روايات

رواية وميض الحب الفصل السابع 7 بقلم لولي سامي

موقع كتابك في سطور

رواية وميض الحب الفصل السابع 7 بقلم لولي سامي

رواية وميض الحب الجزء السابع

رواية وميض الحب البارت السابع

وميض الحب
وميض الحب

رواية وميض الحب الحلقة السابعة

ابغض شئ بالحياه إبهام المشاعر
فمن يدعي الحب فليبدل بكلماته افعالا
ومن يكن الكره فليظهر مشاعره بيانا
توجهت صفاء لمنزلها الذي لم يبعد كثيرا عن منزل والدتها مجرد تعبر الكوبري بالسيارة الذي يفصل بين منطقة أهلها ومنطقة زوجها فهي بحي الزمالك حيث المباني الراقية والذوق الرفيع …..
فتحت شقتها بالمفتاح الخاص بها معتقدة أنها خاوية وهي تحمل ابنتها بيد وتفتح الباب باليد الأخرى ويجاورها ابنها الصغير عمر ذو الثلاث سنوات ….
دلفت للشقة وهمت بقفل الباب إلا أنها فزعت بمن يجلس على المقعد واضعا قدما فوق الأخرى وينتظرها بعيون تتوقد غضبا ….
ابتلعت لعابها بصعوبة من خوفها منه وأغلقت الباب وهي تهمس لحالها / استرها يارب …
ثم التفتت تنزل الصغيرة من على كتفها بينما الابن هرول تجاه أبيه ليقبله….
ليطلب منه عادل الدلوف لغرفته هو واخته …..
امسك عمر بيدي أخته توچان ليذهبا إلى غرفتهم كما أمرهم أبيهم …
حاولت البحث بين جنيبات عقلها عن أي حديث تفتتحه معه لتتدعي الابتسامة قائلة / الفرح كان جميل جدا بصراحة ،
كان نقصك ….كنت هتنبسط اوي ….
ظل جالسا لم ينطق بكلمة لتكمل هي حديثها وهي تنطق بتعجب / دأنا قولت زمانك في الشغل دلوقتي !!!
ظل جالسا مكانه وهو يضيق عينيه ويجيبها بتهكم/ وعلشان كدة قعدتي براحتك وجايالي قرب العصر …
ثم سألها مستنكرا / مش انا قولتلك من الفجر تكوني هنا؟؟؟
اومأت برأسها ثم حاولت الدفاع عن حالها / أصل الفرح اتاخر اوي وانت عارف عقبال ما اطمنا ان العرسان دخلوا واتعشينا ونمنا…

صحينا متأخر شوية ويا دوب فطرت أنا والعيال وجيت على طول…
هب واقفا فجأة لتنتفض هي مكانها بينما هو يقترب منها بخطوات سلحفية تعرف تتابعتها …
ليهمس لها من الخلف بالقرب من أذنها قائلا / بتطمنوا على العريس ولا بتخططوا للعروسة ؟؟؟
ظل يدور حولها كالصائد الذي يدور حول فريسته لتتلفت معه وهي تجيبه / لا ابدا ونخطط ليها ليه ده برضه مرات اخونا ….
أطلق ضحكة ساخرة ومازال يدور حولها ليباغتها بالسؤال الآخر / وياترى ست دعاء قطعت في فروتي كام مرة ؟؟؟
أشارت بكفها وهي تجيبه / ابدا والله ولا اتكلمت عنك خالص ده حتى اتخانقت مع جوزها ….
_ اااااااه يبقى الست الوالدة اللي قطعت في فروتي ….
رمشت بعيونها ليعرف أنها تخفي سرا ليهدر بها قائلا / انطقي قالت ايه ؟؟؟
لتنتفض كليا وهي تجيبه بعيون مترقرقة/ مفيش…. مفيش هي بس استغربت انك مجتش وكان نفسها تشوفك….
فور نطقها بجملتها جعله يقف مكانه ويطلق ضحكة عالية ثم يكرر جملتها بطريقة ساخرة / بقى الست حكمت كان نفسها تشوفني !!!!
ملس على شاربه وهو يكتم ابتسامته ويعلق قائلا / وسعت منك اوي يا صفاء ….
نظرت له صفاء وعيونها تترقرق بها الدموع وهي تسأله / وفيها ايه لو كنت حضرت معايا ؟؟؟
كل الناس معاهم اجوازهم إلا أنا اللي كنت عاملة زي المطلقة…
هتغير صورة اهلي في نظرك أمتي ,؟؟
اقترب من وجهها وهو ينظر بداخل عيونها ويجيبها بصوت كالفحيح / لما اهلك يتعلموا يحترموا الرجالة !!!!
لما اختك تبطل تبقى عايزة تمشيني على هواها زي الدلدول بتاعها !!!!
لما امك تحترم أن ليكي زوج وقت ما يقولك في أي مناسبة يالا تقولك امشي مع جوزك!!!
مش تقعد تديني في دروس وعبر إزاي اسيب مراتي على حل شعرها !!!!
فكره ولا افكرك تاني ؟؟
نظرت له بحزن وهي تعاتبه عن موقف سابق قائلة/ هي لما تقولك سيب مراتك تقعد معانا شوية ولو وراك اشغال امشي انت تبقى عايزاني امشي على حل شعري ؟؟؟
نظر لها نظرة اخرصتها وكأنها أشعلت الشياطين بعينيه لينطق بصوت ارهبها / لما تقولي سيب مراتك تقعد ويكون ابن عمتك البصباص اللي كان عينه منك موجود….
واخواتك الرجالة مش موجودين وعايزاني امشي…
يبقى يا اما شايفاني بقرنين ….
يا اما كانت عايزة تركبلي قرون يا هانم ….
فوجئت صفاء بجملته لتجحظ عيونها ليستطرد هو قائلا / كنتي فكراني مش واخد بالي!؟
انا اللي مكنتش عايز اتكلم….
ولعلمك كان ليا عيون بالفرح لو كان حاول يقربلك بس كنت قلبتلكوا الفرح ده محزنة ….
ثم اطبق على ذراعها بشدة اوجعتها وحاولت افلات ذراعها من قبضته وهو يقول / اختك المصونة تودود في ودنك علشان تخليكي نسخة منها …..
وكانت فكراني زي جوزها هقبل اتساق …
ولما لاقتني مش زيه بدأت تغير منك ونفسها تطلقي النهاردة قبل بكرة بس انتي غبية ….
وامك يا اما تمشيني على مزاجها يا اما تحاول قال ايه تشعلل نار الغيره جوايا….
بوجود واحد ميتعدش على الرجالة نفر ….
لما اشوفه بيبصبص لمراتي أقوم أنا ادلعها وأعملها كل حاجة علشان متبصش لغيري ….
امسك فجأة بشعرها لتطلق صرخة من جوفها وتحاول امساك يده والتخفيف من جذبه لشعرها بينما هو قد خرج عن سيطرته وأكمل قائلا / لا يا هانم مش انا اللي يتساق زي جوز اختك ….
ولا انا اللي يشوف مراته بتتشاغل ويراضيها علشان متبصش برا ….
دانا اخز*ألك عينك وادب*حك ولا انك تبصي لحد ….
ظلت تحاول الإفلات من قبضته وهي تتوسل إليه بأن يتركها / خلاص يا عادل … شعري…. شعري يا عادل ….والله ما ببص لغيرك ابدا ….
_ متقدرييييش
نطق بها بقوة لتوافقه الرأي وهي تحاول الخلاص من قبضته / مقدرش والله مقدرش ….
دانتي جوزي وأبو ولادي مقدرش ابعد عنكم ابدا ….
بدأت تهدأ ثورته ليخفف من قبضته تدريجيا وهو يقول / أيوة خليكي عارفه كدة لانا سيد جوز دعاء ولا مصطفى طليق سمر …..
ولا عبدالله الطيب اللي يضحك عليه ….فاااااهمة…
اومأت برأسها فور أن تركها ودموعها تنهمر على وجنتيها ليكمل هو باقي تعليماته وكيف كان حنونا معها / اول واخر مرة تعصي اوامري ….
قولت تكوني هنا بدري يبقى قبل ما اصحى من نومي الاقيكي قدامي ….
اومأت برأسها ليكمل هو / وياريت منديش ودانا لحد…
علشان لو حسيت بس انك بداتي تسمعي للحيات اللي عندك مش هقولك أنا هعمل ايه ….
بس اقل حاجة ممكن تتوقعيها انك مش هتشوفي اهلك تاني ابدا ….
بدأت تزيل دموعها بظهر يدها ليكمل هو محدثا نفسه/ وربنا يكون في عون مرات اخوكم الجديدة ده البنت هتشوف ايام سودا على ايديكم ….
ثم جلس وهو ينظم أنفاسه قليلا من ثورة غضبه مكملا حديثه لنفسه / نقعد بقى ونتفرح على اخوكي اللي كان شايفكم ملاك…
ونشوفه هيعمل ايه في المصائب اللي مستنياه ….
…………………………….
أما بشقه عبدالله ظهرا فقد استفاق من نومه فوجد الشمس قاربت على الانتصاف وهو يشعر بالجوع مسح على وجهه ونظر للغافية بجواره ليبتسم ويتذكر ما حدث بينهم ثم دنى منها وطبع قبلة على جبينها حامدا الله على نعمته …
ثم استقام من فراشه وذهب للمطبخ لإحضار صينية العشاء…
ولكن فور رفع الأغطية من عليها هبت رائحة تدل على فسادها ليعقد جبينه متعجبا….
فالمفترض أن الطقس معتدلا فهم بشهر أكتوبر حيث فصل الخريف…
ليحمد الله أن العين قد أصابت الطعام لا ليلتهم.. ليغطي كل شئ كما كان وهم بفتح الثلاجة ليخرج منها كل ما لذ وطاب من قشدة ومربي وعصائر وجبن ولانشون حتى اللحمه الباردة وجدها وأحضر منها شريحتين…
ووجد بيض وبسطرمة ليعد طبق من البيض والبسطرمة لعلمه بحب يمني له …
فكم من مرة قالت له عن انواع الاكل التي تحبه…
اعد الصينيه وتوجه الي الغرفة …
وضع الصينية على المنضدة وذهب بجوار يمنى وبدأ بايقاظها…
فهي لم تذق طعاما منذ أمس…
وبخ نفسه وهو يراها غافية لا تشعر بشئ بتاتا …
الواضح أنه انهكها كثيرا كما أنه لم يمهلها وقت للطعام …
تذكر قولها قبل أن تخلع عنها فستانها أنها جائعة ولكن جوعه لها طغي على عقله وانساه ما يجب أن يحدث .
ربت عبدالله علي كتف يمني العاري/ يمني حبيبي اصحي علشان تأكلي ….
مسد على ذراعها وهو يناديها برقة / يمنتي فوقي يا قمر لسه عندنا ماتشات كتيييير …..
كدة تتعبي من اول ليلة!!!
حركت يمني رأسها يمينا ويسارا تحاول جاهدة الاستفاقة ..
جاهدت بصعوبة في مقاومة رغبتها في النوم …
لتفتح عينيها اخيرا ثم نظرت حولها وكأنها تتفقد المكان…
نظرت لنفسها لتجد نفسها شبه عاريه ويغطيها شرشف بسيط لتفزع يمني وتهب جالسة ..
ليهدأها عبدالله فور أن رأى رهبتها قائلا/ مالك يا قمر انا عبدالله جوزك …
اتجوزنا امبارح وربنا ..
متخافيش مخضوضة ليه .
وضعت يمني يدها على صدرها لتهدأ من روعها ثم أطلقت زفرة راحة لتتشبث بالشرشف عليها وهي تقول / اتخضيت يا عبدالله ….
بجد كنت صاحيه ناسية اللي حصل خالص …
ناولني الروب او اي حاجه لو سمحت.
مرر عبدالله نظره عليها وقد تخضب وجهها بالحمرة من أثر الخضة والخجل ليطفي عليها جمالا اخر …
ثم ابتسم عبدالله بخبث وهو يقول / مكنتش اعرف انك بتصحي من النوم ناسية كدة …
ده شئ جميل خالص …
ثم انا مالي لو عايزه حاجه قومي هاتيها…
رفعت يمني حاجبيها وهي ترى نظراته اللعوبة
لتبتسم وتطلب منه مرة أخرى بخجل/ عبدالله متهزرش انت عارف اني…….
ناولني اي حاجه بقي علشان خاطري.
اقترب عبدالله بوجهه منها ونظر داخل عيونها وهو يقول / انك ايه ؟؟
غمز بإحدى عيونه مكملا / مكملتيش ليه ؟؟
مش انتي صاحية مش فاكرة اللي حصل!!
يبقي انا معنديش ضمير ولازم افكرك….
قومي خدي حاجتك بنفسك علشان تفطري واعيد عليكي كل اللي حصل تاني…
علشان متنسهوش ابدا….
ادعت يمني الغضب كمحاولة لاخفاء كسوفها لتعقد ما بين حاجبيها وهي تترجاه قائلة/ والنبي يا عبدالله ناولني الروب بقي كدة هزعل وربنا …
ثم يا سيدي حقك عليا انا مقدرش انسي ابدا اللي حصل …
دانا عمري ما كنت أتخيل أن ده يطلع منك ابدا.
دانا كنت فكراك محترم …
نطقت باخر جملتها وهي تنظر للاسفل وعقلها يذكرها بما حدث بينهم …
لتنتفخ اوداج عبدالله وشعر برضي وزهو بحاله وهو يضحك عاليا ثم هدأت ضحكته قليلا ليقول بفخر / محترم ايه يا بنتي …
دانتي لو كنتي لاقتيني محترم كان حقك تشتكي …
أطلق تنهيدة ثم أردف منبها / ماشي هناولك الروب بس برضو مفيش سماح وهنراجع كل اللي تم مع بعض الاضافات.. .
أعطاها الروب ثم احضر أمامها صينية الافطار ليجري لعاب يمني وتحرك لسانها على شفتيها تعبيرا عن جوعها الفج وقالت معلقة ومتعجبة بنفس الوقت وهي تهم بالاكل/ ايه ده يا عبدالله فين صينية العشاء ده ماما عملالي وعملالك كل اللي احنا بنحبه .
مد عبدالله شفتاه للامام باستغراب واجابها بتعجب/ معرفش والله ايه اللي حصلها …
لقتها كلها بايظة بالرغم أن الجو حلو بس..
تقريبا حد كان باصص فيها……
يالا نعمل حسابنا على صينية الصباحية انا عارف حماتي مش هتبخل عليا ابدا.
وشرعا كلاهما بالتهام الطعام لجوعهما الشديد ..
ثم أستقامت يمنى لتحمل صينية الطعام الي المطبخ ليتمدد عبدالله على الفراش …
بينما فور خروج يمنى للردهة لاحظت ما لم تلاحظه بالأمس لرهبة الموقف …
فقد لاحظت تغير شكل الانتريه لتنظر حولها وتمعن النظر وتتذكر ما فعلته في آخر مرة قبل الزواج لتجد تغير الكثير والكثير بالشقة …
توجهت للمطبخ لتضع الصينية به فتلاعبت بها الظنون فأخذت تتفقد المطبخ وتفتح كل خزانة تتفقد محتوياتها لتجدهه قد تغيرت تماما لتتذكر أيضا تغير خزانة ملابسها…
ذمت بشفتيها واطلقت زفرة غاضبة فقد فهمت أن من فعل هذا ليس بوالدتها ولا أحد من أهلها …
دلفت المرحاض لتأخذ حماما ينعشها ويزيل عنها انهاكها….
خرجت وهي تحيط نفسها ببشكير يغطي من فوق نهديها ويصل حتى قبل ركبتها بقليل ….
توجهت الي غرفة النوم حيث يرقد عبدالله على الفراش يتلقى بعض رسائل ومكالمات التهنئة فإذا بها تدلف عليه بهذه الهيئة ليعتدل بجلسته وهو يشعر بحرارة تضرب كل نواحي جسده فبرغم أنها لم تكن تقصد اغواءه إلا أنها كانت بهذه الصورة مغوية بحق له……
ذهبت لتجلس على المقعد المواجه لمنضدة الزينة خاصتها لتصفف شعرها بينما هو حاول إنهاء الاتصال سريعا ليهب واقفا خلفها وقد ابتلع لعابه بصعوبه وأمسك منها فرشاة الشعر وهو يقول / بتسرحيه ليه..
ملوش لازمة تسرحيه وتغسليه تاني …
ثم كدة شكله احلى …
لم تدرك محتوى جملته ولكنها فهمت نظراته الشغوفة بها لتبتسم ثم فكرت أن تسالة عن سبب التغيير الذي بالشقه / قولي صحيح يا بودي انت اللي غيرت شكل الانتريه كدة ؟؟
اصلي فاكرة انه مكنش كدة واحنا بنفرش قبل الفرح .
هربت الدماء من جسد عبدالله ليحل البرودة جميع اجزاء جسده بعد أن كانت مشتعلة بنار العشق…
لينحنح عبدالله ويحاول أن يداري توتره الذي بدأ عليه من رعشة يديه التي تمسك بشعرها وتغير حاله بعد أن كان يطلب منها ترك شعرها أخذ هو يصففه وكأنه يريد أن يلهي نفسه بشئ اخر / ااااه….ايه رايك مش كدة افضل؟
نظرت له يمني بتعجب وشعرت أنه يحاول أن يخفي أمر ما لتعلق قائلا /مش عارفه حاسه الاول كان أوسع كدة .
ثم نظرت لانعكاس صورته أمامها بالمرآه لتنظر له سائلة / طب امال مين اللي غير اللبس في دولابي.
رمش عبدالله وابتلع غصة بحلقه وبدا عليه التوتر أكثر ليتمتم نفسه/ الله يسامحك يا ماما ما قولتلك سيبي كل حاجه.
حاول الهروب من الموضوع ليترك الفرشاه جانبا ويمسك كتفيها محاولا استقامتها وادارتها لتواجهه وهو ينظر بعيونها باشتهاء سائلا بتعجب/ انتي بتسرحي ليه دلوقتي مش قولنا هيتنحكش تاني .
ابتسمت يمنى على تغير حالة لترفع إحدى حاجبيها قائلة بتعجب / انت اللي سرحتني يا عبدالله …
فور نطقها بجماتها وكأنها هزت ثباته التي بالكاد حاول استدعاؤه …
ليدعي الابتسامة وهم بحملها وهو يقول / مانا غيرت رأيي اصلك بصراحة متتسابيش..
حاولت يمني الفرار وهي تحرك قدميها كمحاولة للهبوط من على ذراعيه قائلة/ بس بقي يا بودي نزلني وخليني اكمل تسريح شعري ..
احكم عبدالله قبضته عليها وهو يضعها على الفراش ثم أمسك بذراعيها أعلى رأسها ليقيد حركتها قليلا ويقترب منها قائلا/ تعالي بس رايحة فين دانا هعملك قصة جديدة نوڤي …
بس انتي سبيلي نفسك خالص…
لتبتسم يمنى وتتوه في متاهة عينيه وكأنه يلقي عليها تعويذته التي تقيد حركتها وفكرها ولا تحرك سوى مشاعرها وقلبها الذي دائما يهرول خلفه
……………………………

قاربت الشمس على المغيب حين دوى بالآفاق صوت زغاريد سعيدة الذي سبقها ليعلن حضورها….
وقفت السيارة التي تقل سعيدة ومن معها أمام منزل عبدالله لتترجل سعيدة واختها من السيارة يحملن ما احضروه من صواني وصناديق كرتونية ومازالت يرددن في الزغاريد حتى خرج كل من بالمنطقة بشرفاتهم على أصواتهم وبالرغم من كل هذا لم يستمع لصوتها حكمت ولا أبناءها ….
ضغطت سعيدة على جرس المنزل عدة مرات ولكن لم يفتح الباب بعد وكأنه منزل مهجور من ساكنيه ….
تعجبت سعيدة لتعيد الكره مرة أخرى حتى أجابها عبدالله من شرفة شقته من أعلى ورحب بها…
وهنا فتحت حكمت الباب مدعية النوم ثم أظهرت كثير من الترحيب حين وجدت كثير من الجيران ينظر تجاههم / يا اهلا اهلا بالحبايب…
معلش ياختي كنا نعسانين إنتي عرفة الفرح وهدته ….
اهلا اهلا اتفضلي…
حاولت سعيدة التغاضي عن شعورها بالضيق لتصطنع الابتسامة وهي ترد لها الترحيب / اهلا وسهلا بيكي يا اختي ….
ولا يهمك ربنا يجعل حياتكم كلها افراح .
استدارت سعيدة لتبلغ اختها وابنتها بما عليهم فعله /نزلوا الصواني بتاعة الحاجة حكمت وحطوها في الصالة بسرعة يا يسرا مع خالتك يلا …
تعجبت حكمت من جملة سعيدة لتعلق بتساءل/ حاجة ايه دي اللي ينزلوها يا ام يمنى ؟؟؟
استدارت سعيدة مرة أخري لتجيب على حكمت / ده حاجه بسيطة بقي يا ام عبدالله….
كل صينية لبيت من اخوات عبدالله علشان يتهنوا…
وهنطلع ثلاث صواني لعبدالله فوق .
أصدرت حكمت صوت بشفتاها وهي تقول معلقة / ملوش لزوم اللي جايباه ده كله يا ام يمني ما الخير موجود يا اختي….
ربتت سعيدة على كتفها قائلة / وماله دايما عامر ومتكسفنيش بقي ده حاجه بسيطة.
تمتمت بنفسها وهي تقول / يكش يطمر وتحلوا عن البنت ….
ثم نظرت تجاها وهي تجاهد حتى تبتسم/ عن اذنك علشان اطلع الصباحية واطمن على بنتي .
وحقا كما يقولون اذا اكرمت اللئيم تمرد واذا اكرمت الكريم ملكته
كانت تظن سعيدة ان سواد قلب حكمت وتحكماتها سينقشع قليلا حين تعاملها بطيب نفس وسماحة ولكن من به طبع لا يتغير …
فور استماع حكمت بصعود سعيدة لابنتها وعادت شخصيتها المتحكمة تطغو عليها فمن وجهة نظرها يجب ان تحدد متى تصعد لابنتها…
لتحاول منعها متعللة بعدم استعدادهم قائلة/ استني لما اخته تطلع تبلغه يمكن لسه نايمين ولا حاجة….
اصل عبدالله قالي محدش يطلعلي غير لما اقولكوا …..
وهنا خرجت سعيدة عن صمتها فهي رأت عبدالله بنفسها من الشرفة لتتاكد من حدسها ان كل هذا من افعال حكمت واستبدادها…
لتخرج كل ما يحتبس بصدرها ولم تشعر بحالها وهي تتحدث بصوت عالي اقرب للصراخ وتلطم وجهها عدة مرات / هو في ايه بقي يا ام عبدالله؟؟
لحد هنا وكفاية….
انا صبرت عليكم كتير….
واقول يا بت عدي….
لكن هتقوليلي اطلع لبنتي ولا لا….
واطلعلها امتى فهنا مش هسكت ابدا….
وبالذوق أو بالعافية هطلع اطمن علي بنتي يعني هطلع اطمن عليها ….
وابقى اشوف حد يمنعني ومن غيرسلام عليكم …
ثم التفت لحسنة اختها تأمرها بالتحرك بكل حزم / يالا يا ام محمد …..
جحظت عين حكمت وبناتها وصعقوا مما فعلته سعيدة فلم يتوقعوا أن تفعل هذا ليتنحوا جانبا تاريكين لها حرية الصعود.
اما بالاعلى فور أن سمعت يمنى زغاريد والدتها واسرع عبدالله للشرفة يجيب على طرق سعيدة …
عاد مهرولا الى يمنى وهو يقول / يالا يالا بسرعة يا يمنى ادخلي خدي شاور عقبال ما والدتك تطلع وانا هرتب البهدلة اللي بالاوضة دي…
اسرعت يمنى تلملم حالها وتلتقط ملابسها مسرعة إلى المرحاض بينما عبدالله كان يلملم بعثرة الغرفة حتى استمع لصوت صراخ يشبه صوت حماته …
………………..
شعرت سعيدة وهي تصعد السلم أن عينيها اليمين تخرج صهدا والرؤيه تكاد تكون معدومة….
كذبت شعورها لتمسح على عينيها واكملت الصعود ….
فور أن وصلت لشقة ابنتها وطرقت الباب فتح لها عبدالله مسرعا لعله يعرف سبب هذه الفوضى وهذا الصراخ قبل أن تخرج يمنى من المرحاض / اهلا يا حماتي اهلا وسهلا …
شرفتي والله يا احلي حما اتفضلي اتفضلي.
رحب بهم وانزل ما يحملانه وعيونه تحاول استشفاف شئ ما ….
بينما سعيدة تنظر له بلوم وعتاب ثم سألته عن ابنتها ليجيبها أنها بالمرحاض لينادي على زوجته ويخبرها بقدوم والدتها / يا يمني مامتك هنا وخالتك واختك مستنيك …
وهنا لاحظ احمرار عيونها بل دمويتها ليجحظ بعينيه ويشير تجاه عينيها سائلا عن السبب ولكن قبل أن تجيبه سعيدة استمع كليهما لصوت فتح باب المرحاض لتهمس له سعيده/ هقولك بعدين …
خرجت يمني من المرحاض وهرولت لحضن والدتها التي استقبلتها باشتياق وسعادة لرؤية سعادتها …
أدمعت سعيدة لا تعرف لما فقد اختلطت مشاعرها ما بين السعادة والخوف والقلق على ابنتها …
كما بكت يمنى من شدة اشتياقها لوالدتها أو بالأحرى لا تعرف لما بكت ولكن القلوب قد شعرت ببعضها ليلامس قلق سعيدة قلب يمنى ….
حاولت سعيدة إنهاء حالة الخوف هذه لتطلق عدة زغاريد وبرغم أنها كانت متقطعة من شدة البكاء إلا أنها أضحكت من حولها لتحاول يسرا التقاط اختها من حضن والدتها وهي تزيل دموعها التي كانت تتساقط من أثر الموقف / هاتيها شوية بقي يا ماما وحشتني اوي…..
كما ترقرقت الدموع بعيون حسنة التي أخذت تنظر لعبدالله بعتاب صريح بينما الاخير يكاد يفهم نظراتها ولكنه يحاول الهروب منها …
فالجميع هنا يدرك التفاصيل و الكواليس إلا هي لم ترى من الصورة إلا الظاهر منها….
اخذت سعيدة تبكي وتزغرط بنفس الوقت ….
تبكي لحال ابنتها بوسط هذا المنزل وتنعي حظها المكلوب وهي ليس بيدها فعل شئ…
وتزغرد لتخفي ما بها وتكيد من بالاسفل….
بعد فترة وجيزة من حفاوة الاستقبال جلست يمني وبدأت تطمئن سعيدة على ابنتها لتلاحظ يمنى احمرار عين امها لتسألها بهلع/ ايه ده يا ماما عينك حمراء اوي زي ما يكون فيها دم من ايه ده؟
كادت أن تسرد يسرا كل شئ لتزغر لها سعيدة وتقطع حديثها ثم تلتفت ليمنى بابتسامة بسيطة قائلة / اصلنا امبارح منمناش علشان مكنتيش في وسطينا…
وسهرانه من امبارح للصبح قلقانة عليكي يا قلبي …
وطبعا النهاردة فضلت اعملك الصباحية أنا وخالتك والمزغودة دي نامت مننا ….
ده غير نار الفرن وجعت عيني اوي مع عدم النوم بقت كدة ….
أن شاء الله لما اروح انام ولو فضلت كدة هروح للدكتور ….
ثم استقامت وكأنها تريد أن تهرب من مواجهة ابنتها وهي تقول / انا هقوم ارصلك الاكل في الثلاجة بدل ما يبوظ….
وانتي خليكي مع اختك شوية.
ثم زغرت ليسرا مرة أخرى وقد أدركت يسرا نظرات والدتها لتشير لها بإلاماء …
توجهت سعيدة للمطبخ وهي تنادي على عبدالله أن يتبعها ….
وبالفعل فور وصوله خلفها أشارت لعينيها قائلة / يرضيك كدة يا عبدالله ؟؟؟
انا لو حصل لعيني حاجة اعرف أن ذنبي في رقبة والدتك ….
وبدأت بسرد ما حدث من يوم الحناء حتى قبل لحظة صعودهم …..
ليشعر عبدالله بالخزي من حاله ويمسح عن وجهه وهو لا يعرف بماذا يجيبها ….
فلم يجد بد سوى استرضائها وتقبيل رأسها وهو يوعدها بأنه سيجلب حقها وسيحافظ على ابنتها / حقك عليا انا يا خالتي …..
ومتقلقيش والله يمنى في عيوني…
وهنا دلفت عليهم يمني باستغراب من اخر جملة سمعتها / هو في ايه؟؟؟
تجهم وجه عبدالله فور رؤية يمنى وسؤالها ليغلق عينيه أسفا ويطبق على شفتيه وكأنه يبتلع سب نفسه وشعر بالاضطراب ….
فهذا اول يوم بحياته الزوجية ومن المؤكد لن تصمت يمنى إذا علمت أن أهلها وبالأخص والدتها قد تأذت على أيدي أهله …
ثم وزع نظراته بين يمنى وسعيدة قبل أن يجيبها قائلا/…………….
………………………….
بالاسفل جلست حكمت بجوار بناتها ينتابها الذهول حيال ما فعلته سعيدة فكانت تتوقع رضوخ الأخيرة لرغباتها حتى تتمكن من التحكم والسيطرة على مواعيد حضورها لتقول بشرود / شوفتوا الوليه صوتت في وشي ولا همها أن النهارده صباحية بنتها ….
دانا قولت هتداري على الموضوع علشان بنتها لسه في أول يوم وتخاف تعمل مشكلة من اولها ….
مجاش في بالي انها تصوت وتلطم كمان .
نظرت دعاء بغل مكبوت تجاه والدتها تعاتبها قائلة / مسيبتناش عليها ليه يا ماما كنا عرفناها مقامها …
التفتت لها حكمت بنفور من تفكيرها وهي تنعتها بالغباء قائلة / متبقيش غبية زي جوزك لو كنت طولت قصادها كنا هنظهر احنا الوحشين …
حتى لو غلطت فينا كله هيقولك عديها علشان في بيتنا وقلقانة على بنتها …
ده غير عبدالله اخوكي اللي شافها من فوق هيصدق كلامها …
نظرت أمامها بغل واردفت مكملة /عارفة لولا شافها وسمعت صوته وهو بيرد عليها كنت سيبتها ملطوعة على الباب شويتين وفتحتلها بمزاجي ….
حتى لو قالت إنها تحت من بدري هعرف اكدبها …
ثم ضيقت عيونها وهي تسرد ما يدور بعقلها / بس دلوقتي لو اتخانقت معانا وقالت مش راضيين يطلعوني هيصدقها لانه شافها من بدري ….
نظرت لها سمر تسألها بتشوش / تفتكري هتقول لبنتها وعبدالله وتعمل غاغة فوق ولا هتعمل ايه يا ماما؟؟؟
مدت حكمت شفتاها للامام تحاول استشفاف أفعال سعيدة ثم نطقت قائلة/ مش عارفه ممكن تعمل ايه؟؟
مبقتش أتوقعها …
بس اديني قاعدة واي حاجة هتعملها أنا لها سدادة بعون الله …
ثم وزعت نظراتها عليهم قائلة /وانتوا كل واحدة تقوم تشوف هتعمل ايه …
اطلعي يا دعاء لجوزك دلوقتي مش عايزاكي تباني..
وانتي يا سمر ادخلي خدي دش وطولي شوية عايزة عبدالله لما ينزل ميلاقكوش جنبي …
علشان لو قالتله حاجه وانكوا كنتوا موجودين نعرف نكدبها فيعرف انها بتكدب يالا قوموا كل واحدة تعمل زي ما قولتلها
بالفعل صعدت دعاء لشقتها بينما توجهت سمر للمرحاض وجلست حكمت بوسط الصالة تنتظر باستعداد وتأهب لكل ما هو قادم …..
…………………….

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية وميض الحب)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى