روايات

رواية حورية بين أنياب شيطان الفصل الثامن 8 بقلم خديجة السيد

موقع كتابك في سطور

رواية حورية بين أنياب شيطان الفصل الثامن 8 بقلم خديجة السيد

رواية حورية بين أنياب شيطان الجزء الثامن

رواية حورية بين أنياب شيطان البارت الثامن

حورية بين أنياب شيطان
حورية بين أنياب شيطان

رواية حورية بين أنياب شيطان الحلقة الثامنة

كانت حوريه تاخذ بهو الغرفه ذهابًا وإيابًا تفرك يدها في بعضهما بتوتر والقلق ينهش خلايا قلبها وهي تعرج بقدمها بصعوبة من الألم بسبب شظايا الزجاج الذي سقطت على قدمها قبل سابق، كانت تتساءل مع نفسها الى متى سوف تظل هنا مع هذا الرجل الغريب عنها وهو لم يدلف إليها مرة أخرى وما يشغلها ايضا تريد أن تعرف أي أخبار عن والدتها حتي هاتف لا تمتلك كي ان تتصل تتطمئن عليها بعد أن ساعدتها في الهروب، تحركت وجلست علي المقعد الذي بجوار الباب وهي تدعو من قلبها أن تستطيع الخروج من هنا دون خسائر ثانيه بدات عيناها تزرف الدمع رعبًا والشيطان يُخيل لها ابشغ الخيالات وهي في منزل واحد معه.

وضعت يدها علي رأسها بقوة علها لا تفكر في كل الخيالات البشعة انتشلها من هذه الدوامة التي غرقت بها وهي جالسة بجوار الباب عندما استمعت الباب يفتح رفعت بصرها بلهفة فهرولت ناحيته لتجد ليس غيره هو قاسم ويحمل صينيه طعام مره ثانيه، أغلق الباب خلفه جيدا وتحرك بهدوء وتجاهل تجاه المعقد يضع الطعام أعلي الطاولة وجلس يقول” يلا قربي كلي وعشان تصدقيني مش حاطط حاجه في الاكل زي المره اللي فاتت هقعد اكل معاكي وكمان عشان ما تقلبيش الاكل بعد ما بصدقه احضره”

لتنظر إليه بذهول و أعين متسعة علي آخرها رافعاً حاجبها الأيسر لاعلي بحدة” هو أنت فكراني هفضل مصدقه هدوءك دا كتير والدور اللي انت راسمه عليا من ساعه ما شفتني، انت في حاجه ثانيه بتخططلها وهعرفها قريب “

التفت قاسم لها بنفاذ صبر قائلا بغضب” هو انتي ما بتزهقيش بقيلك كام ساعه معايا في بيت واحد اذيتك ولا عملتلك حاجه “

نهض واصبحت في قابلتها ثم تنهدت بعمق تنهيدة تحمل حزن عميق داخلها وتمتمت بنبرة تحمل في طياتها حزن دفين” ايوا مش بزهق ولا هبطل اللي بعمله غير لما تسيبني امشي تقدري تقوليلي عاوزني اثق فيك باماره ايه انت اخوك جاد اللي كان جوزي واللي برضه قتلته من غير قصد واتحكم عليا بالاعدام و ناريمان هانم خرجتني من السجن وهي مفكرني حامل في ابن جاد اللي برده متاكده وفاكره ان انا خنته، ومش راضيه تصدق ان انا اغتصبت وعشان تنتقم مني وبعدها سابتني لجدي يعمل مبادله فيا”

ترك ما بيده وتجمد جسده يرتعش بقوة من حديثها وعن ذكره اغتصابها و نبرة صوتها الحزن والحسره فيها ،ثم جز قاسم علي اسنانه بغضب وهتف” هي ناريمان اخذتك لجدك وهو اللي عمل فيكي كده وبهدلك بالشكل ده وضربك، ولما كنتي بتهربي كان منه “

مسحت دمعة انجرفت علي سطح خديها ثم تمتمت بنبرة مرتجفة نتيجة كتمها للبكاء” انت هتستهبل وتعمل نفسك مش عارف انا كان زماني ميته لولا ماما هربتني على اخر لحظه منه، ناريمان هانم حكيتله كل اللي حصل بس طبعا حكيتله اللي حصل من وجهه نظرها هي زي ما هي عايزه تصدق وغيرها، وما حدش منهم راضي يصدقني ان انا ما اعرفش ولا شفت اللي اغتصبني”

ابتلع قاسم ريقه بصعوبة بالغة وهو يستمع إلى معاناتها وكم توعد لتلك الخبيثة ناريمان علي ما فعلتها الطائشة ثم نظر إليها وقلبه ملتاع بالحزن قائلا” هو انتي مش فاكره في اليوم اللي حصل لك فيه الحادثه دي، اي حاجه تفكرك بي الشخص اللي عمل فيكي كده، وليه ما حاولتيش تشتكي عليه البوليس “

هزت حوريه راسها لتتذكر أحداث تلك اللحظة المظلمه الذي غيرت مسار حياتها بالكامل لتقول ببكاء وقهر “لا مش فاكره النور كان قاطع في الفندق كله بسبب الامطار وهو داخل عمل عملته وهرب، و البيه أخوك قبل ما يموت خاف على سمعته وما رضيش يخليني ابلغ ومنعني بالقوه اخد حقي”

اتسعت عينا قاسم بعدم تصديق وصدمة هو يعرف كم حقاره جاد لكن لم يتوقع ان تصل لهذا الحد ولم يساعد زوجته في جلب حقها حتي أن كان منه هو، اغمض عينه وزفر قاسم بضيق شديد وقال” طب تعالي عشان تاكلي عشان صحتك وانا اوعدك هنلاقي حل ليه المشاكل دي كلها “

لم تجيب عليه وظلت تبكي بصمت، ليقترب قاسم منها بخطوات مشفقة عليها وربت علي كتفها بحنان لكنها نفضت يده عن كتفها و هي لازالت تبكي و تنظر إليه بكل ما تحمله من غضب” ابعد ايدك وما تلمسنيش، وقلت لك عمري ما هثق فيك ولا اصدقك ،انا جربتها مره وندمت لما واثقت في اخوك وصدقت ان ممكن يكون في يوم هو ده الراجل الصالح لي والنتيجه في الاخر كانت ايه”

صرخ قاسم بعصبية شديدة وهو يقول” يا ستي مش اخويا ولا عمري في حياتي كان لي علاقه بالعيله دي”

رفعت مقلتيها الدامعة إليه وهي ترفع يدها نحوه بانفعال” حتى لو اخوك بالتبني برده اسمه اخوك وانت اكيد عاوز تنتقم مني ،يعني بالعقل كده هتكون عاوز تحمي حياه اللي قتلت اخوك وحرقه قلب العيله اللي اتبنيتك واتربت معاهم لحد ما بقيت في وسطهم سنين و واحد منهم”

مسح وجهه بعنف مكتوم وقال بنفاذ صبر” وبعدين بقى معاكي.. ده ايه العند ده بطلي نشفيه دماغ وتعالي كلي عشان صحتك وبعد كده هنشوف هقدر اساعدك ازاي”

كانت حوريه تنظر لها باشتمزاز تدعو ربها أن تتخلص منه وعبراتها تسقط علي صفحة وجهها بغزارة لتقول بصوت غاضب” طب عاوز تساعدني ليه قولي سبب واحد يخلينا اثق فيك وليه عاوز تساعدني واللي هتستفاده و ليه بتعمل معايا كل ده، إيه اللي عاوز توصل له من كل ده “

صمت قاسم بتلجم ولم يعرف ماذا يجيب عليها بينما، ابتسمت هي بسخرية مريرة وتهكم قائله” شفت مش لاقي رد بذمتك انت مصدق نفسك قال عاوز تساعدني قال “

تنهد قاسم بعمق شديده وارتسمت ابتسامة مصطنعة قائلا” بصي يا حوريه انتي معاكي حق ما تصدقنيش ولا تصدقي اي حد عشان كل اللي حصلك، بس انا اللي خلاني عاوز اساعدك سمعت بالصدفه ناريمان اللي بتعملوا فيكي ايه، لما كنتم في القصر، وصعبتي عليا و فكرت ممكن تكوني مظلومه عشان كده جبتك هنا “

مسحت عبراتها وتمتمت بنبرة استخفاف قائله” يا سلام يعني انت الوحيد إللي مصدق ان انا قتلت اخوك بالغلط زي ما انا بقول،و كل الناس مش مصدقاني ومن ضمنهم اهلك و اهلي والحكومه .. و انت الوحيد من ضمن كل دول صدقتني “

حاول قاسم التحدث مره ثانيه وهو يقترب منها لكنها استطرت قائلة وهي تنظر لها بكره وحقد” ابعد عني وسيبني في حالي انا مش مصدقة اي كلمة من اللي قولتها، قول كلام يدخل العقل انا مش عيله صغيره قدامك هتضحك عليها بكلمتين “

نظر إليها بهدوء دون حديث ثم ابتسم و هو يهمس ببرود و كأنها لم تقل أي شئ “طب ممكن تسيبك من الكلام ده كله وتيجي تاكلي “

نظرت إليه وضربت كف علي كفه بغيظ شديد منه وصاحت”شوف انا بقول له إيه وهو يقول لي ايه ،هو انت كل همك الاكل تحب اقلب لك الصينيه ثاني عشان ترتاح”

دني منها بخطوات سريعة و هو يقول بنبرة أصبحت حادة و بطريقة إثارة خوفها لديها هامس” عارفه لو عملتي الحركه دي ثاني هتصرف معاكي تصرف مش هيعجبك، مش كفايه بقعد تحت بالساعات عشان اعمله وانتي تيجي في الاخر تقلبيه .. بطلي جدل بقى وتعالي كلي إيه ما بتفصليش شويه ولا تعبتي من اللي انتي بتعمليه بقالك ساعات”

شعرت بالتوتر عندما اقترب منها بجسده وفتحت ثغرها حتي ترفض و تعترض كعادتها لكنه جذبها بفروع صبره من ذراعها بخفه نحو معقد الطعام واجلسها بجانبه صمتت في البدايه ولم ترد عليه حتي بعد معاناة من شدة الإرهاق أخيرا انصاعت له وبدأت تأكل قليلا ثم بعد ذلك تناول كلًا منها.

**
في فيلا عتمان زاهي،صف جواد سيارته أمامه الفيلا وهبطت منها ناريمان وهي ترفع راسها بكبرياء وتخطي خطواتها البسيطة نحوه الفيلا حتي تأخذ حوريه لكن أنصدمت ناريمان حين علمت بهروب حوريه ،صرخت بشراسة و زمجرت حادة تقسم وجهها بغضب” نـعــم يعني ايه حوريه هربت.. امها هربيتها ازاي وانت كنت فين ومش عارف تامن على حته عيله صغيره ده انت باين عليك كبرت وخرفت”

اتسعت عتمان عينا حتي لا يغضب و يحدث ما لا يحمد عقباه ليرفع سبابته بتحذير أمام وجهها و هو يقول “احترمي نفسك يا ناريمان وحاسبي على كلامك بدل ما”

قاطعته قبل أن يكمل حديثه ونظرت إليه ناريمان بسخرية لاذعة” بدل ما؟. هتعمل ايه اقعد هو انت فيك نفس لحاجه روح بس اتشطر علي بنت ابنك إللي لبستك العمه وخليت فضحتك بجلاجل انت هتستقوى عليا كنت عرفت تربي حفيدتك بلا خيبه “

نظر لها علي مضض هاتف بانفعال” قلت لك حاسبي على كلامك وبعدين انتي اصلا عاوزه منها ايه مش انتي جبتيها لي هنا اعمل فيها ما بديلي جايه ثانيه ليه بتدوري عليها “

جزت علي أسنانها بشراسة لا تصدق ان حوريه استطاعت الفرار من بين يديها و هي كانت متاكده من عدم فرارها، لكن تفاجات من حديث عتمان لـ تتأفف حتي صرخت به بغيظ و ضيق شديد ” لا انا جبتهالك هنا عشان حبيت اعمل لك قيمه واديلك فرصه اخليك تعيد تربيتها من اول وجديد وبعد كده اخذها انا .. بس ما كنتش اعرف انك ولا ليك لزمه ولا عارف تحكم عليها ولا تخلي بالك منها و تامن عليها ازاي.”

قبض عتمان علي كف يده بقوة و هو يغمض عينه بشدة وغضب شديد منها ليهمس لها و قد اشتعل ملامح وجهه بحنق من حديثها ليقول بحده” ما تلمي لسانك شويه بدل ما اخليكيش تخرج على رجليك سليمه .. وبعدين هي هتروح فين هي لا تعرف حد غيري ولا حتي هتعرف تهرب مني ولا من الحكومه، هتلف لفتها وهترجع زي الكلبه هنا من تاني”

نظرت إليه ببرود لـ تهز رأسها بنفي و هي تقول بنبرة غامضة “ولا تعرف تعمل حاجه معايا يا عتمان، بقى حته عيله ضحكت عليك وهربت هي غلطتي من الاول اني جبتها لك واعتمدت عليك اوعي من قدامي انا هعرف اتصرف واجيبها ويبقى شوف انت هتعمل في مصيبتك ايه “

**
في اليوم التالي، ظل قاسم بداخل غرفه بالمنزل مع حوريه وهي في الغرفه الثانيه وحتي يطمن عليها ومن عدم هروبها نام هذه الليلة معها في نفس المنزل، و تجنب الدخول إليها مرة أخرى حتي يتركها ترتاح.. وعند الصباح استيقظ قاسم رغم عنه بصعوبة شديدة فهو لم ينام جيدا لينهض بسرعة يطمئن عليها في البدايه وبعدها يخرج ويشتري ماكولات وكل ما يحتاجوا بالمنزل فهو ليس لدي اي فكره الى متى سوف يظلون هنا لكنة اصبح يريد حمايتها باي شكل.

ما أن فتح باب الغرفة بهدوء ليجد حوريه مغشي عليها متسطحة بالأرض اتسعت عينا قاسم بقلب يدق بجنون و ينبض بقلق شديد واقترب منها بلهفة حملها ليضعها علي الفراش و يجلس جوارها يربت علي وجهها حتي تستفيق و هو ينطق اسمها بقلق شديد و لكن لم تستجيب إليه ولا تفتح عينيها ثم امسك بيدها السليمه يضغط عليها واقترب من وجهها بخوف لكنه تنهد براحه قليلا عندما شعر بأنفاسها المنتظمه ثم ابتعد راكض للخارج نحوه عرفتة ليبحث عن الهاتف ليجده من جيب سترته الملقي على المقعد باهمال اخذه بسرعه ليتحدث مع جمال ليرسل إليه أحد الأطباء بأسرع وقت.

ليرجع الي الغرفة مره ثانيه بقلق شديد عندما وجدها مازالت كما هي مغشياً عليها ليقف جانب الفراش و هو يجذب خصلات شعره بقوة استشعر الذنب كله منه واقترب منها ليجلس جوارها مرة أخري ليمسك بيدها يفرك بها حتي تستيقظ و يضغط بسبابته علي جبهتها و لكن هذا أيضاً دون فائده، هز رأسه قاسم بيأس و هو يمسد بيده الأخري علي وجهها و يهمس بأنفاس مسلوبة” حوريه اصحي أرجوك أنا مش هستحمل يجرالك حاجه ثاني بسببي.. متعمليش كدا فيا يا حوريه “

بعد فترة قصيرة و بضع دقائق أصبحت كأنها دهر عليه من الانتظار بفروع صبر سمع قاسم طرقات علي باب المنزل ليقف سريعة بالخارج و فتح الباب ليجد أمامه جمال ومعه الطبيب أشار قاسم الي الداخل بوجهه شاحب و هو يقول” المريضه جوه يا دكتور بسرعه شوفها مالها مش راضيه تفوق”

تقدم الطبيب وكان متقدمة بالعمر بعض الشئ و بهدوء دلف الي غرفه حوريه وصار خلفه قاسم بتوتر والقلق قد نهش قلبه لكن جمال جذبه قائلا بجدية” رايح فين يا قاسم ما ينفعش تدخل خلينا هنا عشان يعرف يكشف عليها براحتة الدكتور، ودلوقتي يطلع يطمنا”

نظر إليه قاسم بضيق وصمت وفي الداخل بدأ الطبيب بفحصها حتي انتهاء ليخرج لهم وهو يكتب بعض الأشياء بدفتره ليقول قاسم بقلق شديد” خير يا دكتور مالها”

نظر إليه و هو يعدل من وضع نظاراته الطبية و هو يقول بهدوء” هو حضرتك جوزها”

نظر إليه جمال وصمت وابتلع قاسم ريقه بارتباك وقال بضيق” اه هي كويسه”

هز رأسه وهو يمد يده له بورقة بها بعض الأدوية و العقاقير الطبية و هو يقول بعملية” جسمها ضعيف ومحتاجه تغذيه وكمان عاوزك تجيبهالي المستشفى عشان اعمل لها شويه تحاليل عشان نطمن علي صحه الجنين، هي بتابع مع مين عشان الحمل “

نظر كلا من جمال و قاسم الي بعض بضيق بينما عقد حاجبيه قاسم قائلا بتنهيد” هي بصراحه مش بتابع مع حد بس حاضر هاجيبها لحضرتك قريب “

**
بعد رحيل الطبيب ظلت حورية نائمه بعد أن اخذت العلاج عن طريق حقنه أعطتها الطبيب لها قبل رحليه، وفي الخارج جلس قاسم أعلي المعقد و عيناه تنظر بالفراغ بلا هواده وكأنه فى حاله غربيه لا يستطيع التفوه بكلمه، مشاعره كلها متداخله لا يعرف تفسير غضب ام ندم ام حتي فرح، اغمض عينه وهو يتنفس بغضب شديد ليجلس جواره جمال قائلا باهتمام” ناوي تعمل ايه”

ليمرر يده بخصلات شعره يشدد عليها بقوة ويلتفت الي جمال و هو يصك علي أسنانه قائلاً بضيق” ناوي اعمل ايه في ايه”

تضايق منه جمال ونظر خلفه الي غرفة حوريه تاكد ان الباب مغلق ثم اقترب يهمس بجدية”
قاسم ركز معايا كويس كلها شهور وحوريه هتخلف طفل من صلبك وهي ما تعرفش من ابوه لحد دلوقتي، وهو كمان مش هيعرف ابو مين متخيله هيعيش في الدنيا دي ازاي ولا هيعرف يواجه الناس دي ازاي وهو مالوش اب.. واكيد طبعا الموضوع ده مش هيفضل محدش يعرف تفاصيله و كل حاجه هتتعرف وهيبداوا يعيروه بكده”

احتل قاسم جمرات من نار بؤبؤت عينه و اشتعل قلبه نيران مستعرة تنهش داخله و تؤلم روحه قبض علي كف يده بعنف، كأنه يتحدث عن معاناته هو! عندما كان صغير و نتج عن طريق محرمه ورفض والده الاعتراف به وبل العالم كله عندما يعرف ماضية الذي ليس له ذنب فيه يبتعد عنه مثل الوباء، والان قد شعره ان الماضي يعود نفسه لكن مع طفلة
ليقف جامد لا يبدي أي تعابير قائلا” ملكش دعوة باي حاجة هعملها متدخلش في اي حاجة”

اسرع يتحرك حتي يلحقة جمال حتي امسك بيده يوقفه لينظر إليه قاسم و هو يجده يتحدث قائلاً” لا ليا دعوه يا قاسم و لازم اعرف انت ناوي عليه بالضبط ولازم انبهك عشان تلحقي المصيبه قبل ما تحصل، حاول تفكر لي قدام اللي هيحصل “

أبعد بحدة يده عنه حتي تراجع قاسم الي الخلف هو يقول محذراً بحدة” أنت عاوز ايه بالضبط يا جمال بتلفي وتدور على ايه ما تقولها في وشي “

صمت قليلًا جمال ثم نظر إليه وقال بتردد”
ما تزعلش مني وعارف انها حاجه هتغضب ربنا بس لازم العيل دي ينزل وصدقني ده لمصلحتك قبل مصلحتها “

قبض قاسم علي كف يده بغل و غضب شديد وهو يعقد ما بين حاجبيه بحدة ليصيح بهجوم شديد” طبعا كالعاده حته العيل إللي مالوش ذنب هو اللي بيشيل الليله هو اللي بيشيل اخطاء الغير، والكبار يتبسطوا ويفرحوا وما يفكروش في عيالهم او اصلا مش بيعتبرهم عيالهم.. وما حدش بيفكر ذنبه ايه الطفل ده ولا ليه يتحاسب على حاجه ما لوش فيها ذنبه أن اتولد لاقيها كده .. بايده هو بقي بيغير مصيره “

تفهم جمال جيد ما الذي يتحدث عنه بالضبط وماذا يقصد ليقول بضيق شديد” انت بتحاسب نفسك يا قاسم ولا بتحاسب اللي عملوا فيك كده، لان دلوقتي انت اللي غلطان مش هما؟.”

اغمض قاسم عينه و هو يشعر بالاختناق ليقول بكل ما يحمله من غضب” صح غلطتي وانا اعترفت من اول يوم بكده، مش ذي غيري جريت وانكرت اللي عملته “

تنفس جمال غاضباً حتي وقف أمامه قاسم و هو يقول بحده” يعني عندك استعداد الطفل ده يجي ويشوف اللي انت شوفته يا قاسم عاوز الزمن يعيد نفسه طب يا ترى هو هيقدر يواجه ويعدي زيك ولا هيغرق، طالما بايدك تنهي من العذاب ده اعمل كدة..ناريمان خلاص مش هتاخذ الطفل ده وهتعرف الناس كلها أنه ابن حرام، و حوريه مصيرها اكيد هيكون الموت في ايه لحظه وهي هربانه من البوليس.. تقدر بقى تقول لي هو هيواجه كل ده لوحده ازاي”

تنهد قاسم بضيق و هو ينظر إليه بحسرة”
هو انت فاكرني يا جمال عديت المرحله دي وقدرت اتخطها كمان تبقي بتحلم، انا صح ما اعرفش اذا كنت هقدر على اللي جاي، ولا عاوز الطفل يجي علي الدنيا دي ولا لاء، بس علي الأقل مش هقدر اشترك في جريمه زي دي واقتله عشان غلطه عملتها بقصد بقي ولا من غير قصد .. المهم أنها غلطتي انا وانا اللي لازم اشيلها مش هو!! “

**
كانت تتسطح علي الفراش و معلق بيدها محلول به جرعات الدواء التي تحتاجها، ليدخل قاسم بعد رحيل جمال و هو يقف يتأملها قليلا و هي متسطحة علي الفراش غائبة عن الوعي لا تشعر بأي شئ حولها، شرد في حديثه مع جمال لا يعلم لما لم يريد أن يجعلها تجهض هذا الطفل ممكن يرى في نفسه عندما كان صغير وكان يحتاج إلى مساعده ولم يجد أي شخص بجانبه بل الجميع ابتعدوا عنه حتى اقرب الناس له، ربما ماضية جعله لا يريد ان يظلم طفل صغير ليس له ذنب ولا يريد ان يدفع الثمن مكانه. ربما هذا خاطئ لكن ليس لدي القدره على فعل ما قال جمال له.

اقترب قاسم بخطوات بسيطة وجلس أعلي الفراش بجوارها يتأمل بها ظل يتأملها حتي انتبه الي يدها التي تضع فوق بطنها ليفكر في طفله الذي بـي الداخل هنا.. طفله! هل بالفعل سيصبح أب بهذه الطريقه؟.

ابتلع قاسم ريقه بصعوبة شديدة هل سيكون قادر على حمايته وعلى مسؤوليته، ولم يشعر بنفسه وهو يمسك بيدها ويمسد علي خصلات شعرها وفي حين آخر ينظر إلي بطنها وتحركت يده نحوه بطنها و لمسمها بلمسه ناعمة فوقها كأنه يطمن طفله بانه لم يتركه وحيد في هذه الدنيا، حتي اقشعر بدنه و اغمض عينه بقوة متنهدا لتلك الاحاسيس ليفتح عينه ليجد؟.

بدأت تحرك بؤبؤها اسفل جفينها وعقدت حاجبيها بانزعاج وبدأت تحرك راسها ببطئ وها هي تفتح مقلتيها ببطئ تجول الغرفة أمامها حتي وقعت علي قاسم القابع امامها علي الذي بمجرد ان رآها تبدأ تستفيق حتي أبعد يده بسرعه عن بطنها وترك كفها وبدأ يهمس بها بقلق وترقب” حوريه انتي كويسة حاسه بآلام”

نظرت إليه بتعب ولم تجيب بينما كان لعابها جاف مثل الحطب فهزت رأسها بهدوء وهي تبتلع لعابها وتمرر لسانها حول شفتيها ليعرف قاسم ما تريده لينهض يسكب لها كوب ماء ثم وضع يده بتلقائيه اسفل رأسها ورفعها قليلا وساعدها علي ارتشاف القليل من الماء، ثم أعاد رأسها هذه المرة لظهر التخت وساعدها في الاعتدال و رفعت بصرها عليه وهي تقول بوهن” هو ايه اللي حصل “

أرجع قاسم الكوب مكانه وقال بصوت حاول ان يكون هادئه بقدر الامكان”ابدا دخلت الصبح عشان اشوفك لقيتك مغمى عليكي طلبتلك دكتور وكشف عليكي وطمني و قاللي محتاجه شويه تغذيه عشان اللي في بطنك من المجهود اللي بتعملي ايه “

و وجدت نفسها تنظر إلى بطنها والألم يصرخ من كل جزء منها واستندت إلى الفراش بإرهاق سامحة للدموع بأن تسيل من عينيها بغزارة” لسه متمسك بالدنيا مش راضي ينزل ويموت ده انا كرهتها هو متمسك بيها لي”

رجع إلي مكانه مرة أخري وقلبه يتألم من حديثها قائلا” هو ذنبه ايه بس بلاش تعاقبي على حاجه هو مالوش ذنب فيها “

نظرت إليه وشهقت فجأة بكره وحقد شديد وهمست ببكاء” بس ابوه لي ذنب انا كرهته من قبل ما يجي نفسي يموت بقي واخلص منه “

اغمض عيناه ثواني وتنفس بعمق وقال بحده” وهو ذنبه ايه في غلطه غيره غلطها هنفضل دائما نعلق اخطانا علي غيرنا بدل ما تدعي عليه و تكرهي وتتمني موته فكري تساعديه و تفكري فيه شويه باهتمام “

هزت راسها بنفي و هي تقول بتحدي ” وانت مالك مدي نفسك الحق تدخل في حياتي باماره ايه انت كمان هتقول لي ما تعمليش ايه واعملي ايه”

لتزداد لهجته شراسة و هو يقول ” احترمي نفسك وسكتي لسانك الطويل ده بدل ما اتصرف معاكي تصرف ما يعجبكيش انا بقول لك من باب النصيحه فتردي ردي عليا عدل “

كانت تنظر له وهي تبكي بصمت تشعر وكأنها تركض في صحراء جرداء لا بها متء يروي عطشها ثم اجهشت في البكاء وهمست بصوت مبحوح”مش عاوزه نصيحك وفرها لنفسك ولي اهلك وبعدين مين قال لك ان انا مش بفكر فيه، انا محكوم عليا بالاعدام ولو البوليس ما لقانيش ونفذ الحكم اهلك هينفذوه او جدي وفي كل الحالات انا مش ضامنه قادره احمي نفسي يبقى الحل انه يموت واخلص منه انا كل اللي بيحصل لي ده من وراه “

شعر كأن إعصار يحتاج المكان بجبروت طاغي منها ليقول بحدة” تصدقي انتي خساره معاكي الكلام، الادويه دي الدكتور كتبها لك تاخذيها بانتظام وكمان لازم تتابعي مع دكتور عشان اللي في بطنك وتطمني على صحتك”

هزت رأسها بعدم مبالاه وقالت بجحود” مش عاوزاه ادويه ولا اروح لدكاتره انا عاوزاه يموت و أرتاح منه”

اقترب منها و هو يصك علي أسنانه بغضب جحيمي و امسك ذراعيها يجذبها منه بقوة و هو يقول” تصدق انا اللي هموتك عشان ارتاح مش بمزاجك يا حوريه و اللي هقول هو اللي هيتنفذ فاهمه ولا لا “

ارتجفت أوصالها بارتباك واضح و هي تقول بضيق شديد ” ابعد عني وما تلمسنيش وقلتلك ملكش دعوه بي وكلامك ده ولا فارق معايا انا هعمل اللي انا عاوزه وما حدش هيقدر يمنعني ان شاء الله اموته بايدي برده حاجه ما تخصكش “

نظر داخل عينها الذابلة ثم امسك بيدها ليضعها خلف ظهرها يجذبها حتي أصبحت قريبة منه ملتصقة به دني نحوها حتي أصبحت شفتيه مقابل اذنها تشعر بانفاسه الساخنة تلفح اذنها و رقبتها أغمضت عينها بشدة وخوف و هي تحاول الابتعاد و لكنه محكم قبضته عليها حتي همس بأذنها و هو يقول بتوعيد وغضب” ابقي فكري اعمليها وشوفي ساعتها أنا هعمل فيك ايه هخليكي تحصلي”

نظرت إليه بحدة و ابعدت يده عنها لينهض خارج و ابتعدت هي الي الخلف و هي تنظر إليه بخوف شديد و عينها تجول بتوتر و ارتباك نحو اثاره وهو يخرج.

**
في قصر عصام الصريطي، جلس عصام يردد بضيق شديد ” يعني في الاخر البنت هربت وكل اللي انتي عماله تخططيله راحه على الفاضي “

هزت ناريمان رأسها بانزعاج وهي تجيب” ما تقلقش هارجعها يعني هتروح مني فين “

جز عصام علي أسنانه بغضب قائلاً “ما هو انا مش قلقان غير منك خلاص يا ناريمان لحد هنا وما لناش علاقه بيها لا ترجعيها ولا تقربي منها من اصله”

ظهر علي ملامحها الدهشة و الغضب تهتف” يعني ايه وحق ابنك عاوز تسيبه كده بسهوله وما تجيبهوش “

نظر إليه بسخرية قائلاً بتهكم” ما هي الحكومه جابتلنا حقنا وكانت خلاص هتتعدم وانتي اللي هربتيها بايدك”

تنهدت ناريمان بضيق شديد وهي تقول بحنق” عشان كنت فاكره انها حامل في حفيدي انما طلعت خائنه ومش حامل في حفيدي وبقى عندي بدل الطار عندها طارين وانا مش هسكت غير لما اجيب حقي منها “

هز رأسه عصام بيأس وضيق منها قائلاً” وانتي هتعرفي توصلي لها بقى ازاي تاني “

ضاقت ناريمان عيناها شاخصتين إليه وهي تقول بجدية” جدها معاه حق هي ما تعرفش حد غيرهم يعني هتلف لفتها وهترجع ليهم تاني..و حتى لو مش راجع تعيش معاهم بس اكيد هترجع في اي لحظه عشان تتطمن على أمها وأخوها .. وانا مش هسكت وهادور عليها في كل مكان “

**
في منتصف الليل، تحركت حوريه في الغرفه وهي تبحث عن أي مخرج لها ثم تحركت
نحوه سور الشرفة و نظرت إلي الاسفل لتجد المسافة عالية جداً و أن قفزت و حاولت الهروب من هنا أن لم تمت سوف يكسر جميع عظامها، هزت رأسها بيأس وضيق ثم أغمضت عينها بشدة تود الهروب باي طريقه مهما كلفها الأمر حتي تتخلص من هذا المجنون الذي يحتجزها بين أربعة جدران وأصبح يتحكم بها، فتحت عينيها حوريه بضعف واختناق وتحركت الي الداخل مره ثانيه، شيء دفعها للتفكير بطرق خيالية للانتقام من قاسم و التخلص منه لستطيع الهروب ولكن كيف؟ كيف؟ حتي نظرت الى المزهريه التي تضع فوق الطاولة وفكرت في شيئ رغم أن النتيجه من الممكن ان تصبح خطيره بعد ذلك، لكن ليس هناك حل اخر لديها واقتربت منها بتردد.

في ذات الوقت كان قاسم يدلف الي الداخل تنهد بضيق بصدره بعد أن رجع وترك جمال، وتحرك نحو غرفتها حتي يطمئن عليها قبل ان يذهب الى الغرفه الثانيه وينام، فتح الباب معتقد ان يجدها نائمة علي الفراش لكن وجد الفراش والغرفة فارغة، اتسعت عينه بخوف ينهش بداخله ليركض بسرعة شديدة الي الداخل يبحث عنها بقلق لتظهر حوريه من خلف الباب تخطي بخطوات بطيئة وفي لحظه وهو مشغول في البحث عنها رفعت المزهريه لتسقط فوق راسه بقوه التفت متألم و هو يمسك رأسه الذي بدأت تنزف الدماء بغزارة وتطلع فيها بغضب وضعف قبل أن يسقط مغشي عليه..

شهقت حوريه بذعر مما فعلته وهزت رأسها بنفي تخشي أن يكون اصابته خطيره بشده تعلم انها من تؤذيه لكنها مجبره على ذلك لترتجف شفتيها و هي تقول بخوف”انا أسفه”

وبعدها تحركت وخرجت بسرعه للخارج تركض من المنزل ونظرت حولها بلهفة لتجد سائق تاكسي يمسح السيارة فدخلت إلى المقعد الخلفي دون أن توجه له أي كلمة وبعدها طلبت منه أن ينطلق بسرعه ،فأسرع السائق يحتل مكانه خلف المقود وعندما سألها إلى أين تريد ان تذهب صمتت لحظه ولا تعرف اين ستذهب بالفعل ثم هاتفه السائق أن ينطلق علي طول الطريق..

انطلق بالسيارة صامتا فأرخت حوريه رأسها على المقعد وأخذت تتأمل الشوارع من خارج النافذه بشرود وعقلها شارد كيف ستستمر في العيش في الحياه بهذه الطريقة شجارات وصدامات وقتل واغتصاب وفي النهاية اختطاف ماذا بعد سيحدث لها اكثر من ذلك والان اين ستذهب ولمن لتتحامى فيه من الجميع فهي وقعت بين أنياب من الشياطين الجميع يرد منها الانتقام فقط.

توقفت السيارة في منتصف الطريق كما طلبت ونزلت وأغلقت الباب خلفها بعد أن دفعت الأموال له، وسارت دون توقف وهي تحاول إخماد القلق المشتعلة داخلها تجاه ذلك الشخص الذي ضربته فوق رأسه وتركته ينزف الدماء هل ممكن أن يكون توفى هو الآخر لا تريد مصائب اخرى يكفي ما هي فيه، كانت ما تزال تشعر بقلق عليه والغضب منه في نفس الوقت بل هو أكبر بكثير من الغضب والقلق .. ندم تجاه فعلتها الحمقاء، شعرت بالخوف والتعب من السير دون ادراك أن لمن ستذهب الآن بعد الهروب من قاسم.

عبرت الطريق دون تفكير وهي شارده وما إن خطت خطوتين حتى سمعت سيارة إلى جانب الطريق مصدرة ضجيجا عاليا وإذ بأصوات السيارة تصرخ منبهة إياها و توقفت هي فجاه واغمضت عينيها بخوف وتوتر و كانت السياره تحاول جاهدة تفاديها ليقف سائق السيارة أخيرا قبل ان يصطدمها بحافة السيارة وإلى أن صاحبها الذي ترجل منها وهو يصفق الباب خلفه بعنف، وهي فتحت عينيها ببطء وراحه أن لم يصيبها مكروه، وقبل أن ترحل شهقت عندما أمسكها شخص بذراعها وجذبتها لتستدير نحوه بقسوة صاح بغضب” مش سامع يا متخلفه عمال اضرب كلاكسات بالعربيه عشان تبعدي ايه عايزه تموتــ .. حوريه! “

حجظت مقلتيها بقوة من الخوف وقد
انخلع قلب حوريه ولم تسمع الحديث بينما كانت عينيها على جواد الذي هي بين يده وقد جودها،هتفت بذعر ونبرة مليئة بالرعب” جواد”

ابتسم جواد فجاه بخبث وهو ينظر لها وهمس بفحيح والشر يتطاير من فوهته” هو انتي! وقعتي بين ايدي تاني ده احنا قالبين عليكي الدنيا .. دي ماما هتفرح قوي لما تشوفك اصلك وحشتيها “

ابتسم لها بابتسامة المجنونة بينما هي هزت راسها بنفي بيهستريه لـ تصرخ هي بـغضب و اعتراض و هي تتلوي بين يديه كانت وكأنها تري شبح أمامها، نظرت حولها بذعر تبحث عن أي شخص يساعدها لتبدأ في أبعده بقوة وصياحها يتعالي تحاول الأستنجاد بأحد ” الحقوني حد يساعدني الحقوني “

اقترب منها حتي دنا علي اذنيها وهمس بفحيح لعين” ما حدش هيلحقك مني ريحي نفسك حتى لو من قصادي مش هاسيبك يلا تعالي معايا من غير صوت”

سحبها جواد بعنف ظلت هي تصرخ به وتحاول التخلص من قبضته وهو لم يتهم إليها جاذب إياها نحوه سيارته وفتحت الباب حتي يدخلها والدموع كانت تنذرف من عيونها بلا فائدة وبقهر واغمضت عينيها باستسلام وألم سترجع مره ثانيه إلي أسوأ كابوس في حياتها الكابوس الذي يلازمها دائما.

_”جــــــواد!”

صاح صوت قوية بإسمه توقف جواد عما يفعله باستفهام لـ يلتفت إليه بعد صياحه هز رأسه باستنكار من وجوده هنا و هو يقول بحده
” قـاسـم”

اتسعت حوريه حدقتي عينها بذهول و صدمة وهي تنظر إلى قاسم الذي يقف أمامهم بوجهه جامد لتتساءل داخل عقلها متى واين وصل إلي هنا وعرف طريقها، تأفف جواد وهو يقول بحدة” مش وقتك يا قاسم مشاكل عائليه وبنحلها خليك بعيد انت”

تحرك جواد بعدم اهتمام له ليجذب حوريه داخل سيارته الذي ابتلعت ريقها بخوف شديد ليقبض فجاه قاسم علي كف يده بقوة ليترك حوريه رغم عنه، عقد جواد حاجبيه بدهشة وصاح به ماذا يريد منه و أن يتركه، ليلكمه دون مقدمات بقوة ما كاد أن يقع أرضاً حتي امسكه بأحكام و أطاح به يلكمه بقوة عدة مرات و الآخر يصرخ بألم شديد وحاول جواد منعه من الوصول إليه ليهرب منه وهو لا يفهم ماذا فعل له، إلا أن قاسم كان الاسرع ليدفعه للخلف و تأوة الآخر بصوت عالي اثر ارتطام ظهره بالارض.

كانت حوريه تتابع ما يحدث بأعين متسعة بذهول وعندما نظر إليها قاسم شاحبة وجهها كـالموتي وارتجفت أوصالها بارتباك واضح و التفتت حتي تهرب لكن وجدت يركض خلفها حتي أسرع بالامساك بها و هو يقول بحدة” تعالي هنا قدامي من غير ولا كلمه”

لتحاول حوريه الفرار منه بإصرار وهي تبكي بشدة لكنه ليتقدم منها هو يقبض علي معصمها سريعاً ليرفعها بين ذراعيه رغم عنها ويرحل بها.

تحرك جواد بصعوبة شديدة وهي يزحف على الارض ونظر إليهما وهو يرحلون بغضب شديد واخرج هاتفه من جيبه واتصل بأحد وهو يقول بأنفاس مسلوبة من شده الضرب” الو انا عرفت حوريه فين؟”

**
دلف بها الي غرفتها حاملاً إياها رغم تحركها الكثير حتي يتركها و بكائها لم يتوقف، تجاهل هو كل ذلك ليضعها علي الفراش لتنظر إلي الغرفة بيأس وحسره فـ هروبها قد فشل ورجعت مره ثانيه، لتجده يغلق الباب لتركض فجاه حوريه سريعاً الي باب الغرفة و بدأت بالطرق عليه بيديها السليمة علي الباب و الاضطراب يقرع باب قلبها لتقول بعصبية وصوت عالي “حد يلحقني انا مخطوفه.. افتحوا الباب ده و الـحـقـونـي منه “

لم يجيب عليها أحد لتعلي شهقات بكائها بمرارة تمزق داخلها بخيبة امل ثم اقتربت حوريه منه وصرخت بغضب وهي تدفعه بيديها في صدره” أنت حيوان وحقير ربنا ياخدك واخلص منك”

نظر إليها بحده واقترب منها و يشير إليها بتحذير قائلاً من بين أسنانه” انتي تسكتي خالص انا صبري نفذ انا ماسك نفسي بالعافيه، بتستغفليني يا حوريه وتضربيني عشان تهربي عاوزه تموتني”

ارتجفت شفتيها ببكاء و قد احمرت عينها بالدموع و هي تقول ” ما تموت ولا تغور في داهية حتي وكويس انك عارف ان انا ممكن اموتك لما سيبتنيش ابعد عني بقى وسيبني في حالي انا مش عارفه ارتاح من السجن بتاعك ده امتى وهفضل أهرب لحد ما هبعد عن السجن اللي حطتني فيه و بقيت انت سجاني”

اتسعت عينا بغضب وامسك فكها بحده يصيح بعصبية شديدة”ده سجن يعني ده جزاتي، انا بعدك عنهم وماقعدك هنا وبحميكٍ منهم عشان اوفر لك الامان وانتي في الاخر تضربيني وتهربي “

مسحت دمعاتها بأناملها وقالت ببكاء وقهر”
حتي النفس منعه عني يا اخي انت أية هرتاح منك وتبعد عن حياتي أمتي بقي، وبعدين هو فين الأمان اللي بتتكلم عليه ده”

فقط الصمت هو ما خيّم علي المكان عدا شهقات حوريه العالية أثر بكائها، ليكسر ذلك الصمت صوت تكسير باب المنزل بقوة شديد وصوت همسات بالخارج رجال ملثمين و صدي صوت طلقات ناريه، زادت ضربات قلبها هلعا ولحسن الحظ باب الغرفه كان مغلق عليهما، انتفضت بذعر شديد قائله ” ايه الصوت ده”

سحبها قاسم سريعة الي أحضانه و انخفض بها بمستوي الي الأرض وهو يقبض على كتفها وتطلع الي حوريه الذي شحب وجهها وكان الجمود يعتلي ملامحه قائلاً بحذر” ششش اهدي كنت متاكد انهم هيجيوا بعد ما هربتي بس ما توقعتش بالسرعة دي، خليكي هنا اوعي تتحركي سامعة “

ابتعد عنها قليلًا وأخرج المسدس من خلفة علي خصره، شهقت و عارضته بقوة وهي تتنفس بثقل لتمسك ذراعيه هي بسرعة بخوف شديد ” انت رايح فين وسايبني انت مش سامع صوت ضرب النار هيقتلوك”

نظر إليها وابتسم بخفه قاسم رغم عنه قبل قليلا كانت تتمنى موته والان لا تريده أن يذهب للخارج، لكنه آفاق علي صوت طلقات أخري نارية شهقت حوريه لتبكي بعنف بصمت وهي تضع يدها علي أذنها بهستريا..

اقترب منها قاسم وأمسك بيدها بحنان حتي يطمنها ونظر بقلق شديد نحوه بطنها يفكر فيهما الاثنين بخوف ومسئوليه حمايتهم، إنسدلت دموع حوريه بضعف” هم مين دول وعاوزين مننا ايه”

انزل يدها عن أذنها ببطء وجذبها نحو الفراش وادخلها تحته بسرعه لأجل حمايتها لتنظر إليه وسمعت تنهيدته الحارة ليجيب وهو يمسح مقلتيها من الدموع ” ما تخافيش مش هخلي اي حاجه تؤذيكم طول ما انا موجود.. اوعي تطلعي من هنا مهما حصل فاهمة”

استنكرت الجملة في البدايه لكنها ثواني معدودة وقد فهمت من الثاني المقصود ومن غيره طفلها، تطلعت اليه بخوف حقيقي وهي تراه عينه تلمع وهو يجثي علي ركبتيه أمامها يهتف ببعض العبرات المطمئنة، أطاعته بصمت وهي تنهر نفسها علي تهيأتها ربت علي كتفها بهدوء ،واستقام الآخر بوقفته ما إن إنتهي من شد زينات المسدس حتي قبض علي مقبض الباب بقوة يجز علي أسنانه بغضب وعيناه مثبتة أمامه تلمع بشرارة الوعيد لما هو قادم.
___________________________________

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية حورية بين أنياب شيطان)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى