روايات

رواية أسرار الماضي لبنت ناس الفصل الحادي والخمسون 51 بقلم رينا الهادي

رواية أسرار الماضي لبنت ناس الفصل الحادي والخمسون 51 بقلم رينا الهادي

رواية أسرار الماضي لبنت ناس الجزء الحادي والخمسون

رواية أسرار الماضي لبنت ناس البارت الحادي والخمسون

أسرار الماضي لبنت ناس
أسرار الماضي لبنت ناس

رواية أسرار الماضي لبنت ناس الحلقة الحادية والخمسون

أوصل محمود عائشة إلي بيت نهر .
محمود : هو دة بيت نهر إتفضلي ندخل و هدخل لك الشنط .
عائشة : دة البيت دور واحد باين علية صغير هي عايشة لوحدها دلوقتي و لا معاها حد و لا اية ؟
محمود : فية لها صاحبتين بيجوا كل يوم واحدة تبات معاها بعد ما أم علي سابتها و روحت بيتها وأم علي بتكون زوجة أخو جوزك أكيد شوفتيها في البيت هناك .
عائشة : هي غالبا الي قالتي أن نهر مش بتعرف تتحرك طب يلا نشوف الوضع إية و إشرب شاي معانا .
محمود : لا شكراً عندي شغل والأولاد قربوا يخرجوا من المدرسة فاعذريي .
عائشة : آسفة إني تعبتك معايا وشكراً جدآ والفلوس دين عندي .
محمود: ما تقوليش كدة يا ست رقية أنا بعتبرك أخت .
خبط علي البوابة ليجدها مفتوحة فيدخل بحذر محمود : غريبة لية البوابة مفتوحة ؟
لتخرج أم إبراهيم وهي تتعكز علي الحائط و تقول مين جاي الساعة دي دة يا دوب الظهر مآذن ؟
محمود : أهلا ست أم إبراهيم إستغربت البوابة مفتوحة .
أم إبراهيم : جيت أقعد مع نهر شوية ناخد بحس بعض إفتكرتك حد من صاحباتها مين القمر دي مراتك؟ ريحتك حلوة قوي حاطة إية ؟
محمود بضحك : ماعرفتهاش يا ست الكل دي رقية بس لسة مش فاكرة حاجة.
أم إبراهيم : العتب علي النظر يابني نظري بقي شيش بيش بس إية دة إنت قلعتي الطرحة يارقية لا يا بنتي عيب مايصحش وكمان لونتي شعرك .
عائشة : مين الخالة ؟ صفتها إية سيد محمود ؟
أم إبراهيم : أنا جارتكم و كنت معاك في كل ضيقة ليك من أول ولادة نهر لغاية دلوقتي بس إية جابك نهر قالت لقيتي أهلك إية جابك للهم دة ؟ لو أبو طويلة عرف هيجي يجرك من شعرك الملون الحلو دة .
محمود : قصدها علي مصطفي زوجك معليش أنا هحط الشنط في المضيفة و لازم أمشي إنت تتعاملي و لو حصل أي مشكلة معاك رقمي .
عائشة : تمام سيد محمود شكراً و التفتت لأم ابراهيم تعالي يا خالتي لو تحبي إشربي معايا شاي .
أم إبراهيم : لأ ما دام جيتي أنا هروح أقيل شوية و أبقي آجي باليل إن قدرت , بقولك نهر في أوضتها علي اليمين الباب الثاني بتذاكر روحي فرحيها و ما تخلصيش الريحة دي أنا حبتها ألقي أخد منها شوية و أنا رايحة الفرح كمان أسبوعين .
عائشة بإستغراب : ريحة إية ؟
أم إبراهيم : العطر إللي حطاة دة ريحتة حلوة .
عائشة : هو أنا مش كنت بحط برفيم .
أم إبراهيم : الحق لله ديما نظيفة يا بنتي زي نهر بس كبيركم صابونة بريحة بصي أنا همشي وإنت إقفلي البوابة من جوة ساعة و لا اثنيعن و هتلاقي أنهار أو رانيا جايين سلام بقي .
عائشة : إية صابون بريحة دي كمان ؟
خرج محمود من الداخل مع خروج أم إبراهيم
محمود : خلاص الشنط كلها في المضيفة سلام أنا .
عائشة : معلش يعني إية صابون بريحة ؟
محمود بابتسامة : صابون إستحمام بيفرق عن صابون غسيل الاطباق بأن لة ريحة بيسموة كدة هنا هتحتاجي حاجة قبل ما أمشي .
عائشة : لا شكرا .
ذهبت عائشة للمضيفة فتحت شنطة لها بصعوبة و أخرجت كرولكس بدل من حذائها الرياضي و مشت في الطرقة للباب الغرفة الثانية مفتوحة الباب .
لتقول نهر : كل دة يا تيتة مين جة بترغي معاة كل دة ؟
لتقف عائشة علي الباب و تقول : مش وحشة الاوضة هتتحبسي فيها الإسبوعين الجايين .
لتلتفت اليها نهر و تقول : آنة ! إنت حقيقة ولا تهيؤات ؟ (وتحاول أن تقوم فتقع العصي فتحاول أن تلتقتها لكنها تفلت ولا تستطيع أن تاخذها ) .
اتنظر إليها عائشة نظرة عتاب و تقول : مش هوطي و أساعد واحدة بتكذب علي امها مش كدة يا صاحبتي ؟
نهر : حضرتك رجعت لك الذاكرة ولا إية ؟
عائشة : خمني؟
نهر بعد أن جلست كما قبل علي كرسي مكتبها: ما رجعتش طبعا روووقة مش بتزعل مني رووقة بتخودني في حضنها من غير تفكير و آة بالنسبة للعقاب أنا كدة كدة محبوسة في الأوضة زي ما إنت شايفة كدة و مش إسبوعين غالبا أكثر المهم مال دراعك سلامتك لية علية الداعمة دي ؟
عائشة : شرخ في الساعد و تمزق في الكوع .
نهر بإبتسامة : سلامتك آنة لكن لية ؟
عائشة : عدم حسن تقدير مني دخلت في حيطة و معرفتش أوقعها .
نهر : لية تدخلي في حيطة قصدك ما شوفتهاش كنتي مستعجلة و بتجريي فدخلتي فيها ؟
عائشة : مش دورك تسألي و فكريني بعد ما تخفي أحبسك في الأوضة علشان تفكري ألف مرة قبل ما تكذبي عليا .
نهر : طب لية رجعتي لما لاقتي اهلك و مين قالك إني بنتك و مين وصلك هنا ؟
عائشة : مش هريحك و مش هجاوبك علي حاجة عارفة لية علشان إنت مش صحبتي و كذابة .
نهر : بصي رغم أنك هادية بس انا عارفة أن نفسك تاخديني في حضنك فتعالي ما تتكسفيش أصلي مش قادرة آجي ليك .
عائشة : عاوزة أنام شوية لان ساعة أو اثنين و دراعي هينتهي منة المسكن أنام فين ؟
نهر : هنا او في أوضتك إلي جنب دي زي ما تحبي بس أوضتك ما دخلتهاش من أكتر من أسبوعين فمش عارفة كويسة ولا لأ.
عائشة : أكتر من أسبوعين أكيد مش نضيفة هنا فية تراب كتير أوك كملي مذاكرتك و هاتي التلفون دة .
نهر :التلفون لية طيب ؟
عائشة : علشان تركزي في دراستك و مش هنام هنا هاخد غطا بس .
نهر : إتفضلي التلفون و فية في أوضتك غطيان علي فكرة و مدت أيدها بالتليفون
عندما مدت عائشة يدها أمسكت نهر يدها و قالت : وحشتني اوي آنة الحمد لله إنك بخير بغض النظر عن إيدك لكن فرحت إني شوفتك .
خطفت عائشة الموبيل منها و قالت : برضو مش مسامحاك علي لعبك بيا و إنك تتفقي مع سينام عليا .
نهر بتعجب : سيناااام!!!! قولتيلي أنا عارفة إنها هتعترف من أول بصة منك ليها.
عائشة : لا أنا سمعتها و هي بتكلمك بس بعد كدة واجهتها و حذرتها إنها تتصل بك .
نهر : فهمت ؛ وأنا كما ما رضتش إتصل بها لتعرف إني تعبانة و تقلق كان لازم ألاحظ أنة وضع مش طبيعي كل دة ما إتصلتش بيا مش زعلانة منها لاني عارفة هي قد إية متعلقة بك و ما تقدرش تزعلك .
عائشة : رايحة أنام مش عاوزة إزعاج.
نهر : حاضر آنة .
إتجهت عائشة إلي نهر و ٱنحنت و رفعت العكاز من الأرض و وضعتة بجانب نهر مع إبتسامة نهر الشاكرة لأمها نظرت لها عائشة بغضب : دة بس مساعدة مريض أوك .
مشت عائشة بتجاة المضيفة لأنها قررت أن تنام بها وهي تقول :اية دة بقي ؟ لية مشتاقة كدة عليها ؟ باين عليا هعاقب نفسي مش هعاقبها الحمارة دي ريحتها جننيتني خليتني عاوزة أحضنها بجد ؛ يا تري ممكن يكون دة الصابون بريحة و لا دة قلب الام ؟
دخلت و نامت علي كنبة في المضيفة فقد كانت متعبة بعد حوالي ساعة و نصف كان هناك من يدق بشدة علي البوابة الخارجية إنتبهت عائشة لتقف و تقول إية الإزعاج دة هو أنا مش هعرف أنام ولا إية ؟
ذهبت و وقفت أمام البوابة و لم تفتحها
ليظهر من يقف من الجهتين لتجد أمامها فتاتين .
عائشة : نعم مين إنتم كمان ؟
أنهار : إنتي إللي مين ؟ إحنا زمايل نهر .
رانيا : هي نهر تعرف حد نظيف قوي كدة , دة إنتي مزة .
أنهار : كل إلي تعرفهم نهر ناس نظيفة بس مش بالجمال دة صراحة ما عدا خالتي رقية قمر .
رانيا بانتباه: خالتي رقية ؟ إنت خالتي رقية صح ؟ بس شيلتي الطرح و صبغتي شعرك والله ما صدقتش البت نهر لما قالت إنك هتيجي دي مانيمتنيش إمبارح قولت أضغاث أحلام .
عائشة : نهر كانت عارفة إني جاية ؟ مين قالها؟
رانيا : عمي أحمد قالها حتي قالها تستحملك علشان إنت زعلانة منها .
عائشة : مين أحمد دة كمان و عرف منين ؟
رانيا : أوبا….. كدة يا خالتي عمو أااااااحمد ! ابو نهر جالها في الحلم باليل .
عائشة : آآآة المرحوم معرفوش ، بس يالاة الله يرحمة بقي, وإنتم مع السلامة عاوزة أكمل نومي و.ما تجوش النهاردة تاني و مشيت .
أنهار ورانيا بصوا لبعض.
أنهار : احنا إتطاردنا , و من علي البوابة دي حتي ما فتحتش البوابة .
رانيا : طلعت علينا العرق التركي الله يكون في عونها نهر شكلها مش طايقة نفسها حتي , يلا نروح و نبقي نيجي بكرة او بالليل نعمل إننا هنذاكر معاها .
أنهار : بتقولك هتنام و قافلة البوابة نهر لو عازت حاجة هتعمل إية ؟ دي بتروح الحمام بالعافية.
رانيا : و إحنا هنعمل إية ؟ما زي ما إنت شايفة ما تخافيش هي في الآخر أم و ربنا يستر بقي .
مشيت كل واحدة علي بيتها .
اتصل عبد الله بعلي أخوة ليحكي لة ما حدث و قرر علي أن يزور نهر و أمها ليلا لكن إتصل كي يخبرهم .
علي إتصل برقم نهر لآنة لا يعرف رقم أمها الحالي .
لتتافف و تقوم من نومها و ترد علي التلفون و لم تنتبة أنة موبيل نهر .
عائشة : أيوة مين ؟
علي : إزيك يا خالتي انا علي .
نظرت للموبيل و إنتبهت أنة لنهر .
عائشة : أيوة عاوز إية يا علي ؟
علي : كنت عاوز آجي لكم النهاردة و أطمئن عليكم ممكن ؟
عائشة : لأ مش ممكن أنا عاوزة أنام و اليوم أوف يعني راحة أوك .
علي : مش هعطلكم هي خمس دقائق بس أطمن عليكم .
عائشة : قولت لأ و مش عاوزة كلام كتير .
علي : طيب حمدا الله علي سلامة حضرتك هاجي بكرة أن شاء الله المغرب سلام يا خالتي .
اغلق الخط قبل أن تجيبة لانة خاف أن ترفض مجيئة غدا.
عائشة : إية الرخم دة ؛ طب آدي التلفون و أغلقتة و رجعت تنام ما هي إلا نصف ساعة حتي قامت من النوم بتعب في يدها .
ذهبت إلى غرفة نهر .
نهر : مساء الخير آنة حضرتك عاوزة حاجة ؟
عائشة : عاوزة اخد الدوا و مش عارفة من إيدي أفتحة وليا حقنة مش عارفة مين ممكن يعطيهالي و جعانة جدآ هنعمل إية ؟
نهر بإبتسامة : بصي أنا إيدي سليمة هديك الحقنة و الدواء أما الأكل فأنا كمان جعانة جداً تيزة إنتصار عاملة أكل كتير في الثلاجة هنسخن منة .
عائشة : إنت بتعرفي تدي حقن ؟
نهر : طبعا بعرف دا أنا لغاية دلوقتي ناس بتطلبني أديلها حقن بيقولوا إيدي خفيفة و كنت بأديك كمان لما تتعبي .
عائشة و هي تعطيها كيس الأدوية : مين علمك ؟
نهر : إشتغلت فترة في صيدلية و تعلمت هناك.
عائشة : بمناسبة الشغل إنت مش هتشتغلي تاني إنت ملزمة مني علي الأقل في الدراسة شغلتك مذاكرتك و تفوقك علشان هتتحاسبي عليهم آخر السنة .
إلتقطت منها الكيس و أخرجت الأدوية و الحقن .
نهر : تاخدي الحقنة الأول و بعدين تأكلي و الأدوية بعد الأكل, دة بس قبل الأكل ماشي .
عائشة : ماشي يا دكتور أعتقد إنك عاوزة تكوني طبيبة صح .
نهر : كنت من وأنا صغيرة كان حلمي أكون و أساعد الأطفال بالذات بس غيرت حلمي من شهور و بقيت عاوزة أكون مهندسة .
عائشة بإستغراب : لية مهندسة ما دام طول عمرك نفسك بطبيبة .
نهر و قد ملأت الحقنة : إنبهرت صراحة بحاجات معمارية جدو عبد العزيز بابا عمو أمجد حببني في الآثار الفرعونية والرومانية و حتي الإغريقية و كمان الإسلامية و قرأت كتير فيهم وحبيت المجال دة ؛ دة غير المباني الحديثة إلي شوفتها في شرم و القاهرة و مباني سيوة و أنا أصلا عاشقة للأشكال الهندسية والهندسة و كمان الكمبيوتر فلسة ما قررتش عمارة ولا أنافسك و أدخل كمبيوتر ساينس .
عائشة : لا منافسة إية ؟ أنا كنت طالبة صحيح كنت مجتهدة لكن ما إشتغلتش و الدنيا إتغيرت دي سينام فتحت لي دنيا جديدة علي الموبيل و عرفتني حاجات كتير و إيمري كمان عرفني شوية برامج مش عارفة لسة هتدرب عليهم .
نهر : زي اية البرامج دي ؟‌
عائشة : زي اوفيس وبور بوينت وارد وإزاي أفتح النت وأدور علي معلومة أو إبعت ميل أو حتي أكلم حد أون لاين .‌
نهر : دي كلها حاجات بسيطة لو قابلتك حاجة مش عرفها أسأليني و هجاوبك باذن الله .‌
عائشة : بتتكلمي جد ؟
نهر : جد الجد كمان انا إشتغلت في سايبر في البلد إلي جنبنا و كمان محل لتصليح الموبيلات و الكمبيوتر و اللاب اعرف مبادئ كتير في الهارد و السوفت ويير .
عائشة : تمام لما ناكل و تخلصي مذاكرة إبقي أستفيد من خبراتك .
نهر : أوك أنا كلي تحت أمرك .
أعطت لها الحقنة و إستغربت رقية من خفة يدها وساعدتها في النهوض و الوصول للمطبخ أخرجت نهر بعض الأشياء من الثلاجة و بدات بتسخينهم .
نهر: بصي مش هنقدر ناخد الاكل و نروح بية الترابيزة هناكل هنا إية رائيك ؟
عائشة : المهم ناكل هنا هنا , لكن المطبخ دة ضيق قوي هنقعد فين ؟
نهر : فية كرسي أهو نقعد علية و ناكل علي رخامة المطبخ ما تخفيش إحنا الإثنين رفعين هنعرف نقعد .
ساعدت نهر أمها في الأكل لأنها يدها اليمني لم تمكنها من الأكل و أعجب رقية من حنية نهر عليها و مساعدتها .
أكلوا وونهر عملت الشاي و شربوا الشاي و خرجوا من المطبخ .
عائشة : مش هنغسل الاطباق ؟
نهر : لا رانيا او أنهار هيغسلوهم مش هنعرف ناقف علي الحوض أكيد هيجوا بالليل .
عائشة : أنا تقريبا طردهم كنت عاوزة أنام .
نهر : هيجوا أكيد بالليل نذاكر مع بعض عربي و دين كدة كدة المنهج عندنا واحد فيهم ؟
عائشة : هنشوف روحي إنت أوضتك وأنا هحاول أريح شوية .
عندما أتت أنهار ورانيا ليلا أدخلتهم عائشة مع التنبية عليهم أن لا يضعوا وقتهم بالكلام و يذاكوا جيدا كما أن أنهار أتت و معها بعض الفطير و الجبن الطازج و طلبت منها عائشة وضعة بالمطبخ .
و حاءت أيضا أم إبراهيم و جلست مع عائشة ساعتين لم تتوقف خلالهما عن الحديث و كانت تستمع إليها بإستغراب من هذة السيدة التي لم تدع لها أي فرصة للكلام .
بعد فترة طلبت نهر من رانيا الخروج و شراء بعض الزبادي و العيش فامها لا تحب العشاء الثقيل و العيش أيضا نفذ من البيت و يجب وجود العيش صباحا و خرجت و عندما أتت رأت عائشة ما أحضرت فاخبرتها رانيا أن نهر طلبت منها ذلك لحب عائشة للزبادي ليلا و إبتسمت عائشة لها بحب و شكرتها و أعجبها إهتمام نهر بما تحب فهي تري الاهتمام من ابنتها وتري في عينيها حبها الشديد لها و عدم إعتراضها علي أي شي تقولة لها عائشة بل إنها دائمة الإبتسامة في وجه أمها رغم تهديد عائشة المستمر لها بالعقاب تذكرت سينام أيضا و حبها لها و تبسمت و قالت الظاهر أن رقية عرفت تربي نهر و سينام بس فشلت في تربية عمر أكيد لان مصطفي إدخل في تربيتة .
إنتهت كل من أنهار ورانيا من المذاكرة مع نهر و خرجوا .
دخلت عائشة إلي نهر حجرتها و معها كيس بة زبادي و موزتين وبرتقالتين .
عائشة : بصي مش عرفت أجيب صينية الأكل فجبت دول لو جوعتي ممكن تروحي المطبخ تعملي حاجة تاكليها وأنا هاكل معاك .
نهر و هي تنظر إلي ما تضع رقية علي مكتبها : عمرك ما سمحتي نأكل في أوضة النوم .
عائشة : كل شيء لة مرة أولي يتعمل فيها و إحنا الإثنين مرضي يبقي لية لأ ؛ إحنا حتي مش عارفين نودي الأكل علي التربيزة و اكلنا في المطبخ و بعدين زبادي و فاكهة مش أطباق كلي كلي .
نهر بابتسامة : أوك آنة كويس إنك جبتي معلقتين معاك و كدة كدة احنا دائما بنتعشي خفيف .
عائشة : بقولك اية انت فاضية تقعدي تتكلمي معايا شوية و لا عندك مذاكرة .
نهر : لا خلصت مذاكرة و مش عاوزة أنام فاتفضلي .
عائشة : إنت مش بتروحي المدرسة زي زميلاتك لية ؟
نهر : هنا المدرسة الثانوي في بلد جنبنا بيفصلها عننا ترعة صغيرة من هنا للمدرسة من ربع لتلت ساعة مشي و في حالتي مش قادرة أمشي صدري و رجلي ما يسمحوش أمشي المسافة دي .
أخذت نهر الزبادي و فتحت و أعطت واحدة لأمها ثم أخذت واحدة لها و هي تتكلم .
عائشة : فهمت طيب إنت بتحبي قاعدت البيت و لا عاوزة تروحي المدرسة خالي بالك لو روحتي أكيد هتتعبي شوية .
نهر : مش بحب قاعدت البيت لكن لو هتكوني معايا في البيت يبقي أكيد هحب البيت .
عائشة : أنا أكيد مش هعقد معاك وقت طويل لأني هتعلم و أشتغل شوية كتير .
نهر : أنا متعودة علي وجودي برة البيت فترات طويلة لأني كنت بشتغل من وانا ست سنين لكن حضرتك وحشاني جدا فأحب أقعد معاك و بعدين أنا مش بدلع أنا فعلا مش قادرة أمشي . ‌
عائشة : ممكن تحكي لي عن كل حاجة حصلت من ساعة ما و دعتيني في المطار و لية مصطفي إتجنن و ضربك علي حد علمي كنتي إستقريتي هنا أكتر من أسبوع .
حكت لها نهر كل ما حدث .
أفهم من كلامك أن إنتصار و عبد الله و علي أكتر ناس هنا بتثقي فيهم غير طبعا جدك عبد العزيز وأمجد بيك والسيد محمود .
نهر : أيوة و حضرتك بتعتبري تيزة إنتصار زي أختك و بتعزي علي وعبد الله قوي .
عائشة : خلاص إتكلمنا و حكينا حاولي تنامي يلا أنا هعمل كام مكالمة و أنام .
نهر : لسة بدري الساعة يا دوب تمانية .
عائشة : هعمل المكالمات و أشوف هنعمل إية .
نهر بفرحة : هتتامي معايا زي زمان .
عائشة : سريرك ضيق مش هنرناح مع بعض و بعدين مش بحب أنام جنب حد .
نهر : ما كنتش بيجي لك نوم من غيري .
عائشة : دي رقية مش أنا حاولي تفهمي أنا غير, خرجت من الغرفة و إتجهت للمضيفة و أخذت تلفون نهر و إتصلت برقم علي .
علي : الوة نهر عاملة إية كنت عاوز أطمن عليك بس خالتي رقية قالت لأ إنت كويسة ؟
عائشة : إنت مش ملاحظ إنك لما إتصلت أنا إلي رديت عليك مش نهر التلفون مسحوب من نهر المهم عاوزاك تعملي خدمة .
علي : اؤمري يا خالتي .
عائشة : أولا تقول لي مدام عائشة أنا لسة بتعرف عليك و بلاش خالتي رقية ؛ ثانيا عرفت من نهر إنك دكتور و عندك عربية فأنا هحتاج منك حاجة لكن لازم قبل ما أقول إية هي تعرف إني هدفع تمنها اوك .
علي : بعد إلي عرفتة من عبد الله عن زيارتك و إلي عملتية مع عمي هقول حاضر إتفضلي قولي .
عائشة : محتاجة كرسي متحرك يكون سهل الحركة و خفيف و عجلة قوي مش إلكتروني و لا بيمشي بالريموت زي ما شوفت في النت لأن دة غالي و مش هنستفاد منة أهم شي خفيف و سهل الحركة و قبل ما تسال لية هقولك علشان مش حمل رغي كتير لأني قررت نهر تقعد علية و أوديها المدرسة منها تستفيد من شرح المدرسين و تسأل لو مش فاهمة حاجة و كمان تغير جو وتشوف أصحابها .
علي : تمام حاضر بس أنا دلوقتي في العيادة في البلد و في مرضي و علي ما أخلصهم و أروح طنطا مش عارف هلاقي حد فاتح أو لأ .
عائشة : تمام تجيبة بكرة و لما تيجي هاتة معاك و زي ما إتفقت معاك هتاخد تمنة و بالمناسبة هات معاك أخوك وأمك لو عاوزين ييجوا علشان مش هسمح بزيارات كل شوية هيكون يوم الجمعة بس و بكرة عرض خاص للزيارة و بلاش تجيب حد تاني فاهم مش هستقبل حد تاني علشان ما يحصلش إحراج لحد فينا فاهم و لا ما أعتمدش عليك ؟
علي : فاهم يا خالتي , آسف يا مدام عائشة حاضر .
عائشة : تمام شكراً يا دكتور سلام .
علي : سلام و لو سمحتي بلغي سلامي لنهر بعد إذنك يعني .
عائشة : أوك و أغلقت الهاتف و هي تقول إية حكايتة مع نهر دة كمان , داهية ليكون معجب بيها لا عائشة معجب إية دة كبير عليها أعتقد ممكن يكون متجوز كمان أو خاطب أكيد بيعتبرها زي أختة .
إلتقطت موبايلها و إتصلت بايمري. وفتح الخط
إيمري : مساء الخير يا أوزعة .
عائشة : تصدق أنا ممكن أقفل السكة في وشك دلوقتي .
إيمري : لأ خلاص دة أنا عاوز أطمن عليكم إنت ونهر شوفيتها .
عائشة : أيوة المسكينة وشها باين علية الضرب لسة مع أن عدي أكتر من أسبوع و لسة واجعها رجلها و صدرها .
إيمري : أفهم من كدة إنك عفوت عنها و مش هتعاقبيها .
عائشة : لأ طبعا إلي غلط يتعاقب بس أجلت العقاب علي ما تسترد صحتها , حقيفي إيمري بقاوم ما أخدهاش في حضني بس عاملة فيها فيروزة هانم أمي و ماسكة أعصابي بالعافية .
إيمري : دة غلط عائشة البنت محتاجة لك دلوقتي بما إنك قولتي متبهدلة و الحيوان جوزك إفتري عليها صدقيني هتندمي .
عائشة : لأ إيمري لازم تفهم أن ما ينفعش تكذب علي امها مهما حصل أنا غير أنا ما ليش غيرها و هي مالهاش غيري لازم يكون في ثقة بينا .
إيمري : كانت بتحاول تحميكي علي حساب نفسها و بعدين إنت ليك إبن و لا نسيتي و تركتية و جيتي هنا وإنت عارفة أن ليك إبن .
عائشة : لو جرالها حاجة وأنا عرفت بعدين إنها بنتي تعرف تقولي ساعتها شعوري كان هيبقي إية ؟ و بعدين ابني لية اهل يعني كان في حماية , إيمري أرجوك مجرد الكلام في الموضوع بيتعبني المهم إنت سافرت أنقرة و لا لسة في اسطنبول .
إيمري : لا نديم طلب مني لقاء معاة و أنا حددت بكرة فهقابلة بكرة و ما أقلش عاوزني في إية .
عائشة : مش محتاجة تفكير هيسألك عني عرفتني إزاي و هيحاول يعرف معلومات عني ، إيمري أنا وثقت فيك و هو أعطاني مهلة شهر أرجوك بلاش تخليني أندم وآة نهر طلع عندها فكرة عن البرامج و النت و هتعلمني شوية حاجات فيها يعني قريبا هبدا أشتغل و تبعت لي شغل ولا غيرت رايك ؟
إيمري : لأ ما غيرتش رائي و علي فكرة أنا ما حاولتش إتصل قولت ترتاحي و تقعدي براحتك مع بنتك .
عائشة : تصدق عاوزة تطلع مهندسة البت مصممة تحط الماضي قدام عنيا؛ لأ و إية بتفكر في هندسة معمارية زي بابا و نديم تصدق ؟
ليضحك إيمري و هو يقول : تخيلي كدة نهر بتدرب أو تشتغل تحت ايد برهان اغا و فيروزة هانم .
عائشة : فيروزة هانم قسم إنشائي مش معماري ؛ ووالدي ممكن يدربها و يعلمها بهدوء و لطف لكن أمي عصبية مش عارفة إيمري مش حابة أظهر في حياتهم دلوقتي خالص ,عاوزة أفهم الأول الدنيا هنا ماشية إزاي و بعدين أقرر أعمل إية .
إيمري : العمر قصير عائشة و بيمر بسرعة أحسن تدفي بحضن عيلتك وتتحامي فيهم مش تبعدي .
عائشة : لو مش واخد بالك هما خلاص نسيوا حد إسمة عائشة وبقي عندهم احفاد بيجهزوا لهم مكانهم في الشركة لكن مجرد ظهوري هيعمل مشاكل لهم في كل شئ, ثم افضل اعيش حاليا مع بنتي وابني اللي باذن الله هيرجع لي , بدل ما اعيش والكل يحسب عليا أنفاسي و لا مش واخد بالك أن العلاقة هتكون مش طبيعية مع عمران و نديم و كمان ولادهم إلي أكيد هيحسوا أن لهم شركاء في عرش برهان أغا ايمري اقفل من فضلك انا تعبت كلام وسلم لي علي سينام وحشتني قوي علي فكرة .
إيمري : ما فيش حد تاني وحشك .
عائشة : لأ إيمري ما فيش خالص .
إيمري : عائشة أنا حطيت لك في شنطتك شوية مجلات فيها شوية أخبار و صور عن عيلتك هنا .
عائشة إبتسمت بألم : ما أنا ممكن أعرف إلي عوزاة من النت إيمري ماتشغلش نفسك بيا خالينا أصدقاء و أخوات .
إيمري : لو فاكرة أنا قولت لك زوجتي السابقة كرهتني في الصنف كلة فأنا بعمل إللي أي أخ و صديق بيعملة بنصحك بالي شايفة صح يعني واضح معاك من الأول لعلمك لولا أن سينام من نفس الصنف يمكن عمري ما كنت إهتميت بست .
عائشة : تقريبا إيمري زي ما بيقولوا الطيور علي أشكالها تقع أنا كمان بعد ما شفت مصطفي كرهت الصنف كلة مع أن فية ناس كويسة برضو زيك وأمجد بيك والسيد محمود بس يا أخي كرهت برضوا الرجالة المهم تصبح علي خير لاني تاخرت علي نهر .
إيمري : اوك عائشة أبقي طمنيني عليكم كل ما يبقي فية فرصة وتصبحي علي خير .
أغلقا الهاتف وكل منهم يفكر فيما سيفعلة غدا .
ذهبت عائشة لنهر و أعطت لها الهاتف و هي تقول إتصلي بأي حد من صحباتك يعدي علينا الصبح قبل المدرسة .
نهر : لية هروح ازاي ؟
عائشة : مش إنت أنا الي هروح أقابل المدير و المدرسين و لاني ما أعرفش الطريق هروح معاهم الصبح .
نهر بتفهم : مش بيقابلوا أولياء الأمور إلا بعد الساعة عشرة و نصف الصبح بدري صعب و مش مسموح و بعدين مش محتاجة تعرفي الطريق حضرتك بس تواقفي أي توكتوك و تقولي لة االمدرسة الثانوي هيوديك هي واحدة بس في البلد إللي جنبنا .
عائشة : إية توكتوك دة .
نهر : حاجة كدة بين المتوسيكل و العربية الصغيرة .
عائشة : البتاع الأسود أبو ثلاث عجلات دة .
نهر : هو فعلا , لية هتروحي المدرسة طيب ؟
عائشة : بعدين هتعرفي يلا علميني أي حاجة قبل ما تنامي ؟
نهر : علي اللاب و لا الموبيل ؟
عائشة : عندك لاب و لا أجيب إلي معايا .
نهر : معايا لاب و حضرتك كنتي أحيانا بتفتحية و نعملي علية حاجات كتير و أخرجت من جانب المكتب شنطة و أخرجت منها الاب
ماذا سيحدث سنكمل غداً .

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية أسرار الماضي لبنت ناس)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى