رواية ضحية ذئب الفصل العشرون 20 بقلم ريهام الحديدي
رواية ضحية ذئب الجزء العشرون
رواية ضحية ذئب البارت العشرون
رواية ضحية ذئب الحلقة العشرون
– خرج عصام من مكتبه متوجهاً إلى منزل صلاح وقد تمكن الغضب منه مما سمعه قام بطرق باب المنزل بطريقة عنيفة.
*******
(في شقة صلاح)
– خرج صلاح من حجرة نومه مسرعاً نحو باب المنزل وهو في حالة فزع لكي يرى من يقوم بالطرق على باب منزله بهذه الطريقة، فتح الباب وجد عصام واقف أمامه في صورة مخيفة حيث كانت عيناه تقدح شرراً ويتطاير منها الغضب وهو يقبض
على قبضتيه بشده وكأنه يمنع نفسه بقوة من ضرب أحد فسأله صلاح بقلق: عصام فيه إيه مالك يابني؟ أنت متخانق مع حد؟
– عصام بصوت عالي: لأ لسه ما تخانقتش أنا جاي هنا عشان أتخانق.
– قضب صلاح مابين عينيه وقال بإستهجان: تتخانق مع مين إن شاء الله.
– عصام: أتخانق معاك ومع مراتك المحترمة.
– صلاح بصوت حاد: ماتحترم نفسك يابني آدم أنت وتتكلم عدل.
– عصام بصوت عالي: أحترم نفسي؟ طب ما الأولى تخلي مراتك هي اللي تحترم نفسها وتبطل تتكلم على أعراض الناس
.
– صلاح وهو يجذب عصام من ياقة قميصه: أنت بتقول إيه أنت أتجننت؟ مراتي مالها ومال الناس؟
– عصام وهو ينزل يد صلاح من عليه بعنف ويبتسم بإستهزاء: أه صحيح دي حتى ملاك بجناحين، مراتك قايلة لأم أحمد صاحبي إن سارة طفشت مع غيري ومش بس كده لأ دي كمان ماشية في البلد كلها بتقول نفس الكلام.
– صلاح: مين قاللك الكلام ده؟
– عصام بإبتسامة مريرة: أحمد جه يهنيني إني خلصت من سارة قبل ما أتجوزها و كانت تهرب مني بعد الجواز، أتخانقت
معاه ولما سألته جايب الكلام ده منين قال إن مرات حضرتك هي اللي قالت لأمه الكلام ده،(سكت قليلاً ونظر داخل المنزل ثم أكمل) هي فين؟ مش شايفها يعني ولا سامع لها صوت؟
– صلاح: مش هنا، (ثم سكت وشرد بعض الوقت وأخذ يضيق عينه وهو يقبض على يديه وقال بصوت هادئ مخيف) بس دي حسابها عليا أنا أنت خلاص حاسبت صاحبك وجه الدور عليا أحاسب مراتي.
– أقتنع عصام بحديث صلاح مما رآه بادي على ملامحه فقام بالإنصراف على الفور.
*********
(في شقة إبراهيم)
– طرقت حنان باب منزلها بصورة هيستيرية فهي لم تستطع فتح الباب وهي في هذه الحالة، فتحت لما أمينة الباب
وصدمت من منظر إبنتها فقامت حنان على الفور برمي نفسها في أحضان والدتها وأخذت تشهق وتقول: أنا مش هاروح الكلية دي تاني ولا هاخرج من البيت.
– صدمت أمينة من كلام حنان وبكائها وأخذت ترت على ظهرها وتقول: طيب إهدي بس كده يا حبيبتي عشان أعرف مالك وفيه إيه وأنا هاعمللك اللي إنت عاوزاه.
– توجهت أمينة بحنان التي مازالت في أحضانها نحو حجرتها وأجلستها على الفراش وقالت: إهدي بقى كده وصل على النبي وكفاية عياط حرام عليكي قطعتي قلبي قوليلي بس مالك؟
– حنان من وسط بكائها: أنا مش هاروح الجامعة تاني أبداً يا ماما.
– أمينة: طيب بس إهدي كده الأول وقوليلي فيه إيه عشان أقدر أقف جنبك في قرارك ده.
– حنان وهي تبتعد عن حضن والدتها قليلاً وقامت بمسح عينيها: علا قابلتني النهاردة في الكلية، أفتكرتها جاية تواسيني بخصوص أختفاء سارة بس لأ،( وأخذت تشهق أكثر).
– فقالت أمها: إهدي بس كده الأول وأنا هاقوم أعملك عصير عشان تعرفي تتكلمي بالراحة,( وقامت بالفعل توجهت للمطبخ وبعد دقائق عادت وهي تحمل كوب من عصير الليمون وقالت) إشربي كده الأول وبعدين إتكلمي بالراحة.
– تناولت حنان الكوب من والدتها وشربت منه رشفات قليلة وأخذت تتحدث بصوت متقطع من كثرة البكاء وقالت: علا جاتلي النهاردة في الكلية وقالتلي إن سارة هربت من عصام عشان ماتتجوزوش وحطت راسنا كلنا في الأرض.
– ربتت أمينة على يدها وتنهدت وقالت بصوت باكي: وإنت مصدقة الكلام ده على أختك يا حنان؟
– نظرت لها حنان بصدمة رافضة لحديث والدتها وقالت: لأ طبعاً إستحالة أصدق في سارة كده يا ماما إنت عارفة سارة وعصام كانوا بيحبوا بعض إزاي، وسارة كان نفسها تغمض عينها وتفتحها تلاقي الكتاب إتكتب وعصام بقى جوزها، تقومي تقوليلي هربت منه؟
– تنهدت أمينة براحة لحديث إبنتها وقالت: طب لما إنت عارفة كده كويس ليه عايزة تستخبي وتثبتي الكلام ده على أختك؟، ليه ماتواجهيش أي حد يجيب سيرة أختك بالغلط وتمنعيه إنه حتى يفكر يفتح بقه ويقول كلمة عليها.
– تنهدت حنان وقالت: خفت يا ماما …. خفت من علا أحسن تسوء سمعتها أكتر وتمشي تقول وسط أصحابنا إن سارة هربت.
– أمينة: وهي ماعملتش كده فعلاًما هي أكيد عملت يابنتي والدليل إنها أتكلمت قدامك وماخافتش منك.
– حنان: طب أعمل إيه يا ماماأنا مش عارفة؟ قوليلي أتصرف إزاي؟ وجهيني لو سمحت.
-أمينة: عايزاكي تواجهيه، ولو سمعتي أي حد بيتكلم على أختك ردي غيبتها وماتسيبيش أي حد يتكلم في حقها، أقفي جنب أختك، طول عمرك يا حنان بتواجهي أي موقف
ومابتهربيش منه، ماتجيش دلوقتي في أكتر موقف أختك وإحنا كلنا محتاجينك فيه وتهربي زي النهاردة، خليكي قوية ودافعي عنها وأنت راسك فوق ومتأكدة إن أختك ماعملتش حاجة غلط.
– أومأت حنان برأسها ومسحت باقي دموعها ومسحت عينيها وأهدابها وأحتضنت والدتها بقوة وقالت: إن شاء الله ربنا يعيني وأقدر أمنع أي حد يتكلم على أختي وأولهم علا دي.
– أمينة وهي ترت على ظهرها: أنا واثقة إنك هاتقدري وخليكي فاكرة دايماً إن الحق معانا وربنا دايماً مع الحق وهايظهره مهما طال الزمن واللي ربنا معاه عمر ماحد يقدر عليه أبداً، يلا قومي بقى أتوضي وصلي الظهر وإدعي ربنا يعينك على الجاي وإدعي لأختك.
– حنان وهي تخرج من حضن والدتها وقبلت يدها: حاضر يا أمي، ربنا يخليكي لينا يارب أنا مش عارفة من غيرك كنت هاعمل إيه.
– وبالفعل قامت لتتوضأ وإنتوت الصلاة.
***********
(في شقة صلاح)
– إنتظر صلاح عودة زوجته من السوق بفارغ الصبر فلما سمعها تقوم بفتح الباب توجه مسرعاً نحو الباب وقام بفتحه بطريقة مفاجأة, رجعت سميرة للخلف ووضعت يدها على صدرها وهي تقول: خضتني يا صلاح فيه حد يفتح الباب كده؟
(بصوا بقى الحتة الجاية دي هاجيبلكوا تاركوا منها الست الحيزبونة دي نياهاهاهاها هعهعهعهع ضحكات شريرة متقطعة)
– قام صلاح بجذبها من شعرها بقوة وأدخلها المنزل بعف وأغلق الباب وهو مازال يمسك شعرها بقوة وهي تصرخ من الألم وقال: بقى إنت ماشية في البلد تقولي إن بنت أختي طفشت مش كده؟، (وقام بإلقائها على الأرض بعنف)
– إزدردت سميرة ريقها بصعوبة وهي تبكي وتتألم وقالت بخوف واضح على وجهها: مش أنا ونبي يا سي صلاح دي الولية أم بطة هي اللي بتقول.
– رد عليها صلاح وهو يضربها على وجهها بعنف: أم بطة بطة؟ وهي اللي قالت لأم أحمد مش مش كده برضو؟
– وأنقض عليها يضربها على جميع أنحاء جسدها وهي تصرخ بين يده وتترجاه وتقول: إرحمني يا سي صلاح، والله ماعدت هاعمل كده تاني، والله ماعدت هاجيب سيرتها تاني.
– صلاح وهو مستمر في ضربها بشراسة وهو ويضربها ضربة مع كل كلمة ينطقها: يعني إنت اللي ماشية تشنعي على بنت أختي؟ مش كده ؟هاه؟ وكل ده ليه عشان العواطلي أخوكي؟، أنا هاتأكد بنفسي إنك مش هاتجيبي سيرتها تاني لأني
هاخليكي مش قادرة تنطقي ولا تفتحي بقك أصلا أنا هاقطعلك لسانك ده اللي جاب سيرة سارة هاخليكي تندمي على اليوم اللي فكرتي فيه تتكلمي نص كلمة عليها مع إني محذرك قبل كده.
– لم تتحمل سميرة الضربات المتتالية من صلاح (فهي أمرأة أقتربت على الخمسين من عمرها ولكنها ليست على قرب من الله فهي تمشي بين الناس بالنميمة) فتمددت على الأرض
وأخذت تقبل قدم صلاحوتقول: مش هاعمل كده تاني بس سيبني سيبني خلاص والله ماعدت أ‘مل كده ياسي صلاح.
– أبعدها صلاح بقدمه وقال: حسبي الله ونعم الوكيل فيكي يا شيخة، إنت خلاص ماعدش ليكي قاعدة في البيت ده تاني، وتوجه ناحية الباب وهو يوليها ظهره ويقول: إنت طالق يا سميرة وأظن دي تالت طالقة لينا يعني خلاص خلصت على كده، وإنصرف على الفور.
******************
( عند حسن وسارة)- قام حسن بطرق باب حجرة سارة وإنتظر بعض دقائق حتى يعطي لها فرصة لتهيأة نفسها لدخوله عليها،
فتح الباب فوجدها تقرأ القرآن فوضع صينية الطعام التي أتى بها إليها بالقرب منها على الفراش وقال: أنا جبتلك أكل عشان تعرفي تاخدي علاجك بعد ماتاكلي.
– صدقت سارة وقالت: مش عايزة حاجة من وشك, خد أكلك وأطلع برة.
– نظر لها حسن بغضب وقال بلهجة تحذيرية آمرة: أنا هاخرج نص ساعة وراجع تاني لو لقيتك ماكلتيش وخدتي علاجك إنت حرة, ونظر لها بطريقة ألقت الرعب في قلبها وأكمل حديثه
وقال أظن إنك فاهمة وإنصرف، بعد نصف ساعة في غرفة سارة دخل حسن ونظر إلى الطعام فوجدها بالكاد لمست جزء قليل منه نظر لها بغضب وقال: ماكلتيش ليه؟
– نظرت له برعب وقالت: كلت.
– تنهد حسن وقال بصوت عالي: بصي إنت تعبانة وعلاجك الوحيد إنك تهتمي بأكلك.
– سارة بصوت متوتر: كلت الحمد لله.
– قام حسن بجذبها من ذراعها وقال: كلي تاني, مفهوم؟
– أومأت سارة له ودموعها تتخذ مجرى لها على وجنتها.
– قام حسن بترك ذراعها وأولاها ظهره وقام بالمسح على وجهه عدة مرات ثم ألتفت إليها مرة أخرى ونظر لها وقال بهدوء: بس ماتعيطيش, ويلا أقععدي كلي تاني قدامي.
– أومأت له سارة وجلست على الفراش بخضوع وأخذت تضع لقمة في فمها تارة وتمسح دموعها تارة أخرى.
– تألم حسن من منظرها وأحس بقلبه يصدر أنين بسبب تلك الدموع التي تنهمر بسببه وود لو قام بجذبها بين ذراعيه
وأحتضنها بقوة ويقول لها: صدقيني ده عشان مصلحتك, لكنه لم يفعل ذلك لأنه لا يضمن رد فعلها على قربه منها فيكفيه ماسمعه اليوم منها.
– ظل حسن لمدة ثلاثة أيام يدخل لسارة في مواعيد الطعام ويجبرها على تناول الطعام أمامه ثم يعطيها الدواء بيده ويقوم بالإنصراف فور أن ينتهي من ذلك.
– فوجئت به في اليوم الرابع صباحا وهو يطرق باب حجرتها ويدخل ومعه ممرضة.
– نظر لها حسن بطريقة تحذيرية ثم وجه كلامه إليها وقال: ال nurse جاية عشان تاخد عينة من دمك عشان التحاليلي اللي الدكتور طالبها, ثم وجه كلامه للممرضة وقال إتفضلي شوفي شغلك وأنا واقف جنبكوا هنا.
– الممرضة وهي تتوجه لسارة الجالسة في الفراش: ممكن لو سمحتي تديني دراعك.
– رفعت سارة نظرها في إتجاه حسن فوجدته ينظر لها بطريقة أرعبتها فنفذت ما قالته لها الممرضة على الفور, قامت الممرضة بسحب عينة الدم من سارة ووضعتها في أمبوبة طبية وإستأذت في الرحيل و إنصرفت.
– خرج حسن مع الممرضة وقام بمحاسابتها وأبلغها بأنه سيقوم بالمرور عليها في المساء لأخذ التقرير الطبي.
– ردت الممرضة وقالت: إن شاء الله يافندم, عن إذن حضرتك. ( ثم إنصرفت على الفور).
– قام حسن بالتوجه إلى المطبخ وقام بصب كوب من العصير وتوجه به إلى غرفة سارة ومد يده لها بالكوب وقال إشربي ده عشان يعوض الدم اللي إتاخد منك.
– نظرت له سارة بحدة وقالت: مش عايزة أشرب حاجة, أنا عايزة أعرف إيه موضوع التحاليل دي كمان أنا كويسة مافياش أي حاجة.
– وضع حسن الكوب على الكومود بجانب الفراش وقرر مصارحاتها وإخبارها عن حملها لجنين له في رحمها.
– نظر لها حسن بقلق وقال لها: أنا عايز أقولك حاجة ومش عارف هاتستقبلي اللي هاقوله ده إزاي، إشربي الأول العصير ده عشان يعوض الدم ويهديك عشان أقدر أتكلم وأقولك اللي أنا عايز أقوله.
– نظرت له سارة بترقب وقلق وهي تتسائل مع نفسها عن الموضوع الذي يريد أن يحدثها به.
– أخرجها حسن من شرودها وقال: يلا خدي إشربي.
– أخذت سارة منه الكوب وإرتشفت بضع رشفات.
– قال لها حسن: خلصيه كله.
– شربت سارة الكوب بأكمله وهي مازالت تفكر فيما يريد أن يخبرها به.
– بعد أن أنتهت سارة من شرب العصير أخذ منها حسن الكوب ووضعه على الكومود بجانب السرير وقال: قبل ما أقولك أي حاجة هاتفق معاكي إتفاق.
– نظرت له سارة بحيرة فأكمل قائلاً: إنت طبعاً بقالك حوالي شهرين ماشفتيش أهلك ومش عارف إذا كنتي عرفتي إنهم سافروا ولا لأ.
– أومأت سارة برأسها وهي تتابع الحديث بإنصات وإهتمام.
– جلس حسن بجانبها على السرير ولاحظ إنقباض وجهها وإرتعاش جسدها وهي تبتعد عنه فأكمل متجاهلاً: أنا ممكن
أعملك اللي إنت عاوزاه لو إنت عايزة ترجعي لأهلك هارجعك ليهم, ولو عيزة تكلميهم تطمنيهم عليكي وتطمني عليها أنا بردو موافق بس بشرط. (سكت حسن قليلاً ليرى تأثير كلامه عليها)
– نظرت له بدهشة وهي غير مستوعبة لما سمعته ثم قالت بلهفة: أنا موافقة على أي حاجة تخليني أرجع لأهلي إيه هو الشرط ده؟
– حسن بغموض: إنت عندك حاجة أنا عايزها.
– نظرت له سارة بحيرة وملأت الدموع عينيها وهي تقول بحدة: حاجة إيه ما أنت أخدت كل حاجة مني ماسبتليش حاجة واحدة.
– قال لها حسن وهو ينظر إلى عينيها مباشرةً: لأ فيه……إبني، إنت شايلة إبني.
– لم تفهم سارة ماقيل لأول وهلة ثم أستوعبت الكلام دفعة واحدة فصعقت وشهقت بشدة وهي تنظر له وترجع للخلف وتحرك رأسها يميناً ويساراً دلالة على إنها ترفض تصديق الأمر وتقول: لأ إنت كداب محصلش ما حصلش.
(ثم ترفع قبضتيها وتهوي بهم بعدة ضربات على بطنها)
– إنتفض حسن وقا بالإسراع نحوها وأمسك يديها وأرجعهم خلف ظهرها وهو يقول: صدقيني هاتخسري كتير لو حاولتي تعملي كده تاني، لو فكرتي تأذي إبني مش هارحمك وهاتندمي على اليوم اللي فكرتي تعملي فيه كده, لو بس حاولتي أنا
هابعت الفيديو بتاع أول يوم لينا مع بعض لبلدك وكمان أحب أعرفك انهم فاكرين إنك هربتي يعني إنت تحت رحمتي، ثم ترك يدها وقام من على الفراش ووقف أمامها وقال: أنا قلت
اللي عندي وعقلك في راسك تعرفي خلاصك، أنا هاخرج دلوقتي وهارجع كمان ساعتين تكوني خدتي قرارك وماتنسيش لو فكرتي تأذي نفسك أنا ممكن أعمل إيه.
– ثم توجه نحو الباب ونظر لها مرة أخرى وهو يرى دموعها تنهمر بلا توقف ويسمع شهقاتها العالية ويفكر مع نفسه: أنا أسف وعارف إني بكرهك فيا زيادة بس غصب عني ده الطفل
اللي بتمناه من الدنيا وإنت عايزة تحرميني منه, عارف إني قاسي عليكي أوي بس يمكن لما تعرفي الحقيقة تعذريني، لو عرفتي قد إيه أنا بحبك كنتي عرفتي إن كل اللي بقوله ده
عمري ماهاقدر أنفذ منه حرف وعمري ما هاقدر أضرك أو أعمل حاجة تأذيكي تاني ولو فيها موتي أنا بس بقولك كده عشان أحافظ على إبني من تصرف ممكن تتصرفيه في لحظة إنفعال،
ثم فاق من شروده على صوت سارة وهي تقول من وسط بكائها: أنا الموت عندي أهون من كده,أنا خلاص مش عايزة أعيش أكتر من كده عشان أتعذب تاني.
– أحس حسن أن جسمه وعقله أصابهم الشلل مما سمعه وأحس بأن قلبه سيتوقف عن النبض وأخذ يفكر ماذا سيفعل لو نفذت تهديدها وقامت بقتل نفسها حقاً شعر بقلبه يؤلمه بشدة وهو
يتخيل حياته بدونها فوضع يده عليه يعتصره بحركة لا إرادية وهو يشهق لأخذ أنفاسه وسكت بعض لحظات ليفكر في طريقة يمنعها بها من تنفيذ تهديدها بقتل نفسها ثم قال بصوت
مخنوق: إنت عندك أخت مش كده؟ حنان أعتقد؟ لو فكرتي إنك تنتحري في نفس اليوم أختك هاتكون مكانك وهايحصلها نفس اللي حصلك ومش هاسيبها الا لما تجيبلي طفل بدل اللي راح مني.
– ثم سكت قليلاً وهو يتنفس بصعوبة وأكمل قائلاً أدامك ساعتين تفكري فيهم وأديكي عرفتي إيه اللي ممكن يحصل لو عملتي حاة من اللي قلتيها الفيديو معايا وأختك مش صعب أجيبها هنا بالعكس سهل جداً, فكري وإديني قرارك لما أرجع.
– ثم خرج مسرعاً من الغرفة وأغلق الباب خلفه بعنف وسقط على الأرض بمجرد أن أغلقه و أخذ يبكي بشدة وهو يمسك قلبه ويضرب عليه ويحاول كتم صوت بكاءه حتى لا يصل لها وهو يقول: يارب ماتحرمنيش منهم يارب مش هاقدر على فراقهم هم كمان يارب.
– أما عن سارة فبمجرد خروج حسن من الغرفة القت نفسها على الفراش تبكي بشدة وتحاول أن تفكر في ما يمكنها فعله للخرروج من هذا المأزق وتفكر في حالها وما وصلت إليه
وتتخيل أختها الحبيبة مكانها، وإزداد صوت بكائها حتى وصل إلى حسن بالخارج الذي ظل يردد بالخارج أنا أسف أسف بس مش قادر ماكانش قدامي غير كده بعد اللي سمعته منك أسف وسامحيني.
*******
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية ضحية ذئب)