روايات

رواية عنبر 11 الفصل الأول 1 بقلم هاجر نور الدين

موقع كتابك في سطور

رواية عنبر 11 الفصل الأول 1 بقلم هاجر نور الدين

رواية عنبر 11 الجزء الأول

رواية عنبر 11 البارت الأول

عنبر 11
عنبر 11

رواية عنبر 11 الحلقة الأولى

‘النداهة’
_بيقولوا في كل سنة في الصيف لازم يغرق 20 أو 30 شخص على الأقل في البحر دا!
كان كلام الراجل بتاع الفريسكا وهو معدي من قدامنا، بصيتلهُ بإستغراب وقولت:
=حضرتك بتكلمنا إحنا؟
بصلنا الراجل وكمل كلام ولا كإننا سألناه على حاجة:
_هي مفيش غيرها السبب، هي اللي هتخلص علينا واحد واحد زي ما بتعمل كل صيف.
إتكلم صاحبي بإستغراب وسألهُ:
=هي مين دي؟
جاوبهُ الراجل وهو مبرق ومفزوع وقال بصوت عالي:
_يا حافيظ يارب يا حافيظ.
إتخضيت أنا وصاحبي وزعقت في الراجل المخبول دا وقولت:
=في إي يا راجل يا مجنون إنت، إمشي من هنا.
بصلي الراجل بتحذير وقال:
_إنت حُر، اللهم بلغت اللهم فأشهد، إحذر النزول في البحر دا، إحذر النزول في شاطئ النخيل لآي سبب من الأسباب.
خلص كلامهُ ومِشي بعدها من قدامنا وكان الراجل السمسمار اللي هيفرجنا على الشقة وصل أخيرًا، طنشنا كلام الراجل دا وطلعنا مع السمسار الدور التاني في العمارة اللي كُننا واقفين قدامها، دخلنا وإتفرجنا على الشقة اللي كانت جميلة جدًا وأحلى حاجة فيها هي البلكونة اللي بتطُل على البحر طبعًا، إسكندرية وجمالها وجمال البحر والهوا فيها، بدون تردد واقفنا ناخد الشقة خصيصًا غير إنها حلوة جدًا فـَ هي سعرها رمزي جدًا بالنسبة لباقي الشُقق في إسكندرية، زي معظم شُقق العجمي يعني، إستلمنا الشقة وسلمنا السِمسار أول دفعة من الإيجار وبدأنا نخرج هدومنا ونظبطها ونروق الشقة، خلصنا على الساعة 2:00 الفجر كدا، صاحبي إتكلم بتعب وقال:
_أنا هدخل أنام عشان الهدة اللي الواحد إتهدها دي.
إتكلمت بتساؤل وقولت:
=مش هتاكل يعني؟
جاوبني وهو داخل الأوضة:
_لأ، لما أصحى بقى، أنا جعان نوم وبس.
سيبتهُ يدخل ينام وقومت أنا أشوف إي اللي هيتعمل في البيت دا ولكن ملقيتش آي حاجة لإن من ذكائنا نسينا نجيب حاجات ومعلبات وخلافهُ للأكل وإندمجنا مع توضيب الشقة، غيرت هدومي ونزلت عشان أشوف آي سوبر ماركت قريب أشتري منهُ، فضلت ماشي وأنا مُستمتع الحقيقة بالهوا الجميل وحاطط إيديا الإتنين في جيوبي، كان المكان فاضي جدًا، وكإن كل الناس نامت بدري، مش بيفهموا بصراحة..ولكن ما بين كل الهدوء وصوت الهوا بس اللي مسموع سمعت صوت همس مش واضح إي هو، الهمس بيتكرر وأنا بتلفت حواليا ولكنني مش شايف آي حد ولا عارف الهمس دا مصدرهُ إي أصلًا، لحد ما صوت الهمس بقى أوضح وكان بإسمي!:
_سراچ…
فضلت أتلفت حواليا عشان أشوف مين اللي بينادي ولكنني مش شايف، لحد ما سمعت الصوت جاي بشكل واضح من جِه البحر من جِه شاطئ النخيل، قربت شوية وفضلت ماشي لحد ما بقيت قريب من البحر والصوت بقى واضح، سامع صوت واحدة جميل جدًا ولكنني مش شايفها، النداء إتكرر تاني بصوتها الجميل:
_سراچ…
كنت لسة هجاوب أو اسأل مين اللي بينادي بس تليفوني رن في اللحظة دي والصوت مبقاش موجود، رديت على التليفون وكان صاحبي أول ما رد عليا كان صوتهُ مفزوع، إتكلم وقال بِرُعب وخضة:
_إنت فين يا سراچ؟
جاوبتهُ وأنا مخضوض من نبرة صوتهُ وقولت:
=أنا في الشارع بجيب شوية أكل، في إي مالك؟
إتكلم وهو شِبه بيعيط وقال:
_تعالى بسرعة يا سراچ بالله عليك، أنا مش لاقي الباب بتاع أوضتي وكإن..وكإن الباب إختفى وظهرت مكانهُ حيطة وأنا بين أربع حيطان دلوقتي وبشوف حاجات غريبة، بالله عليك تعالى بسرعة.
ملحقتش أفهم منهُ لإن الخط قطع بس جريت وروحت العمارة وطلعت الشقة على طول، فتحت الباب ودخلت على أوضة حسام صاحبي على طول، فتحت الباب ولقيتهُ متكوم على الأرض في زاوية من زوايا الأوضة وفاقد الوعي، جريت عليه وشيلتهُ من الأرض وفضلت أفوق فيه بالمايا والروايح لحد ما فاق، أول ما فتح عيونهُ برق وكان مخضوض، إتكلم بتساؤل وقال:
_إي اللي حصل دا يا صاحبي، إي اللي حصل دا؟
بصيتلهُ بإستغراب وقولت:
=هو إي اللي حصل فعلًا، أنا مش فاهم حاجة أنا سايبك نايم ونزلت.
كان شِبه بيعيط وقال:
_بعد ما أنا دخلت أنام قِلقت بعد شوية من غير سبب وحسيت إني عايز أقوم، مش عارف أقوم فين ولا ليه بس كان عتدي رغبة قوية إني أقوم، ولما قومت سمعت صوت حد بيخبط برا وكإن حد بيخبط بشاكوش على حاجة صلبة، طلعت من الأوضة مفكرك بتعمل حاجة وشوفتك فعلًا واقف ومديني ضهرك وماسك فعلًا شاكوش بإيدك، فضلت اسألك بتعمل إي واقف كدا ليه مش بتجاوبني، لحد ما روحتلك وحطيت إيدي على كتفك ولفتلي، كان شكلك مُفزِع ويخوف، كنت بتخبط الشاكوش على دماغك بشكل مُرعب ومُتعب، الد م كان نازل على كل وشك وإنت مُبتسم إبتسامة مُخيفة وفجأة الإبتسامة إختفت وإتحولت عيونك للون الأبيض ورفعت الشاكوش وكنت هتجري ناحيتي، جريت ودخلت الأوضة بتاعتي وقفلت الباب عليا وأنا مخضوض، مكنتش عارف هل دا إنت فعلًا ولا دا إي، بعدها كل حاجة هديت، سمعت صوت واحدة ست جميل جدًا بتنده عليا بإسمي، الصوت كان جاي من بلكونة الأوضة، لما روحت البلكونة وفتحتها شوفت فعلًا واحدة جميلة بلبس أبيض واقفة على البحر وبصالي بإبتسامة جميلة، همست بإسمي مرة تانية وأنا كنت زي المسحور وباصصلها، جاوبتها وقولتلها إنتِ مين لقتها ضحكت ضحكة غريبة جدًا، ضحكة شقت السكون والصمت لدرجة إني سمعتها ضحكة مُخيفة، بعد ضحكتها دي سمعت صوت صراخ عالي جدًا مقدرتش أتحملهُ وحطيت إيديا على وداني وأنا مش عايز أسمع ودخلت جوا البلكونة ولما دخلت ملقتش آي أثر للباب، لفيت ورايا تاني ملقيتش البلكونة، حرفيًا كنت بين أربع حيطان، فضلت قاعد هتجنن لحد ما قررت إني هتصل بيك، دا كل اللي حصل لحد اللحظة اللي إنت قاعد فيها قدامي.
بصيتلهُ بإستغراب وكإن اللي بيتكلم قدامي مجنون ولكن..إي حكاية صوت البنت الجميلة اللي سمعناه إحنا الإتنين دا، مرضيتش بصراحة أقولهُ إني سمعتهُ أنا كمان عشان هو شكلهُ مخضوض لوحدهُ أصلًا وقولت:
=تلاقيك بيتهيألك بس يا حسام ولا حاجة من كتر الإرهاق.
بصلي شوية وإتكلم وقال بتساؤل:
_فين يا سراچ الأكل اللي قولت إنك نازل تجيبهُ؟
جاوبتهُ ببساطة وقولت:
=هو أنا لحقت، دا يادوب خمس دقايق ولقيتك بترن عليا بصوتك المخضوض جيت على طول.
المرة دي هو اللي بصلي وكإن أنا اللي مجنون وقال:
_خمس دقايق إي يا سراچ إنت بقالك خمس ساعات تحت!
بصيتلهُ بإستغراب وقولت:
=إنت إتجننت يابني ولا إي؟
_أنا برضوا اللي إتجننت، الساعة دلوقتي 7 الصبح يا حبيبي شوف بعينك.
شاورلي ناحية البلكونة وكان فعلًا النهار بيشقشق، يعني إي؟
إزاي خمس دقايق من حياتي يعدوا 5 ساعات من غير ما أحس!
قومت وقفت وأنا مش مصدق وببُص للشباك، رجعت بصيت تاني لصاحبي اللي قال:
_الظاهر إن إنت اللي أعصابك تعبانة، روح يا سراچ نام، إنت محتاج للراحة أكتر مِني.
خرجت وسيبتهُ في الأوضة ودخلت الأوضة بتاعتي أنا وأنا مش فاهم آي حاجة، حاولت أهدي نفسي وقولت يمكن الوقت سرقني وفردت جسمي على السرير ونمت، في الحقيقة معرفش نمت قد إي ولكن صحيت على صوت غريب في الشقة، صوت مش فاهم إي مصدرهُ ولا صادر عن إي، قومت من مكاني وأنا حاسس إن جسمي تقيل جدًا، كانت الدنيا ضلمة..حاولت أشغل النور ولكن مش بينور، يعني النور قاطع، فضلت أنده على حسام صاحبي بس مفيش ردّ منهُ، إتحركت وأنا بحاول ألاقي الفون بتاعي عشان أشغل الكشاف ولا آي حاجة بس فجأة شوفت نور شمعة في الصالة، أنا شايف الشمعة وهي بتتحرك في الصالة ولكنني مش شايف اللي ماسك الشمعة، وكإن الشمعة بتطير لوحدها في الشقة مثلًا، ندهت على حسام صاحبي على أساس هو اللي ماسك الشمعة وقولت:
_يا حسام، بتلف في الشقة والدنيا ضلمة ليه؟
الشمعة وقفت، يعني اللي كان بيلف بيها وقف، ولكنني لسة مش شايف برضوا مين اللي ماسكها، الشمعة بدأت تقرب مِني وأنا مش شايف حاجة غير ضوءها، إتكلمت ببعض من الخوف لما مسمعتش رد من حسام يبقى مش حسام، أو يمكن حسام وبيهزر مش عارف:
_إنت بتعمل إي يا حسام، مش بحب الحركات دي وإنت عارف.
سمعت صوت ضِحكة أنثوية عملت صدى في الشقة وكإنها شقة مهجورة مفيهاش عفش ومع صدى صوت ضحكتها أنا إتفزعت في مكاني وعرفت إن الشئ اللي موجود معايا دلوقتي اللي مش عارف هي إي بالظبط مستحيل تكون حسام صاحبي، فجأة وبدون مقدمات الشمعة طفت، وبقيت في عُتمة حقيقية مع كيان أنا مش عارف هو إي، سمعت صوت خطوات كعب عالي من ورايا لفيت بسرعة ومش شايف حاجة، واقف بترقُب عشان لو حصل آي حاجة، سمعت نفس الصوت الأنثوي وهو بيندهلي من رُكن في أركان الصالة، بصيت ناحية الصوت ومش شايف غير ضلمة:
_سراچ.
نفس الصوت الأنثوي الجميل بيناديني، كنت لسة هجاوب بس ضوء ظهر فجأة من الأضواء اللي تحت ونور الشقة وشوفتها.. شوفت أفزع ملامح ممكن أشوفها في حياتي ومستحيل أنساها، كانت واحدة ست عجوزة بس طولها مُبالغ فيه، طولها حوالي مترين ونُص ولا تلاتة لدرجة إنها موطية وساندة باقي جسمها على السقف، شعرها شِبه مش موجود هما كام خُصلة في الفروة بتاعتها وسنانها مُدببة وشكلها بشع حرفيًا، وعيونها سودا تمامًا، كل دا شوفتهُ في خمس ثواني بس عشان بعدها إختفت من قدامي والنور رِجع وشوفت حسام صاحبي قاعد وضامم رجليه في رُكن تاني من أركان الشقة وبيترعش وكإنهُ هو كمان عاش نفس اللي عيشتهُ، جريت عليه عشان عارف إن حسام قلبهُ ضعيف شوية وفضلت أهِز فيه وأنا بقول:
_حسام، مالك يا حسام فوق.
فضل يصرخ ويقول بخوف:
=إبعدي عني إبعدي عني.
فضلت أهِز فيه أكتر وهو مش مُستجيب وكإنهُ مُغيب لحد ما رفعت راسهُ غصب عنهُ وضربتهُ بالقلم عشان يفوق وبعدها فتح عينيه وكان بيعيط!
أول ما شافني وكإنهُ شاف حبل نجاة وحضنني برعب حقيقي وقال بعياط هستيري:
=إلحقني يا سراچ إلحقني، هي مش عايزة تسيبني مش عايزة تسيبني وبتقولي إني لبيت النداء ولازم أروح لـِ مكانها، إنت كنت فين يا سراچ بقالك إسبوع؟
بعدتهُ عني وقولت بإستغراب وقولت:
_إسبوع إي يابني أنا لسة سايبك من شوية عشان أنام وطلعت لقيت النور مقطوع ولسة جاي أهو.
فضل يعيط وهو حاطط إيديه على دماغهُ وقال:
=وهم يا صاحبي كل دا وهم، إنت بقالك إسبوت مُختفي وأنا عيشت اسوأ إسبوع في حياتي، زي مثلًا إني أصحى ألاقي البيت متحاوط بالبحر بس ومفيش آي سبيل غير البحر من كل الجوانب ومفيش أثر ليك ولا للناس، يعدي اليوم واليوم اللي بعدهُ تفضل هي مطارداني وتطلعلي في كل مكان بمنظرها المُرعب لدرجة إني بقيت أشوفها في مراية الحمام، عارف يعني إي تبُص في آي مراية أو إنعكاس إزاز وتشوف منظرها المُرعب دا!!
مش كدا وبس يا صاحبي أنا عيشت اللي مستحيل إنسان يعيشهُ، بس الأكيد إن كل دا وهم ومبفتش بعرف أفرق بينهُ وبين الحقيقة حتى مش عارف إنت سراچ صاحبي فعلًا ولا ثواني وهتتحول لهيئتها زي كل مرة!
كنت بسمع حسام صاحبي وأنا حرفيًا مصدوم، مش مستوعب ولا مصدق بس من شكلهُ واضح إنهُ مش بيألف، ضحكت بسخرية على نفسي وقولت، وبعدين ما أنا كمان شوفتها، بس إي موضوع الوقت اللي بيجري هنا دا وإسبوع إي اللي قضيتهُ وبتاع، مكملناش كلام في الحقيقة عشان سمعنا صوت بيخبط على شباك الشقة وإتفزعنا إحنا الإتنين بس لما بصينا كان راجل من رجالة المطافي، بصينالهُ بإستغراب إحنا الإتنين والإستغراب مدامش الحقيقة لإننا لما بصينا حوالينا شوفنا الشقة بتولع!
إمتى وإزاي وإي اللي حصل، مش عارف، ولكننا روحنا جري على الشباك وفتحناه بصعوبة، إتكلم راجل المطافي بقلق وعصبية وقال:
_يا بشمهندس إنت وهو بقالنا ساعة ونُص بنحاول ننقذكم والباب مش راضي يفتح وبقالي نُص ساعة بخبط عليكم على الشباك مفيش فايدة، تعالوا بسرعة إنزلوا على السلم مفيش وقت النار هتاكل المكان.
نزلنا فعلًا بسرعة وكانت العمارة كلها متفحمة، معرفش إي اللي حصل بس لما بصيت في تاريخ موبايل واحد من رجالة المطافي لقيت إننا فعلًا قضينا إسبوع من بعد الليلة اللي سيبت حسام فيها ودخلت نمت، أنا مش فاهم حاجة وحتى لو كل دا بيحصل لـِ حسام عشان لَبَى النداء زي ما بتقول أنا لحد دلوقتي مردتش عليها، ليه بتعمل فيا كدا؟
شوفتها.. أيوا شوفتها قاعدة على البحر وكإن الكثافة بتاعتها زي كثافة الخشب بتطفو مش بتغوص في البحر، قاعدة ومربعة ومُبتسمة بشكلها المُرعب وكإنها شمتانة، إختفت من قدامي أول ما لقيت حد بيخبط على كتفي وكان نفس الراجل اللي شوفتهُ في أول ليلة، بصيتلهُ بغضب وقولت:
_طبعًا جاي تشمت فينا صح، أنا عايز أعرف إي اللي حصل بالظبط وإزاي عدا إسبوع في يوم وليلة؟
بصلي الراجل بحزن وقال:
=ولا أشمت ولا حاجة يابني أنا بس جاي أتطمن عليكم، إحمد ربنا إنكم قعدتوا أسبوع من غير ما يحصل لحد فيكم حاجة، الإسبوع دا يابني غِرق فيه 10 أشخاص وإنتوا كنتوا هتبقوا ضحايا برضوا لولا ستر ربنا، النداهة لسة جرايمها مُستمرة، إنفدوا بجلدكم يابني وإمشوا من هنا وإعتبرها نصيحة.
إتكلمت بتساؤل وعدم إرتياح وقولت:
_ولما إنت بتنصحنا أوي كدا إننا نمشي لسة قاعد فيها ليه؟
إبتسم الراجل وقبل ما يجاوبني لقيت واحد جاي بيخبط على كتفي وبيقول:
=يا أستاذ، بتكلم مين يا أستاذ؟
بصيتلهُ بإستغراب وغضب وقولت بصوت عالي:
_هكون بكلم مين يعني مش شايـ…
إتخرست، عارفين ليه؟
عشان لما بصيت قدامي وحواليا مفيش آي أثر للراجل، وكإني كنت واقف مع شبح ولا عفريت، قومت بسرعة وخدت حسام بعد كا هِدي ورجعنا للقاهرة من تاني، كل واحد راح بيتهُ وسط أهلهُ وعدا بعدها إسبوعين بشكل طبيعي جدًا لحد ما جالي مكالمة من حسام وكان صوتهُ مخضوض فيها وبياخد نفسهُ بالعافية وهو بيقول:
_يا سراچ، إلحقني يا سراچ، الموضوع منتهاش.. أنا شوفتها تاني يا سراچ وقالتلي بالنص إن المُلبي للنداء لازم يجيلها ومش هتسيبني يا سراچ، أنا مرعوب ومش عارف أعمل إي؟
حسام عمال يتكلم وأنا مبنطقش، لإن مشكلتهُ خلصت تقريبًا لإنها مشيت من عندهُ.. وجاتلي.
واقفة قدامي وماسكة في إيديها كوباية ومن الواضح إن اللي في الكوباية ماية بحر وكانت مُبتسمة الإبتسامة المُرعبة بتاعتها وهي بتقول:
=أهلًا من تاني يا سراچ، اللي بيشوف نداهة شاطئ النخيل مش بيهرب منها مهما حصل ومهما ظهرلك العجوز اللي مفيش منهُ فايدة، أنا مش هسيبكم يا سراچ مش هسيبكم.
النور بعدها قطع وصوت ضحكتها مالي المكان حواليا، صوت ضحكتها المُرعبة المُهلِكة.

يتبع…..

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية عنبر 11)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى