روايات

رواية كانت أنثى الفصل العاشر 10 بقلم لولي سامي

موقع كتابك في سطور

رواية كانت أنثى الفصل العاشر 10 بقلم لولي سامي

رواية كانت أنثى الجزء العاشر

رواية كانت أنثى البارت العاشر

كانت أنثى
كانت أنثى

رواية كانت أنثى الحلقة العاشرة

خدعوك فقالوا !!
المرآة تستطيع أن تثبت جدارتها بكل شئ معا في نفس الوقت وبنفس الكفاءة.
بل وتستطيع أن تمتهن مهن الرجال وتتفوق بها.
منذ زمن بعيد ويحاولون إثبات هذه الرؤية وزرعها بعقول الفتيات…
حتى أنا لم أنجو من هذا الشَّرك.
منذ افلام الابيض والاسود وهم يحاولون دعم هذه الفكرة والتي أثبتت فشلها الذريع .
فحقا استطاعت أن تصل المرأة الي مراكز مرموقة…
وقد لفتت جميع الأنظار إليها ….
فأصبحت مديرة ناجحة وقاضية حكيمة ….
وشرطية نشيطة ….
ووزيرة مسؤولة.
ولكن لم ينظر أحدا منا الي الزاوية الأخرى !!!
زاوية منزلها وزوجها ….
هل تقوم بمهامها الزوجية هل تهتم بأبناءها حق اهتمام ؟
هل يسود بأسرتها روح الحب والمودة؟؟
ام غشي بصرها انوار الشهرة والهتافات المزيفة ؟؟
والسعي خلف إثبات قدرتها على مجابهة الرجال بأعمالهم ….
وقد تغافلوا عن كيفية إثبات ماهيتها كامرآة جيدة لزوجها وأبناؤها ومنزلها ….
لم يتطرقوا الي إثبات ذاتها بالبحث بداخل ذاتها عن افضل ما بها .
هناك شئ هام جدا قد علق بعقلي الان حول منظمات حرية المرآة واستقلالها ….
وهو السؤال من ماذا ستتحرر المرآة ؟
وعن ماذا ستستقل؟
هل ستتحرر من زوجها الذي من المفترض أنه من ضمن مهامه الصرف عليها والاهتمام بشئونها؟
هل ستستقل بحياتها عنه وعن أبناءه حتى تشعر بالاستقلال ؟
هل ستستقل بحياتها وهي مخلوقة من ضلعه لتكمل حياته ويكمل حياتها!؟
اذا أين المودة والرحمة الذي وضعهم الله عز وجل أساس لكل اسرة نواة لكل حياة زوجية؟
لم انهي المرآة عن العمل أو تحقيق طموحها والوصول للمراكز المرموقة !!!!
ولكن يجب أن تضع بذهنها أن من أولى أولوياتها أبناءها وزوجها ….
وذكرت الأبناء بالبداية لان لو افترضنا أن الزوج اتضح أنه غير صالح ولا يستحق مجرد الاهتمام فمن المؤكد أن الأبناء يستحقون كل الاهتمام …..
أما عن شخصها فيجب قبل أن تثبت ذاتها للجميع…
أن تثبت ذاتها لنفسها بالبحث بباطن نفسها عن ما يميزها عن غيرها .
فقد خلقنا الله جميلات إما بالشكل أو الأسلوب….
وبداخل كلا منا موهبة إذا بحثنا عنهاسنجد أنفسنا حقا محور الكون والجميع اقمار تدور حولنا ….

اصنعي لنفسك مدارك الخاص فستجدي جميع الاقمار تدور حولك لتنير مدارك .
وليس كل محاكٍ سيحظى بنفس النتيجة ….

هذا ما دونته بعد أن تركني زوجي وخرج فلم أجد سوى دفتري احاول ترتيب افكاري به….
فقد اختلج عقلي….
واضطربت مبادءي…
لاتذكر حينها معضلة زهرة والتي حاولت أن أنصحها بفسح المجال لزوجها حتى يشعر بأهميته في حياتها…
كما نصحتها الاهتمام بهوايتها ودعمها….
ولكن ليس قبل أبناءها لاسأل نفسي هل فعلا اقوم بما نصحت غيري به ؟
لأجد عقلي يشير بالإجابة حتما لا!!
لاتساءل يا ترى الي اين وصلت معضلتها ؟
هل حقا قد انتهت مشكلتها ؟؟؟
ام ما اقترحته عليها لم يجدي نفعا!؟
وكأنها كانت تعلم بأني افكر بها لأجد هاتفي يصدح بجواري…
واسمها يزين شاشته لاعقد حاجبي وأمسك بالهاتف وافتح المكالمة لأجد نبرة صوت مختلفة تكاد تتراقص وهي تجيب عني / ازيك يا أستاذة شروق ؟
أنا بتصل علشان اقولك الف شكر بجد …
الحياة كلها بقت مختلفة ….
حقيقي الموضوع لما يتقاسموه اتنين بيكون اخف وأوضح …..
اه في خلافات وخناقات بس علشان نوصل لحل يرضينا احنا الاتنين ، مش علشان واحد يشيل والتانية ميشاركش….
أنا كنت فاهمة غلط ….
وكنت بعافر لوحدي اسوق مركب لها مجدافين…
لحد ما بجد أنهكت ….
ودلوقتي لما كل واحد مسك مجدافه قدرت اخد نفسي…
ده غير اني كمان قربت احقق حلمي.
تركتها تسرد كل مشاعرها وانا اشعر معها بالسعادة برغم الموقف الذي أنا به إلا أن احساسها بالسعادة قد انساني ما مررت به لاسالها باهتمام عن اخر جملتها / ربنا يسعدك يا حبيبتي حقيقي سعيدة باخبارك الجميلة دي ….
بس طمنيني علي حلمك وصلتي فيه لفين ؟
اجابتني من الطرف الآخر وكأنها تعزف سيمفونية بكلماتها ….
فقد أخبرتني أن نتيجة الإعارة جاءت متزامنة مع نتيجة البعثة ليكون فضل الله عليهم كبيرا …
فقد وجدوا أن المدينة التي سيلتحق بها في الإعارة هي نفسها المدينة المقام بها البعثة وكأن الله يجازيها خيرا على مصابرتها وتحملها ،كما يجازيه على صبره عليها ووفاءه لها.
لتخبرها زهرة بنهاية المهاتفة / ومن يوم ما عرفت وانا حاسة أن روحي ارتدت لي …
وبدأت ارسم لوحات تانية بروح جديدة ….
فكانت افضل كتييير من اللي فات….
علشان بدأت اشتغل في اكتر شئ بحبه ….
ومن ساعتها وانا بدأت احس بانوثتي اللي كنت بدأت أفقدها في متاهة الحياة.
أنهت مهاتفتها بمقولة لم استطيع ان انساها قط فقد قالت ( كنت أنثى والان أصبحت أكثر أنوثة )
أغلقت المكالمة وعدت لأرض واقعي ….
لافكر في مازن وما اقترفه ومبرره الذي ألقاه بوجههي لاتذكر حديث زهرة حين ذكرت شعور زوجها أنه أيضا شعر بالفرق الرهيب التي أصبحت هي عليه وكأنها عادت كالفراشة الطائرة مثلما كانت ومثلما قابلها وأحبها .
ليعيشا سويا في حب وهناء فكلما شعرت الانثى بأنوثتها كلما اشعرتك بهناءها.
انتبهت على عودة اولادي من مدارسهم لابدا في إعداد الطعام والمذاكرة معهم حتى غفوا في موعدهم لاذهب أنا الأخرى الي مخدعي….
فقد قررت عدم انتظاره اليوم فليأتي ويطعم حاله ويشاهد ما يريده فمبرره لن يقنعني ببراءة فعلته .
ظللت بفراشي احاول ايجاد العذر له ولكن في كل مرة افكر بها أصل لنهاية واحدة…
وهي أن كنت قد قصرت في أمر ما فلما لم يحذرني أو يلفت انتباهي!؟
الا إذا كان الأمر قد راق له ووجد المبرر الذي سينجده وقت اكتشاف خطأه ….
فإذا كنت مخطأة فخطأه هو مضاعف.
شعرت بخطواته تدلف الغرفة كما شعرت به وهو يجلس بجواري على الفراش ثم مسد على كتفي قائلا / أنا عارف انك صاحية وسمعاني ….
وعلشان كده حبيت أنا اللي اجي اقولك حقك عليا انا غلطان .
ما زلت مغلقة العينين ليكمل هو حواره / عارف ان تقصيرك جاي من انشغالك بينا مش عنا …
وهنا تفرق حقيقي …
يعني لما تنشغلي باولادي وتنظيف البيت وانك تطلعلنا احسن اكل يبقى حقيقي مليش وش الومك وانا مبساعدش في حاجة !!!
صمت برهه وكانه يعطي المساحة لمشاعري أن تستجيب لحديثه لأجد دموعي اول من استجابت له حاولت أن امنعها ولكنها أعلنت تمردها علي ليكمل هو / أنا كل اللي طالبه منك انك متشليش الهم لوحدك ….
عارف أن ممكن مكنش بديكي الفرصة انك تحكي بس انا بقولك اهو يا ستي متستنيش الفرصة ….
احكيلي كل حاجه واي حاجه….
لما تكون في مشكلة صدريني وملكيش دعوة …
أنا كل اللي طالبه منك تحطيني معاكي في نفس البرواز.
لاحظ هطول دموعي من مقلتي ومازلت مغمضة العينين ليزيل دموعي بكفيه وقبل رأسي بقبلة كبيرة مليئة بحنان لم اشعره من قبل ليهمس بجوار اذني بصوته الدافئ / أنا آسف .
والله بحبك إنتي ولا يمكن ابص لغيرك.
حقك عليا بقى متزعليش .
ظللت مغلقة العينين احاول منع دموعي من الأنهمار ، بل وحاولت أن ادعي القسوة ولكن خانني من يسكن بين ضلوعي وكأنه لا يمت لي بصله ….
بل ودعاني للمغفرة له وكأنه لم يفعل شئ .
وبين صراع نفسي وقلبي أخذت انفاسي تعلو ونحيبي يرتفع ….
فشعرت بمن يحتضنني ويشدد علي وهو يكرر اسفه….
ظنا منه أنني ارفض وجوده لا يعرف أنني اجاهد مع قلبي حتى يقسو عليه….
واداري ضعفي برداء من الدموع.
ظل يحتضني ويشدد من احتضاني وكأنه يقدم اعتذاره عن كل أخطاءه ….
وظللت أنا ابكي بين ضلوعه وكان كلا منا يعاتب الآخر بطريقته ….
حتى هدأت نوبة غضبي منه لتشتعل بعدها نوبة احتياجي له .
والذي كان ينتاب مازن نفس الشعور لافتح عيني اخيرا وانظر بداخل عيونه طالبه به وبشدة …..
وكأني اريد أن أثبت ملكيتي لقلبه وكل جوارحه .
فما كان منه إلا أن لبى رغبتي وبكل جموح التقط شفتي بين شفاهه وكأنه يؤكد لي أنه لم ولن يكون لأحد غيري .
فانقلبت لحظات العتاب والغضب الي لحظات اجتياح ولهفة …..
فدارت مبارزة غرامية يحاول فيها كل طرف إثبات عشقه ولهفته للآخر.
بعد فترة ليست بقليلة فتح ذراعه بكل ترحيب لاتوسط صدره ليضمني وكأني عدت إليه بعد فترة غياب .
وحقا فأنا أيضا كم اشتقت لضمة صدره الي….
فمنذ زمن أشعر وكان ما حدث بيننا هو تعبيرا عن الحب والاشتياق ليس مجرد تلبية رغبة في إطار شرعي.
رفعت وجهي لانظر له عن قرب وانا اقول له بعيون لامعة وقلب مطمئن / وحشتني ، وحشتني اوي ….
اوحش حاجه لما تبقى بعيد وانت قريب ….
لما تبقى مسافر وانت موجود ….
لما ابقى محتاجالك وانت قدامي …..
اوعى تبعد كدة تاني ، اوعى .
قبل جبيني ثم نظر إلي قائلا بأسف واضح / حقك عليا أنا فعلا كنت غايب من حياتكم فترة طويلة ….
بس صدقيني غصب عني ….
في البداية مكنتش حابب اتقل عليكي وافرض سيطرتي واعتبرت أن كدة بريحك….
وانا شفتك مكملة ومبتشتكيش فاعتقدت انك فعلا مرتاحة كدة …..
وبعد كدة انشغلت بمهام الدنيا واعتمدت انك سدة الخانات اللي المفروض اسدها أنا فاعتمدت عليكي ….
بس والله برضه بغرض اني اسيبك علي راحتك .
التقطت بعض من شعيرات صدره ونزعتها ليتأوه فاكملت أنا دون أن أغير تأوهه أي اهتمام قائلة بتوضيح / يا حبيبي الست مننا تقولك أنا قادرة وهعمل وهي ولا قادرة ولا نيلة….
بتستنى اللي يقولها اركني إنتي بس علي جنب أمال أنا ايه لزمتي في حياتك !!
ثم غيرت صوتي بنبرة عاتبة / مش ناس هنا ما صدقت وخلعت أيدها خالص .
فرك بكفه مكان الشعيرات قائلا باعتذار /انتوا كدة تقولوا كلام انتوا مش قده .
ثم ما أنا قولت يا ستي حقك عليا ايه لازمة تشدي شعريتين .
داعبت وجنته باصباعي الإبهام والسبابة وانا اقول / علشان كل ما تنساني تحط ايدك على صدرك وتفتكرني يا قلبي .
واذا فجأة وجدته قد اعتلاني ليداعب شعري بحنان قائلا / أنا مقدرش انساكي ابدا بس للتأكيد في طريقة تانية افتكر بيها وتفضل عايشة في دماغي ومنساكيش ابدا .
نظرت اليه بنظرات شقية وانا أحيط رقبته بذراعي واسأله بشوق جارف / ايه هي الطريقة التانية بقى؟
غمز بإحدى عينيه والإبتسامة العذبة تزين ثغره وعينيه قائلا بوقاحة / ده متتقلش يا قلبي!!
………………………………….
استيقظت بالصباح علي وكزات ضعيفة لافرج بين اهدابي بصعوبة وارى شمس ابنتي تقف بجوار الفراش تقول لي / عايزة اعمل بي بي يا ماما .
رفعت انظاري تجاه نافذة الغرفة لأجد أن الشمس قد توسطت السماء فعقدت جبيني وحاولت أن اعتدل بجلستي بصعوبة فكل جسدي يشعر بالتفكك والاجهاد .
وكأني كنت بمارثون عدو.
جلست بصعوبة ونظرت بجواري فرأيت مازن مازال يغط في نوم عميق لابتسم واقطم شفتي السفلى لما تذكرته من حرب غوغاء حدثت بالأمس فاسفرت عن رضوخ كلانا طريحا الفراش .
استقمت وانا الملم ملابسي لاصطحب شمس الي المرحاض ثم عدت الي الغرفة مرة اخرى لاحضر ملابسي الذي سأرتديها بعد الاغتسال .
بعد وقت وجيز اغتسلت وشرعت في إعداد وجبة إفطار جميلة بروح هادئة ونفس راضية لنجتمع عليها معا .
فمنذ زمن لم نجتمع بوجبة إفطار دون أن ندور حول بعضنا ويستعجل كلا منا الآخر .
فحتى يوم الجمعة أعد الإفطار وانا اشرع في لملمة بُسط المنزل وملاءات الأسرة والبدء في دورة غسيل مع الشروع في إزاحة الأتربة والغبار العالق بأي مكان بالمنزل من أثر تركي له طوال الأسبوع .
لاضع وجبة الإفطار وانا اتضجر من الوقت الضائع الذي سنقضيه حتى إنهاء الطعام .
بينما مازن يحاول الاغتسال سريعا وهو مقتضب الوجه أثر أستيقاظه متأخرا من النوم بسبب رغبته في النوم كثيرا يوم الراحة الوحيد له بالاسبوع .
ثم يجاهد في التقاط بعض اللقيمات حتى يلحق بموعد الصلاة بعد أن يهدر بالابناء حتى يلحقون به …
لأكمل أنا دورة التنظيف وإعداد وجبة غداء جيدة حتى ينتهي يوم الجمعة الذي ننتظره منذ بداية الأسبوع وكأنه سيصبح يوم الرفاهية بالنسبة لنا ليصبح يوم المهام المرهقة.
توجهت حيث مازن وجلست بجواره علي الفراش أداعب وجهه بأطراف شعري .
تذكرت بداية زواجنا فلما لا تعود هذه الروح مجددا .

أخذ مازن يتأفف من مدعاباتي وظل يلوح بيده وكأنه يزيح ذبابه من فوق وجهه حتى غضب جدا منها ليفتح عيونه وقبل أن يسبها وجدني أمامه أبتسم واقول له / صباح الفل.
تحول الغضب الي سعادة ليحيط خصري بذراعه ويقربني منه بغتته قائلا بمزاج رائق / صباح العسل والحلويات والليالي الملاح.
اختتم جملته بغمزة من عينيه لاحاول نزع ذراعه من حولي منبه إياه / احنا مش لوحدنا والاولاد صاحية .
وكأني استدعيتهم لأجد أنس يدلف الغرفة قائلا بتذمر / يالا بقى يا بابا أنا جعان .
سحب مازن ذراعه بهدوء اثار ابتسامتي التي حاولت أن اخفيها وتنحنح قائلا / ماما تجهز الفطار اكون استحميت .
لينطقا أنس ومروان الذي انضم له مؤخرا بصوت واحد / ماما عملته يا بابا وفطار حلو اوي يالا بقى قبل ما يبرد .
وزع مازن نظراته بين الاولاد وبيني لارفع كتفي ببراءة ليقول لي باتهام واضح / دانتوا متفقين عليا بقى !؟
قبل أن اتفوه كانت شمس تحسم الأمر بقولها / ما يلا بقى يا بابا أنا جوعت .
بالفعل لم يستطيع مازن ارجاع كلمة شمس لنبدأ جميعا في التقاط وجبة إفطار شهية وسط جو من المرح والسعادة كاد أن يغيب عن منزلنا .
نطق مازن وهو مازال يجلس بأريحية افتقدها علي ماىدة الافطار قائلا باقتراح / حلو جدا اليوم الإجازة اللي نغيب فيه كلنا مع بعض….
عايزين نعملها مرة أو اتنين في الشهر بس نتفق أن كلنا نغيب مع بعض ….
ولا ايه رايك يا شروق !؟
التفتت إليه وقد قفزت بعقلي فكرة ما فقد شعرت بالراحة لجسدي لمجرد أن ارتاح يوما واحدا ….
حتى مزاجي تحس فلم أشعر اليوم ولأول مرة منذ زمن أنني لم اهرول خلف ذاتي فمجرد التعجل في إنهاء اعمالك يشعرك بالاجهاد .
طلب مازن رأيي مجددا حول فكرة الغياب الجماعي كل فترة لاقول له وكأني افكر بصوت عالي/ أنا بفكر اقعد من الشغل اصلا .
صعق مازن وتقريبا فقط النطق جراء هذا الاقتراح فلم يتوقع أن يأتي علي يوم وافضل المكوث بالمنزل .
بينما أنا صعقت من رد فعل الاولاد وكأن عملي كان بمثابة عقاب لهم فقد أطلقوا صرخة الفرحة مصحوبة بالتصفيق الحار لاعقد جبيني وانظر لهم متسائلة / مالكم فرحانين اوي كدة لية ؟
اسرع مروان بالإجابة قائلا / علشان هتبطلي عصبية وكل حاجه تقولي.
ثم شرع بتقليد نبرة صوتي وطريقتي / يالا بسرعة يا اولاد أنا ورايا مليون حاجة…..
خلصوا الواجب بسرعة عقبال ما اخلص الاكل علشان نذاكر بسرعة ….
كلوا بسرعة ، البسوا بسرعة .
ثم عاد ثانية وكأنه أنهى دوره بمسرحية وعقب عما سبق/ كل حاجه بسرعة علشان إنتي وراكي مليون حاجه بعد ما تيجي من الشغل ….
ده غير انك اخيرا هتيجي المدرسة تسالي عني زي امهات اصحابي مش بتيجي بس لما اعمل مصيبة ؟

لم يتركه أنس بمفرده في هذا الانشاد بل شاركه بيت الشعر ليكمل بجملته وبصوته الطفولي محاولا تقليدي ايضا / افهم بسرعة يا انس وحياة ابوك مش هتبقى انت والشغل عليا .
وهنا نظرت تجاه مازن بمتسع حدقتي لالاحظه ينظر إلي بمتسع حدقتيه ثم انطلقنا سويا بضحكات صاخبة ليوقفني مازن من بين شهقات ضحكه وينظر الصغيرة شمس سائلا / وانتي يا شمس عايزة ماما تقعد من الشغل ليه ؟
نطقت بطفولية مطلقة / علسان تعملي اكل يوم الجمعة كل يوم .
نظرت لاطفالي بحزن شديد وانا اسال نفسي / ماذا جنى هؤلاء الأطفال حتى يعانون كل هذه المعاناة من أجل أن أثبت ذاتي ؟
علمت الان لماذا يفتعل مروان المشاكل بالمدرسة حتى اذهب له مثل امهات أقرانه !!
علمت لماذا يدعي أنس الغباء احيانا حتى يشعر بالاهتمام مثلما يشعر بأهمية العمل بالنسبة لي .
كنت اعتقد وحدي من يعاني ويدفع ضريبة إثبات الذات…..
ولكني وجدت أن الجميع يقاسي بل يتكبد عناء وظيفتي .
انتبهت علي سؤال مازن وهو يربت على كفي سائلا بنوع من الجدية / سيبك من كل ده وقوليلي….
ايه القرار الغريب ده انتي بتتكلمي جد ولا مجرد هزار ؟
معقولة هتسيبي شغلك بعد ما وصلتي للمركز ده ؟
لمحت بعيونه السعادة الذي حاول أن يخفيها بادعاءه للحزن ولكني ابتسمت وسحبت نفسا عميقا وقلت موضحة /بصراحة الاولاد معاهم حق…..
أنا مكهرباهم معايا علي طول علشان الحق اخلص بروجرام اليوم ….
وكمان فكرت وانا بعمل الفطار لاقتني بعمله بمزاج وانا مش متسربعة ومزاجي رايق ….
حتي لو عملت حاجة بسربعة علشان انتوا هتنزلوا المدارس والشغل هريح أنا بعد ما تمشوا ….
وأقوم أكمل كل اللي ورايا بالبيت بهدوء ورواقة علشان لما يرجعوا من مدارسهم اعرف اذاكرلهم وانا اعصابي هادئة وفضالهم هما بس ..
رمش مازن باهدابه يكاد لا يصدق ما يستمع إليه ليكرر سؤاله / برضو مجاوبتنيش معقولة هتسيبي شغلك بعد ما وصلتي للمركز ده ؟
استقمت الملم اطباق الإفطار وانا اجيبه / بص هو الموضوع له فكرة تانية بس لسة متبرولش في دماغي ….
فسيبني افكر شوية واقولك على كل حاجه.
كدت امضي من أمامه فأمسك بعضدي مستنكرا / تاني يا شروق تاني سيبني لوحدي وانا افكر !؟
تعالي يا هانم نفكر سوا .
ابتسمت له ثم اومأت براسي وانا سعيده بهذا التغيير من قبله وقبلي .
دلفنا سويا الغرفة لنجلس معا ويبادر بسؤاله موضحا / ازاي عايزة تسيبي الشغل وده كان شرط أساسي في قسيمة الجواز فاكرة ؟
فاكرة والدك فضل يأكد عليا اني مجبركيش في يوم انك تسيبي الشغل!!!!
لدرجة أنه حطه شرط بقسيمة الجواز ….
ودلوقتي بتقولي عايزة تسبيه !!
طب ازاي وانت كان حلمك توصلي وتبقي صحفية شاطرة .
ثم أمسك بكفي وانا انظر اليه من زاوية لم ارها من قبل…..
زاوية العاشق الذي من الممكن أن يتنازل عن حقوقه حتى يرى من يعشقها سعيدة ليكمل وهو يوضح تنازله بكل أريحية / ملكيش دعوة بكلام الاولاد ….
بكرة يكبروا ويتعودا يعتمدوا علي نفسهم …..
كاد يكمل محاولاته في إقناعي إلا أنني أردت أن أزيح هذا الإحساس بالذنب الذي يدور حوله وأراه في مقلتيه لاجيبه بهدوء / بس انا ماخدتش القرار علشان رأي الاولاد !!
أجاب بما يختلج قلبه والشك الذي ينتابه / يبقى بسببي …
والله يا ستي مش هتحصل تاني صدقيني أنا…..

أردت أن اهدئه وأوضح مقصدي لاجيبه قائلة/ يا سيدي ولا بسبب الاولاد ولا بسببك ،….
كل الموضوع بسببي أنا !
عقد جبينه لأكمل موضحة / بص من البداية كدة بابا أكد عليك متجبرنيش اسيب شغلي علشان كان عارف حلمي وقد ايه كان نفسي احققه ….
لدرجة اني كنت برفض اي عريس علشان الجواز ميأخرنيش عن تحقيق حلمي ….
لحد ما قابلتك وحبيتك بدأت إتنازل عن اعراضي عن الجواز …
ابتسمت وانا اتذكر بدايتنا لاردف قائلة / بس بعد الجواز والاولاد والمسؤوليات بدأت اعاني من اهتمامي بنفسي .
تذكرت حوار زهرة لي في أول مقابلة لي واكملت / بدأت إتنازل أن انسق لبسي.؟.
أو حتى البس اكسسوارتي اللي قدمت من كتر ما ركنتها ومبقتش اشتري جديد …..
عارف اول امبارح قابلت جارتنا اللي بالدور الثالث علي السلم كانت لابسة ومتشيكة جدا لدرجة ابهرتني أنا….
وكانها ممعهاش اولاد بالرغم انها زيي معاها ثلاث اولاد لكن بصراحة كان لبسها واكسسواراتها وشنطتها حتى جزمتها كلهم كانوا على الموضة .
بصراحة حسيت بالغيرة شوية منها اللي هو قاعدة مريحة جسمها واعصابها وكمان بتلبس ومهتمية بنفسها .
نظرت للأسفل وانا افرك كفي وقلت بأسف / كنت بكلمها وانا نفسي اداري لبسي اللي بلبسه الصبح علشان الحق الشغل ..
علق مازن محاولا تخفيف وطأة حزني / طب هو أنا منعت عنك حاجة ….
اللي انتي عايزاه اشتريه يا شروق .
ابتسمت لاجيبه / الحمد لله المشكلة عندنا مش مادية
المشكلة في الوقت علشان انزل واشتري طقم أو اتنين كل فترة محتاجة يومين إجازة يوم أنزل فيه ويوم اريح من اللف فيه وطبعا ده مش متاح بالشغل..
ويوم الجمعة بروق وبطبخ حاجه عدلة للاولاد يعني لو نزلت الجمعة معناها البيت هيفضل مش متنضف لمدة أسبوعين والاولاد مش هياكلوا حاجه حلوة لمدة أسبوعين برضه .
ليعلق مازن ساخرا / معقولة عايزة تضيعي حلمك علشان تشتري كام طقم جديد كل فترة !!؟ يا ستي خدي احازة واخصمي حقهم من عندي.
لاضحك علي سخريته ثم اقول موضحة / الفكرة مش كدة بس……
الفكرة أن كمان الشغل خلاني عصبية زيادة مع الاولاد من كتر ما بشوف في الشغل أصناف بني ادمين يعصبوا ويخرجوا الواحد عن شعوره…
وانا بحاول اتحلى بضبط النفس لما برجع البيت بطلع كل ضبط النفس علي الاولاد فكمان مش بعطيهم حقهم من الاهتمام والحنان ….
ده غير صحتي اللي اكيد قدام مش هتستحمل كل الضغوط دي….
وهي حاليا مستحملة بالعافية حتى اسال جوزي اللي كل ما يحاول يقرب مني اكون خلصانة ومهدودة من مهام اليوم ومش عارفين نعيش لنا يوم حلو زي اللي عيشناه امبارح.
ليبتسم هو على ذكرى لقاء الأمس بينما أنا سحبت نفسا عميقا ثم أطلقت اخر أسبابي / ثم إني بعد كل ده هاخد ايه شهرة !؟
أطلقت ابتسامة تهكمية من جانب فمي واوضحت قائلة / تخيل لما الشهرة تكون بسبب أن الناس بتعارض كلامي أو مصدقاه بس مش عارفه تنفذه ….
يبقى اكيد أنا بكتب عن حياة في اللاللا لاند ….
ده غير اني اكتشفت أن حلمي ممكن ميتحققش بالطريق ده !؟
نظر مازن لي نظره اندهاش وكأني اهزي …
ولكنه مضطر أن يتركني استرسل بحواري ربما أدرك ما ادور حوله ليسألني / أمال يتحقق إزاي ؟
نظرت للاشئ وكأني أرى طريق يرسم أمامي لتتسع ابتسامتي قليلا واجيب / اكتشفت أن ممكن الشهرة تكون عن طريق حل مشاكل الواقع….
يعني مثلا أرشد الستات التائهات للحل الصحيح …
عادة بيقولوا اللي جوة دايرة المشكلة بيكون مغيب مش شايف الطريق الصحيح وممكن يتخبط بآراء الناس وهو ميعرفش مين بيرشده ومين بيضلله …..
أنا بقى فكرت اكون الطرف الخارج من دائرة المشكلة….
في نفس الوقت خارج كل معارفهم علشان رأيي يكون حيادي واقدر ادلهم علي الحل لمشكلتهم .
وجهت نظري إليه مجددا لارى التيه بعيونه لاوضح قائلة / بص علشان شكلك توهت مني انا هسيب العمل بالجريدة بس مش بالمعنى الحرفي ….
يعني هتفق مع رئيس التحرير أنه يوردلي المشاكل النسائية اللي بترسل للجريدة ….
وانا اتحاور مع صاحبة المشكلة واحاول اوصل معاها لحل وبعدين انشر المشكلة والحل علشان لو في مشاكل مشابهه …
بس كل ده وانا قاعدة في البيت واحاول انظم وقتي يا اما وقت الاولاد وهما بالمدرسة يا اما وهما بدرس كدة يعني ايه رايك؟؟
فاتحتي رئيس التحرير باقتراحك ده؟؟
كان هذا رد مازن علي سؤالي لاجيبه / لا لسه .
ليسألني السؤال الذي يليه وكأنه يريد أن يصل لنقطة ما / ولو رفض ؟
رفعت اكتافي بلا مبالاه لاجيبه بكل ثقة / خلاص يبقى اسيب الجريدة وأشوف غيرها ، أو اشتغل من البيت واعمل موقع نشر استقبل عليه المشاكل ….
وانزل حلها بعد ما اتواصل مع صاحبة المشكلة …
كل اللي محتاجاه دعمك ليا ..
والذي وصل لمبتغاه لاجده يمسك بمقدمة رأسي ويقبلها ثم يقول والسعادة تطغو علي ملامحه / لما يكون معايا ست كل همها بيتها واولادها ….
وبعدين تحاول تحقق أحلامها بما لا يضر مصلحة بيتها واولادها يبقى ساعتها مش ادعمها وبس دانا اشيلها فوق راسي كمان ….

ثم أمسك كفي وانا يكاد قلبي يرفرف من السعادة ليقبل كفي داعيا لي / ربنا يديمك نعمة في حياتي ، واي حاجه تحتاجيها أنا تحت امرك فيها إنتي بس اؤمريني .
………………….

تفتكروا المدير هيوافق يخلي شروق تشتغل من البيت ؟؟
طب يا ترى ايه المشكلة الجديدة اللي شروق هتحاول تحلها ؟؟

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية كانت أنثى)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى