روايات

رواية حورية بين أنياب شيطان الفصل العاشر 10 بقلم خديجة السيد

رواية حورية بين أنياب شيطان الفصل العاشر 10 بقلم خديجة السيد

رواية حورية بين أنياب شيطان الجزء العاشر

رواية حورية بين أنياب شيطان البارت العاشر

حورية بين أنياب شيطان
حورية بين أنياب شيطان

رواية حورية بين أنياب شيطان الحلقة العاشرة

نظر قاسم بغضب مكتوم نظره اخيرا عليها وهي تقف بالخارج بحيره شديده مترددة الي من تذهب ثم ألتفت الي الداخل وأغلق الباب قليلا وذهب ليجلس بعيد عنها ليقترب منه جمال قائلا بعدم رضي” اللي انت عملته ده غلط يا قاسم افرض دلوقتي مشيت و راحت لاهلها والبوليس مسكها ولا حد من اهلك شافها انت عارف هيعملوا فيها ايه انا قلتلك سيبها تاخذ وقتها لحد ما تثق فينا انا هطلع اناديها”

نظر له وهو يضيق عيناه بحدة وهتف” استني يا جمال سيبها هي اللي تختار هي عاوزه ايه
انا خلاص تعبت من الوضع ده مش هفضل كثير قلقان في اي لحظه تسيبني وتمشي في الوقت اللي انا بحاول احميها”

توقف جمال لحظات ثم قال بجدية” طب افرض مشيت وما رجعتش هيبقى ايه الحل ساعتها”

تأمله لبرهه من الوقت وعقله يتزاحم بالأفكار السيئه إلا إنه حاول الصمود ورسم ملامحه بالقسوة والجفاء و تنفس بعمق هاتف بهدوء” يبقي هي اللي اختارت انا مش واصي عليها ولا هغصبها على حاجه مش عاوزاها، هي حره”

كاد أن يعترض جمال مره ثانيه لكنه صمت حين اتسعت عيناه بدهشة في حين رفع قاسم عينه بتراقب لمـا صمت جمال فجاه هكذا لتتسع عيناه هو الأخر بعدم تصديق عندما لمح حوريه تقف على أعتاب الباب تخفض رأسها بالارض بارتباك وتوتر أصدر تنهيدة طويلة يعبر بها عن راحته،و ساد الصمت قليلا حتى نظرت هي إليه بغضب و هي تقطع الصمت قبل ان يتحدث و لا تريد حتي سماع صوته تعتقد انه سوف يتلذذ بالانتصار امامها لأنها قد رجعت مره ثانيه إليه برضاها.

نظرت له هي بصمت و عيناها تضيق وهتفت
بعصبية شديدة دون مبرر” ما تفتكرش انا رجعتلك عشان حاسه بالامان معاك ولا عشان عاوزه افضل هنا، انا سبق و قلتلك انت اخر واحد ممكن اثق فيه”

ثم ابتلعت ريقها بحزن وقالت بتوتر وجسدها يرتعش بضعف” بس عشان ما عنديش فعلا مكان ثاني اروحه ولا حد يستقبلني غيرك”

رفع قاسم عينه عليها و لا تدري بوقع كلماتها عليه لينظر جمال و قاسم لبعضهما بصمت وضيق علي حالها، ثم ابتسم قاسم ببرود و هو يجعلها تشعر أنه لا يهتم لحديثها و لكنه تألم و بـشدة لكن يعرف أنها لن تثق فيه بسهوله ومعها كل الحق ليؤنب نفسه هو السبب فيما حدث لها وسوف يحدث دائما.. كان هو سبب شراره البداية لكل ذلك ما حدث تلك الليلة ليله الزفاف وبعدها انفطرت كل تلك المصائب وراء بعضها.

تحركت حورية تجلس في الزوايه شابكت يديها وهي تضعها بحجرها تشعر بالخوف والتوتر ودموعها تعرف الطريق جيدًا للخروج
ليتحرك أيضا جمال للخارج تارك إياهم.

حتي بعد فترة قصيرة اغمض قاسم عيني بتعب شديد ونهض نحوها وجلس جانبها تأوهت حوريه فجاه بألم وهو يلوي ساقها خشونة لتهمس بدهشة وقلق” آه انت بتعمل ايه ابعد عني”

جز علي أسنانه بغضب مكتوم فاصبح يكره هذه الكلمه التي دائما ترددها على لسانها إليه
ثم لم يجيب على كلماتها ورفع يده يمسد قدمها كي ينفك تشنج عضلاتها ثم سحب الربط الذي يضع حول قدمها الذي انجرحت عندما سقط كوب الحليب أسفل قدميها الحافيتين وانتشرت شظايا الزجاج و حورية حاولت سحب قدمها من بين يديه باعتراض لكنه بلا فائدة وبدأ قاسم ينظف جرحها بقطنه نظيفه ويغير عليه تألمت بشده ليخرج صوتها بصوتٍ باكى” بقولك ابعد عني وسيب رجلي أنت ازاي اصلا تتجرأ و تلمسني كده.. ما ترد عليا انا بكلمك ابعد و إلا”

صمتت لحظه باضطراب عندما ترك قدمها أخيرًا و هو يقترب منها ببطئ جعل التوتر يعتري ملامح وجهها و ارتجافة إصابة جسدها بالكامل حين شعرت به مقترب حد التلاصق لا يفرق بينهما أي شئ سوا مساحة لالتقاط الأنفاس ابتلعت ريقها بصعوبة و هو يلامس جسدها عن غير عمد كان يطالعها بهدوء كعادته كرد فعل إلي تبغضها قائلا ببرود” وإلا ايه؟. هتعملي ايه”

كتمت أنفاسها سريعة واحمرت وجنتيها واشاحت وجهها بعيد عنه لان مزال يجلس أمامها عاري الصدر أيضا وهتفت بضيق” ممكن تبعد عني وتسيبني ما طلبتش منك تغير على الجرح اهتم بنفسك احسن انت تعبان ومحتاج راحه “

ليرفع قاسم وجهه الجامد لها قائلا” انا كويس انتي بقيلك كثير مغيرتش على الجرح لازم انتي اللي تهتمي بنفسك اكتر “

التفتت وهي تحدق به بحده لتنخفض سريعًا بإحراج من منظره هكذا عاري الصدر لتتجمد وهي تتفحص الجرح العميق الذي سقطت عينيها عليه يوجد علي بطنه بجانب كليه عقدت حاجبيها متسائلة باستغراب كبير” هو ايه الجرح الكبير ده”

صمت قليلًا وانتفضت عروق رقبته بغضب و اصبحت عينه بسواد الليل الكاحل أظلمت عينيه بشده لدرجة اخافتها كان يغلى و يحاول تهدئة نفسه كي لا يقتل أي شخص في ذلك اللحظة فعندما يذكروا أحد بذلك الجرح الذي بعده تغير مسار حياته بالكامل يجن بشده ولكن حاول استوعب نفسه ليقول بصوت مخنوق عالي قائلا” جمال”

تقدم منهم علي الفور بقلق متسائلاً باهتمام” في حاجه”

نهض قاسم من مكانه ليقول بجدية” آه عاوزك علي بكره الصبح تجهز نفسك وتامن خروجنا، لازم نخرج انا و حوريه عشان تروح للدكتور وتكشف وتعمل الفحوصات اللي طلبها منها الدكتور احنا اتاخرنا اوي في الموضوع ده”

عقد حاجبيه باستغراب قائلا بحده” ودي هتعملها ازاي، انت كده بتعرض نفسك للخطر انت وهي انت ناسي كله بيدور عليكم بره وعارف انها معاك”

ابتلعت ريقها بصعوبة لتقول بصوتها الرقيق حادًا” بس انا مش عاوزه اروح اكشف ولا اطمن عليه انا اصلا قلتلك مش عاوزاه”

ضغط على يده بعنف مكتوم وقال بنفاذ صبر”
ما تردش عليها ولا تهتم بكلامها اقول لك على حاجه كمان مش عاوزك معايا، اسمع انا عاوزك تجيب نقاب يكون علي مقاس حوريه عشان تعرف تتحرك بي من غير ما حد يلاحظ”

هز جمال رأسه بيأس وضيق هاتف بجدية”
طب هي وعرفت تحلها وأنت وشك معروف هتعمل في ايه؟.”

إنتفضت حوريه من جلستها بحدة ألمت قدمها من جديد وسارت خطوات عرجاء تبتعد عنه وهي تغلي غضبًا من تجاهلة حديثها وعلي إصرارة لذهبها الي المستشفي لعمل فحوصات،
تابع قاسم قائلاً حديثه دون اهتمام لها بصوته الاحادي “ما تقلقش هتصرف المهم اعمل اللي قلتلك عليه وما لكش دعوه”

**
في قصر عصام الصريطي، كانت ناريمان تجلس على الأريكة بداخل الصالون تفتح البوم صور زفاف ابنها جاد علي حوريه تبحث بينهما عن شيئا هام لكنها لم تستطع التمسك ولا السيطره علي دموعها الحزينه على فقدان ورحيل جاد عنها وكل ذلك حدث بسبب اللعينه حوريه واصبح ما يشغلها الان هو الانتقام منها
لتذوق نفس عذابها المريرة، حتي في نفس الوقت دلف جواد ولاحظ دموعها تنساب من عينيها بحزن هز رأسه بضيق ويأس وتقدم يجلس جانبها متسائلا” ايه اللي خلاكي تطلعي الصور دي يا ماما لما انتي مش عارفه تمسكي نفسك خلاص يا حبيبتي اللي روح.. روح اللي انتي بتعمليه ده مش هيرجعه”

زاغت عيناها بتوهان لحظة وهي تمسح دموعها ثم تطلعت ناريمان إليه و الجمود يعتلي ملامحها لتنظر له قائله بغل”صح أخوك مش هيرجع مهما عملت بس الانتقام هيشفي غليلي من اللي حرمته مني “

نفي برأسه بضيق شديد وقال بيأس” تاني حوريه؟؟و يا تري بتفكري تعملي ايه المره دي”

نظرت له وتقذذ بإستحقار متابعة كلامتها”
بدور على صوره لي الزفته حوريه وتكون واضحه عشان ناويه اعمل أعلان في الانترنت والجرائد عنها “

ظهرت الصدمة الجلية علي ملامحه هو ما قابلة به حديثها الغريب غير مصدق ما سمعة ليهتف مستنكراً” ايه الكلام ده يا ماما إنتي أكيد بتهزري! طب لما البوليس يشوف اللي انتي هتعملي ده هيقول ايه، وليه اصلا تعملي كده وتفضحينا هتستفادي ايه غير الفضيحه”

نفت برأسها تُجيب ببرود” انا مش بهزر كده او كده اتفضحنا خلاص اما من ناحيه هستفيدي ايه فستفاد كثير لان بالطريقه دي هوصل لها لما اكثر من 1000 واحد يدوروا معايا عليها”

جحظ عيناه يتمتم بعدم فهم” و1000 واحد هتجيبيهم منين وهيدوروا معاكي ليه عليها هيستفادوا ايه؟”

أومأت برأسها وعيناها تلمع بخبث واضح لتجفل قليلًا وهي تقول بثقه” هيدوروا طبعا معايا لما احط مكافاه نصف مليون للي يلاقيها جنب صورتها مع الاعلان “

اتسعت عينا جواد بصدمة كبيرة وهو يقول بجدية” طب افرضي البوليس وصل لها قبلك”

إجابته وهي تجز علي أسنانه بغضب وعيناها تخترق و تلمع بشرارة الوعيد والأنتقام” و ايه يعني ما انا هربتها من البوليس اولاني صعب عليا اعملها ثاني.. انت عمال تقفلها في وشي ليه هي دي الطريقه الوحيده اللي هقدر الاقيها بيها أطلع انت منها وملكش دعوه انا مش هارتاح غير لما اخذ حقي منها “

أنهت حديثها بنفاذ صبر ليصمت جواد لبرهه ثم نهض بحده قائلا بضيق” انتي حره اعملي اللي تعمليه في النهايه ما حدش بيعرف يوقفك “

رحل جواد بحنق شديدة وغير راضي علي فعلتها بينما هي مطت شفتيها بعدم مبالاه واكملت بحث بين ألبوم الصور عن صور مناسبه وواضحه لـ حورية حتي تنشرها في كل مكان! حتي وقع أخيرا الإختيار علي صوره الي حوريه بمفردها فيها بفستان الزفاف وهي تبتسم بهدوء و ملامحها واضحه جدا تطلعت ناريمان نحوها بسخرية وغيظ من ابتسامتها، ثم بخنجر ذهبي أخذته من جانبها و غرزته في الصورة بغل وانتقام وهي تنظر إليها وعيناها تخيف الشيطان نفسه ثم احتدت نبرتها تهمس بوعيد وشر” نهايتك قربت يا حوريه ومحدش هياخد روحك غيري”

**
في المساء كانت حورية تتقلب بالفراش بانزعاج كثيرا حتي جف النوم من عينيها ثم أبعدت الفراش عنها لتنهض بالخارج تسير بخطوات بسيطة ثم فتحت الباب وخرجت منه لتجلس أعلي المعقد أغمضت عيناها تستمتع بالهواء الطلق لتريح أعصابها وهي جالسة بجوار سور الشرفة بالمنزل المطل علي الطبيعه.

مر فترة قصيرة وهي هكذا مغمض عينيها شارده وضعت يدها على قلبها وشعرت بقبضه حاده تعتصر قلبها بعنف وهي تفكر في حالها
فقدت قوتها وقواها.. وفقدت حياتها وفقدت الامان والراحه.. فقدت ذلك الحضن الذي دوماً يشعرها بالحمايه والآمان وهو حضن والدها
وفقدت تلك البسمه الصافيه والدعوه الحانيه من والدتها لترمي همومها الثقيلة عليها..فقدت شعور أن يخشي عليها أحد أو يهتم بها أحد
فقدت الحياه بأكملها وخسرت كثيرا بعد
أسوأ يوم في حياتها الكابوس الذي يلازمها في منامها.

تتنمي أن ينتهى الوقت و العمر فليذهب ما مَر مع ما سيمُر إلى الجحيم ولينتهى العالم هنا لا تريد اكثر من ذلك فدائما القادم اليها اسوأ بكثير من سابق.

_”مش بردانه وانتي قاعده كده في الجو ده؟”

انتشلها هذه الكلمات من الدوامة التي غرقت بها التفتت حوريه له عندما لف حولها شال من الصوف لبرودة الجو قليلًاة نظرات عليه بهدوء دون حديث واصبح في قابلتها ثم تنهدت بعمق تنهيدة تحمل من الهم والحزن كثير وتمتمت بنبرة خفوت” شكرا بس مش بردانه فعلا أو مبقتش احس بحاجه من كثر اللي انا شفته”

تنهد قاسم هو الاخر وتحدث قائلاً بضيق” حورية انا عارف ان صعب عليكي تنسى اللي حصل بس بالطريقه دي مش هتحلي حاجه غير انك هتتعبي نفسك اكثر ..انا مش طالب منك غير فرصه واحد تحاولي تتاكدي ان انا مش هاذيكي زي ما انتي متصوره وبعدين ايه اللي هتخسريه لو حاولتي بس؟.”

ابتسمت بسخريه مؤكده حديثه بمرارة” معاك حق مفيش حاجه ثاني اخسرها انا خلاص خسرت كل حاجه لكن دلوقتي ما فاضيلش حاجه ثاني اخسارها هيكون يعني اللي فاضل لي؟ بابا مات من زمان واتدفن وماما الله يكون في عونها دلوقت هي اللي محتاجه لي اللي يساعدها دلوقت من جدي واللي بيعملوا فيها عشان هربتني، وجدي هو اللي باعني بالرخيص لمجرد محملني ذنب موت ابنه الله يرحمه.. وجسمي انتهك من واحد ما عندوش ضمير وهرب وسابني اواجه مصيري وبقيت في نظر الناس كلها ست خاينه وحامل من علاقة غير شرعية حصلت برضاها، حتى كرامتي اللي كانت فاضله لي كله عمال يهين فيا ويدوس عليها”

أغمض عينيه بقوه وزفر بعجز يعلم صحه كلامها، نظرت إليه للحظات ثم مسحت دمعة انجرفت علي سطح وجنتيها ثم هتفت بنبرة مرتجفة نتيجة كتمها للبكاء” انا خسرت كل حاجه فعلا ..خسرت نفسي واهلي وشرفي و كرامتي و خسرت كل احلامي اللي كنت عايشه عشانها، حتى البني ادم اللي اتجوزتة غصبن عني ورضيت بس هو كسرني و بقيت ذي اللي مقسومه نصفين”

بدأت عيناها تزرف الدموع ببكاء وقهر “انا عملتلهم اية؟ اية الغلط اللي عملته معاهم عشان يعملوا فيا كده إيه اللي عملته وحش فيهم يخلي اقرب الناس لي يعلقوا ليا المشانق من غير حتى ما يسمعوني ويشوفوا مبرراتي واذا كنت مظلومه ولا ظالمه زي ما هم فاكرين، المفروض ان هم اكثر الناس يوقفوا جنبي بس حصل العكس مسابوش حتة فيا غير وهي عبارة عن فتات شوية رزاز كسر.. سابوا روحي مذبوحه جوايا مش عارفه المها حتي من جديد “

أخذت تشهق ببكاء بحرقه وتمتمت بنبرة تحمل في طياتها حزن عميق” تعرف انا دائما بسال نفسي واقول هو انا عملت اي عشان يحصل فيا كده وكل ده، اتحرمت من كل حاجه اتحرمت من حضن ابويا بعد ما مات واتحرمت من حضن أمي وهي عايشه ومشفتش من بعدها غير القسوة والكرة والاهانة.. كل الناس بعدوا عني بعد ما انتهك الحيوان ده عرضي وأخد الحاجة الوحيدة اللي كانت بقيالي وهو شرفي، ليه حياتي بقت كده انا عمري ما اذيت حد، بس أنا اتاذيت كثير؟ اوقات بقول هو انا عايشة ليه معنديش حاجة اعيش عشانها.. انا عايشه ليه نفسي امـوت و ارتــاح بقي انا تعبت حقيقه تعبت”

ظلت تتحدث وتبكي بشده وافرغت بكل ما تحمله داخلها من الالام والوجع الشديدة من جعبتها من كلمات مؤلمه بين بكائها وكل ما يحرق قلبها، بينما قاسم كان يقف صامت لكن يحترق أكثر منها داخله تركها تخرج كل اوجعها تحملها لعلها ترتاح وظل هو ينظر إليها ويتالم مع كل دمعه تسقط من عينيها و مع كل حرف تنطق به موجع، ارد لمسها نعم يريد يعنقها
يضمها إلي صدره بقوة.. وايضا يريد ازاله الألم والخزه من صدرها وياخذ هو؟. لكنه لا يستطيع لا لمسها ولا أخذ الألم.

تعالي أصوات بكائها تمزق داخله قبل داخلها أقترب منها بخطوات مشفقة عليها رفع قاسم يده يتردد كبير يريد ان يلمسها بعطف ليعرف هل ستتقبل لمسته ام لا؟. لكن تراجع عن آخر لحظة وأنزل يده يضغط عليها بعنف وقسوة.

أقترب منها وجلس جارها ثم مده يده إليها بمنديل قطنيه نظرت إليه بعيونها الحمرا من البكاء لتجده يبتسم لها بخفه وحنان أغمضت عينيها بقوة وأخذت منه المنديل بغضب شديد من نفسها لأنها أظهرت ضعفها أمامه لكنها لم تستطع كتمان ذلك أكثر من ذلك فالالام اصبحت لا تحتمل داخلها، لتمسح عبراتها ونظر هو مشفقة عليها وقال بعطف” عاوزك تهدي خالص اللي انتي في ده اكيده مش هيستمر كثير اكيد هيجي يوم وكل حاجه تتحل وتنتهي”

التفتت له حوريه برأسها وهي تبكي وتنظر له بضعف مرددة” ما افتكرش انا محكوم عليا بالاعدام بتهمه ما كنتش قصدها وما حدش مصدقني ولا الحكومه هتقتنع بكده مهما عملت ايه، انا خلاص حياتي انتهت من زمان”

صمت قليلًا قاسم ثم نظر إليها وقال بجدية” احكي لي يا حوريه اللي حصل اليوم اللي مات فيه جاد بالضبط ممكن اقدر اساعدك، انا مش شاكك في كلامك بس انا حقيقي ما اعرفش التفاصيل بالضبط مش هيجري حاجه لو حكيتيلي “

التفتت له حورية عدد لحظات وبدأت تقص عليه ما حدث وعندما انتهت ظل صامت بتراقب شديد يستمع إليها قائله” هو ده اللي حصل و زي ما قلتلك هو اللي حاول يقتلني الاول عشان خاف من الفضيحه وانا رغم كل اللي حصل وحالتي اللي كنت فيها ما كانش في نيتي اقتله خالص، ولما قرب مني بالسكينه كانت نيتي ابعدها عنة بس للاسف حصل العكس وجت فيه ومات”

ضايق عينه قاسم متحدث باهتمام” لسه فاكره شكل البنت اللي كانت معاه “

هزت رأسها بيأس وضيق هاتفه” مش قوي بس لو شفتها ثاني هفتكرها وانا قلت الكلام ده في التحقيق بس هما صعب يوصل ليهم فعلا لانهم حتى لو لقوها عمرها ما هتعترف بالحقيقه وتقول انها كانت جايه عشان تبيع نفسها بالفلوس و تودي نفسها في داهيه، وهي دي الشهده الوحيده للاسف ام بقي ناريمان هانم و الخدامه اللي كانت معاها شافوها وهي خارجه بس دول مستحيل يعترفوا بالحقيقه عشان تطلع ابنها في نظر الناس كلها ملاك”

صمت ثواني معدودة ثم نهض قائلا بهدوء تام”
قومي نامي يا حوريه ان شاء الله اكيد في حل طالما فعلا واثقه من براءتك “

تحرك قاسم من أمامها دون حديث آخره الي الداخل بينما لوت شفتيها بسخرية مريرة اعتقدت أنه لم يصدقها بالتأكد مثله مثل غيره؟.

**
في الداخل.

ألقي جمال جسده أعلي المقعد يزفر بضيق و هو يمرر يده علي وجهه و شعره قائلا” يعني انت مصحيني من النوم وقالق منامي عشان عاوزني ادور على واحده معكش صوره ليها ولا تعرف عنها حاجه ودي اجيبهالك ازاي”

نظر إليه قاسم بحنق و من ثم قال” في إيه يا جمال ما تشغل مخك اعرف البيت ده مكانه فين ودور علي اي محل يكون قريب منه ولا قدامة ويكون حاطط كاميرا اكيد هيلقط دخول جاد مع البنت دي، اتصرف اعمل اي حاجه”

هز رأسه بانزعاج منه ثم هتف متسائلا بشك” طب وانت ايه اللي يضمنلك ان كلامها صح انت مصدقها علي كده”

صمت قليلًا قاسم ثم أخذ نفس عميق يزيح الهواء عن صدره قائلا بجدية” بصراحه لا احتمال يكون كلامها فعلا مش صح و انها قتلته لما لقيت البنت دي معاه زي اي ست الغضب ملكها وقتها، بس في احتمال ثاني ان يكون فعلا كلامها صدق؟. جاد فعلا معروف ان بتاع ستات وبكل بجحه ممكن يجيبها معاه البيت ولا يفرق معاه مراته و ممكن فعلا حوريه دخلت وشافتهم وهو ولا هيفرق معاه وده اللي خلاها تغضب منه اكثر.. عشان كده عايزك تدور زي ما قلتلك لو ما لقيتش موضوع الكاميرا ده موجود حاول تتردد على الاماكن اللي كان بيروح لها جاد قبل ما يموت واسال صحابه اكيد هيعرفوا مين البنت اللي كانت معاه وقتها”

ضايق عينه علي الفور يصب اهتمامه لـ حديث قاسم لـ ينطق علي عجل قائلا”طب لو لقيتها اكيد مش هتوافق انها تعترف بالحقيقه مهما كانت دي ممكن تتحبس فيها لو اعترفت بحاجة ذي دي وانها كانت جايه معاه الشقه تعمل ايه”

هز قاسم رأسه بـنفي و هو يقول سريعاً”
ما تعملش حاجه في الموضوع غير أنك تعرف لي مكانها و انا هتصرف وقتها.. المهم خلال الساعات الجايه تبدا تدور عليها”

**
في الصباح، وصلوا قاسم و حورية الى الموعد الخاص إلي الطبيب فقد حدد إليه جمال موعدا مع الطبيب وذهب هو جمال للبحث منذ الصباح خلف ذلك الفتاه! كما طلب منه قاسم، لعله يجد أي طرف خيط رفيع يوصلة الى الحقيقه، كانت حوريه تسير جانب قاسم وهي ترتدي نقاب يخفي ملامحها ومع ذلك كانت تسير بخوف وقلق أن يتعرف عليها أحد عكس قاسم الذي كان يسير بخطوات واثقة وطلب منها قاسم قبل دخول العياده بحزم لا ترفع النقاب بالداخل مطلقا، توجها بعدها إلى عياده الطبيب الذي كان ينتظرهم رحب بهم ولم ترفع النقاب حوريه ثم قال الطبيب بعملية ” اتفضلي يا مدام حوريه نامي على السرير هنا و اكشفي بطنك والممرضه هتساعدك”

صمتت حورية وشعرت بالتوتر والخجل خصوصا من قاسم لكنها حاولت عدم النظر إليه ليجلس هو بعيد دون حديث واخفض وجهه و نفذت حوريه ما طلبه منها الطبيب ثم تقدم الطبيب ليجلس أمامها و سحبت الممرضة الستار عليهم وبعدها وضعت السائل اللزج على بطنها وأخذ الطبيب يحرك المقبض فوق بطنها بخفه، بينما كانت حوريه متوتره بشده و معالم وجهها جامد لم تظهر أي مشاعر عكس قاسم الذي يقف وراء الستار بعيد لكنه كان يتمنى بشده ان يقترب منها حتى يطمئن على طفله ويمسك يديها ليشعرها بالامان

ابتسم الطبيب بهدوء قائلا” الطفل اهو ابتدا يظهر هو النقطه الصغيره البيضه دي”

بداء بالفعل يظهر علي الشاشة الصغيرة أمامها ملامح الطفل لكن حورية لم تهتم ولم تكون سعيده وغير متحمسه مثل اي ام تنتظر طفلها الاول! لم تعرف بالاساس ماذا تصف شعرها؟. كره أم حقد مع أنه لا ذنب له هي تعرف ذلك جيداً.. لكنها حقا غير قادر على تقبله في حياتها وتشعر انها لم تحبه في يوما لم يحرك بها اي ذره الامومه.. هي بالفعل تتمنى موته.

أرجعت رأسها للخلف علي الوساده واجتمعت الدموع في عينيها بحزن وضغطت على يدها بقوة ولم تتحدث.. بينما قاسم أستمع حديث الطبيب و اثاره فضوله ليحرك راسه ببطء تجاه الشاشه ليراه لكن عينه وقعت أولا علي حورية ليجدها تمسح دمعتها من اعلى النقاب التي هربت من مقلتيها ليعرف أنها دموع حزن وليس فرح تنهد قاسم بضيق شديد و حرك رأسه بعيد عندما أعدلت حورية ملابسها و سحبت الممرضة الستار وهبطت حورية من أعلي الشيزلونج.

تقدمت لتجلس أعلي المعقد المكتب دون حديث وتابعها الطبيب وجلس علي مكتبه يري الفحوصات التي فعلتها حوريه قبل قليل، ثم أقترب قاسم بخطوات بسيطة قائلا بقلق” هي التحاليل فيها حاجه يا دكتور”

هز رأسه برفض ثم هتف باهتمام” لا تمام الفحوصات ما فيهاش حاجه تخوف بس برده ما يمنعش انك عاوزه تغذيه واهتمام أكثر.. هكتبلك على شويه فيتامينات ولازم تاكلي كويس الايام اللي جايه”

كادت أن تنهض حوريه وهي تشعر باضطراب أنفاسها و تضيق بسبب وجودها هنا لكن أوقفها قاسم وقال بجدية” معلش يا دكتور كنا محتاجين حد كمان يبص على ذراعيها المكسور”

جلست مره ثانيه لكنها لم تقول شيء لتتنهد قبل ان تبدا الحديث وترفع عيناها إليه ” مكنش في داعي انا كويسه وبعدين عشان نمشي على طول”

اقترب قاسم يجلس جانبها ابتسم ابتسامة مهتزة مجيبًا عليها بلطف هامس “معلش عشان اطمئن اكثر وبعدين احنا مش هنروح علي طول في مكان بفكر نروح شويه نرايح اعصابنا قبل ما نمشي “

تنهدت هي بعمق كأنها تطرد هم ثقيل من علي قلبها ثم صمتت باستياء وحزن لا تفهم حقا سبب اهتمامه المثير لكن قلبها كعادته لم يرتاح ابدا لذلك.

**
وقف عتمان بداخل منزل لا يعلم ما يجب عليه فعله عندما وجد الشرطه اقتحمت المنزل للبحث عن حوريه في كل مكان بداخل الفيلا لكن لم يجدوا احد ،نظر الضابط حوله و هو يتحدث قائلاً بصوت جاد” استاذ عتمان مش هقول لحضرتك الكلام ثاني في اي وقت لو كلمتك حوريه لازم تبلغنا وتحاول معاها تسلم نفسها اللي بتعمله بيضرها وهيضركم لو حد منكم عارف مكانها ومش راضي يقول”

كان الجميع بالفيلا يقفون يشاهدون ما يحدث بضيق شديد و منهم بحزن أشد، صك عتمان علي أسنانه بحدة و هو يقول هادراً بغضب” مش محتاج تقول لي حضره الضابط انا اصلا اتبريت منها من ساعه اللي عملته وصدقني اول ما الاقيها هاجيبها ليكم على طول عشان اخلص منها، كفايه على اخر الزمن دخلت بيتي البوليس اللي عمرها ما حصلت بس بنت اسامه عملتها”

اشار الضابط الي العساكر بالرحيل من هنا، ثم نظر عتمان علي الفور الي بدريه التي تقف تبكي بصمت علي حال ابنتها وهز رأسه و هو يتأفف باختناق واتجاه نحوها و هو يصرخ بها بـعصبية شديدة” شايفة المصايب اللي كل يوم تتحدف علينا بسبب بنتك سمعتنا بقت زي الزفت وسط الناس كلها، دخلت البوليس بيتي وانا في السن ده وانا طول عمري ما حافظ على مكانتي وسمعتي وسط الناس تيجي حته بنت مفعوصه تعمل فينا كل ده”

كانت تستمع بدريه وتبكي عليها بهستيريا ثم
ظهرت عروق رقبته بغضب و اصبحت عينه حمرا من الغضب و هو يقول ” قتل وقتلت جوزها، سمعتنا بقت زي الزفت لما ضيعت شرفها وبقيت حامل في طفل مش عارفه ابوه مين ده لو كلامها صح، وبعد كل ده مش مكفيها لا كمان فضحتنا وسط الناس وهربت مع وأحد ما نعرفش لي عيله انا نفسي أفهم هي بنتك دي ايه شيطانه ناويه تعمل فينا ايه ثاني”

ليمسك بتلابيب ملابسها ليهزه فيها بـقوة قائلاً بعنف” انطقي يا بدريه هربتي بنتك فين وريحي نفسك مني ما هو انا مش هاسيبك الا لما اعرف ،وانتي اكيد مش هتسيبي بنتك كده كل ده بعيد عنك غير لما تطمني عليها “

لترفع رأسها إليه و وجهها غارق بالدمع تتحدث ببكاء حاد متأوهاً بقوة” آآه سيبني ابعد عني قلتلك ما اعرفش “

أبعدها عنه حازم كعادته بينما رحل الباقي بعدم مبالاه و سخريه فهذا المنظر يتكرر مرات عديدة ولم يطلع بفائده منها، هز حازم رأسه و تظهر الحدة علي ملامح وجهه و هو يقول باقتضاب” يا جدو ما ينفعش بقى اللي انت بتعمليه ده مش كل يوم نفس الحكايه تعمل فيها كده وكل مره بتقول لك ما تعرفش وشكلها فعلا ما تعرفش مكانها، وبعدين هي مش صغيره على الكلام ده ما يصحش كده “

تنفس عتمان بحنق شديدة ثم أشار إليها بغضب و هو يتحدث بانفعال شديد قائلاً بشك في حين سحبها من ذراعيها بقوه”تليفونك فين انطقي “

تاوهت مره ثانيه وهي تنظر إليه بأعين دامعة حمراء بشدة و هي تهمس بعدم فهم وقلق”
آآه فوق في الاوضه”

تركها عتمان بحده و رحل الي أعلي بخطوات سريعة يبحث في هاتفها حتى يتاكد أنها خلال الايام السابقه لم تتصل حوريه عليها، صحيح انها لم تتصل لكن بدريه تشعر بالقلق ان ياخذ منها الهاتف، فهي كل ليله على بصيص من الأمل ان يرن هاتفها وتسمع صوت ابنتها وتطمئن عليها.. بينما يقف حازم بحزن شديد يفكر بغضب وغيره لماذا اختارت حوريه بالذات ان تلجا الى قاسم دون عن الجميع.. لكن لا يعرف انها لم يضع أمامها ضمن أي اختيار هذا اصبح قدرها!.

**
بعد فترة قصيرة صف قاسم سيارته أمامه مزرعه فاكهه كبيرة ولج كل منهم الي الداخل هبطت حورية باستغراب وهي تنظر حولها بإعجاب شديد ثم أشار قاسم إليها أن تدلف الي الداخل حتي جاء غفير يركض اليه مبتسم و رحب به بحرارة وطلب منه قاسم عددا طلبات لم تهتم حوريه للسمع بينما كانت غارقه في النظر بإعجاب مثير لما حولها وبعدها رحل الغفير الي الداخل وأخذ قاسم حورية نحو الجنينه الواسعه وجلسوا وسط الحدائق أعلي شيلت (قطع كبيره من القطن) رفعت حوريه النقاب عن وجهها وهي تتنفس الصعداء براحه و تنعش بالهواء..كان قاسم يتابعها ليشرد قليلا وهو يفكر كيف طاوعه قلبه ان يؤذيها كيف له ان يعذب فتاه بريئه مثلها لم ترى في حياتها شيء جميل عانت كثير بسببه وبسبب الجميع من أهلها وأهله، تنهد مغمض عينيه ليفتحها بعد لحظات ناظر لها عندما سمعها تهتف” هو انت جبتني هنا ليه وايه المكان ده “

نظر إليها قاسم بابتسامه خفيفة وقال”
دي مزرعه خاصه بيا قلت نقعد شويه هنا وبعد كده نروح “

في تلك اللحظه جاء الغفير بصينيه كبيره محمله بالطعام والفاكهه ثم رحل، بينما
هزت رأسها بتفهم قائله بخفوت” المكان هنا فعلا جميل اوي ومريح للاعصاب هو احنا ما جيناش استخبينا هنا ليه من الاول “

هز رأسه برفض يجيبه بأسف” كان نفسي بس صعب نفضل في أي مكان يخصني ومعروف جواد و ناريمان سهل جدا يوصلوا للاماكن دي هم عندهم خبر بيها .. لازم نفضل في مكان امانه وبعيد عن العيون عشان ما حدش يعرف يوصل لنا “

التفت نحوها مره ثانيه ليجد حورية تنظر إليه بعمق، ضايق عينه ينظر إليها باستغراب قائلا” مالك بتبصلي كده ليه “

واسعت عينيها وهي تتحدث بدهشة كبيرة منه قائله بيأس” نفسي افهمك بس مش عارفه بتعمل معايا كل ده ليه ومهتم اوي كده بصحتي وصحة اللي في بطني و ليه عاوز تحميني رغم ان انت مفروض اكثر واحد تكون عاوز تؤذيني عشان اللي عملته في عيلتك واخوك بس اللي انا شايفاه دلوقتي العكس خالص ..وما تحاولش تقول نفس الكلام اللي بتقوله كل مره اللي ما بيبقاش اجابه لاسئلتي اصلا ولا بيطمني منك “

قال قاسم بنبرة عاديه ولم يتفاجا هذه المرة بعدم ثقتها فهو اصبح يعرفها كعادتها لم تستطيع الثقه بسهولة بأحد” هو انتي بعد كل اللي حصل ده لسه شاكه فيا وان انا عاوز اضرك او اؤذيكٍ على العموم انا عذرك في كل ده واي واحده مكانك هتعمل كده و اكثر.. بس ممكن تعتبري مساعدتي ليكي هي مساعدتي لنفسي؟”

عقدت حاجبيها بعدم فهم وهي تتساءل”
مش فاهمه تقصدي ايه”

أظلمت عينيه بشده بغضب مكتوم فابتسم قاسم بدهاء قائلا” قصدي أن انا زمان اتعرضت لي ظلم زيك واكثر بس ما لقيتش اللي يقف جنبي ويساعدني بالعكس كل اللي حواليا ضروني واتاذيت من كل الناس حتى اللي مفروض يكون عيلتي برده اذوني، عشان كده انا عارفه احساس الظلم وانك تكوني لوحدك من غير سند ولا حد يكون مصدقك ويساعدك “

ابتسمت حوريه بسخرية مريرة وهتفت بتهكم”هو في ظلم اكثر من اللي حصل لي؟. ما افتكرش ما فيش حاجه ما حصلتش في الدنيا دي من غدر و خذلان من كل اللي حواليا “

كان قاسم هو الأخري يبتسم بسخرية علي حديثها،لكن انتبهت لصوت قاسم الهادر بالهلاك”عودي نفسك يا حورية مهما المصايب اللي حصلت ليكي قولي الحمد لله احسن من غيري وخليكي حاطه في دماغك ان كل مصيبه بتقع في دماغك وتحصل لك في غيرك بيحصل له اضعاف كده “

آثار فضولها لتقول بصوت خافت متسائلة ”
وانت ايه اللي حصل لك؟ ومين اللي ظلمك؟”

احتدت عيناه وتجاهل سؤالها وهتف بصوت هادر” الثقه مش بالعافيه يا حورية ولا بالكلام بس بالافعال عشان كده مش هطلب منك ثاني تثقي في وهاسيب أفعالي تثبتلك كده وان انا عمري ما هاذيكي ولا لي علاقه بالعائله دي “

هتفت حوريه بتعجب من تجاهل للموضوع وهي تنظر في أعين قاسم متسائلة دون مقدمات” ولما انت ما لكش دعوه بيهم وانتم الاثنين كارهين بعض قوي كده كانوا اتبنوك ليه من الأول”

رسم على معالم وجهه الجمود و القسوة وهو يجيب بصوت بلا حياة” موضوع طويل وقديم قوي ومش هيفيد في حاجه لو اتفتح غير انه هيجدد ألم فيا بحاول انساها .. وبعدين كنتي حاولي تسالي حد من عيله جاد قبل ما يموت كان يمكن حد يفيدك في الاجابه عني”

تنهدت حوريه بعمق وقالت” هو انا فعلا في مره سالت جاد وقال لي اصل بابا بيحب يعمل خير كتير عشان كده اتبناك زمان بس بعد كده ندم.. بس انا طبعا ما اقتنعتش بالاجابه دي و ما فهمتش نبرة السخريه اللي كان بيتكلم بيها وقتها”

نظر إليها قاسم باستخفاف وهو يردد ببرود”
الخير و عائله عصام الصريطي عمرهم ما يتجمعوا سوا دول ناس اتربوا على الغل والحقد اللي مالي قلوبهم “

هزت رأسها حوريه بتاكيد وهي شارده تتحدث” انا عمري ما ارتحت ليهم بصراحه رغم ان انا ما حدش في البدايه كان عامل لي حاجه منهم بس انا نظراتهم و ابتساماتهم بحسوا كل حاجه فيهم مصطنع مش حقيقي كل حاجه مجرد قناع بيلبسوه ويديروا وراه حاجات كثير”

ليقول قاسم بصوت حاد” طب لما انتي شاكه في كل ده كملتي لية في الجوازة دي كنتي بعدتي من البدايه، على الاقل كنتي وفرتي على نفسك كل ده “

أغمضت عينيها بحزن وهي تقول بخيبه”
مين قالك ان انا ما حاولتش، حاولت كثير بس جدي كان دائما بيرفض ويبقى مصر الجوازه تتم ومش بيسمعلي “

عقد حاجبيه قاسم قائلا بشك” يا ترى ايه سبب الاصرار الكبير ده كان في شغل بينهم “

لوت شفتيها بسخرية قائله بمرارة ودموعها تجمعت داخل عيناها ورددت” لا خالص هو كان عاوز يخلص مني بس، باي ثمنه وباي طريقه بيحاول ينتقم مني بسبب ذنب قديم محمله لي انا وماما.. كل ده عشان بابا اتجوز ماما من غير رضا وخرج عند طوعة وكمان بيعاقبنا على ذنب ثاني لما بعد سنين ماما اتصلت بي ياجي يشوف بابا قبل ما يموت بس هو ساعتها ما صدقهاش افتكرها بتكدب عشان ياجي ويحطوا قدام الأمر الواقع ويتصالحوا، بس بعدها سمع خبر موته ومن ساعتها اخذنا عنده البيت وهو بيعملنا المعامله الوحشه دي”

تابع قاسم كلماتها باهتمام وهي تتحدث بصوت حزين حتي شعر بالعطف عليها ليقول بهدوء “ما حدش مرتاح في حياته”

زادت دموعها تتساقط وهي تقول بقهر وبكاء” بس انا كل اللي يهمني دلوقت ماما نفسي اطمن عليها قوي هي اللي هربتني لما طنط ناريمان جابتني لي و هو حبسني و ماما خافت عليا أوي و هربتني وشالت الليله مكاني ..دلوقتي زمانه بيعذبها وفكرها تعرف مكاني ..هتجنن نفسي اطمن عليها قوي او اسمع صوتها اكيد هي كمان نفسها تطمن عليا “

حمحم قاسم بتوتر وضيق عندما لاحظ دموعها ليقول بسرعه”معلش ان شاء الله المحنه دي هتخلص وتشوفيها وتطمني عليها”

مسحت دموعها بيأس وإحباط ثم أنتبه إليه لتقول بصوت ملهوف” هو انا ممكن اطلب منك طلب وعشان خاطري تنفذهلي “

هز رأسه بهدوء مبتسم بحنان ثم هتفت حوريه قائله يتوسل” ممكن تديني تليفونك اطمن عليها عشان خاطري مكالمه صغيره ان شاء الله حتي دقيقه واحده بس اسمع صوتها”

جحظ أعينه بصدمة من طلبها وهز رأسه برفض وقلق” مش هينفع يا حوريه ممكن بسهوله حد يسمعها، وهي مش في البيت لوحدها سيبلي الموضوع وانا اوعدك اشوفلك طريقه تانيه تطمئني عليها “

اومات برأسها بلهفه وهي تقول وسط دموعها الذي مزالت تتساقط بغزارة” لا ما تخافش هي دائما طول الوقت مش بتقعد معاهم ولا ليها علاقه بيها هم أصلا ما حدش منهم بيحبها ولا متقبلين وجودنا في البيت ..قاسم ارجوك وافق انا هموت بجد نفسي اسمع صوتها خايفه يكون جدو عامل فيها حاجه “

نظر إليها قاسم عددا لحظات بتردد وحذر كبير لكن عندما راها دموعها الحزينه لم يستطيع ان يرفض ليقول بصوت جاد” حاضر يا حوريه اتفضلي بس ما تتكلميش غير ما تسمعي صوتها وأياكي تقولي ليها مكانا.. وما تطولش في المكالمه “

ابتسمت حوريه ابتسامة واسعه وهزت راسها بتفهم وأخذت منه الهاتف وطلبت نمره والدتها وانتظرت ثواني حتى تجيب قائله” الو “

شعرت حوريه بأنها روحها وردت اليها عندما استمعت إلى صوتها ابتسمت وسط بكاءها”
ماما انا حوريه عامله ايه يا حبيبتي انتي كويسه “

أبتسم قاسم بحنان علي ملامحها الذي تغيرت فجاه الى فرح بينما صممت بدريه فجاه واستمعت حوريه لبكاءها الحاد ونحيبها وهي تصرخ من آلالم الذي قطع قلبها بحرقه و اتسعت مقلتيها عندما استمعت الي كلمات أخرجها عتمان قائلا بنبرة تنذر بالشر” لا مش كويسه خالص طبعا ،مش هربتك وعملت فيها ناصحه تخيلي انا دلوقتي بقي كل يوم بعمل فيها ايه على عامله السوده دي “

ارتعبت حورية من صوته وعلي والدتها والتمعت عينيها بخوف و بفزع وقبل أن تتحدث صك علي أسنانه بغضب شديد وتحذيز” اسمعني كويس يا بنت انتي لو في حد جنبك إياكي تبيني ان انا اللي بكلمك وفي خلال ساعات لو ما جيتيش دلوقتي قدامي هتسمعي خبر موت امك ولو مش مصدقاني خليكي ماشيه في السكه اللي انتي فيها وهربانه مع واحد صايع تربيه ملاجئ”

بكت بدريه بعنف ووضعت يدها علي فمها تكتم شهقاتها ثم صرخت تقول بين بكائها واقترب عتمان يضربها بقسوة شديدة وعنف قاصد يصل ذلك إلي حوريه حتي تأتي إليه ”
اوعي تسمعي كلامه يا حورية.. ما تجيش سمعاني هو ما يقدرش يعمل فيا حاجه ..ما تسمعيش كلامه آآآه اوعي سبني آآآه”

شعرت حوريه بتوجس وخوف و أنفاسها هادرة عالية وهي عاجزة لا تعرف ماذا بيدها تفعل انغلق الهاتف فجاءه لينتفض جسدها بعنف ورعب ينهش بجدران قلبها علي والدتها وما يحدث لها الآن بسبها، عقد حاجبيه قاسم قائلا بقلق وهو يري حالتها هكذا” مالك في حاجه”

أنتبه إليه حوريه لتحاول تهدأته نفسها بسرعه وابتلعت ريقها بصعوبة شديدة وهي تقول بابتسامة مصطنعة” انا كويسه يا حبيبتي ما تقلقيش عليا ..حاضر خلي بالك من نفسك انتي كمان سلام”

أعطته إليه الهاتف وهي تشعر روحها المسجونة داخلها بخبيه وعجز لتسقط دمعه من عينيها بحزن، لم ياخذة منها وأقترب منها قاسم بتعجب”في إيه يا حورية انتي كويسه مش اتطمنتي عليها بتعيطي ليه دلوقت”

هزت رأسها وهي تتمتم بصوت مرتجف” هاه اه اتطمئنتي عليها هي كويسه بس هي وحشتني قوي كان نفسي اشوفها واحضنها”

هز رأسه بهدوء وهو يشعر بانها تخبي عليه شيء لكنه حاول عدم التدخل ليقول” معلش كفايه انك اتطمئنتي عليها وسمعتي صوتها “

ادمعت عيناها هي تقف بخوف علي والدتها وجسدها ينتفض بعنف مرددة”هي بخير اكيد هتبقى بخير “

حاول قاسم التحدث مره ثانيه بشك لكن سمع صوت هاتفه يرن ليأخذة من حوريه سريعاً ليجيب وهو يبتعد عنها”الو يا جمال في جديد”

اجابه عليه جمال بصوت جاد” عندي ليك خبر وحش وخبر حلو؟. تحبي تسمع انهي واحد الاول”

هز قاسم رأسه بضيق شديد وقال” هو انا ناقص اخبار وحشه ايه الخبر الوحش قول”

أردف جمال بجدية” ناريمان نشرت صور حوريه في الجرائد واكيد كمان يومين هتنشر كمان صورها في الانترنت وفي كل مكان وعامله مكافاه نصف مليون لي إللي يلاقيها”

جز علي أسنانه بغضب قائلاً بعدم تفاجأ”
كنت عارف و متاكده انها هتعمل كده عشان كده طلبت منك تجيب نقاب لي حوريه بس ده برده مش كفايه نحاول نقلل تحركاتها الايام اللي جايه ربنا يستر وما حدش ياخذ باله منها.. سمعني بقى اخبار حلوه عشان خلاص جبت اخري “

هتف جمال بثقه مرددا”عرفتلك مكان البنت اللي كانت معاه جاد قبل ما يموت الشهده الوحيده “

اتسعت عينا قاسم بلهفة وعدم تصديق”بتتكلم جد “

ابتسم جمال علي ذكاءه بإعجاب مصتنع قائلا”
كان في سوبر ماركت قدام البيت بالعافيه عرفت اجيب صور ليهم .. وعرفتلك كمان بتشتغل في اي كباريه عشان تعرف بس انا مش قليل “

واضاف بهدوء موضحاً

= المفروض ان ده شغل البوليس بس صاحب السوبر ماركت، خاف لان ناريمان هددته وقالت لي يقول ان الكاميرا كانت بايظه اليوم ده، وده فعلا اللي قالوا بس انا حاولت اضغط عليه وقلت حاجه زي كده اكيد مش هتعدي على ناريمان واحتمال تكون الكاميرات كانت شغاله وحاولت معاه بالفلوس وما رضاش غير أنه يوريني صوره البنت مش اكتر من كده.. شفت بقى ذكائي .

ابتسم قاسم بشده وهو يقول بتاكيد واستعجال” اكيد امال انا معتمد عليك ليه جدع يا جمال ابعتلي بسرعه اللوكيشن ما فيش وقت نضيعوا لازم اروحلها واقابلها، هاروح حوريه على طول واجيلك سلام”

التفت نحوها بسرعه حيث كانت مزالت شارده و جذبها لتنهض قائلا بجدية” يلا بسرعه يا حورية ما فيش وقت لازم اروحك عشان ورايا مشوار مهم جدا”

أنتبه إليه وأستغربت بشده وقالت بقلق”
خير هي في حاجه حصلت “

نظر إليها قاسم وهز رأسه بقوة وأمسك كف يدها الصغير بحنان قائلاً بابتسامه مطمئنه”
خير ان شاء الله لما الموضوع ده يكمل هقوللك بس تاكدي لو الموضوع ده كمل هيبقى خير ليكي فعلا .. يلا بس بسرعه لازم اروحك ما عنديش وقت”

نظرت إليه بعيونها الصغيرة كحبات اللؤلؤ براحه نوعاً ما ثم جذبها قاسم ليرحل لكن
سحبت يدها بسرعه وقالت بصوت مرتبك ”
طب استنى بس طالما مستعجل كده ممكن توقف لي تاكسي وانا اروح البيت انا حافظه البيت فين مكانه”

لينظر في مقلتيها بعمق ليهمس برفض بخشونة حاده دون تفكير من القلق عليها” لا مش هينفع لازم اطمئن عليكي و اروحك بنفسي “

صمتت ثواني لا تعرف بماذا تجيب عليه تساءل عقلها بتشوش هل تتحدث وتجيب بمخاوفها وتحكي له ما يقلقها ويرعبها بشده تود أن تتحدث و تبوح به ما يؤرقها لكن العدو الأكبر وهو الخوف منعها من ذلك، نظرت إليه والإبتسامة الزائف تزين ثغرها وأردفت” ما تخافش يا قاسم انا مش عيله صغيره انا هروح علي طول وبعدين انا لابسه نقاب اهو وما حدش هيعرفني روح انت بس مشوارك المهم وسيبني وما تقلقش”

بوله عيناه قاسم بعيون قلق قائلا بتردد” تروحي على طول سامعيني اوعي تروحي في مكان هنا ولا هنا انتي ما بقيتيش فيه امان وانا هبقى مش مطمئن طول ما انتي بعيده عني”

تفاجات ولا تصدق كلماتة حتي هو أيضا تفاجأ من نفسه لتهز رأسها بالايجابي واضعه يدها علي يده تبعدها بينما ابتلعت ريقها بصعوبة بالغة و إستجمعت قوتها وشجاعتها لتتحرك بخطوات ببطئ بالخارج بينما ظل هو ينظر عليها بأعين قاتمه وهي ترحل وشعر بغضه داخله لا يعرف مصدرها.

**
وصل قاسم بسرعه الي العنوان الذي املاه عليه جمال ثم صف سيارته أمام ملهي ليلي ليجد جمال يقف جانب سيارته في الانتظار وعندما رآه اقترب منه، هز قاسم رأسه و تظهر الحدة علي ملامح وجهه و هو يقول باقتضاب “هو ده المكان هي جوه”

هز جمال رأسه بهدوء ليضيف مبتسم بهدوء و هو يقول” ايوه هي بتشتغل هنا جبت صوره ليها من كاميرات المراقبه على تليفوني عشان نعرف نتعرف عليها”

أخذ منه الهاتف حتي يحفظ ملامحها ثم دلف قاسم إلي الداخل بسرعه دون انتظار ثم ظل يدور حوله يبحث كثيرا بضيق شديد حتي لم يجدها التفت إلي جمال يهز رأسه بنفاذ صبر، الذي هز رأسه بعدم فائده علي استعجالة قائلا” قاعده وراءك اهي على البار”

التفت نحوها بسرعه ولهفه ليجدها بالفعل تجلس تتجرع كاس الخمر أشار إلي جمال بان ينتظر بالخارج و انسحب جمال بهدوء

بينما اقترب قاسم بخطوات بسيطة لـ يقف جانبها و قد ارتسمت علي وجهه ملامحه الشيطانية ثم نظر إليها بابتسامه جامد وهي بادلته الابتسامه بخبث ناظراً إليه لتغمز إليه بطرف عينها فقد اعتقدت وجدت زبون غني.

بعد فترة ليس قصيرة خرج قاسم وهي معه تتمايل في السير بابتسامه واسعة ثم فجاه سحبها قاسم داخل سيارته السوداء وكان جمال بالداخل أغلق بسرعه باب السياره شهقت الفتاه بحضنه وذعر وهي تنظر لهن وهي تقول بشجاعه مصطنعه” في ايه احنا اتفقنا على واحد جوه ما اتفقناش على اثنين كده الحساب هيختلف ومالك شاددني كده ليه انتم عاوزين مني ايه بالضبط اقسم بالله ما سبتيني هصوت والم عليكي الناس”

أجاب قاسم وهي في المقعد الأمامي جانب جمال وهي في الخلف قائلا ببرود قاتل”
طب مستنيه ايه ما تصوتي بس ريحي نفسك ما حدش هيسمعك عشان الازاز ضد الصوت والعربيه ما حدش هيشوفك من بره .. فريحي نفسك كده وتعالي معايا دغري عشان انا مش عاوزكي عشان اللي في دماغي انا عاوزاكي عشان حاجه ثانيه “

نظرت غنوه إليهما بخوف شديد وقالت بتوتر”
حاجه ايه انتم عاوزين ايه مني”

تنهد قاسم بضيق ورفع شاشه الهاتف بها صوره الى جاد وقال بحده” اكيد فاكره الشاب ده اللي طلعتي معه شقته و اتقتل قدامك “

تجمدت أطرافها برعب و قد اتسعت حدقتها بصدمة قائله بذهول وكذب” لا ما اعرفوش مين ده”

رفع قاسم سبابته أمام وجهها و صرخ به بـعنف و انفعال واضح بـاحمرار وجهه قائلاً” قلت لك تعالي معايا دغري ما بحبش اللوعه انطقي تعرفيه ولا لأ كانت في كاميرا في العماره ولقطتك وانتي طالعه معاه يوم الحادثه يعني ما تحاوليش تكذبي”

إنتفض جسدها بعنف وخوف شديد منه ثم
ابتلعت ريقها بصعوبة وهي تقول بضيق”
يوووه انا كنت قلت خلصت من القرف ده لما لقيت ما حدش طلبني للشهاده انتم عاوزين مني ايه انا والله العظيم ما انا اللي قتلته ده دي مراته هي اللي قتلته واتحكم عليها بالاعدام ودلوقتي وهربانه ما تروحوا تدوروا عليها انا مالي “

نظر قاسم إليها بـطرف عينه و هو يحاول أن يخفي غضبه بتلك الابتسامة التي تزين محياه قائلاً” الله ما انتي متابعه اهو الاخبار “

تنفست عنوة بـقوة و هي تنطق بـصعوبة و توتر” كان لازم اتابع عشان كنت خايفه من ساعه اللي حصل تلبسوني الليله انا لوحدي.. انا غلبانه لكن انتم ما شاء الله باين عليكم معاكم وبتيجوا على الغلابه اللي زيي “

هتف جمال و هو يقطب حاجبيه بجدية”
احنا مش عايزين منك حاجه انك تقولي الحقيقه ايه اللي حصل يوم الحادثه بالتفصيل واوعدك ما حدش هياذيكي “

هزت راسها برفض بسرعه وهي تتحدث بارتباك”ما اعرفش حاجه ما فيش غير ان انا روحت معاه البيت وفجاه مراته دخلت علينا وفضلوا يتخانقوا مع بعض وانا كنت عاوزه فلوسي وهمشي على طول بس ما اعرفش ان الخناقه هتطول كده وتنتهي بمصيبه”

كان قاسم ينتظر باقي الحديث بفارغ الصبر حتي يعرف هل حوريه بالفعل بريئه كما قالت له الحقيقه ام كانت تخدعه، نظر إليها وهو ينتفض بعنف غاضباً ينظر نحوها بـنظرة ثاقبة و هو يضم يده إلي بعضها يفركها بعصبية و هو يتسائل بحدة” كملي بالتفصيل ايه اللي حصل بعد كده “

نظرت إليهما بقلق شديد وهي تقول بصوت خافض” هو الراجل اللي انا طلعت معه وجابني شقته اقعد يقول لها كلام غريب ما انتي كمان زيي وانا ساكت عليكي وهي اتعصبت قوي وزي اللي ركبها عفريت وفضلت تصرخ وتكسر في الاوضه وتقول له بس انا غيرك اغتصبت مش ذيك بترمي نفسك تحت رجلين الستات وبعدها طلعت تجري كانت عاوزه تفضحنا بس هو لحقها وفضل يزعقلها وماسك فيها جامد وكان عاوز يقتلها حتى أخذ سكينه وقرب عليها جامد وكان هيقتلها فعلا بس هي”

صمتت ولم تكمل حديثها، صاح قاسم إليها بحدة بعدم صبر” هي ايه كملي بسرعه “

هتفت بسرعه بخوف وقالت بتوتر” حاولت تبعد السكينه من الخوف لتيجي فيها راحت جاءت فيه وهو مات.. بس انا شفت الدم من هنا وطلعت جريت وقابلت في وشي اثنين ستات بس مش فاكره ملامحهم مشيت وما اعرفش بعد كده اللي حصل وفضلت اتابع الاخبار في الجرائد وانا مرعوبه سيرتي تتجاب في التحقيق ويعرفوني “

صمت قليلًا قاسم وهو يتنفس بقوة وراحه أن اخيرا تاكد من الحقيقه ووصل الى براءه حوريه فهو يريد حتى ان يرد اليها جزء ولو صغير مقابل ما فعله معها ليقول بجدية” طب اسمعني كويس انا كل اللي طالبه منك حاجه واحده بس انك تيجي تشهدي بالكلام ده في المحكمه انه حصل وانها حورية ما كانتش تقصد تقتله وانا مستعده اديلك فلوس زي ما انتي عاوزه و..”

ظهر الغضب علي وجهها فجاه علي نبرة صوتها التي تصدح بغل مرددة” اه انا كنت من الاول حاسه ان الحكايه فيها أن وان دخلتكم عليا دي ما فيهاش خير ،فاكرني عبيطه عاوزني اروح المحكمه وبعد كده تلبسني الليله كلها ما انتم اولاد ذوات وانا حته واحده غلبانه ولا راحت ولا جاءت ما حدش هيسال فيها”

نظر إليها قاسم بحدة و هو يقول بضيق شديد” يا بت بطلي غباء واسمعيني كويس انا مش عاوز اضرك ولا هاذيكي في حاجه انا عاوزك تشهدي بالحقيقه بس و..”

قاطعته غنوه حديثه بغضب و هي تتحدث بانفعال شديد قائله” لا اسمعني انت وهو بقى كويس لو فاكرين انتم الاثنين هتشيلوني الليله لوحدي وما حدش هيعرف الحقيقه تبقوا غلطانين عشان انتم ما تعرفيش اللي فيها وان انا معايا دليل على صحه كلامي وان انا ما قتلتش حد”

عقد حاجبيه جمال بتعجب وانتباه قاسم بسرعه الي حديثها ليقول بلهفه” دليل ايه ده “

لوت شفتيها بسخرية قائله بثقه وشماته”
هقول لك دليل ايه ما انتم عمركم ما هتتوقعوا ولا يجي في دماغكم ان كل حاجه حصلت ليله الحادثه ولما اتقتل كانت متصوره صوت وصوره بتليفون القتيل؟.”

اتسعت عينا كلا من جمال و قاسم بعد استعياب بينما ابتسمت غنوه بتهكم و هي تنظر إلي قاسم و جمال بشماتة وتتحدث بسخرية قائله”شوف مع اني كنت رافضه الموضوع في البدايه ومقلقه لايضرني في حاجه بس طلع هو دليل براءتي دلوقتي اصل في شغلانتي دي بيعدي عليا اصناف زيكم تعر وليله الحادثه قبل ما يموت القتيل طلب مني يصور اللي هيحصل ما بين على تليفونه وبعد كده بيتفرج عليه ..كيف منيل بقى، انا كنت رافضه في الاول احسن ينزل الصور دي على موقع ويفضحني بس قالي ساعتها انا كده برده هفضح نفسي معاكي وعمري ما اعمل كده ووريني صور و فيديوهات لناس ثانيه نايمه معاه وهو مصورهم بموافقتهم ولما زودلي الفلوس وافقت ..ولما دخلت الهانم مراته كان التليفون مفتوح و بيصور كل اللي حصل وانا قبل ما امشي افتكرت التلفون واخذته على طول ومشيت ..ولحد دلوقت معايا قلت عشان لو اي حد حاول يلعب معايا ويشيلني الليله اطلع ساعتها الفيديو ده واحطه في عيني التخين “

ابتسمت غنوه بالانتصار وهي تري ملامحهم المصدومه بشده اعتقدتها خبيه امل لتقول بصوت واثقه” ايه مصدومين ما توقعتوش حاجه زي دي خالص صح.. بس اهي حصلت، انا اه كنت راحه معاه شقته لعمل غلط ولو الحكومه عرفت هتديني كام سنه سجن بس احسن ما اؤخذ اعدام على حاجه ما عملتهاش “

بالفعل ما قالته صحيح لم يتوقعه هذا الحديث بالمره وكأنه وجد اخيرا طوق نجاه وسط صحراء خاويه من جميع البشر و قد انفرجت اساريره أنه سحبها من ذراعيها بقوه هاتف بلهفة شديدة” الفيديو ده فين انا مستعد اديكي فيه مليون جنيه بس تدهولي ومش بس كده هضمن ليكي كمان حماتكٍ انك مش هتسجني و هقوملك محامي بس الفيديو تجيبهلي.! “

**
ركبت بسرعه حورية سياره تاكسي لتصل إلي منزلها كانت بداخل السياره تضع يدها فوق قلبها ودموعها تهبط بغزارة وضعف تعرف ما تفاعلة خطر عليها لكن ليس بيدي حيله غير أن تذهب الى والدتها لتنقذها من يد ذلك الشيطان بدأت تهدأ من دموعها عندما توقفت السيارة وهبطت في نصف الطريق بخوف ورحلت سياره الاجره،وظلت هي تقف بحيرة شديد لترفع النقاب عن وجهها تريد أن تطمئن حتى عليها من بعيد وترحل.. لتقف عددا لحظات تفكر ثم ابتلعت ريقها بصعوبة شديدة ثم انتبهت الى ما تفعلة أنه لا يصلح وخطر عليها ولم تقدر على هذه المواجهه بمفردها لتقرر في اخر لحظه العوده الى قاسم.

وقبل إن تخطي خطوه واحده لترحل قبل رجوع قاسم ليعرف ما فعلته، استمعت لصوت أقدام تقترب وشخص ما يقترب خلفها ابتعدت بخطواتها ثابتة قليلا والتفتت ببطء وعلقت حدقتيها لتحاول معرفته وقلبها يخفق بقوة من الخوف الشديد و ساد الصمت لحظات وفجأة عندما رأته شهقت حورية بقوة من الصدمة وحجظت مقلتيها بقوة من الخوف وتمتمت برعب” جـ ـده عـ ـتمان”

ابتسم بخبث وهو ينظر لها وهتف بابتسامة استمتاع وبصوت كفحيح الأفاعي” كويس انك لسه فاكره انك ليكي جد، واللي قريب قوي هياخذ روحك بايده “

حاولت في غصن لحظات الهروب ولكن كأن الأرض ابتلعتها صرخت برعب عله ياتي أحد ينقذها لكن من؟. نعم ليس يوجد غيره قاسم! فهو دائما ياتي في اللحظات الاخيره ليحميها من الجميع وتهورها السخيفة ولكن كانت هذه المرة غير ولم يأتي وينقذها!.

فاندفع بسرعة البرق عتمان بغضب نحوها يجذب خصلات شعرها بقوة من أعلي النقاب وهي تصرخ بألم واخذها لكن نحو طريق آخر غير المنزل،ليكون جزاء الخيانة الموت.
___________________________________

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية حورية بين أنياب شيطان)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى