رواية تجربه فريده (نيللي) الفصل التاسع 9 بقلم زينب سمير توفيق
رواية تجربه فريده (نيللي) البارت التاسع
رواية تجربه فريده (نيللي) الجزء التاسع
رواية تجربه فريده (نيللي) الحلقة التاسعة
في مكان الشلة الخاص، كانت قاعدة نيللي معاهم، هي وروز وجيسي، روز اللي بتناكف مع شامي وجيسي المشغولة مع جيمي في حوار، بصتلهم ببسمة خفيفة، مين كان يتصور إنها تبني معاهم علاقة صداقة قوية زي دي؟
لفت تبصله، كان ماسك فونه بيلعب عليه بمنتهى التركيز، وسعت أبتسامتها..
مين كان يتخيل أن طريقها يتقاطع مع واحد زيـه!
وينتهي بيها المطاف إنها تحبه؟
حرك إيديه قدام وشها و – اللي واخد عقلك؟
أنتبهتله.. كمل بتقطيبة جبين – هزعل لو مكنتش أنا
ضحكت و – مش قادرة أتخيل إن إيسـو اللي مربي الرعب للمدرسة كلها والكل بيخاف منه هو في الحقيقة باللطافة دي
– خلي بالك دا الوش اللي بيظهر معاكِ أنتِ بس، يعني مفروض تتغري، بعاملك معاملة خاصة..
– هتعاملني بيها علطول؟
– طبعًا، اللي زيـك ميتعملش غير زي الأميرات
مسك خدودها وشدهم و – وأنتِ أميرتي أنا
حاولت تبعد عنه وهي بتقول وسط ضحكاتها – سيبني..
أتفتح الباب في اللحظة دي، كله رفع عيونه علشان يعرفوا مين دخل
كان كرم..
مشى لحد ما وقف وسطهم، عيونه كانت على حد واحد بس بينهم.. إيسـو!
فضلوا باصين لبعض كتير قبل ما يقوم إيسو ويقرب منه ويحضنه من غير إي كلمة، ضحك شامي وجيمي وقربوا كمان وحضنوا هما الأربعة بعض
– أنا أسف
نطقها كرم وسكته إيسـو، إنتهى وقت اللوم والعتـاب.
– كنتِ خلتيني أوصلك!
– المسافة بعيدة جدًا بيني وبينك وأنت ياحرام بتقول منمتش من أمبارح، وانا خلاص وصلت البيت أهو
عربيته وقفت قدام القصر و – أنا كمان داخل أهو
– هسيبك تنام
– هكلمك لما أصحى
قفل معاها، ودخل القصر، اللي دايمًا بيبقى هادئ، لكنه كان هادئ هدوء مريب، عارفة كويس، الهواء مليان رهبة!
ظهرت قدامه رئيسة الخدم
– بابا جـه؟
سألها بنبرة تقرير أكتر من إنها تكون سؤال
– اه، في المكتب مستنيك
أخد نفس عميق قبل ما يروح ناحية المكتب، خبط ودخل، قرب منه بإندفاع و..
أول ما لمحه باباه وقف ومـدله إيده يسلم، بعد ما كان بيقرب إيسو بحماس، بهت.. مدله إيده هو كمان وسلم عليه
– حمدلله على السلامة
– الله يسلمك، أقعد محتاجين نتكلم
قعد إيسو، عيونه جالت على ملامح أبوه للحظة قبل ما يبص للأرض بجمود
– اللي حصل مع أبن الوزير مش محتاج أحذرك وأقولك إنه ميتكررش، أنت مش عارف أنا عملت أية علشان أقدر أوقفه ومخلوش يرفع عليك دعوة، الواد حالته سيئة جدًا، أنت هتفضل لأمتى متهور وعنيف كدا! شغل عقلك قبل إيدك، أعرف مين دا، ومصلحتك منه إية، واحد زيـه مفروض تصاحبه مش تعاديه و..
كان بيسمع كلامه وهو بيضم قبضة إيده بقوة، وراسه منحانية لتحت..
كمل والده – والمدرسة اللي كسرتها دي، ممكن أعرف أية السبب في جنونك دا؟ كل مرة هبعت أنضف وراك! مبقاش ينفع أسلوك دا ياأرسلان، انت كبرت، ومفروض تبقى أعقل من كدا، آمالي فيك أكبر من كدا بكتير.. مفروض تبني معايا مش تكسر اللي ببنيه
خلص باباه كلامه وعيونه عليه، فهم إن أبوه مستني منه رد، تنهد، أخد نفس عميق و – انا أسف، مش هتتكرر
– كل مرة بتقول كدا وبلاقي مصيبة أكبر من اللي قبلها
مصدرش منه رد فعل، كمل والده – لو فعلًا ندمان وناوي متكررش اللي حصل، يبقى تثبتلي دا بطريقة تانية
رفع عيونه يبصله وضيق جبينه بعدم فهم و – طريقة تانية؟
– ترتبط بوريثة مجموعة ***، سبق وقولتلك أحنا محتاجين الأندماج معاهم قد أية، ودول مش هيوافقوا نندمج إلا لو في نسب.. أتجوزها، البنت من سنك ومعجبة بيـك، والأهم حلوة زي ما أنت عايز
– بس.. بس أنا قولتلك لا قبل كدا، مش عايزها، مش عايز أتجوز دلوقتي
– أخطبها بس
– ولا عايز أرتبط بيها من أساسه، انا مبحبهاش!
– حب! حب أية اللي بتتكلم عنه في زمن زي دا، أنت هتفضل بأفكارك دي كتير، بتدور على شوية حب ومشاعر وبتضيعلي مصالح! الجوازة دي هتكمل يعني هتكمل أنا سكتلك كتير وبحاول أسايسك بس الظاهر أن مفيش فايدة
بدأ إيسو كمان يتعصب وقف عن مكانه و – أنا قولتلك مش عايز، أية هتمشيها دي كمان عافية؟
وقف والده كمان يواجهه و – وطـي صوتك ياولد وأنت بتكلمني، مبقاش فيه كبير يلمك ولا أية؟
– كبير مين اللي بتتكلم عنه! هو أنا بشوفك
ضربه بالقلم و – أنت قليل الأدب وأنا فعلًا معرفتش أربي، انا كبيرك وأبوك غصب عنك وهتنفذ اللي عايزه، البنت دي هتخطبها يعني هتخطبها والشغل اللي بينا هيكمل
– ولو قولتلك لا؟
بنظرات قوة وتجبر – هتشوف أبوك اللي بيلم وراك، ومديك القوة والحماية ومخليك أرسلان اللي رجالة بشنبات بتخاف منه.. ممكن يعمل فيك أية وياخد منك أية، زي ما رفعتك لسابع سما، هخسف بيك سابع أرض
بصله بسخرية مريرة قبل ما يخرج ويسيب القصر كله
قعد والده على مكتبه وبعصبية نادى على مدير أعماله بعدها و..
****
– بـس مقدرتش أستحمل أقعد معاه دقيقة تانية ومشيت
تنهدت نيللي بحزن على حاله و – متوقعتش إن باباك صعب كدا
– أصعب مما تتخيلي، الدنيا كلها عنده فلوس وصفقات ورحلات عمل ولما بينزل يومين بنتخانق زي كدا، بس المرة دي وسعت مننا شوية
– طيب وأنت فين دلوقتي؟
– في شقتي
– طيب هقفل معاك علشان تحاول تنام وهكلمك بعدين
– تمام.. نيللي..
– نعم؟
– أنا بحبك، صدقي الكلمة دي مهما حصل
بضحكة خفيفة – أية يابني اللي قالقك كدا كل دا علشان أبوك عايزك تشتغل معاه؟
أتنهد بتعب ومردش، كملت هي – خلاص متقلقش، مصدقاك..
****
في حفلة لمغني مشهور، داخلين الشلة بحماس، نيللي ماسكة في أيد إيسًو وبتتنطط بحماس، بتشده علشان يجروا و – انا مش قادرة أصدق! بحضر حفلة لـ ***!! دا فناني المفضل
ربت على شعرها مرتين بحنان و – أنتِ بس أحلمي وأنا هحقق
– انا مش عارفة أقولك أية! مش عارفة كمان امتى وأزاي بقيت بحبك كدا، ربنا يخليك ليا
قالتها قبل ما تسحبها روز ويجروا وسط الناس بحماس علشان المغني طلع الأستيدج، وهو عيونه عليها، على ضحكتها وخفتها وشقاوتها، حس بأيد بتتحط على كتفه بص كان شامي
– مالك؟
بصله بعدم فهم و – مالي أية؟ ما انا كويس أهو
– على بابا برضوا، من أمبارح وأنت ساكت وشارد كدا، حصل اية بينك وبين أبوك..
أتغيرت ملامحه، مقدرش يمثل أكتر من كدا، ظهر عليه الهم و.. – موضوع كل مرة
– أنهي موضوع؟ أوعى تقول خطوبتك من نانسي!
هـز راسه بآه، شامي بضيق – وأنت عملت أية؟
– أتخانقت معاه طبعًا ورفضت، انا مش عايزها، دي نانسي ياشامي، تخيل أتجوز واحدة أسمها نانسي!
– على أساس أن أنت اللي أسمك عليه القيمة، دا أنت أسمك إيسو يلا..
بصله بضيق وضحك التاني، حط أيده حوالين رقبته ومشى بيه، لاعبله شعره بحركة بتغيظ إيسـو و – متزعلش نفسك هيناهد معاك يومين وهيسافر وهينسى زي كل مرة
– أتمنى.
****
رجع القصر بعد ما ودع أصحابه، وودعها، إحساس بشع حاسس بيه وبيحاول يتلاشـاه، القصر كانت أنواره خافتة ومضلمة، أول ما دخل الأنوار كلها أتفتحت وظهر أبوه على السلم في الدور اللي فوق..
– أخيرًا شرفت
– بابا!
كان في أيد أبوه صور كتير رماها كلها عليه، بصلها إيسو ورجع يبص لأبوه بقلق ودهشة، كانت صور ليه هو ونيللي في أخر يومين.. مال يجمع في الصور قبل ما يبص لأبوه وبحدة – أنت بتراقبني
– كنت عايز أعرف أية اللي مغير حال أبني العاقل الراسي، اية اللي مجننه ومخليه مش عارف مصلحته، طلعت بنت حقيرة لافـه عليك وعميالك عينيك، بنت لا ليها أصل ولا فصل..
– بابا لو سمحت متتكلمش عنها كدا
– كمان هتدافع عنها قدامي! بنت هتقضي معاها يومين هتعصى عليا بسببها!
– يومين! أنت فاهم غلط نيللي مش زي البنات اللي كنت أعرفهم أو اللي أنت مفكر إنها منهم دي محترمة جدًا و..
– محترمة، أعمل أية بأحترامها أنا، باين الأحترام وهي بتلف معاك في كل حتة، دي ياأهبل شيفاك صيد سهل.. عايزة تكبر على قفاك
– أنت فاهم غلط
نزل والده كام سلمة من الدرج و – انا اللي فاهمه واللي عارفه إنك هتبعد عن البنت دي
وقف مكانه بزهول، ردد بسرعة – مستحيل
– من دلوقتي هتقطع علاقتك بيها، وهتتجوز نانسي غصب عنك
– مفيش حاجة تجبرني أعمل كدا، مش هسمع كلامك، مش هخليك تدمر حياتي..
بضحكة إستهزاء – أدمر حياتك! كدا هبقى بدمر حياتك، مش رمرمتك دي هي اللي بتدمرك، دا أنا بنقذك ياغبي، بربطك مع اللي يليق بيك ويرفعك.. و..
وصل لأخر السلم، وقفوا في وش بعض، وبنبرة تجبر وقسـوة – وبالنسبة لمفيش حاجة تجبرك تعمل كدا، لا في.. كتير.. أولهم هي..
شاور على الصور اللي في أيده بإحتقار و – لو أنت فعلًا بتحبها زي ما بتقول يبقى أكيد مترضلهاش الآذية
ردد بزهول – آذية!
– بكلمة واحدة همنع عن أمها العلاج اللي بتاخده على حساب الدولة، وهطرد أبوها اللي طلع بالصدفة بيشتغل عندي، وهشرد عيلتها، وهشردها هي كمان، مهخليش مدرسة تقبلها ولا كلية تدخلها
رفع إيديه في وشـه وقفلها و – هضيق عليها الدنيا، هقفل عليها كل سُبـل العيش.. ساعتها هي بنفسها هتسيبك بس ساعتها هتكون أتدمرت هي ومستقبلها وعيلتها والقرار ليك..
قال كدا وأداله ضهره علشان يمشي وهو بيسمع لأبوه بصدمة وزهول، بيفتكر كلامها، أحلامها، أمنياتها اللي كلها متعلقة على المدرسة دي والمنحة اللي هتجيلها منها لو أجتهدت، عن إنها عايزة تكبر وتكون حاجة علشان تعرف تعالج أمها
يكسر كل دا؟ يدمر كل دا؟
دمعت عيونه، بص لضهر أبوه بعدم تصديق وبصوت متحشرج – أنت لية بتعمل فيا كدا؟ لية بتكرهني كدا؟
أبوه بتعجب – بكرهك؟ أنا بعمل كل دا علشان بحبك ياغبي، عايز أضمنلك مستقبلك، عايز أعليك عن أي حد، فلازم اللي تشاركها حياتك تكون من مستواك، تقدر تتسند عليها وتكبر بيها، مش واحدة توطيك..
– انا بحبها.. صدقني، مش هكون سعيد غير معاها
– هتكون سعيد لما توصل، لما تكبر أكتر وأكتر، أسمع كلامي وبكرة تقول كان معايا حق
– عمرك ما هتسمعني ولا هتفهمني
– لأنك بتقول كلام روايات مشاعر وكلام فاضي، بتروح مع الهوا..
– هعمل اللي أنت عايزه بس.. سيب نيللي في حالها، في المقابل زود مرتب أبوها، وخليها تاخد المنحة اللي عايزاها
– متقلقش، أخطب أنت نانسي وانا هعوضها كويس أوي
– ممكن تديني يومين أمهدلها الموضوع؟
– – مينفعش، نانسي عارفة بقصتكم ومضايقة ومش عايز أضايقها زيادة، أنت من اللحظة دي علاقتك منتهية بيها
رفع صابعه بتحذير و – خلي بالك أنت متراقب، لو عرفت إنك قربت منها تنسى كل اللي قولته دلوقتي
فضل باصص لأبوه من غير رد، ولا رد فعل..
قبل ما يهز راسه بماشي ويسيبه ويمشي
كان متوقع كدا من الدنيا، مش هتسيبه ينبسط، هتاخد منه أول وأخر حاجة حبها وأتمسك بيها، مش هتديله فرصة يعيش طبيعي مع حد بيحبه.
****
تاني يوم، دخلت المدرسة وهي رايقة كعادتها من ساعة ما بقيت معاه، لكن عيون الكل كانت عليها..
همسات وهمهمات غير مفهومة وضحكات إستهزاء
– مسكينة صدقت نفسها فكرت نفسها بقيت حاجة وإنه حبها بجد
– ضحك عليها زي غيرها وأول ما أكتفى منها سابها
– بس المرة دي انا قولت حبها بجد..
– يابني مفيش حد يكسب على إيسو في التمثيل
– علشان متبصش لفوق بعد كدا.. وتعرف قيمتها
بخطوات مرتبكة بدأت تمشي وسط الممرات تدور على حد تعرفه يفهمها أية اللي بيحصل، لمحت من الدور اللي فوق يفطة كبيرة بتنزل مرة واحدة
قرأت اللي فيها بسرعة وجنون
‘ تهنئ إدراة المدرسة السيـد رؤوف مالك المدرسة على حفل خطبة نجله إرسلان من الأنسة نانسي الشامي ‘
وصوره ليهم سـوا، قرت الخبر مرة وأتنين والدموع بتتجمع في عيونها
بصت حواليها الكل بيبصلها بحزن، بشماتة، بإستهزاء
لمحت روز وجيسي من بعيد بيبصولها بآسـى، قربت منهم وبعصبية – هو فين؟
شاورولها على مكانه، لفت كان داخل من البوابة، بطلته القديمة اللي بتكرهها، ببرود، وحاطك إيديه في جيبه ونظرات لامبالاة بيبص بيها للكل لحد ما وقعت عيونه عليها لما وصلتله
بإنهيار إترجته – دا كدب صح؟ قولي إنه كدب، أنت مستحيل تعمل فيا كدا
جمود وبس في ملامحه، مسكته من ياقة قميصه وبصراخ – رد عليا، أنت قولتلي إنك بتحبني، أنا صدقتك.. أنا..
بإستهزاء، وهو بيبعد إيديها عنه – أنتِ واحدة هبلة فكرت نفسها حاجة، فكرت نفسها تقدر تقف في وشـي وتنفذ اللي عايزاه، متعرفيش أنتِ أن اللي بعوزه باخده، واللي يقف في وشـي لازم أكسره، خاصةً لو كان حد زيـك، فقير معدوم وغباءه صورله إنه يقدر يواجهه حد زيي
بص حواليه ورجع بصلها و – في المدرسة دي في أربع انواع من البشر، الأغنياء والأغنياء جدًا
شاور عليها بنوع من السخرية و – والفقراء المعدومين زيـك
وشاور لنفسه بغرور و – والأغنياء فوق الوصف زيي، والأغنياء فوق الوصف زيي لما يلاقوا اللي زيـك مش عارفين قيمتهم الحقيقية لازم يعرفوهالهم، كان لازم آدبك لأنك فكرتي تعانديني وتقفي في وشـي، كان لازم آدبك بطريقتي، علشان أعرفك أن العالم دا كله بيدور بمزاجي حتى أنتِ.. مخدتيش في أيدي غلوة وكنتِ هيمانة في حبي وعندك أستعداد تـ..
مقدرتش تستحمل كلامه، مـدت إيديها وضربته بالقلم بغل..
حط ايده على خده وبسخرية – حقك برضوا، مش هحاسبك عليه علشان أكيد الصدمة كانت تقيلة عليكِ.. هستناكِ في خطوبتي.. مع اللي تشبهني.. وتنفعلي.. مش..
وبصلها بإحتقار وإستهزاء قبل ما يمشي، ضامم إيده بقوة في جيب بنطلونه، وبيضغط على أسنانه، كاتم دموعه وقهرته بالعافية، وهي بتبص لضهره ودموعها بتنزل بجنون..
ربيعهم خلص بدري، وأهلًا بليالي الخريف.
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية تجربه فريده (نيللي))