رواية الدهاشنة 2 (صراع السلطة والكبرياء) الفصل الثامن والعشرون 28 بقلم آية محمد رفعت
رواية الدهاشنة 2 (صراع السلطة والكبرياء) البارت الثامن والعشرون
رواية الدهاشنة 2 (صراع السلطة والكبرياء) الجزء الثامن والعشرون
رواية الدهاشنة 2 (صراع السلطة والكبرياء) الحلقة الثامنة والعشرون
الصدمة أحياناً تجرد الشخص من الشعور بما حوله، فيفقد عدة حواس وأهمهما السمع، هكذا كان حال “حور”، ترى شفتيها تتحرك ولكن أذنيها لا تستمع لشيئاً، فكيف تمكنت من فعل ذلك؟
والأصعب من التخيل بتلك اللحظة هو ما سيكون ردة فعل عمها حينما يعلم أمراً هكذا! كسرت أخيراً حواجز صدمتها التي تعرقل حديثها، لتجبر لسانها المتصلب على الحديث:
_إنتي بتقولي أيه! متجوزة إزاي؟
بكت بصوتٍ مسموع وهي تتمسك بيدها وتردد بتوسلٍ:
_أبوس إيدك يا”حور” إوعي تقولي لحد.. إنتي عارفة بابا و”آسر”ممكن يعملوا فيا أيه!
جذبت يدها بالقوةٍ منها ثم قالت بقسوةٍ:
_ومخوفتيش منهم ليه من البداية قبل ما تعملي كده، مفكرتيش في اللي ممكن يحصل لأهلك لو حاجة زي دي إكتشفوها، ولا “أحمد” اللي المفروض فرحه كمان أسبوعين هيكون وضعه أيه لما يعرف إن خطيبته متجوزة في السر!
وصرخت بها بإنفعالٍ:
_إنتي دمرتيه ودمرتينا كلنا، إزاي مفكرتيش في وضع عمي، الكبير اللي كلمته مسموعة ويتخاف منها، إزاي هيقدر يرفع عينه في عين الناس اللي هو حاكم بينهم!
واستطردت بنظرةٍ حملت معاني التقزز بأكملها:
_إنتي رخصتي نفسك يا “روجينا”.
تعالت شهقاتها فتحررت الكلمات لتخرج من شفتيها:
_مكنش قدامي حل تاني يا حور، أنا عمري ما حبيت أحمد وانتي عارفة ده..
قاطعتها بحدةٍ:
_مبتحبهوش يبقى تفسخي الخطوبة، تقوليله الكلام ده وهو هيتقبل الموضوع لكن تكسريه وتكسرينا بالطريقة دي!!!
أجابتها بصراخٍ منفعل:
_قولت لماما وحاولت أفسخ الخطوبة بس هي مكنتش قابلة ده، لحد ما بدأت أقتنع إنه نصيبي، بس غصب عني يا حور وقعت في الحب اللي كنت فاكراه مش موجود وهو كمان بيحبني ومستعد يعمل أي حاجة عشاني.
حاولت التحكم في إنفعالاتها، فأرهنت ذاتها الخطى خلف حججها الفراغة، لتبطلها فقالت:
_ولو هو فعلاً بيحبك بجد مجاش ليه بيطلبك من عمي ويدخل البيت من بابه حتى لو كان هيواجه عوائق كتيرة بس على الأقل هيكون أخف من المصيبة دي.
بدى الإرتباك عليها، فقالت بتوترٍ:
_مهو…. آآآ… أصل.. آآ..
تعجبت من ترددها بالحديث، فقالت بضيقٍ:
_أصل أيه!
تهربت من التطلع لعينيها وهي تبوح عن كنايته:
_جوزي يبقى”أيان المغازي” يا “حور”..
جحظت عينيها في صدمةٍ يصعب وصفها ببضعةٍ كلمات، الا يكفيها صدمتها بزواجها، لم تجد سوى الزواج من عدو أبيها وعائلتها، فشلت”حور” بالضغط على نفسها بالحديث، فتركتها وكادت بمغادرة الغرفة، فأسرعت “روجينا” خلفها وهي تسألها بخوفٍ:
_رايحة فين… وليه متكلمتيش!
قالت بسخطٍ:
_هتكلم أقول أيه أنتي مخلتيش في كلام يتقال، فوق مصيبتك اللي عملتيها ملقتيش غير ابن المغازي اللي تتجوزيه، وأنتي عارفة بالعداوة اللي بينا وبينهم، بلاش دي مهمكيش انهم اللي قتلوا جدك!
أوضحت كلماتها الاخيرة وكأنها ستمحي بها العار والهوان الذي الحقته بعائلتها! :
_”أيان”مالوش ذنب باللي حصل وهو أكدلي ده..
هزت حور رأسها بصدمةٍ:
_أنا مش قادرة أصدق اللي بسمعه ده، إنتي أيه يا شيخة مخك ممسوح، مبقاش عندك عقل تفكري بيه!
وقالت قبل أن تهم بالخروج:
_أنا حقيقي بشفق عليكي وعلى اللي هيجرلك بسبب أفعالك، لأن اللي تبيع أهلها بالرخيص صعب حد يشتريها..
وتركتها وغادرت لغرفتها بعدما وضعت حاجز الصمت بينهما، وكأنها لم تعد تحتمل سماع صوتها الذي بات نقمة على مسمعها.
*******
بغرفة “يحيى”.
تأوهت بألمٍ بعدما أفرغت ما تناولته، فعاونها”يحيى” على التمدد على الفراش، ثم تمدد جوارها وهو يمسح على شعرها برفقٌ، فقالت بصوتٍ واهن:
_أنا هفضل تعبانه كده على طول يا “يحيى”!
إبتسامته الجذابة لم تتركه يوماً حتى تتركه الآن، إبتسم ويديه مازالت تربت على خصلات شعرهة المنسدلة على وجهها وهو يردد بحنانٍ:
_معلشي يا روح قلبي، فترة وهتعدي وهتبقي زي الفل.
ذمت شفتيها وهي تردد بطفوليةٍ:
_مأنا بسمع الكلام وبأخد الدوا أعمل أيه تاني بس!
ضحك بصوتٍ مسموع، ثم ضمها لصدره وهو يهمس لها:
_تنامي بدري ده كمان هيفيدك..
ثم استطرد بمكرٍ:
_وخصوصاً إن بكره يوم مميز.
عقدت حاجبيها بأستغراب:
_أيه اللي هيحصل بكره!
أجابها بحماسٍ:
_بكره هيكون هنا فرح كبييير.. مش أنتي بتحبي الافراح؟
صفقت بيدها بفرحةٍ:
_بجد!…. خلاص هنام بدري عشان أصحى بدري.
ثم أغلقت عينيها وهي تخبره بحزمٍ:
_بلاش تكلمني بقا عشان عايزة أركز في النوم عشان يكافئني ويصحيني بدري..
كبت ضحكاته وهو يردد بصعوبةٍ من بينهما:
_حاضر..
ثم أغلق المصباح المجاور إليه، فضمها لصدره، وأغلق عينيه هو الأخر بإستسلامٍ..
******
الظلام الذي يغطي غرفتها هين بالنسبة لما يبتلعها بداخله، حملت يدها علامات لأظافرها التي تضغط على ذراعيها بقوةٍ، فكانت تحتضن جسدها وتهزه بإنفعالٍ ودموعها تهبط دون توقف، كلما تتذكر احتضانه لها ولمسة يديه المقززة التي لطالما مقتتها، خربشت ذراعيها باظافرها وهي تدبدب بجسدها بصراعٍ تغمدها للمرة التي لا تتذكر عددها، وكأن هذا النذل أراد أن يكسر حبها الذي أنار وجهها وجعلها تترقب لحظات وجودها لجوار من أحبت، تعمد أن يذكرها بماضٍ كان هو السبب خلف بقاياه التي مازالت تحتفظ به إلى الآن، ظلت تلك المسكينة تبكي حتى صباح اليوم التالي، ذاك الصباح الذي من المفترض لها أن يكون من أجمل ما يكون، كان ليلاً حالك لها لما فعله هذا اللعين، وجدت “تسنيم” يدها تتحرك تجاه هاتفها لتمسك به ثم ضغطت على زر الاتصال به ولم يعنيها أن الساعة الخامسة صباحاً، كل ما أردته أن تستمع لصوته علها تغفل قليلاً، أو على الأقل تزورها السكينة التي حرمت منها، انتظرت سماع صوته بلهفةٍ هاجمتها كالوحش الجائع، حتى ارتوت بحنان عشقها حينما استمعت لصوته الناعس وهو يقول:
_لسه صاحية لحد دلوقتي يا حبيبتي..
حبيبتي… كلمته تلك كالبلسم الشافي لجروحها التي تخفيها عن العالم بأكمله، أطبقت بأسنانها على شفتيها السفلية وعينيها مطبقة بقوةٍ تحتبس دمعاتها وتتحكم في كبت شهقاتها حتى لا تصل إليه، شعر “آسر” بأن هناك خطباً ما خلف صمتها هذا، فتساءل بلهفةٍ:
_”تسنيم” إنتي كويسة؟
تحرر صوتها الذي كبت بداخلها لساعاتٍ ظنت فيها بأنها فقدت النطق، فهمست بصوتٍ شاحب للغاية:
_أنا عايزة أشوفك..
رغم غرابة طلبها وبالأخص بذلك الوقت الا أنه نهض عن فراشه، ثم أسرع لخزانته ليجذب جاكيت الترنج الرياضيي، ليرتديه على بنطاله ثم خرج من غرفته ليتجه اليها غير مبالي بعادات وتقاليد الصعيد، ليس مهتماً حتى لسؤالها عن سبب طلبها لرؤيته، كل ما يفكر به بأن محبوبته تحتاج إليه وعليه الوصول إليها في الحال.
صعد “آسر” لسيارته، ثم تحرك بها حتى وصل أسفل منزلها، ومازالت معه على الهاتف، تعجبت “تسنيم” كثيراً حينما استمعت لصوته بعد فترة طويلة من الصمتٍ:
_أنا تحت البيت يا حبيبتي.
ذهلت لسرعته بتلبيةٍ طلبه الغريب، فقالت بعدم تصديق:
_بجد!
إبتسم وهو يخبرها بعذوبة صوته:
_تحبي أطلعلك ولا تنزلي إنتي!
جسدها الذي فقد القدرة على الحركةٍ، إستعاد نشاطه فركضت مسرعة لشرفتها، لتتأكد مما قال، فتفاجئت به بالأسفل يشير إليها من نافذة السيارة ويغمز لها بعينيه، رددت بالهاتف وعينيها مازالت مسلطة عليه:
_مش مصدقة إنك وصلت بالسرعة دي ونفذت طلبي الاهبل من الأساس.
مال برأسه على حافة النافذة ورأسه مرفوع لأعلى تجاهها، ثم قال:
_إنتي لو في أخر الدنيا هتلاقيني قصادك وقت ما تحتاجي وجودي جنبك يا “تسنيم”.
ابتسمت بخجلٍ، وودت لو ظلت عمراً بأكمله هكذا، تتطلع إليه فقط، فماذا ستريد أكثر من ذلك، استندت بجسدها على باب الشرفة وهي تتأمله بهيامٍ، فإبتسم وهو يردد:
_مكنتش أعرف إن شعرك حلو أوي.
جحظت عينيها بصدمةٍ، فرفعت يدها تلقائياً على شعرها المتدلي على كتفيها، ربما من الحالة النفسية العصيبة التي اختبرتها أنستها جميع من حولها حتى نفسها، كادت بأن تهرول للداخل ولكنها استمعت لصوته الرخيم يناديها:
_”تسنيم”.
استدارت تجاهه، تتطلع اليه وأذنيها تستمع للهاتف بإهتمامٍ، فوجدته يمنحها ابتسامة عذباء ومن بعدها كلماته البطيئة:
_إنتي مراتي.
سيطر الخجل على معالمها، ومع ذلك بقيت محلها، كأنها تحاول استكشاف القوانين الجديدة التي ستباح له يعدما حرمت على الجميع، نعم هو الآن زوجها، استقامت تسنيم بوقفتها في خوفٍ، حينما وجدت أبيها يخرج من المنزلٍ ويدنو من سيارة”آسر”، فتابعت ما يحدث بقلقٍ من أن يحرجه أبيها..
********
بالأسفل..
كان العم” فضل” يستعد للذهاب للحقل باكراً قبل أن يأتي الأقارب لمنزله للإحتفال بالعروس، فتفاجئ بسيارة “آسر” من أمامه، فإقترب منه ثم إنحنى على نافذة السيارة قائلاً بإستغرابٍ:
_”آسر”، بتعمل أيه إهنه دلوقت يا ولدي!
خرج من السيارة وهو يصافحه قائلاً ببسمةٍ هادئة:
_إنت اللي رايح فين على الصبح كده يا حج..
قال بابتسامةٍ صغيرة:
_رايح أشوف شغلي قبل ما الدنيا تظيط اهنه، أنت بقا اللي بتعمل أيه السعادي.
تطلع “آسر” تجاه شرفتها ثم قال بمكرٍ:
_إنت عارف إن المخطوبين بيحبوا ينكفوا في بعض، وده اللي حصل بينا، فقولت ميصحش يبقى الحنة النهاردة وفرحنا بكره وأسيبها زعلانة مني،وزي ما أنت شايف جبت بعضي وجيت لأجل ما أنول الرضا..
تعالت ضحكات العم فضل، فقال بصعوبة بالحديث:
_والله ما قصرت يا ولدي، بس مش هتنول حاجة طول ما انت قاعد في عربيتك اكده، لازمن تدخل وتقعدوا مع بعض كده قاعدة صفا قبل ما المعازيم والحبايب يتلموا.
وأشار له بتتابعه ثم دث مفاتحه بباب المنزل، فولج للداخل وهو يشير اليه قائلاً:
_تعالى يا ولدي، إدخل..
ظل محله بالخارج وهو يردد بحرجٍ:
_ميصحش يا عم فضل، أنا همشي وهنبقى نقعد بليل مع بعض..
انكمشت تعابيرها بغضبٍ:
_كلام ايه اللي بتقوله ده، انت بقيت جوز بنتي وواحد منينا، يعني تدخل الدار في الوقت اللي تحبه، ادخل بدل ما ورحمة الغالي ازعل منك زعل واعر.
ولج آسر للداخل قائلاً بمرحٍ:
_طب وعلى أيه، ادينا دخلنا اهو هاتلنا العروسة نصالحها بقا ونتكل على الله قبل ما حد يحس بغيابي.
منحها نظرة صارمة تتبعها قوله الحازم:
_يمين تلاته ما هتمشي غير لما نفطر سوا.
ضحك على طريقته بالحديث ثم قال بإحترامٍ:
_زي ما تحب.
وإتبعه “آسر” لغرفة الضيافة، ثم جلس ينتظرها بلهفةٍ، فما هي الا دقائق معدودة حتى وجدها أمامه، انعقد حاجبيه بتعجبٍ حينما رأى عينيها المتورمة من أثر البكاء، فرفع يديه ليتفحص ما أسفل عينيها وهو يردد بقلقٍ:
_في أيه يا حبيبتي؟ إنتي كنتي بتعيطي!
بلعت ريقها بتوترٍ من قربه منها، فتراجعت للخلف قليلاً، ثم جلست على الأريكة التي يجلس عليها وهي تجيبه بثباتٍ زائف:
_لا أنا بس زعلانه عشان هسيب بابا وماما..
رفع آسر يديه ليحتضن بها يدها، ثم قال بحنان:
_ليه هو أنا همنعك عنهم، عمر ده ما هيحصل أبداً، الوقت اللي تحبي تجيلهم فيه تعالي حتى لو هتيجي كل يوم..
رسمت ابتسامة فاترة رغم دموعها التي هبطت رغماً عنها، فسمح لنفسه تلك
المرة بمسحها وهو يردد بحبٍ:
_أنا مش عايز أشوف غير ابتسامتك تاني فاهمة؟
منحته إبتسامة صغيرة، ومازال دمعها يتلألأ بعينيها، فشعر “آسر” بحاجتها للبكاء، فاقترب منها وعينيه تراقب رد فعلها بتركيزٍ، ثم أسند جبهته على جبهتها، ليهمس جوار أذنيها بحبٍ:
_عمري ما هعمل حاجة تزعلك أبداً ولو زيارتك لوالدتك هتفرحك هسيبك تروحي كل يوم صدقيني.
رفعت عينيها تجاهه، فحاربت عواصف فريدة من نوعها، شعر آسر بأنها ترتجف بقوة، فجذب يدها ليقربها اليه، حتى ضمها لصدره، تبلد جسدها بعواصفٍ يصعب وصفها، ولكن أهمهما بأنها لم تتضرر من احتضانه لها، بل تمنت لو ظل العمر بأكمله هكذا، فكانت مشتتة للغاية تختبر مشاعر مختلفة، أذنيها تلتقط صوت نبضات قلبه التي منحتها الطمأنينة، والغريب بالأمر أنها لم تحاول حتى إبعاده بل غفلت بإحضانه تستئنس احساس الأمان الشي شعرت به، فسحبها النوم بدفء أحضانه، بعدما قضت الليل من دون نوم، استغل “آسر” قبولها لحضنه حصن لها، فرفع خصلة من خصلات شعرها المتدلي من خلف حجابها الموضوع بإهمالٍ، ثم شم عبيرها وعينيه مغلقة بقوةٍ، باتت بأحضانه بتلك اللحظة هل كان يتوقع حدوث ذلك، ظل “آسر” يحتضنها حتى مرت أكثر من أربع ساعات أعدت فيهما والدتها الطعام، وحينما ولجت للغرفة وجدت ابنتها غافلة بأحضانه، فقالت بخجلٍ:
_يلا يا حبيبي الفطار جاهز، صحي “تسنيم عشان تفطروا.
رد عليها بابتسامةٍ هادئة:
_لا سبيها تنام عشان تكون فايقة بليل..
ابتسمت وهي تردد:
_بس على الاقل تاكل لقمة.
قال ويديه تربت على وجهها:
_لما تصحى إبقي اعملي اللي يريحك..
ابتسمت وهي تراقبه من بعبدٍ خاصة بعد أن رفض تناول الطعام وفضل البقاء لجوارها حتى استيقظت من غفلتها بعد ساعات طويلة، فوجدت ذاتها مازالت غافلة ، فتساءلت بصدمة:
_يا خبر أنا نمت إزاي!
ابتسم وهو يجيبها بمكرٍ:
_السؤال ده تسأليه لنفسك، عموماً أحسن حاجة عشان تبقي فايقة بليل..
منحته ابتسامة مشرقة، ثم استأن بالانصراف بعدما اتطمئن عليها..
*****
توافد الجميع على منزل الغريس، فاليومٍ هو بداية لفرحة الغد، نصبت خيمة كبيرة أمام منزل كبير الدهاشنة وضع بها طعاماً ولحوماً استقبالاً لتلك المناسبة الهامة، فعمت الالحان ثرايا القصر بأكمله، ليشارك الشباب الفرحة، حينما نهضوا كلاهما ليتبادلون الرقص الشرقي مع العريس، وجولات متعددة باستخدام العصا، وبالأخص”بدر” و”آسر”، فكان كلاً منهما يتألق بجلباب صعيدي من اللون الأبيض وعمة وضعها “فهد” بنفسه على رؤسائهم وكأنه يعزز من مقدرهما أمام الناس..
تسللت “تالين” على سطح المنزل ثم اخذت تلتقط فيديوهات خلسة لرقص الشباب جميعاً، حتى “فهد” و”سليم” و”عمر” شاركوهما الرقص بالعصا، انتهت تالين من التصوير ثم هبطت للفتيات التي تستعد للتحرك لحنة العروس، لتشير لحور بهاتفها بخبث:
_كله تمام يا ريس، اتصوروا كلهم..
قالت بفرحة هي الاخيرة:
_كويس عشان نتفرج كلنا هناك..
وتحركوا جميعاً لمنزل “تسنيم” حيث كان يضم احتفال نسائياً صغير، فاجتمعت الفتيات بصحبة “رؤى” في غرفة “تسنيم” ليعرض من امامهما حفل الحنة الخاص بالشباب فرأت كلا منهما معشوقها وهو يتألق برادئه الذي زاد من وسامته، وبعض من مقاطع الفيديو لرقصاتهم الرجولية التي كانت اغلبها تعتمد على الرقص بالعصا لتبرز قوة بنيتهم واستعراضها امام حشد هائل من الرجال بمبارزة اعتمدت على العصا..
كانت الاجواء بالمنزلين يغمرها الفرح والسعادة نقيض قلب “روجينا” المكسور، غمرها حزناً قاتم فجلست بمفردها شاردة، حائرة بعدما تلقت اتصالاً هاتفياً من احد المعامل بالقاهرة، فقد روادتها بعض الشكوك قبل سفرها بأيامٍ لذا اردت قطعها فتوجهت لاحدى المعامل واجرت إختبار يخص الحمل وربما التهائها بامور السفر انساها الذهاب لمعرفة النتيجة، فتذكرتها حينما غلبها حالة متكررة من الغيثان الصباحي لذا اتصلت بهما هاتفياً ليأكدوا لها صدق شكوكها وانها بالفعل حامل بأسبوعين!…
تحمل الان ببطنها مصيراً مجهول، سيقيد العائلتين بدمارٍ لا حد من نهايته سوى بيد شخصاً واحد، ترى هل سيكون سبب في نجاتها أما هلاكها!…
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية الدهاشنة 2 (صراع السلطة والكبرياء))