رواية عشق مهدور الفصل السابع والثلاثون 37 بقلم سعاد محمد سلامة
رواية عشق مهدور الجزء السابع والثلاثون
رواية عشق مهدور البارت السابع والثلاثون
رواية عشق مهدور الحلقة السابعة والثلاثون
بشقة آيسر
نظرت شكران الى سهيله التي إنتهت من معاينة روميساء بقلق سأله: خير يا سهيله روميساء مالها؟
تبسمت سهيله تعلم طيبة قلب شكران منذ طفولتها من بدايه معرفتها بها كانت دوما طيبة القلب وحنونه، نظرت الى روميساء قائله: طنط قلقانه عليك أوي.
تبسمت روميساء وهي تنظر ل شكران التي أصبحت بمكانه خاصه لديها تشعر معها بمشاعر إفتقدتها منذ أن كانت طفله، تشبه مكانة الأم، ثم قالت بإمتنان: والله طنط شكران قلبها طيوب وعطوف بحسها متل أمي.
ضمتها شكران التي كانت تجلس جوارها فوق الفراش قائله: إنت في قلبي زى بنت، أنا كان نفسى ربنا يرزقني ببنت بس ربنا محرمنيش من البنات كانت يارا بحبها زى بنت وكمان سهيله وإنت التالته بقيت بينت من أول مره شوفتك فيها دخلت قلبي قولت آيسر عرف يختار جمال وأخلاق مع آنى كنت خايفه من إختياره بس ربنا إستجاب لدعائى له ورزقه بيك، لما قالي إنه لقي فتاة أحلامه، خوفت وقولت عايشه في بلد اوربيه أكيد إطبعت بطباعك، بس لما قابلتك في المطار قلبي إنشرح لك وقولت آيسر بيفهم كويس، وربنا آتاه بجوهرة.
تبسمت روميساء وهي تضم نفسها اكثر بحضن شكران قائله: والله يا طنط أنا نفس الشعور من ناحيتك، حتى إنت السبب إنى إتقبل غلاظة آيسر.
ضحكت شكران قائله: غلاظة، بس إعترف آيسر مرح ويتحب، وكمان آصف يتحب.
قالت شكران هذا عن عمد وهي تنظر الى سهيله التي إدعت إنشغالها بوضع سماعتها الطبيه بالحقيبه، تشعر بمشاعر مختلطه لا تفهم أي شعور يضغي عليها، بينما سألت شكران بإستخبار: مقولتيش روميساء مالها يا سهيله؟
نظرت سهيله ل روميساء وتبسمت قائله: أعتقد رميساء عندها خلفيه عن سبب حالتها دى.
خجلت روميساء للحظه ثم أومأت قائله: بصراحه عندي شك، حتى إشتريت إختبار بس ما إستعملته.
تبسمت سهيله تشعر بغصه في قلبها قائله: مفيش داعي للإختبار، لأني بأكدلك أنه صحيح أنا دكتورة أطفال مش نسا، بس بخبرتى كطبيبه متواضعه بأكدلك الوضع.
تجول نظر شكران بينهن بعدم فهم ثم سألت بإستخبار: ما تفهمونى أيه هو الوضع اللى بتتكلملوا عنه.
تبسمت روميساء بحياء، وظلت صامته بينما تبسمت سهيله قائله بسؤال: أقولها أنا والا إنت، أقولك هقولها أنا، جهزي نفسك يا طنط شكران قريبا هتاخدي لقب تيتا شكران .
تفاجئت شكران ونظرت ل روميساء وضمتها بمودة قائله بفرحة: ألف مبروك يا حبيبتي عقبال ما تقومي بالسلامة.
بينما غص قلب سهيله حين رأت رد فعل شكران، ماذا لو أخبرتها أنها أيضا حامل بالتأكيد ستزداد فرحتها وتكون مضاعفة، لكن لديها هاجس خوف من رد فعل آصف، لتؤجل الآمر لاحقا.
بعد وقت قليل
بمكتب آصف، أثناء إنهماكه في مراجعة إحد القضايا صدح رنين هاتفه
ترك الملف وجذب هاتفه تبسم حين علم هوية المتصل عليه وقام بالرد سريعا: خير ياماما روميساء بقت كويسة.
تبسمت شكران قائله: بقت بخير يا حبيبي، أنا متصله عليك عشان أقولك إنى هبات الليله مع روميساء في شقة آيسر، وسهيله رجعت الشقه، وإنت عارف صفوانه في البلد وسهيله بتخاف تبقى في الشقه لوحدها، بلاش تتأخر في الرجوع زى عادتك.
تبسم قائلا: تمام ياماما مش هتأخر في الرجوع للشقه.
-تمام، تصبح على خير.
-وإنت من أهله ياماما.
قال تلك الجمله وأغلق الهاتف وضعه أمامه على طاولة المكتب وتنهد بإشتياق وتذكر ذاك المغلف، فكر قليلا، لديه يقين أن سهيله لن تخبره ولا يعلم رد فعلها، نفى عقله تمام فكرة
أن تفكر سهيله بالإجهاض، ليس حب به بل لأن لديها أخلاق، تنهد مطولا ثم حسم عقله وأغلق ذاك الملف وجذب هاتفه وغادر المكتب متوجها خلف قلبه المشتاق.
قبل دقائق وصلت سهيله الى الشقه.
دلفت الى غرفتها مباشرة وضعت حقيبتها الطبيه والخاصه فوق الفراش وجلست عليه فتحت ذاك الدرج وأخرجت ذاك المغلف، عاودت قراءة النتجه تشعر بتوهان في عقلها، وتسأل كيف حدث هذا الحمل الغير منطقي، آصف كان غير واعيا، حقا تجاوب جسده معها وعاد له الدفئ لكن…
ولكن، وعقلها غير مستوعب ذلك، تشعر كأنها مشوشة العقل…
فى خضم ذلك التشويش تذكرت أنها بالشقه وحدها، للحظه إرتجفت وشعرت بالرهبه ووبخت نفسها: كان فين عقلك ليه متحججتيش بإن روميساء ممكن يجيلها هبوط مره تانيه وكنت قضيتي الليله هناك بدل الخوف اللى إنت فيه ده، وآصف أساسا متعود يرجع بعد نص الليل.
زفرت نفسها تحاول السيطرة على تلك الرهبه ونهضت قائله: التحليل ده وإختبار الحمل لازم أخفيهم لحد ما أتأكد من دكتورة نسا باليقين.
إستهزأت من تفكيرها الأحمق قائله: يعني إختبارين وبرضوا عقلك مش مصدق وعاوزه تأكيد من دكتورة وأنت لسه من شويه بمجرد كشف بسيط عرفتي إن روميساء حامل، المفاجأة أثرت على عقلك يا سهيله، أفضل حاجه أنا أخد شاور وبعدها أحاول أنام، يمكن أكون في كابوس والصبح أصحى منه حتى هحاول مفكرش إنى في الشقه لوحدي.
وضعت ذاك المغلف ومعه إختبار الحمل المنزلى، بداخل أحد أدراج الدولاب واغلقته بمفتاح خاص ثم جذبت منامه خاصه بها ذهبت نحو الحمام، وخرجت بعد قليل، لكن شعرت ببعض البرد قائله: البيجامة بسبب الميه اللى في شعري طوقها إتبل ولو نمت بها هسقع، صحيح إحنا بقينا في الربيع والجو دفا، بس الجو ده بيبقى فيه دور البرد منتشر، أحسن حل أغير الجزء اللى فوق من البيجامه وألبس جزء تاني ناشف.
توجهت نحو الدولاب جذبت منامه أخرى وضعتها على الفراش ثم خلعت ذاك الجزء العلوي، لكن فجأه أنكمش جسدها حين سمعت صوت إغلاق باب، تلاعب بعقلها الخوف لكن سرعان ما نهرت ذلك، وتغاضت عن ذلك قائله: صوت فتح الباب أكيد وهم، أسرح شعري وبعدها أغير البيجامه، وأحاول أنام بعدها.
بالفعل إنتهت من تصفيف شعرها ثم خلعت الجزء العلوي من منامتها وابدلته بجزء آخر، لكن للحظه شهقت بخضه حين رأت إنعكاس آصف في مرأة الزينه، تنهدت بتفاجؤ قائله: آصف!
تبسم على ملامح وجهها قائلا: مالك إتخضيت كده ليه؟
هدأت قليلا قائله: مفيش، بس إستغربت رجوعك بدري.
إقترب من مكان وقوفها بمنتصف الغرفه قائلا: لقيت نفسي مرهق قولت أجي للشقه أفصل دماغي يمكن يرتاح عقل، زي قلبي مش بيرتاح غير هنا وإنت جنبي.
نبرة آصف الهادئه أثرت عقل سهيله وهي واقفه مكانها تشعر بهدوء نفسي الى أن أصبح آصف أمامها مباشرة رفع يديه وذم طرفي ردائها قائلا: رغم إننا في الربيع بس الطقس لسه فيه نسمة برد قاسيه.
للحظه شعرت سهيله برجفه كذالك خجل بسبب خضتها لم تقوم بإغلاق المنامه، إبتلعت رمقها وظلت صامته فقط تنظر الى آصف الذي ينظر لها هو الآخر شعور ليس غريب يضغى عليه وهو ينظر الى يديها اللتان ترتعشان وهي تعلق أزرار منامتها، حركة يديها وهي تغلق المنامه مع نظرة عينيها له كانت مثل تدفق عذب وهو يشعر بالإفتتان بشفاها اللتان زمتهما وحادت ببصرها عن النظر له تتدعي النظر الى منامتها تكمل غلق بقية الأزرار، حتى تجرأ آصف وضع يديه فوق يديها، تركت غلق المنامه ورفعت رأسها تنظر لوجهه مره أخري مشاعر غريبه تشعر بها، عينيه الصافيه التي كانت دائما تخشى النظر لها حتى لا تضعف أمامه وتعترف أنها كانت تهيم به مثلما كان دائما يخبرها بجرآة، كانت تقابلها دائما بالتهرب، لكن فجأة شعرت بدوخه طفيفه ومعها ذكرى تلك النظارة السوداء الذي كان يضعها حول عينيه، أغمضت عينيها وغص قلبها لتلك الذكري وزمت قلبها الذي تهاون بجرح الماضي، تبدلت ملامحها وعادت للخلف وإبتعدت عن يديه وأكملت غلق منامتها، قائله بتهرب: طنط شكران هتبات الليله مع روميساء، أنا كنت هنام تصبح على خير.
شعر آصف بتبدل ملامحها كذالك إبتعادها عنه للخلف وكذالك حديثها كآنه تود إبتعاده عنها شعر بوخزات قويه في قلبه تحمل ألمها سائلا: وهي روميساء مريضه أوي كده لدرجة ماما تبات معاها.
نفت سهيله برأسها قائله: لاء، بس طنط شكران قلبها رهيف وخافت على روميساء تطاوع نفسها على قلة الأكل وترجع تدوخ تاني، رغم إن ده شئ يعتبر عادي بالنسبة لحالة روميساء.
تسأل آصف بفضول: مش فاهم يعني أيه عادي بالنسبه ل روميساء.
تبسمت سهيله قائله بتفسير: روميساء حامل وطبيعي تنفر من الأكل، بس طبعا طنط شكران أصرت تفضل معاها ترعاها.
تبسم آصف وهو يتخيل فرحة شكران بهذا الخبر، تمنى لو كانت سهيله هي الأخرى أخبرتها أنها حامل ولا تبقي ذلك سرا مخفيا، كذالك تمنت سهيله، لكن لديها هاجس يمنعها.
تهربت من نظرة عيني آصف لها قائله: أنا كنت هنام تصبح على خير.
شعر آصف بنغزات في قلبه يعلم أنها تتهرب منه وربما لا تود بقاؤه معها بالغرفه أكثر، تمني أن يظل معها وقت أطول فقط يتحدثان، لكن بتردد وخطوات متأنيه توجه نحو باب الغرفه الى أن خرج من الغرفة تنهدت سهيله وشعرت بأن ساقيها أصبحن مثل الهلام جلست فوق الفراش ثم تمددت بظهرها عليه وضعت يدها فوق بطنها تفكر لما هي تائهه الى هذا الحد لما لا تتخذ قرارا حاسم وتخبر آصف بحملها وتعرف رد فعله ربما ترتاح نفسيا، لكن ذاك الهاجس مازال يسيطر عليها وذكري الماضي تطارد عقلها حين وهمها بأنه يصدق برائتها، وذكريات تعود لخيالها، دموع سالت من عينيها خوف من الخذلان مره أخري، إعتدلت على الفراش وأغمضت عينيها تعتصر تلك الدموع تود أن يذهب عقلها الى غفوه يفصل عن كل ما يؤرق قلبها وعقلها.
بينما آصف دخل الى غرفته يزفر نفسه بإشتياق ملوع جلس فوق أحد المقاعد بالغرفه وتلك الذكرى عادت لخياله مره أخري.
ذكرى سامر وهو مذبوح وذاك الضماد التي وضعته سهيله كانت تود إنقاذه مثلما فعلت معه لكن الوقت نفذ منها بسبب ذاك المجرم الذي ضربها على رأسها وبخطأ في الأدله بسبب بصامتها التي كانت فوق المبضع، توجهت لها تهمة القتل، حاولت إنقاذ حياتها بكذب وهي تحاول الحفاظ على حقيقة سامر التي لو كانت قالتها ربما ما كان صدقها أيضا.
وكانت وصمة إلتصقت بهم، يتوغل الى قلبه الندم بسبب تسرعه بعدم سماع الحقيقه منها، الذي مازال يدفع ثمن هذا التسرع الى الآن
هو وزوجته، بل حبيبة قلبه بينما بضع خطوات وأبواب ليست مغلقه لكن يخشى الصد من سهيله، زفر نفسه يشعر بإشتياق جارف، حسم أمره ونهض متوجها الى غرفة سهيله حتى لو صدته سيتحمل يكفيه أن يضمها بين يديه…
دخل الى غرفة سهيله نظر نحو الفراش كانت نائمه، إقترب من الفراش وجلس عليه، ينظر نحوها للحظات قبل أن يجلس على طرف الفراش ومازال ينظر لها وهي نائمه كانت بريئه كذالك عاد لوجهها المرونه، مد يده لامس شفاها بأنامله يتحكم بقلبه الشوق والتوق لقبلة، إقترب أكثر من شفاها ولم يتوانى للحظة حتى لو إستيقظت سهيله لن يتراجع عن تلك القبله، بالفعل قبلها قبله رقيقه ثم ترك شفاها ونظر لتعابير وجهها تنهدت تبدوا غارقه بالنوم تبسم وهو ينهض واقفا ينظر الى وجهها إنحنى وقبل جبينها ثم إستقام وغادر الغرفه يشعر ببعض الراحه في قلبه، بينما سهيله فتحت عينيها وإستنشقت الهواء تلتقط انفاسها التي كتمتها حتى لا يعلم آصف أنها مازالت مستيقظه او تعود للضعف أمامه أو تنتهى هذه الليله وهي بين يديه وتخبره بما تخفيه وقد يفسد الأمر رد فعله الغير متوقع.
بينما آصف عاد لغرفته وتسطح على الفراش يتنهد بإنشراح يستشعر مذاق تلك القبله بسعادة، يعلم أن سبب إبتعاد سهيله وإخفاؤها عنه انه حامل بسبب عدم ثقتها به، آن الآوان لذلك أن يزول، ويبدئا من جديد بوضوح مشاعر حقيقيه.
بعد مرور يومين
بشقة آصف
جلسن شكران وصفوانه معا يتحدثان بود تبسمت صفوانه قائله: وشك نور وصغرتى في الكام يوم اللى غبتهم عنك، أكيد السبب فرحتك بإن روميساء حامل.
تبسمت شكران بإنشراح قائله: أنا فرحانه أوي، وبدعى ربنا يتمم ليها على خير.
تبسمت صفوانه قائله: انا سبقتك وبقيت جدة من زمان، بس هقولك دى فرحه متتوصفش في القلب، إنك تشيلى عيال ولادك.
واقفتها شكران قائله: فعلا، هقولك كمان سهيله حامل.
تبسمت صفوانه قائله: ما انا كمان عارفه، شكلها مش خايل عليا ولما لمحت لها قالتلى قال أيه برد في معدتها، وفكرتني صدقتها.
تنهدت شكران بغصه قائله: مش عارفه هي مخبيه ليه، حاجه زى دي تفرح القلب كمان تقرب بينها وبين آصف، انا فكرت بعد رجوع آصف من المستشفى أنهم هيناموا في أوضة واحده زى أى إتنين متحوزين بس رجعوا زى ما كانوا كل واحد في أوضه.
وضعت صفوانه يدها فوق كف شكران قائله: ده وضع مؤقت وكلها مسألة وقت، بس تفتكري سهيله حامل من أمتي، أيام ما كانت بتبات مع آصف في المستشفى.
زغرت شكران ل صفوانه بإستهزاء قائله: وآصف لما كان في المستشفى كان فيه حيل، ده كان بياخد مسكنات تهد أسد، ومعظم الوقت كان بيبقى نايم، أكيد من قبلها قلبي بيقولى كده.
تفهمت صفوانه قائله: صح، بس هتخفى حملها قد أيه على رأي المثل
اللى بتحبل في الضلمه بتولد في النور.
ضحكن سويا بتوافق.
بعد الظهر بشقة آصف.
جلست سهيله مع كل من شكران ويارا التي فاجئتهم بالزيارة كان يسود بينهن الود والوفاق، ومرح صفوانه التي انضمت لهن الى أن سمعن قرع جرس باب الشقه كادت صفوانه أن تنهض لكن نهضت سهيله قائله: خليك وأنا هشوف مين.
تبسمت صفوانه وظلت جالسه بينما سهيله فتحت باب الشقه تبسمت بمفاجأة قائله: طاهر، أيه المفاجأة الحلوة دى، تبسم وهو يضمها بأخوة قائلا: وحشتيني كنت بوصل رحيم للكليه وقولت أجي اطمن عليك وأسلم على طنط شكران بالمره كمان اوصلها سلامات تيتا آسميه.
تبسمت سهيله قائله بدلال: يعنى لو مكنتش بتوصل رحيم مكنتش أفتكرتني.
ضحك طاهر قائلا: أنا وصلته مخصوص عشان أجي أشوفك.
تبسمت له قائله: تعالى ندخل حظك طنط شكران هنا في الشقه.
تبسم طاهر وهو يسير خلفها الى ان دخلت الى تلك الغرفه تبتسم قائله: كويس النهارده نبطشية شغلى إنتهت قبل الضهر عشان ربنا حابب إن اقابل يارا وطاهر الإتنين كانوا واحشني أوى.
تبسمت كل من صفوانه وشكران التي نظرت نحو يارا التي خفتت بسمتها وسأمت ملامحها شعرت بغصة قلب عليها، بينما شعرت يارا بخفقان زائد في قلبها الذي ينتفض بداخلها بضراوة تشعر كآن جسدها أصبح كتلة صخريه لم تستطيع النهوض، حينما رحبت شكران به بترحاب وفير، وهو لم يخجل وإقترب منها وإنحني يقبل يدها، تبسمت له ووضعت يدها على كتفه ببسمة إمتنان قائله: والله لما رحيم كان هنا سألته عليك وأكيد بلغك سلامي.
تبسم لها بقبول قائلا: وصل يا طنط.
تبسمت له قائله: واقف ليه إقعد إنت مش غريب، وأظن كل اللى هنا تعرفهم، انا وخالتك صفوانه وكمان يارا زى بنت بالظبط معزتها وغلاوتها من غلاوة سهيله وروميساء مرات آيسر.
رمق طاهر يارا التي تود لو انها تنهض وتغادر تنزوي مع قلبها ترثيه، لكن لو وقفت سيخونها جسدها ظلت جالسه صامته فقط تستمع لحديث الجميع من حولها، بينما طاهر كان بين الحين والآخر يرمقها بنظرة ينفطر قلبه ليست تلك يارا التي قابلها لأول مره وشعر نحوها بالتعالى والكبر، هنالك إختلاف واضح حتى من حكايات سهيله عنها أمامه دون قصد، يارا أصبحت شخصيه أخري.
مزحت صفوانه بقصد قائله: قولى يا طاهر، مفيش كده أخبار حلوه إننا هنفرح بعروستك قريب.
تبسم طاهر ونظر نحو يارا التي أخفضت وجهها تستشعر صدمه حين يخبرهم أن هذا قريب، لكن خاب ظنها حين أجاب بمزح: عندك عروسه ليا يا خاله صفوانه.
تبسمت صفوانه ونظرت نحو شكران فهمن نظرات بعضهن واجابت: البنات المحترمه كتير، يمكن قدامك منهم، ربنا يرزقك باللى تسعد قلبك.
نظر طاهر نحو يارا التي مازالت تخفض وجهها قائلا: آمين، بس أعتقد إنى مش هتجوز الأجازة دى، ممكن أخطب والجواز يبقى الاجازة الجايه يعنى بعد سنه.
تبسمت شكران قائله: ربنا يرزقك على قد نيتك الطيبه، بورده تبهج قلبك.
كان حديثهم به بعض التوريه والتلميحات حول يارا التي لو تستطيع النهوض لفرت هاربه، كذالك طاهر فهم تلك التلميحات وتمني فعلا أن تكون يارا من نصيبه لكن هنالك عقبة.
أسعد شعيب بالتأكيد لن يوافق على نسب بسيط لإحدي بناته لابد أن يكون ذا سطوه وإسم عائله عريقه، لكن لن يستسلم هذه المره ويظلم نفسه بل سيجازف والسؤال أولا
ل يارا.
بعد مرور أسبوع
بذاك المطعم
بعد الظهر.
تبسمت هويدا حين رات أسعد ينهض واقفا يستقبلها بالترحاب ثم جلست قائله: طلبت تقابلني.
رد أسعد بهدوء: كنت عاوز أستفسر على بعض أمور الحسابات كنت طلبتها من مدير الحسابات وقالى إنك تقريبا إنت اللى خلصت الحسابات دي وإنك الادري بيها.
تبسمت قائله: يعني طلبت تقابلني عشان شغل كان سهل تستدعيني للمقر وانا كنت جبت لك الحسابات دى وجاوبتك على أى إستفسار.
رد ببساطة: حبيت نتقابل في مكان مفتوح خارج المكاتب، خلينا نتغدا الاول وبعدها نبقى نتكلم في الحسابات اللى عاوز أستفسر عنها.
اومأت براسها قبولا.
بعد وقت إنتهوا من تناول الطعام وقام النادل بفض السفره نظر لها أسعد سألا: تحبي تشربي حاجه: ردت هويدا: أشرب شاي أخضر.
أخذ النادل طلبيهم وغادر بينما عن قصد تعمد لفت نظر هويدا حين أخرج من جيبه تلك سلسلة المفاتيح وقام بوضعها فوق الطاوله، يدعى أنه كان يخرج هاتفه قائلا: أنا كنت مدون الحسابات اللى كنت عاوز.
لم يكمل أسعد بقية حديثه بعد ان أصاب في لفت نظر هويدا التي تخابثت وجذبت سلسلة المفاتيح قائله بنبرة إستفسار: جبت الدلايه دى منين، دى شبه اللى سبق وشوفتها مع عادل طليقي…
توقفت للحظات ثم جملت قولها: قصدي شبه الدلايه اللى خطفها منى عشان معرفش مين صاحبها.
نظر لها أسعد سألا: متأكدة إنها دى، قصدي كانت شبه دي.
ردت هويدا بتأكيد: مستحيل انسي شكلها، لآن كنت بترجا أنه يفكر في إبننا قبل الطلاق عادل وقتها مهتمش وكسر قلبي.
شعر أسعد بالغضب قائلا: هويدا هسألك سؤال ياريت تجاوبيني عليه بصراحه.
ردت هويدا ببراءة مصطنعه: أنا كنت صريحه معاك من البدايه انا أساسا ماليش في امور اللوع بحب أبقى دوغري.
تفهم أسعد سألا: تمام، هويدا إنت لسه بتحب عادل طليقك يعنى في فرصة ترجعى له؟
تنهدت للحظات قبل أن تدعى الآسف قائله: لاء، عادل كسر قلبي وقدرت أتغلب على مشاعري ناحيته وأبقى غبيه لو فكرت أرجع لشخص ذلني وخاني، حتى إبني الافضل له يتربى بعيد عن عادل عشان أساسا مكنش حنين عليه.
تبسم أسعد قائلا بمفاجأة: تتجوزيني يا هويدا.
إنصدمت هويدا ونظرت له بذهول لكن إدعت الظن أنه يمزح قائله: حضرتك أكيد بتهزر.
رد أسعد بتأكيد: لاء مش بهزر يا هويدا وانا مش بقدم العرض مرتين.
نبرة تعالى أسعد ضايقت هويدا لكن تغاضت عنها وقالت بسؤال: طب ومدام شهيرة وطنط شكران، هيقبلوا تتجوز عليهم.
رد أسعد بثقه: شكران أنا وهي شبه منفصلين رغم أنها مازالت وهتفضل على ذمتي، لكن أنا وشهيرة هنطلق.
بالمشفى.
هندمت سهيله ثيابها ونهضت من فوق ذاك الفراش وتوجهت تجلس على مقعد امام تلك الطاوله التي تجلس خلفها إحدي الطبيبات التي تبسمت لها قائله: لاء وضع البيبي تمام جدا كمان شايفه حالتك الصحيه كويسه هكتبلك بس على علاج للقئ وياريت تتغذى كويس عشان صحتك.
تبسمت سهيله للطبيه وقالت بحرج: دكتوره ممكن أسألك سؤال، أنا صحيح دكتورة بس مش تخصص نسا، يعني مش ملمه أوي بطب النسا.
تبسمت الطبيبه لها قائله: تمام إسألي.
بتوتر أجابت سهيله: في ليا صديقه إكتشفت إنها حامل رغم إنها حصل بينها علاقة زوجيه هي وجوزها وهو كان تعبان جدا وقتها ومتوقعتش إنها ممكن تحمل منه، بسبب حالته الصحيه يعنى كان شبه غايب عن الوعى، هي مستغربه إزاي بقت حامل بعد العلاقة دى، انا قولت لها معرفش معنديش تفسير علمي.
تبسمت الطبيبه قائله: أهو إنت جاوبت مفيش تفسير علمي في تفسير إلاهي، وهو اللى بيتحكم في كل شئ.
وافقتها سهيله قائله: طبعا قدرة ربنا فوق كل شيء بس هي مستغربه لأن جوزها بتقولى كان تقريبا غايب عن الوعي يعنى ممكن ميكونش شاركها اللقاء ده ولا حاسس بيه.
اجابتها الطبيبه: أهم شئ في الحمل هو نطاف الرجل، وده مش صعب يتركه في جسم زوجته، كمان النطاف بيفضل في رحم الست لمدة أسبوع دورة كامله مش عمليه معقدة إنه يتخصب ويتحول لجنين، زى الحقن المجهري بيتم من نطاف الرجل بتدخل خارجي بدون أى علاقه زوجيه، بناخد النطاف نزرعه في رحم الست ومع الوقت بيتخصب وبيتحول
ل حمل، الحمل مش صعب وسهل حدوثه حتى لو من علاقه عابره.
تفهمت سهيله حديث الطبيبه لكن مازال بداخلها نفس الهاجس، رد فعل آصف الذي تخشى توقعه.
بشقة آيسر
تبسمت صفوانه وشكران على مزح أيسر الذي قال: انا عاوز أول خلفت بنت عشان اسميها شكران.
نظرت له شكران ببسمه حنون قائله: لاء إختار ليها إسم حلو من اللى طالعين موضه ده، إسم شكران إسم عواحيز.
تبسمت روميساء قائله: لا يا طنط مو إسم عواجيز، هو إسم حلو كتير، انا كمان بدي بنت، وراح سميها متل ما قال آيسر شكران .
نظرت شكران لها بإمتنان قائله: ربنا يعطيك اللى بتتمنيه، ويقومك بالسلامه، بس إلتزمي باللى قالته الدكتوره وبلاش تطاوعي نفسك على قلة الأكل.
تبسم آيسر قائلا: لاء آطمني يا ماما أنا موجود كم يوم هغذى رومس بايديا ولما أسافر دى مهمتك بقى إنت وصفوانه انا عاوز بنت مربربه شبه مامتها.
عارضت روميساء قائله: هيك انا بيزيد وزني لحتى اولد، وبعدها راح تزيد المصاريف بدكتور الدايت.
غمز آيسر بوقاحه قائلا: دكتور دايت أيه هو في أحلى من الموزة المربربه كده الواحد يحس بالليونه.
خجلت روميساء وزغرت له بضيق من وقاحته بينما ضحكن صفوانه وشكران بمواقفه له.
ب مكتب آصف
كان يدرس إحد القضايا قبل ان يصدح هاتفه.
قام بالرد وسمع الآخر يقول: في موضوع هام بخصوص الدكتوره سهيله كانت قدمت على طلب نقل ليها ل كفر الشيخ وفي أمر صدر من المستشفى بقبول أمر النقل ده، وأعتقد من أول الشهر الجاي هتستلم المزاوله هناك في مستشفى جديده هيتم إفتتاحها في بلد سيادة النايب.
تعصب آصف سألا: متأكد إن أمر النقل إتمضي خلاص.
رد الآخر: أيوه حضرتك حتى الدكتوره قدمت على طلب إخلاء طرف قبل ما تتنقل من المستشفى.
أغلق آصف الهاتف ووضعه امامه على طاولة المكتب وزفر نفسه بعصبيه قبل أن ينهض غاضب ومتعصبا للغايه.
بشقة آصف.
عادت سهيله من المشفى مازال حديث الطبيبه يدور برأسها كذالك الخوف من رد فعل آصف لو أخبرته، خلعت الجزء الأعلى من ثوبها وجلست على الفراش تتنهد بحيرة تكاد تفقد عقلها، ما هي الا لحظات سمعت صوت فتح باب الشقة ظنت أن شكران وصفوانه قد عدن، نهضت واقفة وجذبت ذاك الجزء وشبه إرتدته لكن تفاجئت بدخول آصف للغرفه متجهم الملامح، زمت طرفى الرداء، نظر لها آصف بإستهزاء غاضب قائلا: إنت كنت قدمت أمتى على طلب نقلك لكفر الشيخ، وإزاي بالسرعه دى إتوافق على طلب النقل، طبعا خدمات أسعد شعيب، أنا لاحظت وقوفكم مع بعض يوم زفاف آيسر، لكن متوقعتش إن الدكتورة اللى عندها مبادئ تلجأ لواساطه.
للحظة إرتجفت سهيله من غضب آصف المستعر لم تتوقع كل هذا الغضب حين يعلم بأمر نقلها، وكادت تتحدث لكن
قبض آصف على معصم يدها بقوه قائلا بإحتداد: لحد إمتى هتفضل مغميه عنيك ومش شايفه شيطان غيري قريب منك.
توقف آصف عن الحديث للحظه ثم إستطرد حديثه بشبه يأس: أنا عارف إنى غلطت في حقك وأذيتك، حاولت أكفر عن غلطي وإتحملت منظري قدام ماما وصفوانه إنك تبقى في أوضه وانا في أوضة زى الاغراب اللى ساكنين في سكن واحد، إتحملت غلاظة جدتك معايا، إتحملت الرهبه اللى كنت بشوفها في عينك لما بقرب منك كانت تسفح قلبي، وإنت بتستلذي بألمي قدامك يا سهيله، لجأت
ل أسعد شعيب عشان يساعدك تبعدي عني، ليه بتحطم…
قبل أن يكمل آصف قاطعته سهيله: بحطم أيه يا آصف، إنت حطمتني من زمان خليتني عايشه من غير روح، بتلومني على أيه إنت اللى ضيعتنا من البدايه، حاولت أضغط على نفسي كتير وأحاول إننا نبدأ من جديد، لكن لما بحاول برجع لنفس بداية الطريق بلاقى نفسى خايفه تعيد الماضي وأكون عايشه في خدعه جميله وأفوق على حقيقة مش هقدر أتحمل نتيجتها تانى يا آصف أو أرجع مشلوله.
ضغط آصف أقوى على معصم سهيله بلا قصد يتمسك بها، بينما تألمت سهيله وحاولت سحب يدها من قبضة يده، لكن هو كان يتمسك بها قويا، إختل توازنها للحظه وهي تسحب يدها بقوه لكن في نفس الوقت كان تهاون بيده للحظه حتى لا يسبب لها الرهاب منه، بسبب ذلك لم تستطع التحكم في جسدها الذي إقترب أن يهوا فوق الفراش لكن آصف عاود التماسك بمعصمها لكن إختل توازنه هو الآخر وتهوا جسده هو الآخر لكن قبل أن يصتدم بجسدها إستند على رسغ يده الآخري، رغم أنه أصبح جسده تقريبا يرتفع عن جسدها القليل من السنتميترات، بينما للحظه إرتجف جسد سهيله، ونظرت الى قبضة يده التي فوق معصمها، تذكرت تلك الأصفاد الذي وضعها بيديها سابقا، شعرت برهبه ورعشه، سرعان ما شعر آصف بذالك، غص قلبه وفلت يده من فوق معصمها لكن وضعها على وجنتها يسير بآنامله وهدأ غضبه قائلا بصدق وإشتياق: أنا كنت واعى لكل حركه وهمسه ولمسه منك ليلة لما كنا عالجزيره، خوفت أقولك إنى واعى تبعدي عنى، مكنتش هموت من البرد، كنت هموت من اليأس.
تحولت نظرة عينيها من خوف الى إندهاش سرعان ما أخفضت وجهها تشعر بحياء، بينما آصف بعد أن كان متعصب تبسم على ملامحها التي تخصبت بحياء، تناسى ذاك الشجار الدائر بينهم وبشوق لم يستطع التحكم فيه، ترك جسده يهوا فوق جسدها قبل أن تفيق من إندهاشها كانت تشعر بشفاه فوق شفاها يقبلها بنعومه، بينما هي تفاجئت بتلك القبله التي تحولت الى قبلات تزداد تلهف وشوق توق.
بينما هي للحظات عقلها كآنه مغيب بعد أن أصبحت تعلم أن بسبب ذلك اللقاء الحميمي تلك الليله ترك آصف بداخلها نطفه منه تحولت الى جنين ينمو في رحمها.
عاد آصف يشعر بغصه من عدم إستجابة سهيله الى قبلاته، دفس وجهه بين حنايا عنقها وزفر نفسه بيأس، ثم رفع وجهه نظر لوجهها الخالى من المشاعر كما يظن، بينما هي كانت تشعر بتوهان فاقت منه بصدمة سماعها لقول آصف الذي نهض بجسده عنها يشعر بيأس وإتخذ القرار الصادم لها: أنا موافق إننا ننفصل وأوعدك…
سرعان ما إنصدمت سهيله بقوله وإعتدلت جالسه على الفراش وقاطعت حديثه بتسرع: بس أنا مش عاوزه أنفصل عنك.
تبسم آصف وإنشرحت ملامح وجهه للحظات لكن سرعان ما خفتت تلك البسمه حين إستطردت حديثها: كمان مش قادره أتحمل أبقى أنا وإنت في مكان واحد.
كان رده باردا: تمام.
ماذا؟
سأل عقل سهيله هل وافق آصف بتلك السهوله، جاوبها عقلها، أجل لقد بالتأكيد كما قال قبل لحظات لقد سأم من محاولة نيل صفحها عن تلك الليله الغابرة.
بينما الحقيقه عكس ذلك آصف يقطع الورقه الأخيرة للمواجهه، وربما إبتعاد سهيله عنه الآن أفضل لها.
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية عشق مهدور)