روايات

رواية نيران نجع الهوى الفصل الثالث 3 بقلم هدير دودو

موقع كتابك في سطور

رواية نيران نجع الهوى الفصل الثالث 3 بقلم هدير دودو

رواية نيران نجع الهوى الجزء الثالث

رواية نيران نجع الهوى البارت الثالث

نيران نجع الهوى
نيران نجع الهوى

رواية نيران نجع الهوى الحلقة الثالثة

هب عمران واقفًا استقام بطوله بصدمة سيطرت على قسمات وجهه مذهولًا يتطلع نحو تلك السيدة التي تحدثت معلنة اسم والدته وقد اشتعلت النيران بداخله واهتاج عقله من تلك الكلمات السامة صائحًا بها بغضب حاد:
-انتي اتچنيتي يا ست انتي، كيف عتجولي إكده على ستك فهيمة، بجى هي اللي طلبت منيكم تعملوا العملة المجندلة ديه.
اومأت برأسها مؤكدة بخوف وهي تود الفرار هاربة من أمامه ونظراته المثبتة نحوها بقسوة مزقت قلوبهن جعلتهن يتمنون التراجع عما يفعلون لكن كـيـف! ليتهم يستطيعون فعلها، أجابته بخفوت متلعثمة بتوتر:
-أ… أني بجول الحجيجة واللي حُصُل احنا عِملنا اللي الست فهيمة طلبتوا منينا محدش يجدر إهنيه يعارضها.
صاح بغضب وحدة أخرستها تمامًا وقد اكفهرت ملامحه القاسية معلنة وصوله لأعلى ذروة غضب تسيطر على عقله المتوهج:
-اجفلي خشمك مش عايز اسمع نفس لواحدة منيكم.
حاول السيطرة على أعصابه الغاضبة والتحكم في أنفعالاته أمامها، فتوقفت هي الأخرى متعجبة متطلعة أمامها بذهول ورمقته بنظرات معاتبة تنتظر رد فعله بقوة وجدته يتطلع نحوها منتظر أن يستمع إلى ردها عما استمعت إليه كانت تشعر بالذهول، كانت تظن أنه هو مَن فعلها ومتأكدة من ذلك توقعت أن يخبرونها باسم آخر لم تتوقعه لكنهم يتفوهون باسم فهيمة والدته بالطبع ليس هو مَن فعل ذلك وإلا كان لم يضع والدته في ذلك المأزق لكنها الآن في حيرة شديدة هل حقًا هو فعل مَن ذلك ويحاول إبعاد ظنونها من حوله أم والدته بالفعل مَن فعلتها فتمتمت بإصرار ماكر لعلها تصل إلى ما تريده:
-أني معيهمنيش كل دِه أني بدي حجي من اللي عِمل فيا إكده…مطلبتش ولا جولت حاچة مش حجي.
كان يعلم ما تريد الوصول إليه فأجابها بجدية ولهجة مشددة حازمة محاولًا التفكير بتعقل وهدوء ليصل إلى الحقيقة:
-وأني جولتلك حجك هيوصلك واللي عِمل إكده هحاسبه حساب واعر وجدامك كُمان.
نهضت تقف قبالته رافعة رأسها عاليًا لطول قامته متطلعة داخل عينيه القاسية محاولة أن تحث ذاتها للتخلص من الخوف الذي يصيبها وتحاول دومًا إخفاءه حتى لا يشعر بها:
-هما جالوا دلوك أن الست فهيمة هي اللي جالتلهم يعملوا فيا إكده.
برزت عروقه الغاضبة مقتربًا منها بخطوات واسعة وجسد متشنج حيث أصبح أمامها بخطوة واحدة فقط صائحًا بها باحتدام منفعلًا عليها:
-وأني أمي متعملش إكده الست فهيمة هي ست النچع كله وعمر ما يطلع منيها الغلط واصل، أني هتوكد من الحديت ده ووجتها هيچاكي حجك جدام الكل.
عادت مسرعة خطوة إلى الخلف بتوتر وخوف متحاشية النظر داخل عينيه القاسية، وتمتمت بتوتر محاولة إظهار شراستها:
-وحجي دِه بجى هيوصلي ميتي لما ياچي حد تاني يموتني.
كان يتطلع نحوها برغبة ملحة موزع نظراته عليها باجتياح شديد مدققًا في ملامحها الهادئة الشرسة في نفس الوقت لا يعلم طبيعة شخصيتها الصعبة بوجهها الهادئ القوى عينيها البنية التي تجذبه أكثر وتدفعه للإقتراب منها مانعًا ذاته بصعوبة بالغة للمرة الأولى في حياته الذي يتمنى امرأه.
هي ليست امرأة عادية تلك الفاتنة مَن سلبت أنفاسه وامتلكت نبضات فؤاده الذي أصبح عاشقًا متميمًا يسير خلف خطوات الهوى مغيبًا دون أن يترك لعقله سبيلًا، امرأة لا مَثيل لها جعلته يتمنى اقترابها، ويجتمع بها برابط الزواج القوى ليعيد روحه المسلوبة في عشقها بعدما أصبحت عـهـد على قلبه لابُد من أن يوفي به.
حاول أن يضع حد لسيل مشاعره الجارف للتحكم في ذاته أمامها خاصة بعدما قطبت جبينها بدهشة من صمته الذي طال فغمغم بجدية وعقل رصين:
-وأني جولت حجك هيوصل رايدك تصبري بس لما اتوكد من اللي عِمل إكده وهطلبك اجولك واچيبلك حجك من اللي اتچرأ يكسر جواعد عمران الچبالي وعمل إكده.
أومأت برأسها أمامًا وتمتمت ببعض الكلمات الخافتة بهدوء وهي تعد ذاته للرحيل من أمام عينيه التي كادت تفترسها شاعرة بالضيق من اختلاط أنفاسها مع شخص ظالم مثله:
-وأني مستنية حجي كيف ما جولتلي يا سي عمران..
أنهت حديثها وسارت مسرعة بخطوات شبه راكضة لتسرع بفرارها من أمام عينيه ونظراته الملاحقة لها، لم تفهم طبيعة شخصيته هي الأخرى هو لم يكن شخص هيّن بل هو ماكر خبيث يتلاعب بمشاعرها ويجعلها تخاف من نظراته فقط دون أن يفعل شئ يظن أنها ستفعل ما يريده وتبتعد عن حسن، هي لن تتركه سوى عندما يريد هو ذلك ليس لأجل ما يريده عمران ذلك القاسي الذي يود فرض هيمنته حتى يثبت أنه القادر المسيطر على العائلة والنجع بالكامل، هي تعلم ذلك دون احتياجها لما يفعله لكنها ستحارب لأجل مَن اختارها وفضلها على الجميع مواجهًا جميع الصعاب التي أمامه ويفرضها عليه شقيقه عنوة.
التقطت أنفاسها بصعداء وقد اكتسى الحزن ملامحها عندما تذكرت حسن وانزعاجه منها ويتجاهل محاولاتها في التحدث معه بعدما تجاهلته هي وذهبت نحو عمران لتقدم شكوتها لكنها لم تعني ما فهمه هي فقط تريد أن تثأر لحقها وتعلم مَن الذي فعل بها ذلك عمران أم غيره، تفاجأت عندما اخبرونها باسم فهيمة لماذا فعلت بها ذلك وماذا ستسفاد من فعلتها؟! لم تفهم سبب ما حدث لها بعدما رأت الذهول والصدمة في عيني عمران حقًا…
تطلع عمران نحوهم بغضب مشتعل كما أن الشياطين تطارد عقله صائحًا باحتدام قوى متوعدًا إليهم:
– الله في سماه أن ما جولتوا الحجيجة لأكون دافنكم إهنيه ومحدش هيعرف عنيكم حاچة، مين اللي جالكم تعملوا إكده.
أجابته واحدة منهم ولازالت تتحدث بإصرار على حديثها على الرغم من أن قلبها قد هوى بداخلها رعبًا لكنها تنفذ حديث نعمة:
-أني جولت يا سي عمران الست فهيمة هي اللي طلبت منينا إكده.
دفعها بغضب وأمر الحارس _الغفير_ بعودتهم كما كانوا في تلك الغرفة المظلمة، ثم سار بغضب متوجه نحو غرفة والدته يقتحمها بوجه مكهفر حاد فانتفضت تطالعة بضيق وسألت بعدم فهم متعجبة:
-في إيه يا عمران إيه اللي حُصُل يا ولدي؟
اقترب منها بغضب يجيبها على سؤالها بسؤال آخر بجدية مشددًا فوق حديثه:
-انتي اللي اتفجتي ويا نسوان خايبة يمّا انهم يضربوا عهد في دارها.
قطبت جبينها متعجبة لما يتفوهه وتستمع إليه للمرة الأولى مستنكرة بدهشة:
-أني اعمل إكده أنت عتجول إيه اتجنيت إياك وأني هعمل إكده ليه عاد؟
لازال مثبت بصره عليها محاولًا أن يصل إلى مبتغاه فأردف بمكر:
-عشان اللي عيحصل بيني أني وحسن أنتي أمي وخابر كيف عتفكري جولتي تتخلصي منيها وبكدَّه يتحل اللي عيحصل بيناتنا.
لم تنكر أنها الآن تفكر في تلك الفكرة لتنهى صراع ابنائها التي لم تتمناه يومًا لكنها لم تفعلها هي فقط تفكر في الأمر لذلك أجابته نافية بقوة معترضة:
-وأني لو عملت إكده هخاف يا ولد بطني من ميتي بعمل الحاچة في الضلمة لاه أني بعمل اللي رايداه جدام الكل ومعخافش من حد واصل وأنت خابر إكده زين.
ظل يفكر في حديثها مدركًا مدى صحته لكنه لا يعلم ماذا يفعل ليصل إلى الحقيقة ولماذا يكذبون عليه؟ أخبرها ما حدث في الأسفل بجدية وخشونة:
-لما مسكت النسوان اللي عملوا إكده وكنت جايل هعرف منيهم جدامها راحوا جالو أنك انتي يمّا اللي طلبتي منيهم يعملوا فيها اللي حُصُل.
امتعضت ملامحها بذهول مندهشة وأسرعت تدافع عن ذاتها ببرود:
-وأني جولت أني معملتش إكده شوف أنت مين اللي عيخليهم يكدبوا وعيعملوا كل دِه لصالح مين.
اومأ برأسه أمامًا بثقة معقبًا على حديثها بتوعد وقد التمعت عينيه بغضب والشرر يتطاير منهما:
-هيحُصُل كل اللي جولتيه ووجتها الله في سماه ما هرحم اللي عمل إكده هبكيه دم.
التفتت ليسير نحو الخارج تارك الغرفة لكنها استوقفته صائحة باسمه بغضب وبداخلها العديد من التساؤولات تريد الحصول على إجابتهم:
– عـمـران… استني يا ولدي بدي نكمل حديتنا اللي اتفتح.
التفتت نحوها قاطبًا جبينه متسائلًا بدهشة ونبرة حادة قليلًا:
-حديت ايه يمّا اللي عتكمليه.
اقتربت منه هي الأخرى لتصبح قبالته مباشرة وسألته بجدية:
– مهتم بالبت ديه ليه يا ولدي؟
حاول الهروب من سؤالها بتعقل هادئ مسيطرًا على ملامح وجهه لتظل جامدة كما هو، وأجابها ببرود ليخفي حقيقة مشاعره العاشقة:
– مهتم كيف!؟ هي اللي چات وجدمت شكوتها وأني بعمل اللي عيحُصل مع الكل.
تعلم أنه ماهر ويجد ردود مناسبة هاربًا مما تريده فسألته مرة أخرى بوضوح بعدما شعرت بتأكد ظنونها حوله بنبرة حادة واثقة:
-لاه يا ولدي ديه مش كيف الكل، عتخسر اخوك عشان واحدة كيف الكل من ميتى! أنت كنت موافح على چوازه وأنت مش إهنيه وأنت اللي جولت أننا نروح ونمشي حالنا دلوك اتغير حالك من وجت ما عرفت أن البت ديه هي العروسة اللي هيتچوزها أخوك وبجيت عتتعارك معاه كيف اللاغراب عشان يهملها غصب عنيه ليه كل ديه؟
يعلم أنها محقة في حديثها هو قد تبدل حاله تمامًا بعد معرفته أن عهد هي مَن ستتزوج من شقيقه كيف يصمت وهو دومًا كان يحلم بها وبذلك اليوم التي ستصبح زوجته فقط انتظر أن يمر وقت مناسب على وفاة والديها لكن كل ذلك سيتدمر لأجل شقيقه وزواجه منها، مستحيل أن يتركها ويتنازل عنها هي حقه وستكون بين قبضته هو لينعم من اقترابها والعثور على راحة قلبه المتيم بها منذُ أن رآها وأصبح هاوي مغرم بها، حاول الهروب من حديث والدته ورد بنبرة مهتزة قليلًا:
-مـ… مفيش يمّا أني جولتله يهملها هو اللي معيسمعش حديتي وبيعارضني وأني مش هجبل بده.
لم تقتنع بحديثه فعادت حديثها بإصرار لتصل إلى الحقيقة:
:- لاه مش إكده جول الحجيجة ياولدي أني خابراك مليح ليه رايده يهمل البت ديه وهو بيعشجها ورايدها ليه عتعمل إكده مع أخوك.
صاح بغضب واحتدام منفعلًا عليها بنيران قوية تشتعل بقلبه لتذيقه لوعة وعذاب الهوى لم يعرفه سوى بحبه لها، وقد انفلتت زمام الأمور من يديه بعد ذكر والدته بمشاعر شقيقه نحوها:
-محدش عيعشجها ولا ليه الحج أنه يجربلها غيري أني، هي حجي وملكي أني عاشجها من جبليه هي الوحيدة اللي ساكنة في جلبي ومعشوفش غيرها اللي هيجربلها غيري هجتله لو كان مين معيهمنيش حد واصل وعشان إكده جوليله يهملها يمّا.
استمعت إلى حديثه بذهول وتوسعت عينيها بعدم تصديق محركة رأسها نافية بدهشة جمدت أطرافها، وسرعان ما لطمت فوق صدرها بقوة متمتمة بذهول لتلك الصدمة التي سقطت عليها كالصاعقة:
– يا مري يا مري ايه الحديت الماسه اللي عتجوله ده يا عمران عتحب اللي أخوك رايدها كيف تفكر في إكده اتچنيت اياك.
إذا كانت ترى حبه لها جنون فهو حقًا مجنون بها يهواها ويريدها بضراوة لم يشعر بنبضات قلبه سوى في حضرتها لأول مرة يعلم معنى الحب ويشعر أن لديه قلب مثل الجميع كان دومًا يسخر من الحب والمُحبين إلى أن سقط هو فيه وأصبح هاوى لكن على طريقته الخاصة عشق على طريقة عمران الجبالي، أجابها متبجحًا بجراءة حادة:
-آه اتچنيت وتبعديه عنيها عشان هي ملكي أني ومحدش هيجربلها غيري وحسن مش هيجدر عليّ.
رمقته بدهشة متعجبة حديثه وصرخت عليه بغضب:
-لو هو هيهملها يبجى تبعد عنيها أنت كُمان والبت دي ملهاش صالح بعيلة الچبالي من دلوك.
بالطبع لن يتركها هو سيظل متمسك بها إلى أن تصبح زوجته كما يريد فأجابها معترضًا باحتدام قوى:
-لاه بجولك أني هتچوزها أني رايدها هي ساكنة جلبي.
وقفت أمامه مباشرة متطلعة داخل عينيه بقوة وأردفت غاضبة:
-جولت عتهملوها انتو التنين كيف عتتچوزها وأخوك كان رايدها فكر شوىّ من ميتي وعتحسب الدنيا إكده عجلك خف.
لم يهتم بحديثها أجابها بأصرار وهو يوليها ظهره بشموخ:
– أني جولتلك اللي عندي يمّا خليه يهملها عشان محدش هيجربها غيري واللي هيجرب هجتله.
تعالت صرخاتها المنتحبة بصدمة:
-يا مريّ رايد تجتل أخوك يا عمران يا مرك يا فهيمة تعالى يا حاچ شوف الكَبير عيجول ايه.
تركها وسار من الغرفة ببرود وكأنه لم يفعل شئ لكنها هي كانت تشعر بالدماء تغلي بداخلها عالمة أنه لن يفعل ما تريده ولن تستطيع السيطرة عليه تنهدت بحرارة غاضبة وبدأت تفكر في طريقة لحل ما يحدث في عائلتها، تشعر بأن نعمة محقة يجب عليها التخلص من تلك الفتاة هي مَن ستبتعد ليس ابنائها، هي تستطع السيطرة عليها ستفعل كل ما بوسعها لتجعلها تبتعد عن عائلتها تشعر أنها حية ماكرة تتلاعب بابنائها فهمت لماذا تمسكت أن عمران هو مَن يعيد لها حقها، تنهدت بغضب حاد متوعدة لها، لكنها لا تعلم ماذا يجب أن تفعل للتخلص منها فالأمر يحتاج ترتيب بدقة حتى تفعلها دون معرفة عمران الذي يعلم كل صغيرة تحدث في النجع، وبالطبع تحتاج مساعدة لن تجد مَن يساعدها أفضل من نعمة التي ستعطيها توجيهات صحيحة للتخلص من عهد وابعادها عن النجع بالكامل لتحافظ على ابنائها وتعيد علاقاتهما الوطيدة..
❈-❈-❈
جلست عهد مع حسن الذي كان يطالعها بنظرات معاتبة معترضًا على فعلتها التي تمت دون رضاه تمتمت بهدوء معتذرة:
-خلاص بجى يا حسن متزعِلش منيّ والله ما كان جصدي أني بس كنت رايداه يچيبلي حجي كيف ما بيحصل مع الكل.
تطلع نحوها مبتسمًا وأجابها بهدوء عاشق شاعرًا بالسعادة لوجوده معها:
-وأنتي مش كيف الكل يا عهد انتي خلاص هتبجي مرتي… مرت حسن الچبالي يعني غير الكل.
امتعضت ملامحها وتحولت من السعادة إلى القلق وهي صامتة تفكر في حديثه، فسألها متعجب بدهشة معقدًا جبينه بعدم فهم:
-مش فرحانة إياك، بجولك هتُبجي مرتي إيه اللي مزعلك دلوك.
التقطت أنفاسها بصعداء وأجابته بتوتر كاذبة لعلها تهرب من إجابة سؤاله الثقيل على قلبها:
– مش إكده يا حسن أكيد فرحانة وزينة بفكر في حاچة تاني غير اللي عتجصده.
هي حقًا مشتتة تائهة خشيت من تهديد عمران وتدرك أنه قادر على تنفيذ ما يقوله هو ليس هيّن حتى تتجاهله تعلم جيد أن لا أحد يستطيع الوقوف أمامه كما أنها لم تريد أن يحدث ذلك بسببها ويتعارك الشقيقان، لكنها أيضًا تحب حسن هو الذي جعل السعادة تدلف قلبها ويغمرها بعشقه الذي تحتاجه دومًا هي لن تستطيع الإبتعاد عنه شاعرة أنه يمتلك قلبها ويتلاعب بمشاعرها كما يحب وهي راضية وسعيدة بذلك.
رمقها بعدم تصديق وعاد سؤاله عليها مرة أخرى بغضب محتدم:
-كيف زينة معتشوفيش حالك اللي اتجلب مرة واحدة اول ما جولت انك هتبجي مرتي.
صارحته بحقيقة مشاعرها الخائفة متمتمة بتوتر متلعثمة في حديثها وكلما تفكر في كلماته تتذكر عينيه القاسية بنظراته التي تخترق قلبها وتجعله يتوقف عن النبض خوفًا من وجوده عالمة أنها مهما حاولت التمسك بالقوة لم تستطع الصمود بها أمام شخص مثله:
-أ…أني بصراحة يا حسن جلبي واكلني وخايفة من اللي راح يعمله عمران هو لغاية ولدك مش موافج على چوازنا فكيف هنعمل إكده من غير ما يوافج أني خايفة من إكده.
هب واقفًا أمامها بغضب يرمقها بنظرات حادة تعكس مدى غضبه من حديثها الذي يقلل منه ويزعجه منفعلًا عليها بغضب شديد:
-وأني عيل مش هجدر احافظ عليكي منيه ومن حديته انتي شايفاني إكده، ولا منتيش رايداني يا عهد.
اهتاج عقله غاضبًا شاعرًا بالضيق يعتصر قلبه يرمقها بنظرات معاتبة بحزن، فحركت رأسها نافية وحاولت الدفاع عن ذاتها بتوتر:
– لاه يا حسن أنت عتجول إيه كيف مش رايداك أنت خابر زين اني رايداك وبدي نتچوز بس أني مش عايزة يحصُل حاچة بينك وبين اخوك ويبجى أني السبب فيها.
لم يهتم لما تتفوه فهو لم يفعل شئ خطأ شقيقه هو من اخطأ يريد فقط أن يفرض هيمنته على الجميع دون رحمة يود إلغاء اراء الجميع في سبيل تنفيذ ما يريده لذلك أجابها بهدوء جاد في حديثه:
-متجوليش إكده انتي ملكيش صالح باللي عيحصُل بيناتْنا احنا هنتچوز كيف ما اتفجنا متتعبيش حالك وتفكري في عمران اخويّ هو دايمًا إكده معنهمتش لأمر غيره واصل.
اومأت برأسها أمامًا بصمت حتى لا ينزعج مرة أخرى فابتسم بهدوء ونهض ليذهب لكنها استوقفته حينما تفوهت باسمه بنبرة عاشقة ولا أروع جعلته يتصنم مكانه ويتطلع نحوها بنظرات شغوفة وقد تسارعت نبضات قلبه بسعادة ترف إليه:
-حـــســـن…
خرجت الكلمات من بين فاهُ بصعوبة قد افقدته صوابه لم يشعر بشئ سوى بجمال عينيها المسيطر عليه يتطلع داخلهما وكأنه ولج إلى حياة أخرى يريد أن يصل إليها معها:
– نعم يا جلب حسن ونن عينه كُمان.
ابتسمت بخجل متطلعة أرضًا هاربة من نظراته التي تجعلها ترتبك شاعرة بالسعادة تدلف قلبها ونسيم العشق يداعب روحها دومًا في حضرته حاولت السيطرة على مشاعرها وتمتمت بتوتر مرتبكة وكأنها طفلة تعيش معه حياة جديدة متمنية دوامها بحنانه عليها الذي يغمرها به دون أن تخبره باحتياجها إليه:
-أني اسفة…مش عايزاك تاخد على خاطرك منيّ مجصدش اعمل اللي يزعلك ولا اجول حاچة تعكر مزاچك.
قبل أن يقترب منها مرة أخرى نهضت مسرعة تقف بمرح معقبة بخجل:
-يـ… يلا كنت بدك تمشي من إهنيه عنديك شغل كتير.
ابتسم على حديثها وهيئتها الخجلة معقبًا بمرح:
-ههملك دلوك بس بعد إكده مش ههملك واصل.
اتسعت ابتسامتها تزين وجهها الهادئ فسار هو الآخر متجه نحو الخارج بعدما تحدث مع حازم وهيئتها الرائعة لم تفارق ذهنه لوهلة واحدة.
جلست هي الأخرى تطالع أثره بسعادة متمنية دوامها لكن هُناك غصة قوية في قلبها لا تعلم لماذا تشعر أن سعادتها لن تكتمل هناك شئ يمنع قلبها من التحلق عاليًا بسعادة التقطت أنفاسها بصعداء محاولة التخلص من جميع الأفكار المسيطرة على عقلها مبتسمة بفرحة تداوي جميع جروحها متذكرة العشق التي حصلت عليه وناله قلبها في النهاية.
قطعت شرودها به وبمشاعرها الشغوفة التي تعيشها للمرة الأولى على يديه صوت طرقات الباب التي عادتها لواقعها متخلصة من أحلامها لذلك اليوم التي ستصبح زوجته
حقًا، هي تنتظره بضراوة متمنية حدوثه مسرعًا، أسرعت تضع وشاحها فوق رأسها مرة أخرى لتخفي خصلات شعرها البنية ظنًا منها أنه قد عاد مرة أخرى، مبتسمة بقلب كاد أن يترك صدرها ويحلق عاليًا في السماء.
تفاجأت بـ إيمان زوجة حازم التي عادت للتو بعدما كانت ذاهبة لأهلها حزينة حتى تشكوه إليهم، سرعان ما ابتسمت بسعادة مرحبة بها بحماس بكلمات لطيفة بعدما عانقتها بحرارة:
-إيمان…اتوحشتك جوى يا خيتي، زين أنك رچعتي نورتي دارك من چديد.
احتضنتها هي الأخرى مجيبة عليها بهدوء لتطمئن عليها:
– انتي زينة يا عهد أني رچعت عشانك أول ما عرفت اللي حُصلك يا حبيبتي والله لسة خابرة دلوك انتي كيفك وكيف حصل إكده حازم كان فينه في الوجت دِه؟
تسائلت بتوجس عالمة أن زوجها لم يهتم بأمر أحد في المنزل سوى ذاته.
أكدت شعورها عندما أجابتها متنهدة بحزن وقد تحولت ملامحها إلى اليأس والضيق من أخيها وأفعاله الدائمة:
-انتي خابرة يا خيتي هو معيجعدش إهنيه على طول جاعد برة.
احتضنتها إيمان مرة أخرى بحنان وحاولت مواساتها بهدوء:
– هو على طول إكده معاوزاكيش تزعلي أني رچعتلك وهنچهز الحاچات اللي ناجصة لچوازك ويا بعض كيف ما اتفجنا.
ابتسمت أمامها بهدوء وسارت معها نحو الداخل شاعرة بالاطمئنان لعودتها مرة أخرى، سألتها إيمان باهتمام:
-ومعرفتيش مين اللي عمل إكده عرفت أنك جولتي لسي عمران يچيبلك حجك لساته موصلش لحاچة.
أجابتها نافية بعد تفكير كبير متذكرة ما حدث عندما ذهبت إليه وقد ازدادت تساؤولاتها على عكس المتوقع لكن حتى الآن الحقيقة مخفاه بمهارة:
– لاه معرفش حاچة هما كدبوا وجالوا أن الست فهيمة هي اللي جالتلهم يعملوا إكده بس أني بفكر في سي عمران هو الوحيد اللي رايد إكده وهددني كُمان وجتها.
قطبت جبينها بدهشة مستنكرة سبب ظنها، متسائلة بعدم فهم:
-وسي عمران عيعمل إكده ليه وكيف هددك فهميني اللي حُصل وأني مهملة البيت الحزين دِه.
أجابتها بحزن يتواجد في قلبها المعتصر بقبضة قوية تزعجها وتؤلمها لتمنعها من السعادة:
-هو مش موافج على چوازي من حسن وجالي أهمله لحاله وأني وجفت جصاده وجولتله أني مش ههمله واصل وهو چه إهنيه يخوفني وجالي أنه مش هيهملني وهياخد حجه منيّ بعديها حصل إكده.
حركت رأسها نافية متمتمة بعدم اقتناع:
– لاه لاه بس سي عمران معيعملش إكده هو جاسي صُح ومعيرحمش حد بس معيخافش ولو عِمل هيجول.
زفرت بضيق وحزن لما حدث لها ، وظلت تحاول التفكير معها لعلها تصل لشئ يفيدها لكن هناك سؤال قوى يدور داخل عقلها لماذا عمران لا يريدها زوجة لشقيقه؟! ما الذي حدث لينقلب هكذا ما أن علم أنها العروس؟! بالطبع هناك شئ مخفي لم يعلمه أحد فـ عـهـد لم تفعل شئ له وتلك العائلة، لماذا يرفض وجودها مع شقيقه بعد أن وافق لزواجه وكان سعيد بتلك الفكرة!.
❈-❈-❈
جلست فهيمة مع نعمة كانت صامتة تفكر بحيرة شديدة لا تعلم ماذا تفعل وكيف تخبرها بما حدث، طالعتها نعمة بدهشة متسائلة بتعجب:
-كيفك يا فهيمة مالك مين مزعلك إكده وعتفكري في ايه؟
التقطت أنفاسها بضيق ولم تجد حل سوى أن تخبرها بما علمته فتمتمت بتوتر:
-أ…أني سألت عمران ليه عيعمل إكده مع حسن.
سألتها بتوتر مضطرب وهي ترمقها باهتمام كبير:
– وجالك ايه اللي حُصل بيناتهم؟
اومأت برأسها أمامًا بحزن وغمغمت بتوتر خافتة وهي تشعر بالخجل لما أخبرها به ابنها وتهديده الجاد الذي سينفذه إذا أراد:
-عمران رايد البت ديه هو كُمان وعيهددني أن لو مهملهاش حسن، هيعمل اي حاچة بالغصب والجوة.
جحظت عينيها بصدمة وفكرت قليلًا في حديثها وهي تستشاط غضبًا بضيق لا تعلم ما الذي مميز بها حتى يعشقها حسن بتلك الطريقة كما أيضًا يعشقها عمران وعلى استعداد أن يعادي شقيقه لأجلها هي ليست مميزة إلى هذا الحد لم تتمتع بجمال خلاب كما ترى حتى تتسبب في انقلاب العائلة رأسًا على عقب، تمتمت بدهشة وهي لازالت تشعر بعدم التصديق دومًا ترى عمران ذو شخصية عاقلة متزن بهيبة كبيرة كيف يتحول حاله هكذا:
-شوفي يا فهيمة اكيد عمران معيجولش إكده من حاله لاه البت هي اللي لعبت عليه ووجعته في شباكها بكلامها المتزين كيف ما عتعمل ويا حسن وخلتهم يعشجوها وفي الآخر هتروح للربحان بعد ما تجلبهم على بعض.
فكرت فهيمة في حديثها قليلًا مغمغمة بدهشة مستنكرة حديثها:
-البت هي اللي عملت كل دِه انتي شايفة إكده هي اللي خلت اللتنين يعشجوها.
اومأت برأسها أمامًا منتهزة تلك الفرصة التي آتت إليها دون مجهود وتمت بخبث ماكر كالأفعى:
-ايوا طبعا هي اللي عملت إكده كيف مرة واحدة الاتنين بجوا عاوزينها هي اللي عتلعب بالنار ولازمن تچربها وتكويها لچل ما تتحشم وتتعلم الأدب ولا هنجف نتفرچ عليها وهي بتعمل إكده في ولاد الچبالي.
فكرت في حديثها شاعرة بعدم الإرتياح لكنها لن تسمح بتدمير تلك العائلة فتسائلت بتوتر:
-وعنعمل ايه عشان تتربى كيف ما عتجولي.
التمعت عينيها بشر يتطاير منهما وأسرعت تعتدل في جلستها مردفة بمكر:
– أني هجولك وتعملي اللي بجوله بسرعة عشان نِخلصُ من البت ديه.
اومأت لها فهيمة برأسها أمامًا سامحة لها بتفوه حديثها الخبيث الذي يملأه الحقد على تلك الفتاة التي لم تؤذيها ولم تفكر يومًا في إيذاء أحد بتلك العائلة، استمعت إليها بصدمة مردفة بتراجع وتوتر:
– لـ…لاه يا نعمة كيف عتجولي إكده شوفي طريجة غير ديه اعملها.
لم تُعجب بردها المتراجع، فتنهدت بغضب مشتعل وأجابتها بقوة:
– على راحتك بس متچيش تزعلي وتبكي عاللي هتعمله البت ديه لأنها عاوزة الخراب للعيلة وأن معملتيش اللي بجوله هتهدها على دماغتنا كلنا وتبجى ست النچع.
تركتها وذهبت دون أن تسمح لها بالحديث، فبقيت تفكر في حيرة لا تعلم تفعل هكذا أم لا خاصة أنها لم ترى منها شيء سيء إلى الآن، تخشى أن تتراجع ويكون حديث نعمة صحيح وتخاف أيضًا أن تكون ظالمة، تنهدت بحرارة وضيق بقبض فوق قلبها بقوة ولازالت لم تتخذ قرار، لكنها لم تسمح بتدمير العائلة.
❈-❈-❈
بعد مرور أسبوع…
كان الوضع مستقر تسير الأمور بهدوء في النجع بالكامل وداخل منزل الجبالي بالتحديد إلى أن ولج حسن المنزل بعدما عاد من عمله، جلس بتوتر حيثُ يجتمع الجميع مردفًا بقلق مضطرب:
-أني چاي اجولكم على حاچة مهمة اتفجت عليها مع حازم اخو عهد.
شعرت فهيمة بقبضة قوية تعتصر قلبها دون رحمة مرتجفة لما سيحدث الآن في عائلتها وتعلم أن الحديث القادم سيجعل النيران تسيطر على العائلة، تطلعت نحو عمران بتوتر وقبل أن تتحدث كان تحدث هو بغضب ولهجة مشددة حازمة وعينيه يتطاير الشرر منهما مثبتة عليه:
-هو أني مش جولت تهمل البت ديه وملكش صالح بيها بتتحداني إياك وحديتي معيتسمعش إهنيه.
ابتسم حسن محاولًا إظهار الأمر بمرح وهدوء ليمر بسلام دون شجار مع شقيقه المتمسك برأيه ولم يتقبل سواه، بعدما أخفق إخفاقًا ذريعًا في إقناعه عدة مرات كلما يفتح معه ذلك الحديث يصيح بغضب ناهيه بعنف يمنعه من مواصلته:
– لاه طبعا يا عمران ايه اللي عتجوله ده يا خوى دة أنت حديتك على راسيّ بس جولتلك أني مجادرش عاللي رايده مني.
تطلع نحو والدته لتدعمه مثلما تفعل دومًا لكنها لم تستطع خوفًا لما سيفعله عمران التقطت أنفاسها بتوتر وأشاحت ببصرها بعيدًا فصاح به عمران بغضب:
-جولتلك تهملها وملكش صالح بيها، وجلبك العاشج دِه هجلعهولك من مكانه.
وقف قبالته معترضًا بغضب وقد اهتاج عقله بضيق من إصراره الذي لم يفهم سببه حتى الآن:
-وأني مش ههملها جولت وخلاص ياخوي حديتك دلوك مش هيفيد.
امتعضت ملامحه بسخط لم يشعر بذاته سوى وهو يقبض فوق أطراف ثيابه بقوة ضارية منفعلًا عليه بحنق:
-أنت اتجنيت إياك رايد تتحداني، بتجف جدام اخوك وبتعارض حديتي، فوج يا حسن عشان معملش اللي يزعلك ويبكيك كيف الولايا.
تعالت أصواتهما في مشاجرة عنيفة، شعرت فهيمة بقلبها يهوى بداخلها وهي تشاهد ابناءها يتحديان بعضهما لأجل تلك الفتاة الساحرة التي سلبت عقل كل منهما لتسحرهما بلعنة عشقها المميتة، لعنتها بداخلها لكن سرعان ما نفضت أفكارها واقتربت منهما متمسكة بذراع عمران وأردفت بتوتر:
-همله يا عمران خلينا نسمعه واهدى دلوك محصُلش حاچة اللي عتعمله دِه.
تطلع نحو والدته بضيق وابتعد عنه بغضب ولازال يشعر بنيران مشتعلة تعصف داخل عقله، تمتمت فهيمة بتوتر سامحة له التحدث بقلب مقبوض غير مطمئن لما سيحدث:
-جول يا حسن ايه اللي كان بدك تجوله يا ولدي.
ابعد عينيه عن عمران ونظراته الحادة المثبتة نحوه وحاول ألا يهتم بأمره مغمغمًا بهدوء مبتسمًا ظنًا منه أنه سيجعل الجميع يشعر بالفرح:
-أني اتحددت مع حازم اخو عهد واتفجت وياه اني هتچوزها أول الشهر اللي هيهل وهما وافجوا.
تحولت ملامح جميع الجالسين كانت أولهم فهيمة التي علمت أن حديثع سيكون بداية صراع دموي بينهما، لا تعلم ماذا تفعل لإنهاء الصراع الذي سيحدث تطلعت نحو نعمة التي كانت ترمقها بمكر تخبرها أن الحل في تنفيذ فكرتها السامة والفتك بتلك الفتاة المتسببة فيما يحدث، فهمت معنى نظراتها السامة فأومأت لها إلى الأمام تؤيدها وتخبرها أنها ستنفذ حديثها.
لم يرَ عمران كل ذلك هو يشعر بغضب يعميه وقد اهتاج عقله منفجرًا شاعرًا بضياعها منه هو لن يشعر بالإرتياح سوى وهي بين أنيابه القاسية يغمرها بمشاعره المغرمة ويعشقها كما يهوى، تنهد بحرارة كادت تحرق النجع بأكمله، اقترب من حسن مرة أخرى لكن بهيئة مشتعلة تزاد غضبًا وصفعة قوية حادة هوى بها فوق وجنته ولم يكتفِ بما فعله فقد انتفخت اوداجه باحتدام متوعدًا إليه وإليها، مَن يراه يقسم أنه سيرتكب أبشع الجرائم…
آتت فواجع القدر القاسية تفرق القلوب كما جمعتها وتسلب السعادة من الجميع عنوة، لا أحد يعلم في النهاية مَن سيربح بعدما أعلن القدر اندلاع صراع محتدم داخل نجع العُمدة وبين أبناء أكبر عائلة به ليس سوى”عائلة الجبالي”
❈-❈-❈❈-❈-❈❈-❈-❈❈-❈-❈❈-❈-❈❈-❈-❈❈ ❈-❈-❈

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية نيران نجع الهوى)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى