روايات

رواية غزالة في صحراء الذئاب الفصل الحادي والثلاثون 31 بقلم رحمة سيد

موقع كتابك في سطور

رواية غزالة في صحراء الذئاب الفصل الحادي والثلاثون 31 بقلم رحمة سيد

رواية غزالة في صحراء الذئاب الجزء الحادي والثلاثون

رواية غزالة في صحراء الذئاب البارت الحادي والثلاثون

غزالة في صحراء الذئاب
غزالة في صحراء الذئاب

رواية غزالة في صحراء الذئاب الحلقة الحادية والثلاثون

تقريبًا لم تعـد تشعـر بما حولهـا، وكأن الزمـن تـوقف عنـد تلك الصدمة التي وكأنها فعليًا خدرت كل حواسهـا !!
جعلت قدماها تتصـلب في الأرض رافضـة الحراك لنقطـة اخرى بعدما طرق عليها !!!!
وتلقائيًا عينـاها امتلأت بالدمـوع القهريـة، ولكـن لأول مرة تكتفي بهذا القـدر من الإهانـات …
نقطـة ومن بداية السطر .. لن تـخط حرفًا واحدًا من الضعف مرة اخرى !!
ستقـاوم بكل ذرة .. وإن كانت تلك مقاومة عشـق !!!!
مسحـت تلك الدموع التي باتت تكرهها وهي تهمس بأصرار :
_ بس كفاية يا شمس، أنا من النهاردة مش هنزل دمعة واحدة عليه، وهعرفه إن الله حق، وإن فعلاً ” إن كيدهـن عظيم ” !!
وعـادت من حيث أتت، لتمر دقيقة تقريبًا وتجـده امامهـا، ولكن زالـت ابتسامتـه، جلست هي امام التلفـاز دون اي كلمة، ليجلس جوارها وهو يسألها بهـدوء جاد :
_ في إية مالك ؟
رفـعت كتفيهـا وهي ترد بلامبالاة :
_ مالي يعني منا أدامك اهوو
رفـع حاجبه الأيسر يتـابع متساءلاً :
_ مكشـرة كدة ومش زي ما كـنتِ
هـزت رأسها نافيـة لتمط شفتاها وهي تجـيب بجـمود حقيقي أحتلـها :
_ معلش بقا مفيش حاجة بتفضل على حالها
تغاضـى عن تلميحاتهـا والتي يعـلم سببهـا جيدًا، فمـد يده يتحسس وجنتاهـا التي إزدادت سخونة حادة من لمستـه، قبل أن يـردف بعبث :
_ هاا كنا بنقول إية بقا ؟
زالت يـده عنها بعنـف وكأنه وباء تخشى الأصابة به، لتقول بجدية خشنة دون أن تنظر له :
_ ابعد ايدك، وأنسى أنك تقرب لي
ودون تعبير واضح سألها :
_ مالك يا شمس في إية ؟
هـزت رأسهـا نافية :
_ قولتلك مفيش حاجة، أنت شايفني بشد في شعري ولا إية
تقـوس فمه بابتسامة ساخرة وأجاب :
_ لا لسمح الله مين اللي قال كدة
نهـضت وهي تخلـع حجابهـا الصغير، لتشير له مرددة بلامبالاة حقيقية :
_ عن اذنك بقا انا عايزة انام بلا كلام فاضي
واتجهـت للغرفة الداخليـة، وبالفعـل هي لم تكـن متفرغة لسؤالاً كهذا .. هي مشحونـة حرفيًا بغضب وحـزن لا يعدوا داخلها !!!!
وشعـرت به فجأة يجذبها من ذراعها ومن دون تردد او فرصة للأستيعـاب انقـض على شفتاها بقبلة مميتـة .. قبلة لم تكن عنيفة ولم تكن رقيقة بالدرجة المطلوبة
كانت كأنها وسيلة لشيئً ما !!!
دفعتـه عنها بقوة عندمـا استطاعت، لتصيح فيه بحدة :
_ أبعد عني بقاا أنت إية !!؟
نظـر للؤلؤتيهـا اللامعتـان ببريق يعلمه جيدًا، ليجيب بأنفاس لاهثة :
_ بحبـك
ومن دون تردد، ردد لسانها بما آله حالها فصاحت :
_ وأنا مابحبكش، مابحبكش وعمري ما هحب واحد زيك
وعندمـا وجدتـه كما هو بلا تعبير يتضح على محيـاه وكأنه لغـز يتعمد الصعاب عليها، فأكملت صارخـة بصوت عالي :
_ انا بكرهك .. بكرهك اكتر من اي حد في الدنيا دي كلها، ساامع انا بكرررهك، بكرهك وعمري ما هـكن لك غير الكره بس
ظـل يحدق بـها لثواني …
صـدى كلماتـها يمـدد الحـزن والألم داخله كدوائـر تزداد في الأتسـاع والتوغل داخلـه !!!!
ليستـدير ويذهـب خارج المنزل دون كلمة اخرى لتسقـط هي على الأرض وانهـار قنـاع جمود الذي تلبسته هذه الدقائق !!!
ظلت تبكِ بعنف على سعـادة كانت امامها للحظـات وسرعان ما أختفت …
لتمسح على شعرها وهي تهمس بضعف واحتياج :
_ يااااارب !!!

************

جـلسـت زينـة تفكـر في سيارتـها في طـلب ذلك الغريب الذي اقتحـم حياتها فجأة، تنظـر امامهـا بشـرود تـام .. وذكـرى طلبه تلـوح في عقلهـا لتندهـش اكثر، شيئً ما بداخلها يخبرهـا أن ذاك الغريب لم تكن مقابلته صدفة ابدًا !!!
ولكن ماذا يريـد منهـا ؟؟!
وأدارت مقـود سيارتـها لتتجـه نحو منـزل ” زيـاد ” !!!
وبعد وقـت وصلت امام منزله فترجلت من سيارتها للداخـل ..
وصلت امام الشقة التي يقطـن بها فطرقـت البـاب بهدوء شـارد، ليفتح لها زيـاد متعجبًا من عودتها فسأله :
_ زينة !! نسيتِ حاجة ولا إية ؟
هـزت رأسها نافية بكلمة واحـدة قاطعة :
_ لا
سألها مستفسرًا وهو يشير للداخل :
_ في اية حصل حاجة ولا أية، ادخلي طيب
دلفـت وهي تومئ متابعـة بجدية :
_ كنت جاية عشان أقولك حاجة بس
جلس على الأريكة وهي بجواره ليسألها باهتمام :
_ خير قولي ؟
تنهـدت وهي تنظـر امامهـا بشـرود لترد :
_ عايزاك تطلقني
ولم تعطـه فرصة للرد فأردفت :
_ وفي أسـرع وقـت
وظل هو ينظـر لها ببلاهـه !!!
يشعـر أن ذهابهـا ذاك جعلهـا تفقـد الجزء الذي يتفق معه من عقلهـا !!
” ماذا حـدث ؟ ”
سألها لنفسـه وهو يكاد يختنق .. كان يرتب خطواتـه لكسبها .. وليس لخسارتها الأبدية !!!!!
وأمسك بيداها بين يـداه ليحتويهـا، قبل أن يسألها بصوت هامس :
_ إية اللي حصل خلاكِ تقولي كدة يا زينة
رفـعت كتفيها لتجيب بلامبالاة قبل أن تسحب يدها :
_ مفيش حاجة حصلت، أنا اللي فكـرت وقررت
هـز رأسه نافيًا بأصرار قوي :
_ لا انا متأكد أن في حاجة حصلت، وإلا مكنتيش غيرتي رأيك بعد ما كنا متفقين
نظـرت له ببرود قائلة :
_ اصلاً لو كـنت قولت لأهلي، وكانوا وافقوا، كان إية هيحصل ؟
اجابها بهدوء :
_ كنا هنعلن جوازنـا اكيد يعني
هـزت رأسها لتتابـع متهكمـة :
_ اه، ونضطر نقعد فترة مع بعـض حتى نطـلق، ويا عالم يقنعونـا بقا نفضل مع بعض للأبد ولا لا
هـزت رأسها نافيـة بقوة :
_ مستحيل، أحنا بعد ما نطلق هقـولهم، وكدة كدة دي مصيبـة ودي مصيبة
مسك يداها وهو يسألها بما يشبه الرجاء :
_ لية يا زينة، لية مش عايزة تديني وتدي نفسك فرصة ؟
نهضـت صارخـة فيه :
_ أنت مجنون، أنا يستحيل أأمن لواحد زيك، أنا مش بطلة مسلسل، أنا انسانة عادية كرهتك بسبب انتقام غبي
وامسـك بذراعيهـا يسألها مرة اخرى :
_ طب قوليلي السبب، قوليلي لية غيرتي رأيك فجأة كدة
ونفضت يداه عنها لتزمجـر فيه دون وعي لما نطقته :
_ عشان هتجوووز واحد تاني، ارتاحت كدة ولا لا !!!!!!!!

************

زوجـته !!!!!
كلمـة تمثلت لها في معنـى الصدمة الحقيقي ..
كلمة لم تعهدها يومًا في قاموس حياتها الـوردي !!!!
وسببًا لم تعرفـه حتى الان حـطم حياتها !
نالـت منه نظرة معتـذرة وقد تكون هيئت لها انها نادمـة ..
ولكن هل تجـدي نفعًا الان ؟! بالطبع لا !!
سألته مرة اخرى هامسـة بصدمة تجلت في كل جزء منها :
_ أنت بتقول إية أنت مجنون !!!!
اومـأ بهدوء :
_ للأسف أنا مش مجنون، دي الحقيقة
وصاحت فيه بحدة هيسترية :
_ لااا، حقيقة انا مش قبلاها ومش هقبلها ابداااااا
نظـر لتلك الصامتة بجوارهم ليشير للخارج وهو يقول لها :
_ إطلعي إنتِ دلوقتي واحنا جايين وراكِ
اومـأت لتتجـه للخارج هامسة :
_ حاضر
وسار مراد خلفها ليغلق الباب ثم عاد لخلود وهو ينظـر لها نظرة تحاول التشـابك بحبلاً واحدًا من الصبر او الهدوء ولكن لم يجد، فقال بجدية :
_ اهدي لو سمحتِ عشان أعرف افهمك
ابتعدت عنه وهي مستمرة في صراخها الهيستيري :
_ لا مش ههدى، متقوليش اهدي، أنت اتجوزت عليا، فاهم يعني اية
هـز رأسه نافيًا :
_ إنتِ فاهمة غلط دي آآ
قاطعته وهي تضـع يداها على اذنيها وتصرخ بما اشبه للبكاء :
_ مش عايزة اعرف ولا عايزة اسمع صوتك، اخرج برررة انا مش عايزة اشوفك
كـز على أسنانـه بغيظ ليهتف ؛
_ لا مش بمزاجك، هتهدي وتسمعي كل حاجة
سقطت على الأرض وهي تنـوح بحدة متألمة :
_ أسمـع إية، اسمع إنك اتجـوزت عليا، أفهم إنك مع اول مشكلة زهقت وروحت تتجوز

اقتـرب منها ليحاول احتضانها بين ذراعيه، يسحقها في عنـاق حار ليثبت لها أنه لم يمل منها يومًا !!
ولكنها ابتعدت بسرعة وهي ترمقـه بنظرات تحذيرية بعيناها الحمراء :
_ ابعد عني إياك تقرب مني
اشار لها مهدئًا :
_ خلود حبيبتي اهدي واسمعيني وهفهمك والله
ظـلت تهـز رأسها نافية ؛
_ لا مش هفهم، وهتطلقني وحالاً، انا عمري ما هبقى رقم اتنين في حياتـك
ونظر لها بصدمة من طلبًا لم يتوقعه منها يومًا !!!
صدمة من عذرًا لم يجـده منها فسحقتـه خارج محراب عشقها .. وللأبد !!!!
هي دائـرة وجد نفسه بها فجأة، والحقيقة اصبحت كذب والكذب اصبح حقيقة !!!
” الدنيا دوارة ” كما يقولون !!!!
من كان يحلم بظهورهم ليلاً ونهارًا عُكس حاله ليتمنى عدم ظهورهم !!!
وهمس ببلاهـه :
_ عايزانا نطلق يا خلود ؟
اومـأت مؤكدة :
_ ايوة، لاني مش قابلة على نفسي الوضـع ده ابدًا !!!
وظل يرمقها بنظرات ذات مغزى لثواني، قبل أن يفجر قنبلته التالية والتي كانت كأعصار لم ينتظر خروجها من الاعصار الذي سبقه وتسارع لصدمتها :
_ إنتِ اللي زوجة تانية يا خلود مش هي، إنتِ اللي اتجوزتك عليها مش العكس !!!!!!

***********

وكـانت كريمـة تجلس أمام الشرفة كعادتها هذه الايام ..
الشـرود لا يتركها ولا تتركـه، يتصاحبان اغلب الاوقـات !!
تظـل تنظر هكذا تتفحـص المارين عسى تجد من بينهم ” شمس ” ولكن فشلت !!!!
لم تجـد شمس ونور حياتها الذي انطفئ منذ رحيلها !!!!!
لم تجـد من يهون عليها فراق .. بل تبعته بفراق اشد !!!!
فـراق اختياري وليس إجباري – كالموت –
ويحيى لجوارها يحترق من الغيظ مثلها، هو الذي يهون عليها بينما هو من يحتاج من يهون عليه اختفاء تلك الغزالة التي فرت منهم دون سابق إنذار !!
ربـت على كتف خالته وهو يشير لصنية الطعام مرددًا :
_ طب يلا يا خالتي كلي بقا
هـزت رأسها نافية دون أن تنظر له :
_ لا يا يحيى، قولتلك مليش نفس
تأفف وهو يوبخهـا بلوم حقيقي :
_ لأمتى يعني يا خالتي هتقولي ملكيش نفس، ده انا حاسس إنك هيجرالك حاجة من قلة الاكل دي
اومـأت مؤكدة بألم لم يخلو من درجات صوتها الأجش :
_ ايوة وهفضل كدة لحد ما بنتي ترجع لي
تنهد قبل أن يحاول اقناعها بما لم يقتنـع به هو من الأساس :
_ يا خالتي اكيد هي مع جوزها وهترجع والله
هـزت رأسها نافية بحزن :
_ لا، اكيد كرهتني عشان كنت هجبرها عليك، اكيد ما صدقت تمشي ومش هترجع لي
قال بجدية مناسبة :
_ لا يا خالتي، مستحيـل تهجرك يعني، إنتِ مهما كان أمها
أغمـضت عيناها هامسة بألم :
_ اه لو ترجـع والله ما هجبرها على حاجة تاني بس ترجـع
اومـأ يحيى بغيظ مكبوت :
_ ان شاء الله، قولي إن شاء الله وهاترجع اكيد يا خالتي
اومـأت وهي تدعو متمنية :
_ ياااارب
ولكـنه لم يكن ليقرر يومًا نفس قرارها، لن يقرر عدم إجبارها والذي فيه اجباره هو، فصدح صوتًا في خلده بأصرار عجيب ؛
_ بس أنا بقا هجبرها يا خالتي ومش هاسيبها براحتها كدة !!!!!!!!!

***********

كـان مالك أمام البحـر، يضـع يداه في جيب بنطالـه، وعيناه مثبتة على اللاشيئ في ذاك البحر الذي تقريبًا يحمل اكثر من منتصـف اسـراره التي تضيق بصـدره ..
يتنهـد كل ثانيـة
وشعـور قاتـل أن الحـزن كالسراب كلما اراد انهاؤه من حياتهم يفشل !!!!
وشعـر بيدًا يعرفها جيدًا تلمس على كتفه، فالتفت لها يهمس ببعضًا من الضيق :
_ إية ده إنتِ جيتِ
اومـأت مؤكدة بابتسامة :
_ مقدرتش استنى اكتر من كدة
نظر امامه مرة اخرى وهو يقول بخشونة :
_ مش قولتلك أنا هاجيلك
اومـأت وهي ترفع كتفيها ببرود :
_ عادي يا مالك أنا كنت بتمشى عادي ولقيتك واقف كدة فقربت منك
اومـأ موافقًا بهدوء :
_ ماشي براحتك
وتلمست لحيتـه الخفيفة بأصابعها الناعمة، لتهمس بجوار اذنه بصوت مغوي :
_ مالك يا حبيبي، سرحان في إية
إلتفت لها وهو يبتسم نصف ابتسامة مجيبًا :
_ لا عادي قرفان شوية بس
سألته دون تردد بخبث :
_ لية كدة من مين ؟
مـط شفتاه يرد ببـرود :
_ أكيد من اللي اسمها شمس دي
وعلى تلك السـيرة رن هاتفـه برقم المنزل الذي يقطن به هو وشمس ..
إبتلـع ريقه وهو يجيب بتردد، ليأتيه صوتها الصارخ المتألم :
_ مالك ألحقني … مش قااادرة !!!!!!!،!!

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية غزالة في صحراء الذئاب)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى