روايات

رواية المتاهة القاتلة الفصل الثامن عشر 18 بقلم حليمة عدادي

رواية المتاهة القاتلة الفصل الثامن عشر 18 بقلم حليمة عدادي

رواية المتاهة القاتلة الجزء الثامن عشر

رواية المتاهة القاتلة البارت الثامن عشر

المتاهة القاتلة
المتاهة القاتلة

رواية المتاهة القاتلة الحلقة الثامنة عشر

أنزلت “ماريا” قدميها في المياه ورجعت بجسدها إلى الخلف، أغمضت عينيها بتعب، ثوانٍ وأحست بحريقٍ في قدميها، حرارة الماء بدأت ترتفع تدريجيًا، فتحت عينيها بفزع عندما أحست بشيءٍ يسحبها من قدميها، صرخت بهلع وحاولت سحب قدميها لكن دون جدوى، اشتدت حرارة الماء وعلا صوت صراخها، كانت تطلب النجدة:
-رام، رام، حد يساعدني.
ركض “رام” نحوها بلهفة، صُعق من منظر مياه البحيرة كانت كأنها تغلي، أمسك “ماريا” من الخلف وسحبها بقوة حتى أبعدها عن البحيرة، كانت تبكي من شدة الألم، أمسك قدميها بلهفةٍ وخوف حين رأى قدميها قد احترقتا ولونهما أصبح أحمر، وكلما أمسك قدميها تصرخ من الألم، لا يعلم ما الذي يجب عليه أن يفعل، تركها وركض نحو إحدى الأشجار وجمع بعض الأعشاب ثم وضعها على حجرٍ وسحقها، حتى خرج منها بعض قطرات المياه، عاد لها مجددًا وأمسك قدميها، وقبل أن يضع عليهما مسحوق الأعشاب… قفز من مكانه كأن أفعى لدغته، تراجع إلى الخلف بصدمة ورهبة حين رأى قدميها سليمتين كأن لم يكن بهما شيء، اتسعت حدقات أعينهما وهما ينظران إلى قدميها التي أصبحت سليمة ليس بها شيء، أغمضت عينيها وفتحتهما عدة مرات، تحدثت بصدمة:
-إيه دا أنا مش مصدقة! الحروق راحت فين؟
بلع “رام” ريقه وتحدث وهو لايزال تحت تأثير الصدمة:
-أنا معرفش إيه اللي حصل، وازاي الحروق اختفت؟!
تأمل المكان باستغراب وقف واقترب من البحيرة، وضع يده في الماء وجده باردًا كالجليد، ظهرت علامة استفهام على وجهه وتحدث:
-الميه متلجة!
أجابته “ماريا” بدهشة:
-إيه؟ الميه فعلًا كانت باردة، بس لما حطيت رجلي جواها بقت بتغلي.
أخذ نفسًا عميقًا وهو يمسح بيده على رأسه، تأكد أن هناك أمرًا غير عادي، يبدو أن المتاهة لم تنته والرعب ما زال مستمرًا، وقبل أن يتحرك من مكانه شعر بشيءٍ يسحبه إلى الخلف، تمسك برعب وتحرك نحو أصدقائه وهو ما زال في صدمته، تحدث قائلًا:
-احنا لازم نتحرك من هنا، المكان هنا خطير.
زفرت “دينيز” بضيقٍ وتحدثت:
-هنبقى على الحال دا لحد امتى؟ نمشي من مكان لمكان من غير ما نعرف احنا رايحين فين!
أجابها “جان”:
-مفيش بإيدينا حاجة، هنفضل كدا لحد ما نلاقي مخرج من المكان دا.
تحركوا من جانب البحيرة يسيرون داخل الغابة، فقط أصوات الذئاب والحيوانات هي رفيقهم في الطريق، لا يوجد أي بصيص أمل.. وبعد مرور يومين من السير سيطر عليهم التعب، لم تعد لهم طاقة للسير مجددًا، جلسوا لكي يلتقطوا أنفاسهم بخيبة أملٍ كبيرة.
اهتزت الأشجار على إثر رياح هبت من جهة، سمعوا أصواتًا بعيدة، أحسوا بالفرحة ووقف “رام” بسعادةٍ قائلًا:
-خلونا نمشي ورا مصدر الصوت، يمكن نلاقي حد يساعدنا.
تحدثت “ماريا”:
-حتى لو لاقينا حد مش هنروح له.
نظر إليها “رام” باستغراب، وتحدث بتساؤل:
-ليه يا ماريا؟!
ردت قائلة:
-أنت نسيت بيحصلنا إيه كل مرة؟ ممكن يكونوا وهم.
مسح وجهه بيده بتعب وقال:
-تعالوا بس نشوف في حد ولا لا.
بعد مدة من المحاولة، أخيرًا استمعوا له وذهبوا خلفه، بينما هو يتبع مصدر الصوت حتى وصل إلى مصدره، التمعت مقلتاه وفتح فمه بصدمة.
اتسعت حدقات أعينهم بفرحة ظهرت على وجوههم، حين رأوا مجموعة من الصيادين يحملون أسلحتهم.. من شدة الفرحة تحرك “رام” راكضًا نحوهم، كان يسرع الخُطا كي يصل إليهم، وعندما اقترب منهم ناداهم بصوتٍ عالٍ، التفتوا إليه سريعًا، فعلت الدهشة والاستغراب على وجوههم، رفعوا أسلحتهم في وجه “رام”، تراجع إلى الخلف ورفع يديه إلى الأعلى وتحدث قائلًا:
-اهدوا، أنا بس جاي أطلب منكم المساعدة.
نظروا إليه بتفحصٍ ثم نظروا إلى بعضهم البعض، حين سمعوا أصوات وقع أقدام تقترب منهم اقتربوا منه، وضع أحدهم سلاحه على رأس “رام” وتحدث بتساؤل:
-أنت مين؟ ومين اللي معاك؟ انطق.
نظر إليهم بتردد وقال:
-معايا صحابي، احنا محتاجين مساعدة.
ابتسم الرجل وهو ينزل سلاحه عن رأس “رام” وقال:
-نادي على صحابك، وأنا لو أقدر هساعدك.
نادى “رام” أصدقاءه بصوتٍ عالٍ فأتوا سريعًا ووقفوا خلفه، تحرك الرجل وبدأ يدور حولهم وعلى ثغره ابتسامة خبيثة، حتى وقف أمام “ماريا” وتحدث قائلًا:
-أنا أقدر أساعدكم، أنتوا عايزين تخرجوا من المتاهة دي؟
نظر إليه “رام” بضيق عندما رأى نظراته لـ”ماريا”، كوّر يده وأجابه قائلًا:
-أيوه، احنا توهنا جوا المتاهة دي ومقدرناش نخرج منها.
تحرك الرجل من أمام “ماريا” وتحدث قائلًا:
-تعالوا معايا للسفينة، هي على الشط بعيدة من هنا.
تحركوا خلفه، نظر “رام” إلى “ماريا” وجدها تفرك يديها بتوتر، استغرب من حالتها فاقترب منها وأمسك يدها، وتحدث بقلق:
-ماريا، أنتِ كويسة؟
تنهدت بقلق وأجابته:
-قلبي واجعني، أنا خايفة من اللي جاي.
تنهد.. فهو يتفهم قلقها، فكل الذي مروا به ليس سهلًا عليهم، والوثوق بأي أحد صعب في هذه المتاهة، تحدث يحاول أن يطمئنها:
-متخافيش، أنا معاكِ هفديكِ بروحي لو لزم الأمر، مش عايز أشوف نظرة الخوف اللي في عينيكِ دي، أنا معاكِ.
ردت عليه بابتسامة، فكلماته قد بثت الأمان بداخل قلبها المتعب الخائف الذي فقد الأمان، كلماته ليست مجرد كلمات تخرج من فمه، بل همسات تسافر من القلب ثم تستقر في الروح، بعد مدةٍ من السير.. وقفوا أمام الشاطئ، أحسوا بالحرية كأنهم كانوا في قفص وأخيرًا رأوا نور النهار واشتموا الهواء النقي، نظر إليهم الرجل وتحدث قائلًا:
-تعالوا اطلعوا على السفينة بسرعة، الجو هادي وممكن يتقلب في أي لحظة.
صعدوا على متن السفينة بفرحة، أخيرًا سيعودون إلى حياتهم السابقة من دون خوف أو رعب، تحركت السفينة بهدوء وسط الأمواج، تحدث “جان” بفرحة:
-أنا مش مصدق إننا خلاص خرجنا من المتاهة.
أجابه “رام”:
-بتمنى إن السفينة توصل بينا بسلام من غير ما يحصل حاجة.
بعد مدة من الوقت بدأت الشمس في الغروب، جلسوا يشاهدون غروب الشمس في هدوء حتى حل الليل، جلس كل واحدٍ منهم شاردًا يفكر في صمت، حتى قطع هذا الصمت صوت رجل خرج من أحد الأماكن، بدأ يتفحصهم بنظرات غير مريحة، حتى وقع نظره على “ماريا”، اقترب منها عدة خطوات وقال:
-تعالي معايا يا حلوة.
وقف “رام” أمامه بغضب وتحدث:
-أنت عايز منها إيه؟ اتكلم معايا أنا في اللي أنت عايزه.
حرك الرجل رأسه بعصبية وقال:
-أنا عايزها هي البيه طلبها، ابعد.
دفعه “رام” إلى الخلف بقوة، وتحدث بغضبٍ قائلًا:
-بلغ البيه بتاعك إن كلامه معايا أنا، وعينيك دي لو بصتلها مرة ثانية أنا هقلعهم من مكانهم.
ذهب الرجل غاضبًا، التفت “رام” إليهم وتنهد بتعب علم أنهم سيواجهون أمرًا آخر، يبدو أن تعبهم لم ينته بعد، تحدث قائلًا:
-الظاهر إننا وقعنا في مشكلة تانية مع الناس دي.
تحدث “جان”:
-رام، عينيهم على البنات، لازم نعمل حاجة.
ما إن أكمل كلامه حتى وقف أمامهم ذلك الرجل مالك السفينة يبدو عليه الغضب، كان الشرر يتطاير من عينيه، تحدث قائلًا:
-أنا طلبت البنت دي تيجي لعندي، ازاي تتجرأ وترفض.
اقترب منه “رام” وتحدث:
-وأنت ازاي تطلب مراتي، احنا طلبنا منك المساعدة مش إننا نسلمك واحد مننا.
أجابه وعلى ثغره ابتسامة خبيثة:
-أنا قبلت أساعدكم علشان خاطر الحلوة دي، وهاخدها.
مد يده كي يمسكها، “ماريا” كانت ترتجف، لكن قبل أن تصل يده إليها أمسك “رام” يده بقوة وضغط عليها، وتحدث قائلًا:
-الإيد اللي تمتد عليها أنا هقطعها، وإن كان على مساعدتك فهتاخذ فلوس مقابل المساعدة دي.
سحب يده بقوة وهو غاضب من تصرف “رام”، وصرخ في رجاله بأمر قائلًا:
-ارموه في البحر.

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية المتاهة القاتلة)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى