روايات

رواية باسم الحب الفصل الخامس 5 بقلم هدير ممدوح

رواية باسم الحب الفصل الخامس 5 بقلم هدير ممدوح

رواية باسم الحب البارت الخامس

رواية باسم الحب الجزء الخامس

باسم الحب
باسم الحب

رواية باسم الحب الحلقة الخامسة

كان الظلام يسود المكان، إلا من اضواء خافتة…
واقفة أبرار تنظر من الشرفة، وهي تتحدث بالهاتف قائلة بجدية:
_لا أنا متأكدة انها هتيجي، دي حاجة هتفوتها برضه.
غمغمت صباح بهمس:
_أنا واقفة اهو في مدخل العمارة، هستنى عشر دقايق كمان، وبعدين هطلع.
قالت أبرار بإصرار:
_تمام اتفقنا، بس الأكيد أنها هتيجي.
ثواني معدودة، وتناهى لهم صوت مكابح سيارة تدلف، فقالت صباح بمكر:
_اتفرجي بقا على اللي هيحصل.
وانهت المكالمة.
🌺صلي على محمد🌺
بعيون تتقد ناراً، ووجهاً ينطق بالغضب، قبضت صباح على يد سميرة فور خروجها من السيارة، وصاحت قائلة بصوتاً عال:
_تعالي ياولية يا حرامية هنا.
فزعت سميرة من أمرها، والحيرة طلت من مقلتيها، وقالت :
_في إيه ياست انتي، أنا اعرفك أصلاً.
تعالى صوت صباح وهي تقول بصوت أشبه بالصراخ:
_يا أهل الحارة يا نسوان الحقوني ياناس.
تطلِّعت سميرة ذاهلة، و ترجل السائق من السيارة على الفور قائلاً:
_جرا إيه ياست انتي هترمي بلاكي علينا ولا إيه.
تركت صباح يدها وأخذت تصرخ بشكل هستيري قائلة:
_يلهوي، يلهوي ياناس، جيبالي راجل جاي يمد ايده عليا.
تجهمر النسوة حولهم، ودلفت أبرار سريعاً تنادي والدتها من الداخل وصاحت قائلة:
_أمي في خناقة تحت، مع الست صباح.
وثبت نوال قائمة بفزع وهي تقول:
_استر يارب في إيه بس يا بنتي.
واخذت حجاب الرأس وضعته بعشوائية وهبطت للأسفل…
في تلك الأثناء خرجت ملاذ من المرحاض،
وتساءلت بخوف:
_ايه الأصوات اللي تحت دي.
جذبتها أبرار من يدها قائلة:
_تعالي معايا بس.
دلفوا إلى الغرفة وخلفهم مصطفى الذي خرج على الفور من غرفته، وتحدثت أبرار بحماس:
_اتفرجوا، واستمتعوا بالمنظر.
“في الأسفل”
تحدثت إحدى النسوة قائلة:
_في إيه ياست صباح.
هتفت صباح :
_الست اللي عاملة نفسها من البشوات دي، جاية تشتمنا في حارتنا وقالت اننا تربية حواري، و غلطت في تربية بناتنا، وبتشوه في سمعتهم اللي زي الفل، إيه نسيبها..
دفعوا النساء السائق وصاحت أخرى:
_اللي يجيب سيرة بناتنا على لسانه نقطعه ليه، ولا إيه يا نسوان.
اتسعت أعين نوال بصدمة وهي ترى سميرة بين النسوة، فدلفت من بينهن، ومالت على أُذن صباح،قائلة:
_ياست صباح ميصحش المهزلة دي برضه، وقفي الحريم دي.
قالت صباح بستهزاء:
_الطيبة متنفعش فالزمن ده، اصبري اما تتعجن، يمكن تتعدل.
من الأعلى كانت تقهقه أبرار بسعادة، وهي ترى سميرة بتلك الحالة، وقال مصطفى فرحاً:
_شايفين بتعمل ازاي، الولية عطتها روسية، رجعتها بني أدمة.
وتمتمت أبرار في بهجة:
_أحسن يمكن تفوق.
وغمغمت بعدها خفوت:
_أنا نازلة
اما ملاذ فكانت تشاهد بصمت، ولم تطل كثيراً، بل دلفت للداخل، غير مبالية لشيء.
في الأسفل…
صاحت صباح قائلة:
_كفياها كده يا نسوان، تسلم ايديكم، يلا بيتك بيتك انتو.
وضعت سميرة يدها على رأسها وعي تشعر بألم يخترقها، ودوار جعلها غير متزنة، وتقدمت منها نوال تساعدها، فدفعت سميرة يدها وهي تقول بحدة:
_ابعدي كده عني.
قالت صباح بتهكم:
_انتِ لسة فيكِ النفس، اخرسي يا ولية وانجري من قدامي.
جائت أبرار في تلك اللحظة ووقفت بالمقابل لها، واردفت بتريث:
_من حفر حفرة لأخيه وقع فيها، وانتي وقعتي في شر اعمالك، سلام يامرات عمي يا حرباية.
حملقت بها سميرة بأعين تتقد فضباً، ونادت عالياً:
_عبده، عبده..
فتقدم منها السائق، واستندت على يده، ودلفت داخل سيارتها، وانطلق بها…
وبداخلها تتوعد لـ أبرار، وبأعين دامعة قالت وهي تتحدث مع نفسها:
_بقا انا يتعمل فيا كده، وعيلة صغيرة تضحك عليا.
ووقع نظرها على مرآه السيارة، فرأت السائق ينظر إليها خلسة ويضحك، فصاحت به قائلة:
_وكاتم ضحكتك ليه انبسط واضحك، مهو الضحك ببلاش، وكان اللي ما يشتري يتفرج.
قال السائق بتأدب:
_لا العفو ياهانم، لا عاش ولا كان اللي يضحك عليكي.
_ياعم اتنيل ما ضحكوا واللي كان كان..
قالتها سميرة بعصبية مفرطة”
༺༺༻༻صلي على محمد༺༺༻༻
قبضت نوال على معصم ابنتها قائلة بحدة:
_محترمة انتِ كده على اللي عملتيه، استفدتي إيه بقا، ها انطقي.
ردت أبرار محتدة:
_تعرفي انها كانت جاية تشمت فينا، يعني تخيلي لو الست صباح صدقت الكلام اللي قالته عن أختي كنا احنا اللي هنتبهدل، و هي تستاهل.
اردفت نوال بامتعاض:
_احنا مش زيها يابنتي افهمي، وبعدين أنا بنتي تكدب عليا وتقولي هروح عند صحبتي، وترجع تتفق مع الست صباح، بحذرك أنك تعملي الحركة دي تاني فاهمة..
ودفعت يدها، تاركة أياها.
فقالت أبرار بعناد:
_غلطي الوحيد اني كدبت عليكي، غير كده لا..
ضربت نوال كفها بالآخر، وهتفت بقلة حيلة :
_عوضي على الله، اخفي الساعة دي من قدامي، احسنلك، كل ما اشوف وشك أحس الضغط هيعلى عليا.
غادرت أبرار وهي تُتمتم بكلمات غير مفهومة،فنظرت إلى مصطفى الجالس ينظر إليهم خلسة من الحين للأخر،وقالت بحدة:
_فيه أنت كمان.
استقام مصطفى قائلاً:
_انا هقوم لحسن الدور شكله عليا..
واستطرد وهو يمر من أمامها:
_بس البت أبرار طلع عليها دماغ جامدة.
ضحكت نوال عالياً وهي تضرب كفها بالاخر، وتقول:
_عليا العوض في ولادي كلهم.
“سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم ”
انفلق الصباح، معلناً عن يوماً جديد..
في بناية سكانية كانت تقطن ابنة صباح الكبرى “نداء” هي وزوجها وطفليها…
استمعت لرنين هاتفها فتوجهت إليه، واستقبلت المكالمة عندما رأت اسم والدتها مدون على شاشته، ردت بابتسامة بشوشة قائلة:
_صباح الخير ياست الكل.
ردت صباح قائلة:
_صباح الفل يابنتي، إيه مش هتيجي النهاردة انتِ والعيال؟.
اجابت نداء بخفوت:
_افطر سيد، وهقعد اطبخله لقمة جبت محاشي، والنهار هيضيع.
هتفت صباح بحدة طفيفة:
_يابنتي في إيه بقينا نشوفك كل شهر مرة، المحروس جوزك مانعك يابت!.
نفت نداء بهدوء قائلة:
_لا والله يما،انا بس بحب اهتم بأكله وشربه،و اظبط شقتي مش عاوزة اسيبه كده، أخاف لا فيوم يزهق مني.
صاحت صباح بحنق:
_لا ياختي هو هيزهق من اهتمامك الزايد وانتِ الصادقة، يلا ربنا يصلح حالك ويسعدك، بس ابقي ابعتي العيال.
قالت نداء وهي تنهي المحادثة:
_يارب يا أمي، وحاضر هبعتلك العيال، سلام..
وانهت المكالمة.
وضعت الهاتف أعلى الطاولة، وتوجهت لغرفة النوم الخاصة بها، ولكنها تفاجئت عندما لم تجد أحد،فصاحت قائلة:
_سيد أنت فين؟.
فأتاها الرد من صغيرها الذي جاء ركضاً إليها:
_ماما،بابا مشي..
التمعت الدموع بعينيها، وقالت بخفوت:
_من غير ما ياخد الغدا معاه، طب استنى انت يا محمد هروح الحقه…
ووضعت حجابها سريعاً، وجائت بكيس به علبة ممتلئة من الطعام، وخرجت ركضاً للأسفل…
تنفست الصعداء وهي ترى زوجها أمامها يقف، يأشر لإحدى سيارات الأجرة، فتقدمت منه ووقفت أمامه وقالت وهي تلتقط انفاسها:
_نفسي اتقطع، بس الحمدلله إني لحقتك.
رمقها زوجها بملل قائلاً بصوتً أجش:
_خير ياستي.
مدت يدها بالحقيبة البلاستيكية قائلة:
_الغدا بتاعك نسيته.
قبض هو على رسغها بعنف، وقال:
_بطلي المعاملة الزفت دي، مش هنسى إنك جيتي المكتب، تديني الاكل، وصحابي عملوا حفلة عليا، أنا شخص ناضج وواعي، مش طفل.
حزن قلب نداء من الداخل، وهي تتلقى خيبة الأمل هذه من زوجها، فهي تعشقه، وتخاف خسارته، ولا يمكنها السيطرة على هذا الشعور الذي يروادها، لذلك تهتم به بعناية.
استطرد سيد حديثه بقسوة:
_هيجي يوم واسيبك بسبب التصرفات الهبلة دي..
انتفضت نداء خوفاً وتساقطت الدموع من مقلتيها، وغمغمت:
_لا يا سيد مقدرش أعيش من غيرك.
نظر سيد حوله بحرج، وقال:
_هاتي الكيس ده، واتنيلي اطلعي فوق، أنتي لسة هتقفي تبكي فالشارع.
وسحب منها الكيس، وابتعد عنها..
ووقفت هي تنظر له حتى توارى عن أنظارها.
༺لا حول ولاقوة إلا بالله العلي العظيم ༻
“في الجامعة”
كانت سارة وفاطمة يسيران معاً..
تمتمت سارة بخفوت:
_يابنتي انتي خايفة من إيه، ما انا ومروان هنيجي معاكي.
قالت فاطمة بشيء من الندم:
_أنا عمري ما عملت كده،ولا فوت محاضرة، أنا حاسة قلبي مقبوض ومش مرتاحة.
هتفت سارة محتدة:
_لا بقا مش بعد ما عملنا اللي عملناه واخدنا ميعاد من الراجل تقولي ندمت.
ردت فاطمة بضيق:
_ياستي خايفة مش أكتر بس هروح و أمري لله.
قالت سارة باطمئنان:
_ايوة كده ريحتي قلبي.
ظهر مروان من العدم فجأة، قائلاً:
_أهلاً بالخلوين مش يلا بينا.
قبضت سارة على يد فاطمة، وغمغمت بهدوء:
_يلا يا باشا.
غادروا الجامعة متوجهين إلى ذلك المصير المجهول.
وبعد نصف ساعة تماماً، توقفت سيارة الأجرة أمام إحدى المنازل، أعطى مروان السائق أجره، وتمتم بخشونة:
_المصاريف دي هتترد يا فطوم اتفقنا .
تمتمت فاطمة بهمس:
_اتفقنا.
توجها إلى منزل مكون من طابق واحد، باب خشبي ذو مساحة صغيرة…
طرق مروان على الباب لفترة وجيزة، حتى انفرج، وطل من خلفه رجل في أواخر الثلاثين من عمره بجلباب أبيض، وطاقية بيضاء ولحية زينت ملامحه الخشنة، تفحصته فاطمة جيداً،وقد انقبض قلبها من رؤيته؛ ولكنها اقنعت نفسها بأنها تتوهم وهذا من التوتر.
صافحه مروان قائلاً:
_سيدنا الشيخ جاد الكريم، أخبارك إيه يا شيخنا.
رد الشيخ جاد بصوتاً أجش:
_بخير، بخير، اتفضلوا ياجماعة.
دلفوا الثلاثة خلف بعضهم، كان المكان كالغرفة ضيق المساحة به ثلاث أرائك، وطاولة صغيرة بالمنتصف رائحة البخورو المسك الفواح تملأ المكان..
جلس الشيخ فالمنتصف، وعلى يمينه مروان، وجلست سارة وفاطمة على الأريكة الأخرى.
تمتم “جاد” بهدوء:
_طلباتكم؟!.
قال مروان:
_اكيد فاكرني يا شيخنا.
ابتسم الرجل قائلاً:
_ودي حاجة تتنسي، أخبارك انت و مراتك إيه.
أجاب مروان بهدوء:
_بفضلك امورنا تمام، و النهاردة جينا ومعانا الأخت فاطمة، فاطمة بتحب معيد عندنا و…
رفع المدعو “جاد” يده بوجهه يحثه على الصمت واستكمل هو:
_فهمت يابني، محتاج صورته.
هتفت فاطمة قائلة:
_بس انا معنديش أي صور ليه.
نظر لها جاد بتمعن، فقال مروان :
_أنا عامل حسابي وجايب صورة ليه.
واخرجها من جيب بنطاله، ومد يده بها، وأخذها منه جاد.
قال جاد وهو يعيد النظر لفاطمة:
_وصورة ليكِ ياست البنات.
ردت فاطمة بتريث:
_بس انا مش عاملة حسابي لكده.
هتف جاد بامتعاض:
_وليه التعطيل بس، محلولة..
سيبي رقم تليفونك، وابقي ابعتيلي صورة عليه، ولا تحبي مروان يبعتلي.
انقبض قلب فاطمة ولم يروق لها كل هذا، فقالت بتردد:
_ليه الصورة؟!.
وكزتها سارة قائلة:
_بلاش نعارض أمر الشيخ يافاطمة..
ومالت على أذنها تقول بهمس:
_بطلي الهبل ده، هيعمل إيه يعني، مهو لازم يقربكم لبعض بالصور دي، افهمي.
اومأت فاطمة بهدوء، قائلة:
_تمام هبقا ابعت صورة لحضرتك.
استقام مروان قائماً وهو يقول:
_نستأذن احنا يا مولانا.
رد الرجل قائلاً:
_الحساب يا مروان قبل ما تمشي.
اخرجت فاطمة المبلغ المطلوب من حقيبتها فور سماع جملته الأخيرة، واقترب منها مروان يقول:
_هاتي 700.
غمغمت فاطمة بخفوت:
_انت قلت 600.
رد مروان بضيق:
_ الـ100التانية مواصلات.
اجابت هي بحنق:
_المواصلات 50 بس.
حدجها مروان شزراً، وقال:
_في إيه يا ستي الخمسين التانية حلاوتي.
رمقته فاطمة بغضب، ولم تكثر فالكلام، واعطته المال، وخرجوا.
༺༺صلي على محمد ༻༻
كانت تفترش بعض النساء الأرض بالخضروات، وصباح تتجول بينهن؛ لشراء ما يلزمها..
حتى رأت سيارة خاصة بالشرطة تقف أمام إحدى العمارات السكانية، وقد هبط منها الضابط المسئول وسأل بحدة:
_ملاذ محمد ساكنة هنا ياست.
ردت المرأة بقلق :
_لا والله يا بيه مش عارفة..
انسحبت صباح بهدوء وابتعدت عنهم سريعاً، واخرجت هاتفها، وجائت برقم أبرار وقامت بـ الإتصال بها، و سرعان ما استجابت لها أبرار وردت بمرح:
_صباح الفل يا صبوحة.
هتفت أبرار في عجل:
_اطلعي انتِ، واهلك من العمارة بسرعة، روحوا على شقتي يلا.
انتفضت أبرار بقلق، وقد دب الرعب ثنايا القلب فقالت:
_في إيه بس؟!.
ردت صباح قائلة:
_اخلصي يابت، انتي لسة هتسألي البوليس قالب الدنيا على اختك.
ختمت صباح جملتها بإنهاء المكالمة.
“في منزل نوال ”
كانت تقف أبرار فالشرفة، عندما أتاها الإتصال من السيدة صباح، ولجت إلى الداخل ركضاً، وهي تقف أمام باقي عائلتها، الذين تواجدوا بالصالون.
قالت أبرار وهي تلتقط أنفاسها الهاربة:
_يلا بسرعة خلينا نمشي من هنا.
وثبت نوال قائمةوهي تقول بقلق:
_في إيه يابنتي.
هتفت أبرار على عجل:
_الست صباح رنت عليا وقالت ان البوليس قالب الدنيا على ملاذ، ويلا نستخبى عندها.
ضربت نوال كفها على صدرها، كردة فعل طبيعية منها، وقالت:
_يا لهوي، اهو ده اللي كنت خايفة منه.
ووقفت ملاذ بأعين دامعة تقول:
_يا ماما انا معملتش حاجة واللهِ.
اقترب منهم مصطفى وربت على يد شقيقته وقال:
_متقلقيش يا ملاذ هقولهم يا خدوني بدالك.
صاحت أبرار بهم :
_انتو لسة هتتكلموا يلا بينا خلينا نخلص.
تحدثت نوال، وهي تقبض على يد ملاذ:
_طاب يلا، وهاتي يا أبرار الإسدال بتاع اختك.
امتثلت أبرار لأمر والدتها ، و ابدلت ثيابها هي وملاذ، وخرجت والدتها بعباءة منزلية سوداء ملائمة لعمرها، وخلفهم مصطفى، متوجهين إلى منزل السيدة صباح.
🌺أستغفر الله العظيم و اتوب إليه 🌺
فالشقة التي تقطن بها السيدة صباح..
كان عز يغلق الباب، بعدما عاد لياخذ هاتفه؛ الذي غفل عنه وخرج من دونه، وما كاد ان يلتفت خلفه حتى أحس بوجودهم و أصوات اقدامهم، فقال متعجباً وهو يرى أبرار:
_اهلاً بسليطة اللسان.
زفرت نوال بعمق، وتحدثت قائلة:
_فين الست صباح يابني.
هم عز ان يرد، ولكن اتاهم صوت السيدة صباح تقول:
_افتح يا عز الباب بسرعة.
حملق عز بهم لثوانِ، وشعر بأن هناك امراً ما.
هتفت صباح مرة أخرى:
_يلا ياواد أنت هتقف متنح كده.
فتح عز باب الشقة، ودلفوا جميعهم للداخل.
جلسوا بالمقابل لبعضهم، وقالت صباح:
_وصلوا عمارتكم على فكرة.
قطب عز حاجبيه بتعجب قائلاً:
_هما مين؟..
حد يفهمني في أيه؟!.
قالت صباح بريب:
_اللي هيفهمنا الست صباح وهتقولنا البوليس قالب الحارة على ملاذ ليه؟.
ردت نوال بتريث:
_هقولك ياست صباح.
وقصت عليهم، ما سردته ملاذ، وختمت حديثها قائلة:
_ده كل اللي حصل بالظبط ياست صباح.
قال عز متسائلاً:
_أستاذة ملاذ انتِ شوفتي دم حواليه ولا حاجة.
اجابت ملاذ بتوتر و أعين زائغة:
_آه، لأ، مش فاكرة، أنا خوفت و جريت على طول.
ربتت نوال على ظهرها بحنو، وقالت:
_هعمل إيه أسلم بنتي، ولا اخبيها.
تعالت شهقات ملاذ قائلة:
_لا يماما، أنا مش عاوزة أروح اي مكان هقتل نفسي صدقيني انا معملتش حاجة.
بكت نوال لبكاء ابنتها وقالت بخفوت:
_عديها على خير يارب .
ضيق عز عينه قائلاً:
_قبل كل حاجه، لازم نعرف إيه اللي حصل بعد ما ملاذ ما مشيت، عشان كده انا بنفسي هروح ادور فالموضوع.
صاحت أبرار قائلة:
_وانا معاك، مش هسيبك.
اردفت نوال بحدة:
_هي ناقصة اقعدوا انتو الاتنين، وانت ياعز يابني مش عاوزين ندخلكم فالموضوع..
قاطعتها صباح قائلة:
_ياختي هنقعد ساكتين كده، روح ياواد وخد البت أبرار في ايدك دعبس فالموضوع، تلاقي البوليس دلوقتي مشي، يلا سكة السلامة.

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية باسم الحب)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى