رواية ورد الصعيد الفصل الخامس والثلاثون 35 بقلم سلمى محمود
رواية ورد الصعيد الجزء الخامس والثلاثون
رواية ورد الصعيد البارت الخامس والثلاثون
رواية ورد الصعيد الحلقة الخامسة والثلاثون
صلوا على خير البريه وشفيعنا سيدنا محمد ﷺ♡.
__________________ ڪانت تستند برأسها للحائط وتُحاوط جنينها بحمايه بيدها اليُمنى وبيدها اليُسرى تُمـررها على جسدها تستشعر الدفئ بدل البروده التي تسري في اوردتها ، شعرت بشيئ يوضع على ڪتفها بعنايه لتشعر بالدفئ يتسلل لها لتبتسم بهدوء وتتنفس براحه، لتقبض جبينها بتعجب وهي تستنشق تلك الرائحه التي أثارت الغثيان داخلها لتضع يدها على فمها وتفتح عينيها وتتحرك للحمام مسرعه لتقف امام الحوض تُخرج ما في جوفها بعنف وهي تتألم وتبڪى.
اقترب منها بلهفه عندما لاحظ حالاتها ليسندها بهدوء وهو يمسد على ظهرها بخفه يهتف بقلق وهو يعاونها لتقف:
_ اهدي ياورد… اهدي ياحبيبتي… مالك في ايه…. ايه الي حصل… انتِ ڪويسه؟!
ابعدت ذراعه عنها والتفت للحوض تنثر بعض المياه على وجهها لتفيق، ليقترب منها يتسائل بهدوء:
_ مالك يا ورد…. تعالي نڪشف
نظرت له ببرود شديد وتحرڪت مُبتعده دون ان تُجيب عليه، لينظر لأثرها بغيظ ويتحرك خلفها بغضب يقبض رسغها بقوه وهو يديرها له:
_ اقفي هنا… هو انا مش بڪلمك؟! ازاي تسيبيني وتمشي ڪده!
دفعت يده بعيداً تردد بحده:
_ انا ڪام مره قولتلك ابعد عني وما تلمسنيش تاني… انت مش بتفهم
ابتسم بسخريه وهو يربع ساعديه:
_ لاء جاهل… فلاح… صعيدي ومخي جزمه قديمه… ولما اقول ڪلمه تتسمع
احتدت نظراتها وصرخت بغضب:
_ انت ايه يا اخي؟! عاوز مني ايه؟! فاڪرني لعبك في ايدك بتحرڪها زي ما انت عاوز انا تعبت… ابعد عني بقى… بقولك بڪرهك يا اخي
ابتسم ببرود يهتف بلامبالاه:
_ والله معلشي متجوزه واحد بتاع مصلحته… وانا مصلحتي لسه مخلصتش ياورد لما اخلص منها هرميڪي في الشارع
تحڪمت في دموعها و ابتلعت إهانتها بصعوبه وهتفت بڪبرياء:
_ وانا مش هستنى انا ابويا يفوق وهخليك تطلقني انا مش هقبل أعيش دقيقه تانيه على ذمته واحد زيك
ابتسم ببرود وهو يتحرك يجلس على الڪرسي يريح ظهره للخلف:
_ والله انا نفسي مش طايقك بس نعمل ايه… المصلحه يا هانم
همت بالاقتراب منه وخنقه لتجد ضرتها تتحرك في غنج ودلال واضح وتجلس جوار رحيم تربت على شعره بخفه:
_ مالك ياحبيبي فيك ايه؟! شڪلك مرهق وتعبان خالص
ابتسم بإيجاب يريح رأسه على ڪتفها يهتف يهتف بتعب:
_ اه يا ميار انا تعبان اوي…. اليوم ڪان مرهق جداً… حاسس ان ڪل حته في جسمي بتألمني
شهقت ميار بخضه وهي تعتدل تُدلك رأسه بخفه:
_ سلامتك ياحبيبي ان شاء الله الي ڪان السبب
قالتها وهي تطالع ورد التي ڪانت تنظر لهم بدموع وصدمه حطمتها لتتدمر وهي تراه يمسك يدها ويطبع قبله حانيه ويُهاتفها بعشق:
_ تسلمي ياحبيبتي ربنا يخليڪي ليا
ابتسمت ميار بسعاده وهتفت بلهفه:
_ وانا ڪمان بحبك اوي ياحبيبي
رمتهم ورد بنظرات إشمئزاز وتحرڪت مبتعده وهي تبڪي بعنف
اما ميار ابتسمت بخبث وهتفت مع نفسها:
_ واخيراً رحيم رجعلي وهرميڪي بره ياورد…. انتِ وڪل العيله
_______________________
جلست دنيا جوار زوجها وهي تربط رأسها بحجاب وتشده بقوه ليطالعها وهيب بدهشه:
_ في ايه يا دنيا ايه الي انتِ عاملاه في نفسك ده؟!
فرڪت جبهتها بألم:
_ مش قادره ياوهيب حاسه دماغي هتتفرتك من الصداع ومش عارفه اعمل ايه! مافيش علاج جايب نتيجه
ابتسم ببلاهه وهو يشير لمنظرها:
_ تقومي عامله ڪده وتبقي شبه الشحاتين على باب السيده
فتحت عينيها بدهشه:
_ نعم ياخويا؟! دا انا هطلع البلا الازرق ڪله على جتتك بس افوق بس
ابتسم بإستهزاء ليردد بتسائل:
_ اومال فين يزن وزين
_ مع فريده اخدتهم ويوسف ڪمان معاهم علشان تاخد بالها منهم… بس انا حاسه بيها… فريده مش مستوعبه الي حصل عاوزه تعيط مش عارفه… بتدور على ياسين علشان ترمي همومها عليه… ما لاقتش قدامها غير الولاد وبتحاول تنسى همها معاهم
عقد حاجبيه بدهشه ليتنهد بحزن:
_ متقلقيش ياحبيبتي ان شاء الله هيقوموا بالسلامه… مش بالسهوله دي ولاد الحُسيني يموتوا
تنهدت بوجع وتحرڪت من مڪانها:
_ انا هقوم انزل اعمل اڪل ونطلع على المستشفى ورد بقالها يومين ما أڪلتش
هز رأسه ايجاباً وتحرك خلفها
___________________
في الاسفل ڪان ياسين يتحرك للداخل وهو يسحب فارس خلفه يعنف يهتف بضيق:
_ ما تتهد بقى يافارس انا مش قادر عليك
دفعه فارس بحده يهتف بإنفعال:
_ يا ياسين انت جبتني ليه؟؟ ڪنت سيبني عليه وڪنت خلصت عليه الو*****ده
دفعه ياسين ليجلس:
_ اتهد بقى ياحيوان انا تعبت قولنا محتاجينه يبقى تقعد ساڪت وتخرس خالص
دخل جلال على اصواتهم العاليه وهتف بإستفسار:
_ في ايه يا ولاد؟! صوتڪم عالي إڪده ليه؟! وانتو عاملين إڪده ليه؟! حد اتعرضلڪم
صرخ فارس بشراسه:
_ محدش يفڪر يجرب مننا وانا ڪنت نسفته وفرغت الطبنجه فيه ياعمي
ازادت حيره جلال وهو يطالعهم بدهشه وهتف بحده:
_اومال ايه الي حصل حد يفهمني علشان ما اجلبش عليڪم يا ولاد راشد
هم فارس بالحديث وجسده متحفز لقتل احد الان ليهجم عليه ياسين وقد فاض به الڪيل من هذا المجنون ولڪمه في وجهه بعنف:
_ اقسم بالله لو سمعت صوتك انا الي هخلص عليك يا متخلف انت
اعتدل ياسين في جلسته يتنفس بعنف وبدأ بالحديث بهدوء نسبي وحڪى له ڪل مايعرفه وعلى علاقات وليد واعماله المشبوهه ومحاولته لتدمير الشرڪه والتعرض لنا أڪثر من مره وڪان رحيم في ڪل مره ينقذ الموقف متسبب لوليد بخسائر هائله، ڪان ياسين يتحدث بإنفعال شديد وڪيف ذهبوا للمخزن ليهجم فارس على فهمي بعنف دون ان يعطيه فرصه للتنفس حتى ڪاد ان يقتله
_ انا قلقان من سڪوت وليد والي أڪيد وراه مصيبه… عمي انا خايف على الي في البيت… احنا شاڪين ان وليد ورا الحادثه بتاعت جدي وعمي
انتفض جلال بغضب يهتف يصراخ:
_ ازاي ڪل ده يحصل من ورا ضهري؟!…. ازاي مڪانشي عندي علم بڪل ده؟! ازاي خبيتوا علي مصايب ڪتيره زي دي؟! انتو عاوزين ترموا نفسڪم في النار واحنا بنتفرج عليڪم!! انتم اتجننتوا
اقترب منه فارس يربت على ڪتفه بهدوء:
_عمي اهدي ڪل حاجه بخير
قاطعه جلال بغضب وهو ينفض يده بعيداً عنه:
_ متنطجشي الڪلمه دي تاني مافيش حاجه بخير… احنا بخطر…. مافيش حاجه هتحصل من ورا ضهري تاني وڪل حاجه هڪون على علم بيها
هزوا رأسهم ايجاباً فجلس جلال بوهن وهو يضع رأسه بين يده فاقترب منه ياسين يهتف بحزن وحاول ان يواسيه:
_ اهدي ياعمي والله هيڪونوا بخير متقلقشي
دخل راشد وهو يستند على عصاه الابنوس بضعف ليقترب منه فارس يستنده بلهفه:
_ مالك يابوي انت ڪويس؟! انت ڪنت فين؟!
اجابه بوهن شديد:
_ جلسه ڪنت بحڪم فيها مڪان ابوي وڪان لازم احضرها
جلس جوار اخيه يهتف بضعف:
_ ڪنت حاسس بوجع وانا رايح اجلس مڪانه واحڪم بين الناس مڪانه…. انا اڪتشفت اننا من غيره ولا حاجه… انا خايف على ابوي جوي
ربت جلال على ڪتف اخيه يهتف بمواساه:
_ متجلجشي ياخوي هيجوم بالسلامه
امن راشد على دعائه ونظر لياسين:
_ اطلع يا ولدي لفريده دي هاريه نفسها عياط طول اليوم…
قاطع حديثه صعود ياسين للأعلى بلهفه
ابتسم راشد بخفه ونظر لابنه الاخر:
_ وانت ڪمان يا ولدي اطلع لمرتك اطمن عليها وشويه وهنروح المستشفى نشوف جدك وعمك
هز رأسه ايجاباً وصعد للأعلى
_______________________
فتح باب الغرفه بعنف يدور بعينيه بلهفه يبحث عنها ليجدها تجلس في الشرفه والصغار حولها تحادثهم بدموع:
_ شوفتوا الي حصل… ابويا سابني… خلاص هيسيبني في الدنيا لوحدي… انتو عارفين انا بحبه قد ايه؟! اڪتر من ياسين جوزي والله… دا النفس الي بتنفسه
ابتسم بيأس وهو يتنفس الصعداء عندما وجدها بخير، اقترب منها يهتف بسخريه:
_ طفله بتڪلم اطفال ياربي
رفعت رأسها تنظر له بغيظ تنفخ وجنتيها ڪالأطفال، ليضحك بقوه عليها واقترب يجلس جوارها يسحبها لاحضانه يشدد من عناقها بقوه، لفت ذراعيها حول رقبته تتنفس بعمق وهو يمسد على ظهرها بحنان مرت دقائق وهي صامته حتى احس بوجود شيئ خاطئ، حاول انا يخرجها من احضانه ولڪنها تشبثت به بقوه ليرفع يده بإستسلام وعاود يربت عليها بهدوء، ليشعر بإهتزاز جسدها بخفه داخل احضانه و شعر بدموعها الساخنه تغرق رقبته وتشدد من احتضانه بقوه لتخرج منها شهقات عنيفه حاولت التحڪم بها ولڪنها لم تقدر، يوم ڪامل تبحث عن احضانه لترتمي بها تفرغ فيها شحنتها المڪبوته، واخيراً وجدتها لتتعالى شهقاتها بعنف تريد الحديث ولڪن لا تقدر.
وجدت في البڪاء ملاذها وطريقتها الوحيده للتعبير عن الوجع التي تشعر به عندما وجدت والدها في هذه الحاله المأساويه الصعبه والاصابات تملئ جسده، ولاول مره تنادي على والدها ولا يسرع لضمها لاحضانه ويحقق رغباتها.
الان تنادي عليه لتجد السڪون من والدها تصرخ بوجع بدلاً عنه، ڪيف انصاب بڪل تلك الجروح؟! هل تألم؟! هل صرخ وأنّ من الوجع؟! هل هبطت دموعه حزناً؟! اه عنيفه خرجت من اعماق قلبها بوجع وقهر.
والاخير ظل يربت عليها وترڪها تفرغ ما بي داخلها حتى تهدئ، يعلم انا ما مرت به ليس بالهين، فڪيف ترى السند والامان لها نائماً ساڪناً ولاينهار، وخصوصاً وهو يعلم
مدى تعلقها بوالدها.
ظل يربت غلى ظهرها يخفه يهمس لها بڪلمات حانيه علها تهدئ
نظر للصغار ليجد ڪلاً منهم في دوامته فالصغير زين ڪان يستند بجسده ڪله على يديه يحبو بخفه ويسقط ڪل ثواني ويصدر تذمرات طفوليه ويزن يحمل سياره في يده يحرڪها في الهواء وهو يصرخ بسعاده ويوسف ڪان يحمل لوح من الشڪولاته ينظر له بإنبهار تام وڪأنه يراه لاول ومع ڪل قطعه يقضمها ڪان يطلق صيحات مستمتعه
ليبتسم بخفه ويحاوط زوجته ويتحرك بها للسرير و وضعها عليه بخفه وتحرك مبتعد لتتشبث به بقوه تفتح عينيها في هلع تردد بخوف:
_ رايح فين يا ياسين متسبنيش
ربت على رأسها بخفه يررد بهدوء:
_ هودي العيال لفارس وجايلك ياحبيبتي
هزت رأسها بتوتر ليسرع يحمل يزن وزين ويتحرك للخارج وخلفه يوسف ليقف امام غرفة فارس يطرق باباها بهدوء يحادث الصغار:
_ فارس هيفرح اوي لما يشوفڪم
فتح فارس الباب وما ان رأهم حتى اغلق الباب في وجهه بعنف
ليبتسم ياسين ببلاهه يحدث يوسف:
_ يوسف هو فارس قفل الباب في وشي ولا انا بيتهايألي؟!
ضحك يوسف بإستمتاع وطرق طرقات قويه بالنسبه له وهو يصرخ بقوه:
_ فايييس…. فاييييس… اتح باب ( فارس فارس… افتح الباب)
فتح فارس الباب وهو يطالعهم بغيظ شديد وهتف بحنق:
_ عاوز ايه يا سئيل انت
ابتسم ياسين بإستمتاع و وضع الصغيرين في احضانه وانحنى يهتف ليوسف بڪلمات ليصرخ الصغير بقوه ويتحرك للداخل:
_ ديييد انام عاڪيى…. دييد بيتي ( هدير انام معاڪي…. هدير حبيبتي)
نظر فارس له بغيظ:
_ تنام مع مين ياقصير انت خود يالا…. بس يابني عيني حرام عليك ارحمني
قالها بغضب لزين الذي ڪان يستڪشف عين فارس وهو يضع اصبعه فيها وڪلما زاد صراخ فارس ڪلما زاد ضحڪات الصغيرين
لينظر لياسين بحده يصرخ بغيظ:
_ منك لله يابن الحُسيني
ابتسم ياسين ببرود يجيبه وهو يتحرك عائداً لمحبوبته:
_ منك انت ڪمان ياحبيبي
دخل ياسين غرفته رأها منڪمشه على نفسها تبڪي ليتحرك يندس جوارها ضامماً اياها لاحضانه يرتل من القرأن بصوت عذب جميل حتى شعر بإستڪانة جسدها ونومها لينام هو الاخر بإرهاق
___________________________
تحرك تجاهها يحمل في يده حقائب طعام، وضعها امامها وجلس جوارها وهتف بهدوء:
_ يلا علشان تاڪلي ياورد… انتِ بقالك ڪام يوم ماڪلتيش…. وهتتعبي ڪده
ضحڪت بسخريه والتفت له تجيب بإستهزاء:
_ مش معقول اڪيد بتهزر… معقول تڪون خايف عليا؟! مش معقول هو انت عندك قلب يخاف اصلاً…. دا حجر يارحيم بيه ياحُسيني
وضع الطعام من يده بعنف يردد بضيق:
_ احنا مش هنخلص من الاسطوانه دي بقى؟! وڪل يوم تقولي نفس الڪلام؟! مش بتزهقي طيب!! ما انا قولتلك الي فيها ياورد وان ڪل ده ڪان هدف وعاوز اوصله بس اعجبت بيڪي وبعدين حب…
قاطعته بحده تردد ببرود:
_ اياك تنطقها على لسانك تاني او تقول انك حبيبتني… لانك محبتنيش انت ڪنت بتتسلى بس، واديك اهو اتسليت وقضيت وقت حلو فا سيبني بقى اعيش حياتي
عقد جبينه بعدم فهم:
_ قصدك ايه بڪلامك ياورد…. اوعي تڪوني
هزت رأسها ايجاباً تردد بإبتسامه مستفزه:
_ انت فاڪرني هوقف حياتي عليك ولا ايه تبقى بتحلم…. انت متعرفتش انا شايفاك ازاي دلوقتي… انت قليت من نظري جامد…. واڪيد مش هقعد ابڪي على الاطلال…. انا لسه صغيره والف مين يتمناني
قبض على يده بعنف، ثواني وڪان يفك حصار يده يقبض على عنقها هي يهتف بإبتسامه مختله:
_ حبيبة قلبي انتِ والله ياورد… اول مره اشوف ميت عاوز يتجوز ويعيش حياته
نظرت له بفزع ليهز رأسه بالإيجاب يبتسم بخبث:
_ قبل ما تفڪري تعملي ڪده هڪون واقف بنفسي باخد عزاڪي ويبقى الله يرحمك
ضربت يده بعنف حتى يفك حصار قبضته من على رقبتها، ليترڪها بهدوء لتبتعد عنه بحده وهي تدلك رقبتها بألم تصرخ بغضب:
_ انت مختل… اڪيد مريض نفسي ولازم تتعالج يارحيم… وابعد عني وسيبني في حالي ومالڪشي دعوه بحياتي
صرخ بحده وهو يهز رأسه نافياً:
_بحب احلامك اوي ياورد…. انسي اني افڪي سلاسلي الي مقيداڪي…. تؤتؤ… انتِ هتفضلي جمبي ڪده لا طايله سما ولا طايله ارض
ضرخت بقوه وغيظ:
_ انا بڪرهك يارحيم
_ مش اڪتر مني ياحبيبتي والله
التفت توليه ظهرها تقف امام غرفة والدها وجدها تطالعه بحزن، رفعت يدها تتلمس الزجاج تهمس بحزن:
_بابا… انا محتجالك اوي… متسبنيش بالله عليك… مش هقدر اڪمل من غيرك… انا ماصدقت لاقيتك… ماصدقت لقيت الامان والدفا… مصدقت لاقيت حضنك اترمي فيه من قسوة الدنيا…. مصدقت لقيتك يابابا تقف في ضهري واحڪيلك ڪل الي جوايا وانت تطبطب عليا وتطمني وتقف في وش الدنيا تحميني منها…. انت اقوى من اني اشوفك ضعيف ڪده يابابا…. قوم يا طه قوم يابابا… انا جمبك وڪلنا جمبك…. ڪلنا محتاجينك جمبنا…. ڪفايه جدو يابابا…. صدمتنا مش سهله…. ڪلنا ضعفنا واحنا شايفينڪم ڪده…. فوقوا علشان خاطرنا ڪلنا محتاجين ليڪم
التفت برأسه لتجده يقف جواره ويضم ميار لاحضانه يقبل رأسها ڪل حين يطالعها بعشق… تعرف هي تلك النظره جيداً
لتلتفت تنظر لوالدها وجدها تهتف بوجع ودموعها تغزو وجهها خرجت منها بنبره مقهوره:
_ انا محتجاڪم قوموا…. بالله عليڪم قوموا وماتسيبونيش لوحدي
شعرت بأحد يحاوطها من ڪتفها لتلفت برأسها لتجده اخيها يطالعها بحنان وانحنى يطبع قبله على جبينها يهتف بثقه:
_ متقلقيش ياحبيبتي هيقوموا بخير ان شاء الله متقلقيش… وانا جمبك مش هسيبك
شددت من احتضان اخيها تستمد منه الامان وهو يربت عليها بخفه
بعد قليل وصلت العائله لتسارع رجاء من خطواتها وتقترب من ادهم تهتف بسرعه:
_ ادهم يابني طمني ابوك عامل ايه هو ڪويس صوح؟! مفاجشي ليه لحد دلوق؟!
ربت على ڪتف والدتها بهدوء يحاول استحضار ڪلماته ليخبرها بحالة والده وجده، ڪيف يخبرهم بصعوبة حالتهم، ليحمحم بهدوء يردف بعمليه:
_ متقلقيش يا امي هي مسألة وقت مش اڪتر وهيڪونوا بخير
نظرت له بعدم تصديق ليبتسم بهدوء يهز رأسها بإيجاب… تسأل راشد بهدوء وهو يستند على زوجته:
_ في امل يا ادهم ولا ايه؟! انا شايف حالتهم منيح وعارف ان مافيش امل
هز أدهم رأسه نافياً يهتف بسرعه:
_ لاء ياعمي مش ڪده بعد الشر عليهم… انا قولت انها مسئلة وقت…. لان اصابتهم مش سهله ومتصابين في مناطق حيويه… واحنا بنعالجها… وطبعاً مش ڪلها مره واحده علشان منخسرهومشي
هز راشد رأسه ايجاباً بينما جلال تحرك لابنته يهتف بسخريه:
_ ومن امتى الحب ده ان شاء الله
التفت له رحيم بدهشه وهتف بهدوء:
_ في حاجه ياعمي
صرخ جلال بحده:
_ عمى الدبب انت وهي… ايه الي انا شايفه ده؟! ومن امتى ان شاء الله؟!
اقتربت ميار من والدها تهتف بحده:
_ بابا في ايه… رحيم جوزي.. حرام يحضني والله ايه
اخرج جلال صوت ساخر من حنجرته ليرفع رحيم حاجبيه للأعلى ويعاود ليضم ميار لاحضانه يهتف بهدوء:
_ تعالي ياحبيبتي علشان تاڪلي انتِ مأڪلتيش حاجه من الصبح
قبلت وجنته بخفه تهتف بسعاده:
_ يلا ياحبيبي علشان تاڪل انت ڪمان اڪيد تعبان
هز رأسه ايجاباً يتحرك خلفها، ليشتم جلال بقوه يهمس:
_ بدأت تلعب من ورايا يابن راشد… بس هتندم
_________________
تحرڪت للخارج تجيب على الهاتف تهتف بهدوء:
_ انا ڪويسه ياوليد والله متقلقشي
اجابها بقلق وتوتر:
_ معلشي ياورد سامحني… انا دوشتك بأسألتي بس دا من قلقي عليڪي… انا اصلاً مش مصدق اني بڪلمك دلوقتي
_شڪراً ياوليد على اهتمامك
ابتسم بسعاده يجيب:
_ وانا تحت امرك دايماً وقت ماتحتاجيني هتلاقيني
حمحم بتوتر يتسأل:
_ هو انا ممڪن اقابلك ياورد…. عاوز اطمن عليڪي… اشوف بعنيا انك بخير
ابتلعت ريقها بقلق:
_ ماشي ياوليد
انهت معه المڪالمه تتنهد بهدوء ، التفت لتجد اخر شخص تتمنى رؤيته الان
احتدت ملامحها بشده وقبضت على يدها تحاول ان تظهر جامده ولڪن داخلها يصرخ خوفاً
ابتسمت بخبث:
_ ايه ياورد هتفضلي واقفه ڪده ڪتير…. مش هتسلمي على امك
احتدت نظرات ورد اڪثر وامتلئت عينيها بالڪره لتلك السيده:
_ انتِ عاوزه مني ايه وايه الي جابك هنا
اقترب منها عفاف تحتضنها وتبڪي بعنف:
_ سامحيني يابنتي انا اذيتك ڪتير… بس غصب عني…. ڪانوا بيهددوني
خرجت من احضانها تنظر لها بدهشه:
_ انتِ بتقولي ايه مين ڪان بيهددك
نظرت لها بخوف:
_ مقدرشي يابنتي لو قولت هيحرموني منك وانا مقدرشي ڪنت بضطر انفذ ڪلامهم
نظرت لها ورد بحزن:
_ تعرفي انا اتعذبت قد ايه بسبب الي عملتيه فيا؟! تعرفي انا ڪنت محتجالك قد ايه ومحتاجه حضنك
نڪست عفاف رأسها بحزن وهتفت بخزي:
_ ڪنت بتألم اڪتر منك وبتوجع بس ڪل ده ارحم من انهم ياخدوڪي مني
ارتمت ورد في احضانه تبڪي بحزن:
_ تعالي نمشي من هنا… مش عاوزه اعيش هنا تاني… نطمن على ابويا ونمشي
_ ابوڪي عامل ايه دلوقتي فيه تحسن؟!
هزت ورد رأسها نافياً لتهتف عفاف بتأڪيد:
_ ابوڪي يفوق ونطمن عليه وهاخدك ونمشي من هنا هبعدك عن الدنيا ونعيش في امان
هزت ورد رأسها ايجاباً والتفت حولها تهتف بتوتر:
_ انا هدخل بسرعه قبل ماحد يلاحظ غيابي
هزت عفاف رأسها تربت عليها بخفه لتتحرك ورد للداخل
وتمسح عفاف دموعها تهتف بضيق:
_ غيبه وهتفضل طول عمرها غبيه
____________________
عادت للداخل لتجد رحيم يقترب منها يتسأل بقلق:
_ انتِ ڪنتي فين وخرجتي تڪلمي مين؟!
فزعت من هجومه المفاجئ ولڪن هتفت بهدوء:
_ بڪلم الي بڪلمه شيئ مايخصش
تحرڪت مبتعده وترڪت يڪاد ينفجر غضباً، وتحرڪت هي لمڪتب جميله لتصطدم مما رأته وتجمدت مڪانها
_______________________
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية ورد الصعيد)