روايات

رواية غزالة في صحراء الذئاب الفصل الخامس والثلاثون 35 بقلم رحمة سيد

رواية غزالة في صحراء الذئاب الفصل الخامس والثلاثون 35 بقلم رحمة سيد

رواية غزالة في صحراء الذئاب الجزء الخامس والثلاثون

رواية غزالة في صحراء الذئاب البارت الخامس والثلاثون

غزالة في صحراء الذئاب
غزالة في صحراء الذئاب

رواية غزالة في صحراء الذئاب الحلقة الخامسة والثلاثون

والذهـول كان خير رسمة تسيطـر على ملامحـه الخشنة، ودقاتـه تحوم حول صدى جملته التي تركت اثرًا ناعمًا وواضحًا على روحه المتلهفـة !!
ولم يدري بنفسه سوى انه يقربها منه بشدة حتى لم يعد بينهم مسافة، فشهقت وهي تضـع يداها على صدره العاري مرددة بخفوت خجل :
_ مالك
وقـرب وجهه منها اكثر حتى شعـرت بأنفاسه تخترق مسامهـا لتخدر روحهـا وهمس بصوت لا يليق سوى بعاشق ولهان :
_ عيون مالك
إبتلعـت ريقها بازدراء هي تحاول دفعه مغمغمة :
_ أبعد بقا كفاية كدة
هـز رأسه نافيًا ويـداه تحـوم بحرية على جسدهـا وتابـع همسه المشتاق :
_ هو في حد بيكتفي من القمر، ويلا قولي إنتِ قولتي إية من شوية ؟
ردت هامسة بعد صمت دام لثواني تسترجع كلمتها المعسولة :
_ قولت آآ
ثم خبطت جبينها برقة وأردفت بخبث :
_ قولت إية ؟ انا مقولتش
شـدد من قبضتـه على خصرهـا بامتلاك ليتـابع بصوته الخشن :
_ لأ قولتِ، قوليها تاني دلوقتي
هـزت رأسها نافيـة بدلع :
_ تؤ تؤ، اما تسيبني اقوم هقولها
وجالت شفتـاه المتلهفة وجهها كله وسط همهماتها الخفيفة لتستقر على شفتاها تأكلها بشوق، ابتعد بعد ثواني وقال بخبث :
_ لا يا حبيبتي، هتقوليها وحالًا
اقتـربت منه هي هذه المـرة لتهمس بجـوار اذنـه بصوت اذاب الباقي من تمالكه لنفسه :
_ قولت بحـبك، بحبك وبمـوت فيك
وبلمـح البصر كانت هي أسفله وهو فوقها يشرف عليها بقامتـه العريضة ..
وهبـط بشفتـاه ينهل منها الشهد، يقبل كل جزء ظاهر منها حتى اخر رقبتها، فابتعد لحاجته للهواء ..
وانظاره مثبته على لمعة عيناها التي يعشقها وتابــع :
_ وعايزاني اسيبك، ده إنتِ بتحلمي، إنتِ مش هاتقومي من السرير ده لمدة شهر على الأقل
شهقـت بصدمة مرددة :
_ لا طبعاً أنت مجنون يا مالك
اومـأ مؤكدًا برومانسيـة :
_ أيوة مجنون يا قلب و روح مالك
ابعـدت شفتـاه عنهـا في محاولة بطيئة، لتستطرد عاقدة حاجبيها :
_ مالك كفاية بجد انا تعبت من الجوع، هموت من قلة الاكل
اقتـرب منها اكثر ليرد بنفس النبرة :
_ وانا تعبت من البـعد
ثم نظر لعيناها متابعًا بخبث :
_ ثم اني عايز اجيب عيل تانـي يا روحي
أتسعـت حدقتاها بصدمة طفولية لتدفعه قائلة :
_ مش اما يجي الاول حتى نبقى نفكر في تاني، و ابعد بقا
قهقـه بمرح وقال :
_ احنا لسة هنفكر، مفييش وقت يا شمسي، ويلا عشان هنسافر
سألته بنبرة واهنة :
_ لية ؟
اجابها وهو يغرس رغبته بين رقبتها ويداه تنزع عنها المتبقي من ثيابها وهمس :
_ هبقى اقولك بعدييييين
ثم انقـض عليها يشـبع جوعه و شوقه الذي بدى انه لا ينتهي !!!!!

************

ووصـل كلاً من زينـة و ” جمال ” الذين جلبـوا والدتها على الفور للمستشفى، كانت زينة تقريبًا في حالة هيستيرية لا تردد سوى كلمة
” مامااا قومـي ”
ووالدها بجوارها يسير معهم ببرود وكأنه امر طبيعي يتكرر دومًا !!!
وزينة القلق لم يتـرك ذرة واحدة منها إلا واحتلها بمهـارة …
دلفت والدتها مع الطبيب الى حجـرة الكشف فوقفت زينة امام والدها تسأله بجدية قويـة :
_ إية اللي حصل يا بابا
سألها ببـرود ثلجي :
_ اية اللي حصل ازاي محصلش !
كـزت على أسنانها بغيظ متابعة :
_ إية اللي يخليك تعمل في ماما كدة يا بابا هه ؟
رفـع كتفيه وهو يـرد بلامبالاة :
_ محصلش يا زينة ماتدخليش نفسك أنتِ بس
هـزت رأسها نافيـة بأصـرار شديد :
_ لا طبعاً لازم اعرف، دي كانت هاتموت في ايدك يا بابا
صـرخ فيها بنفاذ صبر :
_ يوووه إنتِ هتقرفيني بقا هيبقى أنتِ وامك كمان
واصرت على سؤالها الحاد :
_ حصل إية يا بابا ؟
تأفف وهو ينظـر للجهة المقابلة مجيبًا ببرود :
_ خناقة عادية من خناقات امك المعتادة
كـزت على اسنانها بغيظ واندرج سؤالها التالي تحت جزءً اخر :
_ واية علاقة مالك وانا بالموضوع ده ؟؟؟
إبتـلع ريقه بصعوبـة، وقد بدء التوتر في مهمته الوحيدة وهي الوضوح على ملامحـه فقال :
_ لا كانت بتتكلم بشكل عام مش على مشكلة بذاتها يعني
هـزت رأسها موافقـة بعدم اقتنـاع :
_ اممممم، ماشي يا بابا اما ماما تخرج هنفهم كل حاجة
إلتـوى فمه بابتسامة ساخرة :
_ مش لما تخرج الاول، يمكن ماتخرجش وتريحنا بقا
سألتـه بصدمة حقيقية :
_ أنت بتقول إية يا بابا !!!!!؟
قطـع حديثهم خروج الطبيب من الغرفة لتركض زينة باتجاهه متلهفة بتوجس :
_ طمني يا دكتور ماما عاملة إية ؟
سألها بجدية مناسبة :
_ أنتٍ بنتها ؟
اومـأت مؤكدة فتـابـع بأسف جاد :
_ بصراحة يؤسفني اللي هقولهولكوا
سألته زينة بتوجس :
_ قولي يا دكتور في إية لو سمحت ؟
تنهد وهو يجيب بدبلوماسية :
_ المدام عندها القلب !!!!!!!!!
وإن كانت لديها رغبة واحدة لمجيئ مالك فالان ازدادت تلك الرغبة لأضعاف !!!

*************

كـانت خلـود متسطحـة بجـوار مراد على الفـراش، وليلى في الغرفة المجاورة لهم، كلاهم ينظر للأعلى بشـرود تام ..
هو تمـوج بداخله رغبة صغيرة – جدًا – للأقتراب من ” ليلى ” زوجته الحبيبة التي حُرم منها مسبقًا !!!
رغبة قتلها برابـط عشقه الحقيقي والمتين لخـلود …
خلود التي كانت اسمها يعبر عنها، هي خالدة بين جدران قلبـه للأبد !!
نظـرت هي لـه لتجـده شارد فهمسـت برقة :
_ مراد
نظر له وهو يجيب بهدوء :
_ إية يا حبيبتي ؟
وضعـت يداها على صـدره ونظرت في عينـاه مباشرةً لتستشف ما ارادتـه، ثم سألته :
_ لسة بتحبني ؟
نظـر لها بذهـول من ذاك السؤال الذي لم يتـوقع أنحـرافه على لسانها !!!
فاقترب منها حد الالتـصاق متساءلاً :
_ وإية اللي يثبت لك ؟
إتسعت ابتسامتها مرددة بمـرح :
_ حضـن
وبالطـبع اغتنم فرصة المـزاح ليحتضنها بقوة متشبثًا بها كطفل صغير يخشى البعد، يشدد من احتضانـه لها ليهمس بجوار اذنهـا :
_ أنا مش بحبك
إتسعـت حدقتاها بصدمة حقيقية فتـابع بهيام :
_ انا بموووت فيكِ
ابتسـمت بهدوء بينمـا هو انظاره كانت مثبتة على شفتاها التي كانت وكأنها تحمل دعوة صريحة للتقبيل فاستجاب الدعوة وإلتهـم شفتاها في قبلة داميـة، وبعد ثواني ابعدتـه عنها برقة هامسة :
_ مراد عاوزة أتكلم معاك
همس وهو يقبل كل جزءً منها :
_ بعدين بعدين
هـزت رأسها نافية بهدوء :
_ لا لازم دلوقتي يا مراد
إحتقـن وجهه بغيظ وقال :
_ إنتِ ما بيحـلاش ليكِ الكلام غير في الأوقـات دي !!
ضحكـت برقـة ودلال أذابت المتبقي من تماسكه فألصقها به يشعـرها بسخونـة جسده الذي كاد يشتعل من قربها ..
فاستطردت هي بجدية هادئة :
_ لا بجد عاوزة اكلمك في حاجة
تنهـد بحنق وهو يسألها :
_ اممم احكِ خير اللهم اجعله خير
تنهـدت قبل أن تقول بعـزم حقيقي وقوي :
_ عاوزة أروح لأهلي
ابتعـد عنها قليلاً مرددًا بنـزق :
_ يوووه تاني يا خلود، هو اللي هنعيده هنزيده ولا إية !!؟
هـزت رأسها نافية بأصرار :
_ لا بس مش معنى إني بسكت شوية ابقى نسيتهم، أنا لسة مُصـره إني اروحلهم
تنهـد تنهيدة عميقة وطويلة تحمل في طياتها الكثير والكثير ..
وأولهم واجب المواجهـه !!!!
نعم إن منعهـا من تلك المواجهه بقناع قلقـه الان يجب ازالتـه ..
لابـد من ترميم ما هدمه عدوها الشقيق !!!
ملأ رئتيه بالهواء عله ينعش خلايـاه ومن ثم أردف بصوت جاد :
_ ماشي يا خلود حاضر
هللت بفرح وهي تصفق بيدها :
_ بجد يعني أنت موافق ؟
اومـأ مؤكدًا بشبـح ابتسامة :
_ اه موافق
احتضنـته بفـرحة حقيقيـة :
_ ربنا يخليك ليـا ياااااارب يا حبيبي
ابتسـم بهدوء على تلك الطفلة التي يُسعدها أي شيئ بسيط ..
ليسمعها تغمغم بصوت خافـت :
_ هو ينفـع طلب كمان ؟
اومـأ موافقًا بضيق مصطنـع :
_ قولي قولي ما احنا مش هنخلص النهاردة
ابتسمت بخفوت قائلة :
_ عاوزة أكلم شمس صاحبتي من تليفونك
عقـد ما بين حاجبيه بتعجب قليل :
_ هو أنتِ ليكِ صاحبه ؟
اومأت مؤكدة باندفاع قوي :
_ ايوة هو حرام ولا إية يكون ليا صاحبه
هـز رأسه نافيًا وراح يبرر لها بهدوء :
_ لا ابدًا بس من ساعة ما اتجوزنا عمري ما شوفـتك بتكلميها يعني
تنهـدت وهي ترد بحزن نادم :
_ ماهو موبايلي مش معايا من ساعة ما انتم خطفتوني، واكيد هي مش عارفة توصلي وزعلانة مني عشان مش بكلمها
اومـأ بهدوء متساءلاً :
_ إنتِ حافظة رقمها ؟
اومأت بتأكيد :
_ اه طبعاً
عاد يقترب منها مرة اخرى وهو يقول بشقاوة :
_ تمام عشان تبقي تكلميها بعدين بقاا
شهقـت وهي تحاول دفعه :
_ مراد لا اكلمها الاول
ولكن لا حياة لمن تنادي كاد يلتهمها بشفتاه المتلهفة المشتاقة لعبيرها الخلاب …
وبين طيـات شوقه همسه
” يارب تستحملي الصدمة يا خلود ” !!!!!

************

كـان يحيى على فراش المستشفـى، لجوار ” غريب” الذي جلبـه للمشتشفى بعد أن رآه بهذه الحالة عن طريق – الصدفة في زيارتـه له – ..
شعـر يحيى أنه على فراش المـوت !!!
يشعـر الموت تمثل له في هيئة ذاك الألم اللعيـن .. وبعقله خاصةً ليدس تلك الذكريات وافعاله الشنيعة امام عينيه !!
وغريب .. غريب الذي أذاه هو .. الان هو من ساعـده !!!!
وللقدر حكمة لا تختفي …
نظر لغريب وهو يقول بصوت واهن :
_ أية اللي حصل يا غريب ؟
اجابه الاخر بهدوء :
_ ولا حاجة يا يحيى
وسألـه مرة اخرى بصوته المُرهـق :
_ أنت اللي جبتني هنا ؟
اومأ غريب مؤكدًا :
_ أيـوة انا
واستمر في سؤاله المتوجـس :
_ الدكتور قالك إية ؟
رفـع كتفيه وهو يرد بجدية :
_ لسة ماقالش يا يحيى، إن شاء الله خير
اما هو فلا يعتقد – الخير – مكافأة على ما فعله طيلة حياته !!!!
ودلف الطبيب بعد أن طرق الباب بهدوء، ليسأل يحيى بابتسامة هادئة وجادة :
_ اية الاخبار حاسس بأية دلوقتي ؟
هـز رأسه وهو يجـيب بوهـن :
_ احسن شوية بس حاسس الألم لسة ماراحـش
تبـرم وجه الطبيب وهو يهتف :
_ ماهو للأسف مش هيروح بسهولة
سأله يحيى بهلـع :
_ يعني إية يا دكتور ؟
اجابه بجدية أسفـة :
_ يعني للأسف عرفنا إن عندك ورم في المـخ، لازم تعمل عمليـة
إبتلـع ريقه بمرارة وكأنه كان متوقـع ذاك الرد القاسي من الله ثم القدر على ما بدر منه !!!!
ليسأله هامسًا :
_ وإن ماعملتهاش ؟
رفـع كتفيـه مرددًا بشفقـة على ذاك الشاب الذي بدى من مظهره مسكين :
_ كنت أتمنـى لكن في خطر على حياتك مع استمرار وجود الورم
سأله بتنهيدة حارة خرجت من اعماقه المتألمة :
_ ونسبة نجاحها كام يا دكتور ؟
اجابه بهدوء :
_ للأسف الشديد نجاحها مش مضـمون يعني 40٪ بس !!!!!!!!!

***********

جلسـت شمـس على الأريكـة امام التلفـاز تأكل بجـوع بادي في طريقتهـا المتلهفـة، وكأنها لم تصدق ان خرجـت من أسر ذراعيـه !!
تقـدم مالك منها ليضحك على هيئتها تلك، سمعتـه فاستـدارت لتلاقي صدره العاري وعضلات صدره البارزة ..
فشهقت بخفوت وهي تهمس ببعضًا من الخجل :
_ اية ده يا مالك، روح إلبس التيشرت
هـز رأسه نافيًا وهو يجلس بجوارها .. بل ملتصق بها وكأنها مغناطيس تأثيره لا ينتهي !!!!
وقال بخبث دفين :
_ لأ انا مرتاح كدة .. مرتاح جدًا كمان
إبتلعـت ريقها وقد تكفلت نظـراته بإيصـال رغبتـه التي لا تنتهي منها .. بإتصالهم الحالم ..
فابتلعت هي ريقهـا وهي تأكل الطعام بسرعة محدودة !!
قهقـه بمرح مرددًا متعمد اغاظتها :
_ كفاية يا شمس بطلي طفاسـة بقا هاتخربي بيتي
شهقـت وهي تضـع يدها على فاهها، لترد بعدها بحنق :
_ ما أنت السبب أنت وأبنك
رفـع حاجبه الأيسر يسألها بابتسامة لعـوب :
_ انا وابني .. لية عملنالك اية يا مفتريـة ؟؟؟
تنهـدت بغيظ مكملة :
_ أنت منعتني اكل لحد ما جوعت كدة، وهو السبب اصلًا في جوعي ده
غمـز لها بطـرف عينيه قائلاً بمكـر :
_ طب بمناسبة الجـوع، أنا لسة …
قاطعت اقترابـه البطيئ منها بشهقة وهي تبتعد للخلف مردفة بخجل :
_ بس اسكت خالص انت ما بتزهقش ولا بتكتفي
اقترب اكثر يهمس امام شفتاها التي كانت تعض عليها :
_ تؤ تؤ، قولتلك مابكتفيش منك .. ابدًا
عضـت على شفتاها السفلية اكثر وهي تعمض عيناها، ومنع اقترابه هذه المرة صوت هاتفـه الذي صـدح معلنًا عن وصول إتصال قد يكون مزعج ..
فانهض متأففًا يجيب ببرود :
_ الووو
وسرعـان ما تجهم وجهه وشرد .. لينطق بكلمة واحدة وجادة :
_ انا جاي
ثم اغلق وهو يتناول التيشرت الخاص به ليرتديـه، فسألته شمس متوجسة :
_ خير يا مالك في إية ؟
اتجـه للخارج وهو يقول بجدية زائدة :
_ مش وقته
ثم خـرج دون كلمة اخرى تاركًا اياها تتخبط في حيرتها من تغيره المفاجئ !!!!!!!!

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية غزالة في صحراء الذئاب)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى