روايات

رواية نور الروح الفصل الثالث 3 بقلم نور البشري

موقع كتابك في سطور

رواية نور الروح الفصل الثالث 3 بقلم نور البشري

رواية نور الروح الجزء الثالث

رواية نور الروح البارت الثالث

نور الروح
نور الروح

رواية نور الروح الحلقة الثالثة

مفتاح الحياة
نوفمبر 2017- نور
تنظر نور الي البحر لتري شاب وفتاة وتشرد بابتسامة لتتذكر ذلك اليوم يوم أن إعترفت بمشاعرها لمحمود منذ 8 سنوات .
تتذكر أول مرة تلاقت عيونهما سويا لتكون أجمل من ألف حديث تتذكر كلماته المفاجئة لها بعد سنة كاملة من الحب الصامت بينهما وكيف أنها لم تدري كيف ترد وحتي أين إختفي صوتها في تلك اللحظة كل ما شعرت به عندما رمي بين ضلوعها كل ما كتمه لشهور من مشاعر وغرام أنها تريد ان ترتمي بين أحضانه لترمي بين بحار عيونه ما بداخلها من مشاعر ولدت ولم يكن مقدر لها الاعلان الا في هذه اللحظة .
غلبتها دموعها عندما استمعت الي اغنية ضحكت للفنان عمرو دياب على مقربة من مكانها وكأنها أرسلت لها في تلك اللحظة لتعيد أحياء لحظات سابقة قد ظلت أنها قد تورات في طى النسيان الظاهرى .
“”ضحكت يعني قلبها مال وخلاص الفرق ما بينا اتشال يلا يا قلبي روحلها يلا قولها كل الي بيتقال مستني ايه بعد الضحكه دي الضحكة فاتحلك سكة “”
إسترجعت الموقف منذ ثماني سنوات وكيف تركته دون جواب وذهبت مسرعة الي سيارتها لتقودها وهي تكاد ترقص كفرحة طفل وليد بالحياة وتفتح الراديو لتستمع الي نفس الأغنيه بالصدفة وكأن الأغنية كانت تحكي عما يدور في قلبها .
كيف أنها ظلت طول هذا اليوم تضحك بدون توقف ولم تنم حتي صباح اليوم الجديد
ليكون اللقاء بينهما لتعترف بمكنون قلبها بين يديه كما فعل هو بالأمس .
في ذلك اليوم ذهبت مبكرا عن موعد محاضرتها لتجد محمود متنظرا لها علي باب الجامعة كما كان في اليوم السابق لتتفاجأ بنفس الاغنية في تسجيل الجامعه صباحا .
نور بأبتسامة طفولية تشع منها الحياة تخرج كلماتها محمود صباح الخير
محمود بعيون ضاحكة و نبرة راقصة من الفرحة:
نور صباح الفل والسعاده يا نور
نور تحاول تجميع احرف كلماتها.
أنا اسفة إني مشيت امبارح بس أنا معرفتش ارد عليك كلامك ربكني ولخبطني
محمود مقاطعها أحرفها .. أنا اللي أِسف يا نور أنا عارف إن كلامي كان صدمه لكي بس أنا بقالي يومين بجمع في الكلام وفي شجاعتي علشان أقولك نور ……تقبلي تكوني شريكه حياتي …أنا عاوز اخطبك .
عاوز أتقدملك من بكرة … من بكرة ايه من النهاردة دلوقتي حالا معنديش إستعداد تضيعي مني تاني .
نور متفجأه مع لون خديها لون احمرار الشمس لحظة الغروب .. محمود إنت عمال تفاجئني .
محمود ونبرته تحمل بينها الاحراج والسعادة في أن واحد .. أنا اسف مرة ثانية .
نوربكسوف تخرج كلماتها … أنا موافقة يا محمود
محمود وكاد قلبه أن يخرج من قفصه الصدري ليحتضن نور من فرحته .. نور … موافقه بجد يا نور موافقه تكوني شريكه حياتي وعمري اللي جاي .
نور بابتسامة خجولة ونظره رقيقة .. اه موافقه يا محمود دي مشاعري أنا كمان .
هل سمعت عن هذه اللحظة التي تعطيك الحياة السعادة كلها في لحظة. .. كانت هذه اللحظة لحظة لا وصف لا يوجد كلمات في بحر الحياة تحكي عنها اول دقة قلب بجد أول إحساس أمان تراه في عيونها
فاقت نور من دموعها التي هزمتها لأول مرة وأستطاعت النزول منذ يوم وداعهما وكأن الصدفة والذكريات كانا في حرب ضدها ودموعها إعلان للهزيمة والاشتياق لتجد أن الشمس أوشكت علي المغيب لتعلن عن قدوم الليل ببرودته وعواصفه أغلقت دفتر مذكراتها وعادت لتنظر مره أخري إلي البحر لتودعه وترمي بداخله ما إستيقظ بداخلها من ذكريات .
محمود
علي الناحية الأخري في كافتيريا علي البحر كان لا يزال محمود جالسا يتصارع مع ذكريات الماضي مع نور عقله لا يتوقف عن إعادة مشهد الصدفة بعد سنوات من الوداع ليأتي ورأءه دائما مشهد الوداع منذ سنوات في نفس المكان ليقطع تفكيره إنهطال الأمطار بشدة فجأة وكأنها تعيد المشهد بكل شعوره في قلبه .
منذ ذلك اليوم وكلما كانت السماء ممطرة كان ينظر لها ويتذكر لحظة وداع نور كم كان يحب المطر هذه اللحظة ….وكم كرهه بعدها ….
كرهه لأنه يذكره بأقسي ما فعله في قلبه وقلب نور وكيف أنه أطفأ الحب كله في لحظه ضعف .
ينظر الي البحر والمطر لينتبه إلي وجود شاب وفتاة في وسط الأمطار بالقرب من البحر يقترب منهما قليلا ليجد أن الفتاة تبكي بحرقة
محمود محدثا نفسه …. إيه الصدفة العجيبة دي نفس المكان ونفس التوقيت ونفس المشهد بس اتنين غيرنا دول شكلهم في لحظه وداع يااااااه علي الوجع اللي جواهم وجع لن ينتهي ألمه أبدا .
أقترب اكثر منهما لينظر في عيون الفتاة والشاب ليجد ما ذبح في قلبه أكثر فنظرات عيونهم صادقة جدا تحمل جميع معاني الحب يستغيث بينهما كي لا يموت مقتولا من حامليه .
ليجد نفسه يذهب الي الشاب محدثا اياه :
أنا عارف إني مش من حقي أتدخل بس إنت بتحبها وهي بتحبك مهما كانت العقبات اللي بتقابلكوا اوعي تسيب إيديها أنا كنت هنا مكانك من 8 سنين فقدت فيها حب عمري زي ما أنت بتعمل دلوقتي كنت فاكر إني هقدر إني هنسي والحقيقه إني نسيت كل حاجة إلا هي… امسك في حبيتك وحافظ عليها الحب الصادق بيجي مرة واحدة في العمر ولو قتلته لاي عقبة عمره ما هيتعوض تاني الروح مننا مبتلاقيش غير اليف واحد في طريقها لو ضاع بتكمل اللي فاضل في سكتها وحيدة مهما كان حواليها من زحمة .
نظر الشاب والفتاة لبعضهما البعض وكأنما كان كلامه مفتاح حياة بالنسبه لهما ورجع الشاب إلي الفتاه ومسح دموعها وبدأوا في الحديث بهدوء .
تركهما محمود واستدار ليذهب مبتسما ومحدثا نفسه .. يمكن كنت محتاج من8 سنين اللي يقولي إمسك في إيديها وأوعي تسيبها لانها لو ضاعت عمرها ما هترجع تاني .
يبتسم ليتذكر سائق التاكسي الذي أستقله في الليلة قبل الأخيرة قبل وداع نور .
بينما كان شاردا يفكر فيما يفعله هل يختار نور أم يختار مستقبله .
قطع تفكيره حديث سائق التاكسي
لو أدامك فرصة يا صاحبي وأدامك حياة واحد مديك الأمان أختار اللي مديك الأمان , العمر بيعدي والفرصة ممكن تتكرر لكن اللي مديك الأمان عمره ما هيتكرر ولا يعرف قلبه الأمان من تاني .
محمود بذهول محاولا استيعاب ما قاله السائق وكأنه قرأ ما في عقله .. إنت بتكلمي ياسطي ؟
السائق مستديرا متحدثا له وكأنه قد نسي وجود راكب معاه : العفو يا بيه أنا بكلم واحد صاحبي في الموبيل حاطط السماعات في ودني علشان المرور الطريق طويل وطول اليوم الواحد بيلف لوحده لازم يتكلم مع حد …
ليأتيه رد محمود بذهول : اه … ماشي .
يعود محمود بعقله الي اللحظة الحالية والواقع الذي وصل إليه يتنهد قابضاً علي راحه يديه بعنف متألماً بابتسامة وجع مرسومة علي شفتيه ويدور في عقله حربا داخلية ولوم قاتل كيف لم أفهم أن هذا السائق كان رسالة من القدر في لحظة أخيرة قبل خروج روحي من مكمنها .. كيف تصور عقلي في يوماً من الأيام انه سيجد الأمان والحب بعيدا عن نور فهل تجد الروح حياة خارج الجسد !
قرر محمود أن يذهب إلي منزله سيراً علي الأقدام فشقته الجديدة التي أستأجرها منذ عودته من السفر تقبع في أخر طرف من كورنيش الإسكندرية علي الرغم من أنه يملك شقته الخاصه بيه التي كان سيتزوج فيها نور في يوم الأيام إلا أنه فضل أن تظل مغلقة طوال هذه السنوات كلما قرر أن يستقر فيها في كل إجازة كان يعود فيها إلي أرض الوطن كانت روحه ترفضها فكيف سيسكن فيها دون نور السكن .. ولقد أختار مكان شقته المستأجرة في أقرب مكان كان يلاقي فيه نور دائما منذ بدايه شعلة حبهما كورنيش الإسكندرية.
بينما هو يسير في طريق منزله محدثا نفسه
دا الطريق اللي دايما كنا بنمشي فيه سوا يا نور يا تري فاكره ولا أنا بالنسبالك مجرد ذكرى .
ينظر الي البحر شاردا ليتذكر ذلك اليوم الذي قرر فيه التحدث مع عائلته عن نور لخطبتها .
يعود بذاكرته لأعوام مضت
في بيته الدافئ يدخل الي منزله في هذا اليوم بعد أن صرحت له نور أخيرا بمشاعرها وعن مبادلتها قرر أنه لن يضيع دقيقة واحدة ويأخد خطوات رسميه معاها.
يجد والدته سحر جالسة تشاهد التلفاز كعادتها وهي ترسم فلقد ورث محمود حب الرسم والتصميم من والدته يحتضنها وبقبل رأسها لتنظر اليه نظرة صامتة ولكنها تحمل كثير من مشاعر الامومة باحساسها بولدها لتسأله بابتسامة حانية .
محمود .. عاوز تحكي ايه
بنظره عيونه الضاحكة وكأنها لطفل يري الشمس لاول مره… هو باين عليا اوي كدا ؟
مربته علي كتفيه وبابتسامه أم … باين بس دا أنت عنيك بترقص من الفرحة والسعادة وكأن الدنيا كلها وخداك بالحضن
أه يا ماما الصراحة انا عمري ما كنت مبسوط أد ما أنا مبسوط دلوقتي أخيرا يا ماما نور قالتها .
تزيد ابتسامه سحر بضحكه تخرج من القلب … أنا قولت برضه الموضوع في بنوتة حلوة مين نور بقي .
بابتسامة طفولية ..
بنوتة حلوة بس يا ماما دي حلوة ورقيقة وجميلة حاجة كدا نازلة من الجنة علشان تنور الأرض إسمها نور وهي نور نظرة عنيها تأخدك لدنيا تانية .
سحر بعيون ضاحكة .. دا إ يه الكلام الجامد دا إنت بتقول شعر كمان لا لا دا أنا عاوزة أعرف البنوتة الحلوة دي الي خلت إبني يقول شعر ويبقي طاير من الفرحة .
بضحكات نابعة من داخل قلبه.
طبعا هتعرفيها يا ماما أنا عاوز أخطبها من بكرة لا لا مش من بكرة من دلوقتي .
سحر ونبرتها تحمل إستفهام وفرحة في أن واحد …طيب مين نور بقي أهلها دراستها ؟
محمود يمسك يد والدته ليقبلها ويبدأ في التحدث لها عن نور .
الي أعرفه انها طول عمرها عايشه في إنجلترا ومولودة هناك معاها الجنسيه الإنجليزية رجعت مصر مع أهلها من 4 سنين علشان تدخل كليه هندسة هي قسم عمارة نفس القسم بتاعي أصغر مني بسنة والدها دكتور منير لازال يعيش في إنجلترا ما بين مصر وإنجلترا ووالدتها مهندسة مستقرة مع نور في مصر .
سحر مبتهجة
يعني علي البركة بإذن الله مش إنت بتقول بنت كويسة وأهلها ناس كويسين يبقي اتكل علي الله وكلم والدك وأهو فرصه اجازه شهر قبل ما يرجع السعودية.
تقطع كلامهم ساره شقيقة محمود بضحكتها الجميلة التي تنم عن قلب طفلة وعقل انثي ناضجة لتحتضن أخيها .
أخويا حبيبي منور كدا وبيضحك الضحكة من هنا لهنا وبيحكي مع ماما محمود إنت شكلك بتحب صح ؟
محمود جاذبا ساره لحضنه … بتفهمني إنتي علي طول يا ساره .
ساره بضحكة نابعة من قلبها الصافي :طبعا أخويا حبيبي محدش هيفهمه أدي .
محمود والابتسامة لا تفارق عينيه :اه يا صغيرة انتي بحب وهخطب كمان باذن الله .
سارة بضحكة طفولية صغيرة ايه بس إنت أكبر مني بسنتين بس وبعدين أنا طالبة في كليه الطب يعني هبقي دكتورة أد الدنيا تقولي صغيرة.
محمود مربتا علي كتفيها هتفضلي طول عمرك الصغيرة بتاعتي يا سوسو .
طيب لما أروح اقول لبابا إنك هتخطب واجب نعرفه برضه وأهو فرصه قاعد رايق في البلكونة.
تجري متجهة نحو الشرفة التي طالما تعود الأستاذ وحيد والد محمود في فتره العصر أثناء قضاءه أجازته كل أربعة أشهر حيث أنه يشغل منصبا دبلومسياُ هاماً بالسعودية.
تنادي سارة بنبرتها التي غالبا ما لا تستطيع ان تفرق اذا كانت تضحك او تتحدث جدياُ فنبرة صوتها كلها حياة ومرح طوال الوقت .
باباااا ….. بابااااا ً
أستاذ وحيد بابتسامة فلقد كان يعرف أن ساره عندما تجري مناديه عليه تريد أن تخبره شيئا قبل ان يخبره بيه أخيها …. أيوة يا سارة
جيت أقولك بارك لمحمود محمود هيبقي عريس عاوز يخطب
ليقاطعها محمود بنبرة خجل :
إستني إنتي يا ساره خليني أحكي لبابا
أستاذ وحيد بلهجة ضاحكة أحكي يا محمود فرحني أنا شايفك وأنت داخل البيت هطير من الفرحة وعمال تتكلم مع ماما قولت أكيد الموضوع دا فيه قصة حب عنيك فضحاك يا محمود يا واد أنا ابوك محدش هيفهمك أدي بتحب باين في عنيك المنورة وحيرتك من أول إمبارح ماشي تكلم نفسك في البيت ها أحكلي بقي
مين إلي خطفت قلبك .
لا دا أنت متابع بقي يا بابا من بدري وأنا مش واخد بالي علي فكرة أنا محكتش لحد غير ماما من نص ساعة بس شكلي مفضوح ولا ايه .
ساره مداعبة رأسه بيديها .. علي الاخر أحكي بقي يا قلب أختك .
محمود والابتسامة مرتسمة علي كل ملامح وجهه .. معايا بنوتة في الجامعة زي القمر زي قطرات الندي في رقتها ونعومتها اللي هو لازم تحبها ملهاش حل تاني بنت ناس كويسين جداً هي مصرية انجليزية واصغر مني بسنة والدها دكتور وووالدتها مهندسة وهي البنت الوحيدة لأهلها .
يصمت أٍستاذ وحيد قليلا لسماع محمود وابداء رأيه ليتحدث اخيرا ….
طيب دا كلام حلو جدا السؤال الأهم أنت متأكد من مشاعرك يا بني ومن مشاعرها ؟؟؟
محمود مقاطعا حديثه ..أنا عمري ما كنت متأكد أد دلوقتي.
وحيد مربتا علي كتف محمود … يبقي علي بركه الله حدد يا بني معاد مع اهلها ونروح نزورهم ولو في خير نعمل حفلة خطوبة قبل ما أسافر باذن الله .
محمود بفرحه تقفر من بين ضلوعه … بجد يا بابا ربنا يخليك ليا بكرة علي طول هحدد معاها معاد ونروحلهم
بكرة ليه ؟؟دلوقتي … دلوقتي ازاي أنا نسيت من فرحتي النهارده اخد رقم نور حتي !
ساره بضحكة يا عم الحبيب بكره بقي يا سيدي كلها كام ساعه واليوم يخلص وتشوفها .
يفيق محمود من شروده علي وصوله لمنزله يتساءل في داخله كيف إختفت كل تلك الذكريات للعمر السابق كيف أنه أعتقد في داخله أن كل ذكرياته لنور مجرد قصة وستزول مع الوقت .
كيف أن لقاء لم يتعدي دقائق معدودة أعاد كل مشاعره الدفينة إلي أحضان الشوق لنور
وكيف وكيف وكيف ولا يوجد إجابة واحده تريح قلبه وتهدي نار الشوق في عقله .
فلتطلع كبدر التمام … ولتقل انت كما قلت انا
فانا من هجرك كقمر اصابه الخسوف
شمس الدين التبريزي

يتبع…..

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية نور الروح)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى