقل في حين ذهبت اقبال وابنتها لسوق بعد تناول طعام الإفطار لتبقى سحر ويمان لوحدهما كانا يجلسان في الحديقة
– سحر : لماذا تركت عملك واتيت خلفي ؟؟؟؟
– يمان : لانني لم أرد أن اتركك تاتين لوحدك تعرفين
العادات
– سحر : ولكن عملك اهم من العادات
– يمان : لاتقلقي فأنا اسبق الاهم دائما
– سحر : حسنا انت ادرى ، هل تريد أن تشرب
شيء ؟؟؟
– يمان : اجل أريد أن اتذوق القهوة من يديك
– سحر : ألم تتذوقها من قبل
– يمان : لا
– سحر : حسنا ليست مشكلة انا سأعد لك قهوتك
– يمان : سادة من فضلك
– سحر : حسنا
بعد خمسة عشر دقيقة عادت سحر وفي يدها صينية القهوة ، مدت يمان بفنجانه ليبهر من لذتها من اول رشفة
– يمان : لذيذة جدا لتسلم يداك
– سحر : فرحت لانها اعجبتك
– يمان : اعجبتني وكثيرا لم اتذوق الذ منها قط
– سحر : انت تبالغ
– يمان : هذه الحقيقة انا لاابالغ
بعد أن انهيا شرب القهوة استاذن يمان من سحر لذهاب لزيارة العم يوسف
– يمان : على اذنك انا سأذهب لزيارة العم يوسف
– سحر : جيد انا ايضا سأقابل كيراز
– يمان : هل ستذهبين الى المطعم؟؟؟
– سحر : لا اليوم يوم اجازتها لذا سنلتقي في
الحديقة
– يمان : حسنا اتمنى لك قضاء وقت ممتع مع
صديقتك
– سحر : ولك ايضا
– يمان : الى اللقاء
مر يمان في طريقه على الحي لتخترق ثرثرة نساء الحي سمعه
– المراة 1 : ارايت ابن الاغا كيف عامل روزجار وبقية
الأطفال
– المراة 2 : اجل لم اكن اتوقعه بهذه الطيبة
– المراة 1 : ولا انا
– المرأة 2 : نحن لم نكن نتوقع ولكن سحر رأت
طيبته وقبلته زوجا لها
– المراة 1 : اتمنى ان يحسن لها ويعاملها معاملة
جيدة فتلك الصغيرة لاتستحق ماعاشته
– المراة 2 : ابنتي الجميلة صاحبة اجمل قلب ذاقت
الويل منذ وفاة امها اتمنى ان تتغير حياتها للاحسن
بعد زواجها
– المراة 1 : انا اجزم لك ان تلك الحية اقبال هي من
جبرتها على الزواج ، فالاغا لن يخطب لابنه فتاة في
العشرين من عمرها لاتزال صغيرة على الزواج وغير
مؤهلة لتحمل مسؤولية كهذه
– المراة 2 : من الجيد انها اجبرتها اذا والا ماكانت
تلك المسكينة نجت من عذابها وشرها
كلام النسوة كان اجابة للاسئلة التي كانت عالقة في ذهن يمان ، فهم الان السبب الذي جعل سحر تقبل بالزواج منه ، وفهم نوايا اقبال وتقربها منه
– يمان : الان اتضح كل شيء وحان الوقت لوضع كل
شخص في مكانه المناسب
اكمل طريقه وتوجه إلى الحقل حيث كان العم يوسف يشتغل فيه بجد ومثابرة
– يمان : مرحبا عمي يوسف
– يوسف : مرحبا ابني لم اتوقع رايتك
– يمان : اردت ان أمر وارى ان كنت بحاجة للمساعدة
– يوسف : شكرا لك ياابني لست بحاجة لمساعدة
– يمان : لقد عادت الروح لهذه الارض منذ اخر مرة
رأيتها
– يوسف : كل ذلك بفضل دعم الاغا والا ماكنت
استطعت أن اوصلها الى ماهي عليه
– يمان : الأرض ارضك والعمل عملك نحن مددنا لك
يد العون فقط
– يوسف : وانا اشكركما على ذلك لولاكما ماكانت
ستصبح هذه الأرض القاحلة حقلا في يوم من الايام
– يمان : بل انا من اشكرك فلقد قدمت لي الكثير
( اشكرك كثيرا لولاك ماكنت تعرفت على اجمل فتاة
وارق قلب وانقى روح )
بعد دقائق من مغادرة يمان وصلت كيراز ، لتحتضن صديقتها وتعبر عن اشتياقها لها كما انها استغلت الفرصة وطرحت اسئلة بخصوص القصر وعائلة لكريملي لتشبع فضولها
– سحر : هل انتهيت من تحقيقاتك؟؟؟؟
– كيراز : ليس تحقيق وانما فضول
– سحر : اعرف فعيني لم ترى احدا بفضولك
– كيراز : كيف علاقتك مع زوجك؟؟؟
– سحر : جيدة جدا
– كيراز : كيف جيدة ؟؟؟ هلا شرحت لي ؟؟؟؟
– سحر : ماذا ساشرح لك؟؟؟ جيدة وحسب
– كيراز : لااعرف ان كنت منتبهة او لا ولكن عندما
يكون الموضوع يمان تتحولين وتصبحين فتاة
أخرى ، وياويله من يتكلم عليه أو يلقبه بالوحش
فذلك اليوم سيكون اسوء يوم في حياته لانه لن
يسلم من لسانك
– سحر : ماذا تقصدين ؟؟؟؟
– كيراز : انت من أجل يمان تقفين في وجه الجميع
وتدافعين عنه كالزوجة التي تحب زوجها
– سحر : عن أي حب تتحدثين ،؟؟؟ انت تعرفين
جيدا السبب الذي دفعني للزواج بيمان
– كيراز : ذلك كان قديما اما الان
– سحر : لاشيء تغير انت فقط من تضخمين
الموضوع
– كيراز : إن قلت هذا فليكن ياصديقتي
في المساء بعد أن عاد يمان ويوسف من الحقل وتناولوا طعامهم ، خرج يمان للحديقة وجلس يراقب النجوم ، لتلتحق به سحر وهي تحمل في يدها بطانية
– سحر : جلبت لك هذا فالجو بارد
– يمان : تعالي اجلسي بجانبي فالجو جميل
– سحر : هل تحب مراقبة النجوم ؟؟؟؟
– يمان : اجل وانت ؟؟؟؟
– سحر : وانا أيضا
جلست بجانبه وتشاركا البطانية كانا يراقبان النجوم ويخرج كل واحد من هما مايخفي في جعبته عن علم الفلك الى ان احس يمان بثقل على كتفه ، ليلتفت ويجد سحر غطت في نومها واستقلت قطار الاحلام ، عدل الغطاء على كتفها ووضع رأسه
أفاق يمان واحس برأسه يؤلمه ورقبته على وشك الانكسار ، بحث بعينيه في الاطراف فلم يجد سحر ، دخل البيت وبحث في كل ركن فلم يجدها
– يمان : أين أنت؟؟

يتبع…..

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية الجميله والوحش)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى