روايات

رواية عشق مهدور الفصل الثاني والثلاثون 32 بقلم سعاد محمد سلامة

موقع كتابك في سطور

رواية عشق مهدور الفصل الثاني والثلاثون 32 بقلم سعاد محمد سلامة

رواية عشق مهدور الجزء الثاني والثلاثون

رواية عشق مهدور البارت الثاني والثلاثون

عشق مهدور
عشق مهدور

رواية عشق مهدور الحلقة الثانية والثلاثون

قبل ساعات
عبر الهاتف
كان حديثه: آصف أخد مراته عاليخت بتاعه وراحوا سوا البحيره، أكيد هيقضوا وقت لطيف مع بعض.
رد عليه الآخر بغضب: وقت لطيف…
دى فرصه مش عاوزه يرجع من هناك غير جثه، ودى آخر فرصه ليك.
إرتبك قائلا: إزاي يا باشا هو خد اليخت الخاص بيه والجو هنا شبه عاصف ومفيش مراكبي هيرضا يجازف ويوصلني لل البحيره، وكمان معاه مراته.
أجابه بحسم: ميهمنيش مراته إقتلها هي كمان، آصف ميرجعش عايش من عندك، لانه لو فضل عايش لبكره الصبح إنت اللى مش هيطلع عليك نهار إتصرف، ودى آخر فرصه ليك مش هقبل بأي أعذار زى ما سبق قولت بعد ما رجع من أسيوط أنه كان بين الناس في القطر ومش معقول تقتله قدام الناس، الليله آخر فرصه ليك، واحد فيكم مش هيطلع عليه النهار، والإختيار لك.
قال هذا وأغلق الهاتف بتعسف تارك ذاك المجرم يزفر نفسه بحقد وغضب، لكن ليس أمامه سوا تنفيذ ما يؤمر به، بصعوبه إستطاع تدبير قارب بعد أن دفع مبلغ لا بأس به بعد نصائح من صاحب المركب وتحذيرات بعدم المجازفة، لكن لم يهتم سول له الشيطان سوء عمله، حتى وصل بعد وقت الى البحيره، بعد محازفه مع ذلك الطقس الذي بدأ يسوء أكثر بعد أن ترجل من القارب الذي أوصله بصعوبه، ظن أن هذا حسن حظ يرافقه الليله وعليه أن ينتهي من مهمته، كان على علم بذاك المنزل الخاص ب آصف فوق البحيره، ذهب نحوه مباشرة، ينتظر بترقب حتى يتثني له التسلل خلثه بالظلام القاتم.
بمكتب خاص ل أسعد
كان يضجع بظهره على مقعده خلف طاولة المكتب، مازال عقله غير مستوعب حديث شكران معه بالأمس، لا ينكر تفاجئ بها لأول مره، كانها إنتفضت بأخري غير التي عاشرها لسنوات كانت مثل خيال الظل له لا أكثر من ذلك، لكن ما الذي تغير بها فجأة راها إمرأة أخرى، ربما السبب هو إبتعادها عنه لسنوات وحين رأها مره أخرى إستحوزت على إعجابه.
زفر نفسه بغيظ، لثاني مره شكران تعارض رغبته وتختار الإبتعاد عنه، لكن مخطئه ماذا ظنت أنه سيلهث خلفها طالبا الوصل، بغمرة أفكاره صدح رنين هاتف المكتب الأرضى الخاص بالسكرتيرة الخاصه به رفع السماعه وسمع إخبار السكرتيره له وأجابها: تمام دخليها.
وضع سماعة الهاتف وزفر نفسه يحاول نفض ذاك الشعور البغيض الذي يشعر به، بينما.
دخلت هويدا بعد أن طرقت على باب تبسمت حين وقف أسعد لها مرحبا، بداخلها هدف لابد أن تصل إليه.
رسمت المكر قائله: متآسفه إنى جيت بدون ميعاد سابق.
جاملها بذوق مرحبا: لاء مش مشكله مكتب مفتوح لك في أي وقت.
قال هذا وهو يمد يده صافحها، ثم أشار لها نحو أحد المقاعد كى تجلس، بالفعل جلست ترسم على وجهها الحزن، ثم فتحت حقيبة يدها وأخرجت منها ورقة ومدت يدها بها نحوه قائله بإختصار: دى إستقالتي بتمنى إنك تقبلها.
أخذ أسعد الورقه مندهشا يقول: إستقالتك بالسرعه دى ليه، حد ضايقك في الشغل.
رسمت هويدا الحزن أكثر على وجهها ودمعه تلألأت بعينيها وإختلطت بنبرة صوتها المختنق بالدموع الخادعه: لاء، بس أنا هرجع تاني كفر الشيخ وأعيش مع أهلى وإبني، كفايه اللى حصل لى.
خانته خبرته السابقه في كشف كذب النساء وسألها بإستفسار ثم أعتذر على تطفله: أيه اللى حصلك؟
أنا آسف إنى بدخل في شئونك الخاصه.
سالت دمعه كاذبه من بين أهدابها وأجابته بنبرة إنكسار: لاء حضرتك مش بتدخل في شؤونى، أنا اللى حظ كده دايما، بصراحه الوظيفه دى كانت السبب في إنها كشفت حقيقة جوزي، قصدي اللى بقى طليقي، رغم إنى حاولت كتير إن جوازنا يستمر وإتنازلت وده اللى خلى جوازنا فضل مستمر أكتر خمس سنين كنت أنا فيهم دايما اللى بتحمل عشان جوازى ينجح بعد طلاق سهيله اللى أستغله عادل وكان دايما يجرحني بيه إن أختى مكملتش أسبوع متجوزه وإطلقت وإنى هبقى زيها، كنت بتحمل، وأكتر كمان لما خلفت إبني حسام، إتحملت عشانه، بس هو بقى لما جه هنا القاهره وإشتغل في بنك خاص وطبعا عملاؤه من طبقه راقيه، بقى أقل كلمه مني له يتعصب عليا وفي مره…
صمت تمسح تلك الدمعه من عينيها، ثم خفضت وجهها بإدعاء الخزي قائله: في مره حاول يطاول عليا بالضرب بس مامته منعته، ولما قولت له عالوظيفه اللى قدمتها لى، كنت فرحانه وقولت هيتلم شملنا انا وهو وإبننا هنا في القاهرة، خيرنى وقالى لو قبلت الوظيفه هطلقك، وأنا جازفت وقولت فرصه عشان مسؤليتي ناحية إبني ووسطت بابا يتكلم معاه بس فشل، هو كان بيتلكك، وكان عاوز يخلص مني أنا وإبني، ولما طلقني حاولت أصمد عشان خاطر إبني محتاج للمرتب اللى بقبضه، بس بصراحه أنا من يومين بس إتفاجئت وعرفت أن في ست تانيه دخلت حياته، بصراحه قلبي وجعني، ومحتاجه أضم أبني لحضني وأفضل مع أهلى هناك بعيد عن هنا عشان مش هتحمل أشوفه مع اللى سابني عشانها.
نظر لها سألا بإستفسار: لسه بتحبيه.
تنهدت بدمعه خائنه: كنت، بس قلبي خلاص إنجرح منه والحمدلله إنه ربنا كشف خيانته ليا، قبل ما أذل نفسى له أكتر، أنا كنت رايحه أطلب منه نرجع تانى لبعض، بس إتفجعت من خيانته، وحاسه إن ربنا عمل كده لهدف خير.
تبسم أسعد قائلا: أكيد خير، بس أيه اللى عرفك إنه خاين مش يمكن شكك مش في محله.
بتسرع قالت تثير إستعطافه: ياريت، بس أنا شوفت بعيني، قصدى يعنى إحساسي مش شك.
سألها: قصدك أيه؟
جاوبته ببراءة مصطنعه أجادتها: شوفت معاه دلايه أو ميدالية مفاتيح شكلها غريب زى ماسه سوده في البدايه فكرتها ميداليه كريستال، بس لما مسكتها خطفها من أيدي وقالى إنت تعرف تمن دى كام، أنا رديت عليه ببساطه وحسن نيه أكيد مش غاليه دى حتة كريستال، قالى دى ألماظ حر، ولما إستغربت وسألته وهو هيجيب منين تمن ميداليه زى دى، إتخانق معايا، وقالى متدخليش في اللى ملكيش فيه، أنا شاكه إن صاحبة الميداليه دى ست وهي اللى بسببها طلقني.
لفت إنتباه أسعد كلمة ماسه سودة
تذكر قبل أيام إختفاء تلك الدلايه الخاصه ب شهيره، لكن سرعان ما نفض عن رأسه فهو رأى تلك الدلايه معها ليلة زفاف آيسر.
بينما تبسمت هويدا بخفاء على شرود أسعد للحظات قبل أن يقول لها: إنت شابه بلاش تخلى تجربه فاشله تأثر عليك وتهدم حياتك وأكيد مع الوقت مشاعرك ل عادل هتختفي.
نظرت هويدا له بنظرة إنكسار أجادتها، بينما نظر لها أسعد بنظره أخري تلمع برأسه فكرة إذا كانت بالآمس رفضت شكران العوده لحياته كزوجه طبيعيه، فهنالك فرص أخري يرسلها القدر بشبيهة الماضي.
بمنزل أيمن
نهضت آسميه قائله: الطقس الليله شكله هيبقى عاصف، أما أقوم أروح داري قبل ما الدنيا تمطر.
نهضت سحر هي الاخري قائله: خليك زمان ايمن وحسام راجعين من صلاة العشا، خلينا نتعشى سوا، كمان باتي هنا بدل ما تروحى تقعدي في الدار لوحدك وليل الشتا طويل.
تبسمت آسميه قائله: لاء مش برتاح في النوم غير على فرشتي، كمان كنت متغديه متأخر وماليش نفس للآكل دلوقتي.
تبسمت سحر قائله: ولما كنت بتنامي مع سهيله في شقة آصف مكنش بيحيلك نوم.
تبسمت آسميه قائله: والله ما كان بيجي لى نوم غير لما أخد سهيله في حضني، كنت ببقى قلقانه عليها لحد ما ترجع للشقه بالذات في نبطشيات السهر.
تنهدت سحر بشوق قائله: والله وأنا كمان مكنتش بطمن غير لما أتصل عليها وتقولى إنها رجعت أو راجعه في الطريق، أقول أيه آصف السبب في كده، ومش عارفه نهاية ولا بدايه لحياتها عامله زى اللى راكب مركب في البحر وتايه مش عارف أى إتجاه هو طريق النجاه له، آصف بدل ما يسيبها تكمل حياتها بعيد عنه رجع تانى، وهي كمان إتحير أمرها.
تبسمت آسميه قائله: أنا لما نمت ليلة فرح آيسر جنبها حسيت أن سهيله خلاص مبقتش محتاره هي بس محتاجه تاخد قرار حاسم، وأعتقد هي وصلت له، هقولك الصراحه أنا لو سهيله مرات إبني يمكن مكنتش أستحملها، عارفه ليه، آصف صحيح غلط غلط فادح، بس ندم، كمان إزاي قابل على نفسه أنه يبقى زوج في نفس الوقت مراته تنام في أوضة تانيه قدام أهله وهو متحمل كده، لو مش بيحبها مكنش صبر كمان على غلاستي معاه طول الوقت، آصف أثبت في لحظة غرور أنه بيجري في دمه غباوة أسعد شعيب كمان جواها تربية شكران الطيبه والإتنين كانوا في صراع جواه بس الفترة اللى عشتها معاهم ظهر لى مع الوقت أن اللى سيطر عليه هي تربية شكران الطيبه.
بشقة آيسر
تبسمت يارا على مشاغبة آيسر ل شكران الذي ضمها لصدره قائلا بعتاب: طبعا إبنك البكري هو اللى قالك بلاش تروحي للغلبان تصبحي عليه، وأكيد هربان دلوقتي مع مراته.
شعرت فجأة شكران بنغزه في قلبها لكن تبسمت له قائله: لاء ظلمت آصف أنا اللى قولت نسيبكم مع بعض تتهنوا، كمان الأيام اللي فاتت كانت مرهقه وكنت محتاجه يوم راحه، وأهو إحنا جينا.
تبسمت روميساء قائله: هو هيك أيسر ما بعرف أمتي بيمزح وأمتي بتكلم جد.
تبسمت صفوانه قائله: بكره بتتعودي على طبعه وبتعرفي تتعاملي معاه، آيسر أحلى ولاد شكران.
تبسم آيسر بزهو مرح بينما قالت يارا: طنط صفوانه تعتبر أم تانيه ل آصف وآيسر.
تبسمت شكران قائله: ربنا يديمها في حياتى هي أختي طول عمرها من يوم ما تعرفنا على بعض، ياما سهرت جنبي وأنا مريضه وأهتمت بيا.
تدمعت عين صفوانه قائله: أنت السباقه بالخير دايما، وكفايه بقى إحنا جايين نبارك لعرسان مش نتكلم في مين أهتم بمين.
تبسم آيسر وهو يجلس في المنتصف بين صفوانه وشكران التي تقاوم ذاك الشعور السئ.
ظل المزح بينهم لوقت أحيانا كانت شكران تشعر بنغزات قويه، وتآكل في قلبها، لاحظ آيسر ذلك لكن لم يتسأل حتى لا يزيد الضعط عليها بعدما أخبرته صفوانه أنها كانت مريضه بالأمس بسبب إرهاقها، لكن حاول المزح حتى يخرجها من ذاك الشعور ظنا أنها مرهقه.
بالبحيره
بذاك المنزل.
بعد أن تركت سهيله آصف وصعدت الى الطابق الثانى ودلفت الى غرفة النوم الذي أخبرها عنها، أخذت قسط من النوم، أو بمعني أصح بسبب الارهاق غفوت دون وعي منها، إستيقظت تشعر بجوع، منذ الصباح لم تتناول سوا القليل من الطعام، لم تستغرب من ذاك الدثار الذي تتذكر جيدا أنها لم تكن تود النوم، بالتأكيد آصف هو من وضعه عليها ازاحت ذاك الدثار عن جسدها، ونهضت من فوق الفراش وعاودت الهبوط الى الدور الأسفل، إستنشقت أنفها رائحة طعام، تتبعت تلك الرائحه الى أن دلفت الى المطبخ، كان آصف يفرغ تلك الأكياس من الطعام ومنها ما عاود تسخينه مره أخره بسبب برودته، تبسم وهو يعطي لها ظهره قائلا: حضرت العشا وكنت لسه هطلع أصحيك، واضح إنك مرهقه، كانت فكره كويسه إننا نفصل يومين بعيد عن القاهره ونجي لهنا في البحيره.
تثائبت وهي تنظر الى تلك الأطباق الموضوعه على تلك الطاوله قائله: لاء عادي مش مرهقه، بس جعانه، كويس إنك جبت أكل جاهز.
تبسم لعنادها قائلا: تمام أنا سخنت الأكل، خلينا نتعشى سوا.
وافقت بلا أعتراض وجلست خلف طاولة الطعام وشرع الأثنين في تناول الطعام، بأحاديث مختصرة الى أن نهضت سهيله قائله: الحمد لله شبعت هطلع أكمل نوم.
قبل أن تخرج سهيله من المطبخ نهض آصف سريعا وأمسك معصمها قائلا: عارف إنك بتحب تشربي شاى بعد العشا.
نظرت الى يده الذي يمسك بها معصمه لا تعلم لما لأول مره لا تشعر برهبه من ذلك، أومأت برأسها بموافقه.
تبسم آصف قائلا: تمام أقعدى ودقايق هيكون الشاي جاهز.
بالفعل جلست سهيله تنتظر الى أن وضع آصف أمامها كوب الشاي، تبسمت وسحبت الكوب بين يديها تنظر للكوب سائله: أنا عارفه أن والدك له بيت هنا عالبحيره، بس البيت ده بتاع مين؟
نظر لها آصف بهدوء قائلا: بتاعي أنا أشتريته من أكتر من ست سنين ونص.
رفعت رأسها ونظرت له بإندهاش، تجرأ آصف ووضع يديه حول يديها اللتان تحاوطان كوب الشاي قائلا: إشتريت البيت ده عشان نبقى نجي له في الاجازات هنا ع البحيرة، كان أول مره أعترف إنى بحبك، فاكره يا سهيله.
نظرت سهيله الى يديه اللتان حول يديها، ثم نظرت الى وجهه وتلك الإبتسامه الحالمه، شعرت بهزه قويه في جسدها، تركت النظر الى وجهه وعاودت النظر الى يديه، لم تكن يديه تقبضان على كفيها لكن عقلها ذكرها حقا بأول إعتراف له بأنه يحبها، لكن سرعان ما نهرها عقلها، كيف مازالت تلك الذكرى عالقه برأسها بعد كل تلك السنوات، سحبت يديها من بين يديه، ونهضت قائله: ماليش مزاح للشاي مصدعه، هطلع أكمل نوم تصبح على خير.
قبل أن تخطي سهيله نهض آصف سريعا وجذبها يضمها لصدره من الخلف وضع رأسه على كتفها قائلا بهمس: البيت ده إشتريته عشان نقضي فيه أول ليله لجوازنا.
تفوهت سهيله بآلم: قصدك الليله اللى هدمت بإيديك بينا.
زفر آصف نفسه بندم ساحق صامت يضم جسدها فقط الى أن حاولت الإبتعاد عنه، لكن هو تشبث بها هامسا: أنا بحبك يا سهيله ومتأكد إنك كمان لسه…
قاطعته بآسف: لسه أيه، أنا مشاعري ماتت على إيديك مبقتش بحس، عايشه من غير روح.
تنفس قليلا فوق عنقها ثم
أدار جسدها ليصبحان وجها لوجه وهو مازال يأسرها بين يديه قائلا برجاء: أنا اللى عايش من غير روح، سهيله كفايه وخلينا…
قاطعته قبل أن يكمل حديثه: إنت اللى كفايه يا آصف أنا مبقتش قادره أستحمل أضغط على نفسى أكتر من كده، بنكسف من نظرات خالتي صفوانه وطنط شكران، بحس إني زى المذنبه في حقك، وأنت السبب من البدايه، ليه مسبتنيش الليله دى أموت، يمكن كنت إرتاحت وريحتك، ليه أنقذتني كان غرصك تموتني عالبطئ مش كده.
هز آصف رأسه نافيا ب لا.
بينما أكملت سهيله بجفاء: أنا فعلا بموت عالبطئ يا آصف، حبك زى حبل المشنقه اللى هربت منه زمان بالكذب، بس للآسف مقدرش أهرب من حبل إنت اللى ماسكه وبتخنقني بيه، كفايه كده، أنا تعبت وهلكت يا آصف، إنت انقذتني من الموت عشان تستلذ بكل لحظه بموت فيها قدامك، كفايه لو ليا عندك لو ذرة إحساس…
قبل أن تستسهب سهيله حديثها، جذبها آصف من عنفها وقبلها قبلة شوق ممزوجه بتلك الدموع التي فرت من عينيها مع دمعة عينيه، كانت قبلة مالحه بطعم دموعهما الإثنين، ترك شفاها ثم إحتضنها بصمت يشعر بأنفاسها ثم إبتعد عنها خطوة الى الخلف قائلا: تصبح على خير يا سهيله.
نظرت له تشعر بخواء علمت أنها مازال متمسك بأسره لها، تنهدت بسآم وإرهاق، لم تود المجادله، أو بالأصح لم تستطع، إنسحبت من المطبخ، بينما ظل آصف واقف لدقائق يشعر بغصات قويه، ماذا ظن أن تقول له سهيله أنها سامحته، كان مخطئا مثلما قالت، لكن ليس كما قالت له أنه لم يدعها تموت كى يستلذ بموتها كل لحظة أمام عينيه بينما الحقيقه بالعكس هو من يموت كل لحظة هجر منها.
بشقة آصف.
مازالت تلك النغزات تضرب قلبها تشعر بآلم وفكرها يذهب الى آصف لا تعلم سبب لذلك الشعور البغيض في قلبها، لو إستسلمت لذاك الشعور أكثر من ذلك سيشت عقلها، نهضت من فوق فراشها، ذهبت الى الحمام، توضأت وعادت تفرش سجادة الصلاة وبدأت تصل حتى شعرت بطمأنينه قليلا، خرحت من غرفتها وتوجهت الى غرفة المعيشه أشعلت التلفاز، وجلست على آريكه، تبدل في القنوات، لاشئ تنظر له، حتى إستقرت على إحدي القنوات تعرض فيلم قديما، ظلت لوقت جالسه لا تنتبه الى التلفاز عقلها وقلبها شاردان، جذبت هاتفها وقبل أن تقوم بالإتصال سمعت صوت صفوانه تقول: سمعت صوت التلفزيون قولت أكون نسيته مفتوح قبل ما أنام، بس إتفاجئت بيك أيه اللى مصحيك لحد دلوقتي.
تنهدت صفوانه تشعر ببأس: حاسه قلبي مقبوض.
جلست صفوانه جوارها على الاريكه ووضعت يدها فوق يدها بتطمين قائله: ليه بس أنا ملاحظه إن من وقت ما رجعنا من شقة آيسر وإنت قلقانه.
مازالت تشعر بقبضة في قلبها، وضعت يدها الاخري فوق قلبهل ونظرت الى صفوانه قائله: نفس الإحساس ده عشته قبل كده، ليلة…
قطعت بقية حديثها، تحاول نفض ذاك الإحساس السئ، لكن مازال متمكنا من قلبها، جذبت هاتفها وقالت: هتصل على آصف.
تركتها صفوانه تتصل، الى أن قالت لها: موبايل آصف بيرن ومش بيرد عليا.
تنهدت صفوانه تحاول بث الطمأنينه في قلبها قائله: أكيد زمانه نايم، و
توقفت صفوانه ونظرت الى فضول شكران مبتسمه وقالت: إمبارح أنا شوفت سهيله كانت طالعه من أوضة آصف وكانت هدومها من فوق عريانه شوية، بس كان شكلها مضايقه شويه وإنكسفت مني، يمكن تكون سهيله رقت له.
فهمت شكران قصد صفوانه وتنهدت بغصه قائله بآسى: والله صعبان عليا آصف وعذاب قلبه اللى متحمله، بتمني سهيله تسامحه وكفايه كده عذاب لهم هما الإتنين، بحس بقهرة قلبه وهو بتلصص عليها زى ما تكون مش مراته، لو غيره مكنش إتحمل إنه يعيش في أوضه ومراته في أوضه تانيه قدام أهله، ومش قادر يقرب منها، ده إستقلال منه وهو متحمل عشان تفضل قريبة منه.
شعرت صفوانه بالأسى هي الأخرى لكن حاولت التخفيف عن شكران قائله: ده راجل ومراته وهما أحرار ولا إنت عاوزه تعملي فيها حما زى المرحومه حماتك، الله يرحمها كانت غاويه سيطرة فاكرة.
تبسمت شكران بتوافق، قائله: الله يرحمها، رغم أنها كانت شديده بس الصراحه كانت حقانيه، آصف واخد شويه من خصالها.
تبسمت صفوانه قائله: فعلا، آصف فيه من خصالها، إنه بدافع بإستماته عن الشئ اللى مؤمن بيه، قلبي خايف عليه حاسه بشعور سيئ من ناحيه من أول ما أتصل وقالك تحضري له شنطه صغيره هو وسهيله هيسافروا يومين، ياريتك سألتيه هو رايح فين يمكن كان قلبي إطمن.
طمئنتها صفوانه قائله: بلاش تسلمي فكرك للشر قومي أتوضي وصل
وإدعي، ربنا يهنيه مع سهيله وبكره يرجعوا مبسوطين.
بالبحيره بعد منتصف الليل بساعتين تقريبا.
بعد مجادلة آصف وسهيله صعد كل منهم الى غرفه خاصه يزوي نفسه مع بؤس قلبه، تمدد آصف فوق الفراش يشعل سيجارة خلف أخري يحرقها مثلما يحترق قلبه، كان نور الغرفه خافت، لكن فجأة إنطفأ، نهض سريعا وأشعل القداحه حتى رأي مكان هاتفه وأشعل الكشاف الخاص به، وجذب ذاك السلاح الذي أصبح مرافق له في الفترة الاخيره وخرج سريعا من الغرفه متوجها نحو غرفة سهيله لكن لفت إنتباهه ضوء متسرب من أحد شبابيك الممر، عاود النظر بتأكيد، استغرب ذلك، إذن الكهرباء قطعت عن المنزل بعمد، لكن هنالك ما أثار أنتباهه أكثر، صوت تحطم شئ بالدور الاسفل تأكد حدسه، شعر بلهفه على سهيله، ذهب سريعا نحوها، ودلف مباشرة الى الغرفه دون إستئذان وجه كشاف الهاتف نحوها، كما توقع ملامحها واضح عليها الرهبه، لكن هدأت حين رأته وتنهدت بإرتياح، لكن قبل ان تتحدث إقترب آصف من تلك الطاوله المجاوره للفراش وجذب هاتفها وأعطاه لها، وجذبها الى حضنه يبث الطمأنينة في قلبها لكن سرعان ما إرتجفت سهيله قائله: في صوت تكسير جاي من الدور اللى تحت.
حاول طمأنتها قائلا: يمكن نسينا شباك مفتوح والهوا حركه وأتكسر الأزاز أو قطه إتسللت للبيت، خليك هنا وانا هنزل أشوف أيه اللى وقع.
تشبثت سهيله به قائله: لاء أنا بخاف من الضلمه خدنى معاك.
تبسم آصف وضمها يسيران الى أن إقتربا من باب الغرفه على غفله ضمها قويا ثم وضع ذاك السلاح بيدها وإبتعد وبسرعه أغلق عليها باب الغرفه بالمفتاح قائلا: إفتحي كشاف الموبايل بتاعك ياسهيله.
قال ذلك وذهب دون حتى إهتمام بطرقها على باب الغرفه وندائها وإستغاثتها بأن يفتح لها الباب، سار الى أسفل المنزل على ضوء هاتفه الى أن وصل الى أسفل كما توقع هنالك لمعة سلاح أبيض إنعكست في الظلام.
بينما لسوء حظ ذاك المجرم بعد أن أخفض سكينة الكهرباء وتعتم المنزل، لم ينتبه الى أحد قطع الديكور الذي إصتطدم بها وأصدرت صوت مسموع بالمنزل، ليس أقل من صوت تلك العاصفه التي بالخارج، عاود مره أخرى الى ذاك المكان الذي قطع منه كهرباء المنزل ورفع أحد الأزرار أضاء تلك الردهه أمام سلم المنزل فقط وعاد في نفس الوقت تفاجئ ب آصف الذي أطفأ كشاف الهاتف ينظر له بتوعد، فإرتبك لكن تمسك بالسلاح بيديه، بينما تجهم وجه آصف ونظر الى أعلى بسبب أصوات سهيله التي تستغيث أن يعود لها بالغرفه، كذالك الظلام في الأعلى، تهكم ذاك المجرم قائلا بإستهزاء وقح: يظهر مش قادرة أنك تبعد عن حضنك يظهر قطعت الكهربا في وقت غلط، ولا يمكن مكنتش محتاج للكهربا أساسا متخافيش مش هتغيب عليها هخليها تحصلك للآخرة مباشرة.
تهكم آصف قائلا بشجاعه: واضح إن اللى بعتك عشان تقتلني حمار زيك بالظبط، مفكر إن قطع الكهربا ولا حتة سكينه هخاف منهم، يظهر أنك غبي بتنفذ الأمر بدون ما تحسب حساب مين اللى قدامك.
ضحك المجرم بإستهزاء ظنا أنه الفائز بذاك النصليين اللذان بيديه، إقترب من يهوش بالنصلين كان آصف يناوره جيدا، لكن أحد النصلين أصاب ساعد يده ترك حرج كذالك نزيف، لمعت عيني المجرم، وعاود ألاقتراب والإندفاع عليه بالسلاحين، لكن أصف عاد للخلف وتفادي إحد الطعنات التي كادت تصيبه، توقف المجرم يلهث متكهم ينظر له بزفر وغضب يزداد وبدأ يتعامل بشراسه أكتر وإندفاع، رغم أن آصف لديه يقين أن قوته أقوي من ذاك المجرك ناوره جيدا حتى يجعله يفقد قدرته مع الوقت، كذالك بالفعل بدأ المجرم يسأم ويندفع أكثر نحوه، وبدأ بتوجيه الطعنات ل آصف الذي كان يتفادى معظمها لكن هنالك طعنه أصابته بكتفه قريبه من عنقه، توقف المجرم يلهث عينيه تلمع بظفر وتهور وكاد بطعنة، لكن آصف أمسك إحدي يديه وقبل أن يتفادى الطعنه الأخرى أصابته ببطنه لكن لم تتوغل من جسده، دفع المجرم قليلا للخلف، تبسم المجرم الذي يتعامل معه بالسلاحين اللذان يطوعهما كآنهما جزء من يديه، نظر له آصف بشعر بآلم وغيط وسأله بلهاث: واضح إن اللى مأجرك عشان تقتلني ليا عنده معزه خاصة، باعت لى شخص محترف.
تبسم الآخر بزهو ظنا أن آصف يمدح فيه بعد تلك الإصابات التي ليست طفيفه لكن قوة بنيان جسده هي ما تجعله صامدا أمامه وهذا ليس سوا وقتا وينهار أمامه لكن كان مخطئ، آصف يحاول مناورة ذاك المجرم حتى يخدعه وها هي أولى المفاجأت للمجرم حين جذب آصف إحد قطع الديكور وقام بإلقائها نحو المجرم الذي ظن أن آصف ببوادر إنهيار، إنقلب الوضع وبعد أن كان المجرم هو من يبدأ بالهجوم كان آصف يهجم عليه محاولا تفادي النصلين وقام بضرب المجرم على إحدي يديه بأحد قطع الديكور، صرخ من قوتها المجرم وسقط من يديه أحد النصلين سريعا إنحني آصف وإلتقطه لكن إندفع المجرم نحوه وقام بإصابته بشق آخر في بطنه، كذالك آصف قام بطعنه لكن ليست طعنه قويه بيده إختل تمكن يده فوق النصل لكن سريعا بدله لليد الأخري، بالفعل عاود طعن آصف لكن آصف يتفادي الطعنات ويوجه له لكمات وبعض الطعنات أيضا، الى أن توقف الإثنين يلهثان وإحتدت نظرات عيناهم بتوحش كل منهم لديه رغبة إنهاء حياة الآخر، لكن صراخ سهيله العالى جعل آصف يظن أنها قد تكون خرجت من الغرفه، نظر لأعلى، إستغل المجرم ذاك وكاد يطعن آصف بمقتل لكن تفادي ذلك بإصابته في منتصف صدره إصابه كبيره، إنحني قليلا، تبسم المجرم ظنا أن آصف إنتهي وإندفع كي يطعنه الطعنه الفاصله لكن آصف تنحي قليلا وقام بجذب المجرم، وجه له الكثير من اللكمات وهو يمسك يده الممسكه بالسلاح يشل حركته كذالك ضرب فوق يده الى أن سقط السلاح منه وضعفت قوته وتغلب آصف عليه حين خارت قوته وإنحني أرضا، ظل آصف يلكم فيه بقوة أفقدته الكثير من أسنانه كذالك شبه تغلب عليه لكن ذاك المجرم كان لديه نصل صغير أخرجه من جيبه وقبل أن يلكمه آصف قام بطعنه بجانبه طعنه أخلت بجسد آصف، في نفس الوقت عاد للخلف يضع يده فوق الجرح، إستغل ذلك المجرم ونهض سريعا يجذب ذاك النصل الآخر وإندفع على آصف الذي كان أسرع منه وجذب النصل الأخر من على الارض وبدل النهايه بدل أن يصيبه النصل بمقتل طعن هو المجرم الذي جثي على قدميه أمام آصف قبل أن يسحب آصف يده ويتركه يتمدد أرضا، لكن يشعر بآلم قوى بسبب تلك الطعنات المتفرقه بجسده، رغم ذلك إنحنى بمستوى ذلك المجرم وقام بسؤاله: مين اللى باعتك عشان تقتلني قولى مين اللى بيتعقبني.
تبسم المجرم يعلم أنه موشك على نهايته، لكن تعمد إغاظته بأنفاس متقطعه قائلا: حبايبك كتير يا حضرة الأفوكاتو…
توقف المجرم يلتقط نفسا لكن لسوء خصاله والغدر المتمكن منه، كان النصل الصغير قريب من إحدى يديه جذبه وإستجمع آخر قوته الواهنه وعلى خوانه طعن آصف الذي تفادي قليلا لكن أصابه بطعنه شبه متوغله ببطنه، بنفس الوقت نظر ل آصف الذي شبه وقف يترنح يضع يده يكتم نزيف دمه، بينما المجرم سلم لنهايته التي تحتمت بعد آخر طعنه تلقاها من آصف فوق يده التي شلت حركته وتآثرا بطعنه غائره في بطنه إنتفض جسده قبل أن يسكن بلا حركه، إقترب آصف منه بحذر تحسبا حتى لا يقع بفخ مره أخري، بالفعل يبدوا أنه فارق الحياة، إنحني يجث عنقه، تأكد أنه لا يوحد نبض، نهض آصف يشعر بدوخان كذالك يترنح جسده، مرغم سار بخطوات شبه بطيئه يضع يده فوق ذاك الجرح الغائر ببطنه يحاول كتم نزيفه، سمع أصوات إستغاثة سهيله، سار نحو ذاك المكان وقام بإعادة الكهرباء الى المنزل، ثم سار نحو الأعلى يتمسك بسياج السلم ويتكئ بجسده على الحوائط حتى يستند عليها الى أن وصل أمام تلك الغرفه، إتكئ بيده فوق مقبض الباب وقف قليلا يستجمع آخر ما تبقى من مقاومته، وضع يده فوق المفتاح وقام بفتح باب الغرفه، بنفس الوقت توقفت سهيله عن الإستغاثه به تشعر بيأس أن يكون أصابه شئ شعرت بنغزات قويه في قلبها ودموع عينيها تسيل بنفس الوقت شعرت بأمل حين عادت الكهرباء، ثم من بعدها بدقائق.
سمعت صوت تكات مفتاح الغرفه، للحظه أخذت حذرها وتمسكت بيديها الإثنين على ذاك السلاح وصوبته نحو باب الغرفه بيد مرتعشه، لكن حين نظرت الى آصف الذي طل من خلف باب الغرفه تركت السلاح يقع من يدها وهرولت نحوه بخطوات سريعه في لحظات كانت ترفع يديها حول عنقه تحتضنه تتنهد براحه، ضمها آصف قويا الى جسده واضعا رأسه على كتفها وتنفس على عنقها، هدأ خوف سهيله وعادت برأسها الى الخلف، رفعت إحدي يديها وضعت كفها على وجه آصف وقالت بنبرة إرتياح: آصف إنت بخير أنا…
قطع بقية إسترسال حديثها جذبه لرأسها وقبلته لشفاها التي لم تنفر أو تتضايق منها، بل إستقبلتها برحابه منها، ترك شفاها وضع جبينه فوق جبينها وهمس بضعف: بحبك يا سهيله لآخر لحظه بعمري، مش قادر أحرر قلبي من أنه يعشقك، لكن الحريه مش بعيده عنك.
شعرت سهيله بيدي آصف اللذان إنسحبا من حول جسدها وأصبح جسده ينخفض بين يديها الى أن أصبح جاثيا على ساقيه أمامها، نظرت الى الفضاء بين يديها لاحظت تلك الدماء التي تسيل عليهم، بعقل غير مستوعب للحظات قبل أن تقول بنبرة لوعه وخفوت قلب: آصف!
لم يستطيع آصف رفع بصره لها وهو يتمدد أرضا مدرج بدماؤه مستسلم لفقدان وعيه وهو يشعر بإنسحاب روحه من جسده، لكن كان يشعر براحة في قلبه فهو حصل على ما كان يبغي.
عناق وقبله برضائها.
بينما سهيله شعرت بأن قلبها يآن حين رأته هكذا لم تنتظر وقتا وإنحنت جاثية جواره وضعت يدها فوق العرق النابض بعنقه كان هنالك نبض يضعف، ربتت سهيله على وجهه بإستجداء قائله: آصف حاول تساعدنى وقوم أقف معايا إنت بتنزف، فتح آصف عينيه يشعر بإنسحاب رسم بسمه خافته دون أن يتحدث، حاولت سهيله جذبه حتى ينهض معها بصعوبه إمتثل جسده الضخم وقف مستندا كليا عليها، لم تهتم بثقل جسده وإحتوت خصره بيديها تسير معه بترنح الى أن وصلا الى الفراش تركت جسده الذي تمدد نصفه فوق الفراش، سريعا عدلت جسده، وهو شبه واعي يتآلم غير قادر على الحديث، سريعا قالت: أكيد البيت فيه شنطة إسعاف أوليه.
سريعا ذهبت نحو الحمام تبحث عن تلك الحقيبه الطبيه لم تجدها، خرجت بيأس من الحمام، نظرت نحوه كان ممددا، لم تنتظر ذهبت نحو الغرفه الاخري فتحت الحمام الخاص بها وبحثت به تنهدت براحه حين وجدت تلك الحقيبه، جذبتها سريعا وذهبت نحو الغرفه الاخري، كان آصف شبه غير واعي، جثت العرق النابض به تنهدت براحه، سريعا قامت بتمزيق بقية ثيابه من الأعلى، شعرت برجفه في قلبها حين رأت تلك الجروح الغائره بصدره وذاك الجرح الاكبر النازف ببطنه، سريعا جذبت تلك الإبرة الخاصه بتقطيب الجروح وبدأت بتقطيب تلك الجروح حتى تستطيع وقف ذاك النزيف، بعد وقت لابأس به قطبت تلك الجروح، وآصف شبه غير واعي، جذبت هاتفها وكادت تتصل على إحد المستشفيات لكن صوت العاصفه بالخارج جعلها تتاكد أنه لابد من نقل آصف الى مشفى، لكن لن يجازف أحد ويبحر بمياه البحيره في هذا الوقت، لا يوجد أمامها سوا الإبتهال والإستنجاد بقوة قلبها، إقتربت من آصف وضعت يدها فوق العرق النابض ربما هدأ قليلا وعاد شبه طبيعيا، هدأ قلبها قليلا، رغم معرفتها بحاجة آصف الى نقل دماء وتعليق محاليل ومجثات طبيه، لكن ما فعلته فقط هو وقف النزيف، بعد قليل شعرت بإنتفاصة جسد آصف وضعت يديها فوق صدره شعرت ببروده تغزوا جسده، بالتأكيد بسبب النزيف بدأت حرارة جسده تنخفض بدرجه ملحوظه، فكرت سهيله قامت بوضع دثار آخر فوق جسده لكن مازالت الرجفه مستمرة، إهتدى عقلها لايوجد سوها هي من تعطي ل آصف حرارة من جسدها.
بالفعل لم تفكر كثيرا وقامت بنزع ثيابها ورفعت الدثار عنه وتمددت بجسدها فوق جسده تشتشعر به رغم تلك الرهبه التي تملكتها للحظات لكن برودة جسد آصف جعلتها تجازف وبدأت تستحث حرارة جسده بحرارة جسدها بلقاء حميمي كذالك كانت تستحث فيه الآلم حتى يقاوم جسده ويستعيد جزءا من حرارة جسده، ظنا منها أنه لا يشعر بذلك، لكن هو كان شبه واعيا وشعر بقبلاتها على عنقه وصدره تستحث بهم حرارة جسده، كذالك ذاك اللقاء الحميمي كذالك يشعر بلمسات يديها اللتان تمسد بها على جسده تستحث الدفئ له، ود أن يستمتع بذاك الشعور معها ويخبرها أنه واعيا، لكن وهن جسده يمنعه، كذالك هنالك مانع آخر لو أظهر أنه واعيا بالتأكيد ستبتعد عنه وتتركه لصقيع آخر يغزوا قلبه.

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية عشق مهدور)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى