روايات

رواية حورية بين أنياب شيطان الفصل السادس 6 بقلم خديجة السيد

موقع كتابك في سطور

رواية حورية بين أنياب شيطان الفصل السادس 6 بقلم خديجة السيد

رواية حورية بين أنياب شيطان الجزء السادس

رواية حورية بين أنياب شيطان البارت السادس

حورية بين أنياب شيطان
حورية بين أنياب شيطان

رواية حورية بين أنياب شيطان الحلقة السادسة

تقدمت منها الممرضة وهي تخاطبها قائله باهتمام “جسمك ضعيف خالص ومحتاجه تغذيه لازم تهتمي بصحتك اكثر من كده شويه، وبالمناسبه عندي ليكي خبر هيفرحك شويه “

جحظت مقلتيها من الضعف وقالت بيأس “ما بقتش في حاجه بتفرحني الايام دي خلاص “

تجاهلت حديثها قائلة بإبتسامة هادئه مرددة” مبروك انتي حامل في شهرين وثلاث اسابيع.”

احتاجت حوريه لحظه واحده وهي على الفراش حتي تستوعب كلماتها وفي ثواني أخري اخذت لطم وجهها بعنف تكرر كلماتها في أذنها بهستريا وجنون لتسرع الممرضة بصدمة تحاول ايقافها لكنها إستمرت في الصراخ و اللطم لتنهار حوريه فى بكاء مرير وهى مازالت لا تصدق انها تحمل في أحشاها طفل لا تعرف من والده قد جاء نتيجة اغتصاب! لتدخل في نوبة بكاء حادة وهي لاتجد حل لكل هذه المشاكل التي تسقط على راسها واحده تلوي الاخرى دون مقدمات.

كيف سوف تستطيع الدافع و المواجهه عن نفسها أمام العالم وهي كذلك بهذا الطفل! كيف تستطيع على الاستمرار دفاعها عن نفسها تعلم ان لو لوالدتها عرفت من البداية سوف تمرض بشده من الصدمة وكل الحق فى غضبها والمها، والان ليس الوضع توقف علي اغتصاب فقط بل إنجاب طفل أيضا لا تعرف من والده. شعرت بالدماء تنسحب من عروقها من كم هذا الألم والخزه الذي أصبح داخلها وصرخت صرخة تهز جدران المستشفى وهي تتألم دون رحمة.

**
في قصر عصام الصريطي” داخل مكتبه”.

ظلوا عصام و جواد ينظر الي ناريمان بصدمه مما قالته للتو يكاد لا يصدقون ما أخبرتهن به عمه الان، عاد عصام من تلك اللحظه وقال” إيه اللي انتي بتقوليه ده ناريمان يعني ابنك فعلا كان مع واحده في الشقه ذي ما البنت دي قالت وهي مظلومه”

انتفضت ناريمان من فوق كرسيها وهي تهتف بحقد شديد” نعم هي دي مين اللي مظلومة انا قلتلك ايوه كان معاه فعلا لكن مش معنى كده ان الهانم مقتلتش ابنك وحرقه قلبي عليه واهي خلاص اخذت جزائها وغارت في داهيه “

أخفض جواد عيناه ولم يتفاجا من حديث والدته فهو كان يشك في الأمر من البداية بينما نظر عصام إليها باستغراب قائلا بجديه
“طب وانتي ايه اللي خلاكي تكذبيها”

تنهدت ناريمان قائلة بعد أن مشطت نظراتها علي عصام بإذدراء بنظره خاطفة بحده وقالت” عشان انا لما سالت المحامي قالي لو البوليس عرف كلامها وعرفت هي تثبت أن صح يبقي كده في دافع لـ القتل وممكن تطلع براءه او الحكم يتخفف عليها، عشان كده حاولت بكل الطرق أخفي اي ادله تثبت صحه كلامها ،البنت دي كان لازم تموت وتحس بالالم اللي أنا حسيته لما إبنك ماتت على ايدها، والكلام ده لازم يفضل سر بينا احنا الثلاثه”

انصدم عصام و جواد من حديث ناريمان لكن يعرفون جيدا ما تشعر به ليهتف جواد بهدوء”خلاص يا ماما اللي انتي عاوزاه حصل وهي هتتعدم خلال شهور وتخلصي منها للابد.. بس احنا خايفين عليكي لان في حاجه ما عملتيش حسابها لو الحقيقه اتعرفت ممكن تتقاضي بسبب شهادتك الزور او الحكومه تعرف تخطيطاتك “

هزت راسها بعدم مبالاة وهي تقول ببساطة

= لا ما تقلقوش انا ما ظهرتش في الصوره اصلا ولو الحقيقه اتعرفت الشغاله هي اللي هتتقاضى ساعتها عشان كده انا خليتها في الصوره وتشهد أنها سبقتني في الطريق و سمعت وشافت كل حاجه وانا مجرد شهدت ان انا دخلت فعلا شفت ابني مقتول وهي ماسكه السكينه، وإذا حاولت ترجع في كلامها لو جدعه تثبت.. امك مش سهله برده وعامله حساب كل حاجه.

أضافت ناريمان بغضب أعمي يكاد يقتل الجميع من نيران غضبها وهي تقول” ما تتخيلش فرحانه قد ايه يا جواد ده انا لو كان ينفع اشوفها وهي بتتعدم قدامي كنت عملت كده نفسي اشفي غليلي فيها اكثر و اكتر زي محرمتني من ابني انا مش فاهمه أخوك اتجوزها علي ايه ولا كان معاشر واحده زي دي ازاي “

تنهد عصام قائلا مرددا” وبعدين خلاص بقى نقفل على الموضوع ده خالص ولا اكنها اتجوزت جاد الله يرحمه من الأساس”

هزت رأسها بوجه محتقن وهي تضغط علي أسنانها بينما بعد قليل سمعت صوت هاتفها لترد ناريمان قائلة بحزم “في ايه ده بتتصل ليه ما قلتلك هعدي عليك وهاديلك باقي حسابك، ما تبقيش زنان “

صمتت قليلًا ثم جاءها صوت المحامي قائلا”أنا مش بتصل عشان كده يا هانم في حاجه مهمه وانا في المحكمه النهارده عرفت خبر كده ما اعرفش هيفرحك ولا هازعلك بس لازم اقول لك عليه”

عقدت ناريمان حاجبيها وهي تقول بفضول” ما تنطق من غير مقدمات في ايه”

= “حوريه مرات جاد بيه الله يرحمه حـامل”

شهقت ناريمان بعدم تصديق وهي تسمعه وعيناها تلمع بقسوة شديدة قائله “حامل” ثم تحولت انظارها إلي سعادة غامرة تهتف” يعني انا هبقى ليا حفيد من ابني جاد الله يرحمه”

**
نعتقد أحيانًا أننا أقوياء و أحلامنا في متناول أيدينا إذا كنا وحدنا قليلاً ستخرج ما في أحشائنا أفضل ما في الوجود ،ولكن بمجرد أن نكون وحدنا يهاجمنا ذلك الرعب الدفين، هذا الإرهاب المتجذر يهاجمنا.. وهو رعب الوحدة و رعب المجهول ..و رعب تلك الروح التي تشغل جسدك وتشاركك في وحدتك لذلك نجلس في أماكننا غير قادرين على فعل أي شيء سوى تعليق أحلامنا على شماعات الغد التي لا تأتي أبدًا ،قطار العمر يحملنا ونشاهد العالم من خلف نافذة زجاجية و تلك النفس لا تتحرك ولا تحاول مد يدها كي تستطيع الوصول إلى نقطة الضوء التي طالما حلمت بها.

لتشعر بمرارة في حلقها شديد البرودة ،نعم إنها غَيمة في أعماقها ترشح عبر عينيها الدمعة وبعدها تتنمي أن يأتي و يعود النسيان سلطاناً وتعود الابتسامة علي وجهها البريئه وتنسي كل شي، كانت حوريه تتأمل حتئ فراغات النفس منها علي مدئ شقاءها وانها صبورة ومزالت علي قيد الحياة بعد هذه المعاناة
ادركت انها قدوة بالصبر والتحمل لكن ما كان منها الا ان تكمل مشوارها الذي لا زالت لا تعرف نهايته؟ ولم تبقئ دمعه بعينها الا وذرفتها في ذلك المشواره الطويل الذي لا تري نهاية له.. تري فقط عذاب وظلم.

بعد مرور ثلاثة أسابيع كامله كانت نائمه علي فراش المستشفي وقد جفت الدموع من عيناها لا تتحدث ولا تأكل الا بمحايله تعيش مثل المميته في ذلك الحياه وإن أكلت فلا تأكل سوي لقيمات بسيطه ومعدوده للغايه،ولم ياتي أحد من عائلتها ليوسيها مُطلقاً كإنها اصبحت مثل الميته بالنسبه اليهم، وكل ذلك ما بها منذ سماع خبر حملها! وهي في اسوء حالاتها لا تعرف لمن تشتكي ولا لمن تجد الحل
ذبلت عيناها وذبل جسدها فقد أصبح نحيفاً للغايه.

دخلت الممرضة وتنهدت بشفقه علي حالها واتجهت اليها وابتسمت بحنو وهي تهدهدها كـ طفله صغيره لم تتم الخامسه من عمرها ثم
مسحت علي خصلاتها برفق وقالت” لسه برده مش عايزه تاكلي، انا مش عارفه ايه اللي فيكي بس ربنا معاكى مع انك مش هتلاقي راحه افضل من هنا بعد ما تمشي وتروح السجن”

رفعت عيناها المتورمه لتقول الممرضة مرددة”
الدكتور خلاص كتبلك على خروج والمفروض دلوقتي هتترحلي يلا قوم معايا عشان تجهزي نفسك “

نهضت حوريه معها وبدأت تسير كانت جسد بلا روح لاتشعر بما يحدث حولها فقط فى حالة صدمه في غمضه عين حكم عليها وانتهى الامر وهى الأن بصدد تنفيذ العقوبه تلك العقوبه بالاعدام علي ذنب لم ترتكبه لكنها الان بعد أن عرفت خبر طفلها أصبح قرار الحكم بالاعدام لها أعدل قرار لعلها تجد الراحه بعد موتها.

تركتها الممرضة بعد أن ودعت إياها وفتح العسكرى الباب وجذبها بقسوة شديدة وتحركت بخطوات كادت أن تتعثر وتسقط لكنه لم يهتم إليها حتي وصل الي داخل السجن وفتح وسلمها الي سيدات السجن لتقف وسط مجموعه من النساء المتهمين وهي من ضمنهم فقد أصبح ذلك هو واقعها المؤلم يجب ان تعتاد على ذلك فهى أصبحت بين قضبان السجون ظلت جامده فى مكانها كصنم لاتبدى انفعالا فقط تنتظر حتى نهاية الامر.

افاقت من غفلتها المؤقته على ضابطة سيده التي بدأت تفك من بيدها الاصفاد و امرتها بصوت حازم بشده بتسليم كل الاشياء الذي تحملها و اي شيء معدني وفعلت حوريه ذلك بهدوء شديده دون حديث وبعدها قذفتها السجانه بقسوة نحو المراحيض و امرتها بتبديل ملابسها سريعة، وعندما ألتفتت اتسعت حوريه عينيها بذعر شديد عندما رأت المراحيض دون أبوابه مغلقة و تري بوضوح السيدات وهما يغتسلون دون ملابس أبعدت وجهها سريعه بحياء و احراج وهي تفكر هل المطلوب منها أن تفعل مثلهما وقبل أن تفكر في حل ثانيه صاحت عليها السجانه تصيح بقسوة شديدة أن تفعل ما امرتها بيه.

انتفضت علي صوتها المخيفة وطأطأت برأسها ودموعها تتدفق من اعينها وهي مضطره على فعل ذلك وبعد فترة قصيرة وقفت حوريه تحت المياه الغزيره وجعلت رأسها أسفلها مباشره لم تشعر منذ دخولها الحبس بالراحه والامان مُطلقاً فمنذ الوهلة الاولى التى تحركت اقدامها داخل سجن و تجرعت كأس الذل والمعامله السيئه و بعد فترة قصيرة.

قد انتهت وبعدها واتجهت حوريه بصمت و بخطوات ثقيله وهي تحمل بين يدها بطانية وعندما اقتربت من الزنزانه شعرت بقبضه حاده تعتصر قلبها بعنف وضعت يدها موضع قلبها بتوتر وخوف لما يدق بهذا الشكل وأخذت يرتجف جسدها بقوه من الرهبة هي أول مرة في حياتها تري شيئا كذلك وتعيشة أيضا.

أغمضت عينها حوريه وفتحتها بصعوبة بالغة كم في ذلك اللحظة تمنت أن يعود والدها ويحتضنها ويحميها من كل شخص قد اذاها، هي دائما تتذكره و تشتاق إليه ولكن احتضانه لها بمثابه دفء وراحه تتشبت في جسدها وهي الآن تحتاج إلى الأمان داخل أحضانه. وفجاه قذفتها السجانه الى داخل العنبر بعنف وأغلقت الباب خلفها وعندما نظرت حوريه حولها بقلق بالغ وجدت نظرات حولها من المسجونات بتراقب شديد.

توقفت حوريه لحظة و راحت تحدّق في الجميع الجالسون أعلي الفراش منهم غير مهتمون لها ومنهم من ينام ومنهما من نظر لها بفضول وتراقب يردون أن يعرفون هويته السجينة الجديدة الذين يعتبرون هذه النظرات نوعاً من التسلية إليها.

كانت حوريه خوفها داخلها يتزايد من رهبه المكان ونظراتهما وعقلها يتساءل ماذا سوف تقابل هنا ايضا، لتتحرك اخيرا بخطوات ببطء وكانت نبضات قلبها تزداد مع كل خطوة تخطيها كانت تخشى أن ينفجر قلبها من صدرها بمعدل خفقانه،وحاولت ألا تنظر إلى أي شخص رغم أنها شعرت بكل العيون تجاهها.

**
في قصر قاسم السيوفي، انتفض قاسم من علي الفراش بأنفاس لاهثه ونظر حوله بعينان زائغه قد راوده حلم بل كابوس جعل قلبه ينقبض بقسوه بين أضلعه قام بتوتر واتجه الي المرحاض يغتسل بالماء البارد وعقله شارد الذهن في ذلك الكابوس ليس كان مثل العاده يحلم بطفولته القاسيه بل هذه المرة كان يحلم بتلك الليله الذي أغتصب فيها تلك الفتاه التي لم يعرفها حتى الان، خرج من المرحاض
ووجد نفسه يجلس بجسد مُتعب غير قادر علي القيام حتي تذكر حلمه فأغمض عيناه بقوه غير مصدقاً أن قد رأي تلك الفتاة وكانت ملامحها غير واضحة واقفه تبكي بعنف وكإنها تائهه مُنكسره انقبض قلبه بقسوه من مجرد رؤيته لها في حلمه تبكي وتتألم بهذا الشكل فبالتاكيد هو السبب في ذلك، كل لحظه يتذكرها يذداد غضبه داخله من نفسه.

تنهد و نهض إلي الأسفل ودخل الي المطبخ المتواجد ليعد فنجان من القهوه وقف أمام الموقد يقلبها بهدوء حتي انتهاء من التحضير و كان صاعد عرفته تفاجئ به جمال أمامه الذي تنهد وهو يقول” كنت لسه بادور عليك تعالي نطلع فوق”

نظر إليه عدد لحظات ثم هز قاسم رأسه بالايجابي وصعد معه وهو يشعر أن قد جاء الوقت الحاسمة حتي يتحدث ويبوح ما بداخله لعله يجد حل لتلك الكارثة!.

**
بداخل مكتب المحامي، جلست ناريمان عـلي المعقد وهي تجول بعينها علي كامل وجهه بغضب متسائلة باهتمام كبير” عاوزه اعرف دلوقت اللي هيحصل لها بعد ما بقيت حامل “

هتف المحامي مؤكد” اكيد طبعا القضيه هتتاجل لحد ما تولد “

نظرت إليه و هي تصك علي أسنانها بشراسة و لكنها لا توازي غضبه ابدأ وقالت بقسوه شديده “احسن مش عاوز اشوف وشها بعد كده هاخذ الولد ان شاء الله وهعوضه عنها وهخليه ما يفكرش فيها خالص “

ليقول المحامي بتوضيح” بس في حاجه لازم الفت نظرك ليها، ممكن لو حد من عيلتها رفع قضيه ياخذ حضانه الطفل عشان هنا الحضانه بتبقى للام و لما تبقي الأم مش موجوده يبقى حد من اهلها”

أنتفضت و دفعت علي المكتب بيدها عدة مرات و هي تقول بصوت مرتفع و عصبية شديدة ” نعم نعم هو مين ده اللي ياخدوا مني ده أنا اخذ روحهم بايده مش كفايه حراموني من ابني كمان هيحرموني من حفيدي، ما حدش هياخذ مني حفيدي سامع”

ليقول المحامي بجدية” يا مدام ناريمان احنا لازم نحط كل الاحتمالات وما تنسيش ان الحضانه في الاساس بتبقى للام احنا ممكن طبعا نرفع قضيه ونطالب بالحضانه لاننا مش مطمنين على الطفل مع اهل الام بعد ما قتلت جوزها بس عشان اكون صريح معاكي المواضيع بتاخذ قضايا و وقت طويل”

صمتت لحظه لتفكر بخبث لتنطق ناريمان بنبرة حادة بارده” ممكن لو اخذنا تنازل من عيلتها ما نحتاجش نرفع قضيه، و هي اصلا ما لهاش حد بعد ما قتلت ابني انا سمعت ان اهلها اتبروا منها اصلا، حتي جدها اللي اسمه عتمان أما اصدق يجوزها و امها ولا بتهش ولا بتنش انا هعمل اي حاجه فى الدنيا بس حفيدي يبقى في حضني “

هز رأسه هاتفاً بهدوء” كل ده يتحدد بعد ما تولد ان شاء الله علي خير واهم حاجه الطفل يجي بالسلامه”

نظرت إليه ناريمان بحده لتقول بصوت بقلق”يعني أهم حاجة يجيء بالسلامه هو في خطر عليه ولا ايه”

أجاب عليها المحامي مؤكد” ما تنسيش أنها في سجن يعني ما فيش اهتمام ورقابه عليها دائما واكيد في مجهود هتبذله كثير في السجن بامر من الضباط و ممكن تولد الطفل ضعيف بسبب كده ،بس دي برده كلها احتمالات و وارد ما تحصلش والطفل يجي بالسلامه “

لتهتز بخوف رأسها من داخلها لما هو قادم و يبدأ وجهها بالشحوب رويداً رويداً حتي ارتجفت أوصالها”وانا هاستنى بقى كل شويه تقعد تقول لي ده احتمالات وورد ومش اكيد، انا لازم اتصرف وامن صحت حفيدي “

**
كانت الايام في السجن، تمر بطيئه جدا فالساعه تظن انها قد صارت سنوات ولم تعد لديها قدوة ولا طاقة تحملها علي الاستمرار أكثر فكانت هذه المرة الخوض في ذلك المعركه الذي قد اشتعلت نيرانها أشد من سابق ،فكانت هذه المرة أشد احتراقًا وتنوي علي إحتراق كل ما حولها، كانت قبل ذلك في انتظار يأتي لهم أي بصيص من الامل لكن خبر حملها قضي علي كل شيئا داخلها حتما ماذا ستنهار أكثر من ذلك كلما حاولت الصمود تاتي الرياح تنسف كل ما بها من قوه باقيه ،مسحت عبراتها بأهدابها وقلبها يرجو ربها وهي تنتحب بصمت.

تفاجات حوريه أن تقدمت تلك المسجونه وجلست بجانبها ابتعدت حوريه عنها مسافه مناسبه بقلق شديد لكنها وجدتها تتقرب منها واخرجت من داخل ثبابها احدى علبه سجائر مده إليها قائله” خذي اصطبحي ده نوع فاخر هيعجبك اوي “

مسحت دمعة انجرفت علي سطح خديها ثم تمتمت بنبرة مرتجفة نتيجة كتمها للبكاء” متشكره ما بشربش”

ابتسمت الفتاه وقالت بغمزه”ما تخافيش دي هديه مني عشان اول مره تيجي انما بعد كده هحاسبك زيك زي الموجودين هنا”

عقدت حاجبيها بعدم فهم وقالت بتوتر”هاه تحاسبيني .. لا متشكره انا ما بشربش خالص”

فتح الفتاه علبه السجائر وأخرجت واحده واشعلتها و ارجعت العلبه داخل ثبابها مره ثانيه وهي تقول” كله بيقول كده في البدايه انما بعد كده هتجيء لي وتطلبيها مني بنفسك، اصلك مش هتلاقي حاجه تطلعي غلبك فيها غيرها ..و انتي تهمتك ايه بقي”

كان لعابها جاف مثل الحطب فهزت رأسها وهي تجاوب” قتـ آآ قتلت”

أفرغت الفتاه الدخان في وجهها وهي تقول بفضول” ويا ترى قتلتي مين”

تنهدت بعمق تنهيدة تحمل من الهم والحزن يكفي للعالم كله وتمتمت بنبرة تحمل في طياتها حزن دفيين”قتلت جوزي بس والله العظيم ما كنت اقصد “

اطلقت تلك الفتاة التي تدعي نعناعه ضاحكه خليعه قويه ساخراً”ولا تقصدي هم يستاهلوا الحرق مش القتل بس، محسوبتك اسمي نعمه وبيدلعوني ويقولوا لي يا نعناعه وانتي اسمك ايه”

رددت عليها بتهذيب قائله “حوريه”

هتفت نعناعه وهي تتحدث بعدم مبالاه “عاشت الاسامي يا حوريه ما تقلقيش هي في الاول كده وبعد كده هتتعودي “

لكنها كانت لا تستمع لحديثها حيث انتبهت الى شيء اخر يحدث هناك كانت تقف سيده في منتصف الأربعين و وجهها مخيف جامد حيث يوجد علي ملامحها جرح عميق و كانت تعدي بيدها أموال كثيرة استغربت حوريه كيف حصلت على ذلك الأموال بالسجن وماذا تفعل بيها، ثم رفعت تلك السيده عيناها فجاه ونظرت إليها وقد رأت في مقلتيها شر مخيف

ازدرقت حوريه ريقها بصعوبة فقد جف حلقها من نظراتها فالتفتت سريعه عنها بخوف، لاحظت نعناعه ملامحها و نظرت خلفها وهزت راسها بتفهم قائله” بتبصي على مين دي فوزية العو الكبيره هنا ونصيحه مني ما تقفيش قصادها ولا ترفضي لها طلب خالص احسن زعلها وحش اوي، هي بس دلوقتي مشغوله في توزيع البضاعه انما بعد ما تخلص هتيجي وتستقبلك “

دب الفزع اوصال حوريه لكنها لم تظهر ذلك ابدلته بملامح جليديه ولم تفهم معنى حديثه وعلي اي بضاعه تتحدث.

انتشلتها تلك من الدوامة التي غرقت بها وهي جالسة أعلي الفراش وبجوارها تلك الذي تدعي نعناعه صوت الباب يفتح بقوه أنتفضت فوزية العو تخبي أموالها بسرعه تحت أسفل الفراش، و دخلوا الضباط يصيحون بعنف وقسوة و يجذبون الفراش تحته و فوقه يبحثون عن ممنوعات لديهم او شيء شبه ذلك.

وقفت حوريه تنظر حولها باستغراب وتحركت بخطوات بسيطة في الإتجاه المعاكس عندما امرتها السجينة بالتحرك حتي تفتش سريرها ولم تجد شيئا استمر البحث فترة وهم يتساءلون بحذر شديد اذا احد معه شيء سوف يعاقب بشده وإذا يعرفون احد يحمل اشياء كذلك من الافضل له ان يعترف لكن لم يجيب عليهما أحد، وكانت حوريه تقف بهدوء بجانب فراش تنتظر حتى ينتهي التفتيش وترجع الفراش مره ثانيه لكنها لاحظت بداخل الفراش الذي تقف جانبه كيس أسود و خارج منه قليلا حيازه مخدرات كان يوجد تحت الوسادة بالفراش عقدت حاجبيها حوريه بدهشة وسحبت الكيس البلاستيك أمام الجميع و بالذات الضباط الذين لاحظوا وهي تقول ببراءة” هو انتم بتدوروا على ده”

شهقت عاليه بذعر خرجت من بين الموجودين من المساجين بسبب فعلتها الجريئه فالجميع بداخل السجن شبه يعلم عن ذلك المخدرات الذي توجد إسفل الفراش لكن يخافون ان يقولون ذلك حتي لا تتعرض لهم فوزية العو و بالتأكد سوف تنهي حياة اي شخص يعترف عليها ولم يحتاجون الضباط يسالون عن هذه الاشياء تخص من فهم يعرفون فوزية العو جيد انها تفتعل المشاكل و المشاغبات دائما وايضا هذا الفراش يخصها وعندما اقتربوا يبحثون تحت الفراش أيضا وجوده الأموال الذي كانت تعدها مما جعل هذا الأمر الدماء تغلي في عروق فوزية مطبقًا علي قبضة يدها بقوة كأنها تكبح غضبها لحين وقوع هذا الحقيرة بين يديها وحينها ستنتقم منها اشد انتقام، اقتربوا الضباط يسحبون فوزية العو الي خارج غرفه السجن.

**
مسح نظرات إليه و هو ينظر إليه بأعين تطلق شرارات غاضبة وعدم تصديق و نهض يسير في الغرفه بخطوات غاضبه يتحدث مع نفسه بالتاكيد ما سمعه منه ليس صحيح ويوجد خطأ ما، لكنه كان يتحدث بلهجه جديه وليس بها مزحه اقترب منه بأعين متسعة بذهول و صدمة يهتف بعدم تصديق” قولي انك بتهزر قولي اللي انا سمعته منك ده مش صح انت ما تعملش كده يا قاسم انا عارفك كويس ومربيك”

قبض علي كف يده يغرز أظافره بـ لحم يده يحاول أن يهدئ ثم تنحنح حتي يظهر هادئاً قائلا”للاسف ده اللي حصل انا قلتلك ما كنتش في واعي كله من الزفته تالا”

اقترب منه يقول بصوت مرتفع و عصبية شديدة”بس ده مش مبرر يا قاسم للي انت عملته انت عملت كارثه كبيرة، ده انا كنت دائما بقارنك بينك وبين اخواتك وقول هم فين وانت فين فرق كبير بينك وبين بعض في التربيه انت دائما مستقيم وواضح عنهم وعمرك ما فكرت بس تصاحب بنت ولا تعمل زيهم وبعد كام يوم تسيبها وتكسر قلبها ،تقوم دلوقتي تقول لي انت اغتصبت واحده “

رغم ثقل كلماته علي قلبه إلا أنه ظل صامد قائلاً بهدوء مصتنع” جمال انا من ساعه ما عملت اللي عملته وانا شبه مش بنام ولا عارف اكل ولا عارف اعيش حياتي من كثر الذنب اللي انا شايله و تانيب الضمير، انا بجد ندمان وما كنتش عاوز اعمل كده واديك قلتها بنفسك انا عمري ما كان لي في السكه دي “

نظرت إليه بحده و هو يكمل حديثه ناظراً إلي عينه مباشرةً ” وما فكرتش دلوقتي في حال البنت دي عامل ايه بتواجه ايه دلوقتي لوحدها وهي مش عارفه تتصرف ازاي احنا في مجتمع مش بيرحم يا قاسم كان لازم ترجع لها وتساعدها”

اغمض عينه بغضب شديد وفتح عينه وهو يصيح بقوة” انا صحيت ثاني يوم لقيت نفسي في العربيه تقدر تقول لي كنت هرجع الفندق ثاني وادور عليها فين و ازاي وهقول لهم مواصفاتها ازاي وانا مش عارفها اصلا وهقول لهم بدور عليها ليه عشان اصلح غلطتي “

ابتسم جمال ساخراً وقال بصرامة” امال ايه الحل من وجهه نظرك يا قاسم تنسى خالص اللي عملته وتكمل حياتك “

هز رأسه برفض يمرر يده بـ خصلات شعره بعصبية كان بصره يجول بالمكان بلا هوادة قائلا بوهن “اكيد لا ،ولله لو اعرف هي مين و فين من غير تفكير هروح لها واطلب منها السماح واشوف ازاي ممكن اقدر اساعدها، بس الموضوع متعقد من كل ناحيه يا جمال هقابلها فين وازاي طب قولي انت اعمل ايه وانا هعمله
من غير ما اناقشك فيه.. انا عاوز حل ونفسي ارتاح “

صمت جمال قليلًا يتنفس بقوة و ملامحه قاسية تماماً فكه المشدود و حاجبيه المعقودين بحدة يحاول أن يهدئ و بجد حل لكنه هتف عاجز بجهل” مش عارف”

**
بعد مرور اسبوع، وقد صدرت اوامر الحبس الانفرادى تجاه المسجونه فوزية العو محاله لسجن انفرادى لمدة اسبوع لمخالفتها النظام واثارة الشغب و قد ازدادت عقوبتها في الحبس لادخل المخدرات داخل الحبس مما زاد غضب فوزية العو اضعاف تجاه تلك حوريه وبقت تعدي ايام الحبس الانفرادى بسرعه حتي تطلع وتنتقم منها أشد انتقام.

فى الصباح صدع صوت الابواق فى كافة الاماكن منبها انه حان الوقت لاستيقاظ نهض الجميع من على سريره ،خرجوا الى البهو الذى توجد به المسجونات لكن احدى السجانات شدت حوريه بعنف نحو المراحيض ثم أمرتها بنبرة حادة لا تقبل النقاش بتنظيفها و أشارت إلى أدوات التنظيف البسيطه للغايه.

نظرت حوريه حولها بضعف واختناق واحنت جزعها العلوى حتى يصل الى الارض لتمسح الارضيات كما امرتها تلك السجينة ،حتي فجاه شهقت عاليه عندما سكبته عليها دلو الماء الباردة باكمله و ابتلت ثيابها وعندما التفتت لها حوريه بصدمة من فعلتها لوي السيده شفتها ساخراً ورحلت قبل أن تامرها بالتنظيف جيد حتي لا تنال منها عقاب شديد ،أغمضت حـوريه عينها بقوة و ضيق ثم بدأت فى حك الارضيات بتلك الفرشاه بعصبية مكتومة و الدموع حبيسة داخل عينيها وهي تشعر بالزل و الاهانة.

بعد فترة قصيرة توجهت اخيرا الى الاحواض والمكان المخصص لقضاء الحاجه و فعلت بهم المثل وبعد انتهائها بما تفعله نهضت بتعب شديد تمسح حبات العرق بكم العبايه الذي ترتديها وبعدها ذهبت نحوه الحوض تغتسل و تنظيف حالها، كانت تسير حوريه ببطء و على وجهها الحزن والحسره ثم مسحت بأناملها أخر دمعه قد ذرفتها بيأس وغسلت وجهها بالماء الباردة جيدا وعندما فتحت عيونها.

شهقت بقوة وهي تضع يدها علي فمها عندما رأت في زوايه المراه فوزية العو أمامها ومعها سيدتين و نظراتهما كانت لا تنذر إلا بالشر فقط، ألتفتت وقبل أن تتساءل ماذا يفعلون هنا وجدت احد السيدات منهم وهي اليد اليمنى لتلك الافعى لها أغلقت الباب بقوة وإحكام لتنظر لهم بصدمة وبدأوا في الاقتراب منها و المسافات بينهم فى الانحسار بل تلاشت للحق ارتعبت حوريه منهم وودت لو تقفز من بينهما هاربة، ثم هزت رأسها بخوف خاصة أنها تحت براثنها الآن لا يوجد مفر منهما” آآ انتم عاوزين ايه”

تفوهت فوزية العو بسخرية وهي ترفع شفتاها العلوية بتهكم” عاوزين روحك يا روح امك بقي انا يا بنـ** تفتني عليا ده انتي نهارك اسود وموتك هيكون علي ايده النهاردة” “

كانت تنظر لها بغضب وشر فتصنمت حوريه مكانها بصدمة ومن وجودها في هذا الوقت بخوف قد عرفت بما فعلته حينها كان غباء منها، تراجعت للخلف بخطوات ثقيله عندما رأت في مقلتيها غضب وكره ووعيد لها بالشر

وفجأة صدح صوت صفعة قوية هبطت علي وجهها شُلت بها جانب وجهها والتفتت للناحية الاخري من اثر قوة الصفعة لم تعطيها السيده الثانيه الفرصة للحديث أو الهروب بل قبضت علي خصلاتها بقوة وأخذت تشتد عليها بشدة و السيده الثالثه كانت تراقب الطريق لهما بحذر، صرخت حوريه بقوة وحاولت التملص من يدها قائلة وهي تتألم بقوة” اااااه سيبيني انتي وهي اااااه حد يلحقني”

وضعت فوزيه العو يدها علي فمها تكتم صراخها بينما هي هزت رأسها بنفي وعبراتها تهبط بغزارة وهي تفتح عيونها بقوة وتحاول الصراخ ولكن يدها كاتمة فمها، وهجمت عليها لتلويه لها ذراعيها لتصرخ بألم شديد تستغيث ولم تتركها فوزية الي بعد أن تاكدت اني ذراعيها قد اتكسر.

وعندما اقتربت السيده الثانيه تضربها تجاه بطنها بقوة وحينها تركوها اخيرا ثم جذبتها فوزية العو و صاحت فيها بسخرية وغضب” أبقي اعمليها ثاني وقولي ان انا اللي ضربتك عشان المره الجايه هشوه وشك الجميل ده بميه النار.. سلام يا حلوه”

رحلوا وتركتها في حاله صعبه للغايه تتألم بشده حتي صرخت بأعلي صوتها وجحظت أعينها بقوة من الألم عندما شعرت بالدماء تنزيل منها بغزارة.

**
في اليوم التالي، جلست ناريمان عـلي المعقد بالمشفي السجن أمام حوريه وهي نائمة لم تشعر بمن حولها وكان ذراعيها ملفوف بالجبس الابيض،جلست ناريمان وهي تضع قدم فوق الاخرى تتأملها باحتقار لتقول بقسوه هامسه” القدر مصمم يربطنا بصله ليكي حتى بعد كل اللي حصل ..بس اوعى تفتكري الحمل ده هيخليني انسي انك موتي ابني وحرمتيني منه، صحيح اول ما عرفت انك حامل حسيت روحي رجعتلي من جديد عشان هحتفظ بحته من ابني بعد ما مات بس برده اللي راح مني دي حته من قلبي و اغلي ما ليا “

شعرت حوريه ببرودة وانكمش جسدها رويداً رويداً بسبب الهمس المنخفض و هي تردد ناريمان ذاته الكلمات بحقد و بغل، وفي تلك اللحظة مر الطبيب المعالج لتنهض ناريمان و نظرت له بحده وقالت بقلق” هو البيبي عامل ايه دلوقتي صحته كويسه”

أجاب الطبيب وهي يفحص اياها باهتمام” هو بصراحه مخبيش عليكي وضعها صعب جدا الحمل لحد دلوقتي مش مستقر وغير جسمها ضعيف جدا وهي رافضه الاكل وده طبعا هياثر على الجنين..وهي محتاجه طبعا تغذيه ورعايه”

نظرت ناريمان له بقسوه وقالت بغضب” في داهيه هي المهم حفيدي يتولد بالسلامه، اسمعني كويس خذ الفلوس دي هاتلها اي حاجه تحتاجها من ادويه واكل لازم حفيدي ياجي بالسلامه ،واي حاجه تحصل لازم تبلغني على طول “

ثم تجولت عينيها حولها وهي تنظر إلى المشفى بتعالي واشتمئزاز وقالت بقرف” انا مش عارفه ازاي حفيد عيله الصريطي هيتولد هنا في القرف ده وجوه السجن كمان”

**
عندما استيقظت حوريه كان الظلام قد ملأ الغرفة وللحظات لم تتذكر اين هي، ولا لماذا هي هنا لكنها عندما سمعت صوت الباب استعادت ذاكرتها بسرعة وتذكرت كيف ضربتها بعنف وقسوة تلك فوزية والسيدات الذي كان معها حتي كسرت ذراعيها، ثم شعرت بألم شديد وبدأ قلبها ينبض بسرعة جنونية عندما رأت الدماء.

اقتربت منها الممرضة وقامت بفحصها وهي تقول مزحه” ايه يا بنتي انتي دايسه على ديل القطه ولا ايه ما لحقتش تكملي اسبوعين هناك ورجعتي ثاني المستشفى، مش كده لازم تهتمي بصحتك انتي والجنين”

هتفت بلهفه وسط دموعها التي تسقط علي وجنتيها بغزارة و هي تقول” هو نزل مش كده”

هزت رأسها برفض ابتسمت ابتسامه مطمنه اياها ” لا اطمني الحمد لله هو بخير “

كبحت أنفاسها التي تهدجت من شدة التوتر وهي تقول بتردد”هو انا ممكن اطلب منك طلب وتساعديني “

عقدت حاجبيها الممرضة وهي تقول”لو بايدي اكيد هساعدك عاوزه ايه “

قالت و هي تبكي ألم جسدها لا يصبح أي شئ مقابل الم قلبها المحطم جرحة قلبها ينزف أكثر منه لتقول بصوت مرتجف “انا عاوزاكي تديني اي حاجه انزل بيها اللي في بطني “

اتسعت عينا الممرضه بعدم تصديق لتشيح بوجهها عنها بضيق و هي تقول بحدة “انا لولا مقدره حالتك واللي انتي فيها كان هيبقى لي تصرف معاكي ثاني، ازاي عقلك يصور لك حاجه زي كده وتفكري في فكره سيئه زي كده استغفر الله العظيم يارب ،انا عارفه انك قتلتي جوزك ومتاكده تصرف زي ده ما يطلعش من الست الا بعد ما يكون فاض منها خلاص رغم انه مش مبرر اننا نقتل، وانتي ما كفيتيش عملتيها مره اولانيه لا عاوزه تعيديها ثاني “

لتقول مرغمة فـ الألم يقتلها بحق لتضع يدها علي وجهها و تشرع في البكاء مجدداً وهي تهتف بمرارة”انتي مش فاهمه حاجه انا لازم اللي في بطني ده ينزل انا مش عاوزاه وطول ما هو موجود هدخل في دوامات ثانيه مش قدها ارجوك ساعديني اديني حقنه ولا اي حاجه خلي ينزل وانا هستحمل “

زمجرت الممرضة بغضب شديد تصيح بقسوة”انا مش قادره اصدقك بجد غيرك بيتمنى ظفر عيل وانتي تعملي كده في ابنك، وبعدين ما تقلقيش انتي اللي هتموتي مش هو كلها شهور والحكم عليكي بالاعدام هيتم بعد الولاده ما تستعجليش على نصيبك عن اذنك “

اغلقت الباب خلفها بقوة لتشهق حوريه بوجع وهي علي الفراش غير قادرة علي التحمل أكثر من ذلك، لذلك فكرت في إجهاض نفسها، لتنظر دقائق الي الفراغ بصمت رهيب الا ان ارتجافة شفتيها أفصحت عن البكاء القابع يصدرها ليقتحم الصمت صوت بكاءها يدوي بالغرفة بصوت عالي و شهقات تشق كبدها من الألم.

**
كانت ناريمان تتحرك بغضب شديد وهي داخل غرفة المكتب و تضرب الأرض بقدمها بقوة وملامحها قاسية تماماً وفكها المشدود و حاجبيها المعقودين بحدة مررت يدها بخصلات شعرها بعصبية وضيق في حين دلف عصام و جواد إلي غرفة المكتبه دلف عصام الي الداخل و اغلق الباب ليجد ناريمان تجلس علي الأريكة الجلدية بحدة عقد حاجبيه باستغراب قائلا” في تاني يا ناريمان مالك قاعده متعصبه كده ليه ومش طايقه نفسك “

تقدم جواد متسائلا بضيق” في ايه يا ماما صحيح ليه اتصلتي بيا وقولتلي تيجي حالا ايه اللي حصل لكل ده”

نظرت إليهما ثم مررت يدها بخصلات شعرها عدة مرات وهي تقول بصوت مفتعل”في حاجه لازم تعرفوها انا النهارده كنت في مستشفى السجن بازور الهانم حوريه مرات جاد الله يرحمه واكتشفت انها حامل؟!.”

اتسعت عينا جواد بصدمة كبيرة وقال كالأبله
“نعم حامل ازاي ومن مين”

نظرت إليه بغضب لـتهب واقفاً و هي تحدق به قائله بحدة ” يعني هتكون حامل من مين انت كمان من اخوك اكيد “

تمعن النظر إليها قليلاً الي ملامح وجهها ليضيق عينه و هو يقول بتوتر “آآ مش قصدي بس ازاي وهما آا قصدي مش بقى لهم كثير متجوزين حامل بالسرعه دي “

لوت شفتها بضيق شديد”عادي في ناس بتحمل في بدايه جوزها مش حاجه جديده، وبعدين انت ماسك في الهيافه وسايب الموضوع الاهم ازاي ابن اخوك هتولد في السجن “

اتسعت اعين عصام بصدمة و هو ينظر إلي زوجته قائلاً بارتباك” انتي متاكده من الكلام ده يا ناريمان حوريه حامل فعلا”

جلست ناريمان اعلي الأريكة تضع قدم علي الأخري وتتحدث قائله”شفت يا عصام اللي ما كناش عاملين حسابه .. بس تعرف يا عصام على قد ما مش طايقاها عشان هتكون امه على قد ما فرحانه عشان هيكون لي حفيد .. عصام احنا لازم نعمل حاجه انا مش واثقه في البنت دي خالص ممكن تعمل حاجه في حفيدي”

عقد حاجبيه ليقول بدهشة” يا ناريمان ده أبنها هتعمل في ايه يعني”

لتقف أمامه تنظر إليه بأعين تطلق شرارات غاضبة و هي تتحدث هادره بعنف ” لا تعمل اللي زي دي لازم نتوقع منها كل حاجه ده غير صحتها في النازل ومش مهتمه بنفسها خالص
و ده الكلام اللي قوله لي الدكتور انا عارفه شكلها مش عاوزه اصلا ولا مهتميه بيه”

جلس جواد أعلي الأريكة بصمت وعقل شارد بينما نظر لها عصام بفروغ صبر مرددا “ايوه يعني عاوزه ايه دلوقت بيدي أي اعملهلك اصبري اول ما تولد وناخذ منها الولد ما هي كده او كده هتتعدم واحنا احق بالولد”

اخفضت رأسها بحزن ودموعها تغرق وجهها”
وانا اضمن منين بقى انه هيتولد بسلامه .. انا من ساعه لما عرفت انها حامل وانا مش على اعصابي بعد الايام بسرعه عشان يجي الدنيا واشوفه واضمه لـ حضني نفسي أوي اعيش لحظات لما اشوفه في السونار واسمع دقات قلبه ،خايفه قوي ما شافهوش يا عصام، يا عصام دي الحاجه الوحيده اللي فاضله لي من ريحه إبنك”

اقترب منها عصام بقلة حيلة وهو يضغط على كف ناريمان بهدوء متحدث” يا ناريمان انا حاسس بيكي وعارف كل ده، بس هنعمل ايه احنا مش في ايدينا حاجه غير أننا نصبر “

هتفت بحده وهي كادت تنفجر غضبا”برده هتقول لي نصبر، انا كنت النهارده في السجن باطمئن علي الجنين، الهانم اتخنقت مع حد في السجن واضربت و البيبي كان هينزل شفت مستهتري إزاي دي مش قد مسؤوليه طفل لسه ما جاش الدنيا”

اتسعت عصام عينه بخوف ينهش بداخله ليقف و ينظر إليها بحسرة لما تفعله قائلاً بقلق”طب هي كويسه ..البيبي بخير؟”

ناريمان وهي تقول بتقطع وضعف لأول مرة تشعر بـه رغم جبروتها” كويسه بس انا اللي مش كويسه البنت دي لازم تكون قدام عينينا حتى لو اضطرينا نهربها من السجن؟”

نظر إليها بعدم تصديق قائلا بجدية” نعم إنتي وعياء لـ كلامك بعد ما عملتي المستحيل عشان يتحكم عليها وتسجن دلوقتي عايزه تهربيها”

أغمضت عينها بقوة و هي تسحب الهواء الي رئتيها للتنفس لكي تستشعر الهدوء بداخلها لتقول بقلق”انا لو عليا ولا طيقاها ولا طايقه سيرتها بس انا بعمل كل ده عشان حفيدي يتولد بالسلامه “

هز رأسه بضيق شديد وقال بحيره وتوتر”
ايوه يعني هتعمليها ازاي دي البوليس لو شم خبر باللي انتي عاوزه تعمليه انتي اللي هتسجني بعد كده مش هي”

نظرت إليه ناريمان نظرة علمها هو جيداً أنه العناد و التحدي المعتاد لديه زوجته لترجع تجلس مكانها وهي تنظر إليه بهدوء قائله بابتسامه مريبه” مش عاوزاك تعمل حاجه انا هتصرف “

**
في المساء تحتشد الأفكار برأسها اليائسه يقاتل أملها الواهي وحوش هواجسها الكاسرة تنحسر الثقة المتجذرة بأعماقها التي لم تهزها رياح الحسره والوجع يومًا غير ذلك اليوم المشؤوم الذي تحول حياتها من انسانه بريئه الي قاتله مررت أصابعها على الهالات الداكنة تحت عينيها وهي مازالت علي فراش مشفي السجن الارهاق واضح حول ملامحها تخلل شعرها الطويل بأصابعها ثم نظرت بطرف عينها باشمئزاز وكره نحو بطنها كل ذلك حدث بسبب والده والان سوف تواجه صعوبات آخره بسببه هو لذلك الافضل لديها التخلص منه، لكن كيف؟.

الظروف لم تساعدها وفوق ذلك إنكسارها وبكاؤها وعودتها نادمة كما يبدوا بعثرة ما قضت هي أيامًا في ترميمها وتهاوت دمعتان خائنتان من عينيها لتجد فجاءه الباب يفتح ويطلع منه رجل ضخم اول مره تراه رغم أنه كان مرتدي ثياب المستشفى الابيض لكن لم تطمئن له.

اقترب منها بخطوات بسيطة و دون مقدمات اخرج حقنه و حقنها في المحلول الذي موصل بيديها عقدت حاجبيها بدهشة و بقلق و توقفت أنفاسها وهي تنظر إلي المحلول بتوجس خائف لا تعرف لماذا لكنها شعرت
بتضرع مؤسف تجاه ذلك الرجل الغربيه الذي ظل واقف حتي انتهاء المحلل و بدأت تفقد وعيها و انخفض يحملها بخفه ليرحل بها من هنا.

**
بعد مرور ساعات في قصر عصام الصريطي، أفاقت حـوريه من المخدر وشعرت بثقل برأسها لتنظر حولها بذعر وهي بداخل غرفه بل تقريباً جناح واسع لكنه عبارة عن غرفة واسعة بحمام ملحق و بديكورها الفخم نظرت يميناً ويساراً بخوف وحذر لتلمح شخص ملوي ظهره أمام النافذة تلعثم لتقول متسائله بخوف” انت مين وجبتيني هنا ليه ،عاوز مني ايه “

ألتفت إليها ونظر ليجد عينيها تمتلأ بالدموع بالخوف فاحمرت عينيه وهو ينظر إليه قائلاً بسخرية غاضبه” مش عارفاني انا اخو المرحوم اللي قتلتيه”

حدقت بظله الذي ينعكس على الأرض ثم أرتفعت عيناها بصدمة كبيرة له دون أن تمل عينيها من ذرف الدموع وبتلعت ريقها بصعوبة قائله” جواد! هو انت اللي هربتني طب ليه”

اقترب جواد منها بخطوات بسيطة ومازال يتطلع فيها بحده و برزت عروقه بطريقة مخيفة جدا وهي يقول”هو بصراحه مش انا دي ماما هربتك عشان تبقى هنا في امان اكثر وتطمن على حفيدها.. مسكينه ما تعرفش ان جاد مالمسكيش واللي في بطنك ده مش حفيدها”

اتسعت عينا حوريه بصاعقه وقد تلجمت أطراف جسدها بالكامل من الصدمة فلم تتوقع أن يكون يعرف احد ذلك السر وان جاد لم يلمسها قبل موته وذلك الطفل ابن مغتصبها المجهول؟!.

ركضت بالخطوات نفس التي تتبعها فقدت
الشجاعة التي كانت تتخفى فيها غادرتها مع كل خطوة تقترب منها حتي وصلت إلى آخر الغرفه الذي بها وقف أمامها يبتسم بخبث تفرس وجهها بشهوانية كانه مثل ذئاب بشرية يبحث عن فريسة ليضع يدها الممسك هو بها خلف ظهرها يجذبها إليه حتي أصبحت ملتصقة به لتصيح هي بعنف” ابعد عني انت اتجننت “

فجأة جذبها جواد من ذراعها السليم بعنف كاد يخلعه من مكانه وهو يقول بابتسامة مقيتة بشر” مش هاسيبك يا حوريه غير اما اعرف الحقيقه انا هبقى من النهارده عملك الاسود اللي في بطنك ابن مين”

هوى قلبها بعنف بين قدميها وهي تقول بحده وتوتر” هيكون ابني مين يعني ابن جاد اخوك اللي انت دلوقتي بتنهش في لحم مراته يا زباله “

قهقه بتعالي ضحكات شيطانية لعين قويه باستخفاف وهو يقول بتهديد و يقترب منها وجذبها بقسوة وهمس أمامه شفتيها” ضحكتيني وانا ما ليش نفس وبعدين مالك بتبعدي ليه هو انا بعمل حاجه جديده عليكي ما انتي سبق وعملتيها وانتي على ذمه جوزك كمان ولا عملتيها قبل، أقولك مش هتفرق كثير المهم اعرف ابسطك زي ما هو كان بيبسطك “

أغمضت عينها حوريه بيأس وضعف وصرخت بدون صوت وانهار بداخلها اخر امل” ابعد عني يا حيوان انت مش فاهم حاجه ما تقربليش لا الي هصوت والم عليك البيت كله”

ليضمها إليه أكثر يقرب وجهه من وجهها حتي تلامست أنفها بأنفه و هي تحاول الابتعاد عنه بحده و تشعر بالاشمئزاز منه ليهمس أمام شفتيها و هو يجول بعينه علي كامل وجهها بغضب شديد” طب ما تفهميني يا محترمه عشان انا جاهل ازاي تحملي و جاد قبل ما يموت ما لمسكيش خالص وهو اللي قالي الكلام ده بنفسه قبل ما يموت بلحظات”

دفعته بصدره بيدها المحررة عدة مرات حتي تركها ليركض خلفها وهي التفتت للهروب لتقف مكانها بارتجاف عندما وجدت ناريمان أمامهم علي أعتاب الغرفه و هي تنظر إليها بأعين تطلق شرارات غاضبة و هي تصك علي أسنانها بشراسة “ايه اللي انت قلته من شويه ده جاد ما لمسي البنت دي امال هي حامل في مين .. مين ابو اللي في بطني ده نهارك اسود “

توقف جواد بصدمة من وجوده والدته أمامه وقد سمعته أيضا، بينما استغلت حوريه الفرصة وفتحت الباب سريعاً و دلفت الي الخارج تركض علي سلالم القصر لـ تسرع ناريمان إليها حتي تجذبها لـ تدفعها حوريه بحدة عنها وتكمل نزول سريعاً الي الاسفل الصالون لكن تفاجات بي عصام أمامها مانع إياها من الهروب وخلفها وصلت ناريمان و جواد.

لتصرخ بقوه حتى ينقذها احد منهم لكن صراخها قوبل باستخفاف وتقدموا الموجودين منها ليصنعوا دائرة حولها وجذبتها ناريمان من شعرها بعنف مبالغًا فيه لتقترب بوجهها وهي تصيح بقسوة شديدة” تعالي هنا يا روح امك هو انتي فاكراني هاسيبك يا زباله يا واطيه كنت عاوزه تخدعينا وتلبسيني عيل مش من صلب جاد ابني كمان، يعني انا كنت هربي واكبر عيل مش حفيدي لا ابن عشيقك إللي بسببه قتلتي جوزك “

بينما وسط ذلك الشجار كان يقف ذلك الغامض يقف في الظلام في الخارج ولم يشعر به أحد ليسمع الحديث الدائر!

ثم تطلعت الي جواد قائله بصوت عالي” وانت ازاي ما تقوليش حاجه زي كده وتفضل ساكت وسايبني على عمايا .. انت متاكد من الكلام ده”

ابتلع ريقه بارتباك وقال بضيق” انتي ما اديتنيش فرصه يا ماما .. وايوه متاكد انا قبل ما تروحي لي جاد اتصلت بي وفضلت اتتكلم معاه واعرف هو ليه ساب الفندق واللي مضايقه في الاول ما رضيش وفضل يتوه في الكلام، بس انا ما سبتوش و فضلت ازن عليه وما قاليش غير أنه لحد دلوقت ما لمسهاش وعايشين مع بعض زي الاخوات وهو ده اللي مضايقه”

صرخت ناريمان مجددًا فيها مجددا “كمان منعتي ابني يلمسك وياخذ حقوقه الشرعيه انتي ايه يا بنت جايبه الجبروت ده منين “

ابتعدت يدها عن شعرها و هي تصرخ بها هادرة” ابعدي عني و ما تلمسنيش انا ما قلتش ان إللي في بطني ده يبقى ابن ابنك وما خنتش ابنك وانا على ذمته ولا حتى كنت اعرف غيره من قبل ما اشوفه انا اللي حصل لي كارثة اكبر من كده وابنك بدل ما يقف جنبي ويجبلي حقي خاف على سمعته .. انا اغتصبت يوم ليله الفرح “

صمت ثواني ذلك الواقف بالخارج وفتح عيناه بصدمة أخري جعلت بعقله يشل من الصدمة بعدم تصديق.

ابتسمت ناريمان باستخفاف وهي تجز علي أسنانها بشراسة” حلو المسلسل ده و المفروض بقى احنا نصدقه ويدخل علينا اه يا بجحه يا زباله يا خاينه “

وضعت حوريه يدها على وجهها و هي تصرخ ببكاء يمزق داخله ذلك الذي يقف ومزال يستمع الحديث” انا مش كذابه ربنا شاهد على كلامي ابنك ما اعرفش سابني ونازل ليه يوم الفرح وانا في الاوضه لوحدي في الفندق وساب الباب مفتوح وساعتها الكهرباء قطعت في الفندق كله بسبب الامطار وفي واحد حيوان استغل كده ودخل اغتصبني في الظلمه وانا ما شفتش شكله ولا اعرف هو مين؟. سامعين انا مش خاينه ابنك اللي خائن وانتي شفته بنفسك الست اللي كانت معاه في البيت و اللي انكرتي انها كانت موجوده في التحقيقات حتى الخدامه خليتيها تكدب زيكـ.. آآه”

بُتر حديثها عندما تلقت صفعة قوية منها علي وجنتيها جعلت الدماء تسري من شفتيها ثم أمسكتها من شعرها مره ثانيه بقوة ألمتها، انهمرت دموعها بقوة وأغمضت عيناها بألم عندما اشتد قبضتها القوية علي شعرها وتلقائيًا رفعت يديها الصغيرة تحاول تحرير خصلاتها منها و ناريمان عيناها تستبيح بشر دفين” انتي كمان ليكي عين تتكلمي وتبجحي ياوسخـ*** يا خاينه يا بتاعت الرجاله ده انا هموتك هنا وادفنك مكانك “

أقترب منها عصام بتوتر قائلا بجدية” خلاص يا ناريمان كفايه فضايح أكثر من كده، انتي جبتيها هنا عشان كنت فاكره اللي في بطنها يبقى ابن جاد وما طلعش ابنه اتفضلي رجعيها مطرح ما جبتيها للبوليس ويخلينا نخلص وتتعدم احسن”

تحدثت وهي تنظر لها باحتقار وكره ثم قالت بحدة”اسيبها بعد كل اللي عرفته وعملته في ابني، ده بعينها قبل كده كنت عاوزه انتقم منها عشان موتت أبني لكن دلوقت الوضع اختلف خالص وحقي عندها زاد اضعاف “

اختتمت آخر حديثها وهي تضرب وجهها بخفة بيدها فما كان من حوريه غير أنها زفرت دموعها تتساقط بغزارة وقالت بصوت بلا حياة” لو عاوزه تعمليها وتموتني اتفضلي هتكوني خدمتيني خدمه العمر”

ضغطت ناريمان يدها فيها بعنف لتشعر كأنها أشواك تغزر في لحمها فابتسمت بسخرية ونظرت إليها قائله بجنون وابتسامة خبيثة علي شفتها” لا مش هموتك بسهوله كده واخليكي ترتاحي لا عذابك ابتدا من النهارده يا حوريه وخليكي فاكره كل اللي حصل قوم واللي جاي قوم ثاني خالص.. هخليكي تتمنى الموت بس مش هطولي ،وهبتدي من النهارده هوديك للي بيتمنى موتك من الوجود “

**
بعد فترة كانت حوريه تجلس في الخلف بالسيارة وفي الإمام ناريمان تجلس بوجه محتقن و جواد يسوق بهدوء كما أمرت والدته، كاد قلبها أن يتوقف وأعتلى الشحوب وجهها النضر حين أبصرت برؤيه جواد يشق طريقه الي فيلا عتمان زاهي، وأحست حوريه بقدره تقطع مفاصلها وتسرق أنفاسها من ضلوعها لم تكن مستعدة للمواجهة تلك الان فتمنت لو تغيب عن المكان بقدرة سحرية.

وفي هذه اللحظة ماذا ياتري ستفعل وقد شعرت بأنها ناريمان أصيبت في الصميم عندما اختارت هذا العقاب لها توقفت السيارة أمام الفيلا بالفعل ترجلت ناريمان ثم فتح الباب من جهة حوريه و أمسكت بذراعها محاولا أن تدفعها بالقوة الى الخارج فعضت على شفتيها مبدية أعتراضها لكنها لم تبال وتابعت خطواتها المسرعة وهي تجرها وراءها حتى وصلت الى البوابه فتحت الباب ثم صارت تطرق الباب بعنف شديد حتي فتحت لها الخادمه بقلق وشهقت عندما رأت ناريمان تجر حوريه ودفعتها الى الداخل بقسوة شديدة حتي سقطت بالارض تتحسس موضع يدها على ذراعها وكانت تشعر بألم مبرح.

فصرخت ناريمان كلماتها وهي في الاسفل الي تدوي بصراخها شقت جدران قائله” عـــــــــتــــمــان يا عــــــتــــمــان اطــــلعــــي هـــنــــــا”

تجمع الجميع بدهشة علي أصوات الصراخ للخارج ليتفاجئ بما يحدث بينما كانت حوريه عيناها شاخصتين بالأرض وشعرت وبأن كرامتها قد أهينت وأحت بأعين الجميع تنصب عليها وتكاد تعريها احد من ثيابها وفي ذروة غضبها وصمتها ركضت بدريه بالخطوات سريعه تحضنها بعدم تصديق والدموع التمعت في عينيها وهي تقول” يا حبيبتي مالك يا قلب أمك ايه اللي حصل”

وقبل أن نجيب عليها تسمرت في مكانها عندما وجدت عتمان يخرج من مكتبه بدهشة وقلق ليقف أحمر العينين غاضبا والزبد يملأ فمه عندما سقطت عيناه علي حوريه ليقول بغضب” البت دي بتعمل ايه هنا”

تطلعت ناريمان نحوه وصرخت به بقوة”اديني جبتهالك لحد عندك يا عتمان اما اشوفك هتعرف تلم لحمك وشرفك اللي فاضل من بنت اخوك بعد ما مرمرغته في التراب ولا لاء، الهانم اللي قدامك ده حامل بس مش ابن ابني.. اتفضل شوف هتتصرف معاها ازاي وهتعرف من ابو اللي في بطنها مين”

ثم تطلعت ناريمان نحوها بسخرية و شماته
“قلبي معاك مصيبتك كبيره”

رحلت بعدها دون كلام اخر وساد الصمت قليلا أو لا يعرف احد ماذا يقول وفجأة شعرت بيد فولاذية تطبق على ذراعها وتكاد أصابعه العنيفة تحطم عظامها صرخ بها” انطقي حالا اللي قالته الست دي قبل ما تمشي حصل، الكلام ده صح انتي حامل في عيل مش ابن جوزك جاد انطقي”

كعاده التساؤلات وعندما تجيب لا احد يصدقها حاولت حوريه الصمود و أن تتخلص من قبضته بلا جدوى فراحت تصرخ بعنف” ايوه حصل انا حامل مش من جوزي وما اعرفش مين ابوه عشان اغتصبت يوم فرحي”

شهقت بدريه بقوة وانخلع قلبها ودموعها تهبط بغزارة وهي تضع يدها على فمها مما سمعته بينما اتسعت عينا حازم بعدم تصديق اما جومانه ابتسمت بسخرية و والدتها ميسون شعرت بالصدمة.

فرد بعنف وهو يطبق أسنانه بغضب ظاهر” انتي هبله يا بنت حد هيصدق التخاريف دي انطقي وقولي الحقيقه من ابو اللي في بطنك عشان كده قتلتي جوزك ايه بتحبي واحد ثاني”

صمتت ولم تجيب مما زاد غضبه ثم أقترب منها وضع يده حول عنقها فكاد يخنقها ثم قال هادرا” شايفه تربيتك يا هانم اهي الهانم جايه لنا بمصيبه، بقول لك انطقي مين ابوه اللي في بطنك احسن اموتك “

كان صوته جازما ونبراته حادة وأنامله تطبق بحزم عل عنقها ورغم ذلك لم تشعر حوريه بالخوف و اطلقت بهدوء بصوت بارد خالي من أي انفعالات ” ان شاء الله عنك ما صدقت واعمل اللي تعمله ان شاء الله حد تموتني ما بقتش خايفه منك ولا يهمني حد “

تركها و جز علي أسنانه بقسوة شديدة و وضع يديه في جيب بنطالة وأخرج مسدس و رفعه علي وجهها يصيح بعصبية شديدة”
اه يا بجحه يا عديمه احساس وكمان مش فارق معاكي ولا همك اللي عملتيه “

اقترب بسرعه حازم و بدريه بخوف شديد يبعدون عنها وقال حازم بجدية” جدو ما ينفعش كده استنى خلينا نتفاهم ونعرف منها ايه اللي حصل “

ابتعد عنها قليلًا وعلي وجهه ملامح غضب شديدة وصاح” نفهم ايـه هي في مصيبه اكثر من اللي احنا فيها الهانم حامل ومش عارفه من ابوه،كلها ايام والناس يعرفوا وفضحتنا تبقــ..”

دفعته فجاه بكلتا يديها بقوة عجيبة تلبست بها ووقفت وسحبت منه المسدس و وجهته في وجهه مباشره وهي تشهر سبابتها في وجهه ليصرخ بغضب” انتي بتعملي ايه يا مجنونه”

اتسعت أعين الجميع بصدمة و ذهول وهزت راسها بدريه برفض وهي تترجاء ابنتها أن لا تفعلها بينما حوريه تجاهلت كلا ذلك وهي تنظر إلى عتمان تري ملامح وجهه المتجمدة من أثر الصدمة وقلبه يخفق بخوف خاصة حينما رفعت تشير بالصلاح في وجهه ارتعش جسدها بطريقة مخيفة وهي تقول” ايه خفت بس لازم تخاف عشان انت قلتها بنفسك قبل كده اللي تقتل مره ممكن تقتل عشره بسهوله “

بدأ جسده يرتعش بقوة غريبة وجبينه وبدأ يتعرق عندما تذكر كلماته ذلك لها بالفعل ليقول بصوت منخفض” عاوزه تموتي جدك يا حوريه “

نظرت له وصرخت بغضب وعيناها امتلأت بالدموع” انت بالذات حلال فيك الموت هيكون رحمه للي حواليك عمال تسيطر عليهم، انا خلاص ما بقتش باقي على حاجه يعني ممكن فعلا اعملها واموتك ،انا جوايا قهر و ظلم ميتوصفش لو حسيت بس او مريت بربع اللي أنا في مش هتقدر تتحمل ..وجعي عدي اضعاف وجعك بكتير إللي بعد موت ابنك اللي مفكر انت الواحد اللي حاسس به وعشان تطفي نار قلبك من الالم بتطلعوا فيا انا وماما من اول يوم لينا هنا، انا بكرهك عارف يعني بكرهك”

شخص عتمان عيناه بصدمة وازداد ضربات قلبه حتي كاد أن يتوقف من الرعب فكانت حوريه تتحدث بقوة دون مزحة وسوف تفعلها بجدية في اي لحظة، جحظت والدتها بدريه مقلتيها بصدمة من حديثها هزت رأسها بنفي ودموعها تنهمر بغزارة لا تصدق أن تفعلها ” لا يا بنتي عشان خاطري نزلي السلاح ما توجعيش قلبي عليكي اكثر من كده”

ابتلع حازم ريقه بارتباك و بخوف وهو يحاول الاقتراب منها لكنها رفعت بالمسدس تجاه أن يتوقف وتوقف بالفعل قائلا” حوريه عشان خاطر اسمعي كلام امك وهاتي المسدس بلاش تضيعي نفسك”

ليتها كانت تستمع لهم ولكنها كانت في عالم آخر عالم تصارعه فيه منذ زمن بعيد ولا احد يشعر بها، حتي لا تنغمس به ولكن بالنهاية سحبها عقلها الباطن له فـقد رأت وعاشت أشبع ما واجههت بالكثير.

ضحكت فجاه بصوت عالي كأنه تفوه بفكاهة ثم ابتسمت حوريه بواسعة مثل المجانين وهتفت من بين ضحكاته بمرارة ودموعها تهبط بغزارة بلا توقف” هو انا لسه ما ضعتش يا حازم انا ضيعت من زمان قوي وانتم مش حاسين بيا ،انا خلاص عمال أخسر كل حاجه حواليا وعماله اشيل في ذنب و خساره غيري فوق دماغي، اتجوزت غصبا عني وما حدش قادر منكم يعمل حاجه ولا يوقف عتمان بيه، وبعدها اغتصبت وما لقتش حد يقف جنبي ويساعدني اخد حقي حتى اللي مفروض يبقى جوزي وأقرب الناس ليا خاف على نفسه، وبدل ما يجيب لي حقي من الحيوان إللي اغتصبني، لا هدتني ما اقولش لاحد وبعدها قتلته من غير قصد وما حدش راضي يصدقني ودخلت السجن وشفت أبشع ما يكن وبرده عماله ادفع غلطات غيري..

أغرقت دموعها وجهها وهي تتحدث بصوت ميؤوس منه وتصيح بكره وحقد”خليني المره دي بقى اتحاسب على حاجه عملتها وتستاهل المخاطره”

___________________________________

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية حورية بين أنياب شيطان)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى